الموضــوع الرابع : الاتصال في العـــلاقات العامةكلمة " اتصال " مشتقة من الأصل اللاتينيCummins ومعناها عام أو شائع أو مألوف ، وهكذا فان الاتصال هو النشاط الذي يستهدف تحقيق العمومية أو الذيوع أو الانتشار أو الشيوع أو المألوفية لفكرة أو موضوع أو منشأة أو قضية ، عن طريق انتقال المعلومات أو الأفكار أو الآراء أو الاتجاهات من شخص أو جماعة الى أشخاص أو جماعات ، باستخدام رموز ذات معنى موحد ومفهوم بنفس الدرجة لدى كل من الطرفين ، وبهذا فان الاتصال هو أساس كل تفاعل إعلامي اجتماعي ثقافي حيث يتيح نقل المعارف والمعلومات وييسر التفاهم بين الأفراد والجماعات .
وهكذا يمثل الاتصال العملية الأم أو العملية الرئيسية التي يمكن أن تنطوي بداخلها عمليات فرعية أو أوجه نشاط متنوعة قد تختلف من حيث أهدافها ، ولكنها تتفق جميعا فيما بينها في أنها " عمليات اتصالية " .
ولكن يكون الاتصال فعالا فان من الضروري أن تتوافر فيه مجموعة من المحددات ، أمكن حصرها في أربعة محددات أساسية هي :
• يجب أن تصمم الرسالة الاتصالية وتعالج بطريقة تضمن جذب انتباه الجمهور المستهدف .
• يجب أن تستخدم الرسالة نوع الرموز والكلمات والصور ذات المعنى الموحد المشترك بين المرسل والمستقبل .
• يجب أن تعمل الرسالة الاتصالية على استشارة الحاجات الإنسانية لدى المستقبلين ، وان تقترح إمكانية إشباع هذه الحاجات .
• يجب أن تكون طرق اتساع هذه الحاجات الإنسانية متسقة مع القيم الاجتماعية السائدة .
ويتم الاتصال – بأشكاله المختلفة – بمجموعة من الخصائص من أهمها : -
• يـأخذ الاتصال عدة أشكال مختلفة ، كالاتصال المواجهي الذي يتضمن الاتصال الشخص والاتصال الجمعي ، والاتصال الجماهيري ، وتختلف هذه الأشكال فيما بينها من حيث طبيعتها ومتطلباتها وتأثيرها .
• يدور الاتصال – بأشكاله المختلفة – حول شئ معين سواء في المجال الاعلامي أو الثقافي أو التجاري أو الاقتصادي ، أي أن الجهود الاتصالية لا تعمل في فراغ .
• تتكون شبكة الاتصال في أبسط صورها من ثلاثة عناصر هي المرسل ، والرسالة ، والمستقبل ، وقد يكون المرسل أو المستقبل فردا أو جماعة ، كما قد يكون المستقبل نوعيات متعددة من الجماهير ، وفي حالة الاتصال الجماهيري يضاف عنصر رابع هو الوسيلة أو مجموعة الوسائل الاتصالية التي تنقل الرسالة الى جماهير المستقبلين .
ويوضح الشــكل التالي النموذج الخاص بالاتصال بالجماهير .
شكل رقــــم ( 4 )
ويختلف الاتصال الجماهيري ( Mass Communication ) عن غيره من أشكال الاتصال الأخرى ، ويتميز بمجموعة من الخصائص أهمها :
• يعتمد الاتصال الجماهيري في خطوة بث الرسائل الاتصالية على وسائل الاتصال بالجماهير كالصحف والراديو والتلفيزيون والسينما والكتاب والملصقات وغيرها من الوسائل ، نظرا لانعدام الصلة المباشرة بين المرسل وجمهور المستقبلين كما في حالة الاتصال المواجهى .
• تتم معظم عمليات الاتصال الجماهيري من طرف واحد حيث يفتقر الى رجع الصدى الفوري أو المباشر الذي تتسم به عمليات الاتصال المواجهى ، ويعتمد رجال الاتصال الجماهيري على قياس ردود الفعل والتأثيرات المرتدة لدى الجماهير عن طريق الاستقصاءات والدراسات الميدانية .
• يتأثر الاتصال الجماهيري بالعنصر الاختياري الذي يتمثل في وجود عدد كبير ومتنوع من الرسائل والمواد الإعلامية المتاحة للجمهور والتي لا يمكن أن يتشبع بها في وقت واحد ، ومن هنا فانه يقرأ بعض الصحف والكتب ويستمع الى بعض المواد الإذاعية ، ويشاهد بعض المواد التليفزيونية ، فضلا عن اتجاه بعض فئات الجمهور الى رفض بعض الرسائل أو المواد الإعلامية أساسا .
ومن المعروف أن النشاط الاعلامي كعملية اتصال بالجماهير يستهدف – بصفة عامة – الإعلام والشرح والتفسير والتحليل وتقديم المعلومات والمواد المعرفية ، والتسلية ، إلا أن هناك بعض أشكال الاتصال التي تستهدف إقناع جمهور المتلقين بأفكار ومعلومات وآراء معينه ، والتأثير في سلوكه ، وهو ما ينسحب على جهود الإعلان التجاري وبعض جهود العـلاقات العامة .
وعلى هذا الأساس يمكن الخروج باصطلاح جديد للتفرقة بين الاتصال بالجماهير للإعلام بوجه عام ، والاتصال بالجماهير بغرض الإقناع والتأثير والاستمالة على وجه الخصوص ، ويمكن أن نطلق على هذا الاصطلاح " الاتصال الاقناعي " Persuasive Communication ويمكن تعريفه بأنه الاتصال الذي يحدث عندما يوجه القائم بالاتصال عن قصد رسائله الإعلامية لإحداث تأثير مركز محسوب على اتجاهات وسلوك مجموعات معينة مستهدفة من الجمهور ، وهذا التعريف يستند أساسا الى التعريف الخاص بالإقناع من حيث أنه " اتصال هادف الى التأثير في الاختيار " .
وفي هذا الإطار تجدر الإشارة الى " نظرية انسياب المواد الإعلامية والدعائية على خطوتين " Two – Step Flow of Communication والتي تؤمن بأن الاتصال عملية أفقية ورأسية في وقت واحد ، مما يعنى ضرورة الاعتماد القيادات البشرية وقادة الرأي ودعاة التغيير الى جانب وسائل الاتصال الجماهيري ، فنظام الاتصال الفعال ينبني على تكريس المزيد من الاهتمام الى الجماعات المتباينة التي يتكون منها جمهور المستقبلين في النهاية ، ولما كانت الدروس المستفادة من التجارب الإعلامية والدعائية قد أثبتت أن بعض الجماهير في كل فئة من فئات المجتمع تمارس دورا أساسيا في الاتصال الجماهيري سواء بالتأثير أو الدعاية أو الإعلام ، فقد أصبح من الضروري أن تستهدف عملية الاتصال التأثير في هؤلاء الأفراد من ناحية ، واستخدامهم في عملية الاتصال الواسعة من ناحية أخرى ، ويوضح الشكل التالي هذا النموذج .
شكل رقــــم ( 5 )
نموذج الاتصال على خطوتين
كما تجدر الإشارة أيضا الى نماذج استجابات الجمهور حيث ترتبط استجابة الجمهور لمضمون المادة الإعلامية أو الدعائية بعدة متغيرات مؤثرة فيها من أهمها نوع المرحلة التي يمر بها الجمهور من حيث مدى معرفته بالفكرة أو الموضوع ، حيث تتطلب كل مرحلة أنماطا معينة من الرسائل الإعلامية أو الدعائية وتركيزا خاصا بالنسبة لبعض الرسائل الإعلامية التي تختلف عن نوع الأنماط والوسائل المطلوبة للمراحل الأخرى ، كما ترتبط أيضا بمستويات توصيل الأفكار الى الجماهير بغرض إحداث التأثر الاقناعي المطلوب .
وعلى الرغم من الاختلاف النسبي بين النماذج الاستجابة المختلفة للجمهور من حيث الخطوات الفرعية المتضمنة في كل نموذج منها بما يحقق الهدف الاتصالي النهائي ، إلا أنها تتفق جميعا في مراحلها وخطواتها ومستويات تأثيرها الأساسية الثلاث سواء من الجانب الوظيفي للإعلام أو العلاقات العامة أو الدعاية كقوى دافعة لتغير السلوك وفق تتابعات معنية ، أو من الجانب النفسي الذي يركز على حالات الإدراك ، والوجدان ، والدافعية أو النزوع ، وتتمثل مستويات التأثير في :
• مرحلة الإدراك أو الدراية أو الوعي أو المعرفة :
والتي ترتبط بمستوى التأثير في الإدراك والمعرفة والوعي والمعلومات والأفكار وتستهدف تكوين البناء الادراكى والمعرفي لدى الجمهور ،وخلق درجة معينة من الإدراك والوعي لدية بطبيعة ونوعية الموضوعات المتضمنة وذلك من خلال المعلومات والحقائق .
• مرحلة التـأثير
والتي ترتبط بمستوى التأثير في الاتجاه والمشاعر المحابية للفكرة أو الموضوع وتستهدف تكوين بناء دوافعي معين لدى الجمهور والتأثير فيه وجدانيا ،وتغيير اتجاهاته بطريقة محابية للفكرة الأساسية التي يتناولها الاعلامي أو الدعاية أو الإعلان .
• مرحلة الاستجابة
والتي ترتبط بمستوى التأثير في السلوك وتستهدف تكوين بناء حركي معين لدى الجمهور ، وتعديل أنماط سلوكه ودوافعه ورغباته وتغييرها في الاتجاه المستهدف ، لتحقيق الاستجابة المرغوبة من عملية الاتصال الاقناعي .
الصعوبات والعوائق التي تواجه الاتصال
تواجه عملية الاتصال بالجماهير مجموعة من العوائق التي تحد من إمكانية انتشارها بين الجماهير المتعددة ، وقد أفض علماء الاتصال والإعلام وعلم النفس والاجتماع في ذكر هذه المعوقات وتوصيفها وقد ساعد على تعقد عملية الاتصال ضرورة أن يكون المستقبل قادرا على أن يفهم ما يسمعه أو يقرأه أو يشاهده ماديا ونفسيا ، ويمكن أن نخلص الى تجميع وتحديد مجموعة العوائق المؤثرة في الاتصال على نحو ما يلي :
1. عدم وجود مجال للخبرة المشتركة أو العامة بين المرسل وجمهرة المستقبلين تؤدي الى التوصيل المتكامل للرسالة الإعلامية أو الاتصالية .
ويوضح النموذج التالي مجال الخبرة المشتركة التي يجب توافرها بين القائم بالاتصال والجمهور لتسهيل عملية الاتصال وبحيث يشمل هذا المجال جزءا من مجال الخبرة لدى المرسل وجزءا آخر من مجال الخبرة لدى الجمهور ، وهو نمط ما يجب أن يكون سائدا في عملية الاتصال .
شـكل رقـــــــم ( 6 ) "في النسخة الأصلية"
مجال الخبرة المشتركة بين المرسل والمستقبل
2. غياب " ترجيع الأثر " بمعنى عدم الإحساس الفوري بوقع الكلمات أو الرسائل الإعلامية على الجمهور المستهدف ، وهي أهم الصعوبات التي تواجه الاتصال الجماهيري .
3. القيود التي تتمثل في الترميز الخاطئ مما يؤدي الى صعوبة تبادل المعاني ، حيث يتصور بعض القائمين بالاتصال أن مجرد نشر الكلمات أو الصور والرسوم يؤدي الى إحداث الاتصال ، وهذا غير حقيقي لأن الاتصال لن يتحقق إلا في حالة واحدة فقط هي أن يتم تبادل المعاني الذي يقصده القائم بالاتصال .
4. الحدود التي تقلل من فعالية تأثير وسائل الإعلام ، والتي ترتبط بمجموعة من العمليات النفسية التي يقوم بها المتلقي كطرف أساسي في عملية الاتصال والتي يطلق عليها " الدفاع الاداركي " والتي تحد من تأثير الإعلام أو الدعاية أو العـلاقات العامة وفعاليتها ، وترتبط هذه العمليات بالمتطلبات الأساسية لعملية الاتصال والتي تتمثل في ضرورة تعرض جمهور المتلقين للاتصال ، والتفسير الصحيح من جانبهم لمضمون الرسالة ، وتذكرها ، وتقدير نوع ومـدى الاستجابة للدعوة الإعلامية المتضمنة فيها .
وقد أثبتت العديد من بحوث الاتصال أن هذه العمليات لا تتم بطريقة عشوائية ، فضلا عن كونها عمليات غير نمطية بين أفراد جمهور المستقبلين حيث توجد مجموعة من الاختلافات بينهم في درجة ونوعية التعرض والتفسير والتذكير واتخاذ القرارات مؤسسة على حرية الاختيار المتاحة للأفراد في قراءة أو مشاهدة أو سماع الموضوعات المختلفة في الوسائل المختلفة وتفسيرها وتذكرها بما يتفق مع اتجاهاتهم وثقافاتهم ، وهو ما يمكن أن نطلق عليه عنصر " الانتقائية " أو " الاختيارية " والذي يرتبط أساسا بعمليات الدفاع الإدراكي لدى المتلقي والتي يمكن تحديدها في أربع عمليات هي :
• التعرض أو الانتباه الاختياري أو الانتقائي أو النوعي
والذي يتمثل في اتجاه المتلقي الى قراءة أو مشاهدة أو سماع وسائل معينة والانتباه الى بعض الموضوعات في بعض هذه الوسائل ، بما يتفق مع ميوله واتجاهاتها واهتماماته وثقافته .
• الادارك أو التحريف الاختياري أو الانتقائي أو النوعي
والذي يتمثل في الادارك أو التفسير الخاطئ للمعنى المقصود في الرسالة من قبل المتلقي بطريقة تجعل هذا المعنى مختلفا مع المعنى الذي قصده المرسل ، نظرا لأن الرسـالة تمر من خـلال الحاجات والقيم والاتجاهات الخاصة بالمتلقي ، وقد أثبتت بعض الدراسات بعض أنه في حالات خاصة وتحت ظروف معينة يعمد أفراد الجمهور الى تفسير الرسائل الإعلامية أو الدعائية أو الإعلانية تفسيرا خاطئا ، وتحريف معناها بما يجعلها متمشية ومتطابقة مع آرائهم واتجاهاتهم وعاداتهم .
• التذكر الاختياري أو الانتقائي أو النوعي
والذي يتمثل في قدرة المتلقي على نسيان أو تذكـــر موضوعات معينة أو أجزاء معينه أو أجزاء معينة من بعض الموضوعات أكثر من غيرها بسبب تأثير بعض المفاهيم والحاجات والقيم الإنسانية لدية .
القـرار الاختياري أو الانتقائي
والذي يتمثل في قدرة الفرد المتلقي للرسالة على التأثر مضمونها بالطريقة والأسلوب الذي استهدفه المرسل ، ونظرا لوجود اختلافات متنوعة بين أفراد الجمهور فأن درجة تأثرهم بالرسالة واستجابتهم للدعوة المتضمنة فيها تختلف بالتالي .
وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن المتلقي يمكن أن يقاوم الاتصال الذي لا يتوافق مع خبراته ومفاهيمه و اتجاهاته بعدة طرق تتمثل في تجنب هذا الاتصال ، وتحريف معناه ، ونسيانه ، وعـدم التأثر بما تضمنته الرسـالة من دعاوي ومقاصد .
5. ولما كان الفرد لا يعيش بمفرده وإنما يعيش وسط جماعة من الناس يستمد منها قيمة ومعاييره التي يحكم بها على الأهمية النسبية لكل فعل يقوم به ولكل رأي يعتنقه أو فكرة يهتم بها ، لذلك كان على المرسل أن يدرك مدى تأثير الجماعات المختلفة على سلوك الفرد الذي يعتبر عضوا فيها ويتفاعل معها ، ويراعي ذلك إعداد الرسـالة الاتصالية .
للرجوع الى النسخة الاصلية في ملف إدارةالعلاقات العامة)
http://www.4shared.com/get/127570531/fc1061bd/__online.html
وهكذا يمثل الاتصال العملية الأم أو العملية الرئيسية التي يمكن أن تنطوي بداخلها عمليات فرعية أو أوجه نشاط متنوعة قد تختلف من حيث أهدافها ، ولكنها تتفق جميعا فيما بينها في أنها " عمليات اتصالية " .
ولكن يكون الاتصال فعالا فان من الضروري أن تتوافر فيه مجموعة من المحددات ، أمكن حصرها في أربعة محددات أساسية هي :
• يجب أن تصمم الرسالة الاتصالية وتعالج بطريقة تضمن جذب انتباه الجمهور المستهدف .
• يجب أن تستخدم الرسالة نوع الرموز والكلمات والصور ذات المعنى الموحد المشترك بين المرسل والمستقبل .
• يجب أن تعمل الرسالة الاتصالية على استشارة الحاجات الإنسانية لدى المستقبلين ، وان تقترح إمكانية إشباع هذه الحاجات .
• يجب أن تكون طرق اتساع هذه الحاجات الإنسانية متسقة مع القيم الاجتماعية السائدة .
ويتم الاتصال – بأشكاله المختلفة – بمجموعة من الخصائص من أهمها : -
• يـأخذ الاتصال عدة أشكال مختلفة ، كالاتصال المواجهي الذي يتضمن الاتصال الشخص والاتصال الجمعي ، والاتصال الجماهيري ، وتختلف هذه الأشكال فيما بينها من حيث طبيعتها ومتطلباتها وتأثيرها .
• يدور الاتصال – بأشكاله المختلفة – حول شئ معين سواء في المجال الاعلامي أو الثقافي أو التجاري أو الاقتصادي ، أي أن الجهود الاتصالية لا تعمل في فراغ .
• تتكون شبكة الاتصال في أبسط صورها من ثلاثة عناصر هي المرسل ، والرسالة ، والمستقبل ، وقد يكون المرسل أو المستقبل فردا أو جماعة ، كما قد يكون المستقبل نوعيات متعددة من الجماهير ، وفي حالة الاتصال الجماهيري يضاف عنصر رابع هو الوسيلة أو مجموعة الوسائل الاتصالية التي تنقل الرسالة الى جماهير المستقبلين .
ويوضح الشــكل التالي النموذج الخاص بالاتصال بالجماهير .
شكل رقــــم ( 4 )
ويختلف الاتصال الجماهيري ( Mass Communication ) عن غيره من أشكال الاتصال الأخرى ، ويتميز بمجموعة من الخصائص أهمها :
• يعتمد الاتصال الجماهيري في خطوة بث الرسائل الاتصالية على وسائل الاتصال بالجماهير كالصحف والراديو والتلفيزيون والسينما والكتاب والملصقات وغيرها من الوسائل ، نظرا لانعدام الصلة المباشرة بين المرسل وجمهور المستقبلين كما في حالة الاتصال المواجهى .
• تتم معظم عمليات الاتصال الجماهيري من طرف واحد حيث يفتقر الى رجع الصدى الفوري أو المباشر الذي تتسم به عمليات الاتصال المواجهى ، ويعتمد رجال الاتصال الجماهيري على قياس ردود الفعل والتأثيرات المرتدة لدى الجماهير عن طريق الاستقصاءات والدراسات الميدانية .
• يتأثر الاتصال الجماهيري بالعنصر الاختياري الذي يتمثل في وجود عدد كبير ومتنوع من الرسائل والمواد الإعلامية المتاحة للجمهور والتي لا يمكن أن يتشبع بها في وقت واحد ، ومن هنا فانه يقرأ بعض الصحف والكتب ويستمع الى بعض المواد الإذاعية ، ويشاهد بعض المواد التليفزيونية ، فضلا عن اتجاه بعض فئات الجمهور الى رفض بعض الرسائل أو المواد الإعلامية أساسا .
ومن المعروف أن النشاط الاعلامي كعملية اتصال بالجماهير يستهدف – بصفة عامة – الإعلام والشرح والتفسير والتحليل وتقديم المعلومات والمواد المعرفية ، والتسلية ، إلا أن هناك بعض أشكال الاتصال التي تستهدف إقناع جمهور المتلقين بأفكار ومعلومات وآراء معينه ، والتأثير في سلوكه ، وهو ما ينسحب على جهود الإعلان التجاري وبعض جهود العـلاقات العامة .
وعلى هذا الأساس يمكن الخروج باصطلاح جديد للتفرقة بين الاتصال بالجماهير للإعلام بوجه عام ، والاتصال بالجماهير بغرض الإقناع والتأثير والاستمالة على وجه الخصوص ، ويمكن أن نطلق على هذا الاصطلاح " الاتصال الاقناعي " Persuasive Communication ويمكن تعريفه بأنه الاتصال الذي يحدث عندما يوجه القائم بالاتصال عن قصد رسائله الإعلامية لإحداث تأثير مركز محسوب على اتجاهات وسلوك مجموعات معينة مستهدفة من الجمهور ، وهذا التعريف يستند أساسا الى التعريف الخاص بالإقناع من حيث أنه " اتصال هادف الى التأثير في الاختيار " .
وفي هذا الإطار تجدر الإشارة الى " نظرية انسياب المواد الإعلامية والدعائية على خطوتين " Two – Step Flow of Communication والتي تؤمن بأن الاتصال عملية أفقية ورأسية في وقت واحد ، مما يعنى ضرورة الاعتماد القيادات البشرية وقادة الرأي ودعاة التغيير الى جانب وسائل الاتصال الجماهيري ، فنظام الاتصال الفعال ينبني على تكريس المزيد من الاهتمام الى الجماعات المتباينة التي يتكون منها جمهور المستقبلين في النهاية ، ولما كانت الدروس المستفادة من التجارب الإعلامية والدعائية قد أثبتت أن بعض الجماهير في كل فئة من فئات المجتمع تمارس دورا أساسيا في الاتصال الجماهيري سواء بالتأثير أو الدعاية أو الإعلام ، فقد أصبح من الضروري أن تستهدف عملية الاتصال التأثير في هؤلاء الأفراد من ناحية ، واستخدامهم في عملية الاتصال الواسعة من ناحية أخرى ، ويوضح الشكل التالي هذا النموذج .
شكل رقــــم ( 5 )
نموذج الاتصال على خطوتين
كما تجدر الإشارة أيضا الى نماذج استجابات الجمهور حيث ترتبط استجابة الجمهور لمضمون المادة الإعلامية أو الدعائية بعدة متغيرات مؤثرة فيها من أهمها نوع المرحلة التي يمر بها الجمهور من حيث مدى معرفته بالفكرة أو الموضوع ، حيث تتطلب كل مرحلة أنماطا معينة من الرسائل الإعلامية أو الدعائية وتركيزا خاصا بالنسبة لبعض الرسائل الإعلامية التي تختلف عن نوع الأنماط والوسائل المطلوبة للمراحل الأخرى ، كما ترتبط أيضا بمستويات توصيل الأفكار الى الجماهير بغرض إحداث التأثر الاقناعي المطلوب .
وعلى الرغم من الاختلاف النسبي بين النماذج الاستجابة المختلفة للجمهور من حيث الخطوات الفرعية المتضمنة في كل نموذج منها بما يحقق الهدف الاتصالي النهائي ، إلا أنها تتفق جميعا في مراحلها وخطواتها ومستويات تأثيرها الأساسية الثلاث سواء من الجانب الوظيفي للإعلام أو العلاقات العامة أو الدعاية كقوى دافعة لتغير السلوك وفق تتابعات معنية ، أو من الجانب النفسي الذي يركز على حالات الإدراك ، والوجدان ، والدافعية أو النزوع ، وتتمثل مستويات التأثير في :
• مرحلة الإدراك أو الدراية أو الوعي أو المعرفة :
والتي ترتبط بمستوى التأثير في الإدراك والمعرفة والوعي والمعلومات والأفكار وتستهدف تكوين البناء الادراكى والمعرفي لدى الجمهور ،وخلق درجة معينة من الإدراك والوعي لدية بطبيعة ونوعية الموضوعات المتضمنة وذلك من خلال المعلومات والحقائق .
• مرحلة التـأثير
والتي ترتبط بمستوى التأثير في الاتجاه والمشاعر المحابية للفكرة أو الموضوع وتستهدف تكوين بناء دوافعي معين لدى الجمهور والتأثير فيه وجدانيا ،وتغيير اتجاهاته بطريقة محابية للفكرة الأساسية التي يتناولها الاعلامي أو الدعاية أو الإعلان .
• مرحلة الاستجابة
والتي ترتبط بمستوى التأثير في السلوك وتستهدف تكوين بناء حركي معين لدى الجمهور ، وتعديل أنماط سلوكه ودوافعه ورغباته وتغييرها في الاتجاه المستهدف ، لتحقيق الاستجابة المرغوبة من عملية الاتصال الاقناعي .
الصعوبات والعوائق التي تواجه الاتصال
تواجه عملية الاتصال بالجماهير مجموعة من العوائق التي تحد من إمكانية انتشارها بين الجماهير المتعددة ، وقد أفض علماء الاتصال والإعلام وعلم النفس والاجتماع في ذكر هذه المعوقات وتوصيفها وقد ساعد على تعقد عملية الاتصال ضرورة أن يكون المستقبل قادرا على أن يفهم ما يسمعه أو يقرأه أو يشاهده ماديا ونفسيا ، ويمكن أن نخلص الى تجميع وتحديد مجموعة العوائق المؤثرة في الاتصال على نحو ما يلي :
1. عدم وجود مجال للخبرة المشتركة أو العامة بين المرسل وجمهرة المستقبلين تؤدي الى التوصيل المتكامل للرسالة الإعلامية أو الاتصالية .
ويوضح النموذج التالي مجال الخبرة المشتركة التي يجب توافرها بين القائم بالاتصال والجمهور لتسهيل عملية الاتصال وبحيث يشمل هذا المجال جزءا من مجال الخبرة لدى المرسل وجزءا آخر من مجال الخبرة لدى الجمهور ، وهو نمط ما يجب أن يكون سائدا في عملية الاتصال .
شـكل رقـــــــم ( 6 ) "في النسخة الأصلية"
مجال الخبرة المشتركة بين المرسل والمستقبل
2. غياب " ترجيع الأثر " بمعنى عدم الإحساس الفوري بوقع الكلمات أو الرسائل الإعلامية على الجمهور المستهدف ، وهي أهم الصعوبات التي تواجه الاتصال الجماهيري .
3. القيود التي تتمثل في الترميز الخاطئ مما يؤدي الى صعوبة تبادل المعاني ، حيث يتصور بعض القائمين بالاتصال أن مجرد نشر الكلمات أو الصور والرسوم يؤدي الى إحداث الاتصال ، وهذا غير حقيقي لأن الاتصال لن يتحقق إلا في حالة واحدة فقط هي أن يتم تبادل المعاني الذي يقصده القائم بالاتصال .
4. الحدود التي تقلل من فعالية تأثير وسائل الإعلام ، والتي ترتبط بمجموعة من العمليات النفسية التي يقوم بها المتلقي كطرف أساسي في عملية الاتصال والتي يطلق عليها " الدفاع الاداركي " والتي تحد من تأثير الإعلام أو الدعاية أو العـلاقات العامة وفعاليتها ، وترتبط هذه العمليات بالمتطلبات الأساسية لعملية الاتصال والتي تتمثل في ضرورة تعرض جمهور المتلقين للاتصال ، والتفسير الصحيح من جانبهم لمضمون الرسالة ، وتذكرها ، وتقدير نوع ومـدى الاستجابة للدعوة الإعلامية المتضمنة فيها .
وقد أثبتت العديد من بحوث الاتصال أن هذه العمليات لا تتم بطريقة عشوائية ، فضلا عن كونها عمليات غير نمطية بين أفراد جمهور المستقبلين حيث توجد مجموعة من الاختلافات بينهم في درجة ونوعية التعرض والتفسير والتذكير واتخاذ القرارات مؤسسة على حرية الاختيار المتاحة للأفراد في قراءة أو مشاهدة أو سماع الموضوعات المختلفة في الوسائل المختلفة وتفسيرها وتذكرها بما يتفق مع اتجاهاتهم وثقافاتهم ، وهو ما يمكن أن نطلق عليه عنصر " الانتقائية " أو " الاختيارية " والذي يرتبط أساسا بعمليات الدفاع الإدراكي لدى المتلقي والتي يمكن تحديدها في أربع عمليات هي :
• التعرض أو الانتباه الاختياري أو الانتقائي أو النوعي
والذي يتمثل في اتجاه المتلقي الى قراءة أو مشاهدة أو سماع وسائل معينة والانتباه الى بعض الموضوعات في بعض هذه الوسائل ، بما يتفق مع ميوله واتجاهاتها واهتماماته وثقافته .
• الادارك أو التحريف الاختياري أو الانتقائي أو النوعي
والذي يتمثل في الادارك أو التفسير الخاطئ للمعنى المقصود في الرسالة من قبل المتلقي بطريقة تجعل هذا المعنى مختلفا مع المعنى الذي قصده المرسل ، نظرا لأن الرسـالة تمر من خـلال الحاجات والقيم والاتجاهات الخاصة بالمتلقي ، وقد أثبتت بعض الدراسات بعض أنه في حالات خاصة وتحت ظروف معينة يعمد أفراد الجمهور الى تفسير الرسائل الإعلامية أو الدعائية أو الإعلانية تفسيرا خاطئا ، وتحريف معناها بما يجعلها متمشية ومتطابقة مع آرائهم واتجاهاتهم وعاداتهم .
• التذكر الاختياري أو الانتقائي أو النوعي
والذي يتمثل في قدرة المتلقي على نسيان أو تذكـــر موضوعات معينة أو أجزاء معينه أو أجزاء معينة من بعض الموضوعات أكثر من غيرها بسبب تأثير بعض المفاهيم والحاجات والقيم الإنسانية لدية .
القـرار الاختياري أو الانتقائي
والذي يتمثل في قدرة الفرد المتلقي للرسالة على التأثر مضمونها بالطريقة والأسلوب الذي استهدفه المرسل ، ونظرا لوجود اختلافات متنوعة بين أفراد الجمهور فأن درجة تأثرهم بالرسالة واستجابتهم للدعوة المتضمنة فيها تختلف بالتالي .
وعلى هذا الأساس يمكن القول بأن المتلقي يمكن أن يقاوم الاتصال الذي لا يتوافق مع خبراته ومفاهيمه و اتجاهاته بعدة طرق تتمثل في تجنب هذا الاتصال ، وتحريف معناه ، ونسيانه ، وعـدم التأثر بما تضمنته الرسـالة من دعاوي ومقاصد .
5. ولما كان الفرد لا يعيش بمفرده وإنما يعيش وسط جماعة من الناس يستمد منها قيمة ومعاييره التي يحكم بها على الأهمية النسبية لكل فعل يقوم به ولكل رأي يعتنقه أو فكرة يهتم بها ، لذلك كان على المرسل أن يدرك مدى تأثير الجماعات المختلفة على سلوك الفرد الذي يعتبر عضوا فيها ويتفاعل معها ، ويراعي ذلك إعداد الرسـالة الاتصالية .
للرجوع الى النسخة الاصلية في ملف إدارةالعلاقات العامة)
http://www.4shared.com/get/127570531/fc1061bd/__online.html
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام