أ- مفهــوم البحــث العلمــي:هو المجهود والنشاط الفكري المنظم المؤدي إلى اكتسابنا المعرفة وتكون عبارة عن معلومات نجمعها عن الجهة المستهدفة للبحث وفي المرحلة الثانية نقوم بمعالجة ه\ه المعلومات وإخضاعها للتصنيفات بمعنى تصنيف عناصرها حتى نكشف خصائصها النوعية ونكشف الدلالات التي تحملها.
والبحث العلمي يتكون من كلمتين:البحث وتعني حسب الموسوعة العلمية larousse "الأعمال التي لها هدف الكشف عن معارف جديدة في ميدان علمي معين أما كلمة علم حسب نفس الموسوعة فهي تدل على معارف جديدة التنظيم ذات العلاقة بالظواهر ولذا فإن العلم في اللغة العربية تعني المعرفة أي ما نملكه من معلومات عن الأشياء وعليه فإن البحث العلمي هو سعي منظم في ميدان معين يهدف إلى اكتشاف الحقائق والمبادئ.
الفـرق بين البحـث والعلـم:
البحث هو السعي وراء الحصول إلى المعرفة بعد معالجتها لتصبح علما.
من شروط البحث العلمي كما تجلى في التعريف السابق هو التنظيم المتسلسل للخطوات والباحثون في تعريفاتهم المختلفة يركزون على أنه نشاط فكري في خطوات مرتبة ومتسلسلة وفق نظام معين وخطة مرسومة لأنه لا يمكن للباحث الانتقال من خطوة إلى أخرى إلا بعد التأكد من صحة الخطوات السابقة وسلامتها لأن كل مرحلة في البحث العلمي تقرر طبيعة المرحلة الثانية إن عامل التنظيم في البحث العلمي يكسب هذا الأخير صفة الموضوعية المختلفة تعبر المعلومات عن الواقع المبحوث بمعنى أن الباحث يجب أن يستقي معلومات عن بحثه من الواقع المدروس عبر جميع المعلومات التقصيلية عن المشكلة المدروسة.
غاية البحث العلمي لا تتوقف عند دراسة واقع الظاهرة المدروسة دراسة وصفية بل إن العملية تتجاوز عملية الوصف إلى الفهم معناه تحديد خصائص العناصر المكونة لها وطبيعة علاقتها الداخلية والخارجية تحديدا دقيقا ثم تتوصل إلى عملية التفسير والفهم والهدف والقيام باستنتاج الدلالات في شكل تعميمات أو نظريات أو قوانين تعبر عن العلاقات التي تحكم الظواهر وتفسرها.
الفرق بين النظرية والقانون النظرية مرتبطة بالزمان والمكان أما القانون فيتجاوز الزمان والمكان.
من نتائج البحث العلمي التعميم وهي نتيجة تستخدم في ظواهر أخرى.
القيمة العلمية للنتائج المتوصل إليها في بحث الظواهر تساعدنا على عملية التنبؤ أي توقع ما يحدث مستقبلا في شكل احتمال قوي وذلك في حالة سير الظروف سيرا عاديا.
السبب تتنبأ من أجل اكتشاف ظواهر جديدة لم نتعرف عليها من قبل أو تجنب مشاكل وأخطاء وكوارث قبل وقوعها.
يعود الفضل الأول في توجيه البحث العلمي إلى المجالات الأساسية إلى العرب والمسلمين لأنهم صنفوا هذه العلوم حسب الغرض الذي تطلبه مثل: العلوم الطبيعية والرياضية والسياسية كما أنهم قاموا بتطوير استخدام المنطق في طرق الأدلة والبراهين وأخرجوهم إلى الواقع من خلال ربطه بدراسة العلوم الفلسفية وعلم الكلام وعلم الأدلة التي تشتمل جميع العلوم العصرية الآن بالرغم من المساهمة الكبيرة التي قدمها العرب في تطور البحث العلمي إلا أنهم لم يصلوا به إلى حدود اليوم وهذا يعود حسب ما يقول أبو حامد الغزالي إلى اهتمامهم بعلوم الفقه أكثر من العلوم الأخرى لأن العلوم الفقهية هي الموصلة إلى الجاه والمال والمسؤولية لكن هذه المساهمة استغلها الغربيون بعدهم في تأسيس البحث العلمي الحديث حيث تسجل في هذا الصدد مساهمة الباحث راجر بيكور الداعي الأول إلى البحث عن المعرفة من مصادرها الأصلية والأخذ بالمعلومات الإختبارية كما كانت كذلك مساهمة العالم فرانسيس بيكوز بمؤلفه في قواعد المنهج التجريبي وخطواته حاسمة في وضع أسس التفكير العلمي الحديث حيث قام بشرح طرق جمع المعلومة وأدواتها وأساليبها وتصنيفها ومقارنتها للوصول إلى خصائصها الذاتية بعد التحقق منها عبر عملية الإختبار.
البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية للظواهر المختلفة لها والعلاقات التي تحكمها من خلال اعتماد خطة واضحة تضمن لعمليات البحث الترتيب السليم عبر خطوات متسلسلة في إطار تكاملي لأهدافها.
ماذا نبحث في الإعلام والاتصال؟ ما هي الموضوعات؟ هل الإعلام والاتصال علم قائم بذاته؟
معنى كلمة علم هو"المعرفة المنظمة ذات العلاقة بفئات معينة من الأحداث والظواهر" معناه العلم أن العلم المعرفة التي خضعت إلى المعالجة العلمية عن طريق البحث والاستدلال في إطار موضوعي وأيضا خضعت لتصنيف دقيق لموضوعاتها وهذا انطلاقا من نظم فكرية لها مفاهيمها وطروحاتها وأيضا مقاييسها والعلم بذلك يتكون بمجموعة من المبادئ والقوانين والنظريات التي تتسق في كل موحد.
لا بد أولا من التعرف على أن أبحاث الإعلام والاتصال مرت بمرحلتين على غرار الأبحاث الأخرى:
أ- المـرحلـة الفـلسفيــة:
تبدأ المرحلة الفلسفية في أي علم بحصول تراكم معرفي كبير على مستواه ويؤدي إلى عجز أدواته التحليلية (مناهج وأدوات البحث) تصبح عاجزة عن معالجة هذا الكم من المعلومات تبدأ المرحلة الفلسفية في التفكير لإيجاد أدوات تحليل بديلة للقيام بالمهمة التحذيرية وهنا يدخل العلم المرحلة الفلسفية بالنسبة للعلم الذي سيظهر حيث يتم في هذه المرحلة التركيز على تحديد مجالات إهتمام جديدة عبر تكوين مفاهيم عامة بمعنى ليست محددة وإعادة النظر في الافتراضات الأساسية المعروفة وكذا في مناهج البحث وأدواتها فإذا كللت خطوة المراجعة باتفاق الباحثين أولا على طبيعة الموضوعات التي تم وضعها وكذا على نوعية المناهج والأدوات التي تستخدم في بحث هذه الموضوعات.
ب- المـرحلـة التجـريبيـة:
يتم فيها اختبار مضمون هذا الاتفاق ميدانيا من خلال القيام بتطبيق أدوات التحليل الجديدة في بحث الموضوعات الجديدة أيضا وهذا قصد جمع المعلومات والحقائق لتثبيت صحة أو خطأ ما اتفق عليه في المرحلة الفلسفية فإذا تمكنا من الوصول في شكل نظريات وقوانين من خلال هذا الجمع للمعلومات فإننا نشهد بميلاد هذا العلم الجديد فإذا حصل تراكم معرفي جديدوعجزات المناهج والأدوات عن معالجة هذا الكم الهائل من المعلومات معناه الدخول في مرحلة فلسفية جديدة.
كيف تجسدت المرحلة الفلسفية والتجريبية في أبحاث الإعلام والاتصال؟ إذا طبفنا هذا النموذج التطوري على أبحاث الإعلام والاتصال فنجد أن هذه الأخيرة خضعت في مفهومها الواسع إلى مرحلة فلسفية ارتبطت فيها بالأبحاث الانسانية التي تناولت بشكل عام نشاط الانسان مثل ما قام به أرسطو في محاولة تفسير عملية الاتصال بين الأفراد والجماعات في كتابه فن البلاغة قسم أرسطو الاتصال إلى الشخص المتحدث والحديث والمستمع.
عرف الاتصال "بأنه جميع وسائل الإقناع المتوفرة"لأن الخطابة في زمن أرسطو والزمن الذي بعده قبل ظهور المطبعة كانت الأداة أو الطريقة الأساسية في عملية الاتصال حتى في الحضارة العربية الإسلامية.
تنتهي سيطرة الخطابة كأداة اتصال بعد ظهور المطبعة بالحروف المتحركة في أوربا في القرن 15 ميلادي مما مهد إلى ظهور الدوريات في القرنين السابع والسادس عشر.
أدت الصحافة إلى نشر الأخبار وقيام الثورتين الفرنسية والأمريكية التي أعطت للمواطن الغربي الحريات الأساسية وحسنت أوضاعه الإجتماعية على مستوى الشغل التعليم والرعاية الصحية مما جعله يرتقي ثقافيا وإجتماعيا وسياسيا.
وأصبح نادرا على قراءة الجرائد ومتابعة أحداثها الشيئ الذي دعم مركز وسائل الإعلام داخل المجتمع وارتباط هذه الأخيرة بالجماهير من حيث توجيه الرأي العام خاصة أثناء الحملات الانتخابية وبذلك أصبحت الدوريات التي أطلق عليها بدءا من 1939 وسائل الاتصال الجماهيري الأدوات الأساسية داخل المجتمعات.
بالرغم من التطور الكبير الذي عرفته الصحافة المكتوبة منذ اختراع المطبعة سنة 1939 إلا أن أبحاث الإعلام والاتصال لم تواكب هذه النهضة ولم تحاول الاستقلال بنفسها كعلم مستقل بل استمرت في شكل دراسات تغلب عليها الطابع التاريخي والفلسفي والقانوني والأدبي ضمن الأبحاث الانسانية معتمدة على الحدس والتخمين لكن هذا الوضع لم يستمر طويلا لأنه في بداية القرن 20 برزت بعض المحاولات قام فيها أصحابها بتطبيق أساليب جديدة أكثر موضوعية في عملية البحث للموضوعات الإعلامية مثلما قام به الباحث دانيال ستارش DANIEL STRACH عن الإعلان والإذاعة خلال الفترة 1922-1927 والتي قام فيها بتطبيق أساليب القياس الكمي كما أن نشرولتر ليبمان في كتابه "الرأي العام" سنة1922 كان من المحاولات الأساسية لتأسيس البحث في الإعلام والاتصال في إطار مستقل لكن هذه المحاولات فشلت لاعتماد أصحابها على مفاهيم غامضة.
المـرحلـة التجـريبيـة لأبحـاث الإعـلام والاتصـال:
نقصد بالمرحلة التجريبية لأبحاث الإعلام والاتصال مرحلة تطبيق مناهج البحث العلمي الحديثة في معالجة الظواهر الإعلامية قبل التطرق إلى هذه النقطة لابد من التطرق إلى نقطة هامة كان لها الأثر البالغ في تطور أبحاث الإعلام والاتصال والتي تتمثل في انتقال البحث العلمي في العلوم الاجتماعية خلال القرن العشرين من طور التخمين والحدس والتأمل العقلي إلى طور الدراسات التجريبية وحصل هذا التطور أولا على مستوى علم الاجتماع بعد التحول الكبير الذي أحدثه التصنيع في الدول الغربية وظهور مجتمعات المدن الكبيرة وتعقد العلاقات الإجتماعية داخلها من خلال ظهور مشاكل متنوعة مثل النمو السكاني والبطالة والسكن والتموين والآفات الإجتماعية أما على مستوى نشاط البحث العلمي فإن العلوم الطبيعية خلال هذه الفترة حققت نزعة نوعية على مستوىتطور مناهجها وأساليب بحثها مما أثر على العلوم الإجتماعية في هذا الوقت ظهرت الدولة القومية في أوربا التي أصبحت تهتم أكثر بالبرمجة الصناعية والتخطيط الإجتماعي الشيئ الذي شجع الروح العلمية التي تمتد أكثر بالحقائق والبيانات في شكل أرقام وانتشرت لغة الإحصاء في معالجة مشاكل.
كل هذه العوامل سمحت للمثقفين الذين ازداد عددهم بفعل انتشار التعليم باستخدام أساليب البحث التجريبي المطبعة آنذاك في العلوم الطبيعية في بحث الظواهر الإجتماعية.
ج-مجـال أبحـاث الإعـلام والاتصـال:
ظاهرة الإعلام والاتصال كما رأينا سابقا هي نشاط إنساني واسع المجال حيث نجده مرتبطا بمختلف أوجه الحياة الخاصة للأفراد والمجتمعات وهي حاضرة في كل النشاطات الإنسانية وبالتالي علاقتها وثيقة بكل العلوم التي تبحث هذه النشاطات.
إن ارتباط ظاهرة الإعلام والاتصال بالنشاطات المتنوعة بالإنسان والمجتمع جعلها موضع العديد من الإهتمامات العلمية أي موزعة على أكثر من تخصص علمي هذا جعل أبحاث الإعلام والاتصال تواجه صعوبات كبيرة تمثلت في الغموض المنهجي والنظري هذا الغموض تسبب في عدم امكانية تحديد مفهوم علمي لها على نحو يسمح للباحثين من تحديد موضوعاتها بصورة مستقلة وإيجاد المناهج والأدوات الخاصة بها.
بالرغم من الصعوبات المشار إليها فإن الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام والاتصال داخل المجتمعات في كل المجالات الحياتية منذ ظهورها حتى الآن هذا الدور الكبير أدى إلى ميلاد وعي متزايد بمشكلات وقضايا الرسائل التي تبثها وسائل الإعلام وتجلى هذا الوعي في شكل اهتمام سلطات الدول بوسائل الاتصال الجماهيري بفعل الدور الكبير الذي تؤديه خاصة على مستوى تكوين الرأي العام وأيضا الترويج السلعي والخدماتي وهذا ما جعل السلطات العمومية تهتم بها كما تجلى أيضا الإهتمام بوسائل الإعلام والاتصال خلال الخمسينيات من القرن الماضي في تأسيس العديد من المعاهد والكليات ومراكز التدريس والتدريب والبحث المتخصصة في الإعلام والاتصال وهذا إلى جانب الجهود البحثية التي بذلت على مستوى تخصصات علمية مثل العلم السياسي وما قام به لازويل
من جهود أسفرت عن ميلاد أسلوب تحليل المضمون بمفهومه الكمي الحالي إلى جانب البحوث الإعلامية التي تناولت دراسة وسائل الإعلام والمجتمع مثلما قام به عالم النفس الإجتماعي بول لازار سفيلد PAUL LAZARSFELD منذ سنة 1933 التي ركز فيها على دراسة "الرأي العام وتأثير وسائل الإعلام الجماهيرية" وهذا إلى جانب الجهود التي بذلها كل من الباحثين كارل هوفلاند KARL HOFLEND الذي ينتمي إلى نفس التخصص والذي بحث "علاقة الاتصال بتغيير الاتجاهات داخل الجماعة و كرت لوين KURT LEWIN على مستوى بحث "التأثيرات التي تحدثها جماعة الضغط على تصرفات أعضائها"
بالرغم من الفشل الذي منيت به أبحاث الإعلام والاتصال من حيث استقلالية مواضيعها وأدوات بحثها إلا أن الاهتمام الذي حظيت به وسائل الإعلام كما رأينا أدى إلى ميلاد أبحاث في مجال أبحاث الإعلام والاتصال وبالتالي حاول الباحثون تقديم تعريف شامل لما يحدث من موضوعات في الصدد المذكور كان كما يلي:
إن الأبحاث الإعلامية هي الإطار الموضوعي الذي يضم العمليات في الإعلام والاتصال الجماهيري كما أنها تمثل الجهود المنظمة الحقيقية التي تستهدف البيانات والعمليات والنتائج الهامة والتفصيلية التي تستخدم كأساس لاتخاذ القرارات وتخطيط الجهود الإعلامية والاتصالية الفعالة.
كما أن مهمتها تبدأ قبل بداية الجهود الإعلامية وتستمر هذه الجهود وتقيس فعاليتها في كل خطوة أو موقف إعلامي أو اتصالي قياسا مرحليا شاملا.
د- اتجـاهـات أبحـاث الإعـلام والاتصـال:
توزع أبحاث الإعلام والاتصال على أكثر من علم أدى إلى ظهور العديد من الاتجاهات لأنه داخل كل علم من هذه العلوم ظهر اتجاه معين أو تيار محدد هذه الاتجاهات والتيارات كانت كالتالي:
1/الاتجاه السياسي لأبحاث الإعلام والاتصال: ظهر هذا الاتجاه على يد الباحث الأمريكي هارولد لازويل منذ سنة 1930 حيث قام هذا الاتجاه على دراسة وسائل الإعلام في المجتمع من خلال تحليل ما تنشره وسائل الإعلام من مواضيع ومضامين لاستخدام تحليل المضمون بأسلوبه الكمي إلى جانب اهتمامه بدراسة القائمين بالاتصال من رجال السياسة وبكل ماله علاقة بالمواضيع السياسية ذات الصلة بوسائل الإعلام.
2/الاتجاه السيكولوجي الإجتماعي:ظهر هذا الاتجاه في أحضان علم النفس الإجتماعي ورواده هم:بول لازار سفيلد و كرت لوين و كارل هوفلاند قام هذا الاتجاه على الدراسات القياسية الميدانية لآراء جماهير وسائل الإعلام خاصة آراء جمهور الراديو أو دراسة الاتصال داخل الجماعة أو الدراسات التي تناولت تغير الاتجاهات.
1-التيـار الإصلاحـي:يهتم هذا التيار بالتنظيم والتكوين والسلطة على وسائل الإعلام وبكل ما له علاقة بالسياسة العامة لهذه الوسائل وهي الجوانب المأخوذة مباشرة من تقرير لجنة حرية الصحافة الأمريكية المشكلة سنة 1949 وكان مضمون تقرير هذه اللجنة وما تضمنه من نتائج محل اهتمام معاهد الإعلام.
2-التيـار التـاريخـي:يشمل هذا التيار كل الدراسات التي قامت بالتأريخ لحياة رجال الصحافة والإعلام وقام به الباحث هارولد إينيس HAROLD INNIS وديفيد رايسمان DAVID RAISMAN
3-التيـارالصحفـي:ظهر التيار الصحفي على مستوى معاهد الصحافة ومراكز أبحاث الاتصال التي ساعدت في نشاطها البحثي على وسائل الإعلام وعلى خصائص القائم بالاتصال مثل ما قام به الباحث ولبر شرام.
4-التيـار الذي يدرس فلسفة اللغة والمعاني:اهتم هذا التيار بموضوعات نظرية المعلومات على الاتصال الإنساني وكانت هذه الدراسات محل اهتمام العديد من الباحثين المنتمين إلى تخصصات متعددة مثل الفلسفة والأنتروبولوجيا،اللغة،علم النفس،الرياضيات.....
5-تيـار شبكـات الاتصال:يتخصص هذا التيار في دراسة موضوع البث الإعلامي عبر الجو منطلقا في ذلك المبدأ نظام التوزيع العصبي في جسم الإنسان.
هـ-أنـواع اتجـاهـات الإعـلام والاتصـال:
لم يتفق الباحثون على تقسيم واحد لأبحاث الإعلام والاتصال وهذا لاعتماد كل باحث على أسس خاصة به في القيام بهذا التقسيم ومن هنا نسجل وجود العديد من التقسيمات منها ما كان أساسها المجال الذي تناولته هذه الأبحاث مثل القول أبحاث اجتماعية ،أبحاث طبيعية ،أبحاث إنسانية
أيضا من هذه التقسيمات ما كان أساسها الوسائل المستخدمة في إنجازها مثل القول أبحاث كمية وأبحاث نوعية ومنها ما كان أساسها المنهج المطبق في إجرائها وبالتالي توزعت هذه الأبحاث إلى تاريخية ، تجريبية ، إحصائية ، مسحية.......إلخ
بالرغم من عدم الاتفاق المسجل إلا أن الباحثين لم يختلفوا في تصنيف البحث العلمي إلى ثلاث مستويات وفق ما قام به الباحث موريس دوفرجين MAURICE DUVERGER هذه المستويات هي كالتالي: المستوى الاستكشافي المستوى الوصفي والمستوى التفسيري.
1)الأبحـاث الاستكشـافيـة:التي تعرف أيضا بالأبحاث الاستطلاعية أو بالأبحاث الأولية التي يلجأ إليها الباحث لتذليل الصعوبات التي يواجهها على مستوى استكشاف الظواهر أو التعرف عليها بصورة جيدة بعد استكشافها الغير الكامل كما نستخدم هذا النوع من الأبحاث في تحديد إشكالية البحث وأيضا في اختيار الفرضيات دون الذهاب إلى أكثر من ذلك وهي تكون في شكل إجابة على شكل سؤال واحد يتناول نقطة واحدة لا غير وبالتالي فإن بناءها الفني يتم بصورة مرنة لا يتطلب الكثير من الإجراءات البحثية أو التصميم الهيكلي المعقد أيضا الأبحاث الاستطلاعية لا تتطلب استخدام التساؤلات والفرضيات لكونها تعالج نقطة واحدة في شكل إجابة على سؤال واحد وبالتالي لا يخشى الباحث الخروج عن مسار البحث.
نستخدم الأبحاث الاستكشافية في مجالات العلوم التي تعاني عدم توفر الرصيد المعرفي ونحن على مستوى أبحاث الإعلام والاتصال نستخدم هذا النوع من الأبحاث بصورة كبيرة لأن أبحاث الإعلام والاتصال تعاني عدم وجود نظريات وقوانين تساعدنا في عملية البحث خاصة على مستوى صياغة الفرضيات.
2)الأبحـاث الـوصفيـة:بعد استكشاف الظاهرة تنتقل إلى وصفها أي التعرف على العناصر المكونة لها والعلاقات السائدة داخلها.الأبحاث الوصفية ضرورية لأنها تدرس الوضع الراهن للظاهرة دراسة تصويرية دقيقة أي أن الهدف الأول والأخير للأبحاث الوصفية هو جمع معلومات كافية ودقيقة عن الموضوع المدروس كما هو في الحيز الواقعي وهنا لا بد من الإشارة ألى أن الدراسات الوصفية ليست مجرد معلومات عن الواقع المدروس بل هي أيضا عملية تصنيف هذه البيانات إلى عناصرها الرئيسية والفرعية وتفسيرها تفسيرا شاملا من أجل استخلاص النتائج في شكل دلالات تساعدنا على الوصول إلى تعميمات حول الموقف المدروس وبالتالي فإن تصميمها يتطلب عناية كبيرة من حيث البناء الهيكلي وجوانب التعبير عن البيانات حتى تكون تامة غير منقوصة ومن هنا كان المنهج المسحي والأساليب الكمية هي الأدوات التحليلية الأكثر ملاءمة في هذه الدراسات لكونها أدوات تعتمد على المسح الدقيق للمعطيات والتعبير عن النتائج بطرق خاصة نستند فيها طرق القياس الكمي التي نقوم فيها بتسجيل المعطيات وعدها في المرحلة الأولى ثم اعتماد الطرق الإحصائية في تبويبها وتحليلها لاستخراج المؤشرات التي تحتويها.
أبحـاث العـلاقـات السببيـة بيـن المتغيـرات:
يقوم هذا النوع من الأبحاث على اختبار علاقات التأثير والتأثر بين متغيرات الظاهرة الواحدة أو الظواهر المختلفة وهي أبحاث تمثل مرحلة النضوج العلمي لأن الباحث لا يكتفي فيها باستكشاف الظاهرة أو تصويرها بل يذهب إلى أبعد من ذلك لدراسة العوامل التي أوجدتها على الشكل الذي هي عليه عملية دراسة أبحاث اختبار العلاقات السببية في الإعلام والاتصال عملية معقدة لأنها تتناول ظواهر مرتبطة بنشاط الإنسان وحركة المجتمع وبالتالي تعدد العوامل المتحكمة في هذه الظواهر وتتشعب لدرجة يصعب العثور على العوامل المؤثرة في الظاهرة في الأبحاث السببية نستخدم الفرضيات التي نحتمل فيها مسبقا العوامل الكامنة وراء حدوث الظاهرة في شكل نتائج للبحث حتى نضمن لأنفسنا إختيار التوجيه السليم من حيث اختيار نوع المعلومات ذات العلاقة بالبحث وإجراء التحليل وفق مساره الصحيح.
إن تصميم الأبحاث الاستدلالية يتطلب دقة علمية متناهية من حيث تحديد الإشكالية بصورة دقيقة واضحة حتى يتمكن من ضبط ما هو في صدد البحث عنه على مستوى صياغة الفرضيات كما أن الباحث في تحقيقه للصياغة الدقيقة الواضحة للإشكالية يجب عليه اعتماد خطة علمية واضحة يتمكن من خلالها البرهنة بصورة واضحة على الفرضية التي وضعها مدعما جهده بتقديم البيانات والحقائق بأسلوب تحليلي واضح مقنع للقراء غير متناقض الطرح وبتقديم البراهين والأدلة العلمية الكفيلة بإبعاد كل أنواع الشك والغموض عن النتائج المتوصل إليها نعتمد بصورة أساسية على المنهج التجريبي في إجراء هذا النوع من الدراسات لأنه يمكننا من التحكم في المتغيرات المدروسة أثناء اختبارها.
تعـريـف المشكلـة وأدوات التعـرف إليهـا:
البحث العلمي كما رأينا سابقا هو مجهود فكري منظم يقوم على دراسة المشاكل التي يعانيها الإنسان والمجتمع دراسة موضوعية أساسها تعبير البيانات عن الواقع بصورة صحيحة بعيدة عن التحيز ورأينا أيضا أن أساس ضمان النجاح لهذه الأبحاث يكمن في توفيرعامل التنظيم المحكم وهنا عبر تقسيم هذا المجهود الى مراحل متعددة في شكل خطوات متسلسلة متكاملة الأهداف.
إن الباحث في القيام بكل ذلك لا يجب عليه أن ينطلق من لا شيئ بل لابد له من معرفة ما هو في صدد البحث عنه حتى يتمكن من ضبط الخطوات والأدوات اللازمة لذلك في إطار الخطة المناسبة واختيار الأدوات البحثية الكفيلة بذلك.
قبل معرفة مراحل البحث لابد أن نعرف أولا تعريف المشكلة
تعـريـف المشكلـة:
هي عبارة عن إشكال في حاجة إلى حل لذا يعرفها الباحثون بأنها تلك المشاكل الإنسانية والمادية التي يعانيها الفرد والمجتمع والقابلة للدراسة قصد حلها علميا كما عرفها باحثون آخرون بأنها تلك المشكلات الطبيعية والإنسانية والاجتماعية التي يعانيها الإنسان والمجتمع والقابلة للبحث عن طريق جمع المعلومات والحقائق والبيانات.
إن حصة تعريف المشكلة العلمية في حل المشاكل التي نعانيها يبقى تعريفا ناقصا لأن البحث العلمي لا يهتم فقط بالأبحاث التطبيقية الميدانية الخاصة بهذا النوع من المشكلات بل أيضا بالأبحاث النظرية التي تحقق في مدى صحة المعرفة المتوصل إليها في شكل نظريات وقوانين علمية وتعمل على اكتشاف الجديد منها.
يمكن أن نعرف المشكلة كما يلي:"تتمثل في كل المشكلات الانسانية والاجتماعية والطبيعية التي يعانيها الفرد والمجتمع أو ذات الصلة بالمجالات النظرية للبحث والقابلة للدراسة من أجل حلها عن طريق جمع البيانات والحقائق"
إن التعرف على المشكلة في مجالها الطبيعي مهمة صعبة تتطلب من الباحث مجهود شخصي كبير وتجربة بحثية طويلة وملاحظة دقيقة حتى يتمكن من فصل موضوع المشكلة المبحوثة عن المشكلات الأخرى خاصة وأننا نعلم أن الظواهر تتداخل فيما بينها في علاقات بالغة التعقيد خاصة الظواهرالانسانية والاجتماعية بفعل تمحورها حول دراسة السلوكات المتعددة للكائن الواحد الذي هو الإنسان والنشاطات المختلفة للكائن الواحد الذي هو المجتمع لذا يجب على الباحث أن يتحلى بالصبر وأن لا يتسرع في اتخاذ قرار الاختيار النهائي قبل الفراءة الوافية لكل ما كتب عن الموضوع للاستفادة من تجارب الآخرين ومراجعة المعطيات الميدانية المتوفرة واستشارة الأساتذة ذوي الخبرة الكبيرة في البحث العلمي.
• في بعض الحالات الدراسية يجد الباحث نفسه أمام مشكلة علمية لا تتوفر المراجع حولها بالقدر الكافي مثل علوم الإعلام والاتصال كونها علوم حديثة.
• ماذا يفعل في هذه الحالة؟ هنا يضطر إلى الاعتماد على مجهوده الشخصي للحصول على معلومات تمكنه من كشف المشكلة والتعرف عليها في الحيز الذي ينتمي إليه مستعينا بأداتي الملاحظة والتجربة.
تعــريف المشكلـة العلميـة:
إن تحديد المشكلة العلمية يتطلب من الباحث التعرف أولا: المكان الذي توجد فيه هذه الأخيرة وبالتالي فإن أول سؤال يطرحه على نفسه في هذا الصدد يتمثل في "أين أبحث على المشكلة " وللإجابة على هذا السؤال يقودنا حتما إلى تعريف المشكلة مرة ثانية هذه الأخيرة التي "هي عبارة عن مشكلات إنسانية أو اجتماعية أو طبيعية أو ذات العلاقة بالمجالات النظرية للبحث العلمي"
ومن هنا فإن الباحث المهتم بدراسة نشاط معين لهذا الإنسان أو ذاك المجتمع في إطار تخصص علمي معين نصادف بعض المواقف الغامضة التي تسترعي انتباهنه مما يستدعي تسليط الأضواء عليه حيث نطلق هذه المواقف الغامضة مصطلح موقف مشكل الذي هو عبارة عن وضع غامض غير محدد العناصر المكونة له والعلاقات التي تحكمه والعوامل المؤثرة فيه بمجرد مصادفة الباحث لهذا الموقف المشكل فإنه اكتشف المجال الذي توجد فيه المشكلة وليس هذه الأخيرة في حد ذاتها أي أنه حقق ما يسمى في البحث العلمي الإحساس بالمشكلة ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية من العمل المتمثلة في تحليل هذا الموقف الغامض للتعرف أولا على العناصر المكونة له والعلاقات التي تحكمه والعوامل المتسببة فيه على الشكل الذي هو عليه.
ومن اجل تبسيط هذه العملية تفترض اننا امام موقف غامض يتمثل في احساس الباحث بضعف الصحافة الجزائرية ينتقل إلى مرحلة معرفة أسباب الضعف. إن شرح الموقف الغامض يبدأ :
أولا: قراءة كل ما له صلة بشرحه وهذا بقراءة كل ما كتب حول الموضوع لكن كما نعلم هذه القراءة تتم وفق وضع الباحث لتفسيرات أولية لها علاقة مباشرة بما يبحث عنه وتستمر القراءة حتى يقتنع الباحث من الاستيعاب التام لكل ما كتب حول الموضوع وحصل لديه الفهم الواضح لكل جوانب الغموض للمشكلة فإذا توصل الباحث إلى ذلك ينتقل إلى الخطوة الثانية.
ثانيا: فحص المعلومات التي جمعها مع التفسيرات التي وضعها حتى يتمكن من معرفة علاقة هذه المعلومات بالتفسيرات الموضوعة ومدى صلة التفسير الذي لع علاقة بالمشكلة.
إن الفحص المشار إليه يمكن الباحث من التعرض بصورة جيدة على العامل المسبب للمشكلة بعد الإنتهاء ومن الخطوة الثانية ينتقل إلى الخطوة الثالثة.
ثالثا: تحديد ما يجب الوصول إليه من أهداف على مستوى بحثه حتى يتحكم في شساعة الموضوع ومدة البحث وإمكانيات الإنجاز هذه العوامل يجب أن تتطابق مع الإمكانيات المتوفرة لدى الباحث.
إذا انتهى الباحث من إنجاز متطلبات البحث الثالثة يكون قد وصل إلى المرحلة الرابعة والأخيرة من تحليل المشكلة.
رابعا: وضع اللمسات الأخيرة على مستوى التوضيح العام والمفصل لكيفية معالجة المشكلة (مراجعة كل ما قام به الباحث).
صيــاغة المشكلـة:
إن القصد بصياغة المشكلة هو إبرازها في قالب نظري بمعنى لغوي يساعد على دراستها وفق ما تم التخطيط له في تحديدها يجب أن تكون هذه الصياغة واضحة دليلة من حيث التعبير السليم عن ما نبحث ومن أجل أي غرض.
إن أفضل أسلوب لصياغة المشكلة بصورة واضحة دقيقة هو طرحها في شكل سؤال يتطلب منه إجابة محددة لا بد منها تكون ذات صلة مباشرة بالهدف المنشود وبالتالي القيام من خلال هذا السؤال يحصر الغرض المستهدف من الدراسة بكيفية دقيقة لا مجال فيها للحياد عنه بطريقة أو بأخرى مثلا:أسباب ضعف الصحافة الجزائرية تكون الإشكالية:"ما هي أسباب ضعف الصحافة الجزائرية؟" لكن إذا أردنا دراسة ظاهرة الضعف في حد ذاتها أي جوانب الضعف هنا دراسة وصفية نصيغ الإشكالية:"ما هي مظاهر ضعف الصحافة الجزائرية؟"
تحـديــد المصطلحــات:
إن تحديد المشكلة لا يتوقف عند نقطة صياغة المشكلة بل أيضا بضبط الموضوع من حيث المصطلحات التي تضمنها هذا السؤال مثلا:ماهي أسباب ضعف الصحافة الجزائرية؟
هنا تحديد مصطلحين: الصحافة والجزائرية.
بمعنى ضبط المعنى المستخدم لهذا المسطلح في البحث لأننا نجد المصطلح الواحد أكثر من معني اصطلاحي إلى جانب معناه العام لذا وجب على الباحث تحديد المعنى الإجرائي لهذا المصطلح في البحث.
إن تحديد المصطلح يبدأ أولا بتحديد إطاره النظري من خلال مراجعة القواميس والمعاجم والموسوعات لإعطاء التعريف العام الشائع لدى الباحثين ثم يقوم بتحديد معناه الإجرائي المستخدم في البحث.
في بعض الأحيان يتعثر على الباحث تعريف أو إيجاد تعريف إجرائي للمصطلح لأن هذا المصطلح مرتبط بمجال لم يكتب فيه مثلا:دراسة التراث الشعبي نجد بعض المصطلحات التي لم تعرف من قبل.
المرجع : بن مرسلي،مناهج البحث في علوم الإعلام و الاتصال .الجزائر في صفحاته الإولى على ما أظن
الكتاب موجود في السوق و هو أحسن كتاب في الجزائر في منهجية الاعلام و هو ضخم و رائع جدا
تشجيعا لصاحبه و هو محبوب جدا من طلبة الجامعة في الجزائر و بالتوفيق جمال من تيزي وزو . الجزائر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن أول مرحلة في كل بحث علمي تبدأ بصياغة سؤال البحث و تنتهي بوضع فرضية للإجابة عليه.
إن التسلسل المنطقي و الزمني هو الإشكالية ثم الفرضية.
1- تعريف الإشكالية
إشكالية البحث هي فراغ أو نقص في المعارف العلمية حول مسألة معينة ، فكل بحث يبدأ عند نقطة يوجد فيها مستوى معين من المعارف لكن في نفس الوقت هناك فراغ أو نقص في معرفتنا حول موضوع معين، وقد تكون المعلومات عن مسألة ما ناقصة أو تكون غير منظمة أو غير واضحة مما يمنع من استعمالها للإجابة على التساؤلات.
المشكلة هي المسألة التي عجزت المعارف العلمية المتوفرة على الإجابة عنها إجابة مقنعة.
2- اختيار الإشكالية
يصادف الباحث مصاعب عديدة في اختيار موضوع للبحث فيخلق هذا عنده قلقا و أسئلة مثل:
- هل الموضوع المختار قابل للدراسة أم لا ؟
- كيف يكون الباحث متأكدا من أن الموضوع الذي أختاره يدرس مسألة هامة و مفيدة ؟
- كيف يختار أسئلة الدراسة ؟
- أين يجد المعلومات لصياغة أسئلة بحثه؟
3- الخصائص التي تسهل على تصميم أفكار البحث
هناك العديد من الإجراءات التي يمكن للباحث إتباعها حتى يتمكن من تكوين فكرة عن بحثه و منها ما يلي:
- معرفة النظريات و الأدبيات
- القدرة على التجريد والتركيب
- القدرة على استخراج المعلومات انطلاقا من معطيات موجودة
- الخيال
4- مختلف مصادر الأفكار
هناك5 مصادر للأفكار و هي:
1.4- الملاحظة
تكون الملاحظة بمختلف أنواعها :عابرة و علمية و بالمشاركة
2.4- الحدس و المنطق السليم(Bon Sens ou Sens Commun )
*الحدس (Intuition)هو:" سيرورة معرفية آنية (مباشرة) و إبداعية يتم عن طريق الاستقراء و الاستدلال"
* الاستقراء (Induction):" يساعد على تكوين قاعدة هامة و ذلك بفحص ودراسة التشابه بين مختلف الوضعيات "
* الاستدلال(Déduction) هو:" تطبيق قاعدة عامة على وضعية خاصة مما يسمح بإجراء تنبؤا (تكهنا) امبريقيا قابلا للاختبار" .
الاستدلال هو التوصل إلى نتيجة انطلاقا من عناصر معروفة على أنها صحيحة.
الحدس هو حدسا آنيا و أليا في آن واحد،أي مباشر و بلا شعور الباحث بالسيرورات المعرفية المستخدمة فيه(مثل الاستقراء و الاستدلال)
لتطوير و تنمية الحدس في البحث يستعمل الباحث تقنية تنشيط المخ(Remue Meninges) وهي طريقة لتوليد وإبداع أفكار جدية ومبتكرة و يجب أن تنظم على 3 مراحل، ولا يجب أن تتم هذه المراحل كلها معا ، لأنها تجعل الباحث يتخلى عنها لأنها لم تختمر ولم تنضج بعد في ذهنه وهي كالتالي :
المرحلة الأولى - توليد الأفكار
يختار الباحث موضوعا ملموسا و محسوسا ، خبر من أن يبدأ بموضوع مجرد، ثم يضع كل الأفكار التي تأتيه إلى ذهنه حول الموضوع (تكتب على ورق حتى لا ينساها الباحث) ويستحسن عدم وضع مكابح(Freins) أو تضييق (Restriction) أثناء عملية توليد الأفكار .ويمتنع في هذه المرحلة عن كل نقد للأفكار المولدة حتى لو أتضح لخ انها تافهة و غير ملائمة ، كما يجب أن تذكر بلا نقد لها،لأنها قد تولد أفكار أخرى أكثر أهمية من الأفكار التي توصل إليها الباحث.
يمكن تكرار تقنية "تنشيط المخ"
عندما يشعر الباحث أنه ولّد عدة أفكار و أن حدسه بدأ يضعف ينتقل إلى المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية– النقد والفرز
يقوم الباحث بتصنيف هذه الأفكار وتبويبها حسب طبيعتها ومعرفة المتضادات والمترادفات وقد تكون هذه المرحلة مولدة للأفكار.
المرحلة الثالثة– التركيب
إجراء حوصلة للأفكار المولدة والمنتقدة، و محاولة إيجاد الفكرة التي تلخص كل ما قيل بكيفية أحسن، أي الفكرة الملائمة أحسن أو الأكثر منطقية للدراسة.
3.4- النظريات العلمية الموجودة.
4.4- الدراسات السابقة
بعد اختيار المشكلة يمر الباحث إلى الدراسات السابقة، وهذا الانتقال هاما جدا لأنه يصحح و يجود ما وصل إليه من قبل.
5.4- البحث عن حل لمشكل موجود في الواقع.
ملاحظة:هذه المصادر لا تتنافر فقد يجتمع أكثر من مصدر في بحث واحد
* المصدر:
http://boufoulaboukhemis.maktoobblog.com/1424081/منهجية-الإشكالية-اعداددبوفولة-بوخمي/
منهجية اعداد الفرضية د.بوفولة بوخميس
مقدمة:
هذه محاضرات في المنهجية لطلبة التخرج في قسم علم النفس بجامعة الشهيد باجي مختار عنابة(الجزائر) ، و كان ذلك في عام 2003 للدكتور الجزائري د.بوفولة بوخميس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي هذه الحلقة من سلسلة محاضرات ألقاها الأستاذ الجزائري د.بوفولة بوخميس و تم نشرها في مدونته المصدر أسفله نتناول "الفرضية" ثم في حلقات مقبلة نتناول "الاشكالية" و غيرها من المواضيع الخاصة بالمنهجية
الفرضية
1- تعريف الفرضية
الفرضية هي عبارة عن تصريح عن العلاقة بين متغيرين ، وهذا التصريح يتضمن وجود شيء قد يكون صحيحا إذا كان الحل المقترح من طرف الباحث صحيحا. الفرضية هي اختيار جواب خاص لمشكلة بحث مطروحة .
تضع الفرضية الباحث أمام "وضعية-اختبار" أو "وضعية-تشخيص الحل و تمثل هذه الوضعية وضع الحياة الحقيقة، أين يمكن ملاحظة الإجراء امبريقيا(تجريبيا) ،وقد تناسب الظواهر الملاحظة أو لا تناسب اقتراحات الباحث.
2- كيف نصل إلى الفرضية؟
يمكننا إتباع الخطوات التالية:
-اختيار مشكلة البحث التي لم تصل معارفنا بعد إلى إيجاد حلول لها
-دراسة الأدب المنشور:صياغة مختلف أشكال الإشكالية و مختلف الحلول الممكنة لها.
- جمع الكتابات والدراسات السابقة وبواسطتها يقوم الباحث بتطوير حجج مع أو ضد هذه الاختيارات، و ربط المشكلة بنظريات علمية، ودراسة المنهجية المستعملة من طرف الباحثين في بحوثهم المشابهة.
- عند الانتهاء من هذه النقاط(المراحل) الثلاث، يحين وقت صياغة الفرضيات.
3- صياغة الفرضية
إن صياغة الفرضية هي أساس البحث، وينبغي عدم إهمال هذه المرحلة لأن البحث يتوقف عليها, البحث الجاد يخطط له انطلاقا من الفرضية.
ان كل أجزاء(تفاصيل)هذا التخطيط مرتبطة بالفرضية و تتمثل هذه التفاصيل فيما يلي:
- التصميم التجريبي
- المنهج
- العينة
- الاحتياطات والتدابير
- التحليل الإحصائي
- النتائج
إن أي مشكل تقني أو منهجي أثناء عملية التخطيط يحل بالرجوع إلى الفرضية.
4- مراحل صياغة الفرضية
تمر صياغة الفرضية بمرحلتين هما:
- تعريف أو تحديد المتغيرات وجعلها إجرائية.
- صياغة علاقة منطقية بين المتغيرات .
* المصدر: http://boufoulaboukhemis.maktoobblog.com/1424079/منهجية-اعداد-الفرضية-دبوفولة-بوخميس/
والبحث العلمي يتكون من كلمتين:البحث وتعني حسب الموسوعة العلمية larousse "الأعمال التي لها هدف الكشف عن معارف جديدة في ميدان علمي معين أما كلمة علم حسب نفس الموسوعة فهي تدل على معارف جديدة التنظيم ذات العلاقة بالظواهر ولذا فإن العلم في اللغة العربية تعني المعرفة أي ما نملكه من معلومات عن الأشياء وعليه فإن البحث العلمي هو سعي منظم في ميدان معين يهدف إلى اكتشاف الحقائق والمبادئ.
الفـرق بين البحـث والعلـم:
البحث هو السعي وراء الحصول إلى المعرفة بعد معالجتها لتصبح علما.
من شروط البحث العلمي كما تجلى في التعريف السابق هو التنظيم المتسلسل للخطوات والباحثون في تعريفاتهم المختلفة يركزون على أنه نشاط فكري في خطوات مرتبة ومتسلسلة وفق نظام معين وخطة مرسومة لأنه لا يمكن للباحث الانتقال من خطوة إلى أخرى إلا بعد التأكد من صحة الخطوات السابقة وسلامتها لأن كل مرحلة في البحث العلمي تقرر طبيعة المرحلة الثانية إن عامل التنظيم في البحث العلمي يكسب هذا الأخير صفة الموضوعية المختلفة تعبر المعلومات عن الواقع المبحوث بمعنى أن الباحث يجب أن يستقي معلومات عن بحثه من الواقع المدروس عبر جميع المعلومات التقصيلية عن المشكلة المدروسة.
غاية البحث العلمي لا تتوقف عند دراسة واقع الظاهرة المدروسة دراسة وصفية بل إن العملية تتجاوز عملية الوصف إلى الفهم معناه تحديد خصائص العناصر المكونة لها وطبيعة علاقتها الداخلية والخارجية تحديدا دقيقا ثم تتوصل إلى عملية التفسير والفهم والهدف والقيام باستنتاج الدلالات في شكل تعميمات أو نظريات أو قوانين تعبر عن العلاقات التي تحكم الظواهر وتفسرها.
الفرق بين النظرية والقانون النظرية مرتبطة بالزمان والمكان أما القانون فيتجاوز الزمان والمكان.
من نتائج البحث العلمي التعميم وهي نتيجة تستخدم في ظواهر أخرى.
القيمة العلمية للنتائج المتوصل إليها في بحث الظواهر تساعدنا على عملية التنبؤ أي توقع ما يحدث مستقبلا في شكل احتمال قوي وذلك في حالة سير الظروف سيرا عاديا.
السبب تتنبأ من أجل اكتشاف ظواهر جديدة لم نتعرف عليها من قبل أو تجنب مشاكل وأخطاء وكوارث قبل وقوعها.
يعود الفضل الأول في توجيه البحث العلمي إلى المجالات الأساسية إلى العرب والمسلمين لأنهم صنفوا هذه العلوم حسب الغرض الذي تطلبه مثل: العلوم الطبيعية والرياضية والسياسية كما أنهم قاموا بتطوير استخدام المنطق في طرق الأدلة والبراهين وأخرجوهم إلى الواقع من خلال ربطه بدراسة العلوم الفلسفية وعلم الكلام وعلم الأدلة التي تشتمل جميع العلوم العصرية الآن بالرغم من المساهمة الكبيرة التي قدمها العرب في تطور البحث العلمي إلا أنهم لم يصلوا به إلى حدود اليوم وهذا يعود حسب ما يقول أبو حامد الغزالي إلى اهتمامهم بعلوم الفقه أكثر من العلوم الأخرى لأن العلوم الفقهية هي الموصلة إلى الجاه والمال والمسؤولية لكن هذه المساهمة استغلها الغربيون بعدهم في تأسيس البحث العلمي الحديث حيث تسجل في هذا الصدد مساهمة الباحث راجر بيكور الداعي الأول إلى البحث عن المعرفة من مصادرها الأصلية والأخذ بالمعلومات الإختبارية كما كانت كذلك مساهمة العالم فرانسيس بيكوز بمؤلفه في قواعد المنهج التجريبي وخطواته حاسمة في وضع أسس التفكير العلمي الحديث حيث قام بشرح طرق جمع المعلومة وأدواتها وأساليبها وتصنيفها ومقارنتها للوصول إلى خصائصها الذاتية بعد التحقق منها عبر عملية الإختبار.
البحث العلمي هو الدراسة الموضوعية للظواهر المختلفة لها والعلاقات التي تحكمها من خلال اعتماد خطة واضحة تضمن لعمليات البحث الترتيب السليم عبر خطوات متسلسلة في إطار تكاملي لأهدافها.
ماذا نبحث في الإعلام والاتصال؟ ما هي الموضوعات؟ هل الإعلام والاتصال علم قائم بذاته؟
معنى كلمة علم هو"المعرفة المنظمة ذات العلاقة بفئات معينة من الأحداث والظواهر" معناه العلم أن العلم المعرفة التي خضعت إلى المعالجة العلمية عن طريق البحث والاستدلال في إطار موضوعي وأيضا خضعت لتصنيف دقيق لموضوعاتها وهذا انطلاقا من نظم فكرية لها مفاهيمها وطروحاتها وأيضا مقاييسها والعلم بذلك يتكون بمجموعة من المبادئ والقوانين والنظريات التي تتسق في كل موحد.
لا بد أولا من التعرف على أن أبحاث الإعلام والاتصال مرت بمرحلتين على غرار الأبحاث الأخرى:
أ- المـرحلـة الفـلسفيــة:
تبدأ المرحلة الفلسفية في أي علم بحصول تراكم معرفي كبير على مستواه ويؤدي إلى عجز أدواته التحليلية (مناهج وأدوات البحث) تصبح عاجزة عن معالجة هذا الكم من المعلومات تبدأ المرحلة الفلسفية في التفكير لإيجاد أدوات تحليل بديلة للقيام بالمهمة التحذيرية وهنا يدخل العلم المرحلة الفلسفية بالنسبة للعلم الذي سيظهر حيث يتم في هذه المرحلة التركيز على تحديد مجالات إهتمام جديدة عبر تكوين مفاهيم عامة بمعنى ليست محددة وإعادة النظر في الافتراضات الأساسية المعروفة وكذا في مناهج البحث وأدواتها فإذا كللت خطوة المراجعة باتفاق الباحثين أولا على طبيعة الموضوعات التي تم وضعها وكذا على نوعية المناهج والأدوات التي تستخدم في بحث هذه الموضوعات.
ب- المـرحلـة التجـريبيـة:
يتم فيها اختبار مضمون هذا الاتفاق ميدانيا من خلال القيام بتطبيق أدوات التحليل الجديدة في بحث الموضوعات الجديدة أيضا وهذا قصد جمع المعلومات والحقائق لتثبيت صحة أو خطأ ما اتفق عليه في المرحلة الفلسفية فإذا تمكنا من الوصول في شكل نظريات وقوانين من خلال هذا الجمع للمعلومات فإننا نشهد بميلاد هذا العلم الجديد فإذا حصل تراكم معرفي جديدوعجزات المناهج والأدوات عن معالجة هذا الكم الهائل من المعلومات معناه الدخول في مرحلة فلسفية جديدة.
كيف تجسدت المرحلة الفلسفية والتجريبية في أبحاث الإعلام والاتصال؟ إذا طبفنا هذا النموذج التطوري على أبحاث الإعلام والاتصال فنجد أن هذه الأخيرة خضعت في مفهومها الواسع إلى مرحلة فلسفية ارتبطت فيها بالأبحاث الانسانية التي تناولت بشكل عام نشاط الانسان مثل ما قام به أرسطو في محاولة تفسير عملية الاتصال بين الأفراد والجماعات في كتابه فن البلاغة قسم أرسطو الاتصال إلى الشخص المتحدث والحديث والمستمع.
عرف الاتصال "بأنه جميع وسائل الإقناع المتوفرة"لأن الخطابة في زمن أرسطو والزمن الذي بعده قبل ظهور المطبعة كانت الأداة أو الطريقة الأساسية في عملية الاتصال حتى في الحضارة العربية الإسلامية.
تنتهي سيطرة الخطابة كأداة اتصال بعد ظهور المطبعة بالحروف المتحركة في أوربا في القرن 15 ميلادي مما مهد إلى ظهور الدوريات في القرنين السابع والسادس عشر.
أدت الصحافة إلى نشر الأخبار وقيام الثورتين الفرنسية والأمريكية التي أعطت للمواطن الغربي الحريات الأساسية وحسنت أوضاعه الإجتماعية على مستوى الشغل التعليم والرعاية الصحية مما جعله يرتقي ثقافيا وإجتماعيا وسياسيا.
وأصبح نادرا على قراءة الجرائد ومتابعة أحداثها الشيئ الذي دعم مركز وسائل الإعلام داخل المجتمع وارتباط هذه الأخيرة بالجماهير من حيث توجيه الرأي العام خاصة أثناء الحملات الانتخابية وبذلك أصبحت الدوريات التي أطلق عليها بدءا من 1939 وسائل الاتصال الجماهيري الأدوات الأساسية داخل المجتمعات.
بالرغم من التطور الكبير الذي عرفته الصحافة المكتوبة منذ اختراع المطبعة سنة 1939 إلا أن أبحاث الإعلام والاتصال لم تواكب هذه النهضة ولم تحاول الاستقلال بنفسها كعلم مستقل بل استمرت في شكل دراسات تغلب عليها الطابع التاريخي والفلسفي والقانوني والأدبي ضمن الأبحاث الانسانية معتمدة على الحدس والتخمين لكن هذا الوضع لم يستمر طويلا لأنه في بداية القرن 20 برزت بعض المحاولات قام فيها أصحابها بتطبيق أساليب جديدة أكثر موضوعية في عملية البحث للموضوعات الإعلامية مثلما قام به الباحث دانيال ستارش DANIEL STRACH عن الإعلان والإذاعة خلال الفترة 1922-1927 والتي قام فيها بتطبيق أساليب القياس الكمي كما أن نشرولتر ليبمان في كتابه "الرأي العام" سنة1922 كان من المحاولات الأساسية لتأسيس البحث في الإعلام والاتصال في إطار مستقل لكن هذه المحاولات فشلت لاعتماد أصحابها على مفاهيم غامضة.
المـرحلـة التجـريبيـة لأبحـاث الإعـلام والاتصـال:
نقصد بالمرحلة التجريبية لأبحاث الإعلام والاتصال مرحلة تطبيق مناهج البحث العلمي الحديثة في معالجة الظواهر الإعلامية قبل التطرق إلى هذه النقطة لابد من التطرق إلى نقطة هامة كان لها الأثر البالغ في تطور أبحاث الإعلام والاتصال والتي تتمثل في انتقال البحث العلمي في العلوم الاجتماعية خلال القرن العشرين من طور التخمين والحدس والتأمل العقلي إلى طور الدراسات التجريبية وحصل هذا التطور أولا على مستوى علم الاجتماع بعد التحول الكبير الذي أحدثه التصنيع في الدول الغربية وظهور مجتمعات المدن الكبيرة وتعقد العلاقات الإجتماعية داخلها من خلال ظهور مشاكل متنوعة مثل النمو السكاني والبطالة والسكن والتموين والآفات الإجتماعية أما على مستوى نشاط البحث العلمي فإن العلوم الطبيعية خلال هذه الفترة حققت نزعة نوعية على مستوىتطور مناهجها وأساليب بحثها مما أثر على العلوم الإجتماعية في هذا الوقت ظهرت الدولة القومية في أوربا التي أصبحت تهتم أكثر بالبرمجة الصناعية والتخطيط الإجتماعي الشيئ الذي شجع الروح العلمية التي تمتد أكثر بالحقائق والبيانات في شكل أرقام وانتشرت لغة الإحصاء في معالجة مشاكل.
كل هذه العوامل سمحت للمثقفين الذين ازداد عددهم بفعل انتشار التعليم باستخدام أساليب البحث التجريبي المطبعة آنذاك في العلوم الطبيعية في بحث الظواهر الإجتماعية.
ج-مجـال أبحـاث الإعـلام والاتصـال:
ظاهرة الإعلام والاتصال كما رأينا سابقا هي نشاط إنساني واسع المجال حيث نجده مرتبطا بمختلف أوجه الحياة الخاصة للأفراد والمجتمعات وهي حاضرة في كل النشاطات الإنسانية وبالتالي علاقتها وثيقة بكل العلوم التي تبحث هذه النشاطات.
إن ارتباط ظاهرة الإعلام والاتصال بالنشاطات المتنوعة بالإنسان والمجتمع جعلها موضع العديد من الإهتمامات العلمية أي موزعة على أكثر من تخصص علمي هذا جعل أبحاث الإعلام والاتصال تواجه صعوبات كبيرة تمثلت في الغموض المنهجي والنظري هذا الغموض تسبب في عدم امكانية تحديد مفهوم علمي لها على نحو يسمح للباحثين من تحديد موضوعاتها بصورة مستقلة وإيجاد المناهج والأدوات الخاصة بها.
بالرغم من الصعوبات المشار إليها فإن الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام والاتصال داخل المجتمعات في كل المجالات الحياتية منذ ظهورها حتى الآن هذا الدور الكبير أدى إلى ميلاد وعي متزايد بمشكلات وقضايا الرسائل التي تبثها وسائل الإعلام وتجلى هذا الوعي في شكل اهتمام سلطات الدول بوسائل الاتصال الجماهيري بفعل الدور الكبير الذي تؤديه خاصة على مستوى تكوين الرأي العام وأيضا الترويج السلعي والخدماتي وهذا ما جعل السلطات العمومية تهتم بها كما تجلى أيضا الإهتمام بوسائل الإعلام والاتصال خلال الخمسينيات من القرن الماضي في تأسيس العديد من المعاهد والكليات ومراكز التدريس والتدريب والبحث المتخصصة في الإعلام والاتصال وهذا إلى جانب الجهود البحثية التي بذلت على مستوى تخصصات علمية مثل العلم السياسي وما قام به لازويل
من جهود أسفرت عن ميلاد أسلوب تحليل المضمون بمفهومه الكمي الحالي إلى جانب البحوث الإعلامية التي تناولت دراسة وسائل الإعلام والمجتمع مثلما قام به عالم النفس الإجتماعي بول لازار سفيلد PAUL LAZARSFELD منذ سنة 1933 التي ركز فيها على دراسة "الرأي العام وتأثير وسائل الإعلام الجماهيرية" وهذا إلى جانب الجهود التي بذلها كل من الباحثين كارل هوفلاند KARL HOFLEND الذي ينتمي إلى نفس التخصص والذي بحث "علاقة الاتصال بتغيير الاتجاهات داخل الجماعة و كرت لوين KURT LEWIN على مستوى بحث "التأثيرات التي تحدثها جماعة الضغط على تصرفات أعضائها"
بالرغم من الفشل الذي منيت به أبحاث الإعلام والاتصال من حيث استقلالية مواضيعها وأدوات بحثها إلا أن الاهتمام الذي حظيت به وسائل الإعلام كما رأينا أدى إلى ميلاد أبحاث في مجال أبحاث الإعلام والاتصال وبالتالي حاول الباحثون تقديم تعريف شامل لما يحدث من موضوعات في الصدد المذكور كان كما يلي:
إن الأبحاث الإعلامية هي الإطار الموضوعي الذي يضم العمليات في الإعلام والاتصال الجماهيري كما أنها تمثل الجهود المنظمة الحقيقية التي تستهدف البيانات والعمليات والنتائج الهامة والتفصيلية التي تستخدم كأساس لاتخاذ القرارات وتخطيط الجهود الإعلامية والاتصالية الفعالة.
كما أن مهمتها تبدأ قبل بداية الجهود الإعلامية وتستمر هذه الجهود وتقيس فعاليتها في كل خطوة أو موقف إعلامي أو اتصالي قياسا مرحليا شاملا.
د- اتجـاهـات أبحـاث الإعـلام والاتصـال:
توزع أبحاث الإعلام والاتصال على أكثر من علم أدى إلى ظهور العديد من الاتجاهات لأنه داخل كل علم من هذه العلوم ظهر اتجاه معين أو تيار محدد هذه الاتجاهات والتيارات كانت كالتالي:
1/الاتجاه السياسي لأبحاث الإعلام والاتصال: ظهر هذا الاتجاه على يد الباحث الأمريكي هارولد لازويل منذ سنة 1930 حيث قام هذا الاتجاه على دراسة وسائل الإعلام في المجتمع من خلال تحليل ما تنشره وسائل الإعلام من مواضيع ومضامين لاستخدام تحليل المضمون بأسلوبه الكمي إلى جانب اهتمامه بدراسة القائمين بالاتصال من رجال السياسة وبكل ماله علاقة بالمواضيع السياسية ذات الصلة بوسائل الإعلام.
2/الاتجاه السيكولوجي الإجتماعي:ظهر هذا الاتجاه في أحضان علم النفس الإجتماعي ورواده هم:بول لازار سفيلد و كرت لوين و كارل هوفلاند قام هذا الاتجاه على الدراسات القياسية الميدانية لآراء جماهير وسائل الإعلام خاصة آراء جمهور الراديو أو دراسة الاتصال داخل الجماعة أو الدراسات التي تناولت تغير الاتجاهات.
1-التيـار الإصلاحـي:يهتم هذا التيار بالتنظيم والتكوين والسلطة على وسائل الإعلام وبكل ما له علاقة بالسياسة العامة لهذه الوسائل وهي الجوانب المأخوذة مباشرة من تقرير لجنة حرية الصحافة الأمريكية المشكلة سنة 1949 وكان مضمون تقرير هذه اللجنة وما تضمنه من نتائج محل اهتمام معاهد الإعلام.
2-التيـار التـاريخـي:يشمل هذا التيار كل الدراسات التي قامت بالتأريخ لحياة رجال الصحافة والإعلام وقام به الباحث هارولد إينيس HAROLD INNIS وديفيد رايسمان DAVID RAISMAN
3-التيـارالصحفـي:ظهر التيار الصحفي على مستوى معاهد الصحافة ومراكز أبحاث الاتصال التي ساعدت في نشاطها البحثي على وسائل الإعلام وعلى خصائص القائم بالاتصال مثل ما قام به الباحث ولبر شرام.
4-التيـار الذي يدرس فلسفة اللغة والمعاني:اهتم هذا التيار بموضوعات نظرية المعلومات على الاتصال الإنساني وكانت هذه الدراسات محل اهتمام العديد من الباحثين المنتمين إلى تخصصات متعددة مثل الفلسفة والأنتروبولوجيا،اللغة،علم النفس،الرياضيات.....
5-تيـار شبكـات الاتصال:يتخصص هذا التيار في دراسة موضوع البث الإعلامي عبر الجو منطلقا في ذلك المبدأ نظام التوزيع العصبي في جسم الإنسان.
هـ-أنـواع اتجـاهـات الإعـلام والاتصـال:
لم يتفق الباحثون على تقسيم واحد لأبحاث الإعلام والاتصال وهذا لاعتماد كل باحث على أسس خاصة به في القيام بهذا التقسيم ومن هنا نسجل وجود العديد من التقسيمات منها ما كان أساسها المجال الذي تناولته هذه الأبحاث مثل القول أبحاث اجتماعية ،أبحاث طبيعية ،أبحاث إنسانية
أيضا من هذه التقسيمات ما كان أساسها الوسائل المستخدمة في إنجازها مثل القول أبحاث كمية وأبحاث نوعية ومنها ما كان أساسها المنهج المطبق في إجرائها وبالتالي توزعت هذه الأبحاث إلى تاريخية ، تجريبية ، إحصائية ، مسحية.......إلخ
بالرغم من عدم الاتفاق المسجل إلا أن الباحثين لم يختلفوا في تصنيف البحث العلمي إلى ثلاث مستويات وفق ما قام به الباحث موريس دوفرجين MAURICE DUVERGER هذه المستويات هي كالتالي: المستوى الاستكشافي المستوى الوصفي والمستوى التفسيري.
1)الأبحـاث الاستكشـافيـة:التي تعرف أيضا بالأبحاث الاستطلاعية أو بالأبحاث الأولية التي يلجأ إليها الباحث لتذليل الصعوبات التي يواجهها على مستوى استكشاف الظواهر أو التعرف عليها بصورة جيدة بعد استكشافها الغير الكامل كما نستخدم هذا النوع من الأبحاث في تحديد إشكالية البحث وأيضا في اختيار الفرضيات دون الذهاب إلى أكثر من ذلك وهي تكون في شكل إجابة على شكل سؤال واحد يتناول نقطة واحدة لا غير وبالتالي فإن بناءها الفني يتم بصورة مرنة لا يتطلب الكثير من الإجراءات البحثية أو التصميم الهيكلي المعقد أيضا الأبحاث الاستطلاعية لا تتطلب استخدام التساؤلات والفرضيات لكونها تعالج نقطة واحدة في شكل إجابة على سؤال واحد وبالتالي لا يخشى الباحث الخروج عن مسار البحث.
نستخدم الأبحاث الاستكشافية في مجالات العلوم التي تعاني عدم توفر الرصيد المعرفي ونحن على مستوى أبحاث الإعلام والاتصال نستخدم هذا النوع من الأبحاث بصورة كبيرة لأن أبحاث الإعلام والاتصال تعاني عدم وجود نظريات وقوانين تساعدنا في عملية البحث خاصة على مستوى صياغة الفرضيات.
2)الأبحـاث الـوصفيـة:بعد استكشاف الظاهرة تنتقل إلى وصفها أي التعرف على العناصر المكونة لها والعلاقات السائدة داخلها.الأبحاث الوصفية ضرورية لأنها تدرس الوضع الراهن للظاهرة دراسة تصويرية دقيقة أي أن الهدف الأول والأخير للأبحاث الوصفية هو جمع معلومات كافية ودقيقة عن الموضوع المدروس كما هو في الحيز الواقعي وهنا لا بد من الإشارة ألى أن الدراسات الوصفية ليست مجرد معلومات عن الواقع المدروس بل هي أيضا عملية تصنيف هذه البيانات إلى عناصرها الرئيسية والفرعية وتفسيرها تفسيرا شاملا من أجل استخلاص النتائج في شكل دلالات تساعدنا على الوصول إلى تعميمات حول الموقف المدروس وبالتالي فإن تصميمها يتطلب عناية كبيرة من حيث البناء الهيكلي وجوانب التعبير عن البيانات حتى تكون تامة غير منقوصة ومن هنا كان المنهج المسحي والأساليب الكمية هي الأدوات التحليلية الأكثر ملاءمة في هذه الدراسات لكونها أدوات تعتمد على المسح الدقيق للمعطيات والتعبير عن النتائج بطرق خاصة نستند فيها طرق القياس الكمي التي نقوم فيها بتسجيل المعطيات وعدها في المرحلة الأولى ثم اعتماد الطرق الإحصائية في تبويبها وتحليلها لاستخراج المؤشرات التي تحتويها.
أبحـاث العـلاقـات السببيـة بيـن المتغيـرات:
يقوم هذا النوع من الأبحاث على اختبار علاقات التأثير والتأثر بين متغيرات الظاهرة الواحدة أو الظواهر المختلفة وهي أبحاث تمثل مرحلة النضوج العلمي لأن الباحث لا يكتفي فيها باستكشاف الظاهرة أو تصويرها بل يذهب إلى أبعد من ذلك لدراسة العوامل التي أوجدتها على الشكل الذي هي عليه عملية دراسة أبحاث اختبار العلاقات السببية في الإعلام والاتصال عملية معقدة لأنها تتناول ظواهر مرتبطة بنشاط الإنسان وحركة المجتمع وبالتالي تعدد العوامل المتحكمة في هذه الظواهر وتتشعب لدرجة يصعب العثور على العوامل المؤثرة في الظاهرة في الأبحاث السببية نستخدم الفرضيات التي نحتمل فيها مسبقا العوامل الكامنة وراء حدوث الظاهرة في شكل نتائج للبحث حتى نضمن لأنفسنا إختيار التوجيه السليم من حيث اختيار نوع المعلومات ذات العلاقة بالبحث وإجراء التحليل وفق مساره الصحيح.
إن تصميم الأبحاث الاستدلالية يتطلب دقة علمية متناهية من حيث تحديد الإشكالية بصورة دقيقة واضحة حتى يتمكن من ضبط ما هو في صدد البحث عنه على مستوى صياغة الفرضيات كما أن الباحث في تحقيقه للصياغة الدقيقة الواضحة للإشكالية يجب عليه اعتماد خطة علمية واضحة يتمكن من خلالها البرهنة بصورة واضحة على الفرضية التي وضعها مدعما جهده بتقديم البيانات والحقائق بأسلوب تحليلي واضح مقنع للقراء غير متناقض الطرح وبتقديم البراهين والأدلة العلمية الكفيلة بإبعاد كل أنواع الشك والغموض عن النتائج المتوصل إليها نعتمد بصورة أساسية على المنهج التجريبي في إجراء هذا النوع من الدراسات لأنه يمكننا من التحكم في المتغيرات المدروسة أثناء اختبارها.
تعـريـف المشكلـة وأدوات التعـرف إليهـا:
البحث العلمي كما رأينا سابقا هو مجهود فكري منظم يقوم على دراسة المشاكل التي يعانيها الإنسان والمجتمع دراسة موضوعية أساسها تعبير البيانات عن الواقع بصورة صحيحة بعيدة عن التحيز ورأينا أيضا أن أساس ضمان النجاح لهذه الأبحاث يكمن في توفيرعامل التنظيم المحكم وهنا عبر تقسيم هذا المجهود الى مراحل متعددة في شكل خطوات متسلسلة متكاملة الأهداف.
إن الباحث في القيام بكل ذلك لا يجب عليه أن ينطلق من لا شيئ بل لابد له من معرفة ما هو في صدد البحث عنه حتى يتمكن من ضبط الخطوات والأدوات اللازمة لذلك في إطار الخطة المناسبة واختيار الأدوات البحثية الكفيلة بذلك.
قبل معرفة مراحل البحث لابد أن نعرف أولا تعريف المشكلة
تعـريـف المشكلـة:
هي عبارة عن إشكال في حاجة إلى حل لذا يعرفها الباحثون بأنها تلك المشاكل الإنسانية والمادية التي يعانيها الفرد والمجتمع والقابلة للدراسة قصد حلها علميا كما عرفها باحثون آخرون بأنها تلك المشكلات الطبيعية والإنسانية والاجتماعية التي يعانيها الإنسان والمجتمع والقابلة للبحث عن طريق جمع المعلومات والحقائق والبيانات.
إن حصة تعريف المشكلة العلمية في حل المشاكل التي نعانيها يبقى تعريفا ناقصا لأن البحث العلمي لا يهتم فقط بالأبحاث التطبيقية الميدانية الخاصة بهذا النوع من المشكلات بل أيضا بالأبحاث النظرية التي تحقق في مدى صحة المعرفة المتوصل إليها في شكل نظريات وقوانين علمية وتعمل على اكتشاف الجديد منها.
يمكن أن نعرف المشكلة كما يلي:"تتمثل في كل المشكلات الانسانية والاجتماعية والطبيعية التي يعانيها الفرد والمجتمع أو ذات الصلة بالمجالات النظرية للبحث والقابلة للدراسة من أجل حلها عن طريق جمع البيانات والحقائق"
إن التعرف على المشكلة في مجالها الطبيعي مهمة صعبة تتطلب من الباحث مجهود شخصي كبير وتجربة بحثية طويلة وملاحظة دقيقة حتى يتمكن من فصل موضوع المشكلة المبحوثة عن المشكلات الأخرى خاصة وأننا نعلم أن الظواهر تتداخل فيما بينها في علاقات بالغة التعقيد خاصة الظواهرالانسانية والاجتماعية بفعل تمحورها حول دراسة السلوكات المتعددة للكائن الواحد الذي هو الإنسان والنشاطات المختلفة للكائن الواحد الذي هو المجتمع لذا يجب على الباحث أن يتحلى بالصبر وأن لا يتسرع في اتخاذ قرار الاختيار النهائي قبل الفراءة الوافية لكل ما كتب عن الموضوع للاستفادة من تجارب الآخرين ومراجعة المعطيات الميدانية المتوفرة واستشارة الأساتذة ذوي الخبرة الكبيرة في البحث العلمي.
• في بعض الحالات الدراسية يجد الباحث نفسه أمام مشكلة علمية لا تتوفر المراجع حولها بالقدر الكافي مثل علوم الإعلام والاتصال كونها علوم حديثة.
• ماذا يفعل في هذه الحالة؟ هنا يضطر إلى الاعتماد على مجهوده الشخصي للحصول على معلومات تمكنه من كشف المشكلة والتعرف عليها في الحيز الذي ينتمي إليه مستعينا بأداتي الملاحظة والتجربة.
تعــريف المشكلـة العلميـة:
إن تحديد المشكلة العلمية يتطلب من الباحث التعرف أولا: المكان الذي توجد فيه هذه الأخيرة وبالتالي فإن أول سؤال يطرحه على نفسه في هذا الصدد يتمثل في "أين أبحث على المشكلة " وللإجابة على هذا السؤال يقودنا حتما إلى تعريف المشكلة مرة ثانية هذه الأخيرة التي "هي عبارة عن مشكلات إنسانية أو اجتماعية أو طبيعية أو ذات العلاقة بالمجالات النظرية للبحث العلمي"
ومن هنا فإن الباحث المهتم بدراسة نشاط معين لهذا الإنسان أو ذاك المجتمع في إطار تخصص علمي معين نصادف بعض المواقف الغامضة التي تسترعي انتباهنه مما يستدعي تسليط الأضواء عليه حيث نطلق هذه المواقف الغامضة مصطلح موقف مشكل الذي هو عبارة عن وضع غامض غير محدد العناصر المكونة له والعلاقات التي تحكمه والعوامل المؤثرة فيه بمجرد مصادفة الباحث لهذا الموقف المشكل فإنه اكتشف المجال الذي توجد فيه المشكلة وليس هذه الأخيرة في حد ذاتها أي أنه حقق ما يسمى في البحث العلمي الإحساس بالمشكلة ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية من العمل المتمثلة في تحليل هذا الموقف الغامض للتعرف أولا على العناصر المكونة له والعلاقات التي تحكمه والعوامل المتسببة فيه على الشكل الذي هو عليه.
ومن اجل تبسيط هذه العملية تفترض اننا امام موقف غامض يتمثل في احساس الباحث بضعف الصحافة الجزائرية ينتقل إلى مرحلة معرفة أسباب الضعف. إن شرح الموقف الغامض يبدأ :
أولا: قراءة كل ما له صلة بشرحه وهذا بقراءة كل ما كتب حول الموضوع لكن كما نعلم هذه القراءة تتم وفق وضع الباحث لتفسيرات أولية لها علاقة مباشرة بما يبحث عنه وتستمر القراءة حتى يقتنع الباحث من الاستيعاب التام لكل ما كتب حول الموضوع وحصل لديه الفهم الواضح لكل جوانب الغموض للمشكلة فإذا توصل الباحث إلى ذلك ينتقل إلى الخطوة الثانية.
ثانيا: فحص المعلومات التي جمعها مع التفسيرات التي وضعها حتى يتمكن من معرفة علاقة هذه المعلومات بالتفسيرات الموضوعة ومدى صلة التفسير الذي لع علاقة بالمشكلة.
إن الفحص المشار إليه يمكن الباحث من التعرض بصورة جيدة على العامل المسبب للمشكلة بعد الإنتهاء ومن الخطوة الثانية ينتقل إلى الخطوة الثالثة.
ثالثا: تحديد ما يجب الوصول إليه من أهداف على مستوى بحثه حتى يتحكم في شساعة الموضوع ومدة البحث وإمكانيات الإنجاز هذه العوامل يجب أن تتطابق مع الإمكانيات المتوفرة لدى الباحث.
إذا انتهى الباحث من إنجاز متطلبات البحث الثالثة يكون قد وصل إلى المرحلة الرابعة والأخيرة من تحليل المشكلة.
رابعا: وضع اللمسات الأخيرة على مستوى التوضيح العام والمفصل لكيفية معالجة المشكلة (مراجعة كل ما قام به الباحث).
صيــاغة المشكلـة:
إن القصد بصياغة المشكلة هو إبرازها في قالب نظري بمعنى لغوي يساعد على دراستها وفق ما تم التخطيط له في تحديدها يجب أن تكون هذه الصياغة واضحة دليلة من حيث التعبير السليم عن ما نبحث ومن أجل أي غرض.
إن أفضل أسلوب لصياغة المشكلة بصورة واضحة دقيقة هو طرحها في شكل سؤال يتطلب منه إجابة محددة لا بد منها تكون ذات صلة مباشرة بالهدف المنشود وبالتالي القيام من خلال هذا السؤال يحصر الغرض المستهدف من الدراسة بكيفية دقيقة لا مجال فيها للحياد عنه بطريقة أو بأخرى مثلا:أسباب ضعف الصحافة الجزائرية تكون الإشكالية:"ما هي أسباب ضعف الصحافة الجزائرية؟" لكن إذا أردنا دراسة ظاهرة الضعف في حد ذاتها أي جوانب الضعف هنا دراسة وصفية نصيغ الإشكالية:"ما هي مظاهر ضعف الصحافة الجزائرية؟"
تحـديــد المصطلحــات:
إن تحديد المشكلة لا يتوقف عند نقطة صياغة المشكلة بل أيضا بضبط الموضوع من حيث المصطلحات التي تضمنها هذا السؤال مثلا:ماهي أسباب ضعف الصحافة الجزائرية؟
هنا تحديد مصطلحين: الصحافة والجزائرية.
بمعنى ضبط المعنى المستخدم لهذا المسطلح في البحث لأننا نجد المصطلح الواحد أكثر من معني اصطلاحي إلى جانب معناه العام لذا وجب على الباحث تحديد المعنى الإجرائي لهذا المصطلح في البحث.
إن تحديد المصطلح يبدأ أولا بتحديد إطاره النظري من خلال مراجعة القواميس والمعاجم والموسوعات لإعطاء التعريف العام الشائع لدى الباحثين ثم يقوم بتحديد معناه الإجرائي المستخدم في البحث.
في بعض الأحيان يتعثر على الباحث تعريف أو إيجاد تعريف إجرائي للمصطلح لأن هذا المصطلح مرتبط بمجال لم يكتب فيه مثلا:دراسة التراث الشعبي نجد بعض المصطلحات التي لم تعرف من قبل.
المرجع : بن مرسلي،مناهج البحث في علوم الإعلام و الاتصال .الجزائر في صفحاته الإولى على ما أظن
الكتاب موجود في السوق و هو أحسن كتاب في الجزائر في منهجية الاعلام و هو ضخم و رائع جدا
تشجيعا لصاحبه و هو محبوب جدا من طلبة الجامعة في الجزائر و بالتوفيق جمال من تيزي وزو . الجزائر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن أول مرحلة في كل بحث علمي تبدأ بصياغة سؤال البحث و تنتهي بوضع فرضية للإجابة عليه.
إن التسلسل المنطقي و الزمني هو الإشكالية ثم الفرضية.
1- تعريف الإشكالية
إشكالية البحث هي فراغ أو نقص في المعارف العلمية حول مسألة معينة ، فكل بحث يبدأ عند نقطة يوجد فيها مستوى معين من المعارف لكن في نفس الوقت هناك فراغ أو نقص في معرفتنا حول موضوع معين، وقد تكون المعلومات عن مسألة ما ناقصة أو تكون غير منظمة أو غير واضحة مما يمنع من استعمالها للإجابة على التساؤلات.
المشكلة هي المسألة التي عجزت المعارف العلمية المتوفرة على الإجابة عنها إجابة مقنعة.
2- اختيار الإشكالية
يصادف الباحث مصاعب عديدة في اختيار موضوع للبحث فيخلق هذا عنده قلقا و أسئلة مثل:
- هل الموضوع المختار قابل للدراسة أم لا ؟
- كيف يكون الباحث متأكدا من أن الموضوع الذي أختاره يدرس مسألة هامة و مفيدة ؟
- كيف يختار أسئلة الدراسة ؟
- أين يجد المعلومات لصياغة أسئلة بحثه؟
3- الخصائص التي تسهل على تصميم أفكار البحث
هناك العديد من الإجراءات التي يمكن للباحث إتباعها حتى يتمكن من تكوين فكرة عن بحثه و منها ما يلي:
- معرفة النظريات و الأدبيات
- القدرة على التجريد والتركيب
- القدرة على استخراج المعلومات انطلاقا من معطيات موجودة
- الخيال
4- مختلف مصادر الأفكار
هناك5 مصادر للأفكار و هي:
1.4- الملاحظة
تكون الملاحظة بمختلف أنواعها :عابرة و علمية و بالمشاركة
2.4- الحدس و المنطق السليم(Bon Sens ou Sens Commun )
*الحدس (Intuition)هو:" سيرورة معرفية آنية (مباشرة) و إبداعية يتم عن طريق الاستقراء و الاستدلال"
* الاستقراء (Induction):" يساعد على تكوين قاعدة هامة و ذلك بفحص ودراسة التشابه بين مختلف الوضعيات "
* الاستدلال(Déduction) هو:" تطبيق قاعدة عامة على وضعية خاصة مما يسمح بإجراء تنبؤا (تكهنا) امبريقيا قابلا للاختبار" .
الاستدلال هو التوصل إلى نتيجة انطلاقا من عناصر معروفة على أنها صحيحة.
الحدس هو حدسا آنيا و أليا في آن واحد،أي مباشر و بلا شعور الباحث بالسيرورات المعرفية المستخدمة فيه(مثل الاستقراء و الاستدلال)
لتطوير و تنمية الحدس في البحث يستعمل الباحث تقنية تنشيط المخ(Remue Meninges) وهي طريقة لتوليد وإبداع أفكار جدية ومبتكرة و يجب أن تنظم على 3 مراحل، ولا يجب أن تتم هذه المراحل كلها معا ، لأنها تجعل الباحث يتخلى عنها لأنها لم تختمر ولم تنضج بعد في ذهنه وهي كالتالي :
المرحلة الأولى - توليد الأفكار
يختار الباحث موضوعا ملموسا و محسوسا ، خبر من أن يبدأ بموضوع مجرد، ثم يضع كل الأفكار التي تأتيه إلى ذهنه حول الموضوع (تكتب على ورق حتى لا ينساها الباحث) ويستحسن عدم وضع مكابح(Freins) أو تضييق (Restriction) أثناء عملية توليد الأفكار .ويمتنع في هذه المرحلة عن كل نقد للأفكار المولدة حتى لو أتضح لخ انها تافهة و غير ملائمة ، كما يجب أن تذكر بلا نقد لها،لأنها قد تولد أفكار أخرى أكثر أهمية من الأفكار التي توصل إليها الباحث.
يمكن تكرار تقنية "تنشيط المخ"
عندما يشعر الباحث أنه ولّد عدة أفكار و أن حدسه بدأ يضعف ينتقل إلى المرحلة الثانية.
المرحلة الثانية– النقد والفرز
يقوم الباحث بتصنيف هذه الأفكار وتبويبها حسب طبيعتها ومعرفة المتضادات والمترادفات وقد تكون هذه المرحلة مولدة للأفكار.
المرحلة الثالثة– التركيب
إجراء حوصلة للأفكار المولدة والمنتقدة، و محاولة إيجاد الفكرة التي تلخص كل ما قيل بكيفية أحسن، أي الفكرة الملائمة أحسن أو الأكثر منطقية للدراسة.
3.4- النظريات العلمية الموجودة.
4.4- الدراسات السابقة
بعد اختيار المشكلة يمر الباحث إلى الدراسات السابقة، وهذا الانتقال هاما جدا لأنه يصحح و يجود ما وصل إليه من قبل.
5.4- البحث عن حل لمشكل موجود في الواقع.
ملاحظة:هذه المصادر لا تتنافر فقد يجتمع أكثر من مصدر في بحث واحد
* المصدر:
http://boufoulaboukhemis.maktoobblog.com/1424081/منهجية-الإشكالية-اعداددبوفولة-بوخمي/
منهجية اعداد الفرضية د.بوفولة بوخميس
مقدمة:
هذه محاضرات في المنهجية لطلبة التخرج في قسم علم النفس بجامعة الشهيد باجي مختار عنابة(الجزائر) ، و كان ذلك في عام 2003 للدكتور الجزائري د.بوفولة بوخميس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــفي هذه الحلقة من سلسلة محاضرات ألقاها الأستاذ الجزائري د.بوفولة بوخميس و تم نشرها في مدونته المصدر أسفله نتناول "الفرضية" ثم في حلقات مقبلة نتناول "الاشكالية" و غيرها من المواضيع الخاصة بالمنهجية
الفرضية
1- تعريف الفرضية
الفرضية هي عبارة عن تصريح عن العلاقة بين متغيرين ، وهذا التصريح يتضمن وجود شيء قد يكون صحيحا إذا كان الحل المقترح من طرف الباحث صحيحا. الفرضية هي اختيار جواب خاص لمشكلة بحث مطروحة .
تضع الفرضية الباحث أمام "وضعية-اختبار" أو "وضعية-تشخيص الحل و تمثل هذه الوضعية وضع الحياة الحقيقة، أين يمكن ملاحظة الإجراء امبريقيا(تجريبيا) ،وقد تناسب الظواهر الملاحظة أو لا تناسب اقتراحات الباحث.
2- كيف نصل إلى الفرضية؟
يمكننا إتباع الخطوات التالية:
-اختيار مشكلة البحث التي لم تصل معارفنا بعد إلى إيجاد حلول لها
-دراسة الأدب المنشور:صياغة مختلف أشكال الإشكالية و مختلف الحلول الممكنة لها.
- جمع الكتابات والدراسات السابقة وبواسطتها يقوم الباحث بتطوير حجج مع أو ضد هذه الاختيارات، و ربط المشكلة بنظريات علمية، ودراسة المنهجية المستعملة من طرف الباحثين في بحوثهم المشابهة.
- عند الانتهاء من هذه النقاط(المراحل) الثلاث، يحين وقت صياغة الفرضيات.
3- صياغة الفرضية
إن صياغة الفرضية هي أساس البحث، وينبغي عدم إهمال هذه المرحلة لأن البحث يتوقف عليها, البحث الجاد يخطط له انطلاقا من الفرضية.
ان كل أجزاء(تفاصيل)هذا التخطيط مرتبطة بالفرضية و تتمثل هذه التفاصيل فيما يلي:
- التصميم التجريبي
- المنهج
- العينة
- الاحتياطات والتدابير
- التحليل الإحصائي
- النتائج
إن أي مشكل تقني أو منهجي أثناء عملية التخطيط يحل بالرجوع إلى الفرضية.
4- مراحل صياغة الفرضية
تمر صياغة الفرضية بمرحلتين هما:
- تعريف أو تحديد المتغيرات وجعلها إجرائية.
- صياغة علاقة منطقية بين المتغيرات .
* المصدر: http://boufoulaboukhemis.maktoobblog.com/1424079/منهجية-اعداد-الفرضية-دبوفولة-بوخميس/
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام