هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مرحبا بكم في هذا المنتدى الخاص بعلوم الإعلام و الإتصال و العلوم السياسية والحقوق و العلوم الإنسانية في الجامعات الجزائرية
. نرحب بمساهماتكم في منتدى الطلبة الجزائريين للعلوم السياسية و الاعلام والحقوق و العلوم الإنسانية montada 30dz

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» مشاركة بحث
lمقالات حول تعربف العولمة Icon_minitimeالأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo

» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
lمقالات حول تعربف العولمة Icon_minitimeالأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت

» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
lمقالات حول تعربف العولمة Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام

» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
lمقالات حول تعربف العولمة Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام

» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
lمقالات حول تعربف العولمة Icon_minitimeالجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام

» ترحيب و تعارف
lمقالات حول تعربف العولمة Icon_minitimeالسبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي

» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
lمقالات حول تعربف العولمة Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام

» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
lمقالات حول تعربف العولمة Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام

»  الادارة وتعريفها
lمقالات حول تعربف العولمة Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام

» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
lمقالات حول تعربف العولمة Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام


5 مشترك

    lمقالات حول تعربف العولمة

    سليم19
    سليم19


    عدد المساهمات : 240
    نقاط : 456
    تاريخ التسجيل : 07/12/2009

    lمقالات حول تعربف العولمة Empty lمقالات حول تعربف العولمة

    مُساهمة من طرف سليم19 الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 12:33 am

    مقالات
    مفهوم العولمة
    يعني مصطلح العولمة في مفهومه المثالي : أية متغيرات جديدة تنشأ في إقليم معين من العالم سرعان ما تنتقل وتمتد إلى باقي أنحاء العالم ، منشئة نوعا من الترابط والاعتماد المتبادل بين مختلف أقاليم العالم .
    والعولمة أو الكوكبة ، تعني هنا انتقال المتغيرات والظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية من مكان إلى آخر بشكل يؤدي إلى خلق عالم واحد ، أساسه توحيد المعايير الكونية ، وتحرير العلاقات الدولية الاقتصادية ، وتقريب الثقافات ، ونشر المعلومات ...الخ واهم مقومات هذا المفهوم هو الوفاق بين القوى الكبرى وسقوط الحدود السياسية ، وتآكل الحواجز الثقافية ، وعالمية الإنتاج المتبادل ، وانتشار التقدم التكنولوجي ، وعالمية الإعلام والمعلومات.
    وهذا المفهوم المثالي للعولمة لا يمكن أن يتم إلا بين قوى متكافئة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، بحيث لا يستطيع طرف فيها فرض التغير على الطرف الآخر، ولا يتم التغيير باتجاه واحد من القوي إلى الضعيف .(1)
    أما العولمة في الرؤية الليبرالية، فهي عملية إلحاقية انتقائية ، أي أنها عملية تقسيم العالم إلى عالمين : عالم القوى الكبرى ذات المؤسسات العالمية ، وعالم الدول النامية او المتخلفة ، وهذا العالم الأخير ينبغي ان يلحق بالأول عن طريق فتح أسواقه أمام الدول الكبرى وتحديث رؤاه السياسية والثقافية وفقا للمنهج والنمط الغربي في المعرفة والتكنلوجيا والثقافة وطرق الحياة .(2)
    مواقف بعض المفكرين العرب نحو العولمة
    اهتم المشهد الثقافي والاجتماعي والسياسي العربي بشكل كبير بكل جوانب العولمة، وحظي هذا المشروع الكوني باهتمام منقطع النظير في جميع هذه الاوساط نتيجة الإحساس المبرر بمخاطره في ظل غياب واضح للمشروع الحضاري العربي ومقومات دخول الألفية الثالثة بشكل يضمن حجم وفاعلية التعاطي مع هذه التغييرات الجامحة.
    عُقدت المئات من الندوات وحلقات النقاش والمحاضرات، وصدر العشرات من الكتب التي تناولت هذا الموضوع، و فيما يلي رصداً لأبرز المواقف التي اهتمت بالعولمة، بابعادها الاقتصادية والسياسية والثقافية. (3)
    يفيد الباحث الاجتماعي الدكتور سيد ياسين ، أنّ جوهر العولمة هو :
    أ ) انتشار المعلومات بحيث تصبح مشاعة بين الناس.
    ب) تذيب الحدود بين الدول مما يضرب فكرة السيادة الوطنية أو القومية.
    ج) زيادة معدلات التشابه بين الجماعات والمجتمعات، مما يؤدي إلى تفكك الدولة القومة وعجزها عن السيطرة على مقاليد الأمور.
    أما الدكتور اسماعيل صبري عبدالله فيؤكد على أنّ العولمة ستقود إلى عجز الدولة القومية عن السيطرة على مقاليد الأمور، ولا شك في تراجع الدولة في البلدان الصناعية المتقدمة وضعفها أمام الشركات متعددة الجنسيات والاتجاه الغالب لتخفيض الانفاق العام ولا سيما في مجال الضمان الاجتماعي، وتصغير حجم الدولة وتسريح الألاف من موظفيها، وأصبح رؤساء الدول والحكومات في زياراتهم الرسمية يحملون عقوداً تجارية خدمة للشركات الكوكبية (ربما مقابل مصلحة شخصية لرجل السياسة أو حزبه) وأصبح أكبر الساسة كمندوبي المبيعات Salesman .
    فيما يرى الدكتور جلال أمين أنّ الشركات متعددة الجنسيات، في عصر العولمة، قد حلّت محل الدولة. كما حلت الدولة محل الاقطاعية تدريجياً منذ خمسة قرون، تحل اليوم الشركة متعددة الجنسية تدريجياً محل الدولة، والسبب في الحالين واحد : التقدم التكنولوجي وزيادة الإنتاجية والحاجة إلى أسواق أوسع، لم تعد حدود الدولة القومية هي حدود التسويق الجديدة، بل أصبح العالم كله مجال التسويق، سواء كان تسويقاً لسلع تامة الصنع، أو تسويقاً لمعلومات وأفكار
    يتفق الدكتور محد عابد الجابري مع الطرح القائل أن العولمة " تتضمّن معنى إلغاء حدود الدولة القومية في المجال الاقتصادي (المالي والتجاري) وترك الأمور تتحرك في هذا المجال عبر العالم وداخل فضاء يشمل الكرة الأرضية جميعها".
    أما الأستاذ صادق جلال العظم فيعترض على كل محاولات تسطيح مصطلح العولمة، ووصفها بامباراطورية الفوضى، أو بالمملكة، أو كونها عالم بلا دولة، بل هي رفع الدولة إلى تركيب أعلى، مما يعني التعديل في دورها ووظائفها الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، ويقول :
    " العولمة هي رسملة العالم على مستوى العمق، بعبارة أخرى، إن ظاهرة العولمة التي نعيشها الآن، هي طليعة نقل دائرة الإنتاج الرأسمالي -إلى هذا الحد أو ذاك- إلى الأطراف، بعد حصرها طوال هذه لمدة كلياً في مجتمعات المركز ودوله. بمعنى إعادة صياغة مجتمعات الاطراف وتشكيلها على الصورة الملائمة لعمليات التراكم المستحدثة في المركز ذاته. إنّ صعود مرحلة عالمية دائرة الإنتاج ونشرها هي ما نسميه اليوم بالعولمة.
    وفي ندوة لدار المدى في دمشق حدد مجيد الراضي (مدير تحرير المجلة) أنّ جذور العولمة : فكرية، ثقافية، دينية كامنة، " وهي ليست قبولا بالآخر كحامل لثقافة مختلفة بالاستناد لمعطيات معينة، وإنما محاولة سافرة من الأقوى لابتلاع الآخر - الأضعف والمختلف ثقافياً - من جذوره... إنّ انتصار الرأسمالية لا يعني نهاية التاريخ".
    في حين يعترض الدكتور ماهر الشريف على فكرة أن العالم توحد فعلاً أو يشهد صيرورة توحيد، اقتصادياً وتجارياً وتكنولوجيا، كي يصبح في الإمكان الربط بين هذا التوحيد وتوحده على المستوى الثقافي ويعتبر أنّ السياسات الرأسمالية قد عمّقت الانقسام في العالم لا مثيل له.
    تركز المستشارة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في القاهرة الدكتورة نجوى الفوّال ، على البعد الثقافي لظاهرة العولمة، وترصد التغييرات الايجابية المصاحبة لها في النقاط التالية :
    1. تجاوز الفرد للدائرة الضيقة للإعلام الوطني في ظل الثورة التكنولوجية.
    2. اتساع مساحة الحرية أمام المتلقى، وتزايد قرة القنوات الفضائية غير الحكومية على مناقشة جميع القضايا بطرح الرأي والرأي الآخر، بحيث صارت تلك القنوات ساحات للممارسة الديمقراطية التي تفتقدها على مستوى الواقع أغلب دول الجنوب.
    3. تنشيط الصناعات المختصة للاتصال المرئي، وفتح مجالات للعمل أمام العمالة المتخصصة وان كان التطور المتلاحق في تكنولوجيا الفضائيات قد ترك أثراً حول عملية إحلال العمالة المدربة والاستغناء عن سواها، بحيث أصبحت سوق العمل هنا أكثر تخصصاً.
    4. فتح ظهور شبكة الإنترنت وانتشارها عالمياً مجالات لا حدود لها للمعرفة واكتساب المعلومات لتسهيل الاتصال بين الأفراد ومن ثم بين الثقافات، ومع نهاية القرن العشرين تنامى باطراد الاتجاه نحو المزج بين هذه الشبكة وبين وسائل الاتصال الجماهيري، إلى حد يتنبأ فيه البعض بأن يُصبح الكمبيوتر الشخصي هو وسيلة الاتصال المجمعة لباقي الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، وذلك في المستقبل القريب.
    كذلك تورد المستشارة بالمركز القومي، الجوانب السلبية في الظاهرة، مثل نقل أساليب وقيم حياة جديدة ومختلفة، ومخاطر التشوه الثقافي، والمنافسة الحادة بين التقاليد والمستورد، في ظل الهوة الكبيرة في امتلاك تقنيات الاتصال واستخدامها بين الشمال والجنوب.

    المصادر :

    1. علي احمد مدكور : التعليم العالي في الوطن العربي، دار الفكر العربي، القاهرة : 2000.
    2. محمد السيد سليم : العالمية والاقليمية والقومية، مستقبل التعليم في الوطن العربي بين الاقليمية والعالمية ، جامعة حلوان ، 1996م
    3. أسامة أمين الخولي : العرب والعولمة، ، بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية.

    ----------
    السيادة الوطنية في ظل المتغيرات العالمية :
    قيود متزايدة وتحديات شاقة

    د. أحمد يوسف أحمد
    مدير معهد البحوث والدراسات العربية
    ـ جامعة الدول العربية
    شهد النظام العالمي في العقدين الأخيرين تطورات أحدثت تغيراً جذرياً في أبنيته السياسية والاقتصادية، فقد تحولت بنية القيادة فيه من الثنائية إلى الأحادية،ولو إلى حين، تغلب النموذج الرأسمالي للنمو الاقتصادي على غريمه الاشتراكي، وارتبطت هذه التحولات ببروز ظاهرة العولمة بأبعادها المختلفة، وفجر هذا كله جدلاً صاخباً تناول قضايا شتى كان من بينها تأثير هذه التطورات كافة على السيادة الوطنية للدول،وتراوح المشاركون في الجدل ما بين القول بأنها ولت إلى غير رجعة في زمن العولمة، والقول بأنها باقية دوماً وإن تأثرت سلباً بطبيعة الحال بالمتغيرات التي سبقت الإشارة إليها.
    ثمة اتفاق إذن على أن المتغيرات الدولية الراهنة قد أرست قيوداً على "السيادة الوطنية" للدول، لكن هذا الحكم يفضي بنا إلى تساؤل منهاجي واجب: هل يعني هذا أن السيادة الوطنية كانت حرة من أي قيد قبل هذه المتغيرات إلى أن أتت فقيدتها؟ الواقع أن الإجابة على هذا السؤال تبدو ضرورية كي يمكننا أن نحدد بدقة معقولة، طبيعة ودرجة القيود التي استجدت مع تلك المتغيرات.
    كان الدرس الأول لدارسي السياسة والقانون الدستوري في السنة الأولى من المرحلة الجامعية يبدأ تقليدياً بالحديث عن تعريف الدولة وظاهرة السيادة فيها، و عندما كان النقاش يصل إلى تناول خصائص السيادة كانت خاصية الاطلاق (بمعنى انه لا توجد سلطة أعلى من سلطة الدولة لا في داخلها أو خارجها) تبرز عادة كأولى هذه الخصائص، وفي أغلب الأمر كان الأساتذة، ذوو التوجه النظري المحض يكتفون بشرح معنى إطلاق السيادة دون إشارة لنسبيته، أما أولئك الذين امتلكوا فهماً سليما للواقع فكانوا عادة يواجهون معضلة الموازنة بين الحديث عن إطلاق السيادة وإدراك حقيقة وجود قيود فعلية عليها. لم تكن المعضلة تبدو واضحة أو مربكة في السياق الداخلي، فحتى عندما كان يشار إلى أن سلطة الدولة لا تطول كل إقليمها بالضرورة، أو أن ثمة جماعات ضغط تؤثر على هذه السلطة، أو أن هناك حرباً أهلية تقسم دولة ما إلى فريقين أو أكثر يسيطر كل منهما أو منها على جزء من إقليم الدولة، ولا يعترف بسيادة السلطة الحاكمة عليه كان التذرع ممكناً بأن هذه أوضاع استثنائية، أو أنها في الواقع لا تمس جوهر إطلاق السيادة.
    لكن المطعن الذي لم يكن ممكناً تجنبه في إطلاق السيادة كان يرتبط دائما بوضع الدولة في المجتمع الدولي، إذ كان تفاوت القوة بين الدول واضحاً إلى الحد الذي يجعل من المضحك أن نتحدث عن سيادة مطلقة لدولة متناهية في الصغر في مواجهة دولة كبرى أو عظمى،و مع ذلك فإن التفاوت في القوة لم يكن هو المصدر الوحيد للقيود على سيادة الدولة وإنما كانت هناك مصادر أخرى يمكن إجمال أهمها بالإضافة إلى الخلل في موازين القوى بين الدول في الثورة التكنولوجية المتسارعة في وسائل الاتصال و ترتيبات التكامل الإقليمي والعالمي.
    ـ أما الخلل في موازين القوى الدولية فأثره بين على إطلاق السيادة، و أوضح مؤشر لذلك أن الدولة التي تهزم في حرب ضد دولة أخرى نتيجة هذا الخلل تجد نفسها مضطرة في معظم الأحيان إلى قبول قيود مقننة على سيادتها في ما يتعلق بحدود قدرتها العسكرية أو أوضاع القوات المسلحة في مناطق معينة من إقليمها ،إلخ.. وقد يقال أن هذه القيود تكون مؤقتة عادة، وهو قول ليس صحيحاً على إطلاقه، بيد أنه حتى لو كان صحيحاً لا ينفي أن قيوداً واضحة ترد على سيادة دولة ما لسنوات طويلة أو حتى لعقود من السنين.
    كذلك فإن الخلل في موازين القوى قد يفضي بالدولة الأضعف إلى أن تقيد سيادتها دون أن تهزم في حرب أو حتى تدخلها، وذلك بسبب ممارسة الردع ضدها، والردع هو تهديد من دولة لدولة ما باستخدام القوة ضدها ما لم تغير سلوكها أو تمتنع عن المبادرة بسلوك معين كانت تنتويه بافتراض أن تغير السلوك أو الامتناع عن المبادرة بسلوك يحقق في الحالتين مصلحة الدولة مصدر التهديد،بل أن الردع يؤتي أحيانا ثمرته دون أن تضطر الدولة الأقوى إلى إطلاق التهديدات، وذلك عندما يكون الخلل في ميزان القوى فادحاً إلى الحد الذي تكيف الدولة الأضعف سلوكها من الأصل مع رغبات ومصالح الدولة الأقوى.
    ـ أما الثورة التكنولوجية المتسارعة في وسائل الاتصال فقد أحدثت اختراقاً أخطر لسيادة الدولة، ففي الحالة الأولى ـ ي حالة الخلل في موازين القوى ـ مكن تصور مجتمع متماسك في دولة ضعيفة بمعايير القوة العسكرية، و لذلك فإنها تهزم في حرب أو تردع نتيجة تهديد أو ترضى بالدونية من تلقاء نفسها، لكن هذا المجتمع قد يشرع نتيجة تماسكه في بناء قوة متزايدة يمكن أن تفضي به إلى استعادة سيادته المهددة أو المقيدة، أما في حالتنا فقد هددت الثورة التكنولوجية في وسائل الاتصال باختراق الدولة التي تملك ناصية هذه الوسائل الحدود المادية لأية دولة معادية أو منافسة والوصول إلى عقول أبناء شعوبها في محاولة لتغيير إدراكهم للأمور، ومن ثم إمكانية التأثير على سلوكهم، وقد يحدث انقسام داخلي نتيجة لذلك، أو قد تتمرد جماعة أو جماعات على سلطة الدولة، و قد يصل الأمر إلى التأثير على السلوك الخارجي الرسمي لدولة ما نتيجة خشية نخبتها الحاكمة من إغضاب مصادر الدعاية المضادة ذات التأثير.
    ـ وأخيرا فإن ترتيبات التكامل العالمي والإقليمي الطوعي قد لعبت هي الأخرى دوراً في إيجاد قيود على سيادة الدولة شريطة أن يكون دخول الدولة في هذه الترتيبات طواعية، لأن القول بغير ذلك يدخلها في شريحة الإكراه نتيجة الخلل في ميزان القوى، فالدول تنضم طواعية لمنظمة الأمم المتحدة، وتعني واقعة انضمامها أنها تقبل إمكانية أن يطبق عليها مجلس الأمن الترتيبات المنصوص عليها في الفصل السابع من الميثاق والتي قد تصل إلى استخدام القوة ضدها إذا أتت بما يخل بالسلم والأمن الدوليين، و يعني ذلك ضمناً احتمال أن تحرص دوما على تكييف سلوكها في الساحة الدولية بحيث لا تعرض نفسها لهذه العقوبات، أو حتى لقرارات إدانة قد تضر بشرعية النظم الحاكمة فيها. كذلك فإن الدول الداخلة في ترتيبات تكامل اقتصادي إقليمي قد تصل إلى مرحلة (كما هو الحال في الاتحاد الأوروبي الحالي) تتنازل فيها بالفعل عن جزء من سيادتها في القرارات المتعلقة بعدد من القطاعات التي يحدث فيها تكامل فعلي.
    لم تكن القيود على السيادة وليدة المتغيرات الدولية الراهنة إذن، ولكنها كانت موجودة قبلها على النحو السابق بيانه، فما الذي أحدثته هذه المتغيرات تحديداً ؟
    يبدو للوهلة الأولى أن الفرضية المناسبة في هذا الخصوص قد تتمثل في أن تلك المتغيرات أوجدت فارقاً كبيراً في الدرجة و ليس في طبيعة الأمور، بمعنى أن القيود الواردة على السيادة وإن كانت سابقة على زمن العولمة الراهنة إلا أن وطأة هذه القيود تبدو وكأنها قد تفاقمت على نحو لا يمكن إنكاره أو إخفاؤه.
    لا يجب أن ننسى بداية أن مصادر القيود التي سبقت الإشارة إليها على السيادة مازالت موجودة و إن زادت وطأة بعضها كالثورة التكنولوجية في وسائل الاتصال التي بلغت حداً غير مسبوق، وجعلت من العالم بالفعل قرية بالمعنى الإعلامي، وإن كانت قرية ببنية استبدادية للسلطة الإعلامية حيث تتحكم القلة في تدفق الأخبار والمواد الإعلامية على نحو يعزز الخلل في موازين القوى المادية بين الدول، وهكذا تفاقم الاختراق الإعلامي للكيانات السياسية، وإن يكن في اتجاه واحد من الشمال الذي تسيطر رموزه المتقدمة على معظم مقاليد القوة، إلى الجنوب المتخلف بشكل مركب بما في ذلك التخلف الإعلامي، وهكذا تعززت القيود على السيادة التي يفرضها الأقوى على الأضعف بآلة إعلامية عالمية طاغية تعمل على نحو نشعر به في حياتنا اليومية، ونلمس آثاره في شتى المجالات بما في ذلك مجال السيادة على نحو ما سبق أن بينا.
    غير أن المسألة تجاوزت منذ ما يزيد على عقد من الزمان هذه الحدود وصولاً إلى فاق أخطر بكثير، فقد انهارت البنية القيادية الثنائية للنظام العالمي، والتي تبلورت في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وحلت محلها ولو مؤقتاً بنية أحادية القطب انفردت فيها الولايات المتحدة بمقاليد الهيمنة العالمية، وهو ما أثر تأثيراً بنيوياً فادحاً على السيادة الوطنية للدول المتوسطة والصغيرة بصفة خاصة، ففي ظل النظام القديم (ثنائي القطبية) كانت هذه الدول تستطيع أن تلوذ من طغيان أحد القطبين إلى القطب الآخر متفادية بذلك إمكان إرغامها على فعل ما لا تريده أو التوقف عن فعل ما تريده،أو على الأقل مقللة من هذا الاحتمال بدرجة أو بأخرى، أما في ظل الأوضاع الدولية الجديدة الراهنة فإن تلك الدول المتوسطة والصغيرة بصفة خاصة لم يعد أمامها سوى بديل واحد للحركة إما أن تتبناه طوعاً أو كرها وإما أن تخاطر بمواجهة مع الولايات المتحدة الأمريكية ينبغي أن تتحسب لها بأقصى درجة من العقلانية والحسابات الرشيدة، خاصة وأن البنية القيادية الراهنة للنظام الدولي أتاحت للدولة العظمى الوحيدة سيطرة حقيقية على مجلس الأمن مكنتها من أن تستظل كثيراً في تدخلها في شؤون الدول بما يسمى بالشرعية الدولية، وأصبح الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان لا يمثل أملاً حقيقياً لشعوب عديدة مازالت تحبو في طريقها الطويل إلى الديمقراطية، وإنما يتخذ كذريعة من الدولة العظمى وحلفائها للتدخل في شؤون هذه الشعوب إن تجرأت حكوماتها على تحدي مصالح القوى المهيمنة في الأوضاع الدولية الراهنة، وأضيفت صفة "الإنساني" إلى "التدخل" لتبرر النكوص عن واحد من أكثر المبادئ رسوخاً في القانون الدولي، وهو "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
    ولم يقف تفاقم القيود على السيادة الوطنية بسبب التطورات في بنية النظام العالمي عند الأمور الاستراتيجية السياسية، وإنما امتد إلى الأمور الاقتصادية أيضاً و هكذا اصبح "الإصلاح الاقتصادي" و"التكيف الهيكلي" شرطاً ضرورياً للقبول في المنظومة الاقتصادية العالمية، وقد قُصد بهذين المصطلحين وبغيرهما التخلي التام عن أي ترتيبات اقتصادية تتعارض مع النموذج الرأسمالي الذي اعتبره واحد من المنظرين الساذجين للأوضاع العالمية الراهنة "نهاية للتاريخ"، كما أن سيادة الدولة على قراراتها الاقتصادية أخذت في التقلص مع إقرار اتفاقية الجات التي قضت بالإزالة التدريجية والتامة لأية عوائق أمام تدفق حركة التجارة الدولية التي تسير بطبيعة الحال في اتجاه يعزز تقدم المتقدمين و يكرس تخلف المتخلفين، و حتى هنا أيضا ساد ازدواج المعايير، إذ بينما تم الاتفاق على إزالة كافة العقبات أمام حركة السلع فإن حركة البشر بقيت مقيدة لأن اتجاهها سوف يكون أساساً من الجنوب إلى الشمال وليس من الشمال إلى الجنوب كما هو الحال في حركة السلع.
    ثم أتت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لتزيد الأمور سوءاً، وسواء كانت الأحداث من تدبير تنظيمات إرهابية غير أمريكية أو تمت بتواطؤ مع قوى أمريكية داخلية أو تم التعامل مع مقدماتها باستخفاف تام من أجهزة الأمن الأمريكية لغرض في نفس يعقوب، فإن السياسة الأمريكية في أعقابها قد نحت نحواً لا نقول انه جديد ولكن السلوك الأمريكي بموجبه بات يتسم بخصائص مقلقة، فلم تعد الدوائر الأمريكية الرسمية معنية بتأسيس حركتها على ما يسمى بالشرعية الدولية، أو تقديم الأدلة القانونية الكافية حتى من وجهة نظرها التي تبرر ما تنزله من عقوبات بهذه الدولة أو تلك، أو تهدد به من ضربات سوف تطول دول محور الشر على حد التسمية الأمريكية التي استندت بدورها إلى معايير ذاتية وليس إلى أي توافق دولي يتجاوز حدود الولايات المتحدة الأمريكية.
    والخلاصة أن السيادة الوطنية للدول باتت تواجه وضعاً خطراً شهد تفاقماً واضحاً لقيود عرفتها هذه السيادة منذ وقت ليس بالقصير إن لم يكن منذ نشأة الدولة الوطنية ذات السيادة أصلا، ووصلت الأمور على هذا النحو إلى حد أن بات فريق من المحللين والمعلقين يتحدث عن زوال أو اختفاء ظاهرة السيادة الوطنية،وهو حكــم يراه البعض ـ ومنهم كاتب هذه السطور ـ مبالغاً فيه، وإن كان ثمة اتفاق على خطورة ما ألم بالسيادة الوطنية للدول المتوسطة والصغيرة بصفة خاصة. فواقع الأمر أن ظاهرة السيادة الوطنية لم تنته تماماً، إذ مازالت هناك فئة من الدول قادرة على أن تختلف مع الإرادة الأمريكية دون أن تختفي من خريطة العالم كما حدث بالنسبة للاتحاد السوفياتي، فالصين وبعض الدول الأوروبية وبعض الدول ذات الأدوار الإقليمية القيادية مازالت قادرة على التعامل مع تلك الإدارة بحسابات رشيدة، ومعقدة تجعل القيود على سيادتها في حدها الأدنى، أو على الأقل ترسم خطاً أحمر أمام المصالح الحيوية لتلك الدول لا يمكن للقيود على السيادة أن تتجاوزه، ومن المؤكد أن تعزيز التطور الديمقراطي الداخلي في الدول سوف يزيد من قدرتها على تحدي القيود الخارجية على سيادتها بقدر ما يوجده هذا التطور من مجتمع متماسك في وجه محاولات الهيمنة الخارجية، وكذلك بقدر ما يقضي على بعض ذرائع التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومنها القول بانعدام الديمقراطية أو عدم احترام حقوق الإنسان فيها.
    وبالإضافة إلى هذا فإن حلم التكامل القومي بالنسبة للعرب، والإقليمي بالنسبة لغيرهم من المجموعات الإقليمية ذات الروابط الخاصة مازال يمثل مخرجا حقيقياً من هذا المأزق على أساس أن ما لا تستطيعه دولة بمفردها قد تتمكن من أن تفعله بتكتيل إمكاناتها مع غيرها من الدول، وليس معنى هذا أن هذا البديل ـ أي بديل التكامل القومي والإقليمي ـ بديل سهل. ذلك أن صعوبات حقيقية تتعلق بنموذج العلاقات بين الدول الداخلة أو التي تنوي الدخول في علاقة التكامل هذه وكذلك بالممانعة الخارجية لجهود التكامل من قبل القوى العالمية المهيمنة.غير أن خطورة الموقف العالمي الراهن من ناحية والآفاق التي يفتحها بديل التكامل القومي والإقليمي من ناحية أخرى تسوغ لنا أن نندفع بكل قوانا وأن نستخدم كل ما لدينا من طاقات في اتجاه هذا الحلم من أجل حاضر أفضل ومستقبل من لشعوبنا التي كتب عليها أن تناضل دون انقطاع ضد قوى الهيمنة.


    http://www.afkaronline.org/arabic/archives/mar-avr2003/youssefahmed.html
    kabra
    kabra
    Admin


    البلد : الجزائر
    عدد المساهمات : 58
    نقاط : 10485
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009
    العمر : 41

    lمقالات حول تعربف العولمة Empty رد: lمقالات حول تعربف العولمة

    مُساهمة من طرف kabra الثلاثاء ديسمبر 08, 2009 1:36 am

    مشكور أخي الكريم
    avatar
    amel


    عدد المساهمات : 2
    نقاط : 3
    تاريخ التسجيل : 23/12/2009

    lمقالات حول تعربف العولمة Empty رد: lمقالات حول تعربف العولمة

    مُساهمة من طرف amel الأربعاء ديسمبر 23, 2009 3:49 pm

    شكرالك أرجوك اخي أنا بحاجة ماسة إلي موضوع الإتصال و تأثيره في الرأي العام
    kabra
    kabra
    Admin


    البلد : الجزائر
    عدد المساهمات : 58
    نقاط : 10485
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009
    العمر : 41

    lمقالات حول تعربف العولمة Empty رد: lمقالات حول تعربف العولمة

    مُساهمة من طرف kabra الإثنين ديسمبر 28, 2009 6:57 am

    lمقالات حول تعربف العولمة Kabra
    فؤاد
    فؤاد


    عدد المساهمات : 14
    نقاط : 14
    تاريخ التسجيل : 27/12/2009

    lمقالات حول تعربف العولمة Empty رد: lمقالات حول تعربف العولمة

    مُساهمة من طرف فؤاد الإثنين ديسمبر 28, 2009 3:35 pm

    السلام عليييييييييييييييييييكم
    موضوع العولمة موضوع شاسع جدا واختلف المفكرين حول وضع مفهوم محدد لها وكل يعرفه حسب نهجه
    شكرا اخي على الافادة
    بارك الله فيك
    موسى
    موسى


    البلد : تقرت، ورقلة - الجزائر
    عدد المساهمات : 29
    نقاط : 37
    تاريخ التسجيل : 22/06/2011
    العمر : 34

    lمقالات حول تعربف العولمة Empty العولمة مفهومها ، جذورها التاريخية ، و ظروف انتشارها

    مُساهمة من طرف موسى الأربعاء يونيو 22, 2011 12:54 pm

    العولمة مفهومها ، جذورها التاريخية ، و ظروف انتشارها
    http://www.talabadz.info/?p=143

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 27, 2024 4:12 pm