المحبة
من امتحن بقرب من يكره كمن امتحن ببعد من يحب ولا فرق.
إذا دعا المحب في السلو. فإجابته مضمونة ودعوته مجابة.
اقنع بمن عندك يقنع بك من عندك. ( )
من السعيد في المحبة؟
السعيد في المحبة هو من ابتلي بمن يقدر أن يلقي عليه قفله ولا تلحقه في مواصلته تبعة من الله عز وجل ولا ملامة من الناس وصلاح ذاك أن يتوافقا في المحبة وتحريره أن يكونا خاليين من الملل فإنه خلق سوء مبغض وتمامه نوم الأيام عنهما مدة انتفاع بعضهما ببعض وأنَّى بذلك إلا في الجنة.
وأما ضمانه بيقين فليس إلا فيها فهي دار القرار وإلا فلو حصل ذلك كله في الدنيا لم تؤمن الفجائع ولقطع العمر دون استيفاء اللذة.
أثر الغيرة على الحب
إذا ارتفعت الغيرة فأيقن بارتفاع المحبة. الغيرة خلق فاضل متركب من النجدة والعدل لأن من عدل كره أن يتعدى إلى حرمة غيره وإن يتعدى غيره إلى حرمته ومن كانت النجدة طبعاً له حدثت فيه عزة ومن العزة تحدث الأنفة من الاهتضام.
أخبرني بعض من صحبناه في الدهر عن نفسه أنه ما عرف الغيرة قط حتى ابتُلي بالمحبة فغار. وكان هذا المخبر فاسد الطبع خبيث التركيب إلا أنه كان من أهل الفهم والجود.
خطوات المحبة
أولها الاستحسان وهو أن يتمثل الناظر صورة المنظور إليه حسنة أو يستحسن أخلاقه وهذا يدخل في باب التصادق.
ثم الإعجاب به وهو رغبة الناظر في المنظور إليه. وفي قربه.
ثم الألفة وهي الوحشة إليه إذا غاب.
ثم الكلف وهو غلبة شغل البال به وهذا النوع يسمى في باب الغماوال بالعشق.
ثم الشغف وهو امتناع النوم والأكل والشرب إلا اليسير من ذلك وربما أدى ذلك إلى المرض أو إلى التوسوس أو إلى الموت وليس وراء هذا منماوالة في تناهي المحبة أصلاً.
انتبه
كنت أظن أن العشق في ذوات الحركة والحدة من النساء أكثر فوجدت الأمر بخلاف ذلك وهو في الساكنة الحركات أكثر ما لم يكن ذلك السكون بلهاً.
درجات الجمال
الحلاوة: رقة المحاسن ولطف الحركات وخفة الإشارات وقبول النفس لأعراض الصور وإن لم تكن ثم صفات ظاهرة.
القوام: جمال كل صفة على حدتها ورب جميل الصفات على إنفراد كل صفة منها بارد الطلعة غير مليح ولا حسن ولا رائع ولا حلو.
الروعة: بهاء الأعضاء الظاهرة [مع جمال فيها]وهي أيضًا الفراهة والعتق.
الحسن:هو الشيء ليس له في اللغة اسم يعبر به عنه ولكنه محسوس في النفوس باتفاق كل من رآه وهو برد مكسو على الوجه وإشراق يستميل القلوب نحوه فتجتمع الآراء على استحسانه وإن لم تكن هناك صفات جميلة فكل من رآه راقه واستحسنه وقبله حتى إذا تأملت الصفات إفراداً لم تر طائلاً وكأنه شيء في نفس المرئي يجده نفس الرائي وهذا أجل مراتب الصباحة.
الملاحة:اجتماع شيء فشيء مما ذكرنا
لولا اختلاف الأهواء ....
ثم تختلف الأهواء بعد هذا فمن مفضل للروعة ومن مفضل للحلاوة. وما وجدنا أحداً قط يفضل القوام المنفرد..
المراجع الأخلاق والسير لابن حزم ص119-122
إعداد /عصام طلعت
من امتحن بقرب من يكره كمن امتحن ببعد من يحب ولا فرق.
إذا دعا المحب في السلو. فإجابته مضمونة ودعوته مجابة.
اقنع بمن عندك يقنع بك من عندك. ( )
من السعيد في المحبة؟
السعيد في المحبة هو من ابتلي بمن يقدر أن يلقي عليه قفله ولا تلحقه في مواصلته تبعة من الله عز وجل ولا ملامة من الناس وصلاح ذاك أن يتوافقا في المحبة وتحريره أن يكونا خاليين من الملل فإنه خلق سوء مبغض وتمامه نوم الأيام عنهما مدة انتفاع بعضهما ببعض وأنَّى بذلك إلا في الجنة.
وأما ضمانه بيقين فليس إلا فيها فهي دار القرار وإلا فلو حصل ذلك كله في الدنيا لم تؤمن الفجائع ولقطع العمر دون استيفاء اللذة.
أثر الغيرة على الحب
إذا ارتفعت الغيرة فأيقن بارتفاع المحبة. الغيرة خلق فاضل متركب من النجدة والعدل لأن من عدل كره أن يتعدى إلى حرمة غيره وإن يتعدى غيره إلى حرمته ومن كانت النجدة طبعاً له حدثت فيه عزة ومن العزة تحدث الأنفة من الاهتضام.
أخبرني بعض من صحبناه في الدهر عن نفسه أنه ما عرف الغيرة قط حتى ابتُلي بالمحبة فغار. وكان هذا المخبر فاسد الطبع خبيث التركيب إلا أنه كان من أهل الفهم والجود.
خطوات المحبة
أولها الاستحسان وهو أن يتمثل الناظر صورة المنظور إليه حسنة أو يستحسن أخلاقه وهذا يدخل في باب التصادق.
ثم الإعجاب به وهو رغبة الناظر في المنظور إليه. وفي قربه.
ثم الألفة وهي الوحشة إليه إذا غاب.
ثم الكلف وهو غلبة شغل البال به وهذا النوع يسمى في باب الغماوال بالعشق.
ثم الشغف وهو امتناع النوم والأكل والشرب إلا اليسير من ذلك وربما أدى ذلك إلى المرض أو إلى التوسوس أو إلى الموت وليس وراء هذا منماوالة في تناهي المحبة أصلاً.
انتبه
كنت أظن أن العشق في ذوات الحركة والحدة من النساء أكثر فوجدت الأمر بخلاف ذلك وهو في الساكنة الحركات أكثر ما لم يكن ذلك السكون بلهاً.
درجات الجمال
الحلاوة: رقة المحاسن ولطف الحركات وخفة الإشارات وقبول النفس لأعراض الصور وإن لم تكن ثم صفات ظاهرة.
القوام: جمال كل صفة على حدتها ورب جميل الصفات على إنفراد كل صفة منها بارد الطلعة غير مليح ولا حسن ولا رائع ولا حلو.
الروعة: بهاء الأعضاء الظاهرة [مع جمال فيها]وهي أيضًا الفراهة والعتق.
الحسن:هو الشيء ليس له في اللغة اسم يعبر به عنه ولكنه محسوس في النفوس باتفاق كل من رآه وهو برد مكسو على الوجه وإشراق يستميل القلوب نحوه فتجتمع الآراء على استحسانه وإن لم تكن هناك صفات جميلة فكل من رآه راقه واستحسنه وقبله حتى إذا تأملت الصفات إفراداً لم تر طائلاً وكأنه شيء في نفس المرئي يجده نفس الرائي وهذا أجل مراتب الصباحة.
الملاحة:اجتماع شيء فشيء مما ذكرنا
لولا اختلاف الأهواء ....
ثم تختلف الأهواء بعد هذا فمن مفضل للروعة ومن مفضل للحلاوة. وما وجدنا أحداً قط يفضل القوام المنفرد..
المراجع الأخلاق والسير لابن حزم ص119-122
إعداد /عصام طلعت
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام