التربية اللغوية للطفل
أثبتت الأبحاث العلمية الإنسانية، أن الأسرة هي المكان الأمثل لتربية الطفل وتكوينه عاطفياً بيد أنهم يجهلون أو يتناسون دور الأسرة في تكوين الطفل لغوياً، فإن الأسرة التي يمضي الطفل في أحضانها سنين عمره الأولى هي المدرسة الأولى والرئيسية للغة الطفل.
ويطلق على لغة الإنسان الأولى التي يكتسبها اللغة الأم لأن الظروف الإنسانية والمؤثرة لاكتسابه هذه اللغة من طفولته، ففي أحضان البيت يكتسب الطفل أولى خبراته الصوتية من خلال البكاء والصراخ والمناغاة، ويدرك كذلك بصورة مشوشة الكلمات والأصوات والضوضاء، ورويداً رويداً يبدأ في إدراك وجود علاقة جسمية بين ما يسمعه من أصوات مختلفة وبين بعض الظروف والمواقف في البيئة التي يعيش فيها.
وتعد الأم المعلمة الأولى للغة الطفل، فالأم تراقب سلوك طفلها باهتمام بالغ للتأكد من وجود أو عدم قصور في الجهاز التنفسي أو الصوتي أو في السمع أو في البصر، وتحوز الأم من هذا قصب السبق في التربية اللغوية، لكنها لا تحتكر هذا الدور إذ سرعان ما ينضم إليها الأب والأجداد والإخوه وأقارب أخرون وأصدقاء العائلة.
إن البيئة الهادئة توفر نسبياً لدى الطفل قدرة على الإدركات السمعية الدقيقة، بينما يساعد التعليق اللفظي على الظواهر الصوتية المختلفة (كفتح الباب إذا عاد الوالد) يساعد الطفل على التمييز بين الأشياء المختلفة عن طريق الفعل وتكسبه الخبرة على اكتشاف العلاقات بين صوت ما وبعض الأشياء والأحداث، من هذه الطريقة يبدأ انتقال الطفل من مرحلة استخدام الكلمة المتغمه التي تصدر عنه أو التي يسمعها إلى مجال الكلمة التي تتبعها فكرة.
لا توجد علاقة محددة بين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لطفل ما وبين نضجه اللغوي،. لأن ذلك يتوقف على النمو العاطفي وعلى الخبرات الحياتية لكل عائلة بل يعتمد على ثراء الحافز والدافع وهو تعزيز الطفل وتشجيعه على الكلام.
أسس ووسائل التربية اللغوية داخل الأسرة:
1 - المولود الصغير يتأثر بالبيئة الحية والأصوات من حوله داخل الأسرة فيسمع صوت الناس والضوضاء من حوله فيحاول تقليد هذه الأصوات.
2 – يجب أن تتكلم الأم باستمرار وبود ولطف مع صغيرها بالطريقة الملائمة وفي وقت مناسب.
3 – للعب دور هام حيث إن له صوت إيقاعي، والأصوات والنغمات المتباينة في أغاني الأطفال وأدوات الطعام والعبارات ذات النبرة المختلفة لها دور في زيادة قدرة الطفل السمعية.
4 – يساعد أفراد العائلة على تنمية ملكات الطفل اللفظية بتشجيعه على تقليد أصوات الحيوانات المعروفة لديه، وعلى إصدار الأصوات المألوفة (تك تك) و(تف تف) وكذلك مساعدته على التعبير عن الأشياء الرئيسة التي يلاحظها بألفاظ بسيطة، كالتعبير عن أشياء سقطت بكلمة (بُم).
وفي الحقيقة أن الطفل يهتم بما نقول فإذا ما تحدثنا إليه فإنه سيهتم ولا شك بنا وبكلماتنا فيجب أن نردد أمامه بعض العبارات مثل:
- سوف أرتب شنطة الخروج
- أنظر يا صغيري إنني أضع قطع الخشب في الصندوق.
- هاأنذا أضع واحدة حمراء وبجوارها واحدة زرقاء.
- والآن أضع الصندوق على الرف.
مما سبق سيجد الطفل لذة وسعادة لكونكم تحدثونه عما يفعل وعما تفعلون، وسيتجاوب معكم.
5 - نطق الكلمة بصورة صحيحة على الطفل وعندما ينطق الطفل الكلمات بصورة خاطئة مثل (مكسول) بدلاً من (مكسور) فمن الضروري أن يبادر الكبار بتقديم النموذج الأمثل للكلمة التي نطقها بصورة خاطئة ظاناً أنها صحيحة.
6 – اللجوء إلى الصور المرسومة والمصورة لزيادة ثروة الطفل اللغوية ولتسهيل استخدامه الألفاظ بصورة ملائمة لأنها توقظ فيه خبراته المباشرة وتوسع أفقه.
7 – الإكثار من استخدام القصة في فترة ما بعد سن الثالثة، حيث إن الحكاية الموحية بصوت والديه تشعر الطفل بنشوة الاستماع ويكون من المفيد هنا استخدام الاسطوانات والأجهزة، وللحكاية والحوار هدف يعمل على تنمية لغة الطفل.
تأخر الكلام والأخطاء:
تظهر هذه المشكلة لدى الأطفال الذين يقضون وقتهم في جو الأسرة دون تشجيعهم على الكلام، وقلة الدافع اللغوي الشخصي وترك الطفل وحده وانشغال الأم الذي يؤدي إلى قلة الممارسة اللغوية. ويمكن تعويض ذلك بأن ندخل الطفل في علاقات مع زملائه عن طريق اللعب الجماعي ويجب ألا يوجه أفراد الأسرة إلى الطفل كلاماً مجرداً وكلمات خاوية من المضمون.
عصام طلعت
أثبتت الأبحاث العلمية الإنسانية، أن الأسرة هي المكان الأمثل لتربية الطفل وتكوينه عاطفياً بيد أنهم يجهلون أو يتناسون دور الأسرة في تكوين الطفل لغوياً، فإن الأسرة التي يمضي الطفل في أحضانها سنين عمره الأولى هي المدرسة الأولى والرئيسية للغة الطفل.
ويطلق على لغة الإنسان الأولى التي يكتسبها اللغة الأم لأن الظروف الإنسانية والمؤثرة لاكتسابه هذه اللغة من طفولته، ففي أحضان البيت يكتسب الطفل أولى خبراته الصوتية من خلال البكاء والصراخ والمناغاة، ويدرك كذلك بصورة مشوشة الكلمات والأصوات والضوضاء، ورويداً رويداً يبدأ في إدراك وجود علاقة جسمية بين ما يسمعه من أصوات مختلفة وبين بعض الظروف والمواقف في البيئة التي يعيش فيها.
وتعد الأم المعلمة الأولى للغة الطفل، فالأم تراقب سلوك طفلها باهتمام بالغ للتأكد من وجود أو عدم قصور في الجهاز التنفسي أو الصوتي أو في السمع أو في البصر، وتحوز الأم من هذا قصب السبق في التربية اللغوية، لكنها لا تحتكر هذا الدور إذ سرعان ما ينضم إليها الأب والأجداد والإخوه وأقارب أخرون وأصدقاء العائلة.
إن البيئة الهادئة توفر نسبياً لدى الطفل قدرة على الإدركات السمعية الدقيقة، بينما يساعد التعليق اللفظي على الظواهر الصوتية المختلفة (كفتح الباب إذا عاد الوالد) يساعد الطفل على التمييز بين الأشياء المختلفة عن طريق الفعل وتكسبه الخبرة على اكتشاف العلاقات بين صوت ما وبعض الأشياء والأحداث، من هذه الطريقة يبدأ انتقال الطفل من مرحلة استخدام الكلمة المتغمه التي تصدر عنه أو التي يسمعها إلى مجال الكلمة التي تتبعها فكرة.
لا توجد علاقة محددة بين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لطفل ما وبين نضجه اللغوي،. لأن ذلك يتوقف على النمو العاطفي وعلى الخبرات الحياتية لكل عائلة بل يعتمد على ثراء الحافز والدافع وهو تعزيز الطفل وتشجيعه على الكلام.
أسس ووسائل التربية اللغوية داخل الأسرة:
1 - المولود الصغير يتأثر بالبيئة الحية والأصوات من حوله داخل الأسرة فيسمع صوت الناس والضوضاء من حوله فيحاول تقليد هذه الأصوات.
2 – يجب أن تتكلم الأم باستمرار وبود ولطف مع صغيرها بالطريقة الملائمة وفي وقت مناسب.
3 – للعب دور هام حيث إن له صوت إيقاعي، والأصوات والنغمات المتباينة في أغاني الأطفال وأدوات الطعام والعبارات ذات النبرة المختلفة لها دور في زيادة قدرة الطفل السمعية.
4 – يساعد أفراد العائلة على تنمية ملكات الطفل اللفظية بتشجيعه على تقليد أصوات الحيوانات المعروفة لديه، وعلى إصدار الأصوات المألوفة (تك تك) و(تف تف) وكذلك مساعدته على التعبير عن الأشياء الرئيسة التي يلاحظها بألفاظ بسيطة، كالتعبير عن أشياء سقطت بكلمة (بُم).
وفي الحقيقة أن الطفل يهتم بما نقول فإذا ما تحدثنا إليه فإنه سيهتم ولا شك بنا وبكلماتنا فيجب أن نردد أمامه بعض العبارات مثل:
- سوف أرتب شنطة الخروج
- أنظر يا صغيري إنني أضع قطع الخشب في الصندوق.
- هاأنذا أضع واحدة حمراء وبجوارها واحدة زرقاء.
- والآن أضع الصندوق على الرف.
مما سبق سيجد الطفل لذة وسعادة لكونكم تحدثونه عما يفعل وعما تفعلون، وسيتجاوب معكم.
5 - نطق الكلمة بصورة صحيحة على الطفل وعندما ينطق الطفل الكلمات بصورة خاطئة مثل (مكسول) بدلاً من (مكسور) فمن الضروري أن يبادر الكبار بتقديم النموذج الأمثل للكلمة التي نطقها بصورة خاطئة ظاناً أنها صحيحة.
6 – اللجوء إلى الصور المرسومة والمصورة لزيادة ثروة الطفل اللغوية ولتسهيل استخدامه الألفاظ بصورة ملائمة لأنها توقظ فيه خبراته المباشرة وتوسع أفقه.
7 – الإكثار من استخدام القصة في فترة ما بعد سن الثالثة، حيث إن الحكاية الموحية بصوت والديه تشعر الطفل بنشوة الاستماع ويكون من المفيد هنا استخدام الاسطوانات والأجهزة، وللحكاية والحوار هدف يعمل على تنمية لغة الطفل.
تأخر الكلام والأخطاء:
تظهر هذه المشكلة لدى الأطفال الذين يقضون وقتهم في جو الأسرة دون تشجيعهم على الكلام، وقلة الدافع اللغوي الشخصي وترك الطفل وحده وانشغال الأم الذي يؤدي إلى قلة الممارسة اللغوية. ويمكن تعويض ذلك بأن ندخل الطفل في علاقات مع زملائه عن طريق اللعب الجماعي ويجب ألا يوجه أفراد الأسرة إلى الطفل كلاماً مجرداً وكلمات خاوية من المضمون.
عصام طلعت
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام