حفريات في المسرح الجزائري :أ. سليم بتقه
تعتبر التجربة المسرحية في الجزائر ، وعموما في الوطن العربي مثلها مثل التجربة الروائية، غير أنه يمكن اعتبار تلك الأشكال الفكاهية والاستعراضات الشعبية كـ”القراقوز” وفن الإيماء، والحكواتي، والاحتفالات الكرنفالية أشكالا مسرحية متينة الصلة بالمجتمع العربي.
يدعم الشاعر والناقد التونسي “محمد عزيزة” هذا الطرح القائل بتأخر ظهور المسرح في الوطن العربي ، حيث يرجع ظهور المسرح عند الإغريق(واستمراره في أوروبا) إلى علاقة خاصة مع الإله (في المفهوم الميثولوجي عندهم).
في المأساة اليونانية يواجه “برومثيوس” زوس” كبير الآلهة، ويظهر الصراع بين الحرية الإنسانية والإرادة الإلهية بينما هذان المبدآن متكاملان من وجهة النظر الإسلامية. من جهة أخرى، يعتبر أن جدلية الوجود التي ردها سارتر إلى عالم الفكر الغربي مغيبة في الفكر الإسلامي.
هذه النظرة للأشياء تتكئ على إدراك التباين في الفلسفات والأفكار الميتافيزيقية في العالمين العربي والأوروبي، خاصة ونحن نعلم مدى التلاقح الذي حصل بين الحضارتين وعلى وجه الخصوص في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، حين انكب العلماء ورجال الأدب على ترجمة المخطوصات اليونانية والصينية والفارسية. من جانب آخر فإن المنتوج الثقافي المغاربي لم يتبلور مع العامل العربي، إنما بالتأثيرات الإفريقية الصحراوية، وتأثيرات شمال إفريقيا باعتبار أسبقية التواجد البربري عن الإسلام، وبعد الفتح الإسلامي كان للتأثير العربي الإسلامي دور في إثراء الثقافة المغاربية.
ربما يجهل تفسير عدم ظهور بعض الأجناس الأدبية في العالم العربي الإسلامي بسبب الانحطاط الذي ميز عصر الضعف، في الوقت الذي بدأت فيه الحضارة تشهد انطلاقة جديدة في أوروبا المسيحية، كان من إفرازاتها ظهور أجناس أدبية على غرار الرواية.
سنكتفي في هذا العرض بتقفي أثر التطور الذي ميز بداية القرن العشرين،والذي ألقى بظلاله على الوطن العربي، والجزائر خصوصا، حيث هناك مسرح جزائري رأى النور وتشكل بفعل عوامل من الوعي السياسي والاجتماعي والرغبة في التحرر من ربقة الاستعمار.
في بداية القرن العشرين -يكون قد مر قرن على احتلال الجزائر- بدأت ترتسم ملامح الحياة الأوروبية مع بروز نشاطات مرتبطة بالشكل الكولونيالي تحديدا الأوروبي، صممت كخطوة نحو التمدن والتحضر. هذه النشاطات الفنية عملت الثقافة الممارسة على بلورتها، إضافة إلى تأثير النهضة التي عرفتها مصر باعتبارها كانت تمثل رمزا للتحديث في الوطن العربي، فظهرت الجمعيات الثقافية تتبنى الثقافة العربية الأصيلة.
في هذه الفترة كانت الجزائر العاصمة تزخر بمعلم ثقافي يتمثل في دار الأوبرا(L’opéra) بفرقة وعروض مسرحية فصلية قادمة من المتروبول. أما بقية المناطق فكانت تستفيد من شبكة من المسارح الجهوية تفتح فضاءاتها دوريا لجمهور مكون أساسا من الأوروبيين. موازاة مع ذلك بدأت تظهر فرق صغيرة من “الأهالي”(Indigènes) أغلبها مكون من ممثلين هواة تعرض أعمالا مستلهمة من الواقع المعيش المفعم بالمشاكل مثل: البطالة، الإدمان، الزواج المختلط، التقليد الأعمى، صراع الأجيال خاصة بين الأم وزوجة الابن. هو مسرح إذن اجتماعي هادف يتخذ من الأسلوب الهماوالي وسيلة لمعالجة تلك القضايا، مجموعة من “السكاتشات” تصور لوحات من حياة الناس اليومية، فظهرت أولى “السكاتشات” مسجلة على اسطوانات.
لقد اكتشف هؤلاء الممثلون- أغلبهم عصاميون- نوعا من الكوميديا شبيهــــــــة بـ (La commedia dell’arte) التي تعتمد على الارتجال وفق عناصر مترابطة من الهماوال، والخطاب الأخلاقي، يتخلل ذلك أحيانا غناء ورقص، كل هذا من أجل خلق جو من الألفة بين الجمهور، وهذا الشكل الفني الجديد الذي هو المسرح.
بالنسبة للغة المستعملة، فإن اللهجة المحلية هي المسيطرة على تلك العروض، حتى في الفرق (الجادة) والأكثر سياسية التي تتبنى اللغة الفصحى فإنها تلجأ أحيانا إلى إدراج اللهجة المحلية في نصوصها وحواراتها.
أول عمل مسرحي هاوي يعود إلى سنة (1923) حمل عنوان (فتح الأندلس) مقتبس من رواية للكاتب “جورج زيدان”، قام به طلبة جمعية العلماء المسلمين إلا أن العرض لم يكن ناجحا بسبب اللغة الفصحى الموظفة في النص، وبديهي لم تستطع إقامة ذلك الالتحام مع الجمهور-في غالبيته أمي- ومن ثم لم تكن لتشجع على الاستمرار في هذه التجربة.
الانطلاقة الحقيقية تعود للثنائي “علالوسلالي”، و”دحمون سعدالله” وكان ذلك سنة (1919)اللذين عرفت عروضهما نجاحا باهرا من خلال فكرة عرض طرائف “جحا” في مسرح “الكورصال” في حي باب الواد بالعاصمة إلى سنة (1923).
أنشأ بعد ذلك “علالو” فرقته “الزاهية” وقدمت روايات مثل (أبو الحسن الخليفة الصياد)،(عاشور النية)،(عنتر الحشايشي)،(أبوعقلين) والشخصيات التي جسدت تلك الأعمال هي: “علالو”، “رشيد قسنطيني”، “محي الدين بشطارزي”، الأول يمكن اعتباره أبا المسرح الجزائري، الثاني فكاهي بارع، ومحرض سياسي، وجه شعبي متشرد، أما الثالث فأقل الاثنين نجومية على خشبة المسرح، ولكنه يفضلهما ثقافة، ثقافة مكنت الرجل من تسطير مسيرة في مجال المسرح حافلة بالنجاحات. وقد نال الفنان “رشيد قسنطيني” إعجاب الجماهير ببراعته وقدرته التي جعلت منه نجما ساطعا، حيث ألف ومثل أكثر من ثلاثين عملا مسرحيا منهاالعهد الوفي)،(بني كوجو)،(بابا قدور الطماع)،(زغيربان)،(عايشة وباندو)،(تشرتش)،(ياحسراه عليك)،(بونقاب)… ترك بعدها التأليف المسرحي وانضم إلى فرقة “باش طرزي” حيث كان يقوم بالأدوار الرئيسية فيها، وذلك من سنة(1934)إلى(1938) تاريخ توقيف الاستعمار للفرقة وتشتيت أصحابها.
أثناء الحرب العالمية الثانية، وجد المسرح الجزائري الفرصة للاستمرار من خلال تشجيع السلطات الاستعمارية، حيث سمحت للفرق بتنظيم جولات في إطار (المسرح الموجه للمجندين)(Théâtre aux armées) هو نوع من الدعاية لحكومة “فيشي”(Vichy). أسندت المهمة لـ”محيي الدين باشطارزي” الذي عمل على تنظيم المسرح العربي في الأوبرا، فتوسعت نشاطاته بالاقتباس من المسارح العالمية وعرضها بلهجة محلية مثل مسرحية “موليير”(Molière) البخيل (l’avare) التي حملت عنوان (المشحاح)، وألف ليلة وليلة من التراث العربي، إلا أن قلة الوسائل ونقص الخبرة لدى الممثلين والمخرجين جعلت من تلك الاقتباسات من التراث العربي محاولات معزولة.وعلى الرغم من الضغوطات التي مارستها السلطات الفرنسية على الفرقة العربية بالأوبرا بطرد أعضائها وتوقيف رواتبهم، إلا أن ذلك لم يثنها عن الاستمرارية، فقدمت أعمالها بالعاصمة والمدن الداخلية.
وإذا كان هم الكاتب المسرحي هو كسب الجمهور على تباين طبقاته بما ألفت الآذان على سماعه من لغة، لأنه يدرك أنه متى انقطعت الصلة ضاع التأثير وضاعت الفائدة المرجوة،
بقي الشكل الفرنسي المرجع الأساسي للاقتباس بالنسبة للمسرح الجزائري، حيث قدم عروضا مسرحية بدار الأوبرا مقتبسة من أعمال فرنسية، وأحيانا من أفلام مثل ثقب في الجـــــــــدار (un trou dans le mur) الذي حوله “رشيد قسنطينــــــــي” (إلى ثقــــب في الأرض) (un trou par terre)، و(قريبتي من فرسوفيا)(ma cousine de Varsovie) إلى (قريبي من اسطنبول)(mon cousin d’istamboul).
“”لقد نجح “رشيد قسنطيني” بفضل روحه المرحة إلى تحويل هذه الاقتباسات بشكل يعزز الثقافة المحلية في الجزائر المستعمرة، مستعيدا في ذلك روح النقد والهجاء لعرائس “القراقوز” التي منعت السلطات الاستعمارية عرضها سنة (1840).
استطاعت تلك العروض المقدمة من مسرح ناشئ أن تعرف الجمهور القليل المثقف ثقافة عربية على التنوع والثراء الفني في أوروبا حتى وإن كانت لا تجلب إليها إلا قليلا من الجماهير
ومع ذلك فإن الفترة الواقعة بين (1940-1950 ) شهدت تألق ممثل محبوب لدى الجماهير هو “محمد توري” بفرقة شابة من مدينة البليدة، بينما “مصطفى كاتب”(قريب لكاتب ياسين) يقتحم الأوبرا بفضل ثقافته المزدوجة (العربية والفرنسية)، واحترافيته ليعطي دفعة للمسرح الناشئ باعتباره أحد الجزائريين الأوائل الذين تخرجوا من مدرسة الفنون الدرامية. تخصص “محمد توري” في الحكايات الشعبية، بينما فضل “كاتب” الموضوعات الجادة مقتبسا من المسرح الفرنسي و العربي المصري، مما جعل موسم المسرح العربي يشهد كثافة من حيث العروض المقدمة، سواء بالعاصمة أو بالمسارح الجهوية، و بقاعات الحفلات بالمدن الداخلية.
للتذكير فإن سنة (1946) عرفت نشوء أول فرقة رسمية عربية جزائرية بالعاصمة بفضل نواب الحركة الوطنية المنتخبين في ذل الوقت حيث جمعت كل الممثلين الجزائريين “مصطفى كاتب”، “محمد توري”، “حبيب رضا”، “رويشد”، “عبد الحليم رايس”، “مصطفى بديع”، “حسن الحسني”،”أبو الحسن”، “مصطفى قزدرلي”، “كلثوم”، “نورية”… وقدمت إلى سنة(1955) أكثر من مائة رواية منها(آذان الفجر)(الوصيف الأبيض)(المنافقون)(عباسة أخت الرشيد)(خالد)(عطيل)(الهجرة)(عبلة وعنتر)(في سبيل الشرف)(الواجب)(حنبعل)(ولادة وابن زيدون)(صلاح الدين الأيوبي)… وكانت لجنة القراءة تتألف من منتخبين من طرف البلدية بمشاركة مدير المسرح ووكيله تحت إشراف أحمد توفيق المدني.
ومع بلوغ الثورة الجزائرية ذروتها، غادر “مصطفى كاتب” الأوبرا واتجه إلى الخارج، حيث قاد الفرقة المسرحية التابعة لجبهة التحرير الوطني في المنفى(تونس) من سنة (1957)حتى (1962.) أول عمل قدمته الفرقة هو (نحو النور)، ثم (أولاد القصبة) لعبد الحليم رايس” و(الجثة المطوقة) “لكاتب ياسين”. وهي عبارة عن لوحات من كفاح الشعب الجزائري .
في هذه الفترة (الخمسينيات) شهدت بروز طالب شاب من مدينة مستغانم، مغرم بحكايات “الغرب البعيد” (Far West) متشبع بالثقافة الشعبية هو “ولد عبد الرحمان كاكي” الذي لعب دورا مميزا في الحركة المسرحية الجزائرية بمؤلفاته ذات الطابع الخاص باستلهامه من الأساطير الشعبية مثل (الغراب الصالحين) التي تأثر فيها بمسرحية “براخت”(Brecht) (الإنسان الطيب) (La bonne âme de Sechouan) إضافة إلى (بني كلبون)، (ديوان لملاح)، (إفريقيا قبل عام الشيوخ)..
لقد عد “كاكي” وهو المعجب بـ”رشيد قسنطيني” ومحمد توري” واضع المسرح الجزائري على المدار الصحيح. كان “كاكي” يستلهم موضوعاته من الأساطير الشعبية خاصة “القراقوز” و”المداحين” ليعالج من خلالها قضايا مجتمعه، كل ذلك كان يربطه بتقنيات المسرح التجريبي الذي كان يمارس في دور الثقافة حيث أعمدة المسرح كـ “هنري كوردورو”(Henri Corderau) (الذي اكتشف موهبة كاكي وشجعه) والذين كانوا يهوون الاستماع للثقافة المحلية.
لا يختلف اثنان في أن الاسم الأكثر شهرة في المسرح الجزائري لسنوات الخمسينيات هو الكاتب الفرنكفوني “كاتب ياسين” الذي عرف الشهرة بفضل أعماله خاصة رواية (نجمة) التي تجسد الجزائر الخالدة، الجزائر التي أدمتها جراح الحرب، هي رمز للجزائر التي تحب وتكره في نفس الوقت عندما تواجه ماضيها.
يكتب “كاتب ياسين” مسرح الكاتب باللغة الفرنسية وبطريقة تلقائية دون أن يهتم بالمتطلبات التقنية. كان لقاؤه بالمخرج البلجيكي “جون ماري سورو”(Jean Marie Serreau) مثمرا حيث كونا فريق عمل، فكانت (الجثة المطوقة)(Le cadavre encerclé) وهو أول عمل من إنتاجه، إنه القسم الأول من مجموعة نشرت تحت عنوان (دائرة الانتقام) (Cercle des représailles) والتي تحتوي على مسرحيتين قصيرتين (الجثة المطوقة)، و(مسحوق الذكاء) (La poudre de l’intelligence) مؤطرتين بقصيدتين هما (الأجداد يزدادون ضـــــــــراوة) (Les ancêtres redoublent de férocité)، و(العقاب)(Le Vautour). هذه المجموعة تناوب فيها التراجيدي مع الهماوالي، والدرامي، منجزا في شعر ملحمي. لقد أعجب المسرحيون المحترفون مثل “سورو” و”أرنو جاتي”(Arnaud Gatti) بهذا النص الذي يخالف القواعد، ويمارس الخلط بين الأجناس.
لقد تركت مسرحية (الجثة المطوقة) في كل من فرنسا وبلجيكا انطباعا إيجابيا من طرف جمهور متعاطف مع القضية الجزائرية، حيث اكتشف ثقافة كانت مجهولة لديه. تبنى “كاتب ياسين” بعد ذلك المسرح الشعبي كشكل من الكتابة المفضلة باللهجة المحلية، ويصرح بطلاقه مع الكتابة بالفرنسية، ويخصص كل جهده للجمهور الذي تمناه دوما لأعماله.
بعد الاستقلال، تعود فرقة “مصطفى كاتب” إلى الجزائر لتتخذ من الأوبرا بالعاصمة فضاء دائما لنشاطها المسرحي بعد تأميمها سنة (1962) وتشرع في تقديم عروض وطنية تجسد حرب التحرير، كانت قد قدمتها بالمنفى خاصة بأوروبا الشرقية، والشرق الأوسط.
لم تكن الحركة المسرحية مكثفة، ولكنها كانت مدعمة حيث عمدت المؤسسة إلى توظيف كل من له علاقة بعالم الفرجة، وفتحت مدرسة الفنون الدرامية أبوابها للطلبة الراغبين في الالتحاق بفن التمثيل. وبما أن الجزائر دخلت مرحلة حاسمة من البناء والتشييد كان لزاما على المسرح أن يقف إزاء التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد، باعتباره رافدا من روافد الثقافة، وسرعان ما أدرج النموذج السوفيتي في تسيير الثقافة. في هذا السياق كتب “كاكي” مسرحياته ذات الصبغة السياسية. أما “كاتب ياسين” فقدم (محمد خذ حقيبتك)، (حرب2000سنة)، (صوت النساء)، (فلسطين المغدورة)، جسدت هذه العروض فرقة هاوية تسمى (مسرح البحر) والتي أصبحت فرقته بعد أن عاد مدير المسرح الجهوي لمدينة سيدي بلعباس، فأبعد عن العاصمة بسبب مواقفه المعادية لخطاب الطبقة السياسية آنذاك.
فترة الستينات والسبعينات عرفت ظهور فرق مسرحية عديدة مكونة من ممثلين محترفين تخرجوا من مدرسة الفنون الدرامية لبرج الكيفان، حيث تعلموا فنون المسرح على يد أساتذة أعظمهم قدموا من أوروبا الشرقية، كما برزت فرق هاوية يحدوها الأمل في إنتاج مسرح ملتزم رغم قلة الوسائل.
أبرز من يمثل هذه الفترة من الأعلام “عبد القادر علولة”، الذي عمل بالمسرح الهاوي(مسرح الشعب) وهو لا يزال شابا، ثم شارك في عدة تربصات بالجزائر، وبالخارج وتحديدا بباريس بالمسرح الشعبي “جون فيلار”(Jean Vilar)، وصادفت عودته إنشاء المسرح الوطني الجزائري(T.N.A).كتب “علولة” مجموعة من النصوص المسرحية في الفترة الواقعة بين (1969) و(1993) والتي عرفت نجاحا باهرا، وقد كان لتكوينه بفرنسا، ومعرفته الواسعة للثقافة الشعبية الجزائرية أثر في تطوير المسرج الجزائري، لكن يد الغدر امتدت إليه فاغتيل سنة(1994) تاركا وراءه إرثا مسرحيا يشهد لجهود الرجل في ترسيخ تقاليد مسرحية، وأشكال ثقافية تنزع نحو العالمية. من تلك الأعمال الخالدة (لقـــــــوال) (Les dits) و(الأجـــــــــواد) (Les généreux).
على غرار “علولة” شق مسرحيون آخرون طريقهم، يحملون نفس الهموم والانشغالات التي ظل يحملها “كاكي” و”علولة” نذكر منهم “سليمان بن عيسى”، “امحمد قطاف”، “زياني شريف عياد”، “عزالدين مجوبي”، وغيرهم ممن ساهم في بناء المسرح الجزائري مع بقائهم في الظل.
منقول
_________________
اشكر القائمين على هاذ الإنجاز الرائع انا من محبي المسرح رئيس جمعيةومهرجان يعنى بالمسرح
اتمنى لكم التوفيق
تعتبر التجربة المسرحية في الجزائر ، وعموما في الوطن العربي مثلها مثل التجربة الروائية، غير أنه يمكن اعتبار تلك الأشكال الفكاهية والاستعراضات الشعبية كـ”القراقوز” وفن الإيماء، والحكواتي، والاحتفالات الكرنفالية أشكالا مسرحية متينة الصلة بالمجتمع العربي.
يدعم الشاعر والناقد التونسي “محمد عزيزة” هذا الطرح القائل بتأخر ظهور المسرح في الوطن العربي ، حيث يرجع ظهور المسرح عند الإغريق(واستمراره في أوروبا) إلى علاقة خاصة مع الإله (في المفهوم الميثولوجي عندهم).
في المأساة اليونانية يواجه “برومثيوس” زوس” كبير الآلهة، ويظهر الصراع بين الحرية الإنسانية والإرادة الإلهية بينما هذان المبدآن متكاملان من وجهة النظر الإسلامية. من جهة أخرى، يعتبر أن جدلية الوجود التي ردها سارتر إلى عالم الفكر الغربي مغيبة في الفكر الإسلامي.
هذه النظرة للأشياء تتكئ على إدراك التباين في الفلسفات والأفكار الميتافيزيقية في العالمين العربي والأوروبي، خاصة ونحن نعلم مدى التلاقح الذي حصل بين الحضارتين وعلى وجه الخصوص في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، حين انكب العلماء ورجال الأدب على ترجمة المخطوصات اليونانية والصينية والفارسية. من جانب آخر فإن المنتوج الثقافي المغاربي لم يتبلور مع العامل العربي، إنما بالتأثيرات الإفريقية الصحراوية، وتأثيرات شمال إفريقيا باعتبار أسبقية التواجد البربري عن الإسلام، وبعد الفتح الإسلامي كان للتأثير العربي الإسلامي دور في إثراء الثقافة المغاربية.
ربما يجهل تفسير عدم ظهور بعض الأجناس الأدبية في العالم العربي الإسلامي بسبب الانحطاط الذي ميز عصر الضعف، في الوقت الذي بدأت فيه الحضارة تشهد انطلاقة جديدة في أوروبا المسيحية، كان من إفرازاتها ظهور أجناس أدبية على غرار الرواية.
سنكتفي في هذا العرض بتقفي أثر التطور الذي ميز بداية القرن العشرين،والذي ألقى بظلاله على الوطن العربي، والجزائر خصوصا، حيث هناك مسرح جزائري رأى النور وتشكل بفعل عوامل من الوعي السياسي والاجتماعي والرغبة في التحرر من ربقة الاستعمار.
في بداية القرن العشرين -يكون قد مر قرن على احتلال الجزائر- بدأت ترتسم ملامح الحياة الأوروبية مع بروز نشاطات مرتبطة بالشكل الكولونيالي تحديدا الأوروبي، صممت كخطوة نحو التمدن والتحضر. هذه النشاطات الفنية عملت الثقافة الممارسة على بلورتها، إضافة إلى تأثير النهضة التي عرفتها مصر باعتبارها كانت تمثل رمزا للتحديث في الوطن العربي، فظهرت الجمعيات الثقافية تتبنى الثقافة العربية الأصيلة.
في هذه الفترة كانت الجزائر العاصمة تزخر بمعلم ثقافي يتمثل في دار الأوبرا(L’opéra) بفرقة وعروض مسرحية فصلية قادمة من المتروبول. أما بقية المناطق فكانت تستفيد من شبكة من المسارح الجهوية تفتح فضاءاتها دوريا لجمهور مكون أساسا من الأوروبيين. موازاة مع ذلك بدأت تظهر فرق صغيرة من “الأهالي”(Indigènes) أغلبها مكون من ممثلين هواة تعرض أعمالا مستلهمة من الواقع المعيش المفعم بالمشاكل مثل: البطالة، الإدمان، الزواج المختلط، التقليد الأعمى، صراع الأجيال خاصة بين الأم وزوجة الابن. هو مسرح إذن اجتماعي هادف يتخذ من الأسلوب الهماوالي وسيلة لمعالجة تلك القضايا، مجموعة من “السكاتشات” تصور لوحات من حياة الناس اليومية، فظهرت أولى “السكاتشات” مسجلة على اسطوانات.
لقد اكتشف هؤلاء الممثلون- أغلبهم عصاميون- نوعا من الكوميديا شبيهــــــــة بـ (La commedia dell’arte) التي تعتمد على الارتجال وفق عناصر مترابطة من الهماوال، والخطاب الأخلاقي، يتخلل ذلك أحيانا غناء ورقص، كل هذا من أجل خلق جو من الألفة بين الجمهور، وهذا الشكل الفني الجديد الذي هو المسرح.
بالنسبة للغة المستعملة، فإن اللهجة المحلية هي المسيطرة على تلك العروض، حتى في الفرق (الجادة) والأكثر سياسية التي تتبنى اللغة الفصحى فإنها تلجأ أحيانا إلى إدراج اللهجة المحلية في نصوصها وحواراتها.
أول عمل مسرحي هاوي يعود إلى سنة (1923) حمل عنوان (فتح الأندلس) مقتبس من رواية للكاتب “جورج زيدان”، قام به طلبة جمعية العلماء المسلمين إلا أن العرض لم يكن ناجحا بسبب اللغة الفصحى الموظفة في النص، وبديهي لم تستطع إقامة ذلك الالتحام مع الجمهور-في غالبيته أمي- ومن ثم لم تكن لتشجع على الاستمرار في هذه التجربة.
الانطلاقة الحقيقية تعود للثنائي “علالوسلالي”، و”دحمون سعدالله” وكان ذلك سنة (1919)اللذين عرفت عروضهما نجاحا باهرا من خلال فكرة عرض طرائف “جحا” في مسرح “الكورصال” في حي باب الواد بالعاصمة إلى سنة (1923).
أنشأ بعد ذلك “علالو” فرقته “الزاهية” وقدمت روايات مثل (أبو الحسن الخليفة الصياد)،(عاشور النية)،(عنتر الحشايشي)،(أبوعقلين) والشخصيات التي جسدت تلك الأعمال هي: “علالو”، “رشيد قسنطيني”، “محي الدين بشطارزي”، الأول يمكن اعتباره أبا المسرح الجزائري، الثاني فكاهي بارع، ومحرض سياسي، وجه شعبي متشرد، أما الثالث فأقل الاثنين نجومية على خشبة المسرح، ولكنه يفضلهما ثقافة، ثقافة مكنت الرجل من تسطير مسيرة في مجال المسرح حافلة بالنجاحات. وقد نال الفنان “رشيد قسنطيني” إعجاب الجماهير ببراعته وقدرته التي جعلت منه نجما ساطعا، حيث ألف ومثل أكثر من ثلاثين عملا مسرحيا منهاالعهد الوفي)،(بني كوجو)،(بابا قدور الطماع)،(زغيربان)،(عايشة وباندو)،(تشرتش)،(ياحسراه عليك)،(بونقاب)… ترك بعدها التأليف المسرحي وانضم إلى فرقة “باش طرزي” حيث كان يقوم بالأدوار الرئيسية فيها، وذلك من سنة(1934)إلى(1938) تاريخ توقيف الاستعمار للفرقة وتشتيت أصحابها.
أثناء الحرب العالمية الثانية، وجد المسرح الجزائري الفرصة للاستمرار من خلال تشجيع السلطات الاستعمارية، حيث سمحت للفرق بتنظيم جولات في إطار (المسرح الموجه للمجندين)(Théâtre aux armées) هو نوع من الدعاية لحكومة “فيشي”(Vichy). أسندت المهمة لـ”محيي الدين باشطارزي” الذي عمل على تنظيم المسرح العربي في الأوبرا، فتوسعت نشاطاته بالاقتباس من المسارح العالمية وعرضها بلهجة محلية مثل مسرحية “موليير”(Molière) البخيل (l’avare) التي حملت عنوان (المشحاح)، وألف ليلة وليلة من التراث العربي، إلا أن قلة الوسائل ونقص الخبرة لدى الممثلين والمخرجين جعلت من تلك الاقتباسات من التراث العربي محاولات معزولة.وعلى الرغم من الضغوطات التي مارستها السلطات الفرنسية على الفرقة العربية بالأوبرا بطرد أعضائها وتوقيف رواتبهم، إلا أن ذلك لم يثنها عن الاستمرارية، فقدمت أعمالها بالعاصمة والمدن الداخلية.
وإذا كان هم الكاتب المسرحي هو كسب الجمهور على تباين طبقاته بما ألفت الآذان على سماعه من لغة، لأنه يدرك أنه متى انقطعت الصلة ضاع التأثير وضاعت الفائدة المرجوة،
بقي الشكل الفرنسي المرجع الأساسي للاقتباس بالنسبة للمسرح الجزائري، حيث قدم عروضا مسرحية بدار الأوبرا مقتبسة من أعمال فرنسية، وأحيانا من أفلام مثل ثقب في الجـــــــــدار (un trou dans le mur) الذي حوله “رشيد قسنطينــــــــي” (إلى ثقــــب في الأرض) (un trou par terre)، و(قريبتي من فرسوفيا)(ma cousine de Varsovie) إلى (قريبي من اسطنبول)(mon cousin d’istamboul).
“”لقد نجح “رشيد قسنطيني” بفضل روحه المرحة إلى تحويل هذه الاقتباسات بشكل يعزز الثقافة المحلية في الجزائر المستعمرة، مستعيدا في ذلك روح النقد والهجاء لعرائس “القراقوز” التي منعت السلطات الاستعمارية عرضها سنة (1840).
استطاعت تلك العروض المقدمة من مسرح ناشئ أن تعرف الجمهور القليل المثقف ثقافة عربية على التنوع والثراء الفني في أوروبا حتى وإن كانت لا تجلب إليها إلا قليلا من الجماهير
ومع ذلك فإن الفترة الواقعة بين (1940-1950 ) شهدت تألق ممثل محبوب لدى الجماهير هو “محمد توري” بفرقة شابة من مدينة البليدة، بينما “مصطفى كاتب”(قريب لكاتب ياسين) يقتحم الأوبرا بفضل ثقافته المزدوجة (العربية والفرنسية)، واحترافيته ليعطي دفعة للمسرح الناشئ باعتباره أحد الجزائريين الأوائل الذين تخرجوا من مدرسة الفنون الدرامية. تخصص “محمد توري” في الحكايات الشعبية، بينما فضل “كاتب” الموضوعات الجادة مقتبسا من المسرح الفرنسي و العربي المصري، مما جعل موسم المسرح العربي يشهد كثافة من حيث العروض المقدمة، سواء بالعاصمة أو بالمسارح الجهوية، و بقاعات الحفلات بالمدن الداخلية.
للتذكير فإن سنة (1946) عرفت نشوء أول فرقة رسمية عربية جزائرية بالعاصمة بفضل نواب الحركة الوطنية المنتخبين في ذل الوقت حيث جمعت كل الممثلين الجزائريين “مصطفى كاتب”، “محمد توري”، “حبيب رضا”، “رويشد”، “عبد الحليم رايس”، “مصطفى بديع”، “حسن الحسني”،”أبو الحسن”، “مصطفى قزدرلي”، “كلثوم”، “نورية”… وقدمت إلى سنة(1955) أكثر من مائة رواية منها(آذان الفجر)(الوصيف الأبيض)(المنافقون)(عباسة أخت الرشيد)(خالد)(عطيل)(الهجرة)(عبلة وعنتر)(في سبيل الشرف)(الواجب)(حنبعل)(ولادة وابن زيدون)(صلاح الدين الأيوبي)… وكانت لجنة القراءة تتألف من منتخبين من طرف البلدية بمشاركة مدير المسرح ووكيله تحت إشراف أحمد توفيق المدني.
ومع بلوغ الثورة الجزائرية ذروتها، غادر “مصطفى كاتب” الأوبرا واتجه إلى الخارج، حيث قاد الفرقة المسرحية التابعة لجبهة التحرير الوطني في المنفى(تونس) من سنة (1957)حتى (1962.) أول عمل قدمته الفرقة هو (نحو النور)، ثم (أولاد القصبة) لعبد الحليم رايس” و(الجثة المطوقة) “لكاتب ياسين”. وهي عبارة عن لوحات من كفاح الشعب الجزائري .
في هذه الفترة (الخمسينيات) شهدت بروز طالب شاب من مدينة مستغانم، مغرم بحكايات “الغرب البعيد” (Far West) متشبع بالثقافة الشعبية هو “ولد عبد الرحمان كاكي” الذي لعب دورا مميزا في الحركة المسرحية الجزائرية بمؤلفاته ذات الطابع الخاص باستلهامه من الأساطير الشعبية مثل (الغراب الصالحين) التي تأثر فيها بمسرحية “براخت”(Brecht) (الإنسان الطيب) (La bonne âme de Sechouan) إضافة إلى (بني كلبون)، (ديوان لملاح)، (إفريقيا قبل عام الشيوخ)..
لقد عد “كاكي” وهو المعجب بـ”رشيد قسنطيني” ومحمد توري” واضع المسرح الجزائري على المدار الصحيح. كان “كاكي” يستلهم موضوعاته من الأساطير الشعبية خاصة “القراقوز” و”المداحين” ليعالج من خلالها قضايا مجتمعه، كل ذلك كان يربطه بتقنيات المسرح التجريبي الذي كان يمارس في دور الثقافة حيث أعمدة المسرح كـ “هنري كوردورو”(Henri Corderau) (الذي اكتشف موهبة كاكي وشجعه) والذين كانوا يهوون الاستماع للثقافة المحلية.
لا يختلف اثنان في أن الاسم الأكثر شهرة في المسرح الجزائري لسنوات الخمسينيات هو الكاتب الفرنكفوني “كاتب ياسين” الذي عرف الشهرة بفضل أعماله خاصة رواية (نجمة) التي تجسد الجزائر الخالدة، الجزائر التي أدمتها جراح الحرب، هي رمز للجزائر التي تحب وتكره في نفس الوقت عندما تواجه ماضيها.
يكتب “كاتب ياسين” مسرح الكاتب باللغة الفرنسية وبطريقة تلقائية دون أن يهتم بالمتطلبات التقنية. كان لقاؤه بالمخرج البلجيكي “جون ماري سورو”(Jean Marie Serreau) مثمرا حيث كونا فريق عمل، فكانت (الجثة المطوقة)(Le cadavre encerclé) وهو أول عمل من إنتاجه، إنه القسم الأول من مجموعة نشرت تحت عنوان (دائرة الانتقام) (Cercle des représailles) والتي تحتوي على مسرحيتين قصيرتين (الجثة المطوقة)، و(مسحوق الذكاء) (La poudre de l’intelligence) مؤطرتين بقصيدتين هما (الأجداد يزدادون ضـــــــــراوة) (Les ancêtres redoublent de férocité)، و(العقاب)(Le Vautour). هذه المجموعة تناوب فيها التراجيدي مع الهماوالي، والدرامي، منجزا في شعر ملحمي. لقد أعجب المسرحيون المحترفون مثل “سورو” و”أرنو جاتي”(Arnaud Gatti) بهذا النص الذي يخالف القواعد، ويمارس الخلط بين الأجناس.
لقد تركت مسرحية (الجثة المطوقة) في كل من فرنسا وبلجيكا انطباعا إيجابيا من طرف جمهور متعاطف مع القضية الجزائرية، حيث اكتشف ثقافة كانت مجهولة لديه. تبنى “كاتب ياسين” بعد ذلك المسرح الشعبي كشكل من الكتابة المفضلة باللهجة المحلية، ويصرح بطلاقه مع الكتابة بالفرنسية، ويخصص كل جهده للجمهور الذي تمناه دوما لأعماله.
بعد الاستقلال، تعود فرقة “مصطفى كاتب” إلى الجزائر لتتخذ من الأوبرا بالعاصمة فضاء دائما لنشاطها المسرحي بعد تأميمها سنة (1962) وتشرع في تقديم عروض وطنية تجسد حرب التحرير، كانت قد قدمتها بالمنفى خاصة بأوروبا الشرقية، والشرق الأوسط.
لم تكن الحركة المسرحية مكثفة، ولكنها كانت مدعمة حيث عمدت المؤسسة إلى توظيف كل من له علاقة بعالم الفرجة، وفتحت مدرسة الفنون الدرامية أبوابها للطلبة الراغبين في الالتحاق بفن التمثيل. وبما أن الجزائر دخلت مرحلة حاسمة من البناء والتشييد كان لزاما على المسرح أن يقف إزاء التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد، باعتباره رافدا من روافد الثقافة، وسرعان ما أدرج النموذج السوفيتي في تسيير الثقافة. في هذا السياق كتب “كاكي” مسرحياته ذات الصبغة السياسية. أما “كاتب ياسين” فقدم (محمد خذ حقيبتك)، (حرب2000سنة)، (صوت النساء)، (فلسطين المغدورة)، جسدت هذه العروض فرقة هاوية تسمى (مسرح البحر) والتي أصبحت فرقته بعد أن عاد مدير المسرح الجهوي لمدينة سيدي بلعباس، فأبعد عن العاصمة بسبب مواقفه المعادية لخطاب الطبقة السياسية آنذاك.
فترة الستينات والسبعينات عرفت ظهور فرق مسرحية عديدة مكونة من ممثلين محترفين تخرجوا من مدرسة الفنون الدرامية لبرج الكيفان، حيث تعلموا فنون المسرح على يد أساتذة أعظمهم قدموا من أوروبا الشرقية، كما برزت فرق هاوية يحدوها الأمل في إنتاج مسرح ملتزم رغم قلة الوسائل.
أبرز من يمثل هذه الفترة من الأعلام “عبد القادر علولة”، الذي عمل بالمسرح الهاوي(مسرح الشعب) وهو لا يزال شابا، ثم شارك في عدة تربصات بالجزائر، وبالخارج وتحديدا بباريس بالمسرح الشعبي “جون فيلار”(Jean Vilar)، وصادفت عودته إنشاء المسرح الوطني الجزائري(T.N.A).كتب “علولة” مجموعة من النصوص المسرحية في الفترة الواقعة بين (1969) و(1993) والتي عرفت نجاحا باهرا، وقد كان لتكوينه بفرنسا، ومعرفته الواسعة للثقافة الشعبية الجزائرية أثر في تطوير المسرج الجزائري، لكن يد الغدر امتدت إليه فاغتيل سنة(1994) تاركا وراءه إرثا مسرحيا يشهد لجهود الرجل في ترسيخ تقاليد مسرحية، وأشكال ثقافية تنزع نحو العالمية. من تلك الأعمال الخالدة (لقـــــــوال) (Les dits) و(الأجـــــــــواد) (Les généreux).
على غرار “علولة” شق مسرحيون آخرون طريقهم، يحملون نفس الهموم والانشغالات التي ظل يحملها “كاكي” و”علولة” نذكر منهم “سليمان بن عيسى”، “امحمد قطاف”، “زياني شريف عياد”، “عزالدين مجوبي”، وغيرهم ممن ساهم في بناء المسرح الجزائري مع بقائهم في الظل.
منقول
_________________
اشكر القائمين على هاذ الإنجاز الرائع انا من محبي المسرح رئيس جمعيةومهرجان يعنى بالمسرح
اتمنى لكم التوفيق
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام