- علم الاجتماع السياسي .. قضايا أساسية
مقدمة : -
لقد إختلف علماء الإجتماع حول تعريف علم الإجتماع ، وإختلف أيضا علماء السياسة فى تعريف علم السياسة إلا أنهم إتفقوا إتفاق عام حول تعريفهم
فعلم الإجتماع هو الدراسة العلمية المنظمة للظاهرة الإجتماعية أو هو علم دراسة القواعد والقوانين المختلفة التى تحكم الظاهرة الإجتماعية فى نشأتها ووجودها وتغيرها
أما علم السياسة بأنه هو العلم الذى يهتم بالدراسة المنظمة لأساليب الحكم أو هو علم دراسة الدولة ومؤسساتها وأجهزتها المختلفة وكيفية أدائها لوظائفها وأدوارها
إرتبط علم السياسة إرتباطا مباشرا بعلم الإجتماع حيث كان يتمثل هدفهما النهائى فى تحقيق الإصلاح الإجتماعى والحد من الصراعات بل وحل المشكلات التى واكبت الثورة الفرنسية والتحول إلى المجتمع الصناعى الرأسمالى
والسؤال الذى يطرح نفسه : ما هو موقف علم الإجتماع السياسى من كل من علم الإجتماع وعلم السياسة ؟
إذا كان النظام السياسى يمثل أحد الجوانب الرئيسية للنظام الإجتماعى ويتضمن علاقات وتفاعلات إجتماعية متعددة بين جماعات إجتماعية مختلفة بل أنه يعد نتاج لها فإن النتيجة المنطقية التى يمكن الوصول إليها هى أن النظام السياسى ليس إلا أحد النظم الإجتماعية التى يهتم علم الإجتماع بفهمها ودراستها
فعلى هذا الأساس يعد علم الإجتماع السياسى أحد فروع علم الإجتماع الأساسية وهو يمثل ذلك الفرع الذى يهتم بتحليل الظاهرة السياسية فى محتواها الإجتماعى
فمن هنا يمكننا أن نقول أن أصول علم الإجتماعى السياسى تكمن فى التفرقة بين الحياة المدنية والحياة السياسية أو بين المجتمع والدولة
( 1 ) علم الإجتماع السياسى بين التعريف والمجال : -
مجال علم الإجتماع السياسى يتمثل فى دراسة بناء القوة فى محتواه الإجتماعى
فإذا كان علم السياسة يقوم بدراسة الدولة كنظام سياسى بمؤسساتها وأجهزتها السياسية المختلفة ويقوم بدراسة الوظائف السياسية للدولة فإن علم الجتماع السياسى يتخطى هذه المجالات المحددة داخل النظام السياسى ويربطها بالظواهر الإجتماعية الأخرى أو بمعنى أدق وأشمل يحللها ويفسرها داخل إطار النظام الإجتماعى ككل
فقد إختلف المهتمون بعلم الإجتماع السياسى حول تحديد المجال الأساسى له
فهل يقوم بدراسة الدولة ويمكن أن نسميه بعلم الدولة ؟ أم يقوم فى الأساس على دراسة القوة وتوزيعها وعوامل تغيرها ويمكن تسميته بعلم القوة
المجموعة الأولى : -
حول هذه النقطة ذهبت مجموعة مؤكدة أن علم الإجتماع السياسى هو علم الدولة ويعنى بما هو معروف عليه فى الحياة العادية بالسياسة
إلا أن هذا التعريف بهذا الشكل إنما يربط علم الإجتماع بنمط وشكل الدولة الحديثة وهذا التحديد له يعنى فصله للنظام السياسى أو الظاهرة السياسية عن غيره من النظم أو الظواهر الإجتماعية الأخرى التى تؤثر وتتأثر به وأن هذا العلم يقوم على دراسة نظم سياسية ودولا قومية بعينها فى إطارها المحلى فبذلك لا يمكن قيام نظريات شمولية تفسر نشأة الدولة والنظام السياسى على كلا من المسئولين المحلى والعالمى
ويرى بعض علماء الإجتماع أن علم الإجتماع السياسى بهذا الشكل يخالف النظرة العلمية التى لابد وأن تعتمد على المقارنة والمقابلة والتجريب فى مجال دراسة المجتمعات
وما يقوله فى هذه المجموعة بأنه علم الدولة فقد يعنى تمييز نوع واحد من المجتمعات الإنسانية أو من المجتمعات على وجه الخصوص
المجموعة الثانية : -
وذهبت مجموعة من علماء الإجتماع إلى النظر لعلم الإجتماع السياسى كعلم القوة وتوزيعها أو علم الحكم والسلطة
وهذه النظرة لمجال علم الإجتماع السياسى تؤدى إلى تركيز الإهتمام ليس على شكل وطبيعة النظام السياسى داخل دولة بعينها بل يركز الإهتمام على بناء القوة فى معناه العام داخل المجتمعات الإنسانية المختلفة وبين الجماعات الإجتماعية داخل المجتمع الواحد
وهذا يعنى الإهتمام بقضية توزيع القوة بين الجماعات الإنسانية أو بين الحكام والمحكومين ويعنى هنا بالقوة قدرة الفرد أو الجماعة الإجتماعية على فرض مسار معين للأحداث عن طريق إتخاذ القرارات وتنفيذها حتى ولو كان هذا ضد مصالح أطراف أخرى
القوة بهذا المعنى إنما تدخل فى صميم مختلف العلاقات الإجتماعية كالأسرة والمصنع والجامعة مثلا إلا أنه يجب أن نشير إلى أن علم الإجتماع السياسى لا يهتم بدراسة القوة على هذا المستوى من العلاقات الإجتماعية بل أنه يهتم بدراسة القوة على مستوى بنائى كامل كالقبيلة والأمة والإمبراطورية فضلا عن تناول الحركات الإجتماعية والتنظيمات التى تلعب دورا هاما فى ممارسة القوة على المستوى المجتمعى
وتبعا لوجهة النظر المؤيدة لكون علم الإجتماع السياسى هو علم دراسة القوة وتوزيعها كمجال رئيسى لهذا الفرع من علم الإجتماع فإن هذا العلم يهتم بمجالات أخرى : كدراسة الطبقة ، الصفوة ، الدولة ، الحركات الإجتماعية ، الثورة ، السُلطة
بالإضافة إلى بعض الموضوعات الأخرى التى تلقى إهتماما كبيرا لدى علماء الإجتماع فى الغرب : كالتنشئة السياسية ، الأحزاب السياسية ، المشاركة السياسية
وكلها موضوعات ترتبط بصورة أو بأخرى بالمجال الرئيسى لعلم الإجتماع السياسى ألا وهو القوة
فإذا كان علم الإجتماع السياسى هو هذا الفرع من علم الإجتماع الذى يهتم بالأسباب والنتائج الإجتماعية لتوزيع القوة على نحو معين فى نطاق الجماعات فيما بينها ويهتم بالصراعات الإجتماعية والسياسية التى تؤدى إلى التغيير فى توزيع القوة
فالقوة توجد فى أى تكوينات أو تجمعات بشرية كبرت أو صغرت
فالقوة ظاهرة إجتماعية توجد فى كل القطاعات النظامية وغير النظامية داخل المجتمع فهى توجد كاملة فى الروابط والمجتمع غير النظامى ولا تتحول إلى قوة نظامية وسُلطة إلا فى التنظيم السياسى
( 2 ) علم الإجتماع السياسى وتاريخ الفكر : -
علم الإجتماع السياسى يدرس ويفسر القُوة والسُلطة والحُكم فى ضوء النظم الإجتماعية المتفاعلة والمحتوى الإجتماعى العام
ونجد الإشارة هنا أن التفرقة بين الحياة السياسية " الدولة " وبين الحياة الإجتماعية " المجتمع " التى ترجع للقرن الثامن عشر فهى لا ترجع إلى نشأة وتكوّن علم الإجتماع السياسى وقضاياه المختلفة إنما تكون هذه التفرقة بين المجتمع المدنى والدولة
وتبدو هذه التفرقة فى الفكر الماركسى الذى يؤيد أن المحتوى القومى إما قانونى أو سياسى أو دينى لا يمكن فهمه بأى حال من الأحوال بدون الرجوع إلى المحتوى التحتى الذى يحتمه ويشكله بمعنى آخر أن لا يمكن فهم الدولة فى بناءها ووظائفها بدون فهم وتحليل الظروف المادية للحياة الإجتماعية التى تفرز هذا الشكل للدولة فى فترة زمنية محددة فى مجتمع بعينه
تيارات الفكر : -
وجهة نظر الماركسيين : -
- إن الدولة أوالنظام السياسى عنصر تابع لنمط نتاج سائد للمجتمع الطبقى وهذا يؤكد حق الملكية الخاصة
بمعنى أن الدولة وأجهزتها المختلفة تمثل أداة الطبقة المسيطرة وهى الطبقة البورجوازية لتشريع سيطرتها للطبقة المحكومة المستغلة فلابد من وجود قناع يُغلف عملية الإستغلال لتقنع الأغلبية المحكومة المعدمة من ضرورة وجود الأقلية الحاكمة المستغلة وضرورة سيطرتها على وسائل الإنتاج الأساسية فى المجتمع
فيتضح دور الفكر الماركسى وتفرقته بين الدولة " الصعيد السياسى " وبين المجتمع " الصعيد الإجتماعى " فى نشأة علم الإجتماع السياسى ومما لا شك فيه أن الفكر الماركسى لم يؤثر على نشأة علم الإجتماع السياسى فى القرن التاسع عشر
- ولم يعد الفكر الماركسى هو التيار الفكرى الوحيد الذى أسهم نشأة علم الإجتماعى السياسى فلقد كان هناك تيارا فكريا معارضا لهذا الفكر الماركسى ومعاصرا له فى نفس الوقت يدلى أيضا بدلوه فى محاولة لفهم العلاقة بين النظام السياسى والنظم الإجتماعى فقد طالب ألكس دى توكفيل بضرورة العمل على إيجاد علم سياسى جديد يتناول الظواهر السياسية الجديدة التى طرأت على العديد من المجتمعات الأوربية وقد إهتم دى توكفيل بتحلى ظاهرة الديموقراطية وإنتشارها أو تأثيرها على الحياة الإجتماعية فقد أسهمت الثورة الديموقراطية من جهة نظر دى توكفيل فى تحطيم المحددات الطبقية الديموقراطية التقليدية فى تحقيق المساواة الإجتماعية ويتمثل الهدف الأساسى لدى توكفيل فى إبراز الدور الذى يلعبه النظام السياسى الديموقراطى فى فهم الحياة الإجتماعية
يتضح مما سبق أن علم الإجتماع السياسى نشأ فى ظل جدل فكرى حول طبيعة العلاقة بين الدولة " الصعيد السياسى " والمجتمع " الصعيد الإجتماعى " فهذا الجدل لم يصاحب نشأة علم الإجتماع السياسى فقط بل ظل مستمرا حتى الآن
فالإتجاهات النظرية المختلفة تقوم على تحليل العلاقة بين الدولة والمجتمع التى لا تخرج عن إتجاهين أساسيين وهما : -
1 - يرجح أول إتجاه كفة تأثير الصعيد السياسى على الصعيد الإجتماعى
2 – ويرجح ثانى إتجاه كفة الصعيد الإجتماعى على الصعيد السياسى
3 – ويرجح ثالث إتجاه كفة نتجت عن تأثير لكل من الإتجاهين السابقين ويتمثل فى محاولة التوفيق بينهما
تطور تاريخ الفكر الإجتماعى السياسى يشير أن الإتجاه الوظيفى بعموم ونظرية الصفوة بخصوص قد سيطرت حتى خمسينات هذا القرن التى شهدت المجتمعات الغربية أحداث كان لها أبلغ الأثر فى تشكيل فكر إجتماعى سياسى جديد يتميز بسمتين أساسيتين
وهـــــمــا : -
1 - رفض الفكر الكلاسيكى وخاصة البنائية الوظيفية وتحليلها للعلاقة بين النظام السياسى والإجتماعى
2 - الإستعانة بالمقولات النظرية المادية التاريخية فى تكوين وبلورة نظرية تفسر بناء القوة فى المجتمع
وتؤكد هذه النظرية وجود أوجه شبه متعددة بين النظم السياسية فى المجتمعات وتتمثل فى وجود قلة حاكمة منظمة فى مواجهة غالبية محكومة غير منظمة والسبب فى ذلك من وجهة نظر نظرية الصفوة لأحد سببين رئيسين : إما لأسباب تتصل بجوهر الطبيعة البشرية أو لأسباب تفاوت قدرات أفراد المجتمع ومهاراتهم
والبناء الإجتماعى القائم فى ظل سيطرة النظام الرأسمالى هو أنسب الأبنية الإجتماعية التى تحقق العدالة والتقدم
فتساءل العديد من علماء الإجتماع فى ستينيات هذا القرن إذا كان الأمر كذلك فما هو تفسير البنائية الوظيفية لتفاقم مشكلة على سبيل المثال كالبطالة فهى تؤكد اللاعدالة الإجتماعية والإقتصادية أو مشكلة التفرقة العنصرية فثبت هؤلاء العلماء أن البنائية الوظيفية قد وقفت من كل هذه الأحداث موقف الحائر والعاجز عن التفسير
وعلى هذا فبدأ علماء الإجتماع السياسى بالبحث عن بديل نظرى يستطيعون به تفسير التناقضات التى شهدتها المجتمعات الرأسمالية بدلا من التسليم والتصديق على النسق التى عجزت عن تفسير التحولات الإجتماعية لتلك المجتمعات فى منتصف هذا القرن
علم اجتماع سياسي محاضرة: الأمن القومي
الأمن القومي هو قدرة الدولةعلي تنمية الموارد والكفاءت الأقتصادية وحمايتها من سلبيات الأخترقات والدمج والتدويل الأقتصادي المعاصر وايضا حماية حقوق الأنسان في العدالة الإجتماعية والديمقراطية وحق الحلم واخيرا قدرة الأمة على التمسك بقيمها الداخلية من اجل حمايتها من التهديدات الخارجية .
مستويات الأمن القومي
للأمن القومي مستويات عديدة يؤثر كل منها علي المستوي الأخر سلبيا او ايجابيا وهي
1- الأمن الفردي
يعبر عن مسؤلية الدولة تجاة افراد المجتمع ومدي اشباعها لحاجاتهم الأساسية والكمالية بشكل انساني
مسؤلية الدولة في حماية واحترام حقوقهم ومصالحهم وضمان التوزيع العادل لهذة الحقوق
توفير فرص حياة انسانية من حيث ( الغذاء - المأوي - الصحة - التعليم ) والعمل علي ممارسة الحقوق السياسية
2- الأمن الوطني
يعبر عن امن الدولة الذي تقع مسؤليتها علي الدولة من جهة والأمة من جهة اخري
فأمن الوطن هو مسؤلية الدولة ضد التهديدات الخارجية
تحقيق استقرارها وامنها داخليا يعد ابرز مهامها
اما الأمن الداخلي من جهة اخري يعد مسؤلية المواطن او الامة في حماية الوطن ضد عوامل التوتر وعدم الاستقرار داخليا
3- الأمن الإقليمي
للامن الأقليمي بعدين هما
بعد داخلي : يعبر عن تحقيق الامن بين دول المنطقة وبعضها البعض ( دول الجوار ) ولعل ابرز اسباب الخلاف بين دول المنطقة المجاورة هي مشكلة المياة بين ( تركيا واسرائيل من جهة - سوريا والعراق من جهة اخري - اثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة تانية )
بعد خارجي : هو حماية دول المنطقة لنفسها من الاختراقات الخارجية ليس علي المستوي السياسي والعسكري فقط بل علي المستوي الأقتصادي والثقافي ايضا
4 - الأمن العالمي
هو مسؤلية المنظمات الدولية في تحقيق الأمن والسلام الجماعي بين الدول وان كان الأمن العالمي بصورتة الحالية لا يعبر في واقع الأمر وفي معظم الاحيان الا عن امن المجتماعات المتقدمة او الكبري التي هي في نظمها الأقتصادية تنفصل في اتحادين إما أقليميه كالسوق الاوربية المشتركة او عالمية كالاتفاقية الاخيرة المنظمة للتجارة الدولية ( الجات ) عام 1994
تحديات الامن القومي
اولا مصادر وتحديات داخلية
الأمن الفردي: تتمثل في
تهديد فرص الحياة الأنسانية
تهديد حقة في الشعور بالأمن والأمان
حرمانة من حق الحلم بالمستقبل
حرمانة من حقه في المشاركة السياسية الحقيقية
الأمن الوطني: يتحدد في
موجات الرفض والعنف التي يمكن ان يواجهها افراد المجتمع للدولة تعبيرا عن رفضهم لسياستها
تهديد دول الجوار لامن الدولة الوطنية مثل وجود اسرائيل في المنطقة العربية وايضا مصالح وأطماع الدول المتقدمة ( و.م.أ و فرنسا و روسيا .....).في المنطقة العربية
ثانيا مصادر وتحديات خارجية الأمن الأقليمي :تتحدد في
مثل اسرائيل ابرز مصادر تهديد الأمن القومي للمنطقة العربية
تعد اسرائيل مصادر تهديد للأمن علي المستوي الإقليمي نظرا لتهديدهم للموارد المائية في المنطقة العربية
الأمن العالمي : يتمثل في
عدم تحقيق العدالة بين الدول من قبل الهيئات والمؤسسات ذات الصبغة الدولية مثل مشكلة العراق والكويت وأيضا البوسنة والهرسك وايضا مشكل إسرائيل وفلسطين الذي ممتدة حتى الآن
سيطرة الدول الكبري علي هذه المؤسسات مما يعطيها الصبغة القومية لا الدولية
التدخل المباشر والغير مباشر من الدول الكبري في الشئون الداخلية والأقتصادية والسياسية وحتي الأجتماعية والثقافية لدول المنطقة العربية وغيرها من دول الجنوب
اللاعدالة في التعامل مع الدول النامية مثل ترك امتلاك السلاح النووي لاسرائيل وتحريمة علي باقي الدول
المشكلات الإجتماعية المعاصرة وتحديات الأمن القومي في المجتمع العربي
1- الديمقراطية واليات انحسارها
2- اللاعدالة الإجتماعية وانحسار فرص الحياة
3- العنف واليات انتشارة
----------------------------
ه من كلام الدكتورة فى المحاضرة
المحاضرة الخامسة د / أمانى طولان
منقول عن / محمود لعلام طالب س3 علم الاجتماع
العنف وتعريفه واشكاله ________________________________________
يكاد يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك لإختلاف اهتمامات وتخصصات الباحثين في هذا الصدد. فعلماء السياسة يعرفونه بطريقة مختلفة من علماء الاجتماع، وهؤلاء بدورهم يختلفون في تعريفهم له عن علماء النفس، أو علماء الجريمة والقانون. كما أنه يعرف أحيانا بطرق تختلف باختلاف الأغراض التي يكون مرغوبا الوصول إليها، وباختلاف الظروف المحيطة أيضا.
كلمة عنف Violence مشتقة من الكلمة اللاتينية Violare تعني ينتهك أو يؤذي أو يغتصب، وهو استخدام الضغط أو القوة ً استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما13.
ويشير مفهوم العنف إلى عدة معان منها استخدام القوة أو الإكراه غير المشروع ولتحديد العنف إجرائيا يتطلب الأمر التفرقة بين العنف الشرعي والعنف غير الشرعي،فعندما تقوم الدولة باستخدام القوة لحماية القانون والنظام فقد يبدو هذا النمط من السلوك على أنه عنف شرعي، أما العنف غير الشرعي فقد يظهر عندما يقوم أحد الأفراد بإلحاق الضرر الجسدي أو النفسي بفرد آخر14 ويعرف أيضا بانه استخدام القوة الجسدية للإيذاء والضرر15،ويعرف العنف على أنه أحد الأنماط السلوكية الفردية أو الجماعية التي تعبر عن رفض الآخر نتيجة الشعور والوعي بالإحباط في إشباع الحاجات الإنسانية16،وهو أي عمل يرتكب ضد الإنسان ويحطم من كرمته وهو يتراوح بين الإهانة بالكلمة واستخدام الضرب17 وأيضاً يُعرف على أنه سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى 18، وهناك تعريف آخر ينتقد التعريفات السائدة التي تنص على أن العنف هو الإستخدام غير المشروع- أو على الأقل غير الشرعي للقوة- فلا يرى صاحب هذا التعريف19 جواز القانون أو مبررات المشروعية كافيةً لإستخدام القوة، بل لضرورات أخرى منها إستخدام القوة جائز للدفاع فقط. بلْ لابد أن يكون الإستخدام دفاعياً محدوداً وإضطرارياً20
إن ظاهرة العنف في المجتمعات الإنسانية تعددت ضروبها وأنواعها، حتى تفنن رجال السياسة والمجتمع فأطلقوا على العنف أسماءً ونعوتاً مختلفة كالعنف المشروع واللامشروع، والعنف الثوري والعنف الموجه والعنف العشوائي وغيرها من المعاني الاصطلاحية… ومهما تعددت أنواع العنف فإن معناه العام لا يتعدى كونه الخرق المتعمد للمبادئ والنظم الإنسانية وتجنب الرفق فيها، واستخدام الشدة والبطش في معالجة المعضلات… 21
و يمكن تعريف العنف بأنه السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى الشخصي بالآخرين وله أشكال متعددة منها الإيذاء الجسدي، والإيذاء اللفظي بالتجريح والشتم السباب والإيذاء النفسي.
أنواع العنف
صُنف العنف لعدة اصناف نظراً لاتساع جوانبه وأسبابه وأبعاده حيث أخذ العلماء والبحاث والمختصين في تقسيم الموضوع وتصنيفه بأساليب متعددة فقد صنف على أساس : العنف المدرسي والعنف العائلي والعنف الإعلامي والعنف الحكومي..... الخ، وتم تصنيفه على أساس آخر إلى ثلاثة أنواع هي : العنف النفسي والعنف اللفظي و العنف الجسمي 22.
وهناك العديد من التقسيمات التي تصنف العنف لعدة أنواع وهناك أيضا العديد من الآراء حولها، ويكتفى الباحث بالإشارة إليها وهي كالتالي23:
• العنف السياسي: الذي يستخدم القوة للإستيلاء على السلطة، أو الإنعطاف بها.
• العنف الفردي والعنف الجماعي كعنف الدولة أو المعارضة أو الحرب.
• العنف الفكري، والعنف العملي.
• العنف الإقتصادي.
• العنف الإجتماعي.
• العنف العسكري.
• العنف الإعلامي.
• العنف النفساني: الذي يرتبط بذات الإنسان المادية، وغير المادية، كالتفكير، والجسد.
• العنف الأسري.
العنف في وسائل الإعلام
بدأ الاهتمام بدراسة العنف وآثاره على الفرد والمجتمع بعد الحرب العالمية الأولى حيث زادت نسبة الجرائم والعنف والمشكلات الاجتماعية بشكل ملحوظ بعد هذه الفترة مما دفع بالباحثين التي تقصي الأسباب ودوافع ذلك حيث حاولوا معرفة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التسبب بهذه المشكلات الاجتماعية من جهة، وتحديد الدور الذي تلعبه في التصدي لهذه المشكلات من جهة أخرى. وقد تمخضت دراساتهم عن نتائج كثيرة لخصت مسألة طبيعة تأثير وسائل الإعلام في العديد من النظريات يمكن إيجازها في الآتي:
- نظرية التأثير القوي أو المطلق (نظرية الرصاصة الإعلامية): يرى أصحاب هذه النظرية أن وسائل الإعلام لها تأثير قوي ومباشر على الفرد والمجتمع يكاد يبلغ حد السطوة والهيمنة وهذا التأثير قوي وفاعل مثل الرصاصة، ولايفلت منه أحد(1).
- نظرية التأثير المحدود لوسائل الإعلام:
اهتزت نظرية الرصاصة الاعلامية أمام نتائج الدراسات الميدانية التي قام بها باحثون في ميدان علم النفس الاجتماعي حيث تبين لهم تأثير وسائل الاعلام محدود جدا اذا ما قورن بالتأثير الذي تحدثه عوامل أخرى أطلقوا عليها العوامل الوسيطة كالأسرة، واتجاهات الفرد، وقادة الرأي، والاحزاب، وعوامل أخرى كثيرة، تحول هذه العوامل دون التأثير المطلق أو القوي لوسائل الاعلام على الفرد.(2)
- نظرية التأثير المعتدل لوسائل الاعلام:
برز هذا الاتجاه في أواخر الستينات والسبعينات، ويعتقد أصحابه أن تأثير الوسائل الاعلامية على الفرد يتأثر بعوامل نفسية كثيرة ومتغيرات نفسية كثيرة، وكان التركيز القوي لهم على البعد النفسي. أي اسلوب الافراد أمام وسائل الاعلام أكثر قوة من عوامل ومتغيرات مما يجعل التأثير معتدلا نوعا ما.
- نظرية التأثير القوي:
يعترف أصحاب هذه النظرية بـتأثير وسائل الاعلام على الفرد والمجتمع. ولكنهم لا يقللوا من شأن هذه التأثير ولا يبالغوا فيه كثيرا. ولكنهم يقبولون بقوته وفاعليته اذا ما روعيت عوامل معينة، واذا ما اتبعنا أساليب معينة، في مواقف معينة مثل تكرار الرسالة الاعلامية، ثم شموليتها ثم انسجامها وتوافقها. ان هذه الظروف والعوامل اذا ما روعيت فأنها تجعل من التأثير قويا.
العنف الإعلامي
مناقشة موضوع العنف (في شكله الترفيهي) عبر وسائل الإعلام بدأت في أوائل الخمسينات من القرن المنصرم بجلسات عقدها الكونجرس الأمريكي لمحاولة معرفة مدى تأثير العنف (في شكله الترفيهي) المعروض عبر (التلفزيون) على المتلقين. ففي الستّينات من القرن المنصرم لجنة إيزنهاور وتحت قيادة رئيس جامعة ولاية كانساس السابق ( ميلتن إيزنهاور)، فَحصت العنف الإعلامي كعامل مُسَاهم يساعد على نمو ثقافة العنف، وفي سنة 1972 صدر تقرير عن وزير الصحة الأمريكي يُظهرُ قلقاً حول تأثير عنف التلفزيون على الأطفال. وفي الثمانينات المعهد الوطني الأمريكي أصدر تقريره الذي بُنى على تقرير وزير الصحة الصادر في 1972، التقارير اللاحقة في التسعينيات الصادرة عن الجمعية النفسية الأمريكية والجمعية الطبية الأمريكية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تناولت نفس التقارير السابقة، وخلال هذه الفترة الزمنية التي تقارب النصف قرن والتي دُرست فيها ظاهرة العنف الإعلامي في أمريكا وحدها يمكن تلخيص ثلاثة تأثيراتَ رئيسية كنتيجة للعنف الإعلامي: العدوان وعدم الإحساس والخوف24.
أول اهتمام بجانب العنف في نشرات الأخبار كان في كتاب25 تضمن تقريرا جرى اعداده بطلب من وزير الثقافة الفرنسي "جان جاك اياغون" وساهم فيه عدد مهم من الاختصاصيين في ميدان الاعلام المرئي ومن المعنيين، من اداريين ومحاميين وغيرهم في هذا الميدان. وكانت الملاحظة الاولى التي تم التأكيد عليها والانطلاق منها في البحث تتمثل في الاعتراف بتعاظم ظاهرة العنف في مختلف قطاعات المجتمع الفرنسي.. وفي مواجهة مثل هذا الواقع كان وزير الثقافة الفرنسي قد اكد في رسالته للجنة المكلفة باعداد هذا التقرير الذي يتمحور حول العنف في "التلفزيون" على القول "إن النضال ضد جميع اشكال العنف، ورفض كل اشكال التمييز والبغض امور في صلب ميثاقنا الاجتماعي. لذلك ينبغي علينا جماعياً، وفي ظل ثقافة تهيمن عليها الصورة، اعادة النظر فيما يتم تقديمه بصورة شبه متواصلة من مشاهد عنيفة او عدوانية لها تأثيرها على عقل الاكثر شباباً "
واضعوا هذا الكتاب والتقرير بدأوا بطرح بعض التساؤلات الجوهرية حول "الآثار الاجتماعية" و" النفسية" و" السياسية" لتعاظم جرعة العنف في البرامج المرئية بما في ذلك في "نشرات الاخبار".
وموضوع العنف في وسائل الإعلام سيطر على العديد من الندوات والنشاطات في القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي بدأت أعمالها في جنيف بتاريخ 11 الكانون – ديسمبر – 2003 ف، لعل أبرزها ندوة ( العنف في العالم والعنف في الإعلام ) التي نظمها المنتدى العالمي لوسائل الإعلام الالكترونية وشارك فيها صحفيون وخبراء ومسئولون عن وسائل إعلام في بعض المؤسسات الإعلامية العالمية؛ وقد تناولت الندوة التصنيفات المختلفة للعنف في المجال الإعلامي بالإضافة إلى الآثار الممكنة لمشاهد العنف وخاصة على الأطفال والشباب..النتيجة الأبرز للنقاش كانت أهمية التمييز بين مصطلحين هما: ( العنف الترفيهي والعنف الإخباري). بعض المشاركين في هذه الندوة أكدوا على أن مفهوم العنف الإخباري لم يخضع للدراسة بشكل علمي. و العرب ليسوا الوحيدين الذين يتعرضون لهذا النوع من العنف، بل ربما هم الأكثر عرضةً له بشكل مباشر، ففي الغالب ما تنقله الفضائيات العربية هو صور هذا العنف من إحدى الدول العربية، وهذه الصور ذات صلة بالقضايا العربية. ونأخذ في الاعتبار أن ".. ما يعرفه الشباب... عن السياسة يصل أغلبه إليهم عن طريق وسائل الإعلام الجماهيرية. ففي استطاعة الإعلام إن يوصل المعرفة والمثل العليا والقيم الخاصة بتشكيل الإرادة إلى الشباب، ويسهل عليهم بذلك المشاركة في العملية السياسية والتأثير على اتجاهها. والمشكلة هنا ليست المدخل إلى المعرفة وإنما تصنيف وتفسير الكم الهائل من المعلومات الموجودة وتحويلها إلى منظومة من الأفكار الواقعية ذات معنى..."25
آثار نشر العنف من خلال وسائل الإعلام :
هناك إشارات عدة إلى أن عرض صور العنف في نشرات الأخبار قد يكون له مردوده السلبي على نفسية المتلقي وقد يؤثر في مواقف واتجاهات المتلقي، من بين هذه الإشارات نوجز ما يلي:
- يقول الأستاذ علي راضي حسانين26 في هذا الجانب .. يرجع الخوف من نشر العنف والجريمة من خلال وسائل الإعلام إلى أن المشاهدين.... يقبلون عليها بشكل أكثر من غيرها. وأكدت بعض البحوث وجود علاقة وثيقة بين السلوك العدواني والتعرض لهذه المضامين.)27 وأوجز أهم الآثار التي تتركها مشاهدة العنف على النحو التالي:
1. رفع حدة الآثار النفسية والعاطفية عند الفرد مما قد يقود إلى ارتكاب سلوك عنيف تجاه الآخرين. ويتوقف سلوك الفرد العنيف (أي استجابته للمشاهدة) على مدى إحساسه وشعوره بالإحباط والضيق والتوتر.
2. تعزيز السلوك القائم بالفعل داخل الفرد. حيث تعمل المشاهدة للعنف أو قراءتها على تعزيز وتدعيم السلوك الموجود أصلا عند المشاهد وذلك لأن الشخص العنيف يسبب دوافع العنف داخله – يرى السلوك العنيف المتلفز على أنه تجربة حقيقية.
3. التعلم والتقاليد: من المعروف أن إحدى طرق تعلم الإنسان هي التقليد والمحاكاة، من هنا تأتي خطورة عرض أفلام العنف لأن البعض قد يقلدها على غرارها.
عبير شعبان منقول من منتدى : http://lforrums6.2dab.org/
مقدمة : -
لقد إختلف علماء الإجتماع حول تعريف علم الإجتماع ، وإختلف أيضا علماء السياسة فى تعريف علم السياسة إلا أنهم إتفقوا إتفاق عام حول تعريفهم
فعلم الإجتماع هو الدراسة العلمية المنظمة للظاهرة الإجتماعية أو هو علم دراسة القواعد والقوانين المختلفة التى تحكم الظاهرة الإجتماعية فى نشأتها ووجودها وتغيرها
أما علم السياسة بأنه هو العلم الذى يهتم بالدراسة المنظمة لأساليب الحكم أو هو علم دراسة الدولة ومؤسساتها وأجهزتها المختلفة وكيفية أدائها لوظائفها وأدوارها
إرتبط علم السياسة إرتباطا مباشرا بعلم الإجتماع حيث كان يتمثل هدفهما النهائى فى تحقيق الإصلاح الإجتماعى والحد من الصراعات بل وحل المشكلات التى واكبت الثورة الفرنسية والتحول إلى المجتمع الصناعى الرأسمالى
والسؤال الذى يطرح نفسه : ما هو موقف علم الإجتماع السياسى من كل من علم الإجتماع وعلم السياسة ؟
إذا كان النظام السياسى يمثل أحد الجوانب الرئيسية للنظام الإجتماعى ويتضمن علاقات وتفاعلات إجتماعية متعددة بين جماعات إجتماعية مختلفة بل أنه يعد نتاج لها فإن النتيجة المنطقية التى يمكن الوصول إليها هى أن النظام السياسى ليس إلا أحد النظم الإجتماعية التى يهتم علم الإجتماع بفهمها ودراستها
فعلى هذا الأساس يعد علم الإجتماع السياسى أحد فروع علم الإجتماع الأساسية وهو يمثل ذلك الفرع الذى يهتم بتحليل الظاهرة السياسية فى محتواها الإجتماعى
فمن هنا يمكننا أن نقول أن أصول علم الإجتماعى السياسى تكمن فى التفرقة بين الحياة المدنية والحياة السياسية أو بين المجتمع والدولة
( 1 ) علم الإجتماع السياسى بين التعريف والمجال : -
مجال علم الإجتماع السياسى يتمثل فى دراسة بناء القوة فى محتواه الإجتماعى
فإذا كان علم السياسة يقوم بدراسة الدولة كنظام سياسى بمؤسساتها وأجهزتها السياسية المختلفة ويقوم بدراسة الوظائف السياسية للدولة فإن علم الجتماع السياسى يتخطى هذه المجالات المحددة داخل النظام السياسى ويربطها بالظواهر الإجتماعية الأخرى أو بمعنى أدق وأشمل يحللها ويفسرها داخل إطار النظام الإجتماعى ككل
فقد إختلف المهتمون بعلم الإجتماع السياسى حول تحديد المجال الأساسى له
فهل يقوم بدراسة الدولة ويمكن أن نسميه بعلم الدولة ؟ أم يقوم فى الأساس على دراسة القوة وتوزيعها وعوامل تغيرها ويمكن تسميته بعلم القوة
المجموعة الأولى : -
حول هذه النقطة ذهبت مجموعة مؤكدة أن علم الإجتماع السياسى هو علم الدولة ويعنى بما هو معروف عليه فى الحياة العادية بالسياسة
إلا أن هذا التعريف بهذا الشكل إنما يربط علم الإجتماع بنمط وشكل الدولة الحديثة وهذا التحديد له يعنى فصله للنظام السياسى أو الظاهرة السياسية عن غيره من النظم أو الظواهر الإجتماعية الأخرى التى تؤثر وتتأثر به وأن هذا العلم يقوم على دراسة نظم سياسية ودولا قومية بعينها فى إطارها المحلى فبذلك لا يمكن قيام نظريات شمولية تفسر نشأة الدولة والنظام السياسى على كلا من المسئولين المحلى والعالمى
ويرى بعض علماء الإجتماع أن علم الإجتماع السياسى بهذا الشكل يخالف النظرة العلمية التى لابد وأن تعتمد على المقارنة والمقابلة والتجريب فى مجال دراسة المجتمعات
وما يقوله فى هذه المجموعة بأنه علم الدولة فقد يعنى تمييز نوع واحد من المجتمعات الإنسانية أو من المجتمعات على وجه الخصوص
المجموعة الثانية : -
وذهبت مجموعة من علماء الإجتماع إلى النظر لعلم الإجتماع السياسى كعلم القوة وتوزيعها أو علم الحكم والسلطة
وهذه النظرة لمجال علم الإجتماع السياسى تؤدى إلى تركيز الإهتمام ليس على شكل وطبيعة النظام السياسى داخل دولة بعينها بل يركز الإهتمام على بناء القوة فى معناه العام داخل المجتمعات الإنسانية المختلفة وبين الجماعات الإجتماعية داخل المجتمع الواحد
وهذا يعنى الإهتمام بقضية توزيع القوة بين الجماعات الإنسانية أو بين الحكام والمحكومين ويعنى هنا بالقوة قدرة الفرد أو الجماعة الإجتماعية على فرض مسار معين للأحداث عن طريق إتخاذ القرارات وتنفيذها حتى ولو كان هذا ضد مصالح أطراف أخرى
القوة بهذا المعنى إنما تدخل فى صميم مختلف العلاقات الإجتماعية كالأسرة والمصنع والجامعة مثلا إلا أنه يجب أن نشير إلى أن علم الإجتماع السياسى لا يهتم بدراسة القوة على هذا المستوى من العلاقات الإجتماعية بل أنه يهتم بدراسة القوة على مستوى بنائى كامل كالقبيلة والأمة والإمبراطورية فضلا عن تناول الحركات الإجتماعية والتنظيمات التى تلعب دورا هاما فى ممارسة القوة على المستوى المجتمعى
وتبعا لوجهة النظر المؤيدة لكون علم الإجتماع السياسى هو علم دراسة القوة وتوزيعها كمجال رئيسى لهذا الفرع من علم الإجتماع فإن هذا العلم يهتم بمجالات أخرى : كدراسة الطبقة ، الصفوة ، الدولة ، الحركات الإجتماعية ، الثورة ، السُلطة
بالإضافة إلى بعض الموضوعات الأخرى التى تلقى إهتماما كبيرا لدى علماء الإجتماع فى الغرب : كالتنشئة السياسية ، الأحزاب السياسية ، المشاركة السياسية
وكلها موضوعات ترتبط بصورة أو بأخرى بالمجال الرئيسى لعلم الإجتماع السياسى ألا وهو القوة
فإذا كان علم الإجتماع السياسى هو هذا الفرع من علم الإجتماع الذى يهتم بالأسباب والنتائج الإجتماعية لتوزيع القوة على نحو معين فى نطاق الجماعات فيما بينها ويهتم بالصراعات الإجتماعية والسياسية التى تؤدى إلى التغيير فى توزيع القوة
فالقوة توجد فى أى تكوينات أو تجمعات بشرية كبرت أو صغرت
فالقوة ظاهرة إجتماعية توجد فى كل القطاعات النظامية وغير النظامية داخل المجتمع فهى توجد كاملة فى الروابط والمجتمع غير النظامى ولا تتحول إلى قوة نظامية وسُلطة إلا فى التنظيم السياسى
( 2 ) علم الإجتماع السياسى وتاريخ الفكر : -
علم الإجتماع السياسى يدرس ويفسر القُوة والسُلطة والحُكم فى ضوء النظم الإجتماعية المتفاعلة والمحتوى الإجتماعى العام
ونجد الإشارة هنا أن التفرقة بين الحياة السياسية " الدولة " وبين الحياة الإجتماعية " المجتمع " التى ترجع للقرن الثامن عشر فهى لا ترجع إلى نشأة وتكوّن علم الإجتماع السياسى وقضاياه المختلفة إنما تكون هذه التفرقة بين المجتمع المدنى والدولة
وتبدو هذه التفرقة فى الفكر الماركسى الذى يؤيد أن المحتوى القومى إما قانونى أو سياسى أو دينى لا يمكن فهمه بأى حال من الأحوال بدون الرجوع إلى المحتوى التحتى الذى يحتمه ويشكله بمعنى آخر أن لا يمكن فهم الدولة فى بناءها ووظائفها بدون فهم وتحليل الظروف المادية للحياة الإجتماعية التى تفرز هذا الشكل للدولة فى فترة زمنية محددة فى مجتمع بعينه
تيارات الفكر : -
وجهة نظر الماركسيين : -
- إن الدولة أوالنظام السياسى عنصر تابع لنمط نتاج سائد للمجتمع الطبقى وهذا يؤكد حق الملكية الخاصة
بمعنى أن الدولة وأجهزتها المختلفة تمثل أداة الطبقة المسيطرة وهى الطبقة البورجوازية لتشريع سيطرتها للطبقة المحكومة المستغلة فلابد من وجود قناع يُغلف عملية الإستغلال لتقنع الأغلبية المحكومة المعدمة من ضرورة وجود الأقلية الحاكمة المستغلة وضرورة سيطرتها على وسائل الإنتاج الأساسية فى المجتمع
فيتضح دور الفكر الماركسى وتفرقته بين الدولة " الصعيد السياسى " وبين المجتمع " الصعيد الإجتماعى " فى نشأة علم الإجتماع السياسى ومما لا شك فيه أن الفكر الماركسى لم يؤثر على نشأة علم الإجتماع السياسى فى القرن التاسع عشر
- ولم يعد الفكر الماركسى هو التيار الفكرى الوحيد الذى أسهم نشأة علم الإجتماعى السياسى فلقد كان هناك تيارا فكريا معارضا لهذا الفكر الماركسى ومعاصرا له فى نفس الوقت يدلى أيضا بدلوه فى محاولة لفهم العلاقة بين النظام السياسى والنظم الإجتماعى فقد طالب ألكس دى توكفيل بضرورة العمل على إيجاد علم سياسى جديد يتناول الظواهر السياسية الجديدة التى طرأت على العديد من المجتمعات الأوربية وقد إهتم دى توكفيل بتحلى ظاهرة الديموقراطية وإنتشارها أو تأثيرها على الحياة الإجتماعية فقد أسهمت الثورة الديموقراطية من جهة نظر دى توكفيل فى تحطيم المحددات الطبقية الديموقراطية التقليدية فى تحقيق المساواة الإجتماعية ويتمثل الهدف الأساسى لدى توكفيل فى إبراز الدور الذى يلعبه النظام السياسى الديموقراطى فى فهم الحياة الإجتماعية
يتضح مما سبق أن علم الإجتماع السياسى نشأ فى ظل جدل فكرى حول طبيعة العلاقة بين الدولة " الصعيد السياسى " والمجتمع " الصعيد الإجتماعى " فهذا الجدل لم يصاحب نشأة علم الإجتماع السياسى فقط بل ظل مستمرا حتى الآن
فالإتجاهات النظرية المختلفة تقوم على تحليل العلاقة بين الدولة والمجتمع التى لا تخرج عن إتجاهين أساسيين وهما : -
1 - يرجح أول إتجاه كفة تأثير الصعيد السياسى على الصعيد الإجتماعى
2 – ويرجح ثانى إتجاه كفة الصعيد الإجتماعى على الصعيد السياسى
3 – ويرجح ثالث إتجاه كفة نتجت عن تأثير لكل من الإتجاهين السابقين ويتمثل فى محاولة التوفيق بينهما
تطور تاريخ الفكر الإجتماعى السياسى يشير أن الإتجاه الوظيفى بعموم ونظرية الصفوة بخصوص قد سيطرت حتى خمسينات هذا القرن التى شهدت المجتمعات الغربية أحداث كان لها أبلغ الأثر فى تشكيل فكر إجتماعى سياسى جديد يتميز بسمتين أساسيتين
وهـــــمــا : -
1 - رفض الفكر الكلاسيكى وخاصة البنائية الوظيفية وتحليلها للعلاقة بين النظام السياسى والإجتماعى
2 - الإستعانة بالمقولات النظرية المادية التاريخية فى تكوين وبلورة نظرية تفسر بناء القوة فى المجتمع
وتؤكد هذه النظرية وجود أوجه شبه متعددة بين النظم السياسية فى المجتمعات وتتمثل فى وجود قلة حاكمة منظمة فى مواجهة غالبية محكومة غير منظمة والسبب فى ذلك من وجهة نظر نظرية الصفوة لأحد سببين رئيسين : إما لأسباب تتصل بجوهر الطبيعة البشرية أو لأسباب تفاوت قدرات أفراد المجتمع ومهاراتهم
والبناء الإجتماعى القائم فى ظل سيطرة النظام الرأسمالى هو أنسب الأبنية الإجتماعية التى تحقق العدالة والتقدم
فتساءل العديد من علماء الإجتماع فى ستينيات هذا القرن إذا كان الأمر كذلك فما هو تفسير البنائية الوظيفية لتفاقم مشكلة على سبيل المثال كالبطالة فهى تؤكد اللاعدالة الإجتماعية والإقتصادية أو مشكلة التفرقة العنصرية فثبت هؤلاء العلماء أن البنائية الوظيفية قد وقفت من كل هذه الأحداث موقف الحائر والعاجز عن التفسير
وعلى هذا فبدأ علماء الإجتماع السياسى بالبحث عن بديل نظرى يستطيعون به تفسير التناقضات التى شهدتها المجتمعات الرأسمالية بدلا من التسليم والتصديق على النسق التى عجزت عن تفسير التحولات الإجتماعية لتلك المجتمعات فى منتصف هذا القرن
علم اجتماع سياسي محاضرة: الأمن القومي
الأمن القومي هو قدرة الدولةعلي تنمية الموارد والكفاءت الأقتصادية وحمايتها من سلبيات الأخترقات والدمج والتدويل الأقتصادي المعاصر وايضا حماية حقوق الأنسان في العدالة الإجتماعية والديمقراطية وحق الحلم واخيرا قدرة الأمة على التمسك بقيمها الداخلية من اجل حمايتها من التهديدات الخارجية .
مستويات الأمن القومي
للأمن القومي مستويات عديدة يؤثر كل منها علي المستوي الأخر سلبيا او ايجابيا وهي
1- الأمن الفردي
يعبر عن مسؤلية الدولة تجاة افراد المجتمع ومدي اشباعها لحاجاتهم الأساسية والكمالية بشكل انساني
مسؤلية الدولة في حماية واحترام حقوقهم ومصالحهم وضمان التوزيع العادل لهذة الحقوق
توفير فرص حياة انسانية من حيث ( الغذاء - المأوي - الصحة - التعليم ) والعمل علي ممارسة الحقوق السياسية
2- الأمن الوطني
يعبر عن امن الدولة الذي تقع مسؤليتها علي الدولة من جهة والأمة من جهة اخري
فأمن الوطن هو مسؤلية الدولة ضد التهديدات الخارجية
تحقيق استقرارها وامنها داخليا يعد ابرز مهامها
اما الأمن الداخلي من جهة اخري يعد مسؤلية المواطن او الامة في حماية الوطن ضد عوامل التوتر وعدم الاستقرار داخليا
3- الأمن الإقليمي
للامن الأقليمي بعدين هما
بعد داخلي : يعبر عن تحقيق الامن بين دول المنطقة وبعضها البعض ( دول الجوار ) ولعل ابرز اسباب الخلاف بين دول المنطقة المجاورة هي مشكلة المياة بين ( تركيا واسرائيل من جهة - سوريا والعراق من جهة اخري - اثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة تانية )
بعد خارجي : هو حماية دول المنطقة لنفسها من الاختراقات الخارجية ليس علي المستوي السياسي والعسكري فقط بل علي المستوي الأقتصادي والثقافي ايضا
4 - الأمن العالمي
هو مسؤلية المنظمات الدولية في تحقيق الأمن والسلام الجماعي بين الدول وان كان الأمن العالمي بصورتة الحالية لا يعبر في واقع الأمر وفي معظم الاحيان الا عن امن المجتماعات المتقدمة او الكبري التي هي في نظمها الأقتصادية تنفصل في اتحادين إما أقليميه كالسوق الاوربية المشتركة او عالمية كالاتفاقية الاخيرة المنظمة للتجارة الدولية ( الجات ) عام 1994
تحديات الامن القومي
اولا مصادر وتحديات داخلية
الأمن الفردي: تتمثل في
تهديد فرص الحياة الأنسانية
تهديد حقة في الشعور بالأمن والأمان
حرمانة من حق الحلم بالمستقبل
حرمانة من حقه في المشاركة السياسية الحقيقية
الأمن الوطني: يتحدد في
موجات الرفض والعنف التي يمكن ان يواجهها افراد المجتمع للدولة تعبيرا عن رفضهم لسياستها
تهديد دول الجوار لامن الدولة الوطنية مثل وجود اسرائيل في المنطقة العربية وايضا مصالح وأطماع الدول المتقدمة ( و.م.أ و فرنسا و روسيا .....).في المنطقة العربية
ثانيا مصادر وتحديات خارجية الأمن الأقليمي :تتحدد في
مثل اسرائيل ابرز مصادر تهديد الأمن القومي للمنطقة العربية
تعد اسرائيل مصادر تهديد للأمن علي المستوي الإقليمي نظرا لتهديدهم للموارد المائية في المنطقة العربية
الأمن العالمي : يتمثل في
عدم تحقيق العدالة بين الدول من قبل الهيئات والمؤسسات ذات الصبغة الدولية مثل مشكلة العراق والكويت وأيضا البوسنة والهرسك وايضا مشكل إسرائيل وفلسطين الذي ممتدة حتى الآن
سيطرة الدول الكبري علي هذه المؤسسات مما يعطيها الصبغة القومية لا الدولية
التدخل المباشر والغير مباشر من الدول الكبري في الشئون الداخلية والأقتصادية والسياسية وحتي الأجتماعية والثقافية لدول المنطقة العربية وغيرها من دول الجنوب
اللاعدالة في التعامل مع الدول النامية مثل ترك امتلاك السلاح النووي لاسرائيل وتحريمة علي باقي الدول
المشكلات الإجتماعية المعاصرة وتحديات الأمن القومي في المجتمع العربي
1- الديمقراطية واليات انحسارها
2- اللاعدالة الإجتماعية وانحسار فرص الحياة
3- العنف واليات انتشارة
----------------------------
ه من كلام الدكتورة فى المحاضرة
المحاضرة الخامسة د / أمانى طولان
منقول عن / محمود لعلام طالب س3 علم الاجتماع
العنف وتعريفه واشكاله ________________________________________
يكاد يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك لإختلاف اهتمامات وتخصصات الباحثين في هذا الصدد. فعلماء السياسة يعرفونه بطريقة مختلفة من علماء الاجتماع، وهؤلاء بدورهم يختلفون في تعريفهم له عن علماء النفس، أو علماء الجريمة والقانون. كما أنه يعرف أحيانا بطرق تختلف باختلاف الأغراض التي يكون مرغوبا الوصول إليها، وباختلاف الظروف المحيطة أيضا.
كلمة عنف Violence مشتقة من الكلمة اللاتينية Violare تعني ينتهك أو يؤذي أو يغتصب، وهو استخدام الضغط أو القوة ً استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما13.
ويشير مفهوم العنف إلى عدة معان منها استخدام القوة أو الإكراه غير المشروع ولتحديد العنف إجرائيا يتطلب الأمر التفرقة بين العنف الشرعي والعنف غير الشرعي،فعندما تقوم الدولة باستخدام القوة لحماية القانون والنظام فقد يبدو هذا النمط من السلوك على أنه عنف شرعي، أما العنف غير الشرعي فقد يظهر عندما يقوم أحد الأفراد بإلحاق الضرر الجسدي أو النفسي بفرد آخر14 ويعرف أيضا بانه استخدام القوة الجسدية للإيذاء والضرر15،ويعرف العنف على أنه أحد الأنماط السلوكية الفردية أو الجماعية التي تعبر عن رفض الآخر نتيجة الشعور والوعي بالإحباط في إشباع الحاجات الإنسانية16،وهو أي عمل يرتكب ضد الإنسان ويحطم من كرمته وهو يتراوح بين الإهانة بالكلمة واستخدام الضرب17 وأيضاً يُعرف على أنه سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى 18، وهناك تعريف آخر ينتقد التعريفات السائدة التي تنص على أن العنف هو الإستخدام غير المشروع- أو على الأقل غير الشرعي للقوة- فلا يرى صاحب هذا التعريف19 جواز القانون أو مبررات المشروعية كافيةً لإستخدام القوة، بل لضرورات أخرى منها إستخدام القوة جائز للدفاع فقط. بلْ لابد أن يكون الإستخدام دفاعياً محدوداً وإضطرارياً20
إن ظاهرة العنف في المجتمعات الإنسانية تعددت ضروبها وأنواعها، حتى تفنن رجال السياسة والمجتمع فأطلقوا على العنف أسماءً ونعوتاً مختلفة كالعنف المشروع واللامشروع، والعنف الثوري والعنف الموجه والعنف العشوائي وغيرها من المعاني الاصطلاحية… ومهما تعددت أنواع العنف فإن معناه العام لا يتعدى كونه الخرق المتعمد للمبادئ والنظم الإنسانية وتجنب الرفق فيها، واستخدام الشدة والبطش في معالجة المعضلات… 21
و يمكن تعريف العنف بأنه السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى الشخصي بالآخرين وله أشكال متعددة منها الإيذاء الجسدي، والإيذاء اللفظي بالتجريح والشتم السباب والإيذاء النفسي.
أنواع العنف
صُنف العنف لعدة اصناف نظراً لاتساع جوانبه وأسبابه وأبعاده حيث أخذ العلماء والبحاث والمختصين في تقسيم الموضوع وتصنيفه بأساليب متعددة فقد صنف على أساس : العنف المدرسي والعنف العائلي والعنف الإعلامي والعنف الحكومي..... الخ، وتم تصنيفه على أساس آخر إلى ثلاثة أنواع هي : العنف النفسي والعنف اللفظي و العنف الجسمي 22.
وهناك العديد من التقسيمات التي تصنف العنف لعدة أنواع وهناك أيضا العديد من الآراء حولها، ويكتفى الباحث بالإشارة إليها وهي كالتالي23:
• العنف السياسي: الذي يستخدم القوة للإستيلاء على السلطة، أو الإنعطاف بها.
• العنف الفردي والعنف الجماعي كعنف الدولة أو المعارضة أو الحرب.
• العنف الفكري، والعنف العملي.
• العنف الإقتصادي.
• العنف الإجتماعي.
• العنف العسكري.
• العنف الإعلامي.
• العنف النفساني: الذي يرتبط بذات الإنسان المادية، وغير المادية، كالتفكير، والجسد.
• العنف الأسري.
العنف في وسائل الإعلام
بدأ الاهتمام بدراسة العنف وآثاره على الفرد والمجتمع بعد الحرب العالمية الأولى حيث زادت نسبة الجرائم والعنف والمشكلات الاجتماعية بشكل ملحوظ بعد هذه الفترة مما دفع بالباحثين التي تقصي الأسباب ودوافع ذلك حيث حاولوا معرفة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التسبب بهذه المشكلات الاجتماعية من جهة، وتحديد الدور الذي تلعبه في التصدي لهذه المشكلات من جهة أخرى. وقد تمخضت دراساتهم عن نتائج كثيرة لخصت مسألة طبيعة تأثير وسائل الإعلام في العديد من النظريات يمكن إيجازها في الآتي:
- نظرية التأثير القوي أو المطلق (نظرية الرصاصة الإعلامية): يرى أصحاب هذه النظرية أن وسائل الإعلام لها تأثير قوي ومباشر على الفرد والمجتمع يكاد يبلغ حد السطوة والهيمنة وهذا التأثير قوي وفاعل مثل الرصاصة، ولايفلت منه أحد(1).
- نظرية التأثير المحدود لوسائل الإعلام:
اهتزت نظرية الرصاصة الاعلامية أمام نتائج الدراسات الميدانية التي قام بها باحثون في ميدان علم النفس الاجتماعي حيث تبين لهم تأثير وسائل الاعلام محدود جدا اذا ما قورن بالتأثير الذي تحدثه عوامل أخرى أطلقوا عليها العوامل الوسيطة كالأسرة، واتجاهات الفرد، وقادة الرأي، والاحزاب، وعوامل أخرى كثيرة، تحول هذه العوامل دون التأثير المطلق أو القوي لوسائل الاعلام على الفرد.(2)
- نظرية التأثير المعتدل لوسائل الاعلام:
برز هذا الاتجاه في أواخر الستينات والسبعينات، ويعتقد أصحابه أن تأثير الوسائل الاعلامية على الفرد يتأثر بعوامل نفسية كثيرة ومتغيرات نفسية كثيرة، وكان التركيز القوي لهم على البعد النفسي. أي اسلوب الافراد أمام وسائل الاعلام أكثر قوة من عوامل ومتغيرات مما يجعل التأثير معتدلا نوعا ما.
- نظرية التأثير القوي:
يعترف أصحاب هذه النظرية بـتأثير وسائل الاعلام على الفرد والمجتمع. ولكنهم لا يقللوا من شأن هذه التأثير ولا يبالغوا فيه كثيرا. ولكنهم يقبولون بقوته وفاعليته اذا ما روعيت عوامل معينة، واذا ما اتبعنا أساليب معينة، في مواقف معينة مثل تكرار الرسالة الاعلامية، ثم شموليتها ثم انسجامها وتوافقها. ان هذه الظروف والعوامل اذا ما روعيت فأنها تجعل من التأثير قويا.
العنف الإعلامي
مناقشة موضوع العنف (في شكله الترفيهي) عبر وسائل الإعلام بدأت في أوائل الخمسينات من القرن المنصرم بجلسات عقدها الكونجرس الأمريكي لمحاولة معرفة مدى تأثير العنف (في شكله الترفيهي) المعروض عبر (التلفزيون) على المتلقين. ففي الستّينات من القرن المنصرم لجنة إيزنهاور وتحت قيادة رئيس جامعة ولاية كانساس السابق ( ميلتن إيزنهاور)، فَحصت العنف الإعلامي كعامل مُسَاهم يساعد على نمو ثقافة العنف، وفي سنة 1972 صدر تقرير عن وزير الصحة الأمريكي يُظهرُ قلقاً حول تأثير عنف التلفزيون على الأطفال. وفي الثمانينات المعهد الوطني الأمريكي أصدر تقريره الذي بُنى على تقرير وزير الصحة الصادر في 1972، التقارير اللاحقة في التسعينيات الصادرة عن الجمعية النفسية الأمريكية والجمعية الطبية الأمريكية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تناولت نفس التقارير السابقة، وخلال هذه الفترة الزمنية التي تقارب النصف قرن والتي دُرست فيها ظاهرة العنف الإعلامي في أمريكا وحدها يمكن تلخيص ثلاثة تأثيراتَ رئيسية كنتيجة للعنف الإعلامي: العدوان وعدم الإحساس والخوف24.
أول اهتمام بجانب العنف في نشرات الأخبار كان في كتاب25 تضمن تقريرا جرى اعداده بطلب من وزير الثقافة الفرنسي "جان جاك اياغون" وساهم فيه عدد مهم من الاختصاصيين في ميدان الاعلام المرئي ومن المعنيين، من اداريين ومحاميين وغيرهم في هذا الميدان. وكانت الملاحظة الاولى التي تم التأكيد عليها والانطلاق منها في البحث تتمثل في الاعتراف بتعاظم ظاهرة العنف في مختلف قطاعات المجتمع الفرنسي.. وفي مواجهة مثل هذا الواقع كان وزير الثقافة الفرنسي قد اكد في رسالته للجنة المكلفة باعداد هذا التقرير الذي يتمحور حول العنف في "التلفزيون" على القول "إن النضال ضد جميع اشكال العنف، ورفض كل اشكال التمييز والبغض امور في صلب ميثاقنا الاجتماعي. لذلك ينبغي علينا جماعياً، وفي ظل ثقافة تهيمن عليها الصورة، اعادة النظر فيما يتم تقديمه بصورة شبه متواصلة من مشاهد عنيفة او عدوانية لها تأثيرها على عقل الاكثر شباباً "
واضعوا هذا الكتاب والتقرير بدأوا بطرح بعض التساؤلات الجوهرية حول "الآثار الاجتماعية" و" النفسية" و" السياسية" لتعاظم جرعة العنف في البرامج المرئية بما في ذلك في "نشرات الاخبار".
وموضوع العنف في وسائل الإعلام سيطر على العديد من الندوات والنشاطات في القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي بدأت أعمالها في جنيف بتاريخ 11 الكانون – ديسمبر – 2003 ف، لعل أبرزها ندوة ( العنف في العالم والعنف في الإعلام ) التي نظمها المنتدى العالمي لوسائل الإعلام الالكترونية وشارك فيها صحفيون وخبراء ومسئولون عن وسائل إعلام في بعض المؤسسات الإعلامية العالمية؛ وقد تناولت الندوة التصنيفات المختلفة للعنف في المجال الإعلامي بالإضافة إلى الآثار الممكنة لمشاهد العنف وخاصة على الأطفال والشباب..النتيجة الأبرز للنقاش كانت أهمية التمييز بين مصطلحين هما: ( العنف الترفيهي والعنف الإخباري). بعض المشاركين في هذه الندوة أكدوا على أن مفهوم العنف الإخباري لم يخضع للدراسة بشكل علمي. و العرب ليسوا الوحيدين الذين يتعرضون لهذا النوع من العنف، بل ربما هم الأكثر عرضةً له بشكل مباشر، ففي الغالب ما تنقله الفضائيات العربية هو صور هذا العنف من إحدى الدول العربية، وهذه الصور ذات صلة بالقضايا العربية. ونأخذ في الاعتبار أن ".. ما يعرفه الشباب... عن السياسة يصل أغلبه إليهم عن طريق وسائل الإعلام الجماهيرية. ففي استطاعة الإعلام إن يوصل المعرفة والمثل العليا والقيم الخاصة بتشكيل الإرادة إلى الشباب، ويسهل عليهم بذلك المشاركة في العملية السياسية والتأثير على اتجاهها. والمشكلة هنا ليست المدخل إلى المعرفة وإنما تصنيف وتفسير الكم الهائل من المعلومات الموجودة وتحويلها إلى منظومة من الأفكار الواقعية ذات معنى..."25
آثار نشر العنف من خلال وسائل الإعلام :
هناك إشارات عدة إلى أن عرض صور العنف في نشرات الأخبار قد يكون له مردوده السلبي على نفسية المتلقي وقد يؤثر في مواقف واتجاهات المتلقي، من بين هذه الإشارات نوجز ما يلي:
- يقول الأستاذ علي راضي حسانين26 في هذا الجانب .. يرجع الخوف من نشر العنف والجريمة من خلال وسائل الإعلام إلى أن المشاهدين.... يقبلون عليها بشكل أكثر من غيرها. وأكدت بعض البحوث وجود علاقة وثيقة بين السلوك العدواني والتعرض لهذه المضامين.)27 وأوجز أهم الآثار التي تتركها مشاهدة العنف على النحو التالي:
1. رفع حدة الآثار النفسية والعاطفية عند الفرد مما قد يقود إلى ارتكاب سلوك عنيف تجاه الآخرين. ويتوقف سلوك الفرد العنيف (أي استجابته للمشاهدة) على مدى إحساسه وشعوره بالإحباط والضيق والتوتر.
2. تعزيز السلوك القائم بالفعل داخل الفرد. حيث تعمل المشاهدة للعنف أو قراءتها على تعزيز وتدعيم السلوك الموجود أصلا عند المشاهد وذلك لأن الشخص العنيف يسبب دوافع العنف داخله – يرى السلوك العنيف المتلفز على أنه تجربة حقيقية.
3. التعلم والتقاليد: من المعروف أن إحدى طرق تعلم الإنسان هي التقليد والمحاكاة، من هنا تأتي خطورة عرض أفلام العنف لأن البعض قد يقلدها على غرارها.
عبير شعبان منقول من منتدى : http://lforrums6.2dab.org/
عدل سابقا من قبل ayad في السبت فبراير 20, 2010 6:03 pm عدل 2 مرات
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام