ظروف الاحتلال الفرنسي للجزائر 1830-1962 :
عن دافع الاستعمار الفرنسي يقول حمدان خوجة في كتابه – المرآة- : «لم تكن الحملة الفرنسية آنية كما يزعم الفرنسيون ولم يكن الهدف منها تأديب الداي، ولكنها فكرة اختمرت طويلا في أذهان ملوك فرنسا، ولقد هددوا جميعا وتوعدوا ولكنهم لم يفلحوا».
ولقد كان بين الداي وبين السلطة الفرنسية والتاجرين اليهوديين ديون معقدة وكانت تصفيتها تسير ببطء منذ عام 1798، أدت سنة 1827 إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكان رد فعل فرنسا أن فرضت على مدينة الجزائر حصارا بحريا استمر ثلاث سنوات، ورد الداي آنذاك بتدمير المكاتب الفرنسية في عنابة والقالة، وطلب من السلطان إرسال جيوش، ولكنه اكتفى بإرسال مستشار دبلوماسي، وفي 1830 اتخذت السلطات الفرنسية قرارا بالتدخل العسكري، وهذا التدخل حسب ما كتب وزير الحرب : «سيكون مفيدا في تحويل اتجاه الغليان السياسي من الداخل». كما كانت فرنسا تعاني من أزمة مالية ففكرت في الحل لهذه الأزمة وذلك بالاستيلاء على كنوز الجزائر. يقول ميشال هابار: «أنها كانت تحتوي على حوالي خمسمائة مليون فرنك فرنسي قديم عندما وقع الاحتلال، في هذه الفترة كان الأجر اليومي للفرد الفرنسي يقدر بفرنك واحد»، وكانت فرنسا قد قامت بحملة سيكولوجية فصاغت ثلاثة بيانات باللغة العربية:
البيان الأول ( أفريل 1830) موجه إلى عامة الشعب :
نحن الفرنسيون أصدقاؤكم نتوجه إلى الجزائر لطرد الأتراك منها، إننا لا نغزو المدينة لنصبح سادة عليها، إننا نقسم على ذلك بدمائنا فانضموا إلينا وكونوا أهلا لحمايتنا، ستحكمون بلادكم كما كنتم في السابق سادة مستقلين في وطنكم، وأن الفرنسيين سيتصرفون معكم كما تصرفوا قبل ثلاثين سنة مع إخوانكم المصريين، إننا نتعهد باحترام رموزكم وأملاككم وديانتكم المقدسة .إننا أصدقاء صادقون لكم .
البيان الثاني (اواخر ماي):
موجه الى الجنود الأتراك: يدعوهم إلى عدم المقاومة :
إنني ملك فرنسا أضمن لكم بقاء بلدكم على ما هو عليه وأعدكم وعدا صادقا بأن مساجدكم كبيرة كانت أم صغيرة ستبقى معمورة.
البيان الثالث كان موجه الى القبائل:
إنني أؤكد لكم بشرفي إنني سأنجز جميع وعودي بوفاء، أتعهد أمامكم وأمام الملأ وأعدكم وعدا لا رجعة فيه ولا غموض بأن مساجدكم وجوامعكم ستحترم، وأن ديانتكم ستمارس بحرية، فابعثوا لنا بإخوانكم فإننا سنتفاهم معهم ونسال الله تعالى العيش معكم في وئام. (أخذت هذه المعلومات من كتاب : نكث العهد ميشال هابار، باريس 1960).
أثر هذه البيانات الثلاثة.
وبالفعل كان لهذه البيانات تأثير على النفوس، ففي ليلة الاحتلال عقد الداي مجلسا للأعيان وكان أعضاء المجلس قد قرروا ما يلي:
01:سنحارب إلى أن نستشهد.
02 غير انه عقد مجلس آخر مكون من التجار والبرجوازيين (جمعية الدرقاوة) بحصن باب البحرية وفضل هذا الفريق الحل السلمي عن طريق التفاوض ..وكانت إجابة الداي أنه سيعمل وفقا للرغبات التي عبروا عنها، وتم التفاوض.
كيف جرد الجزائريون من أراضيهم؟؟؟؟
عرفت سنوات 40 من القرن 19 الإبادة والإجرام والتقتيل والحرق، ومن أمثلة ذلك ما كتبه القائد ونيني (1841) متحدثا عن حملة في جنوب مقاطعة الجزائرإن عدد الدواوير التي أحرقت، والمحاصيل الزراعية التي أتلفت لا يكاد يصدق)، كما نضمت غارات عسكرية لتخريب البلاد، وقد أتلف سنة 1843 في مقاطعة قسنطينة لوحدها 5000 شجرة زيتون.
وبدأت المقاومة ترتبط وتنتظم وتتكون تحت اسم الدين والأرض.
01: جابهت فرنسا قضية الدين بنشرها لفتوى حصل عليها leonroches تدعو الجزائريين إلى وقف الحرب والاستسلام باسم الدين بدعوى أن القتال غير متكافئ وغير متعادل وأن مواصلته سوف يترتب عنها عواقب وخيمة، ونشرت الفتوى في جميع أنحاء الوطن....واعتبر الجزائريون ذلك عملا انهزاميا.
02:الأرض: انتهجت فرنسا سياسة جديدة لتجريد أو سلب الجزائريين أراضيهم.
المرحلة الأولى(1845-1851):
امتازت سنوات 1845-1851 بأنها سنوات بؤس بسبب الأوبئة الخطيرة والأزمة الاقتصادية التي أصابت المستوطنين، حيث ابتلي الفلاحون بثلاث سنوات من الجفاف وغزو الجراد بالإضافة إلى أمراض الكوليرا 1849.
المرحلة الثانية( 1852-1858).
تسنى للعسكريين من جديد عام( 1852-1858) وكانت لهم كل الحرية في أن يحكموا الجزائر كما يشاءون، وعمل الماريشال دوندون على إنجاح الاستيطان فشجع الهجرة إلى الجزائر وإلى القرى، فبنيت 56 قرية من عام (1853-1859)، وأثرت الشركات المالية في إسكان المستوطنين، وهكذا حصل عدد من الممولين السويسريين على ملكية 12340 هكتار في سطيف، وأدخلت هذه الشركة 2956 مهاجرا، وفي ظرف 10 سنوات أعطيت 51 شركة نحو 50 ألف هكتار، في حين منح الاستيطان الصغير 250.000 هكتار، وصار عدد السكان في نهاية 1850 أكثر من 83 ألف معمر. كان لابد لهذه الهجرة أن تكون قابلة للحياة اقتصاديا، فألغيت الحواجز الجمركية بين الجزائر وفرنسا (1851)، وفي نفس السنة أنشئ مصرف وبورصة الجزائر للتجارة، وبعد 1850 ازدهرت تجارة القطن والتبغ والنباتات العطرية ثم تبين أن أفضل زراعة هي زراعة القمح، وفي سنة 1857 تقرر إنشاء شبكة طرق حديدية وبنيت الجسور الكبرى ونسجل ازدهار اقتصادي من عام (1851..إلى.1857) وأدى ارتفاع سعر القمح والشعير الى اتساع حقول القمح وأدى تسويق الحبوب والماشية والصوف ودفع الضرائب المتزايدة نقدا الى ازدياد الممارسات الربوية.....
المرحلة الثالثة (1857-1868)
جاءت أزمة 1857-1868 وهبوط أسعار الحبوب فقضت على التقدم السابق وجاءت بتجربة (الدمج الإداري) سنة 1858 ونعني بالدمج الإداري إضعاف سلطة القادة ،وتفكيك القبيلة وذلك بأن شجعت القطيعة بين المالكين والخماسين الذين استغلوا .واصدر نابليون الثالث في ديسمبر1860 ينبغي قبل كل شيء ان نضمن لأهالي البلاد احترام أراضيهم وحقوقهم ).ولكن صدر قانون 1863 (القرار المشيخي) ليقضي على كل القوانين السابقة ومما جاء في شرح الأسباب الداعية لهذا الشروع : ( إن العرب بعدما آلت أراضيهم الى الدولة نتيجة تطبيق حصر الملكية استعاد البعض منهم تلك الأراضي بالشراء من الأوربيين واخذ البعض الآخر يبذل ل ما في وسعه لشراء الأراضي التي انتزعت من عشيرته ).
وكشف هذا المشروع النوايا السيئة لصحابه ( ....وأخيرا على الحكومة أن تستعمل ما لديها من سلطة مع بعض العشائر التي رغم خضوعها للحكم قد تمنع الأوربيين من الدخول إلى أراضيها وبذلك يمكن تقسيم أراضي الشمل. وكانت من أنجع الوسائل للقضاء على أراضي الشمل إقرار الملكية الفردية وتوطين الأوربيين في العشيرة وهذا أمر مسموح به بعد قرار 1868. وكشف كنب كونت المكلف بإنشاء ودراسة القرار المشيخي إن مستقبل الاستعمار لا خوف عليه بعدما تقرر استملاك الأراضي التي كانت للعرب، والدولة بعد هذا قادرة عن طريق نزع الملكية مقابل تعويض مسبق وعادل .
وأدت الانعكاسات الأولى لهذا القانون الخطير الذي كان يهدف إلى تفكيك أراضي الشمل ثم وقوع مجاعة في 1867 إلى 1868 دامت حوالي السنة إلى هلاك نحو 500 ألف من الأهالي، وبعد أن تم الاحتلال وتغيرت البنية التحتية بدأت التصريحات تتوالى حول الرغبة في نشر الحضارة والثقافة الفرنسية .
صرح ايميل دوركايم: ( إننا لا نتصور أمما تستطيع التطور لحالها وفق نماذج اجتماعية وسياسية تختلف عن النموذج الحضاري الغربي، ويتعين علينا التعريف بحضارتنا وتوصيلها إلى رعايانا الجدد...) وحتى جنرالات الاحتلال اجتهدوا في خوض مغامرة التحضر. من هؤلاء الجنرال دوفيفي الذي اشتهر بالسفاح عام 1843 هناك مشروع آخر سوف يرضي المشاعر النبيلة لدى الفئة الصالحة من امتنا وهذا المشروع ديني أخلاقي نو يتعلق بإدخال الحضارة إلى الشعوب الإفريقية والحضارة المستهدفة هنا هي التي تنبثق بأكملها من أخلاق المسيح ) وعيه بدأ الاحتلال في تأسيس مشروع حضاري مزعوم فقات سلطات الاحتلال بتحويل بعض المساجد إلى كنائس وقام رجال الدين بتكثيف الجهد ثم وضعت خطة أو مشروع تربوي تعليمي وذلك بإنشاء المدارس والملاجئ.
الاستاذة: دروش فاطمة أستاذة التاريخ الاجتماعي جامعة المسيلة .نقلا عن المنتدى :http://www.djelfa.info/
عن دافع الاستعمار الفرنسي يقول حمدان خوجة في كتابه – المرآة- : «لم تكن الحملة الفرنسية آنية كما يزعم الفرنسيون ولم يكن الهدف منها تأديب الداي، ولكنها فكرة اختمرت طويلا في أذهان ملوك فرنسا، ولقد هددوا جميعا وتوعدوا ولكنهم لم يفلحوا».
ولقد كان بين الداي وبين السلطة الفرنسية والتاجرين اليهوديين ديون معقدة وكانت تصفيتها تسير ببطء منذ عام 1798، أدت سنة 1827 إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكان رد فعل فرنسا أن فرضت على مدينة الجزائر حصارا بحريا استمر ثلاث سنوات، ورد الداي آنذاك بتدمير المكاتب الفرنسية في عنابة والقالة، وطلب من السلطان إرسال جيوش، ولكنه اكتفى بإرسال مستشار دبلوماسي، وفي 1830 اتخذت السلطات الفرنسية قرارا بالتدخل العسكري، وهذا التدخل حسب ما كتب وزير الحرب : «سيكون مفيدا في تحويل اتجاه الغليان السياسي من الداخل». كما كانت فرنسا تعاني من أزمة مالية ففكرت في الحل لهذه الأزمة وذلك بالاستيلاء على كنوز الجزائر. يقول ميشال هابار: «أنها كانت تحتوي على حوالي خمسمائة مليون فرنك فرنسي قديم عندما وقع الاحتلال، في هذه الفترة كان الأجر اليومي للفرد الفرنسي يقدر بفرنك واحد»، وكانت فرنسا قد قامت بحملة سيكولوجية فصاغت ثلاثة بيانات باللغة العربية:
البيان الأول ( أفريل 1830) موجه إلى عامة الشعب :
نحن الفرنسيون أصدقاؤكم نتوجه إلى الجزائر لطرد الأتراك منها، إننا لا نغزو المدينة لنصبح سادة عليها، إننا نقسم على ذلك بدمائنا فانضموا إلينا وكونوا أهلا لحمايتنا، ستحكمون بلادكم كما كنتم في السابق سادة مستقلين في وطنكم، وأن الفرنسيين سيتصرفون معكم كما تصرفوا قبل ثلاثين سنة مع إخوانكم المصريين، إننا نتعهد باحترام رموزكم وأملاككم وديانتكم المقدسة .إننا أصدقاء صادقون لكم .
البيان الثاني (اواخر ماي):
موجه الى الجنود الأتراك: يدعوهم إلى عدم المقاومة :
إنني ملك فرنسا أضمن لكم بقاء بلدكم على ما هو عليه وأعدكم وعدا صادقا بأن مساجدكم كبيرة كانت أم صغيرة ستبقى معمورة.
البيان الثالث كان موجه الى القبائل:
إنني أؤكد لكم بشرفي إنني سأنجز جميع وعودي بوفاء، أتعهد أمامكم وأمام الملأ وأعدكم وعدا لا رجعة فيه ولا غموض بأن مساجدكم وجوامعكم ستحترم، وأن ديانتكم ستمارس بحرية، فابعثوا لنا بإخوانكم فإننا سنتفاهم معهم ونسال الله تعالى العيش معكم في وئام. (أخذت هذه المعلومات من كتاب : نكث العهد ميشال هابار، باريس 1960).
أثر هذه البيانات الثلاثة.
وبالفعل كان لهذه البيانات تأثير على النفوس، ففي ليلة الاحتلال عقد الداي مجلسا للأعيان وكان أعضاء المجلس قد قرروا ما يلي:
01:سنحارب إلى أن نستشهد.
02 غير انه عقد مجلس آخر مكون من التجار والبرجوازيين (جمعية الدرقاوة) بحصن باب البحرية وفضل هذا الفريق الحل السلمي عن طريق التفاوض ..وكانت إجابة الداي أنه سيعمل وفقا للرغبات التي عبروا عنها، وتم التفاوض.
كيف جرد الجزائريون من أراضيهم؟؟؟؟
عرفت سنوات 40 من القرن 19 الإبادة والإجرام والتقتيل والحرق، ومن أمثلة ذلك ما كتبه القائد ونيني (1841) متحدثا عن حملة في جنوب مقاطعة الجزائرإن عدد الدواوير التي أحرقت، والمحاصيل الزراعية التي أتلفت لا يكاد يصدق)، كما نضمت غارات عسكرية لتخريب البلاد، وقد أتلف سنة 1843 في مقاطعة قسنطينة لوحدها 5000 شجرة زيتون.
وبدأت المقاومة ترتبط وتنتظم وتتكون تحت اسم الدين والأرض.
01: جابهت فرنسا قضية الدين بنشرها لفتوى حصل عليها leonroches تدعو الجزائريين إلى وقف الحرب والاستسلام باسم الدين بدعوى أن القتال غير متكافئ وغير متعادل وأن مواصلته سوف يترتب عنها عواقب وخيمة، ونشرت الفتوى في جميع أنحاء الوطن....واعتبر الجزائريون ذلك عملا انهزاميا.
02:الأرض: انتهجت فرنسا سياسة جديدة لتجريد أو سلب الجزائريين أراضيهم.
المرحلة الأولى(1845-1851):
امتازت سنوات 1845-1851 بأنها سنوات بؤس بسبب الأوبئة الخطيرة والأزمة الاقتصادية التي أصابت المستوطنين، حيث ابتلي الفلاحون بثلاث سنوات من الجفاف وغزو الجراد بالإضافة إلى أمراض الكوليرا 1849.
المرحلة الثانية( 1852-1858).
تسنى للعسكريين من جديد عام( 1852-1858) وكانت لهم كل الحرية في أن يحكموا الجزائر كما يشاءون، وعمل الماريشال دوندون على إنجاح الاستيطان فشجع الهجرة إلى الجزائر وإلى القرى، فبنيت 56 قرية من عام (1853-1859)، وأثرت الشركات المالية في إسكان المستوطنين، وهكذا حصل عدد من الممولين السويسريين على ملكية 12340 هكتار في سطيف، وأدخلت هذه الشركة 2956 مهاجرا، وفي ظرف 10 سنوات أعطيت 51 شركة نحو 50 ألف هكتار، في حين منح الاستيطان الصغير 250.000 هكتار، وصار عدد السكان في نهاية 1850 أكثر من 83 ألف معمر. كان لابد لهذه الهجرة أن تكون قابلة للحياة اقتصاديا، فألغيت الحواجز الجمركية بين الجزائر وفرنسا (1851)، وفي نفس السنة أنشئ مصرف وبورصة الجزائر للتجارة، وبعد 1850 ازدهرت تجارة القطن والتبغ والنباتات العطرية ثم تبين أن أفضل زراعة هي زراعة القمح، وفي سنة 1857 تقرر إنشاء شبكة طرق حديدية وبنيت الجسور الكبرى ونسجل ازدهار اقتصادي من عام (1851..إلى.1857) وأدى ارتفاع سعر القمح والشعير الى اتساع حقول القمح وأدى تسويق الحبوب والماشية والصوف ودفع الضرائب المتزايدة نقدا الى ازدياد الممارسات الربوية.....
المرحلة الثالثة (1857-1868)
جاءت أزمة 1857-1868 وهبوط أسعار الحبوب فقضت على التقدم السابق وجاءت بتجربة (الدمج الإداري) سنة 1858 ونعني بالدمج الإداري إضعاف سلطة القادة ،وتفكيك القبيلة وذلك بأن شجعت القطيعة بين المالكين والخماسين الذين استغلوا .واصدر نابليون الثالث في ديسمبر1860 ينبغي قبل كل شيء ان نضمن لأهالي البلاد احترام أراضيهم وحقوقهم ).ولكن صدر قانون 1863 (القرار المشيخي) ليقضي على كل القوانين السابقة ومما جاء في شرح الأسباب الداعية لهذا الشروع : ( إن العرب بعدما آلت أراضيهم الى الدولة نتيجة تطبيق حصر الملكية استعاد البعض منهم تلك الأراضي بالشراء من الأوربيين واخذ البعض الآخر يبذل ل ما في وسعه لشراء الأراضي التي انتزعت من عشيرته ).
وكشف هذا المشروع النوايا السيئة لصحابه ( ....وأخيرا على الحكومة أن تستعمل ما لديها من سلطة مع بعض العشائر التي رغم خضوعها للحكم قد تمنع الأوربيين من الدخول إلى أراضيها وبذلك يمكن تقسيم أراضي الشمل. وكانت من أنجع الوسائل للقضاء على أراضي الشمل إقرار الملكية الفردية وتوطين الأوربيين في العشيرة وهذا أمر مسموح به بعد قرار 1868. وكشف كنب كونت المكلف بإنشاء ودراسة القرار المشيخي إن مستقبل الاستعمار لا خوف عليه بعدما تقرر استملاك الأراضي التي كانت للعرب، والدولة بعد هذا قادرة عن طريق نزع الملكية مقابل تعويض مسبق وعادل .
وأدت الانعكاسات الأولى لهذا القانون الخطير الذي كان يهدف إلى تفكيك أراضي الشمل ثم وقوع مجاعة في 1867 إلى 1868 دامت حوالي السنة إلى هلاك نحو 500 ألف من الأهالي، وبعد أن تم الاحتلال وتغيرت البنية التحتية بدأت التصريحات تتوالى حول الرغبة في نشر الحضارة والثقافة الفرنسية .
صرح ايميل دوركايم: ( إننا لا نتصور أمما تستطيع التطور لحالها وفق نماذج اجتماعية وسياسية تختلف عن النموذج الحضاري الغربي، ويتعين علينا التعريف بحضارتنا وتوصيلها إلى رعايانا الجدد...) وحتى جنرالات الاحتلال اجتهدوا في خوض مغامرة التحضر. من هؤلاء الجنرال دوفيفي الذي اشتهر بالسفاح عام 1843 هناك مشروع آخر سوف يرضي المشاعر النبيلة لدى الفئة الصالحة من امتنا وهذا المشروع ديني أخلاقي نو يتعلق بإدخال الحضارة إلى الشعوب الإفريقية والحضارة المستهدفة هنا هي التي تنبثق بأكملها من أخلاق المسيح ) وعيه بدأ الاحتلال في تأسيس مشروع حضاري مزعوم فقات سلطات الاحتلال بتحويل بعض المساجد إلى كنائس وقام رجال الدين بتكثيف الجهد ثم وضعت خطة أو مشروع تربوي تعليمي وذلك بإنشاء المدارس والملاجئ.
الاستاذة: دروش فاطمة أستاذة التاريخ الاجتماعي جامعة المسيلة .نقلا عن المنتدى :http://www.djelfa.info/
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام