الصحافة الالكترونية وخصائص مطبوعة الانترنت
المبحث الأول :
الصحافة الإلكترونية , المفهوم والفئات والخصائص
تمهيد
ربما نكون بالكاد قد نجحنا في تخطي مرحلة القناعة بضرورة التعاطي مع شبكة الإنترنت , وربما نكون قد بدأنا خطوات في اتجاه التنفيذ والعمل , إلا إن خطواتنا في عالمنا العربي مازالت وئيدة , وما ماوالنا نعاني من غلبة الهواية على الاحتراف , أو نعاني – بالأحرى – من عدم الاكتراث بالتخصص اللازم والواجب لنجاح أي عمل في عالم اليوم
وقد جاءت ورقة العمل التي قدمت في ندوة الصحافة الإلكترونية التي عقدت في القاهرة كمحاولة لوضع النقاط على الحروف لتحديد المساحات الفاصلة التي تقع بين مواقع الهواة ومواقع المحترفين , وبين المواقع ذات الصلة بمهنة الصحافة وتلك التي لا تلتقي معها بأي صورة من خلال النظرة السريعة على مواقع الإنترنت وتصنيفاتها ونطاقات عملها من زاوية المحتوى والمضمون والتي تم تقسيمها بالآتي :
1 – مواقع تجارية :
لا تحتوي هذه المواقع على مواد صحفية سواء أخبارية أو معلوماتية ولا تستخدم غالبا قوالب إعلامية أو صحفية وتقتصر في الغالب على التعريف بالشركة أو المؤسسة والتعريف بالسلع والخدمات التي تقدمها وربما تقوم بعرض منتجات لشركات أخرى , وعمل إعلانات تجارية لسلع وخدمات غالبا ما تدخل في مجال تخصص الشركة التجاري .
2 – مواقع تفاعلية :
وتركز هذه المواقع على عملية التفاعل مع الزوار من خلال المنتديات وساحات الحوار المكتوبة وغرف الدردشة والحوارات الصوتية التفاعلية والمجموعات البريدية , ولا تعتمد مثل هذه المواقع على هياكل إدارية كبيرة , وتقتصر في الغالب على عملية المتابعة والمراقبة من خلال مشرفي المجموعات البريدية أو مشرفي ساحات الحوار
3 – مواقع تعريفية :
وتقوم هذه المواقع بالتعريف بأنشطة وفعاليات المؤسسات التي أسستها وهي غالبا ما تكون مؤسسات غير ربحية , مثل المؤسسات الخيرية والعلمية والفكرية والثقافية .
4 – مواقع إعلامية تكميلية :
وتتكامل هذه المواقع مع مؤسسات إعلامية سواء أكانت صحفية أو إذاعية أو فضائية , مثل مواقع الصحف الورقية وموقع قناة الجزيرة وموقع ال بي بي سي أو سي أن أن , وتتسم هذه المواقع بعدد من المواصفات منها الترويج للمؤسسة الإعلامية التي تتكامل معها وتدعم دورها الإعلامي سواء أكان إذاعيا أو فضائيا أو صحفيا .
5 – مواقع صحفية :
وتعد هذه المواقع صحفية بحتة فهي لم تنشأ من خلال مؤسسة تجارية , ولم تنشأ مكملة لمؤسسة إعلامية , ولكنها تأسست لتقوم بدور صحفي منذ البداية وتتميز هذه المواقع بأنها :
- تعتمد على هياكل إدارية منتظمة
- تعتمد على محترفين في المجال الصحفي
- تركز على تقديم مواد صحفية في قوالب صحفية
الصحافة الإلكترونية – المفهوم :
يشار إلى الصحافة الإلكترونية في الدراسات والكتابات العربية بمسميات عديدة أبرزها : الصحافة الفورية , النسخ الإلكترونية , الصحافة الرقمية
وقد قدم اكثر من تعريف للصحافة الإلكترونية فمنهم من عرفها على إنها (( الصحف التي تستخدم الإنترنت كقناة لانتشارها بالكلمة والصورة الحية والصوت أحيانا وبالخبر المتغير آنيا ))
كما عرفت على إنها (( تلك الصحف التي يتم إصدارها على شبكة الإنترنت وتكون كجريدة مطبوعة على شاشة الكمبيوتر وتشمل المتن والصورة والرسوم والصوت والصورة المتحركة , وقد تأخذ شكلا أو اكثر من نفس الجريدة المطبوعة الورقية أو موجز بأهم محتويات الجريدة الورقية أو منابر ومساحات للرأي أو خدمات مرجعية واتصالات مجتمعية ))
ويميل البعض إلى تعريف الصحافة الإلكترونية بأنها : الصحف التي يتم إصدارها ونشرها على شبكة الإنترنت سواء كانت هذه الصحف بمثابة نسخ أو إصدارات إلكترونية لصحف ورقية مطبوعة Electronic Editions أو موجز لأهم محتويات النسخ الورقية , أو كجرائد ومجلات إلكترونية ليست لها إصدارات عادية مطبوعة على الورق on Line News paper , وهي تتضمن مزيجا من الرسائل الأخبارية والقصص والمقالات والتعليقات والصور والخدمات المرجعية حيث يشير تعبير on Lin Journalism تحديدا في معظم الكتابات الأجنبية إلى تلك الصحف أو المجلات الإلكترونية المستقلة التي ليس لها علاقة بشكل أو بأخر بصحف ورقية مطبوعة
فيما وضع الدكتور فايز عبد الله الشهري تعريفا للصحافة الإلكترونية يؤكد إنها عبارة عن تكامل تكنولوجي بين أجهزة الحاسبات الإلكترونية وما تملكه من إمكانيات هائلة في تخزين وتنسيق وتبويب وتصنيف المعلومات واسترجاعها في ثوان معدودات , وبين التطور الهائل في وسائل الاتصالات الجماهيرية التي جعلت العالم قرية إلكترونية صغيرة
فئات الصحافة الإلكترونية :
صنفت الصحف الإلكترونية على شبكة الإنترنت إلى ثلاث فئات هي :
الأولى :المواقع التابعة لمؤسسات صحفية تقليدية كالصحف وبعض الفضائيات , ويندر أن تحدث هذه المواقع خلال اليوم ولا يعمل بها صحفيون وانما مبرمجون ينقلون ما في الصحيفة المطبوعة إلى الموقع الإلكتروني
الثانية : المواقع الأخبارية كالبوابات الإعلامية أمثال اريبيا لاين are beaonline وبلانيت ارابيا ونسيج ( Nassej ) وهي مواقع إلكترونية متخصصة تنشر أخبارا وتحليلات وتحقيقات أعدت خصيصا للنشر على شبكة الإنترنت وتحدث على مدار الساعة .
الثالثة : الصحف الإلكترونية البحتة التي ليس لها صحيفة مطبوعة وتدار عادة بجهد فردي وتغطي مجالات الأخبار كافة من سياسة واقتصاد ورياضة وسينما وموسيقى .
تتميز الصحف الإلكترونية المنتشرة على صفحات الإنترنت الآن بالحيوية التي تفقدها الصحف المطبوعة؛ ففي إمكانها إضافة وحذف وتغيير الأخبار والتحولات العالمية والعربية في كل لحظة من لحظات اليوم، على عكس الصحافة المطبوعة التي ما أن تنماوال إلى الأسواق حتى تصبح ملكاً للقارئ، حيث لا تستطيع إدارة الصحيفة إضافة أو حذف أو تغيير أي شيء منها. فالصحف الإلكترونية غير مقيدة بحدود زمانية معينة، كما أنها مجاوزة لأطر المكان والتحديدات الخاصة بها , فالمرء يمكنه أن يطالع آخر الأخبار الواردة في هذه النوعية من الصحف في أي وقت من أوقات اليوم، وفي أي مكان في العالم، طالما أنه يمتلك جهاز كومبيوتر، ولديه إمكانية النفاذ عبر الإنترنت. ويلفت النظر هنا، أن القائمين على الصحف الإلكترونية يمتلكون إمكانيات كبيرة خاصة بشؤون التحرير أكثر بكثير من تلك الممنوحة للقائمين على الصحف المطبوعة من حيث حرية الحركة والتغيير، ومتابعة الأحداث، سواء بالكلمة، أو بالصوت، أو بالصورة، وهو ما لا تستطيع أن تقوم به الصحف المطبوعة بأي حالٍ من الأحوال.
كما أن الصحف الإلكترونية قد استطاعت أن تهرب من سلطة الرقيب العادي، رغم ما يتعرض له البعض منها في العديد من الدول العربية من إغلاق لبعض المواقع، بل وسجن القائمين عليها. حيث وفر هذا النوع من النشر الإلكتروني إمكانات جديدة من الحركة وتجاوز أنماط الرقابة المتعارف عليه. فبينما يمكن مراقبة الصحف المطبوعة في مرحلة ما قبل النشر، فإن الصحف الإلكترونية يمكنها النشر بسهولة، ثم انتظار النتائج بعد ذلك , فالفرص الواسعة التي تتيحها هذه النوعية من الصحف الإلكترونية قد أغرت الكثيرون بإصدار العديد من الصحف على صفحات الإنترنت، وإشباع رغباتهم في كتابة ما يرغبون في كتابته، ومالا يمكن نشره عبر الصحف المطبوعة. ومما لاشك فيه أن هذه النوعية من الصحف تتمتع بقدر كبير من الحرية، وإمكانية إطلاق الأخبار والمعلومات والمناقشات بشكلٍ مازالت تعجز عنه الصحف الورقية الخاضعة لرقابة ما قبل النشر.
ومن الضروري ذكر بعض الخصائص التي تميز الصحافة الإلكترونية ومنها :
1 – خاصية التنوع : عندما جاء الإنترنت الذي سمح بإنشاء صحف متعددة الأبعاد ذات حجم غير محدد نظريا يمكن من خلالها إرضاء مستويات متعددة من الاهتمام وطريقة النص هي المحرك لهذا التنويع من الإعلام الإلكتروني , الذي يمكن من تكوين نسيج إعلامي حقيقي يستخدم أنماطا مختلفة من المصادر والوسائل الإعلامية ترتبط جميعا بشبكة من المراجع .
2 – خاصية المرونة : تبرز خاصية المرونة بشكل جيد بالنسبة لمستخدمي صحافة الإنترنت إذ لا يمكن له إذا كان لديه الحد الأدنى من المعرفة بالإنترنت أن يتجاوز عددا من المشكلات الإجرائية التي تعترضه
ويرى الخبير لورنس ماير في مقابلة مع موقع دويتشه فيله, وفي إجابته عن ابرز خصائص الصحافة الإلكترونية إن الصحافة الإلكترونية هي استمرار للصحافة التقليدية بشكل يواكب التطور الإعلامي الذي نشهده في عصرنا الحالي, غير أنها تتميز عنها بنوع من المرونة على صعيد الجمع بين عدة أشكال من الإنتاج الصحافي كالنص المكتوب والمسموع والمرئي. وبهذا تجمع الصحافة الإلكترونية بين مختلف التقنيات المتوفرة في وسائل الإعلام التقليدية , وبكل تأكيد فأن الصحافة الإلكترونية أصبحت مهنة قائمة بذاتها على ضوء الازدياد المستمر في الطلب على المتخصصين وأصحاب الخبرة فيها ، فعروض العمل في هذا المجال تعرف تزايداً مضطرداً. ويدعم ذلك النمو الكبير لقطاع الإعلان على شبكة الإنترنت بشكل يجعلها جاذبة للاستثمار في مجال الإعلام. ومن نتائج ذلك خلق فرص عمل إضافية للصحافيين المتخصصين. ويزيد من أهمية ذلك إن المواقع الإلكترونية تعتبر الحل للعديد من المشاكل التي تتخبط بها وسائل الإعلام بسبب فقدان عدد كبير من القراء أو المشاهدين.
المبحث الثاني :
خصائص مطبوعة الإنترنت
يرى دوج ميلسون إن صحافة الإنترنت هي باختصار الصحافة الممارسة في الشبكة وهي تضم نشر الأخبار والتقارير الأخبارية والتحليلات والحقائق والأحداث الجارية والتاريخية , وتتطور الخصائص العامة للصحافة والخدمات الأخبارية في الإنترنت مع تطور الشبكة لأن تكنولوجيات الشبكة نفسها في حالة تطور مستمر , ويمكن تقسيم الصحف والخدمات الصحفية في الإنترنت إلى خمسة أنواع رئيسية هي :
النوع الأول : توجد صحف معروفة بأسمائها وتاريخها في الشبكة في شكل خدمة منفصلة عن طبعتها الورقية أو شبيهة بالورقية وهما تمثلان النوع الأول .
النوع الثاني : تميل بعض الإذاعات إلى تقديم خدمات أخبارية نصية وصور وأشكال إيضاحية كما في موقع هيئة الإذاعة البريطانية الذي يقدم خدمات إذاعية بمختلف اللغات وخدمات صوتية كما يقدم تقارير أخبارية مكتوبة ومواد صوتية وصور وساحة حوار تفاعلية وهذه تمثل النوع الثاني .
النوع الثالث : فهو الذي نشأ في الإنترنت , وهو مجموعة الخدمات الأخبارية التي تجمع خصائص مختلفة للوسائل الإعلامية زائدا خصائص شبكة الإنترنت مثل فوكس نيوز وخدمات ام اس ان بي سي MSNBC وهي شراكة ما بين شركة مايكروسوفت وشبكة ان بي سي الأمريكية .
النوع الرابع : فهو صيغة مجلة الإنترنت .
النوع الخامس : فهي صيغة وكالات الأنباء في الشبكة ولها نماذج وطرق مختلفة في تقديم خدماتها .
وخصائص صحافة الإنترنت ترتبط بخصائص الإنترنت ذاته , إذ إن الكتابة لصحافة الإنترنت ليس مثل كتابة النص العادي , ويجب التفكير في كافة الأشكال التي يمكن استخدامها في القصة الأخبارية لتتجاوب مع بعض خصائص الإنترنت فالكتابة التقليدية التي تأتي في شكل سردي من أعلى إلى اسفل لا تتناسب مع صحافة الإنترنت
وقد أورد مارك ديوز مجموعة اعتبارات تكون خصائص المطبوعة الأخبارية في الإنترنت من خلال الجدول التالي :
1 – المحتوى الأساسي
1 – الكتابة الموثقة والتحليل
2 – أسلوب الكتابة غير السردي
3 – الصور الصحافية , غرافيك وصور
2 – المصادر
1 – توفر المصادر الأصلية
2 – الوصلات إلى مصادر المادة الصحفية
3 – توفير المواد المرجعية
4 – الأرشيف الذي يمكن البحث في معلوماته
3 – مشاركة القراء
1 – نقاش القراء على الخط
2 – وسائل التراسل الإلكتروني
3 – وسائل تلبية الحاجات الفردية للقراء , المؤتمرات وساحات الحوار
4 – تنظيم المحتوى
1 – تفصيل طبقات المحتوى
2 – توفير أدوات الملاحة سهلة الاستخدام
3 – التزاوج بين الوسائل المختلفة
وقد حدد ديفيد فيليس أمور يجب التفكير بها في صحافة الإنترنت أو الصحيفة الإلكترونية كالآتي :
- الأهداف
- التكرار
- المسؤول عنها ( المحرر )
- الميزانية
- إنشاء قائمة بالأشخاص على الإنترنت الذين سيتلقون هذه الصحيفة الإلكترونية
- وضع التصميم لها على الشبكة ( وخارج الشبكة إذا كان هذا ممكنا )
المبحث الثالث :
الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي
رغم قلة المادة المتوافرة على صفحات الإنترنت باللغة العربية مقارنةً باللغة الإنجليزية ، فإن الأمر اللافت للنظر هو أن الكثير من الصحف في كافة الدول العربية قد بدأت في إصدار طبعاتها الإلكترونية على صفحات الإنترنت. إضافةً إلى ذلك، فقد بدأت العديد من الصحف إصداراتها على صفحات الإنترنت مباشرة بدون أن يكون لها طبعات ورقية سابقة؛ حيث انتشر هذا النوع الأخير من الصحف، مستفيداً في ذلك من التسهيلات المرتبطة بالنشر الإلكتروني مقارنةً بتكاليف الطباعة باهظة الثمن , ورغم توجه العديد من القراء العرب نحو قراءة الطبعات الإلكترونية من الصحف العربية، فإن الطبعات الورقية مازالت تحوز على قدر كبير من الانتشار لأسباب كثيرة منها قلة انتشار الكومبيوتر في المناماوال والمؤسسات التعليمية العربية من جانب، وارتفاع تكلفة استخدام الإنترنت في معظم الدول العربية من جانب آخر. فما زال الكثير من القراء العرب يقبلون على قراءة الصحف المطبوعة، رغم اتجاه شريحة لابأس بها من الأجيال الجديدة نحو قراءة الصحف الإلكترونية. والأمر الذي لا شك فيه أننا سوف نشهد مرور فترات طويلة من الزمن حتى يعتاد المواطن العربي على قراءة ومتابعة الصحف عبر الإنترنت.
ويغلب على أشكال الصحافة الإلكترونية في هذه المرحلة التي يمكن أن نطلق عليها "مرحلة الانفلات الإلكتروني" أنها صحافة تعبر بالأساس عن توجهات أيديولوجية جامحة؛ فكل من لديه قضية ما مع نظام عربي أو مع دولة عربية أو مع الأغلبية أو مع الأقلية أو مع حرب سياسي، ما عليه إلا أن يطلق صحيفته الإلكترونية ليجذب إليها كل من يجد تماثلاً مع توجهات الصحيفة ونوعية القضايا التي تحاول إثارتها والكتابة عنها. وتستقطب هذه النوعية الجديدة من الصحف كتاباً جدد من كل مكان في العالم، سواء من هؤلاء المقيمين في المجتمعات الغربية أو من هؤلاء المقيمين في المجتمعات العربية، حيث وفرت هذه الصحف الإلكترونية سهولة المشاركة في الكتابة طالما أنها تنسجم مع توجهات الصحيفة والقضايا التي تسعى لتناولها والإفصاح عنها , وما يلفت النظر هنا أن العديد من هذه الصحف قد وُجد تحت وطأة موضة إصدار الصحف الإلكترونية أكثر منه تعبيراً عن حاجة ملحة لإشباع احتياج فكري وثقافي لدى القارئ والمتابع العربي. لذلك، وعبر الفترة المحدودة من عمر نشأة هذه الصحافة الإلكترونية يجد المرء العديد من هذه الصحف والمواقع ذات التوجهات والمشارب المتعددة والمتباينة. كما يلفت النظر هنا أن هناك علاقة طردية بين ما يواجهه الواقع العربي من مشكلات وتدهور وبين التوسع في إنشاء مواقع إلكترونية صحفية جديدة. بحيث يمكن القول بأن ما يحدث عبر صفحات الإنترنت ما هو إلا تجسيد حي ومشابه لما يحدث في الواقع العربي المعاصر , والعديد من هذه الصحف الإلكترونية، ورغم حيز الحرية الضخم المكفول لها عبر صفحات الإنترنت، يغلب عليه طابع المراهقة الصحفية من حيث نوعية المادة التي تتناولها وتحرص بشكلٍ دائم ومستمر على بثها عبر مواقعها. فالكثير من هذه الصحف تركز على الجوانب السلبية لخصومها، بل وتستقطب من لهم حسابات خاصة وشخصية مع دولهم أو مع أنظمتهم السياسية، أكثر من محاولة التناول الموضوعي للقضايا من أكثر من وجهة نظر وأكثر من رأى. وفي الكثير من هذه الصحف نجد الكثير من أقلام القائمين في الخارج الذين لا تربطهم أية علاقات بالمنطقة العربية سوى العزف المتواصل على نغمة الدفاع عن الأقليات ومسائل حقوق الإنسان وحقوق المرأة إلى آخره من مثل هذه القضايا.
ولا يمكن للمرء الآن إصدار أحكام نهائية ومطلقة على هذه النوعية من الصحف الإلكترونية في عالمنا العربي، فمازالت في مرحلة البدايات والمحاولة والخطأ. كما يمكن القول أن هذه البدايات لا تنفصل بشكلٍ أو بآخر عن أزمة الصحافة العربية المطبوعة، وما تواجهه في الواقع العربي المعايش من مصاعب مختلفة على مستوى الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. لذلك فإن أية محاولة لدراسة هذه الظاهرة الجديدة يجب ألا تفصلها عن مجمل السياق العربي بعامة، وعن واقع الصحافة العربية بخاصة.
وأدت التطورات الإيجابية في استخدام الإنترنت إلى تشجيع الكثير من الناشرين العرب إلى الدخول في عالم النشر الإلكتروني , فمنذ السنوات الأولى لظهور الشبكة العالمية فكر الناشرون العرب في استثمار النشر على خط المباشر حيث شجعهم على ذلك ازدياد أعداد القراء الذين ارتبطوا بالإنترنت , فقد أصبحت قراءة رؤوس الموضوعات في بعض الصحف العربية التي تنشر يوميا في الإنترنت موديل لعصر كالصحف السعودية والمصرية والأردنية وغيرها
ويمكن تقسيم ما يمارسه الناشرون العرب على مستوى النشر على الإنترنت إلى ثلاث فئات
الفئة الأولى : تعتمد سياسة الحد الأدنى المتمثلة في إطلاق نسخ كاربونية صماء من الصحيفة المطبوعة بأقل التكاليف ودون تكاليف تذكر والاكتفاء بالإشارة إلى أن للصحيفة موقعا على الإنترنت يقوم بدور التواصل ما بين الصحيفة وقرائها أينما كانوا .
الفئة الثانية : تعتمد بناء مواقع متميزة اقرب ما تكون إلى البوابات الإعلامية الشاملة وهي تطور في مواقعها الموجودة للوصول إلى البوابة الإعلامية .
الفئة الثالثة : تعتمد سياسة الانطلاق من الصحيفة الإلكترونية دون وجود صحيفة مطبوعة أصلا
وحاليا تتوافر على الإنترنت معظم الصحف العربية المطبوعة وتعتمد هذه الصحف في بثها للمادة الصحفية على تقنيات مختلفة , ولكن أيا من هذه التقنيات المستخدمة لم يرتفع بالصحافة العربية إلى مستوى الصحيفة الإلكترونية المتكاملة على الرغم من توافر عدد من أنظمة البحث والاسترجاع المتوافقة مع اللغة العربية, واتبعت الصحافة العربية طريقتين في عملية إدخال أعدادها على شبكة الإنترنت , الأولى تعتمد على إدخالها كصورة وليس كنص حيث يتم تجهيز مواد الجريدة في صورة شريط طولي من الأخبار وتحويلها إلى صورة من خلال برنامج ( photoshop ) وحفظها كصورة وتكتفي الجريدة في هذه الحالة بإقامة وصلات بين صفحة الاستقبال وصفحات الجريدة المختلفة , كل وصلة مرتبطة بصورة الصفحة الخاصة بها , وهي الطريقة نفسها التي تعتمد عليها معظم الصحف العربية المنشورة على شبكة الإنترنت , بل إن بعض هذه الصحف مثل جريدة الحياة تقوم بضغط صور الصفحات الخاصة بها بدلا من أعدادها في صورة شريط طولي بحيث يتم إعادة نشر المواد المنشورة نفسها في الجريدة المطبوعة من حيث الترتيب والإخراج نفسهما
أما الطريقة الثانية التي يتم من خلالها التعامل مع النص فنجد أنموذجا لها في موقع جريدة باب الإلكترونية التي تتيح تصفح العدد سواء بتقنية النصوص , وهو ما يتطلب توافر برنامج يتيح قراءة النص العربي من على الإنترنت مثل برنامج سندباد أو برنامج نانجو أو بتقنية الصور لمن لا تتوافر عنده برامج تعريف الإنترنت , وتصدر صحيفة إيلاف على الإنترنت باعتماد نظام نشر إلكتروني , وليست إيلاف أول جريدة عربية تصدر على الإنترنت إلا إنها أول جريدة صممت خصيصا للإنترنت بوسائط نشر متعددة من نص وصورة وصوت وأفلام وثائقية وغرفة الأخبار المتعددة الأبعاد والوسائط .
*منقول عن عواد منير
المصدر من الانترنت : http://kenanaonline.com/users/Arabmedia/tags/98950/posts#http://kenanaonline.com/users/Arabmedia/topics/64382/posts/125789
المبحث الأول :
الصحافة الإلكترونية , المفهوم والفئات والخصائص
تمهيد
ربما نكون بالكاد قد نجحنا في تخطي مرحلة القناعة بضرورة التعاطي مع شبكة الإنترنت , وربما نكون قد بدأنا خطوات في اتجاه التنفيذ والعمل , إلا إن خطواتنا في عالمنا العربي مازالت وئيدة , وما ماوالنا نعاني من غلبة الهواية على الاحتراف , أو نعاني – بالأحرى – من عدم الاكتراث بالتخصص اللازم والواجب لنجاح أي عمل في عالم اليوم
وقد جاءت ورقة العمل التي قدمت في ندوة الصحافة الإلكترونية التي عقدت في القاهرة كمحاولة لوضع النقاط على الحروف لتحديد المساحات الفاصلة التي تقع بين مواقع الهواة ومواقع المحترفين , وبين المواقع ذات الصلة بمهنة الصحافة وتلك التي لا تلتقي معها بأي صورة من خلال النظرة السريعة على مواقع الإنترنت وتصنيفاتها ونطاقات عملها من زاوية المحتوى والمضمون والتي تم تقسيمها بالآتي :
1 – مواقع تجارية :
لا تحتوي هذه المواقع على مواد صحفية سواء أخبارية أو معلوماتية ولا تستخدم غالبا قوالب إعلامية أو صحفية وتقتصر في الغالب على التعريف بالشركة أو المؤسسة والتعريف بالسلع والخدمات التي تقدمها وربما تقوم بعرض منتجات لشركات أخرى , وعمل إعلانات تجارية لسلع وخدمات غالبا ما تدخل في مجال تخصص الشركة التجاري .
2 – مواقع تفاعلية :
وتركز هذه المواقع على عملية التفاعل مع الزوار من خلال المنتديات وساحات الحوار المكتوبة وغرف الدردشة والحوارات الصوتية التفاعلية والمجموعات البريدية , ولا تعتمد مثل هذه المواقع على هياكل إدارية كبيرة , وتقتصر في الغالب على عملية المتابعة والمراقبة من خلال مشرفي المجموعات البريدية أو مشرفي ساحات الحوار
3 – مواقع تعريفية :
وتقوم هذه المواقع بالتعريف بأنشطة وفعاليات المؤسسات التي أسستها وهي غالبا ما تكون مؤسسات غير ربحية , مثل المؤسسات الخيرية والعلمية والفكرية والثقافية .
4 – مواقع إعلامية تكميلية :
وتتكامل هذه المواقع مع مؤسسات إعلامية سواء أكانت صحفية أو إذاعية أو فضائية , مثل مواقع الصحف الورقية وموقع قناة الجزيرة وموقع ال بي بي سي أو سي أن أن , وتتسم هذه المواقع بعدد من المواصفات منها الترويج للمؤسسة الإعلامية التي تتكامل معها وتدعم دورها الإعلامي سواء أكان إذاعيا أو فضائيا أو صحفيا .
5 – مواقع صحفية :
وتعد هذه المواقع صحفية بحتة فهي لم تنشأ من خلال مؤسسة تجارية , ولم تنشأ مكملة لمؤسسة إعلامية , ولكنها تأسست لتقوم بدور صحفي منذ البداية وتتميز هذه المواقع بأنها :
- تعتمد على هياكل إدارية منتظمة
- تعتمد على محترفين في المجال الصحفي
- تركز على تقديم مواد صحفية في قوالب صحفية
الصحافة الإلكترونية – المفهوم :
يشار إلى الصحافة الإلكترونية في الدراسات والكتابات العربية بمسميات عديدة أبرزها : الصحافة الفورية , النسخ الإلكترونية , الصحافة الرقمية
وقد قدم اكثر من تعريف للصحافة الإلكترونية فمنهم من عرفها على إنها (( الصحف التي تستخدم الإنترنت كقناة لانتشارها بالكلمة والصورة الحية والصوت أحيانا وبالخبر المتغير آنيا ))
كما عرفت على إنها (( تلك الصحف التي يتم إصدارها على شبكة الإنترنت وتكون كجريدة مطبوعة على شاشة الكمبيوتر وتشمل المتن والصورة والرسوم والصوت والصورة المتحركة , وقد تأخذ شكلا أو اكثر من نفس الجريدة المطبوعة الورقية أو موجز بأهم محتويات الجريدة الورقية أو منابر ومساحات للرأي أو خدمات مرجعية واتصالات مجتمعية ))
ويميل البعض إلى تعريف الصحافة الإلكترونية بأنها : الصحف التي يتم إصدارها ونشرها على شبكة الإنترنت سواء كانت هذه الصحف بمثابة نسخ أو إصدارات إلكترونية لصحف ورقية مطبوعة Electronic Editions أو موجز لأهم محتويات النسخ الورقية , أو كجرائد ومجلات إلكترونية ليست لها إصدارات عادية مطبوعة على الورق on Line News paper , وهي تتضمن مزيجا من الرسائل الأخبارية والقصص والمقالات والتعليقات والصور والخدمات المرجعية حيث يشير تعبير on Lin Journalism تحديدا في معظم الكتابات الأجنبية إلى تلك الصحف أو المجلات الإلكترونية المستقلة التي ليس لها علاقة بشكل أو بأخر بصحف ورقية مطبوعة
فيما وضع الدكتور فايز عبد الله الشهري تعريفا للصحافة الإلكترونية يؤكد إنها عبارة عن تكامل تكنولوجي بين أجهزة الحاسبات الإلكترونية وما تملكه من إمكانيات هائلة في تخزين وتنسيق وتبويب وتصنيف المعلومات واسترجاعها في ثوان معدودات , وبين التطور الهائل في وسائل الاتصالات الجماهيرية التي جعلت العالم قرية إلكترونية صغيرة
فئات الصحافة الإلكترونية :
صنفت الصحف الإلكترونية على شبكة الإنترنت إلى ثلاث فئات هي :
الأولى :المواقع التابعة لمؤسسات صحفية تقليدية كالصحف وبعض الفضائيات , ويندر أن تحدث هذه المواقع خلال اليوم ولا يعمل بها صحفيون وانما مبرمجون ينقلون ما في الصحيفة المطبوعة إلى الموقع الإلكتروني
الثانية : المواقع الأخبارية كالبوابات الإعلامية أمثال اريبيا لاين are beaonline وبلانيت ارابيا ونسيج ( Nassej ) وهي مواقع إلكترونية متخصصة تنشر أخبارا وتحليلات وتحقيقات أعدت خصيصا للنشر على شبكة الإنترنت وتحدث على مدار الساعة .
الثالثة : الصحف الإلكترونية البحتة التي ليس لها صحيفة مطبوعة وتدار عادة بجهد فردي وتغطي مجالات الأخبار كافة من سياسة واقتصاد ورياضة وسينما وموسيقى .
تتميز الصحف الإلكترونية المنتشرة على صفحات الإنترنت الآن بالحيوية التي تفقدها الصحف المطبوعة؛ ففي إمكانها إضافة وحذف وتغيير الأخبار والتحولات العالمية والعربية في كل لحظة من لحظات اليوم، على عكس الصحافة المطبوعة التي ما أن تنماوال إلى الأسواق حتى تصبح ملكاً للقارئ، حيث لا تستطيع إدارة الصحيفة إضافة أو حذف أو تغيير أي شيء منها. فالصحف الإلكترونية غير مقيدة بحدود زمانية معينة، كما أنها مجاوزة لأطر المكان والتحديدات الخاصة بها , فالمرء يمكنه أن يطالع آخر الأخبار الواردة في هذه النوعية من الصحف في أي وقت من أوقات اليوم، وفي أي مكان في العالم، طالما أنه يمتلك جهاز كومبيوتر، ولديه إمكانية النفاذ عبر الإنترنت. ويلفت النظر هنا، أن القائمين على الصحف الإلكترونية يمتلكون إمكانيات كبيرة خاصة بشؤون التحرير أكثر بكثير من تلك الممنوحة للقائمين على الصحف المطبوعة من حيث حرية الحركة والتغيير، ومتابعة الأحداث، سواء بالكلمة، أو بالصوت، أو بالصورة، وهو ما لا تستطيع أن تقوم به الصحف المطبوعة بأي حالٍ من الأحوال.
كما أن الصحف الإلكترونية قد استطاعت أن تهرب من سلطة الرقيب العادي، رغم ما يتعرض له البعض منها في العديد من الدول العربية من إغلاق لبعض المواقع، بل وسجن القائمين عليها. حيث وفر هذا النوع من النشر الإلكتروني إمكانات جديدة من الحركة وتجاوز أنماط الرقابة المتعارف عليه. فبينما يمكن مراقبة الصحف المطبوعة في مرحلة ما قبل النشر، فإن الصحف الإلكترونية يمكنها النشر بسهولة، ثم انتظار النتائج بعد ذلك , فالفرص الواسعة التي تتيحها هذه النوعية من الصحف الإلكترونية قد أغرت الكثيرون بإصدار العديد من الصحف على صفحات الإنترنت، وإشباع رغباتهم في كتابة ما يرغبون في كتابته، ومالا يمكن نشره عبر الصحف المطبوعة. ومما لاشك فيه أن هذه النوعية من الصحف تتمتع بقدر كبير من الحرية، وإمكانية إطلاق الأخبار والمعلومات والمناقشات بشكلٍ مازالت تعجز عنه الصحف الورقية الخاضعة لرقابة ما قبل النشر.
ومن الضروري ذكر بعض الخصائص التي تميز الصحافة الإلكترونية ومنها :
1 – خاصية التنوع : عندما جاء الإنترنت الذي سمح بإنشاء صحف متعددة الأبعاد ذات حجم غير محدد نظريا يمكن من خلالها إرضاء مستويات متعددة من الاهتمام وطريقة النص هي المحرك لهذا التنويع من الإعلام الإلكتروني , الذي يمكن من تكوين نسيج إعلامي حقيقي يستخدم أنماطا مختلفة من المصادر والوسائل الإعلامية ترتبط جميعا بشبكة من المراجع .
2 – خاصية المرونة : تبرز خاصية المرونة بشكل جيد بالنسبة لمستخدمي صحافة الإنترنت إذ لا يمكن له إذا كان لديه الحد الأدنى من المعرفة بالإنترنت أن يتجاوز عددا من المشكلات الإجرائية التي تعترضه
ويرى الخبير لورنس ماير في مقابلة مع موقع دويتشه فيله, وفي إجابته عن ابرز خصائص الصحافة الإلكترونية إن الصحافة الإلكترونية هي استمرار للصحافة التقليدية بشكل يواكب التطور الإعلامي الذي نشهده في عصرنا الحالي, غير أنها تتميز عنها بنوع من المرونة على صعيد الجمع بين عدة أشكال من الإنتاج الصحافي كالنص المكتوب والمسموع والمرئي. وبهذا تجمع الصحافة الإلكترونية بين مختلف التقنيات المتوفرة في وسائل الإعلام التقليدية , وبكل تأكيد فأن الصحافة الإلكترونية أصبحت مهنة قائمة بذاتها على ضوء الازدياد المستمر في الطلب على المتخصصين وأصحاب الخبرة فيها ، فعروض العمل في هذا المجال تعرف تزايداً مضطرداً. ويدعم ذلك النمو الكبير لقطاع الإعلان على شبكة الإنترنت بشكل يجعلها جاذبة للاستثمار في مجال الإعلام. ومن نتائج ذلك خلق فرص عمل إضافية للصحافيين المتخصصين. ويزيد من أهمية ذلك إن المواقع الإلكترونية تعتبر الحل للعديد من المشاكل التي تتخبط بها وسائل الإعلام بسبب فقدان عدد كبير من القراء أو المشاهدين.
المبحث الثاني :
خصائص مطبوعة الإنترنت
يرى دوج ميلسون إن صحافة الإنترنت هي باختصار الصحافة الممارسة في الشبكة وهي تضم نشر الأخبار والتقارير الأخبارية والتحليلات والحقائق والأحداث الجارية والتاريخية , وتتطور الخصائص العامة للصحافة والخدمات الأخبارية في الإنترنت مع تطور الشبكة لأن تكنولوجيات الشبكة نفسها في حالة تطور مستمر , ويمكن تقسيم الصحف والخدمات الصحفية في الإنترنت إلى خمسة أنواع رئيسية هي :
النوع الأول : توجد صحف معروفة بأسمائها وتاريخها في الشبكة في شكل خدمة منفصلة عن طبعتها الورقية أو شبيهة بالورقية وهما تمثلان النوع الأول .
النوع الثاني : تميل بعض الإذاعات إلى تقديم خدمات أخبارية نصية وصور وأشكال إيضاحية كما في موقع هيئة الإذاعة البريطانية الذي يقدم خدمات إذاعية بمختلف اللغات وخدمات صوتية كما يقدم تقارير أخبارية مكتوبة ومواد صوتية وصور وساحة حوار تفاعلية وهذه تمثل النوع الثاني .
النوع الثالث : فهو الذي نشأ في الإنترنت , وهو مجموعة الخدمات الأخبارية التي تجمع خصائص مختلفة للوسائل الإعلامية زائدا خصائص شبكة الإنترنت مثل فوكس نيوز وخدمات ام اس ان بي سي MSNBC وهي شراكة ما بين شركة مايكروسوفت وشبكة ان بي سي الأمريكية .
النوع الرابع : فهو صيغة مجلة الإنترنت .
النوع الخامس : فهي صيغة وكالات الأنباء في الشبكة ولها نماذج وطرق مختلفة في تقديم خدماتها .
وخصائص صحافة الإنترنت ترتبط بخصائص الإنترنت ذاته , إذ إن الكتابة لصحافة الإنترنت ليس مثل كتابة النص العادي , ويجب التفكير في كافة الأشكال التي يمكن استخدامها في القصة الأخبارية لتتجاوب مع بعض خصائص الإنترنت فالكتابة التقليدية التي تأتي في شكل سردي من أعلى إلى اسفل لا تتناسب مع صحافة الإنترنت
وقد أورد مارك ديوز مجموعة اعتبارات تكون خصائص المطبوعة الأخبارية في الإنترنت من خلال الجدول التالي :
1 – المحتوى الأساسي
1 – الكتابة الموثقة والتحليل
2 – أسلوب الكتابة غير السردي
3 – الصور الصحافية , غرافيك وصور
2 – المصادر
1 – توفر المصادر الأصلية
2 – الوصلات إلى مصادر المادة الصحفية
3 – توفير المواد المرجعية
4 – الأرشيف الذي يمكن البحث في معلوماته
3 – مشاركة القراء
1 – نقاش القراء على الخط
2 – وسائل التراسل الإلكتروني
3 – وسائل تلبية الحاجات الفردية للقراء , المؤتمرات وساحات الحوار
4 – تنظيم المحتوى
1 – تفصيل طبقات المحتوى
2 – توفير أدوات الملاحة سهلة الاستخدام
3 – التزاوج بين الوسائل المختلفة
وقد حدد ديفيد فيليس أمور يجب التفكير بها في صحافة الإنترنت أو الصحيفة الإلكترونية كالآتي :
- الأهداف
- التكرار
- المسؤول عنها ( المحرر )
- الميزانية
- إنشاء قائمة بالأشخاص على الإنترنت الذين سيتلقون هذه الصحيفة الإلكترونية
- وضع التصميم لها على الشبكة ( وخارج الشبكة إذا كان هذا ممكنا )
المبحث الثالث :
الصحافة الإلكترونية في الوطن العربي
رغم قلة المادة المتوافرة على صفحات الإنترنت باللغة العربية مقارنةً باللغة الإنجليزية ، فإن الأمر اللافت للنظر هو أن الكثير من الصحف في كافة الدول العربية قد بدأت في إصدار طبعاتها الإلكترونية على صفحات الإنترنت. إضافةً إلى ذلك، فقد بدأت العديد من الصحف إصداراتها على صفحات الإنترنت مباشرة بدون أن يكون لها طبعات ورقية سابقة؛ حيث انتشر هذا النوع الأخير من الصحف، مستفيداً في ذلك من التسهيلات المرتبطة بالنشر الإلكتروني مقارنةً بتكاليف الطباعة باهظة الثمن , ورغم توجه العديد من القراء العرب نحو قراءة الطبعات الإلكترونية من الصحف العربية، فإن الطبعات الورقية مازالت تحوز على قدر كبير من الانتشار لأسباب كثيرة منها قلة انتشار الكومبيوتر في المناماوال والمؤسسات التعليمية العربية من جانب، وارتفاع تكلفة استخدام الإنترنت في معظم الدول العربية من جانب آخر. فما زال الكثير من القراء العرب يقبلون على قراءة الصحف المطبوعة، رغم اتجاه شريحة لابأس بها من الأجيال الجديدة نحو قراءة الصحف الإلكترونية. والأمر الذي لا شك فيه أننا سوف نشهد مرور فترات طويلة من الزمن حتى يعتاد المواطن العربي على قراءة ومتابعة الصحف عبر الإنترنت.
ويغلب على أشكال الصحافة الإلكترونية في هذه المرحلة التي يمكن أن نطلق عليها "مرحلة الانفلات الإلكتروني" أنها صحافة تعبر بالأساس عن توجهات أيديولوجية جامحة؛ فكل من لديه قضية ما مع نظام عربي أو مع دولة عربية أو مع الأغلبية أو مع الأقلية أو مع حرب سياسي، ما عليه إلا أن يطلق صحيفته الإلكترونية ليجذب إليها كل من يجد تماثلاً مع توجهات الصحيفة ونوعية القضايا التي تحاول إثارتها والكتابة عنها. وتستقطب هذه النوعية الجديدة من الصحف كتاباً جدد من كل مكان في العالم، سواء من هؤلاء المقيمين في المجتمعات الغربية أو من هؤلاء المقيمين في المجتمعات العربية، حيث وفرت هذه الصحف الإلكترونية سهولة المشاركة في الكتابة طالما أنها تنسجم مع توجهات الصحيفة والقضايا التي تسعى لتناولها والإفصاح عنها , وما يلفت النظر هنا أن العديد من هذه الصحف قد وُجد تحت وطأة موضة إصدار الصحف الإلكترونية أكثر منه تعبيراً عن حاجة ملحة لإشباع احتياج فكري وثقافي لدى القارئ والمتابع العربي. لذلك، وعبر الفترة المحدودة من عمر نشأة هذه الصحافة الإلكترونية يجد المرء العديد من هذه الصحف والمواقع ذات التوجهات والمشارب المتعددة والمتباينة. كما يلفت النظر هنا أن هناك علاقة طردية بين ما يواجهه الواقع العربي من مشكلات وتدهور وبين التوسع في إنشاء مواقع إلكترونية صحفية جديدة. بحيث يمكن القول بأن ما يحدث عبر صفحات الإنترنت ما هو إلا تجسيد حي ومشابه لما يحدث في الواقع العربي المعاصر , والعديد من هذه الصحف الإلكترونية، ورغم حيز الحرية الضخم المكفول لها عبر صفحات الإنترنت، يغلب عليه طابع المراهقة الصحفية من حيث نوعية المادة التي تتناولها وتحرص بشكلٍ دائم ومستمر على بثها عبر مواقعها. فالكثير من هذه الصحف تركز على الجوانب السلبية لخصومها، بل وتستقطب من لهم حسابات خاصة وشخصية مع دولهم أو مع أنظمتهم السياسية، أكثر من محاولة التناول الموضوعي للقضايا من أكثر من وجهة نظر وأكثر من رأى. وفي الكثير من هذه الصحف نجد الكثير من أقلام القائمين في الخارج الذين لا تربطهم أية علاقات بالمنطقة العربية سوى العزف المتواصل على نغمة الدفاع عن الأقليات ومسائل حقوق الإنسان وحقوق المرأة إلى آخره من مثل هذه القضايا.
ولا يمكن للمرء الآن إصدار أحكام نهائية ومطلقة على هذه النوعية من الصحف الإلكترونية في عالمنا العربي، فمازالت في مرحلة البدايات والمحاولة والخطأ. كما يمكن القول أن هذه البدايات لا تنفصل بشكلٍ أو بآخر عن أزمة الصحافة العربية المطبوعة، وما تواجهه في الواقع العربي المعايش من مصاعب مختلفة على مستوى الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. لذلك فإن أية محاولة لدراسة هذه الظاهرة الجديدة يجب ألا تفصلها عن مجمل السياق العربي بعامة، وعن واقع الصحافة العربية بخاصة.
وأدت التطورات الإيجابية في استخدام الإنترنت إلى تشجيع الكثير من الناشرين العرب إلى الدخول في عالم النشر الإلكتروني , فمنذ السنوات الأولى لظهور الشبكة العالمية فكر الناشرون العرب في استثمار النشر على خط المباشر حيث شجعهم على ذلك ازدياد أعداد القراء الذين ارتبطوا بالإنترنت , فقد أصبحت قراءة رؤوس الموضوعات في بعض الصحف العربية التي تنشر يوميا في الإنترنت موديل لعصر كالصحف السعودية والمصرية والأردنية وغيرها
ويمكن تقسيم ما يمارسه الناشرون العرب على مستوى النشر على الإنترنت إلى ثلاث فئات
الفئة الأولى : تعتمد سياسة الحد الأدنى المتمثلة في إطلاق نسخ كاربونية صماء من الصحيفة المطبوعة بأقل التكاليف ودون تكاليف تذكر والاكتفاء بالإشارة إلى أن للصحيفة موقعا على الإنترنت يقوم بدور التواصل ما بين الصحيفة وقرائها أينما كانوا .
الفئة الثانية : تعتمد بناء مواقع متميزة اقرب ما تكون إلى البوابات الإعلامية الشاملة وهي تطور في مواقعها الموجودة للوصول إلى البوابة الإعلامية .
الفئة الثالثة : تعتمد سياسة الانطلاق من الصحيفة الإلكترونية دون وجود صحيفة مطبوعة أصلا
وحاليا تتوافر على الإنترنت معظم الصحف العربية المطبوعة وتعتمد هذه الصحف في بثها للمادة الصحفية على تقنيات مختلفة , ولكن أيا من هذه التقنيات المستخدمة لم يرتفع بالصحافة العربية إلى مستوى الصحيفة الإلكترونية المتكاملة على الرغم من توافر عدد من أنظمة البحث والاسترجاع المتوافقة مع اللغة العربية, واتبعت الصحافة العربية طريقتين في عملية إدخال أعدادها على شبكة الإنترنت , الأولى تعتمد على إدخالها كصورة وليس كنص حيث يتم تجهيز مواد الجريدة في صورة شريط طولي من الأخبار وتحويلها إلى صورة من خلال برنامج ( photoshop ) وحفظها كصورة وتكتفي الجريدة في هذه الحالة بإقامة وصلات بين صفحة الاستقبال وصفحات الجريدة المختلفة , كل وصلة مرتبطة بصورة الصفحة الخاصة بها , وهي الطريقة نفسها التي تعتمد عليها معظم الصحف العربية المنشورة على شبكة الإنترنت , بل إن بعض هذه الصحف مثل جريدة الحياة تقوم بضغط صور الصفحات الخاصة بها بدلا من أعدادها في صورة شريط طولي بحيث يتم إعادة نشر المواد المنشورة نفسها في الجريدة المطبوعة من حيث الترتيب والإخراج نفسهما
أما الطريقة الثانية التي يتم من خلالها التعامل مع النص فنجد أنموذجا لها في موقع جريدة باب الإلكترونية التي تتيح تصفح العدد سواء بتقنية النصوص , وهو ما يتطلب توافر برنامج يتيح قراءة النص العربي من على الإنترنت مثل برنامج سندباد أو برنامج نانجو أو بتقنية الصور لمن لا تتوافر عنده برامج تعريف الإنترنت , وتصدر صحيفة إيلاف على الإنترنت باعتماد نظام نشر إلكتروني , وليست إيلاف أول جريدة عربية تصدر على الإنترنت إلا إنها أول جريدة صممت خصيصا للإنترنت بوسائط نشر متعددة من نص وصورة وصوت وأفلام وثائقية وغرفة الأخبار المتعددة الأبعاد والوسائط .
*منقول عن عواد منير
المصدر من الانترنت : http://kenanaonline.com/users/Arabmedia/tags/98950/posts#http://kenanaonline.com/users/Arabmedia/topics/64382/posts/125789
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام