مقال :للمطالعة بروح نقدية - الحوثيون فرقة شيعية في اليمن وفارس
بقلم: mostafa shaglouf ، في 24 ديسمبر 2009
الحركة الحوثية … تاريخ سيء , وحاضر أسوأ هم من فرق الشيعة
المكان: جنوب البلاد في منطقة الخُوبة.
بعيدًا عن التحليل السياسي والمشهد العسكري نقف مع حقيقة هذه العصابات الباغية مع أصلها ونشأتها، وأهدافها وعقيدتها ؛ ليتَّضح لنا بعد ذلك الصورة الكاملة لهذه الحركة المشبوهة المشؤومة.
معاشر المسلمين، قصة البداية الحوثية:
كانت مع بداية التسعينيات الميلادية في محافظة صعدة بالتحديد، حيث خرجت للوجود حركة تنظيمية أطلقت على نفسها (الشباب المؤمن) كان من أبرز مؤسِّسيها بدر الدين الحوثي، ثم تولى رئاستها ابنه حسين بدر الدين الحوثي، كان نشاط هذا التنظيم في بداياته فكريًّا يهدف إلى تدريس المذهب الزيدي.
وحين حدثت الوحدة اليمنية وفتح المجال أمام التعدُّدية الحربية، كان لهذا التنظيم كرسيٌّ في مجلس النوَّاب في الحكومة اليمنية ممثِّلاً عن الطائفة الزيدية.
في تلك الفترة حصل انشقاق ومنافَرة بين علماء الزيدية من جهة وبين بدر الدين الحوثي من جهة أخرى؛ بسبب آراء الحوثي المخالفة للزيدية؛ ومنها: دفاعه المستميت ومَيْله الواضح لمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية وتصحيحه لبعض معتقداتهم، فأصدر حينها علماء الزيدية بيانًا تبرَّؤوا فيه من الحوثي وآرائه.
عندها اضطرَّ الحوثي للهجرة إلى إيران، وعاش هناك عِدَّة سنوات تغذَّى فيها من المعتقد الصفوي وازدادت قناعته بالمذهب الإمامي الاثني عشري، وفي عام 2002 ميلادية عاد الحوثي إلى بلاده، وعاد لتدريس أفكاره الجديدة والتي منها: لعن الصحابة وتكفيرهم، ووجوب أخذ الخُمُس، وغيرها من المسائل التي وافق فيها مذهب الشيعة الأمامية، وفي تلك الأثناء أيضًا كانت الحركة الحوثية ترسل أبناء صعدة للدراسة في الحوزات العلمية في قم والنجف؛ لتعبِّئهم العمائم الصفوية هناك أنَّ كل حكومةٍ غير ولاية الفقية النائبة عن الإمام المنتظَر هي حكومة غير شرعية ولا معترف بها، ولهذا كان للحركة الحوثية النفَس الثوري الناقم على الحكومة هناك؛ فاندلعت حروب خمسة بين الفريقين كلَّفت بلاد اليمن آلاف الأرواح وخسائر مالية كبرى.
عباد الله، الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اليمن، والدعم الصفوي العسكري والمالي - كان من أهم الأسباب التي جعلت هذه الحركة تبرز على الساحة في سنوات قلائل، فضلاً عن الشعارات الرنَّانة التي كان يرفعها الحوثيون؛ كشعار \"الموت لأمريكا\"، وشعار \"اللعنة لإسرائيل\"، وغيرها من الشعارات الخدَّاعة والتي أكسبتهم تعاطفًا كبيرًا بين أبناء اليمن، وهذه إحدى الحِيَل الرافضية في كسب تعاطف الشعوب الإسلامية المقهورة.
إخوة الإيمان ، وحين نقترب من العقيدة الحوثيَّة نرى الانحراف الفكري والضلال العقدي في أجلى صُوَره؛ فالحركة الحوثية تنتحل في أصلها إلى الفرقة الجارودية وهي أشد الفرق الزيدية غُلُوًّا وشطَطَا .
والتي من عقيدتها أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نصَّ على إمامة عليٍّ بعده بالوصف لا بالاسم، وأن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي بن أبي طالب؛ يقول العجوز الضالُّ بدر الدين الحوثي في كتابه \"إرشاد الطالب\" ص 16: الولاية بعد رسول الله لعلي - عليه السلام - ولم تصحَّ ولاية المتقدِّمين عليه؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، ولم يصحَّ إجماع الأمة عليهم، رضي الناس بذلك أم لم يرضوا .
عباد الله، يقول الله - تعالى - عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح: 29].
وأثنى عليهم بقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].
وزكاهم أيضًا بقول: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8].
أفضلهم الصدِّيق الذي نماوال فيه قولُ المولى - سبحانه -: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]، ونماوال فيه قوله - تعالى -: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر: 33].
إنهم بحقٍّ جيلٌ فريدٌ في إيمانه وجهاده، وعلمه وعمله، بذلوا المُهَج والأرواح في سبيل الله، أخلصوا دينهم لله، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين.
اختارهم الله لصحبة نبيه وتبليغ رسالته من بعده، يقول أبو زرعة - رحمه الله -: \"إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق\"، وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: \"إذا رأيت الرجل يذكر أحدًا من الصحابة بسوء فاتَّهمه على الإسلام\".
فماذا تقول هذه العصابات الحوثية ومؤسِّسوها عن صفوة الأمة وسابقيها؟ اسمع إلى شيء من أقوالهم وجسارتهم على أفضل وخير جيلٍ، يقول العجوز الحوثي بدر الدين صاحب كتاب \"الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز وعلى عبدالعزيز بن بن باز\"، يقول: \"أنا عن نفسي أُومِن بتكفيرهم\"؛ يعني: أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول ابنه حسين الحوثي الهالك: \"واحترامًا لمشاعر السنة في داخل اليمن وخارجها كُنَّا نسكت مع اعتقادنا أنهما – أي: الشيخين أبا بكر وعمر - مخطئون عاصون ضالُّون\".
وقال أيضًا في أحد خطاباته ما نصه: \"الأمة في كل سنة تهبط نحو الأسفل من جيل بعد ج
وقال أيضًا في أحد خطاباته ما نصه: \"الأمة في كل سنة تهبط نحو الأسفل من جيل بعد جيل إلى أن وصلت تحت أقدام اليهود من عهد أبي بكر إلى الآن\".
وقال هذا الحوثي - لا رحمه الله -: \"معاوية سيئة من سيئات عمر، وأبو بكر واحد من سيئاته، وعثمان واحد من سيئاته\".
أما لماذا يحنق هؤلاء على عمر بالأخصِّ؛ فلأن الفاروق رضي الله عنه هو الذي أطفأ نار المجوس وأسقط عروش الفرس .
ويواصل هذا الرافضي حديثَه وتجنِّيه وتسافُلَه على خِيار الأمة، فكبُرت كلمةً تخرج من لسانه حين قال: \"السلف الصالح هم مَن لعب بالأمة، وهم مَن أسس الظلم في الأمة وفرَّق الأمة؛ لأن أبرز شخصية تلوح في ذهن مَن يقول السلف الصالح يعني بهم: أبا بكر وعمر وعثمان، ومعاوية وعائشة، وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وهذه النوعية الفاشلة هم السلف الصالح\".
ثم قال: \"السنِّي الوهَّابي يُجَنُّ من حديثنا هذا، ومستعدٌّ أن تتحطَّم الأمة كلها ولا يتخلَّى عن أبي بكر وعمر\".
ونحن نقول: صدقت يا كذوب، والله إن القلوب لتلتهب والأوداج لتنتفخ إذا هُزِئ ونِيلَ من أبي بكر وعمر وبقية الصحابة - رضي الله عنهم - بل ونوالي ونعادي من أجلهم حبًّا لهم وحبًّا لنبينا - صلى الله عليه وسلم.
إخوة الإيمان، إن من الخطأ البيِّن أن يُنْظَر إلى هذه الحركة على أنها حركة سياسية معارِضة تطالِب بحقوقٍ مسلوبة فقط .
من الخطأ البيِّن تنحية البعد العقَدي في حديثنا عن هذه الحركة الشيعية الباطنية.
ومن الخطأ أيضًا نسيان تاريخ الحركات الشيعية الثورية التي عانى منها المسلمون عبر تاريخهم؛ كحركة القرامطة، والحركة العُبَيدية، والصفوية، وغيرها من الحركات التي أذاقت المسلمين الوَيْلات , وأدخلت أهل الإسلام في صراعات داخلية مريرة، فما هذه الحركة إلا امتدادٌ لتلك الحركات الباطنية جاءت استجابة للصوت الصفوي الذي دعا لتصدير الثورة المزعومة في مشارق الأرض ومغاربها.
لا يمكن - عبادَ الله - أن نفصل هذه الحركة عن مخطَّط التمدُّد الشيعي على البلاد الإسلامية؛ فالميل العَقَدي للشيعة الاثني عشرية قد ظهر على حال مؤسسي هذه الحركة وأقوالهم، وصرَّح غير واحد من السياسيين في اليمن أنَّ إيران هي الداعم الرئيس لهذه الحركة التي تسعى للانفصال، والقنوات الشيعية الفضائية أيضًا تقف مع الحركة الحوثية وتظهرهم مظهر المظلوم.
فالمخطَّط الصفوي لابتلاع العالم الإسلامي واضح للعيان من خلال أذرعه الموزَّعة هنا وهناك، ليس هذا من قبيل المبالغة ولا وقوعًا في هاجس المؤامرة، بل الأحداث تحكي , والوقائع تنطق بهذا المكر الكُبَّار، ولعل تصريحات وزير الخارجية الإيراني وتحذيره لدول الجوار من التدخُّل في شؤون اليمن، وأنَّ حماية الشيعة في كل مكان مسؤولية إيرانية - لهو أكبر شاهد على هذا المخطط المبطن .
ولا ندري والله هل تسليح تلك الجماعات المارقة ودعمها لا يُعَدُّ تدخُّلاً في الشؤون الداخلية اليمنية؟!
هل سيسمح الفُرْس بتدخُّل الحكومات السنِّية لحماية أهل السنة في إيران من البطش الصفوي؟!
عبادَ الله، ومما ينبغي معرفته وذكره في هذه الأحداث: أنَّ الثورة الصفوية قد بشَّرت أتباعها بقرب ظهور مهديِّهم الغائب المنتظَر، وأن هذا الظهور لن يكون إلا بعد ثورات متتالية على مَن ظلَم أهل البيت وسلَب منهم حقوقَهم؛ ولذا فهذه الثورات - بحسب المعتقد الصفوي - تمهِّد لخروج الإمام الغائب الحجة كما يزعمون.
نسأل الله - تعالى - أن ينصرنا على مَن بغى علينا، وأن يردَّ كيد الروافض في نحورهم، وأن يخلِّص بلاد المسلمين من شرِّهم وفِتَنهم، وأن يضرب عليهم ذلاًّ وهوانًا من عنده، ومَن يهن الله فما له من مكرم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه رحيم ودود.
بقلم: mostafa shaglouf ، في 24 ديسمبر 2009
الحركة الحوثية … تاريخ سيء , وحاضر أسوأ هم من فرق الشيعة
المكان: جنوب البلاد في منطقة الخُوبة.
بعيدًا عن التحليل السياسي والمشهد العسكري نقف مع حقيقة هذه العصابات الباغية مع أصلها ونشأتها، وأهدافها وعقيدتها ؛ ليتَّضح لنا بعد ذلك الصورة الكاملة لهذه الحركة المشبوهة المشؤومة.
معاشر المسلمين، قصة البداية الحوثية:
كانت مع بداية التسعينيات الميلادية في محافظة صعدة بالتحديد، حيث خرجت للوجود حركة تنظيمية أطلقت على نفسها (الشباب المؤمن) كان من أبرز مؤسِّسيها بدر الدين الحوثي، ثم تولى رئاستها ابنه حسين بدر الدين الحوثي، كان نشاط هذا التنظيم في بداياته فكريًّا يهدف إلى تدريس المذهب الزيدي.
وحين حدثت الوحدة اليمنية وفتح المجال أمام التعدُّدية الحربية، كان لهذا التنظيم كرسيٌّ في مجلس النوَّاب في الحكومة اليمنية ممثِّلاً عن الطائفة الزيدية.
في تلك الفترة حصل انشقاق ومنافَرة بين علماء الزيدية من جهة وبين بدر الدين الحوثي من جهة أخرى؛ بسبب آراء الحوثي المخالفة للزيدية؛ ومنها: دفاعه المستميت ومَيْله الواضح لمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية وتصحيحه لبعض معتقداتهم، فأصدر حينها علماء الزيدية بيانًا تبرَّؤوا فيه من الحوثي وآرائه.
عندها اضطرَّ الحوثي للهجرة إلى إيران، وعاش هناك عِدَّة سنوات تغذَّى فيها من المعتقد الصفوي وازدادت قناعته بالمذهب الإمامي الاثني عشري، وفي عام 2002 ميلادية عاد الحوثي إلى بلاده، وعاد لتدريس أفكاره الجديدة والتي منها: لعن الصحابة وتكفيرهم، ووجوب أخذ الخُمُس، وغيرها من المسائل التي وافق فيها مذهب الشيعة الأمامية، وفي تلك الأثناء أيضًا كانت الحركة الحوثية ترسل أبناء صعدة للدراسة في الحوزات العلمية في قم والنجف؛ لتعبِّئهم العمائم الصفوية هناك أنَّ كل حكومةٍ غير ولاية الفقية النائبة عن الإمام المنتظَر هي حكومة غير شرعية ولا معترف بها، ولهذا كان للحركة الحوثية النفَس الثوري الناقم على الحكومة هناك؛ فاندلعت حروب خمسة بين الفريقين كلَّفت بلاد اليمن آلاف الأرواح وخسائر مالية كبرى.
عباد الله، الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها اليمن، والدعم الصفوي العسكري والمالي - كان من أهم الأسباب التي جعلت هذه الحركة تبرز على الساحة في سنوات قلائل، فضلاً عن الشعارات الرنَّانة التي كان يرفعها الحوثيون؛ كشعار \"الموت لأمريكا\"، وشعار \"اللعنة لإسرائيل\"، وغيرها من الشعارات الخدَّاعة والتي أكسبتهم تعاطفًا كبيرًا بين أبناء اليمن، وهذه إحدى الحِيَل الرافضية في كسب تعاطف الشعوب الإسلامية المقهورة.
إخوة الإيمان ، وحين نقترب من العقيدة الحوثيَّة نرى الانحراف الفكري والضلال العقدي في أجلى صُوَره؛ فالحركة الحوثية تنتحل في أصلها إلى الفرقة الجارودية وهي أشد الفرق الزيدية غُلُوًّا وشطَطَا .
والتي من عقيدتها أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نصَّ على إمامة عليٍّ بعده بالوصف لا بالاسم، وأن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي بن أبي طالب؛ يقول العجوز الضالُّ بدر الدين الحوثي في كتابه \"إرشاد الطالب\" ص 16: الولاية بعد رسول الله لعلي - عليه السلام - ولم تصحَّ ولاية المتقدِّمين عليه؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان، ولم يصحَّ إجماع الأمة عليهم، رضي الناس بذلك أم لم يرضوا .
عباد الله، يقول الله - تعالى - عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح: 29].
وأثنى عليهم بقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].
وزكاهم أيضًا بقول: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8].
أفضلهم الصدِّيق الذي نماوال فيه قولُ المولى - سبحانه -: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]، ونماوال فيه قوله - تعالى -: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [الزمر: 33].
إنهم بحقٍّ جيلٌ فريدٌ في إيمانه وجهاده، وعلمه وعمله، بذلوا المُهَج والأرواح في سبيل الله، أخلصوا دينهم لله، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا، والله يحب الصابرين.
اختارهم الله لصحبة نبيه وتبليغ رسالته من بعده، يقول أبو زرعة - رحمه الله -: \"إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق\"، وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: \"إذا رأيت الرجل يذكر أحدًا من الصحابة بسوء فاتَّهمه على الإسلام\".
فماذا تقول هذه العصابات الحوثية ومؤسِّسوها عن صفوة الأمة وسابقيها؟ اسمع إلى شيء من أقوالهم وجسارتهم على أفضل وخير جيلٍ، يقول العجوز الحوثي بدر الدين صاحب كتاب \"الإيجاز في الرد على فتاوى الحجاز وعلى عبدالعزيز بن بن باز\"، يقول: \"أنا عن نفسي أُومِن بتكفيرهم\"؛ يعني: أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقول ابنه حسين الحوثي الهالك: \"واحترامًا لمشاعر السنة في داخل اليمن وخارجها كُنَّا نسكت مع اعتقادنا أنهما – أي: الشيخين أبا بكر وعمر - مخطئون عاصون ضالُّون\".
وقال أيضًا في أحد خطاباته ما نصه: \"الأمة في كل سنة تهبط نحو الأسفل من جيل بعد ج
وقال أيضًا في أحد خطاباته ما نصه: \"الأمة في كل سنة تهبط نحو الأسفل من جيل بعد جيل إلى أن وصلت تحت أقدام اليهود من عهد أبي بكر إلى الآن\".
وقال هذا الحوثي - لا رحمه الله -: \"معاوية سيئة من سيئات عمر، وأبو بكر واحد من سيئاته، وعثمان واحد من سيئاته\".
أما لماذا يحنق هؤلاء على عمر بالأخصِّ؛ فلأن الفاروق رضي الله عنه هو الذي أطفأ نار المجوس وأسقط عروش الفرس .
ويواصل هذا الرافضي حديثَه وتجنِّيه وتسافُلَه على خِيار الأمة، فكبُرت كلمةً تخرج من لسانه حين قال: \"السلف الصالح هم مَن لعب بالأمة، وهم مَن أسس الظلم في الأمة وفرَّق الأمة؛ لأن أبرز شخصية تلوح في ذهن مَن يقول السلف الصالح يعني بهم: أبا بكر وعمر وعثمان، ومعاوية وعائشة، وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، وهذه النوعية الفاشلة هم السلف الصالح\".
ثم قال: \"السنِّي الوهَّابي يُجَنُّ من حديثنا هذا، ومستعدٌّ أن تتحطَّم الأمة كلها ولا يتخلَّى عن أبي بكر وعمر\".
ونحن نقول: صدقت يا كذوب، والله إن القلوب لتلتهب والأوداج لتنتفخ إذا هُزِئ ونِيلَ من أبي بكر وعمر وبقية الصحابة - رضي الله عنهم - بل ونوالي ونعادي من أجلهم حبًّا لهم وحبًّا لنبينا - صلى الله عليه وسلم.
إخوة الإيمان، إن من الخطأ البيِّن أن يُنْظَر إلى هذه الحركة على أنها حركة سياسية معارِضة تطالِب بحقوقٍ مسلوبة فقط .
من الخطأ البيِّن تنحية البعد العقَدي في حديثنا عن هذه الحركة الشيعية الباطنية.
ومن الخطأ أيضًا نسيان تاريخ الحركات الشيعية الثورية التي عانى منها المسلمون عبر تاريخهم؛ كحركة القرامطة، والحركة العُبَيدية، والصفوية، وغيرها من الحركات التي أذاقت المسلمين الوَيْلات , وأدخلت أهل الإسلام في صراعات داخلية مريرة، فما هذه الحركة إلا امتدادٌ لتلك الحركات الباطنية جاءت استجابة للصوت الصفوي الذي دعا لتصدير الثورة المزعومة في مشارق الأرض ومغاربها.
لا يمكن - عبادَ الله - أن نفصل هذه الحركة عن مخطَّط التمدُّد الشيعي على البلاد الإسلامية؛ فالميل العَقَدي للشيعة الاثني عشرية قد ظهر على حال مؤسسي هذه الحركة وأقوالهم، وصرَّح غير واحد من السياسيين في اليمن أنَّ إيران هي الداعم الرئيس لهذه الحركة التي تسعى للانفصال، والقنوات الشيعية الفضائية أيضًا تقف مع الحركة الحوثية وتظهرهم مظهر المظلوم.
فالمخطَّط الصفوي لابتلاع العالم الإسلامي واضح للعيان من خلال أذرعه الموزَّعة هنا وهناك، ليس هذا من قبيل المبالغة ولا وقوعًا في هاجس المؤامرة، بل الأحداث تحكي , والوقائع تنطق بهذا المكر الكُبَّار، ولعل تصريحات وزير الخارجية الإيراني وتحذيره لدول الجوار من التدخُّل في شؤون اليمن، وأنَّ حماية الشيعة في كل مكان مسؤولية إيرانية - لهو أكبر شاهد على هذا المخطط المبطن .
ولا ندري والله هل تسليح تلك الجماعات المارقة ودعمها لا يُعَدُّ تدخُّلاً في الشؤون الداخلية اليمنية؟!
هل سيسمح الفُرْس بتدخُّل الحكومات السنِّية لحماية أهل السنة في إيران من البطش الصفوي؟!
عبادَ الله، ومما ينبغي معرفته وذكره في هذه الأحداث: أنَّ الثورة الصفوية قد بشَّرت أتباعها بقرب ظهور مهديِّهم الغائب المنتظَر، وأن هذا الظهور لن يكون إلا بعد ثورات متتالية على مَن ظلَم أهل البيت وسلَب منهم حقوقَهم؛ ولذا فهذه الثورات - بحسب المعتقد الصفوي - تمهِّد لخروج الإمام الغائب الحجة كما يزعمون.
نسأل الله - تعالى - أن ينصرنا على مَن بغى علينا، وأن يردَّ كيد الروافض في نحورهم، وأن يخلِّص بلاد المسلمين من شرِّهم وفِتَنهم، وأن يضرب عليهم ذلاًّ وهوانًا من عنده، ومَن يهن الله فما له من مكرم.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه رحيم ودود.
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام