السلام عليكم ارجو مساعدتي في بحثي عن نظام الحكم عند الاغريق
دخول
المواضيع الأخيرة
سحابة الكلمات الدلالية
ازرار التصفُّح
2 مشترك
ارجو المساعدة بحث حول اليونان
dina dana- البلد : الجزائر
عدد المساهمات : 6
نقاط : 16
تاريخ التسجيل : 22/09/2014
العمر : 29
- مساهمة رقم 1
ارجو المساعدة بحث حول اليونان
ayad- البلد : حاسي مسعود.الجزائر
عدد المساهمات : 238
نقاط : 358
تاريخ التسجيل : 20/02/2010
العمر : 39
- مساهمة رقم 2
نظام الحكم عند اليونان
بحث عن نظام الحكم فى اثينا ، بحث علمى كامل جاهز عن نظام الحكم فى آثينا اليونان
النظام الملكي في أثينا
تعد أثينا واحدة من أشهر مدن التاريخ القديم والتاريخ الكلاسيكي، وهي عاصمة إقليم أتيكا Attikea . إستوطن الإقليم والمدينة عدد من شعوب حوض البحر المتوسط كالكريتيين والآخيين والموكينيين.
وتذكر الأساطير القديمة أن الملك ككروبس Kekrops وكان نصفه رجلاً ونصفه الآخر ثعباناً - أنشأ المدينة ووضع أوائل قوانينها الاجتماعية والسياسية، وكان أول ملوكها إذ قام بدور الحكم في النزاع الذي استعر بين الإلهين بوسيدون Poseidon وأثينا Athena حول الوصاية الدينية على المدينة، وأفتى بأنه سيهب اسم المدينة والوصاية عليها للإله الذي يقدم للبشر أعظم فائدة، وقد حكم لمصلحة الإلهة أثينا فأطلق اسمها على المدينة لأنها أوجدت شجرة الزيتون التي عُدت أكثر نفعاً لبني البشر من الحصان الذي أوجده الإله بوسيدون.
وقد حكم من ذرية هذا الملك عدد من الملوك أشهرهم إيجيوس Aegeos الذي أطلق إسمه على بحر إيجا ،وإبنه تيسيوس Theseos الذي إرتبطت باسمه مغامرات كثيرة في الأساطير أشهرها أسطورة تيسيوس والمينوتوروس Minotoros . ويرجع إليه الفضل في دمج مدن أتيكا الاثنتي عشرة في مدينة واحدة أطلق عليها إسم أثيناي Athenae بصيغة الجمع باللغة اليونانية للدلالة على عظمتها وعلى أنها كانت أكثر من مدينة.
النظام الأثيني
يستخلص من أساطير المدينة أنه كانت للمدينة علاقات ربطتها بعدد من معاصراتها، ولاسيما مدن جزيرة كريت، وأن نظام الحكم في صدر تاريخ المدينة كان ملكياً مطلقاً، لكنه لم يدم طويلاً أمام إصرار النبلاء على أن يقوموا بدور في الحياة السياسية للمدينة. وكوّن هؤلاء حول الملك مجلساً إستشارياً سرعان ما سيطر على مقاليد الأمور، وحول الحكم إلى النظام الأرستقراطي.
ويبدو أن أول منصب إستحدث وانتزع بعضاً من صلاحيات الملك كان منصب قائد الجيش «البوليمارخوس» Polemarchos الذي تبعه إحداث منصب الحاكم أو «الأرخون» Archon الذي إختص بالشؤون الإدارية. وكان شغل هاتين الوظيفتين مدى الحياة أحلوة بالملك، وفي منتصف القرن الثامن ق.م عدلت المدة إلى عشر سنوات ثم إلى سنة واحدة في بداية القرن السابع ق.م. ولا يعرف يقيناً متى أُحْدِثَ، إلى جانب هذا الثالوث، مجلس يضم ستة من المشرعين مهمتهم الإشراف على تسجيل القوانين وعلى تطبيقها، وكذلك الاجتهاد في القضايا التي لم تتعرض لها مواد القانون المطبق. وبمرور الزمن إتحد مجلس الملك والبوليمارخوس والأرخون مع هذا المجلس مكونين مجلساً أطلق عليه مجلس التسعة أُنيطت به إدارة شؤون الحكومة الأثينية في ذلك العهد. وكان كبار الموظفين هؤلاء يتحولون فور إنتهاء ولاياتهم إلى أعضاء مدى الحياة في مجلس أو محكمة يطلق عليها «محكمة الأريوباغوس» Areopagos وهو إسم التل الذي كانت تجتمع عليه وكانت تكلف بمهمة إنتخاب كبار الموظفين وفيهم الملك، وكذلك الفصل في القضايا الجنائية.
ولا يعرف بالتحديد متى أُلغي النظام الملكي في أثينا وإن كانت بعض الروايات تذكر أنه حكم أثينا في تاريخها الباكر ثلاثون ملكاً فقط، وأن آخر ملوك المدينة ويدعى كوردوس Kordos كان شجاعاً عادلاً نزيهاً حتى أن الأثينيين رأوا بعد مقتله في حرب الدوريين أنه لا يمكن العثورعلى رجل بمثل صفاته، وقرروا إلغاء المنصب والإكتفاء بمنصبي البوليمارخوس والأرخون، وهذه الرواية على سذاجتها تعكس على الأقل الطريقة السلمية التي تم بها إلغاء النظام الملكي وإنتقال السلطة إلى الأرستقراطيين.
الملك كوردوس
ومع بداية القرن السابع ق.م وجد الأثينيون وغيرهم من سكان المدن اليونانية حلاً لمشكلة الإنفجار السكاني، التي أدت إليها حالة السلم بعد إستقرار الدوريين، وذلك بالإلتجاء إلى البحر وإقامة المستعمرات الإستيطانية في معظم أرجاء حوض البحر المتوسط ولاسيما في جنوبي إيطاليا وصقلية، إضافة إلى ممارسة التجارة التي أغنت عدداً من الأثينيين بسرعة قياسية. وكان من الطبيعي أن تقلب الظروف الإقتصادية الجديدة مفهوم نظام الطبقات في المجتمع الأثيني وأن تؤدي المعايير الجديدة للثروة إلى تنظيم جديد للطبقات، وبسبب مطالبة الأثرياء الجدد بإمتيازات سياسية لم تكن لهم في السابق وتمنع الأرستقراطيين عن الإعتراف لهم بهذه الحقوق، فقد توترت الأوضاع السياسية وأدت بأحد النبلاء إلى القيام بمحاولة إنقلاب مخففة شعر بعدها الجميع بأن الوضع أضحى في حاجة إلى الإصلاح. وبدأ دراكون Drakon الإصلاح وتابعه صولون Solon بإعطاء الأثرياء الجدد بعض الإمتيازات حين قسم المجتمع على أسس مادية بغض النظر عن الأصول الطبقية، ووضع بذلك أول أسس الديمقراطية الأثينية.
الحاكم صولون
ويبدو أن التقدم الفكري المتطلع إلى إحداث ثورة في المسيرة الإقتصادية والإدارية والثقافية قد ساعد على تسويغ قيام حكم الطغيانHarmodios and Aristogeiton. Roman copy of the group made by Kritios and Nesiotes in 477-476 BC, to replace an earlier version taken by the Persians, in 480 BC. Style of hermالمستنير في أثينا على يد نبيل آخر يدعى بيسيستراتوس Pisistratos الذي تمكن - لطول مدة حكمه التي دامت نحو عشرين سنة - من تحقيق عدد من الإنجازات السياسية والإقتصادية فاقت ما قدمه الأرستقراطيون والديمقراطيون قبله. على أنه سرعان ما تحول حكم الطغيان المستنير إلى طغيان دموي في عهد ولديه هيبياس Hippias وهيبارخوس Hipparchos اللذين حاولا الحفاظ على دوام حكمهما بالإكثار من وسائل البطش، وعندما لم يعد الأثينيون يحتملون وطأة الطغيان عمل زعيم الأرستقراطيين كليستنس Kleisthenes بمساعدة من الإسبرطيين على إنهاء حكم الطغيان في أثينا وإعادة الديمقراطية.
الحاكم بيسيستراتوس هيبياس
وهيبارخوس
وفي هذه الحقبة وضع كليستنس اللبنة الثانية في بناء صرح الديمقراطية الأثينية بإلغائه إرتباط المواطنين بقبائلهم، وأحل بدلاً منه ارتباطاً إدارياً بمحال الإقامة، وبهذا القانون وضع حداً للثغرات الإقليمية ونفوذ الزعامات الأسرية وأخطاء النظام القبلي. وأسند القانون إلى كل وحدة إدارية جديدة حق إنتخاب ممثلها في مجلس جديد هو مجلس القادة الذي أصبح بمنماوالة مجلس للوزراء توكل إليه مهمة تصريف شؤون البلاد، كما أوكل القانون إلى هذه الوحدات الإدارية إنتخاب ممثليها بالتساوي لمجلس الجمعية العمومية أو الإكليزية، وكان هؤلاء الأعضاء يُنتخبون لمدة سنة واحدة عن طريق القرعة من المواطنين الذين بلغوا الثلاثين شريطة عدم إنتخاب العضو لأكثر من دورتين. وأضاف كليستنس إصلاحاً ديمقراطياً قوض بموجبه أحلام الطغاة ومؤيديهم في إغتصاب الحكم عن طريق القوة إذ أصدر قانونه الشهير الأوستراكيسموس Ostrakismos أي قانون النفي الذي أصبح للجمعية العمومية بموجبه الحق في التصويت عند الإقتضاء على نفي أي مواطن يخشى منه على أمن الدولة لمدة عشر سنوات، شريطة أن يؤيد الحكم ستة آلاف مواطن ولا يفقد المنفي في هذه الحال حقوق مواطنته لدى عودته.
أوستراكيسموس ثيميستوكلس
ولا يعرف الكثير عن تاريخ أثينا بعد كليستنس - الذي أصبح عرضة للنفي بموجب قانونه السابق - وحتى بداية الحروب الفارسية التي قاد فيها قوات أثينا القائد ميليتيادس Militiades أولاً ثم ثيميستوكلس Themistokles اللذان أسهما، بما حققاه من إنتصارات في هذه الحروب، في إبراز ضرورة قيام أثينا بالدعوة إلى إقامة تحالف هيليني بقيادتها لمتابعة حرب الفرس، هذا التحالف الذي تطور في عهد بيريكلس Perikles ليصبح إمبراطورية أثينية.
أثينا في عصر بيريكلس Περικλής :
يُعد بيريكلس أشهر حكام أثينا القديمة لأسباب كثيرة منها: إنحداره من أسرة سياسية معروفة، وطول مدة حكمه التي تجاوزت ثلاثين سنة (461ـ429ق.م) والإصلاحات الديمقراطية التي حفل بها حكمه، وكذلك شخصيته المتميزة التي إرتكزت على وطنية صادقة وموهبة خطابية بارزة وقدرة على إقناع مواطنيه، وأخيراً عمله على مساندة قوة أثينا العسكرية والإقتصادية. كذلك يعد عصر بيريكلس العصر الذهبي للحضارة اليونانية في معظم مظاهرها.
ففي مجال الإدارة والتطور الديمقراطي دعم بيريكلس سلطات المجالس الشعبية على حساب النفوذ الذي تمتع به السياسيون التقليديون، وتحولت مهام الحكام أو «الأراخنة» من مهام سياسية إلى تنفيذية إذ أصبح الحكام ينفذون القوانين المحولة إليهم عن طريق المجالس التشريعية (الإكليزية والبولي Boule ). وفي مجال القضاء قسم بيريكلس السلطات القضائية بين المحاكم البدائية والإستئنافية، وعن طريق إدخاله نظام الأجور للمحلفين ضمن بريكلس نزاهة القضاء ولم يعد حكراً على المقتدرين مادياً.
وفي مجال الإقتصاد حقق بيريكلس لأثينا نشاطاً تجارياً ممتازاً عن طريق دعمه قوة الأسطول الأثيني وضمان الأمن والإستقرار السياسي. ونتيجة لتزايد قوة العملة الأثينية في أسواق العالم فقد نشأت طبقة أثرت من التجارة، وعملت على تنشيط حركة الإستعمار الإستيطاني في معظم مناطق حوض البحر المتوسط مما أدى إلى زيادة دخول الدولة بدرجة مكنتها من الإنفاق ببذخ على تجميل مدينة أثينا وتأهيلها لإحتلال مركز الزعامة.
وفي مجال الآداب برز عدد من الشعراء إختص بعضهم بمدح الأبطال الأولمبيين والنبلاء والآلهة في أعمال مسرحية كالشاعر بيندار Pindar . واهتم عدد كبير منهم بالأعمال التراجيدية وأبرزهم أسخيلوس Aeschylos وسوفوكلس Sophokles ويوريبيدس Euripides ، واهتم عدد أقل بالأعمال الكوميدية وأشهرهم أريستوفانس Aristophanes .
الديمقراطــــــــــــــــــــــــــــــــــية في أثينا
نشأتها ومؤسساتها
ذكرت في الجزء الاول أن الاغريقيين كانوا يتنافسون فيما بينهم للحصول على أعلى القيم الانسانية والحضارية وهكذا كان الامر بين سكان أثينا وبين سكان سبارتا. فأول من أسّسَ النظم الديمقراطية وعمل على تدوينها وتشريعها في أثينا هو الإصلاحي سولون في عام 593 ق.م وبعده كلايسثينيس في عام 507 ق.م. إتخذت الديمقراطية طريقها الاول في النضوج بعد الحروب ضد الفرس والانتصار عليهم في سلاميس عام 480 ق.م. فقد كانت هذه الحروب لا تُعدُّ هزيمة بشرية ومادية للعدو فحسب ، بل إنها كانت في نظر الاغريق إنتصار الأحرار على الأشرار، الضعفاء على الاقوياء، العبيد على المعبودين. لقد كان إنتصار الديمقراطية على الطغيان والعبودية. هكذا وصفها المؤرخ هيرودوت ويقول: "أثينا كانت قبل ذلك مدينة كبيرة لكنها اتسعت عقب تحررها من الطغاة". وهنا لا يعني انها اتسعت مناطقيا او جغرافيا بل يقصد نضوجها السياسي وإزدهارها الاقتصادي. والديمقراطية ولدت تدريجاً خلال صراعات سياسية وحربية حول موضوعة المساواة (isonomy)، أي الحق للجميع، بين القوي والضعيف، بين الارستقراطي والفقير، ثم ازدادت مطالب الفئات المعدومة لحقوق اكثر كما وصفها المؤرخ هيرودوت ويقول:"لقد اصبح الاثينيون اقوياء و حق حرية الكلمة اصبح امرا مشروعا للجميع (isegory) وهو في كل الاحوال أمرٌ ذو قيمة عالية". ولا ينتهي الامر لدى اهالي اثينا بهذين الحقين فحسب، بل انهم طالبوا ايضا بالحق للجميع في حكم الدولة (isocracy). تبدأ الديمقراطية كنظام حكم الافراد أو الشعب عندما ينتهي حكم الفرد أو الطاغية أو الأرستقراطيين. ترتكزُ مُفردةُ الديمقراطية دائما على نظامٍ مبنيٍّ على المساواة. إنبثقت مفردة الديمقراطية عقب الحرب البيلوبونية حوالي عام 430 ق.م. وتبيّنُ مدوّنات المؤرخ هيرودوت إستخدامه لمفردة الديمقراطية في العديد من كتاباته. مصدرٌ آخر يبين تعامل الاغريق مع الديمقراطية في أحد أشعار ثيسيوس المادحة للقائد بريكليس في 13 سطرا يطالبه فيها بالمساواة وحرية الكلمة وحق المشورة والشورى وتدوين القوانين خطيّاً. لقد وجد علماءُ الآثار العديد من الاسماء التي تدل على انتصار مفردة الديمقراطية في ذلك الوقت مثل أسماء أُطلقتْ على بعض السفن الحربية أو البشر. وغالباً ما أعتادت العوائل النبيلة على أنْ تحملَ اسم العائلة "ديموس" كدليل على ولائها للنظام الجديد. وفي الثلث الاخير من القرن الرابع قبل الميلاد أصبحتْ الديمقراطية مُقدّسة وارتقت إلى مصاف الالوهية، والآلهة "ديموقراطيا" التي يتوسط تمثالها المدينة خير دليل على ذلك.
لا تنحدر الديمقراطية من خطة معينة او من برنامج سياسي معين ولم تكن نتاج نظرية سياسية بل أنها نشأت ديالكتيكيا وعن طريق الصدفة كما فكّرَ وخمّنَ ونظّر الفيلسوفان المفكّران هيغل Hegel وكانت Kantفي كيفية نشوء التحضّر والتقدم ديالكتيكيا. لكن ما هي العوامل التي تسببت في ولادة الديمقراطية؟ هناك العديد من الاسباب أولها فقدان الملك القوي أي السلطة المركزية كما أوضح ذلك هومر في قصصه. وسبب أخر هو نظام الطاغية، أو الحاكم الاوحد ألذي أضعفه فقدان مواليه من الطبقة النبيلة. نظام الطاغية او نظام الفرد الواحد (Tyrannis) هو نتاج صراع في طبقة واحدة وليس بين عدة طبقات من المجتمع وهي طبقة النبلاء وانبثق في القرن السابع قبل الميلاد. أي أنَّ نظامَ الفرد الواحد يتصدر ويسودُ على نظام أو حكم الاغلبية أو الشعب. بمعنى آخر، حكم الطغاة هو من يدفع في غالب الاحيان إلى توليد الديمقراطية عندما يبدأ الصراع على السلطة ويتأجج حتى بلوغ مرحلة سفك الدماء. فنظام الطاغية ينتهي كما يبدأ عنيفاً دمويا وبقوة السلاح. لقد أضعفَ النبلاءُ قوّة الحاكم الاوحد وتراجعوا عنه حتى أسقطوه عندما اكتشفوا أنَّ منافعهم الشخصية والذاتية في تلاشٍ بسبب جبروت وصلاحيات الحاكم الاوحد المفرطة. نشأة الديمقراطية كذلك ترتبط بنظرة الاغريقيين للحياة إرتباطا قويا وشعورهم العميق بالتوازن والقياس. إنَّ إدراك الخطر تجاه الإفراط والوعي الذي يمتلكونه و تجاه الموت والخلود ساهم وأثرَّ بشكل فعال على كتاباتهم للتراجيديا والتأريخ والشعر. كما أثّرت المشاركةُ الفعّالةُ للإغريق في الحروب جنبا إلى جنب والاعتماد على الاخر في الصد ومواجهة العدو وبناء الاساطيل الحربية.. أثّرت هذه الامور في إنبثاق الوعي الديمقراطي. فمن يُفدي نفسَهُ لوطنه من حقه أنْ يكونَ مواطناً لمدينته أي له كل الحقوق والامتيازات. واخيرا إصلاحات سولون وكلايسثينيس هي التي أدّت إلى ظهور عصر الازدهار والتقدم المدني في أثينا والمساواة بين جميع أفراد الشعب. أصبحت الديمقراطية جذّابة بهذا الشكل لا لأنها أعقبت الارستقراطية والحضارة الالوهية (agonal culture) حسبُ ، بل لأنها وريثة هذه الطبيعة السياسية والدينية والدنيوية واصبحت الرباط الذي يربط قيم المساواة والشراكة مع الصراع والتنافس والامتياز.
كما ذكرنا في الجزء الاول بأن الجمعية الوطنية (ecclesia) هي اول مؤسسة ديمقراطية في التاريخ والتي كان اعضاؤها جميعا اهالي اثينا. فكل منهم كان له الحق بالادلاء برأيه. وفي بداية كل جلسة يطرح رئيس المجلس السؤال: "من يريد التحدث؟". وتعقد الجمعية الوطنية اجتماعها في وسط المدينة او على هضبة تبعد 400 متراً عن وسط المدينة. وكان هناك مكان ل6000 مواطن يجلسون بطريقة نصف دائرية. ويتم التصويت عبر رفع الايدي كما هو الحال في البرلمانات الحالية. لكن ما يميز الجمعية الوطنية عن برلمانات الدول الديمقراطية هو انهم لم يتركوا شيئا بدون تصويت كي يصبح قانونا. فقد تعالت الاسئلة حول ما لم يتم التصويت عليه في جمعية اثينا الوطنية اكثر من الذي تم التصويت عليه. وكانت هذه المؤسسة مرتبطة بمجلس ال500 (Boule) يحكم كل 50 منهم لمدة 36 يوما فقط، بعد ذلك يتم استبدالهم بخمسين آخرين. هذه المؤسسة هي مجلس شورى الجمعية الوطنية. فالجمعية الوطنية تصوّتُ على مشورة هذا المجلس. وبهذا تتكون صلاحيات هذه المؤسسة من تحوير وتغيير مسار الارادة الشعبية حسب متطلبات المصلحة العامة للدولة. كل يوم يختار المجلس رئيساً له وبنفس الوقت يكون هذا الشخص رئيسا للجمعية الوطنية. الاختيار اليومي هو أحدُ أسباب عدم قبول الاغريقيين على تكثيف السلطة ومركزيتها لمدة طويلة. من أهم صلاحيات هذا المجلس حمايةُ الامور المالية والرقابة على الاجهزة والقنوات المالية. وأهمّ أداة يملكها هذا المجلس في أمور الاختلاس او السرقة او الفساد الاداري او خيانة الوطن أو محاولة انقلاب هي رفع دعوى سياسية ضد الجناة (eisanglia). ويستطيع المجلس أو الجمعية الوطنية أنْ يقررا مصير الجناة لكن في كثير من الاحيان يقوم المجلس بقبول الدعوى او نقضها. بين الاعوام 492 و 322 نُفّذت 34 دعوى ضد قادة عسكريين و قادة سياسيين.
أما المؤسسة الثالثة فهي المحاكم الشعبية او الجمعية القضائية ويعمل فيها اكثر من 6000 مواطن فوق سن ال30 عاماً يُصبحون قضاة عن طريق القرعة سنويا. ويشكل هذا العدد خُمس مواطني المدينة. لم يحظَ أيُّ نظام ديمقراطي في هذا العالم بهذا الكم العددي الهائل في المشاركة الفعّالة والمباشرة بنظام الحكم كما هو في أثينا. و تتضمن صلاحيات القضاة النظر في الشكاوى والدعاوى وإستدعاء المُشتكى عليهم ثم إقرار نوع العقوبة و قراءة الحكم وتنفيذه. لم تكنْ لدى ديمقراطية اثينا أيّة مدارس للقانون أو دراسة النظم القضائية. كان الشعبُ قاضياً على نفسه وكان حاكماً لنفسه. ما يميّزُ هذا النظام هو الحرص على المصلحة العامة. فالايتام مثلا كان يُنظر لهم على أنّهم أبناء المدينة وبذلك يخضعون لمسؤولية الجميع.
من اهم خواص الديمقراطية في أثينا وهي من ابتكارات مواطنيها الطعن في شرعية القوانين. فمن حق الجمعية القضائية إلغاء قرارات الجمعية الوطنية في حال وقوع تباين او اختلاف في شرعية القوانين. فالحق (nomos) الذي اعتبره أفلاطون كأمر ربّاني أو إلهي تحول إلى قانون وضعي. في عام 403 ق.م. أستحدثت مؤسسة لوضع القوانين بعد التصويت عليها من قبل الجمعية الوطنية. وكان لكل مواطن الحق في الطعن ورفع الدعوى ضد قرارات الجمعية الوطنية. من خواص ما إمتازت به ديمقراطية اثينا هي الوظائف الادارية ورقابتها. وحسب معلومات أرسطوطيليس كان هناك 700 درجة وظيفية في أثينا في القرن الرابع قبل الميلاد. وإذا احتسبنا اعضاء مجلس الشورى ال500 فان اثينا تضم 1200 موظفا حكوميا، اي 5% من مجموع تعداد نفوس الشعب. كان كل موظف يعمل حسب المبدأ: إعمل بأستقلالية، إعمل حسب القرعة واعمل بالتناوب. وقبل أن يتقلد أي موظف وظيفته او الدرجة الوظيفية يخضع للامتحان الوظيفي وخاصة إذا كانت دورته الوظيفة تستغرف اكثر من 30 يوما. ويتضمن الامتحان أسئلة في القوانين والولاء للدولة وحسب معلومات أرسطو يتم جمع المعلومات عن كل من يتقدم للحصول على هذه الوظيفة بخصوص أصله وعائلته وإلتزاماته الاخلاقية والدينية ومعاملته تجاه والديه وواجباته الضريبية والعسكرية. كل هذه الامور تدل على تسيّس الحياة العامة في مدينة اثينا. واحدة من اهم ميزات ديمقراطية اثينا هي نظام المُساءلة. هيرودوت ذكرها في احدى خطاباته فيما يخص الدستور كرمز من رموز الديمقراطية. والمساءلة تستهدف كل الموظفين في أثينا وتتم عبر مؤسستين: الاولى أمام لجنة المساءلة والثانية عَبرَ مجلس الاعضاء العشرة التابع لمجلس الشورى. بعد التحقيق في المساءلة ترفع كل القرارات إلى الجمعية القضائية. ومن حق كل مواطن في أثينا أنْ يُطالب بمساءلة الموظفين في الدولة عبر رفع طلب للجمعية الوطنية. هكذا كانت ديمقراطية اثينا التي لم تترك شيئا للصدفة بالرغم من كينونتها العفوية. لكن بقيت هذه الديمقراطية في موضع سخرية واستهزاء من قبل الفلاسفة العظماء مثل أفلاطون وأرسطو. فقد وصفها افلاطون بانها حالة عبثية غير منضبطة وفاقدة للشدة والقوة والصرامة وغير نظامية فهي صورة مشوّشة. أما أرسطو فقد اعتبرها من النظم المعطوبة لانها بالنسبة له كانت تُعتبر نظاماً للفقراء من أجل مساواتهم مع الاغنياء. ويبقى الشجار حول الديمقراطية الاثينية قائما لحد يومنا هذا. فإنها كانت تُخبّئ في طياتها العديد من المخاطر لكونها أعطت للشعب صلاحياتٍ مطلقةً في تقرير المصير وكانت مُعرّضة دائما لمخاطر الديماغوغية كما وصفها ثوكيديديس وأفلاطون. بالاضافة إلى حق الشكوى كان هناك مجلس يكوّن نفسه بنفسه من محامين يدافعون عن المُشتكى عليهم وكان ذلك محض إستهزاء في مسرحيات أرستوفانيس الكوميدية. عندما أسست اثينا الاتحاد الاثيني البحري مع الجزر المجاورة كقوة بحرية إتحادية ضد أي اعتداء فارسي جديد عقب الحرب ضد الفرس في سلاميس .. أصبحت أثينا امبراطورية تستلم جزية من كل جزيرة تابعة للاتحاد. وبذلك ارتبطت الديمقراطية بسياسة امبريالية خارجية. بالرغم من كل هذه الانتقادات تبقى ديمقراطية اثينا خالدة وشوكة في عين الديمقراطيات المعاصرة وبالاخص ديمقراطية العراق التي هي بحاجة ماسّة جدا إلى تفعيل المشاركة الشعبية وإلى الوعي الشعبي وإلى الشفافية في التعرف على الرؤساء والتقرب إلى المرؤوسين. فما ينقص الديمقراطيات الحديثة فعلا هو حداثتها..
المصادر :
http://www.brob.org/bohoth/makalat_b10/makalat1115.htm
منتديات ستار تايمز
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام