الإعلام العربي وغياب الإمكانيات
يعاني الإعلام العربي في مجمله من عدم وجود مصادر مستقلة ومتنوعة للمعلومات، فهو يعتمد بشكل كبير ومباشر على مصادر المعلومات الأجنبية وخاصة وكالات الأنباء العالمية الغربية ونحن نعلم جيدا قدرة هذه الوكالات على التصرف في سيلان المعلومة والتحكم فيما يجب تمريره وهي تخضع في غالب الأحيان إلى قوى ضغط كبيرة (مجموعة من اللوبيات) مرتبطة بمجموعات مالية ضخمة رغم طابعها العمومي في أغلب الأحيان.
ورغم أن الدول العربية تمتلك وكالات أنبائها الخاصة إلا أن هذه الوكالات تعمل بشكل إداري ثقيل ويشكو أغلبها من ضعف الإمكانيات المادية والبشرية ويقتصر عملها في معظم الأحيان على التغطية الإخبارية الداخلية أو متابعة أعمال الحكومات وكبار المسؤولين، والواقع أنه لا يمكن مطالبة الإعلام بما لا يمتلكه فالمؤسسات الإعلامية ليس لديها مراكز معلومات ولا تهتم بتكوين مكتبات وهي لا تتوفر على الإمكانيات المادية اللازمة لإدخال التكنولوجيا بجرعات كبيرة تمكنها من التعمق في المواد المقدمة للجمهور العربي وللشباب بصفة أخص إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أهمية هذه الشريحة في هرم السكان العربي عموما.
ويغيب الإختصاص بصفة تكاد تكون مطلقة في وسائل الإعلام العربية إذ تفتقر معظم الدول العربية إلى وكالات أنباء متخصصة تهتم بالأخبار النوعية كأخبار الإقتصاد والرياضة والبيئة والصحة والأخبار العلمية وغيرها. وفي غياب ذلك تطغى على المضامين المتداولة في الوسائل الإعلامية السطحية والتشابه الشديد في نوعية الخطاب وطرق تقديمه.
وترتكز هذه المضامين على برامج الترفيه والمنوعات الغنائية والمسابقات الموجهة لشرائح مختلفة مع حضور كبير للإشهار الإستهلاكي خاصة في القنوات التلفزية.
أمّا المضامين الإخبارية فإنها ظلت ذات طابع كلاسيكي فهي ترتكز على الأخبار الرسمية وحافظت على نسق تقليدي تتوجه فيه الدولة بالإخبار لعامة المواطنين وتكاد أخبار بقية مكونات المجتمع الأخرى من جمعيات ومنظمات وجهات ومجموعات تسجل حضورها عرضيا.
كما تعرف وسائل الإعلام الرسمية تعثرا في مستوى معالجة الخبر رغم الإنفتاح الذي تأكده الحكومات في خطابها الرسمي ولعل ذلك راجع في جزء منه إلى الرقابة الذاتية المفرطة أو إلى الخشية من الخروج عن الخطية السياسية للدولة نظرا للطابع العمومي للقنوات التلفزية خاصة وتعرف ذلك أغلب وسائل الإعلام الرسمية رغم مجهود التعصير الذي بدأته بعضها مؤخرا.
ورغم رغبة السلط السياسية وإلحاحها على النهوض بالإعلام ليرتقي إلى مستوى من المسؤولية يمكنه من آداء دوره ضمن الثوابت الوطنية لكل دولة.
الإعلام الحديث: أين نحن؟
لا شك أن إعلام الألفية الثالثة سيختلف عمّا سبقه من أشكال الإعلام لإعتبارات موضوعية ترتبط مباشرة بتكنولوجيا المعلومات، هذه التكنولوجيا التي تشمل الحواسيب والشبكات والبرمجيات وقواعد البيانات ومحطات الإتصال، والتي تضم أهم من ذلك أكبر مصدر للمعلومة عبر المحتوى الضخم من المعلومـات الـذي تشتمل عليه شبكة الأنترنات، ولا شك أن مفاهيم جديدة للإعلام المباشر الحرّ السريع قد بدأت تأخذ طريقها إلى المتلقي العربي بعد أن تركزت بصفة شبه مطلقة لدى المجتمعات الغربية والدول المتقدمة، واضعة بذلك المعلومة لدى كل من يرغب في الحصول عليها بأيسر السبل وبدون مقابل تقريبا. وفي ذلك شكل جديد من أشكال التعاطي مع الخبر إنتشارا ونفاذا وتأثيرا، و الأكيد أن مع التطور السريع الذي تعيشه هذه التكنولوجيات فإن نسق تصاعد دور الإعلام في المجتمعات العربية سيكون حثيثا غير أنه لابد من الإشارة إلى أن البنية التحتية للإتصالات التي تمثل العمود الفقري للثورة الإتصالية عبر ما تتيحه من إستغلال لمختلف التطبيقات وخدمات الميلتميديا وهو ما يعطي إعلاما حينييا، متواصلا، سهل النفاذ، واسع الإنتشار، هذه البنية التحتية مازالت دون المطلوب وخاصة دون مستويات معدلات الدول المتطورة مع تفاوت كبير للدول العربية فيما بينها.
إذ لا يتجاوز مستخدمي شبكة الأنترنات في الدول العربية 15 مليون شخص وهو ما يمثل 5% تقريبا ويعود ذلك لإرتفاع أسعار الحاسوب الشخصي والإرتفاع المشط في أسعار الربط بالهاتف في بعض الدول وضعف التكوين والتدريب على الإستعمال.
أما ما يخص المحتوى فإنه مازال يعاني من السطحية والطابع الترفيهي وقليلة هي المواقع العربية التي تقدم إعلاما علميا وثقافيا جيدا.
كما تمثل بعض المواقع منابر لبث الإشاعة وإذاعة الذعر ولوحظ خلال السنوات الأخيرة إستعمال مكثف للأنترنات من طرف عديد الإرهابيين.
غير أن ذلك لم يمنع من بذل مجهودات حكومية كبيرة تقوم بها الدول العربية فيما يتعلق بتعميم تعليم الأنترنات وحسن إستغلالها للأغراض التربوية، وقد تمكنت بعض الدول من تسجيل مؤشرات طيبة في المجال كالإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن وتونس وبنسبة أقل فلسطين والسعوديـة إذ يتراوح معدل إستعمـال الأنترنات في هـذه الـدول بين 15% و 40%.
وقد بدأ هذا المجهود يأتي ثماره بظهور بعض الصحف والمجلات على الشبكة وهي أصوات عربية جديدة ستتمكن من التواصل مع العالم إذا ما حافظت على جديتها وعمقها.
والحقيقة أن المحتوى العربي على الشبكة مازال في بداياته ويحتاج إلى تطوير كبير وأعمال ترجمة إلى عديد اللغات حتى يضمن إنتشاره في العالم ويكون وسيلة تخاطب مع الشعوب الأخرى.
إعلام الفضائيات، هل هو البديل؟ يتبع
منقول عن الموقع الجزائري- الوسائط الإعلامية - •[ منتديات طلبة الجزائر ]•.www.etudiantdz.com
يعاني الإعلام العربي في مجمله من عدم وجود مصادر مستقلة ومتنوعة للمعلومات، فهو يعتمد بشكل كبير ومباشر على مصادر المعلومات الأجنبية وخاصة وكالات الأنباء العالمية الغربية ونحن نعلم جيدا قدرة هذه الوكالات على التصرف في سيلان المعلومة والتحكم فيما يجب تمريره وهي تخضع في غالب الأحيان إلى قوى ضغط كبيرة (مجموعة من اللوبيات) مرتبطة بمجموعات مالية ضخمة رغم طابعها العمومي في أغلب الأحيان.
ورغم أن الدول العربية تمتلك وكالات أنبائها الخاصة إلا أن هذه الوكالات تعمل بشكل إداري ثقيل ويشكو أغلبها من ضعف الإمكانيات المادية والبشرية ويقتصر عملها في معظم الأحيان على التغطية الإخبارية الداخلية أو متابعة أعمال الحكومات وكبار المسؤولين، والواقع أنه لا يمكن مطالبة الإعلام بما لا يمتلكه فالمؤسسات الإعلامية ليس لديها مراكز معلومات ولا تهتم بتكوين مكتبات وهي لا تتوفر على الإمكانيات المادية اللازمة لإدخال التكنولوجيا بجرعات كبيرة تمكنها من التعمق في المواد المقدمة للجمهور العربي وللشباب بصفة أخص إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أهمية هذه الشريحة في هرم السكان العربي عموما.
ويغيب الإختصاص بصفة تكاد تكون مطلقة في وسائل الإعلام العربية إذ تفتقر معظم الدول العربية إلى وكالات أنباء متخصصة تهتم بالأخبار النوعية كأخبار الإقتصاد والرياضة والبيئة والصحة والأخبار العلمية وغيرها. وفي غياب ذلك تطغى على المضامين المتداولة في الوسائل الإعلامية السطحية والتشابه الشديد في نوعية الخطاب وطرق تقديمه.
وترتكز هذه المضامين على برامج الترفيه والمنوعات الغنائية والمسابقات الموجهة لشرائح مختلفة مع حضور كبير للإشهار الإستهلاكي خاصة في القنوات التلفزية.
أمّا المضامين الإخبارية فإنها ظلت ذات طابع كلاسيكي فهي ترتكز على الأخبار الرسمية وحافظت على نسق تقليدي تتوجه فيه الدولة بالإخبار لعامة المواطنين وتكاد أخبار بقية مكونات المجتمع الأخرى من جمعيات ومنظمات وجهات ومجموعات تسجل حضورها عرضيا.
كما تعرف وسائل الإعلام الرسمية تعثرا في مستوى معالجة الخبر رغم الإنفتاح الذي تأكده الحكومات في خطابها الرسمي ولعل ذلك راجع في جزء منه إلى الرقابة الذاتية المفرطة أو إلى الخشية من الخروج عن الخطية السياسية للدولة نظرا للطابع العمومي للقنوات التلفزية خاصة وتعرف ذلك أغلب وسائل الإعلام الرسمية رغم مجهود التعصير الذي بدأته بعضها مؤخرا.
ورغم رغبة السلط السياسية وإلحاحها على النهوض بالإعلام ليرتقي إلى مستوى من المسؤولية يمكنه من آداء دوره ضمن الثوابت الوطنية لكل دولة.
الإعلام الحديث: أين نحن؟
لا شك أن إعلام الألفية الثالثة سيختلف عمّا سبقه من أشكال الإعلام لإعتبارات موضوعية ترتبط مباشرة بتكنولوجيا المعلومات، هذه التكنولوجيا التي تشمل الحواسيب والشبكات والبرمجيات وقواعد البيانات ومحطات الإتصال، والتي تضم أهم من ذلك أكبر مصدر للمعلومة عبر المحتوى الضخم من المعلومـات الـذي تشتمل عليه شبكة الأنترنات، ولا شك أن مفاهيم جديدة للإعلام المباشر الحرّ السريع قد بدأت تأخذ طريقها إلى المتلقي العربي بعد أن تركزت بصفة شبه مطلقة لدى المجتمعات الغربية والدول المتقدمة، واضعة بذلك المعلومة لدى كل من يرغب في الحصول عليها بأيسر السبل وبدون مقابل تقريبا. وفي ذلك شكل جديد من أشكال التعاطي مع الخبر إنتشارا ونفاذا وتأثيرا، و الأكيد أن مع التطور السريع الذي تعيشه هذه التكنولوجيات فإن نسق تصاعد دور الإعلام في المجتمعات العربية سيكون حثيثا غير أنه لابد من الإشارة إلى أن البنية التحتية للإتصالات التي تمثل العمود الفقري للثورة الإتصالية عبر ما تتيحه من إستغلال لمختلف التطبيقات وخدمات الميلتميديا وهو ما يعطي إعلاما حينييا، متواصلا، سهل النفاذ، واسع الإنتشار، هذه البنية التحتية مازالت دون المطلوب وخاصة دون مستويات معدلات الدول المتطورة مع تفاوت كبير للدول العربية فيما بينها.
إذ لا يتجاوز مستخدمي شبكة الأنترنات في الدول العربية 15 مليون شخص وهو ما يمثل 5% تقريبا ويعود ذلك لإرتفاع أسعار الحاسوب الشخصي والإرتفاع المشط في أسعار الربط بالهاتف في بعض الدول وضعف التكوين والتدريب على الإستعمال.
أما ما يخص المحتوى فإنه مازال يعاني من السطحية والطابع الترفيهي وقليلة هي المواقع العربية التي تقدم إعلاما علميا وثقافيا جيدا.
كما تمثل بعض المواقع منابر لبث الإشاعة وإذاعة الذعر ولوحظ خلال السنوات الأخيرة إستعمال مكثف للأنترنات من طرف عديد الإرهابيين.
غير أن ذلك لم يمنع من بذل مجهودات حكومية كبيرة تقوم بها الدول العربية فيما يتعلق بتعميم تعليم الأنترنات وحسن إستغلالها للأغراض التربوية، وقد تمكنت بعض الدول من تسجيل مؤشرات طيبة في المجال كالإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن وتونس وبنسبة أقل فلسطين والسعوديـة إذ يتراوح معدل إستعمـال الأنترنات في هـذه الـدول بين 15% و 40%.
وقد بدأ هذا المجهود يأتي ثماره بظهور بعض الصحف والمجلات على الشبكة وهي أصوات عربية جديدة ستتمكن من التواصل مع العالم إذا ما حافظت على جديتها وعمقها.
والحقيقة أن المحتوى العربي على الشبكة مازال في بداياته ويحتاج إلى تطوير كبير وأعمال ترجمة إلى عديد اللغات حتى يضمن إنتشاره في العالم ويكون وسيلة تخاطب مع الشعوب الأخرى.
إعلام الفضائيات، هل هو البديل؟ يتبع
منقول عن الموقع الجزائري- الوسائط الإعلامية - •[ منتديات طلبة الجزائر ]•.www.etudiantdz.com
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام