الإعلام الملوث بقلم : يونس مجدوبي Monday 21-12 -2009
إن من سمات هذا العصر الذي أصبح "قرية صغيرة" بفضل تطور وسائل الإعلام والاتصال أصبح الكثيرون يختماوالون كل التقدم الذي أنجزه العالم المعاصر في تلك النقلة التكنولوجية لوسائل الإعلام والاتصال التي تسيطر بصمت على عقول الرأي العام.
وهنا نطرح سؤال مدى مصداقية وسائل الإعلام عموما في التعبير عن الرأي العام في المجتمع ؟ وهل تعتبر وسائل الإعلام وسيلة آمنة للتعرف على وجهات نظر مختلف في المجتمع وحجم التأييد والرفض فيه؟.
عندما نتأمل في وضع وسائل الإعلام وطبيعة عملها سنجد أنها من اخطر الوسائل التي تستخدمها الساسة والأقوى ماديا وتقنيا في معادلة إخضاع الرأي العام عن طريق التضليل الإعلامي الذي يلعب دورا كبيرا في التلاعب بالعقول وغسل الأدمغة والترويج للساسة وتزيف الحقائق وضرب كل من ينتقد هذه النخبة المتحكمة، وإن هذا التضليل للعقول هو أداء للقهر لأنه يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة المسيطرة على وسائل الإعلام من خلالها تطويع الرأي العام لأهدافها الخاصة.
وإن الساسة بحاجة أكثر من أي وقت مضي ـ خاصة في ظل الشلل السياسي ـ إلى تبني قوى مؤثرة خارجية، إما لكسب دعم جمهور المنتخبين أو لتضليلهم وليس لأي عنصر خارجي تأثير مما لدى وسائل الإعلام.
ولعل خداع الإدارة ألأمريكية في حربها على أفغانستان بدعوى الحرب على الإرهاب وفي حربها على العراق بدعوى نزع أسلحة الدمار الشامل ، تلك التي وجدنا فيها دمار شاملا ولم نجد فيها أسلحة الدمار لخير دليل على تضليل العالم كله من خلال دفع وسائل الإعلام للتركيز على أحداث معينة وتجاهل الكثير من الحقائق وأحداث أخرى أكثر أهمية.
وفي نفس سياق التضليل الإعلامي الذي يستغل غفلة الرأي العام وعدم سعيه لمعرفة الحقيقة واكتفائه واعتماده على ما يقدمه له الإعلام الرسمي والتجاري، نجد فضيحة المقابلة التي جمعت بين مصر والجزائر التي نتجت عنها كارثة دبلوماسية بين البلدين على مستوى رفيع, وكان وراء هذه الدعاية هو إلهاء الشعب المصري المفقر والمجوع عن القضية السياسية التي تحاك خيوطها في الخفاء" من يكون وريث مبارك"؟.
كما لا يفوتني أن أشير أن هناك عدة أساليب يمكن القول بأنها دعائم أساسية للإعلام الرسمي الذي ينتهج التعتيم والتحريف الإعلامي على بعض الحركات الاحتجاجية بإبعادها عن المنابر الإعلامية أو اللعب معها لعبة الإشاعات الصينية التي تتضاعف وتتضخم وتوفر الوسيلة الأعلى لنظرية المؤامرة ورسم الخرائط المبالغ فيها لصرف انتباه الرأي العام عنها.
وأخيرا إن ما تتميز به وسائل الإعلام من قدرة على شحن الرأي العام وتفعيله ,فإما أن تتحول هذه الوسائل إلى أداة فاعلة لبناء الرأي العام ومن خلاله خدمة المجتمع وتنميته أو تتحول إلى أداة تفتيت مدمرة بتغذية التضليل وترويج والتسويق لاديولوجية ما, وتكريس العنف وتسويق الاستهلاك ومن هذا المنطلق يجب على الرأي العام أن لا يأخذ كل ما يرى ويسمع ويقرأ من وسائل الإعلام الرسمي والخاص بالتسليم ,بل عليه أن يحاكمه على ضوء الواقع والحقيقة, وبعيدا عن هذا التضليل ألا يمكن تأسيس إعلام لا يماري ولا يداري ولا يموه الحق؟ ألا يمكن إيجاد أخلاق إعلامية لا تبلد الحس ولا تمسخ الفكر ولا تضلل الشعوب؟.
بقلم : يونس مجدوبي Monday 21-12 -2009 الركن الاخضر منقول من موقع :
http://www.grenc.com/
إن من سمات هذا العصر الذي أصبح "قرية صغيرة" بفضل تطور وسائل الإعلام والاتصال أصبح الكثيرون يختماوالون كل التقدم الذي أنجزه العالم المعاصر في تلك النقلة التكنولوجية لوسائل الإعلام والاتصال التي تسيطر بصمت على عقول الرأي العام.
وهنا نطرح سؤال مدى مصداقية وسائل الإعلام عموما في التعبير عن الرأي العام في المجتمع ؟ وهل تعتبر وسائل الإعلام وسيلة آمنة للتعرف على وجهات نظر مختلف في المجتمع وحجم التأييد والرفض فيه؟.
عندما نتأمل في وضع وسائل الإعلام وطبيعة عملها سنجد أنها من اخطر الوسائل التي تستخدمها الساسة والأقوى ماديا وتقنيا في معادلة إخضاع الرأي العام عن طريق التضليل الإعلامي الذي يلعب دورا كبيرا في التلاعب بالعقول وغسل الأدمغة والترويج للساسة وتزيف الحقائق وضرب كل من ينتقد هذه النخبة المتحكمة، وإن هذا التضليل للعقول هو أداء للقهر لأنه يمثل إحدى الأدوات التي تسعى النخبة المسيطرة على وسائل الإعلام من خلالها تطويع الرأي العام لأهدافها الخاصة.
وإن الساسة بحاجة أكثر من أي وقت مضي ـ خاصة في ظل الشلل السياسي ـ إلى تبني قوى مؤثرة خارجية، إما لكسب دعم جمهور المنتخبين أو لتضليلهم وليس لأي عنصر خارجي تأثير مما لدى وسائل الإعلام.
ولعل خداع الإدارة ألأمريكية في حربها على أفغانستان بدعوى الحرب على الإرهاب وفي حربها على العراق بدعوى نزع أسلحة الدمار الشامل ، تلك التي وجدنا فيها دمار شاملا ولم نجد فيها أسلحة الدمار لخير دليل على تضليل العالم كله من خلال دفع وسائل الإعلام للتركيز على أحداث معينة وتجاهل الكثير من الحقائق وأحداث أخرى أكثر أهمية.
وفي نفس سياق التضليل الإعلامي الذي يستغل غفلة الرأي العام وعدم سعيه لمعرفة الحقيقة واكتفائه واعتماده على ما يقدمه له الإعلام الرسمي والتجاري، نجد فضيحة المقابلة التي جمعت بين مصر والجزائر التي نتجت عنها كارثة دبلوماسية بين البلدين على مستوى رفيع, وكان وراء هذه الدعاية هو إلهاء الشعب المصري المفقر والمجوع عن القضية السياسية التي تحاك خيوطها في الخفاء" من يكون وريث مبارك"؟.
كما لا يفوتني أن أشير أن هناك عدة أساليب يمكن القول بأنها دعائم أساسية للإعلام الرسمي الذي ينتهج التعتيم والتحريف الإعلامي على بعض الحركات الاحتجاجية بإبعادها عن المنابر الإعلامية أو اللعب معها لعبة الإشاعات الصينية التي تتضاعف وتتضخم وتوفر الوسيلة الأعلى لنظرية المؤامرة ورسم الخرائط المبالغ فيها لصرف انتباه الرأي العام عنها.
وأخيرا إن ما تتميز به وسائل الإعلام من قدرة على شحن الرأي العام وتفعيله ,فإما أن تتحول هذه الوسائل إلى أداة فاعلة لبناء الرأي العام ومن خلاله خدمة المجتمع وتنميته أو تتحول إلى أداة تفتيت مدمرة بتغذية التضليل وترويج والتسويق لاديولوجية ما, وتكريس العنف وتسويق الاستهلاك ومن هذا المنطلق يجب على الرأي العام أن لا يأخذ كل ما يرى ويسمع ويقرأ من وسائل الإعلام الرسمي والخاص بالتسليم ,بل عليه أن يحاكمه على ضوء الواقع والحقيقة, وبعيدا عن هذا التضليل ألا يمكن تأسيس إعلام لا يماري ولا يداري ولا يموه الحق؟ ألا يمكن إيجاد أخلاق إعلامية لا تبلد الحس ولا تمسخ الفكر ولا تضلل الشعوب؟.
بقلم : يونس مجدوبي Monday 21-12 -2009 الركن الاخضر منقول من موقع :
http://www.grenc.com/
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام