الاصلاح السياسي(دراسة نظرية). محمد تركي بني سلامة الاصلاح السياسي قسم العلوم السياسية جامعة اليرموكا الأردن
على الرابط للتحميل
http://sites.google.com/site/dopsyu/1_1_3.doc?attredirects=0
مقتطف من الدراسة زخر الفكر العربي الحديث ولاسيما في القرن التاسع عشر بالأمثلة الدالة على أن فكرة الإصلاح السياسي قد تجدرت في النسيج الفكري السياسي العربي، وأنجبت الكثير من المفكرين والحركات السياسة التي ناضلت من أجل تحقيق إصلاح سياسي في المجتمع والدولة. ولما كانت هذه الدراسة تتناول الإطار النظري في موضوع الإصلاح السياسي فإن المجال لا يتسع لتناول مجمل الأفكار والرموز الإصلاحية والأعمال الأدبية لذلك فإننا سنكتفي بالإشارة الى ابرز رموز التيار الإصلاح والأعمال الفكرية التي قدموها في سعيهم ونضالهم لتحقيق الإصلاح في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية:
1. جمال الدين الأفغاني(3) حيث دعا الى أقامت دولة إسلامية نموذجية تلتزم بالقرآن والسنة والشورى والمبادئ الدستورية، وقد اعتبر الأفغاني مصر أصلح الدول الإسلامية لتحقيق هذا الغرض.
2. محمد عبده (4) حيث اكد على الإصلاح الديني والتربوي دون السياسي، إذ رأى الشيخ محمد عبده ان الشعب المصري غير مهيأ للإصلاح السياسي بعد، وبالتالي لابد من تهيئة الشعب نحو الإصلاح السياسي وذلك بالتركز على التربية والتعليم.
3. رشيد رضا (5) حاول رشيد رضا التوفيق بين أراء من سبقوه وذلك بالسعي نحو تحقيق الإصلاح في كافة المجالات السياسية والدينية والثقافية.
4. عبد الرحمن الكواكبي (6) يعتبر الكواكبي من أوائل من دعا الى إصلاح سياسي جذري في العالم العربي وذلك بنقده الشديد الى الاستبداد السياسي.
5. على عبد الرازق (7) حيث نقد الخلافة ودعا الى الإصلاح الديني.
6.عبدالحميد ابن باديس :رائد حركة الاصلاح في الجزائر و رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قاوم سياسة التجهيل التي كانت تمارسها فرنسا على الجزائريين ودعا الى اصلاح أحوال الجزائريين و الى احياء الروح الوطنية
وبالاطلاع على أفكار وأعمال جمهرة المصلحين السابقين نلاحظ أنهم صاغوا أيديولوجيات او خطاب إصلاحي لواقع المجتمع العربي في تلك الفترة من تاريخ العالم العربي والتي تميزت بالانقسام والضعف ولانهيار. ولعل ما نادى به الجيل السابق من رموز للإصلاح لا يتناول الإصلاح السياسي بطريقة تناسب متغيرات العصر وما تشتمل عليه من قيم ومؤسسات ديمقراطية جديدة أو عصرية، وبالتالي تأتي هذه الدراسة لتناول هذا الموضوع في إطار حديث يلاءم لغة أو واقع العصر الذي يتميز بالتركز على قيم ومؤسسات جديدة تتناول مفاهيم متعددة مثل القانون والدستور وحقوق الإنسان مؤسسات المجتمع المدني وحرية التعبير والصحافة والنشر والتمثيل النيابي والمشاركة السياسية، وأخيرا برنامج الدمقرطة الغربي أو الضغوط الأوروبية الأمريكية بفرض الإصلاح السياسي بالقوة على منطقة الشرق الأوسط، وتأتي هذه الدراسة لتناول مفهوم الإصلاح السياسي وأبعاده ومضامينه بأسلوب يلاءم واقع العصر.
ن الدراسة 1
مفهوم الإصلاح: The Concept of Reform
أن كلمة الإصلاح ليست جديدة على الفكر السياسي العربي، فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من سورة "والله يعلم المصلح من المفسد" (، وقوله مخاطباً فرعون "أن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض، وما تريد أن تكون من المصلحين" (سورة القصص، الآية 19)، وبالتالي فان مفهوم الإصلاح ليس جديداً في العقل العربي – الإسلامي، بل هو مفهوم قديم لم يبدأ بظهور الأفكار والتيارات الإصلاحية في القرن الماضي أو المبادرات الإصلاحية في الوقت الراهن، فالدعوة إلى الإصلاح بدأت قديماً في الدولة الإسلامية.
ويمكن اعتبار الأفكار التي نادى بها ابن تيمية بداية الدعوات الإصلاحية في العالم الإسلامي، أو ما يمكن تسميته بالإصلاح الديني، ثم تطور ليصبح مطلباً نهضوياً طرحه المفكرون العرب قبل أكثر من قرن من الزمان، أي فترة ما يمكن أن نسميه "عصر التنوير العربي" في سعيهم نحو تحقيق نهوض أو تقدم عربي في مجالات شتى من الحياة.
وقبل أن يصبح مفهوم الإصلاح، مفهوماً متداولاً ومستقلاً في الأدبيات السياسية الحديثة، فان أبعاده ومضامينه السياسية والاقتصادية والاجتماعية متضمنة في الكثير من المفاهيم الشائعة مثل: التنمية السياسية Political Development، أو التحديث Modernization، أو التغيير السياسي، Political Change، أو التحول Transition، أو التغيير Change، وجميع هذه المفاهيم تقريباً مرتبطة بالعالم الثالث ومنه الوطن العربي، كما انه يوجد لديها تعريفات متعددة، دقيقة وواضحة إلا أن مفهوم الإصلاح لا يزال يكتنفه الغموض، وذلك لتداخله مع العديد من المفاهيم السابقة، إلا انه ولغايات هذا البحث يمكن استخدام التعريف التالي لمفهوم الإصلاح: "التغيير والتعديل نحو الأفضل لوضع شاذ أو سيء، ولا سيما في ممارسات وسلوكات مؤسسات فاسدة، أو متسلطة، أو مجتمعات متخلفة، أو إزالة ظلم، أو تصحيح خطا أو تصويب اعوجاج" 2
1-د. محمد تركي بني سلامة الاصلاح السياسي قسم العلوم السياسية جامعة اليرموكا لأردن ص6
2-. عبد الله بلقزيز، أسئلة الفكر العربي المعاصر، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الأيوبية، 1998، 13.
على الرابط للتحميل
http://sites.google.com/site/dopsyu/1_1_3.doc?attredirects=0
مقتطف من الدراسة زخر الفكر العربي الحديث ولاسيما في القرن التاسع عشر بالأمثلة الدالة على أن فكرة الإصلاح السياسي قد تجدرت في النسيج الفكري السياسي العربي، وأنجبت الكثير من المفكرين والحركات السياسة التي ناضلت من أجل تحقيق إصلاح سياسي في المجتمع والدولة. ولما كانت هذه الدراسة تتناول الإطار النظري في موضوع الإصلاح السياسي فإن المجال لا يتسع لتناول مجمل الأفكار والرموز الإصلاحية والأعمال الأدبية لذلك فإننا سنكتفي بالإشارة الى ابرز رموز التيار الإصلاح والأعمال الفكرية التي قدموها في سعيهم ونضالهم لتحقيق الإصلاح في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية:
1. جمال الدين الأفغاني(3) حيث دعا الى أقامت دولة إسلامية نموذجية تلتزم بالقرآن والسنة والشورى والمبادئ الدستورية، وقد اعتبر الأفغاني مصر أصلح الدول الإسلامية لتحقيق هذا الغرض.
2. محمد عبده (4) حيث اكد على الإصلاح الديني والتربوي دون السياسي، إذ رأى الشيخ محمد عبده ان الشعب المصري غير مهيأ للإصلاح السياسي بعد، وبالتالي لابد من تهيئة الشعب نحو الإصلاح السياسي وذلك بالتركز على التربية والتعليم.
3. رشيد رضا (5) حاول رشيد رضا التوفيق بين أراء من سبقوه وذلك بالسعي نحو تحقيق الإصلاح في كافة المجالات السياسية والدينية والثقافية.
4. عبد الرحمن الكواكبي (6) يعتبر الكواكبي من أوائل من دعا الى إصلاح سياسي جذري في العالم العربي وذلك بنقده الشديد الى الاستبداد السياسي.
5. على عبد الرازق (7) حيث نقد الخلافة ودعا الى الإصلاح الديني.
6.عبدالحميد ابن باديس :رائد حركة الاصلاح في الجزائر و رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قاوم سياسة التجهيل التي كانت تمارسها فرنسا على الجزائريين ودعا الى اصلاح أحوال الجزائريين و الى احياء الروح الوطنية
وبالاطلاع على أفكار وأعمال جمهرة المصلحين السابقين نلاحظ أنهم صاغوا أيديولوجيات او خطاب إصلاحي لواقع المجتمع العربي في تلك الفترة من تاريخ العالم العربي والتي تميزت بالانقسام والضعف ولانهيار. ولعل ما نادى به الجيل السابق من رموز للإصلاح لا يتناول الإصلاح السياسي بطريقة تناسب متغيرات العصر وما تشتمل عليه من قيم ومؤسسات ديمقراطية جديدة أو عصرية، وبالتالي تأتي هذه الدراسة لتناول هذا الموضوع في إطار حديث يلاءم لغة أو واقع العصر الذي يتميز بالتركز على قيم ومؤسسات جديدة تتناول مفاهيم متعددة مثل القانون والدستور وحقوق الإنسان مؤسسات المجتمع المدني وحرية التعبير والصحافة والنشر والتمثيل النيابي والمشاركة السياسية، وأخيرا برنامج الدمقرطة الغربي أو الضغوط الأوروبية الأمريكية بفرض الإصلاح السياسي بالقوة على منطقة الشرق الأوسط، وتأتي هذه الدراسة لتناول مفهوم الإصلاح السياسي وأبعاده ومضامينه بأسلوب يلاءم واقع العصر.
ن الدراسة 1
مفهوم الإصلاح: The Concept of Reform
أن كلمة الإصلاح ليست جديدة على الفكر السياسي العربي، فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من سورة "والله يعلم المصلح من المفسد" (، وقوله مخاطباً فرعون "أن تريد إلا أن تكون جباراً في الأرض، وما تريد أن تكون من المصلحين" (سورة القصص، الآية 19)، وبالتالي فان مفهوم الإصلاح ليس جديداً في العقل العربي – الإسلامي، بل هو مفهوم قديم لم يبدأ بظهور الأفكار والتيارات الإصلاحية في القرن الماضي أو المبادرات الإصلاحية في الوقت الراهن، فالدعوة إلى الإصلاح بدأت قديماً في الدولة الإسلامية.
ويمكن اعتبار الأفكار التي نادى بها ابن تيمية بداية الدعوات الإصلاحية في العالم الإسلامي، أو ما يمكن تسميته بالإصلاح الديني، ثم تطور ليصبح مطلباً نهضوياً طرحه المفكرون العرب قبل أكثر من قرن من الزمان، أي فترة ما يمكن أن نسميه "عصر التنوير العربي" في سعيهم نحو تحقيق نهوض أو تقدم عربي في مجالات شتى من الحياة.
وقبل أن يصبح مفهوم الإصلاح، مفهوماً متداولاً ومستقلاً في الأدبيات السياسية الحديثة، فان أبعاده ومضامينه السياسية والاقتصادية والاجتماعية متضمنة في الكثير من المفاهيم الشائعة مثل: التنمية السياسية Political Development، أو التحديث Modernization، أو التغيير السياسي، Political Change، أو التحول Transition، أو التغيير Change، وجميع هذه المفاهيم تقريباً مرتبطة بالعالم الثالث ومنه الوطن العربي، كما انه يوجد لديها تعريفات متعددة، دقيقة وواضحة إلا أن مفهوم الإصلاح لا يزال يكتنفه الغموض، وذلك لتداخله مع العديد من المفاهيم السابقة، إلا انه ولغايات هذا البحث يمكن استخدام التعريف التالي لمفهوم الإصلاح: "التغيير والتعديل نحو الأفضل لوضع شاذ أو سيء، ولا سيما في ممارسات وسلوكات مؤسسات فاسدة، أو متسلطة، أو مجتمعات متخلفة، أو إزالة ظلم، أو تصحيح خطا أو تصويب اعوجاج" 2
1-د. محمد تركي بني سلامة الاصلاح السياسي قسم العلوم السياسية جامعة اليرموكا لأردن ص6
2-. عبد الله بلقزيز، أسئلة الفكر العربي المعاصر، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الأيوبية، 1998، 13.
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام