العنف وتعريفه واشكاله ________________________________________
يكاد يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك لإختلاف اهتمامات وتخصصات الباحثين في هذا الصدد. فعلماء السياسة يعرفونه بطريقة مختلفة من علماء الاجتماع، وهؤلاء بدورهم يختلفون في تعريفهم له عن علماء النفس، أو علماء الجريمة والقانون. كما أنه يعرف أحيانا بطرق تختلف باختلاف الأغراض التي يكون مرغوبا الوصول إليها، وباختلاف الظروف المحيطة أيضا.
كلمة عنف Violence مشتقة من الكلمة اللاتينية Violare تعني ينتهك أو يؤذي أو يغتصب، وهو استخدام الضغط أو القوة ً استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما13.
ويشير مفهوم العنف إلى عدة معان منها استخدام القوة أو الإكراه غير المشروع ولتحديد العنف إجرائيا يتطلب الأمر التفرقة بين العنف الشرعي والعنف غير الشرعي،فعندما تقوم الدولة باستخدام القوة لحماية القانون والنظام فقد يبدو هذا النمط من السلوك على أنه عنف شرعي، أما العنف غير الشرعي فقد يظهر عندما يقوم أحد الأفراد بإلحاق الضرر الجسدي أو النفسي بفرد آخر14 ويعرف أيضا بانه استخدام القوة الجسدية للإيذاء والضرر15،ويعرف العنف على أنه أحد الأنماط السلوكية الفردية أو الجماعية التي تعبر عن رفض الآخر نتيجة الشعور والوعي بالإحباط في إشباع الحاجات الإنسانية16،وهو أي عمل يرتكب ضد الإنسان ويحطم من كرمته وهو يتراوح بين الإهانة بالكلمة واستخدام الضرب17 وأيضاً يُعرف على أنه سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى 18، وهناك تعريف آخر ينتقد التعريفات السائدة التي تنص على أن العنف هو الإستخدام غير المشروع- أو على الأقل غير الشرعي للقوة- فلا يرى صاحب هذا التعريف19 جواز القانون أو مبررات المشروعية كافيةً لإستخدام القوة، بل لضرورات أخرى منها إستخدام القوة جائز للدفاع فقط. بلْ لابد أن يكون الإستخدام دفاعياً محدوداً وإضطرارياً20
إن ظاهرة العنف في المجتمعات الإنسانية تعددت ضروبها وأنواعها، حتى تفنن رجال السياسة والمجتمع فأطلقوا على العنف أسماءً ونعوتاً مختلفة كالعنف المشروع واللامشروع، والعنف الثوري والعنف الموجه والعنف العشوائي وغيرها من المعاني الاصطلاحية… ومهما تعددت أنواع العنف فإن معناه العام لا يتعدى كونه الخرق المتعمد للمبادئ والنظم الإنسانية وتجنب الرفق فيها، واستخدام الشدة والبطش في معالجة المعضلات… 21
و يمكن تعريف العنف بأنه السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى الشخصي بالآخرين وله أشكال متعددة منها الإيذاء الجسدي، والإيذاء اللفظي بالتجريح والشتم السباب والإيذاء النفسي.
أنواع العنف
صُنف العنف لعدة اصناف نظراً لاتساع جوانبه وأسبابه وأبعاده حيث أخذ العلماء والبحاث والمختصين في تقسيم الموضوع وتصنيفه بأساليب متعددة فقد صنف على أساس : العنف المدرسي والعنف العائلي والعنف الإعلامي والعنف الحكومي..... الخ، وتم تصنيفه على أساس آخر إلى ثلاثة أنواع هي : العنف النفسي والعنف اللفظي و العنف الجسمي 22.
وهناك العديد من التقسيمات التي تصنف العنف لعدة أنواع وهناك أيضا العديد من الآراء حولها، ويكتفى الباحث بالإشارة إليها وهي كالتالي23:
• العنف السياسي: الذي يستخدم القوة للإستيلاء على السلطة، أو الإنعطاف بها.
• العنف الفردي والعنف الجماعي كعنف الدولة أو المعارضة أو الحرب.
• العنف الفكري، والعنف العملي.
• العنف الإقتصادي.
• العنف الإجتماعي.
• العنف العسكري.
• العنف الإعلامي.
• العنف النفساني: الذي يرتبط بذات الإنسان المادية، وغير المادية، كالتفكير، والجسد.
• العنف الأسري.
العنف في وسائل الإعلام
بدأ الاهتمام بدراسة العنف وآثاره على الفرد والمجتمع بعد الحرب العالمية الأولى حيث زادت نسبة الجرائم والعنف والمشكلات الاجتماعية بشكل ملحوظ بعد هذه الفترة مما دفع بالباحثين التي تقصي الأسباب ودوافع ذلك حيث حاولوا معرفة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التسبب بهذه المشكلات الاجتماعية من جهة، وتحديد الدور الذي تلعبه في التصدي لهذه المشكلات من جهة أخرى. وقد تمخضت دراساتهم عن نتائج كثيرة لخصت مسألة طبيعة تأثير وسائل الإعلام في العديد من النظريات يمكن إيجازها في الآتي:
- نظرية التأثير القوي أو المطلق (نظرية الرصاصة الإعلامية): يرى أصحاب هذه النظرية أن وسائل الإعلام لها تأثير قوي ومباشر على الفرد والمجتمع يكاد يبلغ حد السطوة والهيمنة وهذا التأثير قوي وفاعل مثل الرصاصة، ولايفلت منه أحد(1).
- نظرية التأثير المحدود لوسائل الإعلام:
اهتزت نظرية الرصاصة الاعلامية أمام نتائج الدراسات الميدانية التي قام بها باحثون في ميدان علم النفس الاجتماعي حيث تبين لهم تأثير وسائل الاعلام محدود جدا اذا ما قورن بالتأثير الذي تحدثه عوامل أخرى أطلقوا عليها العوامل الوسيطة كالأسرة، واتجاهات الفرد، وقادة الرأي، والاحزاب، وعوامل أخرى كثيرة، تحول هذه العوامل دون التأثير المطلق أو القوي لوسائل الاعلام على الفرد.(2)
- نظرية التأثير المعتدل لوسائل الاعلام:
برز هذا الاتجاه في أواخر الستينات والسبعينات، ويعتقد أصحابه أن تأثير الوسائل الاعلامية على الفرد يتأثر بعوامل نفسية كثيرة ومتغيرات نفسية كثيرة، وكان التركيز القوي لهم على البعد النفسي. أي اسلوب الافراد أمام وسائل الاعلام أكثر قوة من عوامل ومتغيرات مما يجعل التأثير معتدلا نوعا ما.
- نظرية التأثير القوي:
يعترف أصحاب هذه النظرية بـتأثير وسائل الاعلام على الفرد والمجتمع. ولكنهم لا يقللوا من شأن هذه التأثير ولا يبالغوا فيه كثيرا. ولكنهم يقبولون بقوته وفاعليته اذا ما روعيت عوامل معينة، واذا ما اتبعنا أساليب معينة، في مواقف معينة مثل تكرار الرسالة الاعلامية، ثم شموليتها ثم انسجامها وتوافقها. ان هذه الظروف والعوامل اذا ما روعيت فأنها تجعل من التأثير قويا.
العنف الإعلامي
مناقشة موضوع العنف (في شكله الترفيهي) عبر وسائل الإعلام بدأت في أوائل الخمسينات من القرن المنصرم بجلسات عقدها الكونجرس الأمريكي لمحاولة معرفة مدى تأثير العنف (في شكله الترفيهي) المعروض عبر (التلفزيون) على المتلقين. ففي الستّينات من القرن المنصرم لجنة إيزنهاور وتحت قيادة رئيس جامعة ولاية كانساس السابق ( ميلتن إيزنهاور)، فَحصت العنف الإعلامي كعامل مُسَاهم يساعد على نمو ثقافة العنف، وفي سنة 1972 صدر تقرير عن وزير الصحة الأمريكي يُظهرُ قلقاً حول تأثير عنف التلفزيون على الأطفال. وفي الثمانينات المعهد الوطني الأمريكي أصدر تقريره الذي بُنى على تقرير وزير الصحة الصادر في 1972، التقارير اللاحقة في التسعينيات الصادرة عن الجمعية النفسية الأمريكية والجمعية الطبية الأمريكية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تناولت نفس التقارير السابقة، وخلال هذه الفترة الزمنية التي تقارب النصف قرن والتي دُرست فيها ظاهرة العنف الإعلامي في أمريكا وحدها يمكن تلخيص ثلاثة تأثيراتَ رئيسية كنتيجة للعنف الإعلامي: العدوان وعدم الإحساس والخوف24.
أول اهتمام بجانب العنف في نشرات الأخبار كان في كتاب25 تضمن تقريرا جرى اعداده بطلب من وزير الثقافة الفرنسي "جان جاك اياغون" وساهم فيه عدد مهم من الاختصاصيين في ميدان الاعلام المرئي ومن المعنيين، من اداريين ومحاميين وغيرهم في هذا الميدان. وكانت الملاحظة الاولى التي تم التأكيد عليها والانطلاق منها في البحث تتمثل في الاعتراف بتعاظم ظاهرة العنف في مختلف قطاعات المجتمع الفرنسي.. وفي مواجهة مثل هذا الواقع كان وزير الثقافة الفرنسي قد اكد في رسالته للجنة المكلفة باعداد هذا التقرير الذي يتمحور حول العنف في "التلفزيون" على القول "إن النضال ضد جميع اشكال العنف، ورفض كل اشكال التمييز والبغض امور في صلب ميثاقنا الاجتماعي. لذلك ينبغي علينا جماعياً، وفي ظل ثقافة تهيمن عليها الصورة، اعادة النظر فيما يتم تقديمه بصورة شبه متواصلة من مشاهد عنيفة او عدوانية لها تأثيرها على عقل الاكثر شباباً "
واضعوا هذا الكتاب والتقرير بدأوا بطرح بعض التساؤلات الجوهرية حول "الآثار الاجتماعية" و" النفسية" و" السياسية" لتعاظم جرعة العنف في البرامج المرئية بما في ذلك في "نشرات الاخبار".
وموضوع العنف في وسائل الإعلام سيطر على العديد من الندوات والنشاطات في القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي بدأت أعمالها في جنيف بتاريخ 11 الكانون – ديسمبر – 2003 ف، لعل أبرزها ندوة ( العنف في العالم والعنف في الإعلام ) التي نظمها المنتدى العالمي لوسائل الإعلام الالكترونية وشارك فيها صحفيون وخبراء ومسئولون عن وسائل إعلام في بعض المؤسسات الإعلامية العالمية؛ وقد تناولت الندوة التصنيفات المختلفة للعنف في المجال الإعلامي بالإضافة إلى الآثار الممكنة لمشاهد العنف وخاصة على الأطفال والشباب..النتيجة الأبرز للنقاش كانت أهمية التمييز بين مصطلحين هما: ( العنف الترفيهي والعنف الإخباري). بعض المشاركين في هذه الندوة أكدوا على أن مفهوم العنف الإخباري لم يخضع للدراسة بشكل علمي. و العرب ليسوا الوحيدين الذين يتعرضون لهذا النوع من العنف، بل ربما هم الأكثر عرضةً له بشكل مباشر، ففي الغالب ما تنقله الفضائيات العربية هو صور هذا العنف من إحدى الدول العربية، وهذه الصور ذات صلة بالقضايا العربية. ونأخذ في الاعتبار أن ".. ما يعرفه الشباب... عن السياسة يصل أغلبه إليهم عن طريق وسائل الإعلام الجماهيرية. ففي استطاعة الإعلام إن يوصل المعرفة والمثل العليا والقيم الخاصة بتشكيل الإرادة إلى الشباب، ويسهل عليهم بذلك المشاركة في العملية السياسية والتأثير على اتجاهها. والمشكلة هنا ليست المدخل إلى المعرفة وإنما تصنيف وتفسير الكم الهائل من المعلومات الموجودة وتحويلها إلى منظومة من الأفكار الواقعية ذات معنى..."25
آثار نشر العنف من خلال وسائل الإعلام :
هناك إشارات عدة إلى أن عرض صور العنف في نشرات الأخبار قد يكون له مردوده السلبي على نفسية المتلقي وقد يؤثر في مواقف واتجاهات المتلقي، من بين هذه الإشارات نوجز ما يلي:
- يقول الأستاذ علي راضي حسانين26 في هذا الجانب .. يرجع الخوف من نشر العنف والجريمة من خلال وسائل الإعلام إلى أن المشاهدين.... يقبلون عليها بشكل أكثر من غيرها. وأكدت بعض البحوث وجود علاقة وثيقة بين السلوك العدواني والتعرض لهذه المضامين.)27 وأوجز أهم الآثار التي تتركها مشاهدة العنف على النحو التالي:
1. رفع حدة الآثار النفسية والعاطفية عند الفرد مما قد يقود إلى ارتكاب سلوك عنيف تجاه الآخرين. ويتوقف سلوك الفرد العنيف (أي استجابته للمشاهدة) على مدى إحساسه وشعوره بالإحباط والضيق والتوتر.
2. تعزيز السلوك القائم بالفعل داخل الفرد. حيث تعمل المشاهدة للعنف أو قراءتها على تعزيز وتدعيم السلوك الموجود أصلا عند المشاهد وذلك لأن الشخص العنيف يسبب دوافع العنف داخله – يرى السلوك العنيف المتلفز على أنه تجربة حقيقية.
3. التعلم والتقاليد: من المعروف أن إحدى طرق تعلم الإنسان هي التقليد والمحاكاة، من هنا تأتي خطورة عرض أفلام العنف لأن البعض قد يقلدها على غرارها.
عبير شعبان منقول من منتدى : http://forums.2dab.org/ 6
يكاد يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك لإختلاف اهتمامات وتخصصات الباحثين في هذا الصدد. فعلماء السياسة يعرفونه بطريقة مختلفة من علماء الاجتماع، وهؤلاء بدورهم يختلفون في تعريفهم له عن علماء النفس، أو علماء الجريمة والقانون. كما أنه يعرف أحيانا بطرق تختلف باختلاف الأغراض التي يكون مرغوبا الوصول إليها، وباختلاف الظروف المحيطة أيضا.
كلمة عنف Violence مشتقة من الكلمة اللاتينية Violare تعني ينتهك أو يؤذي أو يغتصب، وهو استخدام الضغط أو القوة ً استخداما غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما13.
ويشير مفهوم العنف إلى عدة معان منها استخدام القوة أو الإكراه غير المشروع ولتحديد العنف إجرائيا يتطلب الأمر التفرقة بين العنف الشرعي والعنف غير الشرعي،فعندما تقوم الدولة باستخدام القوة لحماية القانون والنظام فقد يبدو هذا النمط من السلوك على أنه عنف شرعي، أما العنف غير الشرعي فقد يظهر عندما يقوم أحد الأفراد بإلحاق الضرر الجسدي أو النفسي بفرد آخر14 ويعرف أيضا بانه استخدام القوة الجسدية للإيذاء والضرر15،ويعرف العنف على أنه أحد الأنماط السلوكية الفردية أو الجماعية التي تعبر عن رفض الآخر نتيجة الشعور والوعي بالإحباط في إشباع الحاجات الإنسانية16،وهو أي عمل يرتكب ضد الإنسان ويحطم من كرمته وهو يتراوح بين الإهانة بالكلمة واستخدام الضرب17 وأيضاً يُعرف على أنه سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى 18، وهناك تعريف آخر ينتقد التعريفات السائدة التي تنص على أن العنف هو الإستخدام غير المشروع- أو على الأقل غير الشرعي للقوة- فلا يرى صاحب هذا التعريف19 جواز القانون أو مبررات المشروعية كافيةً لإستخدام القوة، بل لضرورات أخرى منها إستخدام القوة جائز للدفاع فقط. بلْ لابد أن يكون الإستخدام دفاعياً محدوداً وإضطرارياً20
إن ظاهرة العنف في المجتمعات الإنسانية تعددت ضروبها وأنواعها، حتى تفنن رجال السياسة والمجتمع فأطلقوا على العنف أسماءً ونعوتاً مختلفة كالعنف المشروع واللامشروع، والعنف الثوري والعنف الموجه والعنف العشوائي وغيرها من المعاني الاصطلاحية… ومهما تعددت أنواع العنف فإن معناه العام لا يتعدى كونه الخرق المتعمد للمبادئ والنظم الإنسانية وتجنب الرفق فيها، واستخدام الشدة والبطش في معالجة المعضلات… 21
و يمكن تعريف العنف بأنه السلوك الذي يؤدي إلى إلحاق الأذى الشخصي بالآخرين وله أشكال متعددة منها الإيذاء الجسدي، والإيذاء اللفظي بالتجريح والشتم السباب والإيذاء النفسي.
أنواع العنف
صُنف العنف لعدة اصناف نظراً لاتساع جوانبه وأسبابه وأبعاده حيث أخذ العلماء والبحاث والمختصين في تقسيم الموضوع وتصنيفه بأساليب متعددة فقد صنف على أساس : العنف المدرسي والعنف العائلي والعنف الإعلامي والعنف الحكومي..... الخ، وتم تصنيفه على أساس آخر إلى ثلاثة أنواع هي : العنف النفسي والعنف اللفظي و العنف الجسمي 22.
وهناك العديد من التقسيمات التي تصنف العنف لعدة أنواع وهناك أيضا العديد من الآراء حولها، ويكتفى الباحث بالإشارة إليها وهي كالتالي23:
• العنف السياسي: الذي يستخدم القوة للإستيلاء على السلطة، أو الإنعطاف بها.
• العنف الفردي والعنف الجماعي كعنف الدولة أو المعارضة أو الحرب.
• العنف الفكري، والعنف العملي.
• العنف الإقتصادي.
• العنف الإجتماعي.
• العنف العسكري.
• العنف الإعلامي.
• العنف النفساني: الذي يرتبط بذات الإنسان المادية، وغير المادية، كالتفكير، والجسد.
• العنف الأسري.
العنف في وسائل الإعلام
بدأ الاهتمام بدراسة العنف وآثاره على الفرد والمجتمع بعد الحرب العالمية الأولى حيث زادت نسبة الجرائم والعنف والمشكلات الاجتماعية بشكل ملحوظ بعد هذه الفترة مما دفع بالباحثين التي تقصي الأسباب ودوافع ذلك حيث حاولوا معرفة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التسبب بهذه المشكلات الاجتماعية من جهة، وتحديد الدور الذي تلعبه في التصدي لهذه المشكلات من جهة أخرى. وقد تمخضت دراساتهم عن نتائج كثيرة لخصت مسألة طبيعة تأثير وسائل الإعلام في العديد من النظريات يمكن إيجازها في الآتي:
- نظرية التأثير القوي أو المطلق (نظرية الرصاصة الإعلامية): يرى أصحاب هذه النظرية أن وسائل الإعلام لها تأثير قوي ومباشر على الفرد والمجتمع يكاد يبلغ حد السطوة والهيمنة وهذا التأثير قوي وفاعل مثل الرصاصة، ولايفلت منه أحد(1).
- نظرية التأثير المحدود لوسائل الإعلام:
اهتزت نظرية الرصاصة الاعلامية أمام نتائج الدراسات الميدانية التي قام بها باحثون في ميدان علم النفس الاجتماعي حيث تبين لهم تأثير وسائل الاعلام محدود جدا اذا ما قورن بالتأثير الذي تحدثه عوامل أخرى أطلقوا عليها العوامل الوسيطة كالأسرة، واتجاهات الفرد، وقادة الرأي، والاحزاب، وعوامل أخرى كثيرة، تحول هذه العوامل دون التأثير المطلق أو القوي لوسائل الاعلام على الفرد.(2)
- نظرية التأثير المعتدل لوسائل الاعلام:
برز هذا الاتجاه في أواخر الستينات والسبعينات، ويعتقد أصحابه أن تأثير الوسائل الاعلامية على الفرد يتأثر بعوامل نفسية كثيرة ومتغيرات نفسية كثيرة، وكان التركيز القوي لهم على البعد النفسي. أي اسلوب الافراد أمام وسائل الاعلام أكثر قوة من عوامل ومتغيرات مما يجعل التأثير معتدلا نوعا ما.
- نظرية التأثير القوي:
يعترف أصحاب هذه النظرية بـتأثير وسائل الاعلام على الفرد والمجتمع. ولكنهم لا يقللوا من شأن هذه التأثير ولا يبالغوا فيه كثيرا. ولكنهم يقبولون بقوته وفاعليته اذا ما روعيت عوامل معينة، واذا ما اتبعنا أساليب معينة، في مواقف معينة مثل تكرار الرسالة الاعلامية، ثم شموليتها ثم انسجامها وتوافقها. ان هذه الظروف والعوامل اذا ما روعيت فأنها تجعل من التأثير قويا.
العنف الإعلامي
مناقشة موضوع العنف (في شكله الترفيهي) عبر وسائل الإعلام بدأت في أوائل الخمسينات من القرن المنصرم بجلسات عقدها الكونجرس الأمريكي لمحاولة معرفة مدى تأثير العنف (في شكله الترفيهي) المعروض عبر (التلفزيون) على المتلقين. ففي الستّينات من القرن المنصرم لجنة إيزنهاور وتحت قيادة رئيس جامعة ولاية كانساس السابق ( ميلتن إيزنهاور)، فَحصت العنف الإعلامي كعامل مُسَاهم يساعد على نمو ثقافة العنف، وفي سنة 1972 صدر تقرير عن وزير الصحة الأمريكي يُظهرُ قلقاً حول تأثير عنف التلفزيون على الأطفال. وفي الثمانينات المعهد الوطني الأمريكي أصدر تقريره الذي بُنى على تقرير وزير الصحة الصادر في 1972، التقارير اللاحقة في التسعينيات الصادرة عن الجمعية النفسية الأمريكية والجمعية الطبية الأمريكية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تناولت نفس التقارير السابقة، وخلال هذه الفترة الزمنية التي تقارب النصف قرن والتي دُرست فيها ظاهرة العنف الإعلامي في أمريكا وحدها يمكن تلخيص ثلاثة تأثيراتَ رئيسية كنتيجة للعنف الإعلامي: العدوان وعدم الإحساس والخوف24.
أول اهتمام بجانب العنف في نشرات الأخبار كان في كتاب25 تضمن تقريرا جرى اعداده بطلب من وزير الثقافة الفرنسي "جان جاك اياغون" وساهم فيه عدد مهم من الاختصاصيين في ميدان الاعلام المرئي ومن المعنيين، من اداريين ومحاميين وغيرهم في هذا الميدان. وكانت الملاحظة الاولى التي تم التأكيد عليها والانطلاق منها في البحث تتمثل في الاعتراف بتعاظم ظاهرة العنف في مختلف قطاعات المجتمع الفرنسي.. وفي مواجهة مثل هذا الواقع كان وزير الثقافة الفرنسي قد اكد في رسالته للجنة المكلفة باعداد هذا التقرير الذي يتمحور حول العنف في "التلفزيون" على القول "إن النضال ضد جميع اشكال العنف، ورفض كل اشكال التمييز والبغض امور في صلب ميثاقنا الاجتماعي. لذلك ينبغي علينا جماعياً، وفي ظل ثقافة تهيمن عليها الصورة، اعادة النظر فيما يتم تقديمه بصورة شبه متواصلة من مشاهد عنيفة او عدوانية لها تأثيرها على عقل الاكثر شباباً "
واضعوا هذا الكتاب والتقرير بدأوا بطرح بعض التساؤلات الجوهرية حول "الآثار الاجتماعية" و" النفسية" و" السياسية" لتعاظم جرعة العنف في البرامج المرئية بما في ذلك في "نشرات الاخبار".
وموضوع العنف في وسائل الإعلام سيطر على العديد من الندوات والنشاطات في القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي بدأت أعمالها في جنيف بتاريخ 11 الكانون – ديسمبر – 2003 ف، لعل أبرزها ندوة ( العنف في العالم والعنف في الإعلام ) التي نظمها المنتدى العالمي لوسائل الإعلام الالكترونية وشارك فيها صحفيون وخبراء ومسئولون عن وسائل إعلام في بعض المؤسسات الإعلامية العالمية؛ وقد تناولت الندوة التصنيفات المختلفة للعنف في المجال الإعلامي بالإضافة إلى الآثار الممكنة لمشاهد العنف وخاصة على الأطفال والشباب..النتيجة الأبرز للنقاش كانت أهمية التمييز بين مصطلحين هما: ( العنف الترفيهي والعنف الإخباري). بعض المشاركين في هذه الندوة أكدوا على أن مفهوم العنف الإخباري لم يخضع للدراسة بشكل علمي. و العرب ليسوا الوحيدين الذين يتعرضون لهذا النوع من العنف، بل ربما هم الأكثر عرضةً له بشكل مباشر، ففي الغالب ما تنقله الفضائيات العربية هو صور هذا العنف من إحدى الدول العربية، وهذه الصور ذات صلة بالقضايا العربية. ونأخذ في الاعتبار أن ".. ما يعرفه الشباب... عن السياسة يصل أغلبه إليهم عن طريق وسائل الإعلام الجماهيرية. ففي استطاعة الإعلام إن يوصل المعرفة والمثل العليا والقيم الخاصة بتشكيل الإرادة إلى الشباب، ويسهل عليهم بذلك المشاركة في العملية السياسية والتأثير على اتجاهها. والمشكلة هنا ليست المدخل إلى المعرفة وإنما تصنيف وتفسير الكم الهائل من المعلومات الموجودة وتحويلها إلى منظومة من الأفكار الواقعية ذات معنى..."25
آثار نشر العنف من خلال وسائل الإعلام :
هناك إشارات عدة إلى أن عرض صور العنف في نشرات الأخبار قد يكون له مردوده السلبي على نفسية المتلقي وقد يؤثر في مواقف واتجاهات المتلقي، من بين هذه الإشارات نوجز ما يلي:
- يقول الأستاذ علي راضي حسانين26 في هذا الجانب .. يرجع الخوف من نشر العنف والجريمة من خلال وسائل الإعلام إلى أن المشاهدين.... يقبلون عليها بشكل أكثر من غيرها. وأكدت بعض البحوث وجود علاقة وثيقة بين السلوك العدواني والتعرض لهذه المضامين.)27 وأوجز أهم الآثار التي تتركها مشاهدة العنف على النحو التالي:
1. رفع حدة الآثار النفسية والعاطفية عند الفرد مما قد يقود إلى ارتكاب سلوك عنيف تجاه الآخرين. ويتوقف سلوك الفرد العنيف (أي استجابته للمشاهدة) على مدى إحساسه وشعوره بالإحباط والضيق والتوتر.
2. تعزيز السلوك القائم بالفعل داخل الفرد. حيث تعمل المشاهدة للعنف أو قراءتها على تعزيز وتدعيم السلوك الموجود أصلا عند المشاهد وذلك لأن الشخص العنيف يسبب دوافع العنف داخله – يرى السلوك العنيف المتلفز على أنه تجربة حقيقية.
3. التعلم والتقاليد: من المعروف أن إحدى طرق تعلم الإنسان هي التقليد والمحاكاة، من هنا تأتي خطورة عرض أفلام العنف لأن البعض قد يقلدها على غرارها.
عبير شعبان منقول من منتدى : http://forums.2dab.org/ 6
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام