خطة البحث:
مقدمــــــــــــــة
I. الإطار العام لمراحل تطور النزاع
II. نموذج تصاعد النزاع لــــ: فريدش جلاسل clasl conflict escalatipn model.
III. نموذج الساعة الرملية لــ: أوليفر رامس بوثام the hour glass model
IV. تطبيق نموذج الساعة الرملية على: النزاع في اقليم التيبت conflict In "Tibet "
الخاتمــــــــــة
تعد دراسة النزاعات الدولية من أهم المواضيع المطروحة في حقل العلاقات الدولية وتعد من أهم الدراسات المعاصرة ، فالدارسين للعلاقات في اطار دراستنا للعلاقات الدولية ، فان تحليل النزاعات الدولية يحتل جانبا كبيرا في هذه الدراسة كون العلاقات الدولية هي إما صراع و إما تعاون ، و في إطار تحليلنا للنزاع فنحن نتعرض لإدارة النزاع (صراع) ، تسوية النزاع ( تعاون ) .
فالنزاع كما يعرفه "john durassell " : هو النزاع بين عدة دول أو وحدات سياسية في شكل صدام إرادات متناقضة ... " فا لنزاع ظاهرة طبيعية في العلاقات الدولية مادام هدف الوحدات السياسية هو المصلحة و القوة و زيادة القوة و بالتالي فهي تبرر لنفسها الوسائل لتحقيق أهدافها، و بسبب تضارب المصالح بين الوحدات السياسية تقوم النزاعات، وينتج عن ذلك تضارب في النظام الدولي و على الدول المعنية على وجه الخصوص ، والمتمعن في دراسات النزاعات الدولية يعي جيدا أنه لابد من وجود معرفة جيدة و معمقة في أسباب النزاع بالإضافة إلى ومعرفة مراحل التي تشكل و تطور النزاع كون ذلك يقدم فها شاملا للظاهر النزاعية و كيفية معالجتها ، وتعتبر دراسة مراحل تطور النزاعات من المواضيع المهمة كونها لا تتطور بشكل خطي و هي ليست نفسها في كافة النزاعات و تتغير حسب طبيعة النزاع و الظروف السائدة و في ظل ذلك سأحاول الإجابة في بحثنا عن الإشكالية التالية:
• إلى أي مدى يمكن تتبع مراحل تطور النزاعات الدولية و إمكانية تطبيقها على النزاعات في العلاقات الدولية؟ و سأسعى لاختبار الفرضية التالية :
• كلما زادت مستويات التصعيد للنزاع كلما انعكس ذلك بالسلب على إدارة النزاعات .
• كلما كان هناك تعاون مابين الأطراف المتنازعة كلما انعكس بالضرورة بالإيجاب على طريقة إدارة النزاعات.
I. الإطار العام لمراحل تطور النزاعات:
للنزاعات من نشؤها إلى حلها مكونة من خمس مراحل متداخلة وهى :
قد يختلف التنازع في المنشاة للظروف والأسباب والمدى وغالبا ً ما تنشى النازعات عادة نتيجة فهم أو إدراك خاطئ أو ظن أو وهم أو تفادى مواجهة الاختلاف أو ناتج تناقض حقيقي أو ظاهري أو الأهداف أو الرغبات بين الإفراد أو الجماعات أو المجموعات أو الشعور والإحساس بالظلم والغبن .....الخ .
تبدأ مرحلة التصعيد بانتهاء مرحلة تكوين النزاع وهى مرحلة ظهور المسألة في شكلها الناشط الملفت للنظر والمثير لرد الفعل أو على الأقل الملاحظة عند الطرف الأخر .
وكل غبن لم يواجه ويعالج إما بتصحيح الشعور بعدم وجوده أو بإزالة ما لحق من ظلم تبدأ حلقات التصعيد موجا فوق موج تقود كل حلقة التي تليها حتى يخرج الأمر من اليد وتفقد السيطرة ويتأزم الموقف في تصاعد مستمر .
هذه هي مرحلة الرفض والمقاطعة والقطيعة إذ يستمر التأزم والتصعيد في الأعداء بشكل ملحوظ ويتخذ الإطراف مواقف متشددة فتتأزم المواقف وتتمايز الصفوف وتتباين ويعتبر كل طرف الأخر مخطئا ً ويحمله مسؤولية تبعات النزاع . فالطرف الأخر هو المخطئ وهو السبب وهو الظالم والقاسي وعديم الأخلاق وما إلى ذلك من النعوت السيئة .....الخ .
" عدم الاعتراف وهذا الرفض المغلظ سببه حدة التنافر وغياب الثقة وانعدامها تماما .
إن مرحلة المواجهة والعداء السافر تعتبر أصعب المراحل إذ تتولد الرغبة للتعامل بالعنف كوسيلة لتحقيق الإغراض أو أهداف سياسية أو اجتماعية فهي مرحلة قتال واقتتال واستنزاف في الممتلكات.
هي بداية مرحلة اعتراف ومحاولة معايشة بين أطراف النزاع فعندما يصل الصراع إلى قمته تبدأ مرحلة استقراره ويقف عندها التصعيد ويستقر العنف على حاله .
وهذه هي المرحلة أو الفرصة لبداية العد التناماوالي للتصعيد وكذلك بداية دخول الأطراف في حوار وتبدأ إشارة شعور الأطراف بالواقع وعودتها إلى رشدها بعد الاصطدام بواقع حقيقة وجود كل طرف ويكون ورغم الاعتراف بحق كل طرف في الوجود يسطر على الأجواء " فقدان الثقة " ويواجه الأطراف في نفس الوقت حقيقة أن اللجوء إلى العنف أو الاستمرار فيه مغامرة غير مضمونة العواقب ولا يحل المشكلة.
يدخل الأطراف في الحوار نتيجة اقتناع أن حل المعضلة أو المشكلة وإنهاء الخصام عن طريق الحوار الجدي وانفع وأفضل وأحسن واسلم وتصبح الظروف مواتية تتدخل طرف ثالث لجمع شمل الأطراف للجلوس حول طاولة الحوار . إن الدخول في حوار وتفاوض لا يعنى ذوبان جليد عدم الثقة يظل في واقع الحال رغم قبول الحوار كل طرف متمسك بموقفه وتصوراته وإدراكه وفهمه ويبقى ظنه بأنه هو الأصح و وإن قلت درجة التعصب نسبيا ً.
و التغيير الحقيقي الذي يحدث نتيجة بداية التحاور في هذه الصورة الأحادية فيها التحول التدريجي في فهم ومطالب وحاجات ورغبات وتطلعات ومخاوف وشكوك الطرف الأخر.
نتيجة التحاور والتفاهم وبذور الثقة واللجوء إلى استعمال المنطق والعقل واصطحاب العاطفة يتعاون الأطراف متجاوزين مواقفهم السابقة للوصول إلى تسوية النزاع في بعض الحالات للوصول إلى حل مستدام في بعض الحالات الأخرى .
ورغم أن التسوية مرحلة متقدمة على الحرب وأفضل من ويلاتها ودمارها إلا إنها ربما تكون ثابتة وموقنة حالما تعود بعدها النزاع مرة ثانية
نموذج تصاعد النزاع لـ" فريدرش جلاسل":clasl conflict escalation model
تم عرض هذا النموذج في كتاب "فريد رش جلاسل" إدارة الصراع ، فقد حاول من خلاله تقسيم تصاعد النزاع إلى تسعة مراحل ، وتكمن أهمية هذا النموذج أنه يقدم أيضا لمحة أولية عن طرق التدخل المقترحة من طرف claslوهذه المراحل هي:
1
تنشأ عندما يحدث اختلاف على بعض القضايا مما تؤدي إلى التهيج و تعني أن الانتقال من الشكل السلس و الطبيعي وصل إلى طريق مسدود و يرى كلا الطرفين لا يمكن تقدم و كلما فشلت الجهود في الوصول إلى نتائج يبدأ الشك في نوايا الطرف الثاني و يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية عندا يفقد أحد أو كلا الطرفين الإيمان بإمكانية حل المشكلة.
2.مرحلة الجدل:
الأطراف تبحث عن وسائل أقوى لمساندة وجهات نظرهم للحصول على القوة، النزاع هنا لم يعد مقتصرا على مسألة نزاع محدد جدا و لم يعد الجدل يرتكز فقط على أي وجهات نظر أكثر فائدة بل على أيها أكثر نجاحا في الترويج لوجهة النظر هذه، الأطراف لم تعد قادرة على أن تفترض أن الطرف الأخر يعني ما يقوله، و تبدأ بالبحث عن المعاني المستترة في حديثه و عواقبها و يحاول الطرف الأخر تأكيد صورته بأنها صالحة.
3.مرحلة الأفعال و ليس الأقوال:
الأقوال في هذه المرحلة لا تحل شيء و يتحول الانتباه إلى الأعمال ،و تنحسر الأعمال و المصالح المشتركة و احتمالات استئناف التعاون، وينظر كل طرف إلى الطرف الآخر كنافس بحيث يسود شعور بأن الطرف الآخر يمنع ويعيق تحقيق الأهداف و يتزايد فقدان الاتصال اللفظي المباشر، و تبدأ الأطراف ترى نفسها أسيرة الظروف الخارجية التي لا يمكن السيطرة عليها و أن ما يقوم به كل طرف هو مجرد رد فعل على سلوكيات الخصم.
4.مرحلة الصورة الذهنية و التحالفات
هذا النزاع يدور حول الانتصار أو منع الهزيمة فالصورة النمطية ثابتة و لكنها قابلة للتغير بناء على المعلومات التي تتوفر ، كل طرف لديه شعور بأنه يعرف ماذا يريد و ما يتوقع من البيئة الخارجية، في هذه المرحلة يبحث كل طرف إلى حشد الدعم من حولهم ن ويتم التخطيط و التنفيذ لأعمال هدفها تحسين صورته في نظر الآخرين و تسعى إلى عرض المواجهة أمام العامة من أجل تجنيد الأنصار.
5.مرحلة فقدان ماء الوجه:
يدخل النزاع مرحلة ثانية عندما تبدأ الأطراف إصدار التهديدات نهائية و الأحداث التي تؤدي إلى فقدان ماء الوجه تحاول هنا الأطراف استبعاد و تأهيل سمعتهم أمام العامة و هذا ما يعماوال أطراف النزاع عن الجمهور و هذا ما يزيد آليات تفاقم آليات التصعيد.
6.مرحلة إستراتيجية التهديد:
كونه لا توجد طريقة أخرى فإن الأطراف تلجأ إلى التهديد بأعمال تهدم الطرف الآخر من أجل إجباره للسير في الاتجاه المطلوب ، وقد تهدد لإظهار أنها لم تتراجع و إن الشعور بأنك الأضعف مما يؤدي إلى الخوف و احتمال الغضب لا يمكن السيطرة عليه و يصبح أكثر تعقيدا .
7.مرحلة الضربات المدمرة المحدودة:
يتوقع كل طرف أن يكون الخصم قادرا على القيام بأعمال مدمرة في غاية الأهمية و يصبح شاغل كل طرف تأمين بقائه ، وهما كل طرف ينظر للآخر على أنه عائق لابد من القضاء عليه و يصبح هنا وبشكل أخص عدو، و يتم تبادل كلمات مثل: القضاء على الخصم ، الإبادة ،و قد تكون الضربات تستهدف موارده المالية أو وضعه القانوني.
8.تفتيت و تشتيت الخصم:
في هذه المرحلة يتم تكثيف الهجمات ة الضربات التي تهدف إلى تدمير النظم الحيوية للخصم، و تشتيت و تفتيت الخصم و شل قدرته على اتخاذ القرار عندما يتعرض الطرف إلى هجمات فإنه يبذل جهود لمنع نزاعات داخلية تؤدي إلى ضغوط متزايدة عليه.
9.معا نحو الهاوية:
في مرحلة أخيرة من تصاعد النزاع فإن القوة المحركة لتدمير الخصم تصبح أقوى و قد يصل الأمر إلى العمل لتدمير الخصم حتى ولو كان ثمن ذلك تدمير الذات ، ويرى كل طرف أنه لا يوجد ضحايا أبرياء لدى الخصم أو ضحايا محايدة، والقلق و الاهتمام الوحيد المتبقي في السباق نحو الهاوية هو التأكد من أن الخصم سيقع و سينتهي.
حاول "رامس بوطام" من خلال نموذج الساعة الرملية تقديم دراسة لمراحل تطور النزاعات حيث قدم فيها العملية النزاعية وصولا إلى حالة العنف و التصعيد و التراجع في النزاع،لقد قدم نمزج الساعة الرملية وصفا لكيفية تصعيد النزاع التي تكون في القمة إلى وقت الوصول إلى الحرب في فترة زمنية محدودة ثم تأتي فترة يتم تخفيف حدة النزاع فهذا النموذج يقدم فترة توسيع و تضيق النزاع.
و لقد قدم ثلاثة احتمالات رئيسية متممة لبعضها البعض في كل نزاع تتمثل في:
• تحويل النزاع: ويشمل أعمق المستويات المشكلة للنزاع و هي مختلف الجوانب الثقافية و البنى الأساسية داخل المجتمع مما تشكل اختلاف و تضارب الرؤى وهذه الاختلافات لابد من تحويلها من أجل بناء السلام.
• تسوية النزاع:[/color] التعرف على نقاط الاختلاف في النزاعات ومحاولة تدارك جميع الأطراف المشكلة للنزاع و يطلق عادت عليه بـــ :elite peace making أي أفضلية صنع السلام أو بمعنى آىخر التفاوض أو وجود وسيط يلعب دور أساسي من أجل قبول الأطراف و الوصول إلى اتفاق متبادل و مشترك.
•احتواء النزاع: يتضمن منع عودة العنف و انتشاره من جديد كمحاولة حفظ للسلام.
1. مرحلة الاختلاف:
تحدث بداية اختلاف في رؤى ة التصورات بين طرفين أو أكثر ، بحيث يكون هناك عدم قبول لدى طرف بأقلية معينة أو تضارب في الأفكار المهم أن يكون هناك اختلاف من الناحية الثقافية مما يستدعى ضرورة الاعتماد على إستراتيجية بناء السلام "الثقافي" بين الأطراف عن طريق احترام و تقبل جميع الثقافات الموجودة داخليا بالإضافة إلى إقامة إصلاحات اجتماعية حقيقية.
2.مرحلة التناقض:
نتيجة لاختلاف بين الأفكار و التوجهات يحدث تناقض في المصالح و كذلك على مستوى البنى الأساسية التحتية نتيجة لاختلافات في المستويات المعيشية و التميز بين الأفراد مما يستدعي ضرورة بناء السلام "البنيوي" بين الأطراف من خلال تطوير المساعدات و كذلك تطوير دور المجتمع المدني و تفعيله و سيادة مبدأ حقوق الإنسان .
3.مرحلة استقطاب الأحلاف:
نتيجة لتطور الأوضاع و تأزم العلاقة ما بين الأطراف يسعى كل طرف إلى كسب أكبر عدد ممكن من الأحلاف من أجل المساعدة ودعم موقفه لدى الرأي العام بالإضافة إلى مساعدة الأحلاف لطرف من خلال تقديم الدعم و المساعدة و تأكيد على موقفه خاصة لدى الأطراف القانونية و نظرا لانتشار الوضع و تعديه لحدوده يصبح من الأفضل اللجوء إلى إستراتيجية صنع السلام معتمدة في ذلك على قدرات البعثة الخاصة و استثنائية من أجل التفاوض و التوسط للوصول إلى حل متبادل.
4.مرحلة العنف:
نظرا لعم استجابة طرف على مطالب الآخر يبدأ عملية العنف و استعمال الأفعال و تزايد حدة التوتر بين الطرفي للضغط من جهة و لتأكيد على قوة طرف على الآخر و شرعية تحقيق مطالبه، مما يستوجب حفظ للسلام و إيقاف الاقتتال و إزهاق الأرواح من خلال قوات خاصة و يطرق أكثر دبلوماسية في التعامل .
5.مرحلة الحرب:
نتيجة لتطور الأوضاع و عدم تراجع أي طرق عن مطالبه يتم وقتها تصعيد للنزاع إلى أعلى درجاته و يريد كل طرف الإلحاق الهزيمة للآخر فتصل إلى مرحلة أخيرة وهي المواجهة المباشرة المتمثلة في الحرب ، فتسعى البعثات الدولية الخاصة إلى وضع حد للحرب و التشجيع على السلام و المحافظة على الاستقرار و فرض الأمن و السلم وإن تطلب الأمر استعمال القوة.
6.مرحلة وقف النار:
نظرا لاشتداد النزاع و وصوله إلى أعلى درجة من العنف و هي الحرب يسعى كلا الطرفين لتهدأ و التراجع من استعمال القوة المفرطة أو نتيجة لتراجع طرف و استسلامه هذا من جهة بإضافة إلى دور البعثات أو التدخلات الخارجية لفرض نوع من الهدنة بين الطرفين و إيقافها للقتال خاصة من قبل القوات أو الوحدات المبعوثة لسعيها للحفاظ على السلام.
7.مرحلة الاتفاق:
تعاود الأطراف اللجوء إلى الحوارات من جديد لكن من أجل الوصول إلى اتفاق بين الأطراف يرى كلا الطرفين و التراجع عن المشاكل أو مسببات النزاع من خلال الاقتناع بضرورة صنع السلام.
8.مرحلة تلطيف الأجواء:
أو العودة إلى الحالة الطبيعية بحيث يقتنع كل طرف بما لديه و ما عليه ومحاولة الاهتمام بالبنى الأساسية و المشكلة للنزاع خاصة و ذلك من خلال تشجيع التعاون و ضرورة الأمن الجماعي المنظم زيادة على ذلك تطوير المصادر الاقتصادية من خلال التعاون المتبادل فهو عبارة عن بناء للسلام "البنيوي".
9.مرحلة الصلح:
الاتفاق ما بين الأطراف حول جميع مسببات النزاع خاصة الثقافية وعودة التفاهم، و الاتفاق فيما بينها على ضرورة تطوير وسائل السلام و على أهمية السلام و زيادة الإدراك حول خطورة النزاعات و التأكيد على حل للنزاع كنظرة مستقبلية غبر قابلة للرجوع من جديد فلا بد من بناء السلام و تحويل التضارب إلى علاقات سلمية.
يمكن القول إن هذه هي المراحل التي يمر بها النزاع من البداية إلى النهاية و المتمثلة في الصلح ، إلا أنه لا يمكن القول أن نهاية النزاع سوف تكون دائمة فقد تكون النهاية بداية جديد للنزاع كون النزاع يمر وفقا لمراحل متتابعة في شكل دائرة فهو لا يأخذ منحى خطي دائما
I. تطبيق نموذج الساعة الرملية على النزاع في إقليم التبت:
إن النزاع في إقليم التبت هو نزاع اثني بين جماعتين أثنيتين متمايزتين ، إحداهما في السلطة "الصين" و أخر خارجها "التبت" سأحاول تطبيق نموذج الساعة الرملية عليه من خلال المراحل التي وضعا " رامس بوطام" بداية بــــ :
1.مرحلة الاختلاف:
يدرك أفراد الجماعة التبتية مقومات ذاتيتهم التي تميزهم عن أفراد جماعة الأخرى و هنا هم يعملون على الحفاظ على هذه المقومات فهم يرون أنهم جماعة عرقية متميزة من حيث السلالة و الدين و اللغة و لابد من احترام خصوصياتهم من قبل الطرف الأخر المتمثل في الحكومة الصينية والتي تعتبر إقليم التبييت جزء من الوحدة الترابية الصينية و أن النزاع يعتبر مصدر تهديد لاستقرارها السياسي بسبب الاضطرابات الدائمة في الإقليم وهنا يظهر الاختلاف في وجهات النظر و النزاع على أساس ثقافي كل طرف يسعى للحفاظ على هويته في مقابل الطرف الآخر.
2.مرحلة التناقض:
بعدما كان اختلاف فيما بين الطرف التبتي و الصيني على أسا ثقافي خاصة من قبل الجماعة التبتية كونها تتميز ثقافيا و دينيا عن الصين فقد بدأ يحدث تناقض على مستوى البنى الأساسية خاصة من قبل المجتمع المدني التي تسعل للضغط من أجل الوصول إلى استقلال ذاتي عن الصين وبدأت تتشكل ملامح النزاع من طرف التبتي الذي يضغط.
3.مرحلة استقطاب:
سعى كل طرف لاستقطاب أكبر عدد من الحلفاء لمساندته فالطرف التبتي عمل على كسب الدعم خاصة من قبل الهند دعم الطرف التبتي ماديا و دبلوماسيا حيث تستقبل الهند الدالاي لاما وحكومة المنفى التبتية على أرضها كما يعيش في الهند آلاف اللاجئين التبتيين و هي تنظر إلى النزاع من زاوية مصلحة بالدرجة الأولى.
4.مرحلة العنف:
بدأت العلاقات تتأزم بين الطرفي خاصة من قبل الحكومة الصينية التي اعتمدت على القوة للمواجهة منذ بداية النزاع استعملت الصين قوتها العسكرية كأداة لفرض سيطرتها على الإقليم بداية بغزو الإقليم ثم بالإبادة التي مارستها في قمع الانتفاضة التبتية مع سياسة التصيين التي استعملتها الحكومة الصينية و سياسة الاعتقالات و الإعدامات في صفوف المعارضين التبت ، بالإضافة إلى الدور الصيني لم تدع الأمور تصل مع الطرف الصيني لحد المواجهة العسكرية و لكن بقي التوتر قائما و بقيت جيوش الطرفين لفترات متمركزة على الحدود بين الدولتين و على أهبة الاستعداد مما استدعى الأمر وساطة من الخارج لتخفيف حدة التوتر و عدم اتساعه أكثر تدخل الولايات المتحدة الأمريكية هي تتدخل في هذا النزاع من مدخل الدفاع عن الإنسان و حقوق الأقليات و نشر الديمقراطية في العالم فهي لا تتوانى عن انتقاد ملف الصين السيئ في مجال حقوق الإنسان كما اتهمت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة Madline Olbright أثناء زيارتها لبكين ( مارس 1999 ) اتهمت الصين بانتهاك حقوق الإنسان و حقوق الأقليات، فقد تدخل من أجل وقف انتهاك الحكومة الصينية للجماعات التبتية .
5.مرحلة الحرب:
فالنزاع في التبت وصل إلى حد كبير من العنف سقط خلاله العديد من القتلى من 1950 تاريخ الغزو الصيني للتبت و إلى غاية ( مايو 2008 ) فبين الفترة و الأخرى تكون هناك مشادات بين قوات الأمن الصينية و التبتيين و إن اختلفت أعداد الضحايا بين ما تصرح به الحكومة الصينية ، و ما يصرح به الطرف التبتي لكن المرة الوحيدة التي تخطى فيها عدد القتلى عتبة الألف قتيل كانت خلال الانتفاضة التبتية 1959، مما استدعى الأمر جهود دولية لوقف النزاع و ذلك ما أشارت إليه هيئة الأمم المتحدة من خلال قراراتها :
القرار 1723 عام 1961 : و الذي نص على حق الشعب التبتي في تقرير مصيره و مطالبة الصين بوقف الممارسات التي تحرم الشعب التبتي من حقوق الإنسان.
القرار 2079 عام 1965 و حمل نفس مضمون القرار السابق .
قرار نوفمبر 1992 : أقرت فيه الأمم المتحدة أنها بعد المناقشات و الاستمتاع إلى الشهادات وجدت أن لشعب التبت له الحق في تقرير مصيره.
6.مرحلة وقف النار:
هنا نجد الطرف التبتي أصبح مدركا أن استمرار النزاع يهدد وجوده و استمراه خسائر كبيرة و دائرة مفرغة من النزاع و لهذا طرح الدالاي لاما فكرة الطريق المتوسطة "ثقة الأطراف من المواهب التي تؤهلهم لحل المشكل فثقة الدالاي لاما من أن اللا عنف و سياسته السلمية ستقوده إلى حل مع الطرف الصيني" ، هنا يجب أن يتأكد الطرف الصيني من انه قادر على إدارة المفاوضات و الوصول إلى نتائج تتناسب مع أهدافه ولكنه لا زال يحس بأنه في مركز قوة و لازال يرفض الفكرة ، فتوقف إطلاق النار من الطرفين خاصة من قبل السلطة الصينية خاصة بعدما تدخلت أطراف أخرى شجعت على العودة للهدوء.
7.مرحلة الاتفاق:
تم الاتفاق بين الطرفين على بعض الحساسة المشكلة للنزاع خاصة من قبل الطرف التبتي الذي اعتبر أن من أهم مواضيع الاتفاق هو حرية العبادة و استعمال اللغة بإضافة إلى موضوع الاستقلال الذاتي ، بما أن الطرف التبتي تخلى من مطلب الانفصال التام و اكتفى بالاستقلال الذاتي فنقترح تحقيق استقلال ذاتي حقيقي للإقليم ( ثقافي خاصة ) ، تكتفي الحكومة الصينية فيه بتسيير السياسة الخارجية للإقليم و المواضيع المهمة ، بينما تسير الحكومة التبتية المحلية باقي الأمور .
8.مرحلة تلطيف الأجواء:
حاولت كلا الطرفين الرجوع إلى الأجواء الطبيعية وتفادي المواضيع المسببة للنزاع فقد عمدت الحكومة الصينية و التبتية إلى مناقشة موضوع التهميش الاقتصادي و الاجتماعي للمنطقة و إمكانية وضع خطط تنموية يتم في إطار بناء السلام و قيام ببعض الإصلاحات في المجال الاقتصادي و بذل الجهود لتنمية الإقليم ساعدت على تثبيت السلام.
9.مرحلة الصلح:
من الواضح أن الطرفين توصلا إلى اتفاق سياسي ينهي الأزمة بينهما فانه من المهم السير في عملية بناء سلام بين الطرفين القاعدة الشعبية من خلال عمل الطرفين على تفعيل دور النخب الشعبية و تقريبها من بعضها البعض عبر إفساح المجال أمام سكان التبت لاعتلاء مناصب مهمة و فتح المجال أكثر لاستعمال اللغة التبتية و حرية ممارسة الشعائر الدينية ، وبهذا نكون في طريق مرحلة نهائية جديدة ابتعدت عن التوتر و العنف.
خاتمة:
النزاع في المجتمع هو ظاهرة كونية، موروثة أو موجودة داخل عمليات التغيير الاجتماعي وهو شيء طبيعي ومتوقع مع وجود التوزيع الغير متساوي للموارد وهذا ينعكس في سلوك المجموعات البشرية وعلاقاتهم من ناحية سياسية، اقتصادية واجتماعية.
ونظرا لوجود اختلافات قد تبدأ من أقل المستويات و تأخذ في التقدم إلى حد الوصول إلى التصعيد و مرحلة الحرب و لهذا لابد من دراسة مراحل تطور النزاع فمن الضروري معرفة أن دراسة النزاع في مجملها عبارة عن وصف آلية دورة للنزاع و تعتبر بمثابة التصنيف الأساسي لدينامكية النزاع ويمكن القول أن النزاعات لا تمر وفقا لمسار خطي بل إنها تتطور على نحو متقطع ، كما أن معرفة مراحل تطور النزاع مفيدة أيضا في الجهود المبذولة لحل الصراع.
و الهدف الأساسي من تتبع مراحل تطور النزاع هو معرفة كيف تؤثر كل مرحلة العملية التحليلية للنزاع و قدرتنا على استعمال و تطبيق مختلف النماذج المقدمة لتحليل النزاعات الدولية على أرض الواقع" على النزاعات".
قائمة المراجع:
مـن الكـــــــــــــــتب:
1. أحمد وهبان . الصراعات العرقية و استقرار العالم المعاصر دراسة في الأقليات و الجماعات و الحركات العرقية . دار الجامعة الجديدة للنشر . الإسكندرية . مصر 1999
2. حسين قادري، "النزاعات الدولية دراسة و تحليل"، منشورات خير جليس،ط1، 2007،
3. شادي زين و آخرون، دليل إرشادي حول إدارة النزاعات الدولية التنظيمية داخل المؤسسات الرسمية، الوكالة الأمريكية للتنمية
4. سيمون مايسون و ساندرا ريتشارد، أدوات تحليل النزاعاتترجمة محمد حميش)، الوكالة السويسرية للتنمية و التعاون.
5. Oliver rames botham and other.contemporay conflict resolution.
مـــــن المواقــــــــــــــــــع:
6. محي الدين التهامي طه،"حساسية النزاع و بناء السلام"،من الموقع www.wikipedia.com
7. www.peacestudiesjournal.org
مقدمــــــــــــــة
I. الإطار العام لمراحل تطور النزاع
II. نموذج تصاعد النزاع لــــ: فريدش جلاسل clasl conflict escalatipn model.
III. نموذج الساعة الرملية لــ: أوليفر رامس بوثام the hour glass model
IV. تطبيق نموذج الساعة الرملية على: النزاع في اقليم التيبت conflict In "Tibet "
الخاتمــــــــــة
- مقدمة:
تعد دراسة النزاعات الدولية من أهم المواضيع المطروحة في حقل العلاقات الدولية وتعد من أهم الدراسات المعاصرة ، فالدارسين للعلاقات في اطار دراستنا للعلاقات الدولية ، فان تحليل النزاعات الدولية يحتل جانبا كبيرا في هذه الدراسة كون العلاقات الدولية هي إما صراع و إما تعاون ، و في إطار تحليلنا للنزاع فنحن نتعرض لإدارة النزاع (صراع) ، تسوية النزاع ( تعاون ) .
فالنزاع كما يعرفه "john durassell " : هو النزاع بين عدة دول أو وحدات سياسية في شكل صدام إرادات متناقضة ... " فا لنزاع ظاهرة طبيعية في العلاقات الدولية مادام هدف الوحدات السياسية هو المصلحة و القوة و زيادة القوة و بالتالي فهي تبرر لنفسها الوسائل لتحقيق أهدافها، و بسبب تضارب المصالح بين الوحدات السياسية تقوم النزاعات، وينتج عن ذلك تضارب في النظام الدولي و على الدول المعنية على وجه الخصوص ، والمتمعن في دراسات النزاعات الدولية يعي جيدا أنه لابد من وجود معرفة جيدة و معمقة في أسباب النزاع بالإضافة إلى ومعرفة مراحل التي تشكل و تطور النزاع كون ذلك يقدم فها شاملا للظاهر النزاعية و كيفية معالجتها ، وتعتبر دراسة مراحل تطور النزاعات من المواضيع المهمة كونها لا تتطور بشكل خطي و هي ليست نفسها في كافة النزاعات و تتغير حسب طبيعة النزاع و الظروف السائدة و في ظل ذلك سأحاول الإجابة في بحثنا عن الإشكالية التالية:
• إلى أي مدى يمكن تتبع مراحل تطور النزاعات الدولية و إمكانية تطبيقها على النزاعات في العلاقات الدولية؟ و سأسعى لاختبار الفرضية التالية :
• كلما زادت مستويات التصعيد للنزاع كلما انعكس ذلك بالسلب على إدارة النزاعات .
• كلما كان هناك تعاون مابين الأطراف المتنازعة كلما انعكس بالضرورة بالإيجاب على طريقة إدارة النزاعات.
I. الإطار العام لمراحل تطور النزاعات:
للنزاعات من نشؤها إلى حلها مكونة من خمس مراحل متداخلة وهى :
- أولا : مرحلة التكوين:
قد يختلف التنازع في المنشاة للظروف والأسباب والمدى وغالبا ً ما تنشى النازعات عادة نتيجة فهم أو إدراك خاطئ أو ظن أو وهم أو تفادى مواجهة الاختلاف أو ناتج تناقض حقيقي أو ظاهري أو الأهداف أو الرغبات بين الإفراد أو الجماعات أو المجموعات أو الشعور والإحساس بالظلم والغبن .....الخ .
- ثانياً : مرحلة التصعيد والتأزم :
تبدأ مرحلة التصعيد بانتهاء مرحلة تكوين النزاع وهى مرحلة ظهور المسألة في شكلها الناشط الملفت للنظر والمثير لرد الفعل أو على الأقل الملاحظة عند الطرف الأخر .
وكل غبن لم يواجه ويعالج إما بتصحيح الشعور بعدم وجوده أو بإزالة ما لحق من ظلم تبدأ حلقات التصعيد موجا فوق موج تقود كل حلقة التي تليها حتى يخرج الأمر من اليد وتفقد السيطرة ويتأزم الموقف في تصاعد مستمر .
- ثالثاً : مرحلة العداء السافر والتناحر :
هذه هي مرحلة الرفض والمقاطعة والقطيعة إذ يستمر التأزم والتصعيد في الأعداء بشكل ملحوظ ويتخذ الإطراف مواقف متشددة فتتأزم المواقف وتتمايز الصفوف وتتباين ويعتبر كل طرف الأخر مخطئا ً ويحمله مسؤولية تبعات النزاع . فالطرف الأخر هو المخطئ وهو السبب وهو الظالم والقاسي وعديم الأخلاق وما إلى ذلك من النعوت السيئة .....الخ .
" عدم الاعتراف وهذا الرفض المغلظ سببه حدة التنافر وغياب الثقة وانعدامها تماما .
إن مرحلة المواجهة والعداء السافر تعتبر أصعب المراحل إذ تتولد الرغبة للتعامل بالعنف كوسيلة لتحقيق الإغراض أو أهداف سياسية أو اجتماعية فهي مرحلة قتال واقتتال واستنزاف في الممتلكات.
- رابعا ً : مرحلة التحسن واستقرار :
هي بداية مرحلة اعتراف ومحاولة معايشة بين أطراف النزاع فعندما يصل الصراع إلى قمته تبدأ مرحلة استقراره ويقف عندها التصعيد ويستقر العنف على حاله .
وهذه هي المرحلة أو الفرصة لبداية العد التناماوالي للتصعيد وكذلك بداية دخول الأطراف في حوار وتبدأ إشارة شعور الأطراف بالواقع وعودتها إلى رشدها بعد الاصطدام بواقع حقيقة وجود كل طرف ويكون ورغم الاعتراف بحق كل طرف في الوجود يسطر على الأجواء " فقدان الثقة " ويواجه الأطراف في نفس الوقت حقيقة أن اللجوء إلى العنف أو الاستمرار فيه مغامرة غير مضمونة العواقب ولا يحل المشكلة.
- خامسا ً: دخول في الحوار :
يدخل الأطراف في الحوار نتيجة اقتناع أن حل المعضلة أو المشكلة وإنهاء الخصام عن طريق الحوار الجدي وانفع وأفضل وأحسن واسلم وتصبح الظروف مواتية تتدخل طرف ثالث لجمع شمل الأطراف للجلوس حول طاولة الحوار . إن الدخول في حوار وتفاوض لا يعنى ذوبان جليد عدم الثقة يظل في واقع الحال رغم قبول الحوار كل طرف متمسك بموقفه وتصوراته وإدراكه وفهمه ويبقى ظنه بأنه هو الأصح و وإن قلت درجة التعصب نسبيا ً.
و التغيير الحقيقي الذي يحدث نتيجة بداية التحاور في هذه الصورة الأحادية فيها التحول التدريجي في فهم ومطالب وحاجات ورغبات وتطلعات ومخاوف وشكوك الطرف الأخر.
- التسوية والاتفاق :
نتيجة التحاور والتفاهم وبذور الثقة واللجوء إلى استعمال المنطق والعقل واصطحاب العاطفة يتعاون الأطراف متجاوزين مواقفهم السابقة للوصول إلى تسوية النزاع في بعض الحالات للوصول إلى حل مستدام في بعض الحالات الأخرى .
ورغم أن التسوية مرحلة متقدمة على الحرب وأفضل من ويلاتها ودمارها إلا إنها ربما تكون ثابتة وموقنة حالما تعود بعدها النزاع مرة ثانية
نموذج تصاعد النزاع لـ" فريدرش جلاسل":clasl conflict escalation model
تم عرض هذا النموذج في كتاب "فريد رش جلاسل" إدارة الصراع ، فقد حاول من خلاله تقسيم تصاعد النزاع إلى تسعة مراحل ، وتكمن أهمية هذا النموذج أنه يقدم أيضا لمحة أولية عن طرق التدخل المقترحة من طرف claslوهذه المراحل هي:
1
- .مرحلة التصلب:
تنشأ عندما يحدث اختلاف على بعض القضايا مما تؤدي إلى التهيج و تعني أن الانتقال من الشكل السلس و الطبيعي وصل إلى طريق مسدود و يرى كلا الطرفين لا يمكن تقدم و كلما فشلت الجهود في الوصول إلى نتائج يبدأ الشك في نوايا الطرف الثاني و يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية عندا يفقد أحد أو كلا الطرفين الإيمان بإمكانية حل المشكلة.
2.مرحلة الجدل:
الأطراف تبحث عن وسائل أقوى لمساندة وجهات نظرهم للحصول على القوة، النزاع هنا لم يعد مقتصرا على مسألة نزاع محدد جدا و لم يعد الجدل يرتكز فقط على أي وجهات نظر أكثر فائدة بل على أيها أكثر نجاحا في الترويج لوجهة النظر هذه، الأطراف لم تعد قادرة على أن تفترض أن الطرف الأخر يعني ما يقوله، و تبدأ بالبحث عن المعاني المستترة في حديثه و عواقبها و يحاول الطرف الأخر تأكيد صورته بأنها صالحة.
3.مرحلة الأفعال و ليس الأقوال:
الأقوال في هذه المرحلة لا تحل شيء و يتحول الانتباه إلى الأعمال ،و تنحسر الأعمال و المصالح المشتركة و احتمالات استئناف التعاون، وينظر كل طرف إلى الطرف الآخر كنافس بحيث يسود شعور بأن الطرف الآخر يمنع ويعيق تحقيق الأهداف و يتزايد فقدان الاتصال اللفظي المباشر، و تبدأ الأطراف ترى نفسها أسيرة الظروف الخارجية التي لا يمكن السيطرة عليها و أن ما يقوم به كل طرف هو مجرد رد فعل على سلوكيات الخصم.
4.مرحلة الصورة الذهنية و التحالفات
هذا النزاع يدور حول الانتصار أو منع الهزيمة فالصورة النمطية ثابتة و لكنها قابلة للتغير بناء على المعلومات التي تتوفر ، كل طرف لديه شعور بأنه يعرف ماذا يريد و ما يتوقع من البيئة الخارجية، في هذه المرحلة يبحث كل طرف إلى حشد الدعم من حولهم ن ويتم التخطيط و التنفيذ لأعمال هدفها تحسين صورته في نظر الآخرين و تسعى إلى عرض المواجهة أمام العامة من أجل تجنيد الأنصار.
5.مرحلة فقدان ماء الوجه:
يدخل النزاع مرحلة ثانية عندما تبدأ الأطراف إصدار التهديدات نهائية و الأحداث التي تؤدي إلى فقدان ماء الوجه تحاول هنا الأطراف استبعاد و تأهيل سمعتهم أمام العامة و هذا ما يعماوال أطراف النزاع عن الجمهور و هذا ما يزيد آليات تفاقم آليات التصعيد.
6.مرحلة إستراتيجية التهديد:
كونه لا توجد طريقة أخرى فإن الأطراف تلجأ إلى التهديد بأعمال تهدم الطرف الآخر من أجل إجباره للسير في الاتجاه المطلوب ، وقد تهدد لإظهار أنها لم تتراجع و إن الشعور بأنك الأضعف مما يؤدي إلى الخوف و احتمال الغضب لا يمكن السيطرة عليه و يصبح أكثر تعقيدا .
7.مرحلة الضربات المدمرة المحدودة:
يتوقع كل طرف أن يكون الخصم قادرا على القيام بأعمال مدمرة في غاية الأهمية و يصبح شاغل كل طرف تأمين بقائه ، وهما كل طرف ينظر للآخر على أنه عائق لابد من القضاء عليه و يصبح هنا وبشكل أخص عدو، و يتم تبادل كلمات مثل: القضاء على الخصم ، الإبادة ،و قد تكون الضربات تستهدف موارده المالية أو وضعه القانوني.
8.تفتيت و تشتيت الخصم:
في هذه المرحلة يتم تكثيف الهجمات ة الضربات التي تهدف إلى تدمير النظم الحيوية للخصم، و تشتيت و تفتيت الخصم و شل قدرته على اتخاذ القرار عندما يتعرض الطرف إلى هجمات فإنه يبذل جهود لمنع نزاعات داخلية تؤدي إلى ضغوط متزايدة عليه.
9.معا نحو الهاوية:
في مرحلة أخيرة من تصاعد النزاع فإن القوة المحركة لتدمير الخصم تصبح أقوى و قد يصل الأمر إلى العمل لتدمير الخصم حتى ولو كان ثمن ذلك تدمير الذات ، ويرى كل طرف أنه لا يوجد ضحايا أبرياء لدى الخصم أو ضحايا محايدة، والقلق و الاهتمام الوحيد المتبقي في السباق نحو الهاوية هو التأكد من أن الخصم سيقع و سينتهي.
III. نموذج الساعة الرملية لـ: "أليفر رامس بوطام" The hour glass model
حاول "رامس بوطام" من خلال نموذج الساعة الرملية تقديم دراسة لمراحل تطور النزاعات حيث قدم فيها العملية النزاعية وصولا إلى حالة العنف و التصعيد و التراجع في النزاع،لقد قدم نمزج الساعة الرملية وصفا لكيفية تصعيد النزاع التي تكون في القمة إلى وقت الوصول إلى الحرب في فترة زمنية محدودة ثم تأتي فترة يتم تخفيف حدة النزاع فهذا النموذج يقدم فترة توسيع و تضيق النزاع.
و لقد قدم ثلاثة احتمالات رئيسية متممة لبعضها البعض في كل نزاع تتمثل في:
• تحويل النزاع: ويشمل أعمق المستويات المشكلة للنزاع و هي مختلف الجوانب الثقافية و البنى الأساسية داخل المجتمع مما تشكل اختلاف و تضارب الرؤى وهذه الاختلافات لابد من تحويلها من أجل بناء السلام.
• تسوية النزاع:[/color] التعرف على نقاط الاختلاف في النزاعات ومحاولة تدارك جميع الأطراف المشكلة للنزاع و يطلق عادت عليه بـــ :elite peace making أي أفضلية صنع السلام أو بمعنى آىخر التفاوض أو وجود وسيط يلعب دور أساسي من أجل قبول الأطراف و الوصول إلى اتفاق متبادل و مشترك.
•احتواء النزاع: يتضمن منع عودة العنف و انتشاره من جديد كمحاولة حفظ للسلام.
- مراحل تطور النزاع عند "رامس بوطام" :
1. مرحلة الاختلاف:
تحدث بداية اختلاف في رؤى ة التصورات بين طرفين أو أكثر ، بحيث يكون هناك عدم قبول لدى طرف بأقلية معينة أو تضارب في الأفكار المهم أن يكون هناك اختلاف من الناحية الثقافية مما يستدعى ضرورة الاعتماد على إستراتيجية بناء السلام "الثقافي" بين الأطراف عن طريق احترام و تقبل جميع الثقافات الموجودة داخليا بالإضافة إلى إقامة إصلاحات اجتماعية حقيقية.
2.مرحلة التناقض:
نتيجة لاختلاف بين الأفكار و التوجهات يحدث تناقض في المصالح و كذلك على مستوى البنى الأساسية التحتية نتيجة لاختلافات في المستويات المعيشية و التميز بين الأفراد مما يستدعي ضرورة بناء السلام "البنيوي" بين الأطراف من خلال تطوير المساعدات و كذلك تطوير دور المجتمع المدني و تفعيله و سيادة مبدأ حقوق الإنسان .
3.مرحلة استقطاب الأحلاف:
نتيجة لتطور الأوضاع و تأزم العلاقة ما بين الأطراف يسعى كل طرف إلى كسب أكبر عدد ممكن من الأحلاف من أجل المساعدة ودعم موقفه لدى الرأي العام بالإضافة إلى مساعدة الأحلاف لطرف من خلال تقديم الدعم و المساعدة و تأكيد على موقفه خاصة لدى الأطراف القانونية و نظرا لانتشار الوضع و تعديه لحدوده يصبح من الأفضل اللجوء إلى إستراتيجية صنع السلام معتمدة في ذلك على قدرات البعثة الخاصة و استثنائية من أجل التفاوض و التوسط للوصول إلى حل متبادل.
4.مرحلة العنف:
نظرا لعم استجابة طرف على مطالب الآخر يبدأ عملية العنف و استعمال الأفعال و تزايد حدة التوتر بين الطرفي للضغط من جهة و لتأكيد على قوة طرف على الآخر و شرعية تحقيق مطالبه، مما يستوجب حفظ للسلام و إيقاف الاقتتال و إزهاق الأرواح من خلال قوات خاصة و يطرق أكثر دبلوماسية في التعامل .
5.مرحلة الحرب:
نتيجة لتطور الأوضاع و عدم تراجع أي طرق عن مطالبه يتم وقتها تصعيد للنزاع إلى أعلى درجاته و يريد كل طرف الإلحاق الهزيمة للآخر فتصل إلى مرحلة أخيرة وهي المواجهة المباشرة المتمثلة في الحرب ، فتسعى البعثات الدولية الخاصة إلى وضع حد للحرب و التشجيع على السلام و المحافظة على الاستقرار و فرض الأمن و السلم وإن تطلب الأمر استعمال القوة.
6.مرحلة وقف النار:
نظرا لاشتداد النزاع و وصوله إلى أعلى درجة من العنف و هي الحرب يسعى كلا الطرفين لتهدأ و التراجع من استعمال القوة المفرطة أو نتيجة لتراجع طرف و استسلامه هذا من جهة بإضافة إلى دور البعثات أو التدخلات الخارجية لفرض نوع من الهدنة بين الطرفين و إيقافها للقتال خاصة من قبل القوات أو الوحدات المبعوثة لسعيها للحفاظ على السلام.
7.مرحلة الاتفاق:
تعاود الأطراف اللجوء إلى الحوارات من جديد لكن من أجل الوصول إلى اتفاق بين الأطراف يرى كلا الطرفين و التراجع عن المشاكل أو مسببات النزاع من خلال الاقتناع بضرورة صنع السلام.
8.مرحلة تلطيف الأجواء:
أو العودة إلى الحالة الطبيعية بحيث يقتنع كل طرف بما لديه و ما عليه ومحاولة الاهتمام بالبنى الأساسية و المشكلة للنزاع خاصة و ذلك من خلال تشجيع التعاون و ضرورة الأمن الجماعي المنظم زيادة على ذلك تطوير المصادر الاقتصادية من خلال التعاون المتبادل فهو عبارة عن بناء للسلام "البنيوي".
9.مرحلة الصلح:
الاتفاق ما بين الأطراف حول جميع مسببات النزاع خاصة الثقافية وعودة التفاهم، و الاتفاق فيما بينها على ضرورة تطوير وسائل السلام و على أهمية السلام و زيادة الإدراك حول خطورة النزاعات و التأكيد على حل للنزاع كنظرة مستقبلية غبر قابلة للرجوع من جديد فلا بد من بناء السلام و تحويل التضارب إلى علاقات سلمية.
يمكن القول إن هذه هي المراحل التي يمر بها النزاع من البداية إلى النهاية و المتمثلة في الصلح ، إلا أنه لا يمكن القول أن نهاية النزاع سوف تكون دائمة فقد تكون النهاية بداية جديد للنزاع كون النزاع يمر وفقا لمراحل متتابعة في شكل دائرة فهو لا يأخذ منحى خطي دائما
I. تطبيق نموذج الساعة الرملية على النزاع في إقليم التبت:
إن النزاع في إقليم التبت هو نزاع اثني بين جماعتين أثنيتين متمايزتين ، إحداهما في السلطة "الصين" و أخر خارجها "التبت" سأحاول تطبيق نموذج الساعة الرملية عليه من خلال المراحل التي وضعا " رامس بوطام" بداية بــــ :
1.مرحلة الاختلاف:
يدرك أفراد الجماعة التبتية مقومات ذاتيتهم التي تميزهم عن أفراد جماعة الأخرى و هنا هم يعملون على الحفاظ على هذه المقومات فهم يرون أنهم جماعة عرقية متميزة من حيث السلالة و الدين و اللغة و لابد من احترام خصوصياتهم من قبل الطرف الأخر المتمثل في الحكومة الصينية والتي تعتبر إقليم التبييت جزء من الوحدة الترابية الصينية و أن النزاع يعتبر مصدر تهديد لاستقرارها السياسي بسبب الاضطرابات الدائمة في الإقليم وهنا يظهر الاختلاف في وجهات النظر و النزاع على أساس ثقافي كل طرف يسعى للحفاظ على هويته في مقابل الطرف الآخر.
2.مرحلة التناقض:
بعدما كان اختلاف فيما بين الطرف التبتي و الصيني على أسا ثقافي خاصة من قبل الجماعة التبتية كونها تتميز ثقافيا و دينيا عن الصين فقد بدأ يحدث تناقض على مستوى البنى الأساسية خاصة من قبل المجتمع المدني التي تسعل للضغط من أجل الوصول إلى استقلال ذاتي عن الصين وبدأت تتشكل ملامح النزاع من طرف التبتي الذي يضغط.
3.مرحلة استقطاب:
سعى كل طرف لاستقطاب أكبر عدد من الحلفاء لمساندته فالطرف التبتي عمل على كسب الدعم خاصة من قبل الهند دعم الطرف التبتي ماديا و دبلوماسيا حيث تستقبل الهند الدالاي لاما وحكومة المنفى التبتية على أرضها كما يعيش في الهند آلاف اللاجئين التبتيين و هي تنظر إلى النزاع من زاوية مصلحة بالدرجة الأولى.
4.مرحلة العنف:
بدأت العلاقات تتأزم بين الطرفي خاصة من قبل الحكومة الصينية التي اعتمدت على القوة للمواجهة منذ بداية النزاع استعملت الصين قوتها العسكرية كأداة لفرض سيطرتها على الإقليم بداية بغزو الإقليم ثم بالإبادة التي مارستها في قمع الانتفاضة التبتية مع سياسة التصيين التي استعملتها الحكومة الصينية و سياسة الاعتقالات و الإعدامات في صفوف المعارضين التبت ، بالإضافة إلى الدور الصيني لم تدع الأمور تصل مع الطرف الصيني لحد المواجهة العسكرية و لكن بقي التوتر قائما و بقيت جيوش الطرفين لفترات متمركزة على الحدود بين الدولتين و على أهبة الاستعداد مما استدعى الأمر وساطة من الخارج لتخفيف حدة التوتر و عدم اتساعه أكثر تدخل الولايات المتحدة الأمريكية هي تتدخل في هذا النزاع من مدخل الدفاع عن الإنسان و حقوق الأقليات و نشر الديمقراطية في العالم فهي لا تتوانى عن انتقاد ملف الصين السيئ في مجال حقوق الإنسان كما اتهمت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة Madline Olbright أثناء زيارتها لبكين ( مارس 1999 ) اتهمت الصين بانتهاك حقوق الإنسان و حقوق الأقليات، فقد تدخل من أجل وقف انتهاك الحكومة الصينية للجماعات التبتية .
5.مرحلة الحرب:
فالنزاع في التبت وصل إلى حد كبير من العنف سقط خلاله العديد من القتلى من 1950 تاريخ الغزو الصيني للتبت و إلى غاية ( مايو 2008 ) فبين الفترة و الأخرى تكون هناك مشادات بين قوات الأمن الصينية و التبتيين و إن اختلفت أعداد الضحايا بين ما تصرح به الحكومة الصينية ، و ما يصرح به الطرف التبتي لكن المرة الوحيدة التي تخطى فيها عدد القتلى عتبة الألف قتيل كانت خلال الانتفاضة التبتية 1959، مما استدعى الأمر جهود دولية لوقف النزاع و ذلك ما أشارت إليه هيئة الأمم المتحدة من خلال قراراتها :
القرار 1723 عام 1961 : و الذي نص على حق الشعب التبتي في تقرير مصيره و مطالبة الصين بوقف الممارسات التي تحرم الشعب التبتي من حقوق الإنسان.
القرار 2079 عام 1965 و حمل نفس مضمون القرار السابق .
قرار نوفمبر 1992 : أقرت فيه الأمم المتحدة أنها بعد المناقشات و الاستمتاع إلى الشهادات وجدت أن لشعب التبت له الحق في تقرير مصيره.
6.مرحلة وقف النار:
هنا نجد الطرف التبتي أصبح مدركا أن استمرار النزاع يهدد وجوده و استمراه خسائر كبيرة و دائرة مفرغة من النزاع و لهذا طرح الدالاي لاما فكرة الطريق المتوسطة "ثقة الأطراف من المواهب التي تؤهلهم لحل المشكل فثقة الدالاي لاما من أن اللا عنف و سياسته السلمية ستقوده إلى حل مع الطرف الصيني" ، هنا يجب أن يتأكد الطرف الصيني من انه قادر على إدارة المفاوضات و الوصول إلى نتائج تتناسب مع أهدافه ولكنه لا زال يحس بأنه في مركز قوة و لازال يرفض الفكرة ، فتوقف إطلاق النار من الطرفين خاصة من قبل السلطة الصينية خاصة بعدما تدخلت أطراف أخرى شجعت على العودة للهدوء.
7.مرحلة الاتفاق:
تم الاتفاق بين الطرفين على بعض الحساسة المشكلة للنزاع خاصة من قبل الطرف التبتي الذي اعتبر أن من أهم مواضيع الاتفاق هو حرية العبادة و استعمال اللغة بإضافة إلى موضوع الاستقلال الذاتي ، بما أن الطرف التبتي تخلى من مطلب الانفصال التام و اكتفى بالاستقلال الذاتي فنقترح تحقيق استقلال ذاتي حقيقي للإقليم ( ثقافي خاصة ) ، تكتفي الحكومة الصينية فيه بتسيير السياسة الخارجية للإقليم و المواضيع المهمة ، بينما تسير الحكومة التبتية المحلية باقي الأمور .
8.مرحلة تلطيف الأجواء:
حاولت كلا الطرفين الرجوع إلى الأجواء الطبيعية وتفادي المواضيع المسببة للنزاع فقد عمدت الحكومة الصينية و التبتية إلى مناقشة موضوع التهميش الاقتصادي و الاجتماعي للمنطقة و إمكانية وضع خطط تنموية يتم في إطار بناء السلام و قيام ببعض الإصلاحات في المجال الاقتصادي و بذل الجهود لتنمية الإقليم ساعدت على تثبيت السلام.
9.مرحلة الصلح:
من الواضح أن الطرفين توصلا إلى اتفاق سياسي ينهي الأزمة بينهما فانه من المهم السير في عملية بناء سلام بين الطرفين القاعدة الشعبية من خلال عمل الطرفين على تفعيل دور النخب الشعبية و تقريبها من بعضها البعض عبر إفساح المجال أمام سكان التبت لاعتلاء مناصب مهمة و فتح المجال أكثر لاستعمال اللغة التبتية و حرية ممارسة الشعائر الدينية ، وبهذا نكون في طريق مرحلة نهائية جديدة ابتعدت عن التوتر و العنف.
خاتمة:
النزاع في المجتمع هو ظاهرة كونية، موروثة أو موجودة داخل عمليات التغيير الاجتماعي وهو شيء طبيعي ومتوقع مع وجود التوزيع الغير متساوي للموارد وهذا ينعكس في سلوك المجموعات البشرية وعلاقاتهم من ناحية سياسية، اقتصادية واجتماعية.
ونظرا لوجود اختلافات قد تبدأ من أقل المستويات و تأخذ في التقدم إلى حد الوصول إلى التصعيد و مرحلة الحرب و لهذا لابد من دراسة مراحل تطور النزاع فمن الضروري معرفة أن دراسة النزاع في مجملها عبارة عن وصف آلية دورة للنزاع و تعتبر بمثابة التصنيف الأساسي لدينامكية النزاع ويمكن القول أن النزاعات لا تمر وفقا لمسار خطي بل إنها تتطور على نحو متقطع ، كما أن معرفة مراحل تطور النزاع مفيدة أيضا في الجهود المبذولة لحل الصراع.
و الهدف الأساسي من تتبع مراحل تطور النزاع هو معرفة كيف تؤثر كل مرحلة العملية التحليلية للنزاع و قدرتنا على استعمال و تطبيق مختلف النماذج المقدمة لتحليل النزاعات الدولية على أرض الواقع" على النزاعات".
قائمة المراجع:
مـن الكـــــــــــــــتب:
1. أحمد وهبان . الصراعات العرقية و استقرار العالم المعاصر دراسة في الأقليات و الجماعات و الحركات العرقية . دار الجامعة الجديدة للنشر . الإسكندرية . مصر 1999
2. حسين قادري، "النزاعات الدولية دراسة و تحليل"، منشورات خير جليس،ط1، 2007،
3. شادي زين و آخرون، دليل إرشادي حول إدارة النزاعات الدولية التنظيمية داخل المؤسسات الرسمية، الوكالة الأمريكية للتنمية
4. سيمون مايسون و ساندرا ريتشارد، أدوات تحليل النزاعاتترجمة محمد حميش)، الوكالة السويسرية للتنمية و التعاون.
5. Oliver rames botham and other.contemporay conflict resolution.
مـــــن المواقــــــــــــــــــع:
6. محي الدين التهامي طه،"حساسية النزاع و بناء السلام"،من الموقع www.wikipedia.com
7. www.peacestudiesjournal.org
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام