السلام عليكم و رحمة الله
:الفصل لأول:مفاهيم عامة حول الإدارة الإستراتيجية
تمهيد
إن العملية الإدارية في المؤسسة الاقتصادية مجموعة من المهام والوظائف التي تسمى النهاية إلى تجميع وتنسيق وتوجيه، ثم مراقبة مجهودات أفرادها من أجل تحقيق هدف مشترك وتحقيق الهدف في حد ذاته تخضع لعدة معايير معترف بها ضمن ما يسمى بالإدارة الحديثة.
و تعتبر الغدارة الإستراتيجية في المؤسسة من الوظائف الحديثة والمعقدة و تتشعب إلى عناصر و مجالات متعددة و متكاملة أصبحت تشمل جوانب كثيرة من العملية الإدارية من تحديد الأهداف الإستراتيجية و تحليلات داخلية و خارجية ، تم المرور إلى عملية التخطيط ، و بعد التنفيذ تأتي المراقبة في نفس الإطار حتى تحقق المؤسسة الأهداف المرجوة من هدا النظام.
و هدا النوع من الإدارة ينحدر من الإستراتيجية و التي بدورها لها جذور واستعمالات في الواقع العلمي مند الحضارة الإغريقية قبل الميلاد، و مرت بتطورات كبيرة خاصة في مجالي الإدارة و التسيير، و بعد أن كان استعمال هدا المفهوم في الولايات المتحدة الأمريكية قد أتسع استعماله إلى محتفل المجتمعات في جميع
أنحاء العالم نضرا لما يقدمه من فوائد و فعاليات للمؤسسة.
و نحاول في هدا الفصل الإلمام بموضوع الإدارة الإستراتيجية لتحديد كل أهدافها و غاياتها كما نحاول توضيح أهمهم المخاطر التي قد تحدت إثر إجراء العمليات الإستراتيجية.
المبحث الأول: مفهوم الإدارة الإستراتيجية
المطلب الأول : تعريف الإستراتيجية(1)
لقد عرف مفهوم الإستراتيجية في المؤسسة بعدة تعار يف مرتبطة أساسا بعنصر المجابهة أو التحدي للظروف المستقبلية و ذلك كون أن المؤسسة تعمل في محيط متقلب يمتاز بتعقد مستمر، و سوف نحاول عرض بعض التعريفات المتعلقة بالإستراتيجية كمفهوم و ذلك من طرف عدة كتاب و مختصين.
1.تعريف "ALFERED CHANDLER " :الإستراتيجية هي إعداد الأهداف و الغايات الأساسية طويلة المدى للمؤسسة ,واختيار خطط العمل وتخصيص الموارد الضرورية لبلوغ الغايات"
ويعتبر الفرد من أوائل المهتمين بموضوع التنظيم و الإستراتيجية في المؤسسة الاقتصادية.
تعريف مدرسة : "PHELIPPE DEWOOT ET HORVARD" : الإستراتيجية هي مجموع القرارات المهمة للاختيارات الكبرى للمنظم المتعلقة بالمؤسسة في مجموعها و الرامية أساسا إلى تكييف المؤسسة مع التغيير، و كذالك تحديد الغايات الأساسية و الحركات من أجل الوصول إلى القرارات الأساسية لاختيار هيكل التنظيم والأخذ بعين الاعتبار تطبيق الإستراتيجية
و نلاحظ من خلال هدا التعريف احتوائه على عدة عناصر مرتبطة بالمؤسسة في مجملها من تغيرات المحيط ، و كذلك تحديد الأهداف ة الغايات تم بتاء الإستراتيجية والسهر على تنفيذها و كذلك ربطها بالهيكل التنظيمي للمؤسسة
المطلب الثاني : تعريف الإدارة الإستراتيجية
أمتد مفهوم إدارة الأعمال الإستراتيجية من فنون إدارة المعارك و المواجهات العسكرية إلى مجال الفكر الإداري و صارت مفضلة الاستخدام لدى منظمات لأعمال وغيرها من المنظمات الأخرى المهتمة بتحليل بيئتها و تحقيق المبادرة اذو الزيادة في مجال نشاطها.
و قد تعرض العديد من الكتاب و الباحثين لتعريف الإدارة الإستراتيجية (1)
- عرفها ANSOFF : و هو رائد من رواد الفكر الإداري و أكترهم تفاءلا للفكر الإستراتيجية بأنها "تصور المنظمة لعلاقاتها المتوقعة بينها و بين بيئتها بحيث يوضح هدا التصور نوع العمليات التي يجب القيام بها على المدى البعيد و الحد الذي يجب أن تنصب إليه المنظمة و الغايات التي يجب أن تحققها.
- كما عرفها كل من WHEELEN ET HUGER : بأنها مجموع القرارات والتصرفات الإدارية التي تحدد الأداء طويل المدى للمنظمة.
- و يشير ANDREWS إلى الإستراتيجية على أنها مجموعة الأنشطة و الخطط التي تقرها المنظمة على المدى البعيد بما يضمن التقاء أهداف المنظمة معا رسالتها والتقائها رسالتها مع البيئة المحيطة بها بطريقة فعالة و ذات كفاءة عالية في نفس الوقت.
- أم THAMPSAN ET STRICKLEND فيعرفا الإدارة الإستراتيجية بأنها " رسم الاتجاه المستقبلي للمنظمة و بيان غاياتها على المدى البعيد و اختيار نمط الإستراتيجية المناسب لتحقيق ذلك في ضوء العوامل و المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية تم تنفيذ الإستراتيجية و متابعتها و تقييمها و من بين أبسط التعريفات و أكترها دلالة على الإدارة الإستراتيجية ة التعريف الذي قدمه PEARCE –ROBINSON والذي ينص على أنها " مجموع القرارات و التصرفات التي يترتب عليها تكوين و تنفيذ الخطط المصممة لتحقيق الأهداف "
ويري الكاتبان أن الإدارة تنطوي على تسع مهام رئيسية هي :
1.صياغة مهمة أو رسالة المنظمة و التي تتضمن عبارات عامة تعكس غرضها الرئيس و فلسفتها و أهدافها:
2.تنمية صور للمنظمة و التي تظهر ظروفها وقدرتها ومواردها الداخلية
3. تقييم البيئة الخارجية بما تتضمنه من قوى و متغيرات تسود بيئتها العامة أو تلك التي تسود بيئتها التنافسية
4. تحليل بدائل إستراتيجية من خلال محاولة إحداث التوافق بين مواردها و الظروف السائدة في البيئة الخارجية
5. تحديد أكتر البدائل الإستراتيجية من حيت الديباجة فضوء رسالة المنظمة ومواردها و ظروفها البيئية اختيار مجموعة من الأهداف طويلة الأجل و الإستراتيجية العامة التي يمكن أن تساعد في تحقيق أكتر الفرص جاذبية
6. تحدي الأهداف السنوية و الإستراتيجية قصيرة الأجل و التي تنسق مع الأهداف طويلة الأجل لإستراتيجية العامة.
7. تنفيذ الخيارات الإستراتيجية من خلا ل تخصيص موارد مع مراعاة الأبعاد الخاصة بالمهام، الأفراد، الهياكل، التكنولوجيات، و أنظمة الحفز
و يري الكاتبان أيضا أن القضايا الإستراتيجية تنطوي على الأبعاد التالية
- تتطلب القضايا الإستراتيجية قرارات على مستوى الإدارة العليا حيت أن القرارات الإستراتيجية تؤثر على العديد من مجالات النشاط و العمليات في المنظمة.
- كما تستلزم استخدام و توظيف كميات هائلة في الموارد التنظيمية أي تخصيص قدر ملموس من الموارد المالية و الأصول المادية و البشرية التي يجب عليها إما من المصادر الداخلية أو الخارجية
- تؤثر القضايا الإستراتيجية على رفاهية المنظمة و ازدهارها في الأجل القصير وتمتد أثارها في سنوات طويلة.
- تتسم القضايا الإستراتيجية بالتوجه المستقبلي لأنها تستند إلى تنبأت مستقبلية التي تمكن المنظمة من اختيار أفضل البدائل الإستراتيجية.
- تعدد التأثيرات أو نتائج القضايا الإستراتيجية لأنها تمتلك تأثيرات معقدة بالنسبة لغالبية النشاط في المنظمة.
- تتطلب القضايا الإستراتيجية أخد متغيرات البيئة الخارجية في الاعتبار لأن جميع منظمات الأعمال تمارس نشاطاتها في ضل نظام مفتوح و بالتالي فإنها تتأثر بالظروف والأحداث الخارجية التي تقع خارج نقاط سيطرتها.
المطلب الثالث: تطور الفكر الإستراتيجي(1)
تستمد كلمة الإستراتيجية جذورها من الكلمة اليونانية STRATIGOS و التي ارتبط مفهومها بالخطط المستخدمة في إدارة معارك و فنون المواجهات العسكرية.
وازدادت أهمية اعتناق الفكر الإستراتيجي من قبل المنظمات في القرن العشرين للأسباب التالية :
- كبر حجم المنظمة
- زيادة عدد الطبقات.
- زيادة معدلات التغير البيئي
كما ساهم ارتفاع معدلات مخاطر اتخاذ الفرارات وتكلفة القرارات الخاطئة إضافة إلى القيود و الأعباء الاقتصادية و تغير أذواق العملاء و زيادة حدة المنافسة التطور التكنولوجي، المشاريع في زيادة معدلات تبني الفكر الإستراتيجي بواسطة المديرين
حتى يمكنوا من الحفاظ على القدرة التنافسية لمنظمتهم في ظل ظروف بيئية متغيرة.
و يمكن التمييز بين أربع مراحل لتطور الفكر الإستراتيجي في المنظمات.
- المرحلة1: بروز نظام الموازنات أو نظم إدارة الرقابة الذي يرجع إلى بداية القرن العشرين في ضلها يتم التأكيد على تقليل الانحرافات أو ضبطها و كذلك إدارة النواحي المعقدة في المنظمة.
- المرحلة 2: بروز تخطيط طويل الأجل و الذي يرجع استخدام هدا المفهوم إلى بداية الخمسينيات و يركز هدا المفهوم على توقع النمو و إدارة التعقيدات مستخدمين البيانات و تجربة الماضي في توفير القوي العاملة و التسهيلات للتكيف مع النمو والتقلص المتوقع على المدى ليس بالضرورة قصير.
- المرحلة 3 : بروز التخطيط الإستراتيجي و هو مفهوم أخر توصل إليه ANSOFF في الستينيات و يهتم بالتغيرات التي تحدت في القدرات و المهام الإستراتيجية و الافتراضات الأساسية هن هي أن تفسيرات الماضي ليست كافية سوف يحدث بعض الشذوذ أو الخروج من ذالك الماضي و ذلك نتيجة للتغيرات في القدرات أو الظروف المحيطة و يحتاج الأمر في الحالتين إلى إجراء تعديلات الإستراتيجية المطلوبة.
المرحلة 4: الإدارة الإستراتيجية هي عبارة مفهوم يقوم على افتراض أساسي هو أن دورة التخطيط غير كافية للتعامل مع معدل التغير السريع الذي يحدث في البيئة التي تواجهها المنشئة و لكي يحدث التكيف من المفاجآت الإستراتيجية و التهديدات السريعة وكذلك الفرص فإن هذا المفهوم يبرز الحاجة إلى نظم مستمرة قائمة على معلومات واقية بالإضافة إلى التحليل الدوري مثل التخطيط ألموقفي إدارة الموقف تحليل الحساسية البيئية و المرونة الإستراتيجية و إستراتيجية التأثير بدل التكيف و رد الفعل.
المبحث الثاني: مراحل الإدارة الاستراتيجية(1)
تتمثل مراحل الإدارة الإستراتيجية على مستوى المنظمة في مجموعة من الأنشطة التي تبدأ من التحليل البيئي " ويتم تفصيله في الفصل الثاني" ، و تنتهي بتقييم الأداء، وتقوم الإدارة العليا بمراجعة و تحليل البيئة الخارجية لاكتشاف الفرص و التهديدات، كما تقوم كذلك بمراجعة و تحليل البيئة الداخلية للتعرف على نواحي القوة و الضعف.
وبعدها تقوم الإدارة العليا بصياغة الإستراتيجية، حيت تبدأ بأول عملية و هي تحديد الرسالة و مهمة المنظمة، حيت يتم تعريف و تحديد كل من الأهداف و السياسات الإستراتيجية، و هده الأخيرة يتم تنفيذها من خلال البرامج و الموازنات و الإجراءات التطبيقية، ثم تنتهي إلى تقييم الأداء و الرقابة على مختلف العمليات.
المطلب الأول : تحليل البيئة
1.البيئة الخارجية:
تتكون البيئة الخارجية من متغيرات يمكن تصنيفها إلى مجموعة من الفرص والتهديدات ، و التي عادة ما تكون خارج سيطرة الإدارة في المدى القصير، و تتمثل هده المتغيرات في الإطار العام الذي تمارس فيه المنظمة نشاطها، و تنقسم البيئة الخارجية بدورها إلى جزئين بيئة المهام (الخاصة)، و البيئة العامة أو الكلية.
و تشمل بيئة المهام تلك العناصر أو المجموعات التي تؤثر و تتأثر بعمليات و نشطة المؤسسة بشكل مباشر ، مثل المنافسون – العملاء الوسطاء – الإتحادان العمالية... الخ .
أما البيئة الكلية العامة فتشمل تلك القوى أو المغيرات التي لا تؤثر في أنشطة وعمليات المؤسسة بشكل مباشر في الأجل القصير ، ولكنها تؤثر في القرارات طويلة الأجل غالبا، و تتمثل في: قوى اقتصادية- ثقافية –اجتماعية –قوى تكنولوجية و سياسية-تشريعية .....الخ.
2.البيئة الداخلية :
و تتكون البيئة الداخلية من المتغيرات التي تقع داخل المنظمة ذاتها، و تعد مصدرا لقوتها أو ضعفها، كما أنها تخضع بدرجة كبيرة لسيطرة الإدارة ، و تشكل هده المتغيرات الإطار العام الذي يتم أداء الأنشطة المختلفة كالتنظيم الإداري (الهيكل التنظيمي) للمؤسسة، و التفافة و الموارد.
و يقصد بالتنظيم الإداري الإطار الذي يتم فيه تبادل الاتصالات و ممارسة السلطة وتدفق العمل، و هو ما يعكسه الهيكل الإداري.
أما التفافة التنظيمية فهي تعكس أنماط المعتقدات و التوقعات و القيم المشتركة بين أعضاء المنظمة و التي تحدد في النهاية السلوك المرغوب من العاملين.
و أخيرا يشير مفهوم الموارد التنظيمية إلى تلك الأصول المادية و البشرية التي يعتمد عليها التنظيم في تصنيع المنتجات أو تقديم الخدمات.
المطلب الثاني : صياغة الإستراتيجية
و يقصد بها إعداد خطط طويلة الأجل لتحقيق الإدارة لفعالية الفرص و التهديدات البيئية في ضوء ما تملكه المنظمة من نواحي القوة و الضعف.
و تشمل عملية صياغة الإستراتيجية : صياغة المهمة أو الرسالة – تحديد الأهداف – وضع الإستراتيجية و السياسات.
1.الرسالة :رسالة المنظمة هي الغرض هي أو المبرر الأساسي لوجودها ، فعلى سبيل المثال فإن رسالة البنك يجب أن تدور حول إمداد المجتمع و الأفراد بالأموال أو تنمية مواردها المالية و يؤدي إنجاز هده الرسالة إلى تمكين البنك من تحقيق عائد مناسب لأنشطة أو عملياته.
ورسالة المنظمة قد تتسم بالتجديد أو المحدودية (لنطاق الضيق ) كما قد تتسم بالعمومية أو الاتساع.
2.الأهداف: هي النتائج النهائية المرغوبة من ممارسة النشطة المخططة أو إتباع الإستراتيجية المطبقة و تحديد الأهداف بالإجابة على المسؤولين ما الذي يجب إنجازه ومتى زمن المجالات التي يجب أن تدور حولها الأهداف هي:
- الربحية ( الأرباح الصافية –الكفاءة ( انخفاض التكلفة ) – النمو ( الزيادة في المبيعات و الأصول ...إلخ- ثروة الملاك أو المساهمين )
- استغلال الموارد (أي التعبير عنه بعائد الاستثمار)
- السمعة أو الشهرة
- القيادة التكنولوجية
3 الإستراتيجيات : إستراتيجية المنظمة هي خطة شاملة توضح كيف يمكن للمنظمة تحقيق رسالتها و أهدافها ، و يتمثل دور الإستراتيجية الرئيسي في تعظيم الميزة التنافسية للمنظمة و الحد من نقاط ضعف المنافسة فعلى سبيل المثال و ليس الحصر فإن منظمة ماكي تحقيق هدف زيادة العائد على الاستثمار بنسبة 10% فإنها قد تتبنى الإستراتيجية لتنمية الطلب تتركز على الابتكار و التطور أو فتح لسواق جديدة أو خدمة قطاعات جديدة ...إلخ .
الإستراتيجية قد تكون صريحة أو ضمنية كما قد نكون مكتوبة أو غير مكتوبة الإستراتيجية الجيدة هي تلك التي يجب أن يعرفها جميع العاملين و يسعون إلى تحقيقها بشكل لا يبعث على سوء الفهم أو التضارب أو التدخل في الأداء.
4. السياسات : تستمد من الإستراتيجية و تمثل الإطار أو المرشد لعملية إتحاد القرارات داخل المنظمة و بالتالي فإن السياسة هي أداة الربط بين عمليات تكوين الإستراتيجية وعمليات التنفيذ لها هده السياسات تعد إطار مرجعيات يجب الاهتداء به بواسطة الأقسام و الأفراد عند سعيهم لتنفيذ الإستراتيجية.
المطلب الثالث . تنفيذ الإستراتيجية :
هي تلك العملية التي بمقتضاها يتم وضع الإستراتيجيات و السياسات موضع التنفيذ من خلال تنمية البرامج و الموازنات و الإجراءات.
هذه العملية تتضمن إحداث تغيرات في التفافة العامة أو الهيكل أو النظام الإداري في المنظمة، و عملية التنفيذ تتم بواسطته المديرين في الإدارات الوسط و الإشرافية ومتابعة الإدارة العليا، و تنطوي عملية تنفيذ الإستراتيجية على اتخاذ القرارات اليومية في ما يتعلق بتخصيص الموارد و هو ما قد يعبر عنه بالتخطيط التشغيلي.
المبحث الثالث : أهمية و مخاطر الإدارة الإستراتيجية
المطلب الأول :أهمية الإدارة الإستراتيجية
يوجد اهتمام واضح و مستمر من الباحثين لمعرفة التوجه الإستراتيجي على أداء المنظمة و تشير الدراسات و الممارسات الميدانية إلى أن تبني التخطيط الإستراتيجي يساعد المنظمات في ما يلي:
- تصنيف وحدات الأعمال إلى وحدات مربحة و أخرى خاسرة.
- إيجاد نوع من التجانس بين الإدارة العليا و المستويات الإدارية الأدنى.
- تحسين القدرة التنافسية و منه زيادة أرباحها في الأجل الطويل.
و بصفة عامة و بغض النظر على تأثير الخطط الإستراتيجية على ربحية المؤسسة فإنه يمكن تحقيق النتائج التالية :(1)
1. وضوح الرؤية المستقبلية : حيت تتطلب الإستراتيجية قدرا كبيرا من دقة توقع الأحدان المستقبلية و ا لتنبأ بما ستكون عليه بيئة المنظمة في الغد، الأمر الذي يساعد على التعامل الفعال معها، و مكن تم توفير ضمانات الاستثمار و النمو.
2. القدرات على إحداث التغيير : إذ تعتمد الإدارة الإستراتيجية على موارد بشرية ذات فكر إيجابي و قدرة على مواجهة التحديات و رغبة في تطوير واقع المنظمة إلى الأفضل فالقائمون على صياغة الإستراتيجية يجدون صناعة التغير و ينضرون إليه باعتباره شيئا مرغوبا يبعث على التحدي و ليس معوقا لتحقيق الأهداف.
3.تحسين قدرات المنظمة على التعاون مع المشكلات : فالمديرين الذين يشجعون مساعديهم على الانخراط في عملية التخطيط إنما يزيدون في قدراتهم التنبئية ومسؤولياتهم الإستراتيجية عن طريق مشاركة أولئك الدين يدركون احتياجات التخطيط و متطلبات النجاح فيه.
4. مشاركة العاملين : تساهم مشاركة العاملين في تكوين الإستراتيجية على تحسين فهم العلاقة بين الإنتاجية و الحافز و ذلك في كل عملية تخطيط إستراتيجي و هو ما يثير دافعيهم للعمل و الإنجاز.
5.القرارات الجماعية : تستمد الفرارات الجماعية في العادة من أفضل البدائل المتاحة و هو ما يزيد في جودة و فعالية الخطط المختارة.
إن عملية الإدارة الإستراتيجية التي تستند إلى العمل الجماعي سوف يترتب عليها قرارات جيدة بسبب التفاعل الجماعي و الذي يولد العديد من البدائل الإستراتيجية الجيدة ويحسن من فرص الاختيار الإستراتيجي.
6. توضيح الأدوار: تقليل الفجوات و التعارض بين الأفراد و الأنشطة، حيت تساعد المشاركة في إعداد الإستراتيجية على توضيح الأدوار و بيان العلاقات بينها.
7.تحقيق التفاعل البيئي في المدى الطويل: فمن المعروف أن منظمات الأعمال لا تستطيع تحقيق التأثير الملموس في ظروف و متغيرات بيئتها في الأجل القصير سواء كانت هده الظروف سياسية أو اقتصادية أو تكنولوجية، أو ثقافية...إلا انه يمكنها تحقيق دلك في الأجل الطويل من خلال قراراتها الإستراتيجية التي تساعدها في استغلال الفرص المتاحة و الحد من أثر المخاطر البيئية.
8.تدعيم المركز التنافسي: فالإدارة الإستراتيجية تقوى من مركز المنظمة في ظل الظروف التنافسية، سواء على مستوى الأسواق المحلية أو الخارجية، حيت تنجح المنظمات التي تعتنق الفكر الإستراتيجي في بناء مزايا تنافسية تستند إلى فهمها إلى بيئتها الخارجية و ما تفرزه من فرص و تنميتها لمواردها الداخلية التي تمكنها من استغلال هده الفرص بطريقة تفوق منافسيها.
المطلب الثاني: مخاطر الإدارة الاستراتيجية ومعالجتها
يجب على المديرين توخي الحد، الاحتياط من إمكانية تحقيق ثلاثة نتائج غير مرغوبة من تبني ممارسة الإدارة الاستراتيجية وهي:
- استنزاف الوقت: فالوقت الذي ينفقه المديرين في عملية الإدارة الاستراتيجية قد يؤثر سلبا على مسؤولياتهم الوظيفية وبالتالي فإنه يجب أن يدربوا على كيفية جدولة مهامهم بما يسمح بإنفاق الوقت الضروري فقط في الأنشطة الاستراتيجية.
- ضعف الالتزام بالتنفيذ: إذا لك يقم المشاركون بصياغة الاستراتيجية بتوجيه عمليات التنفيذ ومتابعتها فإنهم قد يتنصلون من مسؤولياتهم اتجاه القرارات الاستراتيجية التي تم الوصول إليها.
فإنه يجب تدريب المديرين الاستراتيجيين على الحد من وعود الأداء التي قد يطلقها متخذو القرارات أو مساعديهم.
-الإحباط الناتج عن تحقيق الأداء أو النتائج المرغوبة: حيث يجب تدريب المديرين على توقع حالات الإحباط ومشاعر اليأس التي قد تتسرب إلى نفوس المشاركين في عمليات إعداد الاستراتيجية أو المنفذين لها في حالة عدم تحقيق النتائج واستخدام الأساليب الملائمة للتعامل معها، فرغم المخاطر التي تواجه القائمين على الإدارة الاستراتيجية فإنها تمثل أحدى محددات الأداء المرتفع ... إنها تساعد على تحقيق الفعالية للتصرفات الإدارية وتمثل ثورة وتطوير إيجابي في الفكر الإداري، كما أنها تساعد على تحقيق رفاهية المنظمة واستمرارها في الأجل الطويل.
المبحث الرابع: الأهداف والغايات الاستراتيجية
يساعد وضع الأهداف في تحويل الرؤية الاستراتيجية والرسالة التنظيمية إلى مستويات مرغوبة الأداء والغايات والأهداف، تمثل فوق ذلك شكلا من أشكال العهد والالتزام الإداري بتحقيق نتائج محددة أو الوصول إلة مستويات معينة من الإنجازات إذن هي عملية تحويل الطموحات إلى واقع ملموس.
المطلب الأول: تعريف الغايات
يشير مفهوم الغايات إلى النتائج النهائية للمنظمة والتي ترتبط بتحديد الغرض الذي يميزها عن غيرها من المنظمات المماثلة وعادة ما تستند الغايات إلى رسالة المنظمة وصورتها المميزة تعكس منتجاتها الرئيسية وأسواقها التي تقوم بخدمتها والحاجات الأساسية التي تحاول إشباعها.
ويرى العديد من الكتاب أن الغايات تعد بمثابة أهداف عامة وشاملة تعكس ما ترمي المنظمة إلى تحقيقه في المدى البعيد.
- ومن أهم الخصائص التي يجب أن تتميز بها الغايات هي:
• البعد عن التفاصيل الدقيقة والشمول لكافة المجموعات التي تخدمها المنظمة والمدى الزمني الطويل.
المطلب الثاني: تعريف الأهداف
ويشير إلى النتائج المطلوب تحقيقها لترجمة مهام المنظمة ورسالتها إلى واقع علمي وتتسم الأهداف بالتحديد الدقيق وإمكانية القياس والميل إلى التفصيل وتتميز الأهداف بكونها تعكس ما يلي:
- حالة أو وضع مرغوب فيه.
- وسيلة لقياس التقدم اتجاه الوضع المرغوب فيه.
المطلب الثالث: الفرق بين الأهداف والغايات
الغايات ما هي إلا أهداف عامة شاملة ترمي المنظمة إلى تحقيقها على المدى البعيد وهي تتسم بالعمومية والشمول، ولهذا فهي ترتبط ارتباط وثيقا باستراتيجية، أما الأهداف بمعناها المحدود والضيق فيقصد بها النتائج التشغيلية الواجب تحقيقها في مستويات زمنية قصيرة.
الفصل الثاني:التحليل البيئي
تمهيد:
لقد أدركت الإدارة في المنظمة المعاصرة أن الحكمة و الابتكار كافيين لتحقيق النجاح، و ضمان الاستمرار، فقد انهارت الفواصل الرمانية و المكانية بين الأسواق وتطورات التكنولوجيا بشكل غير مسبوق، وزادت هده المنافسة و تعددت أشكال المنتجات، و إستراتيجيات التسويق، و تغيرت حاجات و رغبات العملاء و أصبحت ضرورة الأخذ بالفكر الإستراتيجي ملحة لتحقيق الفعالية الاستمرار لعملياته.
و تقييم البيئة الخارجية هو المهمة الأولى و الأساسية ل للإستراتيجيين، و هو أيضا المهمة التي تميز بينهم و بين المدير التقليدي الذي ينحصر اهتمامه بالبيئة الداخلية، ويتوقف نجاح المنظمة استراتيجيا على مدى تأقلمها مع البيئة المحلية و العالمية التي تؤثر على المنظمة بما تتيح لها من فرص و ما تفرضه عليها من تهديدات، و يتوقف نجاح المنظمة إستراتيجيا على مدى تأقلمها مع البيئة الخارجية تزيد من درجة استفادتها من الفرص و تزيد من قدرتها على مقاومة التهديدات البيئة، و من المنطق أن هدا يتطلب معرفة ما يجري في البيئة من متغيرات سلبية و إيجابية.
و الهدف النهائي من تقييم المنظمة للبيئة التي تنتمي إليها هو معرفة ما يواجهها والتعرف على محددات النجاح عند التعامل معها و يترتب على دلك التعرف على الإستراتيجيات التي تتناسب مع رسالة المنظمة، و إمكانية تحقيق أهداف المنظمة وفق سياستها و طبيعة طموحات أدارتها ومدى استعدادها لتحمل المخاطر التي تحدق بها.
المطلب الأول :المنظمة كنظام مفتوح
تمثل المنظمة (1) التجمع البشري يهدف إلى تحقيق هدف أو أهداف معينة و دلك من خلال بعض الأعمال المحددة للتفاعل مع البيئة و الظروف المحيطة بها كما أنه " بناء منظم مفتوح يجمع عناصر متميزة تعمل في تفاعل لتحقيق هدف مشترك "
من خلال هادين التعريفين السابقين يمكن استخلاص العناصر التالية:
1. المنظمة كيان اجتماعي يتكون من عناصر متميزة، تتجمع بينهم نماذج وأنماط متعددة للتفاعل الداخلي.
2. تهدف المنظمة إلى تحقيق أهداف معينة
3. تكون المنظمة نظام متكامل و متناسق، إذ يجب تمثيلها من خلال هيكل يمثل الأنشطة والتقسيمات الداخلية.
4. تتأثر المنظمة ككيان باحتياجات و دوافع الأفراد المكونين لهذه الأطراف الخارجية ذات الارتباط و التأثير في المنظمة.
و منه فإن المنظمة و حتى يمكن تحقيق أهدافها لابد له من التفاعل مع بيئته الخارجية، مما يتطلب ضرورة دراسة العوامل المختلفة لتلك البيئة بصورة مستمرة، فالمنظمة تحصل على مدخلاتها مثل العمال و الموارد الخام، و رأس المال،و المعلومات .....الخ. من البيئة المحيطة بها، تم تجري المنظمة العمليات التحويلية و التشغيلية على هده المدخلات، مما يؤدي إلى ظهور مخرجات تتمثل في سلع و خدمات، و بدلك تحقق الأهداف العامة للنظام الكلي.
و يمثل الشكل الموالي العلاقة بين المنظمة كنظام مفتوح و بيئتها الخارجية .
المطلب الثاني :مفهوم و أهمية تقييم البيئة الخارجية
1. تعريف تقييم البيئة الخارجية(1) :
يعرف محمد أحمد عوض تقييم البيئة الخارجية بأنه " رصد ما يحدث فيها من تغيرات إيجابية أي فرص يمكن استغلالها و التغير في البيئة هو الذي يوجه الفرص والتهديدات، فالبيئة الثابتة مستقرة لا تخلق فرص أو تهديدات، و تتكون البيئة الخارجية للمنظمة من القوى المختلفة التي تقرع خارج حدود المنظمة، و تتفاعل مع بعضنا البعض لتأثر على المنظمات بطرق و بدرجات مختلفة، بحسب نوع الصناعة و حجم المنظمة والمرحلة التي تمر بها من مراحل دورة حياتها، وقد تقتصر البيئة الخارجية على البيئة المحلية، كما قد تمتد لتشمل العالم ككل نضرا للاتجاه نحو عالمية التجارة و ثورة الاتصالات التي جعلت العالم قرية صغيرة يسمع و يرى من يعيش فيه كل ما يحدث في أي مكان و في وقت واحد، كأنها سوق واحدة فهناك فرص و تهديدات و لا يمكن اكتشافها إلا بتقييم البيئة الخارجية العالمية.
2.أهمية دراسة و تقييم البيئة الخارجية :
يتوقف نجاح المنظمة إلى حد كبير على مدى دراستها و تحليلها للعوامل البيئية المؤثرة و محاولة الاستفادة من اتجاهات هده العوامل، و درجة تأثير كل منها، وبصفة عامة تساعد دراسة وتقييم العوامل البيئية المنظمة على التعرف على الأبعاد التالية(2) :
- الأهداف التي يجب تحقيقها : تحديد الأهداف التي يجب الاستفادة منها و كيف يمكن للمنظمة أن تحقق تلك الأهداف، سواء على مستوي الأهداف الإستراتيجية أو الأهداف التشغيلية أو تعديل الأهداف بحسب النتائج للدراسات التي قامت بها.
- الموارد المتاحة :تبيان الموارد المتاحة و كيفية الاستفادة منها، و كيف يمكن للمنظمة أن تحقق تلك الاستفادة من الموارد الأولية- رأس المال – التكنولوجيا –الآلات –الموارد البشرية.
- النطاق و المجال المتاح أمام المنظمة : يتمثل في تحديد نطاق السوق المرتقب، ومجال المعاملات المتاحة أمامها سواء ما تعلق بالسلع و الخدمات و طرق التو زرع ومنافذه، و أساليب و شروط الدفع و تحديد الأسعار، و خصائص المنتجات المسموح بها ، و القيود المفروضة على المنظمة من قبل الجهات القانونية و التشريعية.
- العلاقات بين المنظمات :تساعد على تبيان علاقات الأثر و التأثير بالمنظمات المختلفة سواء كانت تلك المنظمات امتداد لها، أو تستقبل منتجاتها أو تعينها في عملياتها وأنشطتها المختلفة.
- أنماط القيم و العادات و التقاليد و أشكال السلوك الإنتاجي ،الاستهلاكي، التنافسي: تساهم دراسات البيئة في تحديد سمات المجتمع و الجماهير التي تتعامل أو ستتعامل معها المنظمة، و دلك من خلا الوقوف على أنماط القيم السائدة و أيها يعطي الأولوية، كما تساهم هده الدراسات في بيان السلوك الإنتاجي و الاستهلاكي للأفراد، والدين يمثلون جمهور المنظمة، مما يفيد في تحديد خصائص المنتجات و أسعارها ووقت إنتاجها و تسويقها.......الخ
و خلاصة القول أن دراسة و تحليل البيئة الخارجية يعد أمرا ضروريا عند وضع إستراتيجية مناسبة للمنظمة، حيث أن نتائج هده الدراسات تساعد في التعرف على جانبين رئيسين يعتبران مركز الارتكاز في صياغة و رسم إستراتيجية المنظمة و هما:
- الفرص المتاحة التي يجب على المنظمة استغلالها .
- المخاطر أو التهديدات التي يجب على المنظمة تجنبها أو الحد من أنارها أو تحويلها إلى فرص يمكن الاستفادة منها.
المطلب الثالث: مكونات البيئة الخارجية :
يعتقد البعض أن البيئة الخارجية للمنظمة تشمل كل شيء يحيط بالمنظمة و يوجد خارجها إن مثل هدا التوجه و الاعتقاد لا يخدم المنظمة من الناحية العلمية فهو لا يساعد في توضيح طبيعة البيئة ة مكوناتها و أثارها على المنظمة.
سنحاول تحديد مكونات البيئة الخارجية إلى عوامل مؤثرة بصفة عامة و عوامل مؤثرة بصفة خاصة و منه فالبيئة تتكون من مجموعتين من المتغيرات البيئية.
- المتغيرات البيئية الكلية أو العامة.
- المتغيرات البيئية الخاصة.
ذلك لكي تسهل عملية تحليل البيئة الخارجية عموما و تقييما.
البيئة الخارجية العامة للمنظمة:
تتمثل البيئة الخارجية العامة للمنظمة (1) تلك المتغيرات التى تنشأ وتتغير خارج المنظمة و التي تؤدي إلى تغير حتمي في مسار المنظمة و لكن المنظمة لا تسطيع أن تؤتر فيها.
قدرة المنظمة في خلق درجة عالية من التوائم بين نشاطاتها و لبين البيئة التي تعمل فيها.
فمثلا لا تستطيع منظمة واحدة أن تحول الاقتصاد العالمي من حالة كساد إلى حالة الرواج أو تؤثر على معدل المواليد أو العلاقات الدولية.
و تشمل البيئة الخارجية العامة على العديد من المتغيرات البيئة و هي:
البيئة الاجتماعية و التكنولوجية، السياسية القانونية ،الدولية و خطة الاقتصاد.
المتغيرات الاجتماعية و الحضارية : تتكون هده المتغيرات الاجتماعية و الحضارية من التقاليد و نمط المعيشة للأفراد و مستوى هده المعيشة و القيم و الأطر الأخلاقية للأفراد في مجتمع المنظمة.
و تأثير هده المتغيرات يظهر على الموارد البشرية التي تحصل عليها المنظمة من المجتمع و على القدرة التسويقية لهده المنظمة و كذلك الوظائف التي تؤديها للمجتمع.
و من الجوانب المؤثرة على الأداء التنظيمي و التي تقع تحت المتغيرات الاجتماعية و الحضارية يمكن ذكر:
- المتغيرات السكانية.
- طبيعة العلاقات الاجتماعية.
- النمو السكاني.
- توزيع الهيكل العمراني للسكان.
-دور المرأة في المجتمع.
مستوى التعليم.
المسؤولية الاجتماعية.....الخ
1-التغيرات السكانية :
تتأثر المنظمة بالتغيرات السكانية اثر واضحا، فالزيادة في عدد السكان تعني الزيادة في الطلب على المنتجات و خدمات تقدمها و يؤثر بالمثل الانخفاض و التناقص في عدد السكان إلى انخفاض الطلب على تلك المنتجات و الخدمات، التطور المستمر في المجال الصحي العلاجي منه أو الوقائي قد أدى إلى ارتفاع المستوى الصحي لدى الأفراد الأمر الذي انعكس إيجابيا على متوسط الأعمار للأفراد و كدا على المنظمات أن هناك قطاعات سوقية محتملة كقطاع كبار السن الذي يكون جديرا بالاهتمام و توجيه المنتجات و عدد المواليد أيضا، و في هدا الإطار قد تنتقل المنظمة من مجال أعمالها إلى مجال أعمال أخر يكون فيه الطلب متزايد متحدا ما يطلق عليه بإستراتيجية التنوع كوسيلة لتوزيع الأخطار أو من أجل مواجهة التقلبات في الطلب على منتجاتها الحالية أو أن يكون البديل الأخر هو الانتقال إلى الأسواق الخارجية يتزايد فيها الطلب على منتجاتها و خدماتها.
2- طبيعة العلاقات الاجتماعية:
تختلف قيم السلوك العامة و الخاصة من مجتمع لأخر و من فرد لآخر و تزداد هده القيم و القواعد و العلاقات الاجتماعية بالنسبة للمنظمات الدولية و متعددة الجنسيات فهي تختلف من داخل المجتمع المحلي و لا سك أن مراعاة هده الفرو قات و الاختلافات ضرورة يفرضها التخطيط الإستراتيجي و نذكر منها:
الأسرة و درجة ترابطها و علاقتها، الانتماء و الصداقة، الطبقات الاجتماعية، الجماعات المرجعية، الاعتقاد في الخرافات، و الأميال الشعبية،العادات و التقاليد، والمواسم الاجتماعية.
3-مستوى التعليم في المجتمع :
إن زيادة عدد الأفراد و المتعلمين و ارتفاع مستوى التعليم في مجتمع المنظمة يؤثر تأثيرا واضحا و مباشرا على المنظمة و على أدائها، فالزيادة في عدد المتعلمين تعني إمكانية استخدام الوسائل المقروءة في الإعلان و تعني توفر العمالة الماهرة، و كذا زيادة توقعات الأفراد عن ظروف و شروط العمل و المطالبة بضرورة توفر هده الشروط والتوقعات أي توقع سلوكا أمثل يكون لزما على المنشأة و تسلكه فهؤلاء المتعلمون يحدثون بشكل أو بأخر الأطر الأخلاقية و السلوكية المرغوب فيها و التي يجب على المنظمة أن تعمل ضمن حدودها كما يفرضون على المنظمة أن لا تمارس الممارسات المضللة للأفراد كارتفاع الأسعار أو الإعلانات المضللة و تقديم فرص عمل أفضل للأفراد وإتاحة التدريب و التأهيل.
5. المسؤولية الاجتماعية و الأطر الأخلاقية :
مع تزايد أهمية المسؤولية الاجتماعية الناتجة عن متطلبات المجتمع بضرورة أن يكون سلوكا المنظمة موجها و محكوما بمسؤولياتهم الاجتماعية، و النظام الخاص بالأفراد و الدين يحدد لهم ما هو جيد و ما هو سيء و ما هو صحيح و ما هو خاطئ، و ما هي الالتزامات الأخلاقية التي ينبغي أن يلتزم بها الفرد و المنظمة و من أهم مصادر الأخلاق – الكتب السماوية، الضمير، أو الصوت الضعيف عند الإنسان –الأفراد والجماعات المحيطة بالفرد- القوانين التي تحرم بعض التصرفات أو السلوكيات.
المتغيرات الاقتصادية : تتعلق القوى الاقتصادية بحركة المال في المجتمع كم تتعلق بالقرارات التي تتحد لتنظيم هده الحركة و تشير إلى خصائص و توجيهات النظام الاقتصادي الذي تعمل فيه المنظمات كمعدل الفائدة، الدخل القومي، معدلات النمو، الناتج القومي، معادلات متوسط دخل الفرد، نسبة البطالة، السياسات المالية و النقدية للدولة، التجارة الدولية و أثارها و دورة الأعمال و أثارها ومن أهمها(1):
1.ميزان المدفوعات و القيود على حركة التجار الدولية :
إن الفارق بين الصادرات و الواردات يعبر عن الفائض أو العجز في ميدان المدفوعات و أي اختلال فيه تسعى الدولة لإحداث إجراءات لغرض الحصول على فائض كتقييد الاستيراد الذي يعطي الشعور بالأمان، من المناسب بالنسبة للصناعات المحلية كما له من نتائج سلبية فيما يخص ارتفاع أسعار المنتجات المحلية و انخفاض جودة المنتج النهائي فكل هده المتغيرات يلزم على المنظمة أخذها بعين الاعتبار لتعزيز مركزها التنافسي بعد مدة ....الخ.
2.توزيع الدخل القومي : يختلف توزيع الدخل القومي من بلد إلى أخر حتى و أن تساوت كل منهم قيمة متوسط الدخل القومي، ففي الدول النامية هناك فئتين من الأفراد، الأولى شديدة الثراء و الأخرى شديدة الفقر، فتؤثر عملية و أساليب توزيع الدخل القومي في القدرة الشرائية للإفراد، و بالتالي في قدرتهم في الطلب على السلع و الخدمات، و هده المسألة تتطلب إدراك المنظمة و إمكانية تحليلها لانعكاس دلك على الحصة السوقية لها وعلى مركزها الإستراتيجي في السوق.
3.السياسات المالية و النقدية للدولة لا وهي سياسات تتخذ لعلاج الوضع الاقتصادي في الدولة
- السياسة النقدية : تهدف إلى التحكم في قيمة النقود المطروحة للتداول في المجتمع و على أسعار الفائدة مما يؤثر على قيمة النقود المتوفرة للاقتراض و على استثمار الفرص.
-السياسة المالية :التي تعتمد على النفقات الحكومية و الضرائب تعتبر الحكومة من حيت المبالغ التي تنفقها مشتريا ضخما يحدد نوع الصناعة التي يمكن أن تستفيد من هدا الإنفاق و تعد هاتين السياستين أدوات الدولة في تنفيذ سياستها الاقتصادية، و انعكاس دلك على عمليات التنمية و التطور الاقتصادي للدولة. و هناك عوامل يمكن سردها في:
- اتجاهات الأسعار: مستويات الأسعار واتجاهاتها و أثارها على التكاليف والإيرادات في إتحاد القرارات.
- تركيب الهيكل الاقتصادي و أهم القطاعات الاقتصادية في المجتمع و أهم مصادر الثروة .
- الإنتاج الاقتصادي و المناطق الحرة و مجالاته.
- أنواع المناطق الحرة و انتشارها و أنواع المنتجات بها.
- الميل للإدخار و الإنفاق لدى الفرد.
- معدل التضخم- الضرائب و الرسوم.
- المتغيرات السياسية والقانونية
- السياسية: وهي القوى التي تحركها القرارات والقوانين السيادية والسياسية الحكومية مثل درجة الاستقرار السياسي ودرجة التدخل الحكومي في ميدان الأعمال والأحزاب والتنظيمات السياسية ونظام الحكم السائد وخاصة منها العلاقة الدولية والإعفاءات الجمركية والتحالفات الاقتصادية التي تتيح للمنظمة فرص جيدة وملائمة لنشاطاتها القانونية : وتتمثل في مجموعة القوانين المؤثرة في المنظمة وهناك مجموعة كبيرة من القوانين المؤثرة تأثيرا مباشرا على المنظمة بحيث نادرا ما تقوم المنظمة بأداء عمل دون أن تصطدم بقانون أو أكثر يحد من نشاطها ويعيق من حركتها وتقسم إلى ما يلي :
1- القوانين المرتبطة بالبيئة: أي التي تعمل على حماية البيئة و المحا فظة عليها من التلون .
2. القوانين المرتبطة أو الخاصة بالعلاقات مع العاملين : و هي التي تنظم العلاقات بين أرباب العمل و العاملين لديهم.
3.القوانين الخاصة بالدفاع عن حقوق المستهلكين : التي تهدف إلى حماية المستهلك من الممارسات الخاطئة من قبل بعض المنشآت و حمايته من الخداع و الغش أو تقديم منتجات ذات أضرار على صحتهم.
4. القوانين الخاصة بالنظام الاقتصادي : و هي القوانين المتعلقة بإناء المنظمات أو المنضمات للعمليات التجارية، المنظمة لعمل و نشاط المنظمات في حالة إفلاس أو العسر المالي، التصفية.
المتغيرات التكنولوجية: تمثل التغيرات و الأحدان التكنولوجية التي تقع خارج المنظمة و تمتلك إمكانية التأثير على الإستراتيجية و هي أحد الأبعاد الأساسية و الهامة للتحليل البيئي.
يأتي هدا التأثير من خلال أن التطور، و لا شك أنه سيؤثر على الطلب الخاص بالمنتجات أو الخدمات المقدمة من طرف المنظمة سلبا أو إيجابا.
و يمتد هدا التأثير إلى العمليات التشغيلية، في الإنتاج و على المواد الأولية المستخدمة فيها، و كذلك التأثير في الفرص و التهديدات التي تتعرض لها المنظمة.
وتشير هده المتغيرات إلى الأساليب و الرسائل التي يتم اختيارها و استخدامها لإنجاز الأعمال سواء كانت مادية أو غير مادية، و مما لا شك فيه أن الفشل في التوقع أو الاستجابة للتغيرات التكنولوجية يعد أمرا مكلفا جدا و له أثاره المباشرة على إستراتيجية المنظمة.
وتتضح أبعاد هده التأثيرات من خلال(1):
1. تأثير التغيير السريع على الطلب : يؤثر على نمط معيشة الأفراد و على السلع والخدمات التي يستهلكونها و بالتالي التأثير على الطلب على هده السلع و الخدمات، فظهور منتجات جديدة قد يزيد الطلب على سلعة معينة و يقلل الطلب على سلعة أخرى.
2. تأثير التغيرات التكنولوجية على العمليات الإنتاجية: يؤدي التغير التكنولوجي إلى التغير في العمليات الإنتاجية و دلك من حيث أنه عند تقديم منتجات ذات تقنية جديدة سيؤدي بالضرورة إلى استخدام كل أو بعض أساليب الإنتاج المتقدمة و الحديثة و على سبيل المثال أدى إلى:
- إدخال الإنسان الآلي إلى العمل، مثلا أدى إلى ضرورة إجراء تعديلات في العملية الإنتاجية.
- إدخال التكنولوجيا يعني تدريب و تأهيل الأفراد لتعامل الكفء مع هده الآلات ....الخ.
- ظهور بدائل لطرق وأساليب الإنتاج أو المواد الخامة و استخدامها يعني التغيير و التعديل في العمليات الإنتاجية.
3- تأثير التغير السريع في التكنولوجيا: غالبا ما يصعب على المنظمة معرفة وإدراك الخطر الحقيقي الذي يمكن أن يسبب التغير السريع في التكنولوجيا و المؤدي إلى ظهور منتجات أو خدمات جديدة، إن مثل هدا التغير يحتم على المنشآت أن تتابع وباستمرار أي تطور فني يحدث في المنتجات سواء ارتبط دلك بنفس الصناعة التي تعمل في إطارها المنظمة أو في صناعات مرتبطة بها.
- العوامل الدولية: إن التصرفات التي تقوم بها دول ما تؤثر و بشكل مباشر أو غير مباشر على أداء المنظمة ومن أبرز هده العوامل أو المتغيرات الدولية :
1. التجمعات الاقتصادية : تدخل العديد من الدول في تكتلات و تجمعات اقتصادية تهدف من خلالها إلى تسهيل حركة التجارة فيما بينها، و الحصول على قوة سياسية تمكنها من فرض إرادتها في المجتمع الدولي- السوق الأوروبية المشتركة الأوبك-دول شرق أسيا.....الخ
و التي يمكن أن تخلق فرص سوقية عديدة من اتساع الأسواق أما المنظمات أو قد تعني تهديدات حقيقية لهده المنظمات كقيود لدخول تلك التكتلات و أسواقها.
2.العلاقات على مستوى الدول: و التي تؤثر على قدرة منظمات الأعمال على التعامل مع الأسواق الخارجية فمثلا سوء العلاقات بين بلدين تعني تقييدا لقدرة المنظمات العاملة في كلا البلدين على التعامل في أسواق الدول الأخرى و يفتح المجال أمام منظمات أخرى.
3. الإختلافات الحضارية : تختلف الدول فيما بينها من حيت العادات و التقاليد واللغة و الاتجاهات و الدوافع والمعتقدات، الأمر الذي يصعب فيه على المنظمة تنميط الجهود التسويقية أو برمج المزيج التسويقي الملائم، أو المزيج الترويجي الذي ترغب فيه المنظمة اختراق السوق المستهدفة.
حيت يتوجب على المنظمة مراعاة هده الإختلافات و أثارها فيما لو فكرت هده المنظمات بالاستثمار (مباشر أو غير مباشر) في هده الدول .
ثانيا :البيئة الخارجية الخاصة للمنظمة:
تتضمن البيئة الصناعية القوى التي تؤثر على المنظمة و على عيرها من المنظمات التي تنتج منتجات متشابهة أو منتجات يعتبرها العميل بدائل عن يعظها البعض و يمكن أن يطلق عليها بالبيئة التنافسية لأنها تمثل البيئة التي تعمل فيها المنظمة و تنافس بها أيضا مع غيرها من المنظمات.
تؤثر القوى الموجودة في البيئة الصناعية سلبا وإيجابا على حصة المنظمة في السوق و عللا ربحيتها و نموها و مركزها التنافسي و قدرتها على جدب العملاء و قدرتها على المحافظة على العمالية الجيدة.
و على العكس من البيئة الخارجية العامة تستطيع المنظمات خاصة الكبيرة التأثير على البيئة الصناعية إلى حد ما لأن المنظمات الصغيرة ذات تأثير ضعيف لغاية عليها.
و يبين الشكل القوى التي تعمل في البيئة الصناعية
(1)
تتكون قوى البيئة الخاصة من :
المنافسون الحاليين –المحتملين-العملاء-الموردين-القوى العاملة –السلع البديلة.
فكما أثار Porter فهده العوامل تعمل مع بعضها البعض كمحدد لنوع وطبيعة واتجاهات التأثير على ربحية المنطقة في الصناعة التي تعمل بها و كلما انخفضت عوامل المنافسة أو كانت في صالح المنظمة كلما زادت ربحية هده المنظمة.
كما لا تعمل قوى البيئة بطريقة واحدة في كل الصناعات و تختلف الأهمية النسبية لكل منها بحسب نوعية الصناعة، المنافسون يمثلون إحدى القوى المؤتمرة في معظم الصناعات إلا أنهم لا يمثلون تأثيرا كبيرا إذ قورنوا بالعملاء في صناعة اكتشاف واستخراج البترول.
مكونات البيئة الخارجية الخاصة و أهمها المتعلقة بالبيئة الخاصة للمنظمة:
1.العملاء: ويمثل شريحة أو شرائح المستهلكين الدين يتعاملون مع المنظمة الدين تأمل المنظمة في كسبهم للتعامل معهم و من أهم النقاط الواجب دراستها في هدا الصدد
- نوعي المستهلكين و تقسيماتهم
- دراسة تحليل سلوك المستهلكين و تفصيلاتهم و الأنماط الاستهلاكية.
- التعرف على الدخل و القوة الشرائية و خاصة ما يتعلق بالإنفاق على منتجات المنظمة.
- دراسة الخصائص الديمغرافية مستهلكيها.
2.الموردين : و يمثلون مصادر توريد المواد الخام و المعدات و الآلات و الأدوات اللازمة لعمليات و أنشطة المنظمة، و يجب على المنظمة في هدا الإطار دراسة مايلي:
- أنواع الموردين و مراكزهم و مدى القوة التي يتمتع بها كل منهم
- شروط التسليم المتبعة.
- الكميات و النوعيات و الجودة المتاحة.
- الأسعار المتاحة.
يجب على المنظمة عند اختيار مورديها الوقوف على الأسعار و ربطها بالنواحي الأخرى كالجودة و الوقت ، و الكميات و الخصم، و مدا مناسبة دلك للأنشطة و عمليات والتزامات المنظمة.
3.الوسطاء: يمثلون الحلقات التوزيعية الواقعة فيما بين المنظمة و عملائها، سواء كانو وكلاء أو تجار جملة أو تجار تجزئة فيجب على المنظمة دراسة قدراتهم وخصائصهم فيما يتعلق بأماكن تواجدهم و شروط التعامل معهم من حيت الأسعار ونوعية المنتجات و العلاقات التجارية و شروط التسليم ....و غيرها.
4.الممولين: و يمثلون بصفة رئيسية المساهمون –مالكي الأسهم – بجانب دراسة مصادر التمويل الأخرى التي يمكن الاعتماد عليها، و دلك من خلال دراسة مصادر الإثمان مثل بيوت الاقتراض، و الشروط المتعلقة بالفوائد و أجال التمويل الممكن منحها.
5.مقدمو التسهيلات و التيسيرات و الخدمات المختلفة: و يمثلون كافة الجبهات والأطراف التي تربطها علاقات و معاملات تتمثل في تقديم بعض الخدمات الاستثمارية مثل وكالة الإعلان،أجهزة البحوث و الاستشارات، هيئات النقل و التخزين....الخ
6.الحكومة: تمثل السلطة الرسمية للدولة بما تفرضه من قوانين و تشريعات خاصة بمجال عمل و نشاط المنظمة، مما يستلزم دراسة و تحليل ما تفوضه
:الفصل لأول:مفاهيم عامة حول الإدارة الإستراتيجية
تمهيد
إن العملية الإدارية في المؤسسة الاقتصادية مجموعة من المهام والوظائف التي تسمى النهاية إلى تجميع وتنسيق وتوجيه، ثم مراقبة مجهودات أفرادها من أجل تحقيق هدف مشترك وتحقيق الهدف في حد ذاته تخضع لعدة معايير معترف بها ضمن ما يسمى بالإدارة الحديثة.
و تعتبر الغدارة الإستراتيجية في المؤسسة من الوظائف الحديثة والمعقدة و تتشعب إلى عناصر و مجالات متعددة و متكاملة أصبحت تشمل جوانب كثيرة من العملية الإدارية من تحديد الأهداف الإستراتيجية و تحليلات داخلية و خارجية ، تم المرور إلى عملية التخطيط ، و بعد التنفيذ تأتي المراقبة في نفس الإطار حتى تحقق المؤسسة الأهداف المرجوة من هدا النظام.
و هدا النوع من الإدارة ينحدر من الإستراتيجية و التي بدورها لها جذور واستعمالات في الواقع العلمي مند الحضارة الإغريقية قبل الميلاد، و مرت بتطورات كبيرة خاصة في مجالي الإدارة و التسيير، و بعد أن كان استعمال هدا المفهوم في الولايات المتحدة الأمريكية قد أتسع استعماله إلى محتفل المجتمعات في جميع
أنحاء العالم نضرا لما يقدمه من فوائد و فعاليات للمؤسسة.
و نحاول في هدا الفصل الإلمام بموضوع الإدارة الإستراتيجية لتحديد كل أهدافها و غاياتها كما نحاول توضيح أهمهم المخاطر التي قد تحدت إثر إجراء العمليات الإستراتيجية.
المبحث الأول: مفهوم الإدارة الإستراتيجية
المطلب الأول : تعريف الإستراتيجية(1)
لقد عرف مفهوم الإستراتيجية في المؤسسة بعدة تعار يف مرتبطة أساسا بعنصر المجابهة أو التحدي للظروف المستقبلية و ذلك كون أن المؤسسة تعمل في محيط متقلب يمتاز بتعقد مستمر، و سوف نحاول عرض بعض التعريفات المتعلقة بالإستراتيجية كمفهوم و ذلك من طرف عدة كتاب و مختصين.
1.تعريف "ALFERED CHANDLER " :الإستراتيجية هي إعداد الأهداف و الغايات الأساسية طويلة المدى للمؤسسة ,واختيار خطط العمل وتخصيص الموارد الضرورية لبلوغ الغايات"
ويعتبر الفرد من أوائل المهتمين بموضوع التنظيم و الإستراتيجية في المؤسسة الاقتصادية.
تعريف مدرسة : "PHELIPPE DEWOOT ET HORVARD" : الإستراتيجية هي مجموع القرارات المهمة للاختيارات الكبرى للمنظم المتعلقة بالمؤسسة في مجموعها و الرامية أساسا إلى تكييف المؤسسة مع التغيير، و كذالك تحديد الغايات الأساسية و الحركات من أجل الوصول إلى القرارات الأساسية لاختيار هيكل التنظيم والأخذ بعين الاعتبار تطبيق الإستراتيجية
و نلاحظ من خلال هدا التعريف احتوائه على عدة عناصر مرتبطة بالمؤسسة في مجملها من تغيرات المحيط ، و كذلك تحديد الأهداف ة الغايات تم بتاء الإستراتيجية والسهر على تنفيذها و كذلك ربطها بالهيكل التنظيمي للمؤسسة
المطلب الثاني : تعريف الإدارة الإستراتيجية
أمتد مفهوم إدارة الأعمال الإستراتيجية من فنون إدارة المعارك و المواجهات العسكرية إلى مجال الفكر الإداري و صارت مفضلة الاستخدام لدى منظمات لأعمال وغيرها من المنظمات الأخرى المهتمة بتحليل بيئتها و تحقيق المبادرة اذو الزيادة في مجال نشاطها.
و قد تعرض العديد من الكتاب و الباحثين لتعريف الإدارة الإستراتيجية (1)
- عرفها ANSOFF : و هو رائد من رواد الفكر الإداري و أكترهم تفاءلا للفكر الإستراتيجية بأنها "تصور المنظمة لعلاقاتها المتوقعة بينها و بين بيئتها بحيث يوضح هدا التصور نوع العمليات التي يجب القيام بها على المدى البعيد و الحد الذي يجب أن تنصب إليه المنظمة و الغايات التي يجب أن تحققها.
- كما عرفها كل من WHEELEN ET HUGER : بأنها مجموع القرارات والتصرفات الإدارية التي تحدد الأداء طويل المدى للمنظمة.
- و يشير ANDREWS إلى الإستراتيجية على أنها مجموعة الأنشطة و الخطط التي تقرها المنظمة على المدى البعيد بما يضمن التقاء أهداف المنظمة معا رسالتها والتقائها رسالتها مع البيئة المحيطة بها بطريقة فعالة و ذات كفاءة عالية في نفس الوقت.
- أم THAMPSAN ET STRICKLEND فيعرفا الإدارة الإستراتيجية بأنها " رسم الاتجاه المستقبلي للمنظمة و بيان غاياتها على المدى البعيد و اختيار نمط الإستراتيجية المناسب لتحقيق ذلك في ضوء العوامل و المتغيرات البيئية الداخلية والخارجية تم تنفيذ الإستراتيجية و متابعتها و تقييمها و من بين أبسط التعريفات و أكترها دلالة على الإدارة الإستراتيجية ة التعريف الذي قدمه PEARCE –ROBINSON والذي ينص على أنها " مجموع القرارات و التصرفات التي يترتب عليها تكوين و تنفيذ الخطط المصممة لتحقيق الأهداف "
ويري الكاتبان أن الإدارة تنطوي على تسع مهام رئيسية هي :
1.صياغة مهمة أو رسالة المنظمة و التي تتضمن عبارات عامة تعكس غرضها الرئيس و فلسفتها و أهدافها:
2.تنمية صور للمنظمة و التي تظهر ظروفها وقدرتها ومواردها الداخلية
3. تقييم البيئة الخارجية بما تتضمنه من قوى و متغيرات تسود بيئتها العامة أو تلك التي تسود بيئتها التنافسية
4. تحليل بدائل إستراتيجية من خلال محاولة إحداث التوافق بين مواردها و الظروف السائدة في البيئة الخارجية
5. تحديد أكتر البدائل الإستراتيجية من حيت الديباجة فضوء رسالة المنظمة ومواردها و ظروفها البيئية اختيار مجموعة من الأهداف طويلة الأجل و الإستراتيجية العامة التي يمكن أن تساعد في تحقيق أكتر الفرص جاذبية
6. تحدي الأهداف السنوية و الإستراتيجية قصيرة الأجل و التي تنسق مع الأهداف طويلة الأجل لإستراتيجية العامة.
7. تنفيذ الخيارات الإستراتيجية من خلا ل تخصيص موارد مع مراعاة الأبعاد الخاصة بالمهام، الأفراد، الهياكل، التكنولوجيات، و أنظمة الحفز
و يري الكاتبان أيضا أن القضايا الإستراتيجية تنطوي على الأبعاد التالية
- تتطلب القضايا الإستراتيجية قرارات على مستوى الإدارة العليا حيت أن القرارات الإستراتيجية تؤثر على العديد من مجالات النشاط و العمليات في المنظمة.
- كما تستلزم استخدام و توظيف كميات هائلة في الموارد التنظيمية أي تخصيص قدر ملموس من الموارد المالية و الأصول المادية و البشرية التي يجب عليها إما من المصادر الداخلية أو الخارجية
- تؤثر القضايا الإستراتيجية على رفاهية المنظمة و ازدهارها في الأجل القصير وتمتد أثارها في سنوات طويلة.
- تتسم القضايا الإستراتيجية بالتوجه المستقبلي لأنها تستند إلى تنبأت مستقبلية التي تمكن المنظمة من اختيار أفضل البدائل الإستراتيجية.
- تعدد التأثيرات أو نتائج القضايا الإستراتيجية لأنها تمتلك تأثيرات معقدة بالنسبة لغالبية النشاط في المنظمة.
- تتطلب القضايا الإستراتيجية أخد متغيرات البيئة الخارجية في الاعتبار لأن جميع منظمات الأعمال تمارس نشاطاتها في ضل نظام مفتوح و بالتالي فإنها تتأثر بالظروف والأحداث الخارجية التي تقع خارج نقاط سيطرتها.
المطلب الثالث: تطور الفكر الإستراتيجي(1)
تستمد كلمة الإستراتيجية جذورها من الكلمة اليونانية STRATIGOS و التي ارتبط مفهومها بالخطط المستخدمة في إدارة معارك و فنون المواجهات العسكرية.
وازدادت أهمية اعتناق الفكر الإستراتيجي من قبل المنظمات في القرن العشرين للأسباب التالية :
- كبر حجم المنظمة
- زيادة عدد الطبقات.
- زيادة معدلات التغير البيئي
كما ساهم ارتفاع معدلات مخاطر اتخاذ الفرارات وتكلفة القرارات الخاطئة إضافة إلى القيود و الأعباء الاقتصادية و تغير أذواق العملاء و زيادة حدة المنافسة التطور التكنولوجي، المشاريع في زيادة معدلات تبني الفكر الإستراتيجي بواسطة المديرين
حتى يمكنوا من الحفاظ على القدرة التنافسية لمنظمتهم في ظل ظروف بيئية متغيرة.
و يمكن التمييز بين أربع مراحل لتطور الفكر الإستراتيجي في المنظمات.
- المرحلة1: بروز نظام الموازنات أو نظم إدارة الرقابة الذي يرجع إلى بداية القرن العشرين في ضلها يتم التأكيد على تقليل الانحرافات أو ضبطها و كذلك إدارة النواحي المعقدة في المنظمة.
- المرحلة 2: بروز تخطيط طويل الأجل و الذي يرجع استخدام هدا المفهوم إلى بداية الخمسينيات و يركز هدا المفهوم على توقع النمو و إدارة التعقيدات مستخدمين البيانات و تجربة الماضي في توفير القوي العاملة و التسهيلات للتكيف مع النمو والتقلص المتوقع على المدى ليس بالضرورة قصير.
- المرحلة 3 : بروز التخطيط الإستراتيجي و هو مفهوم أخر توصل إليه ANSOFF في الستينيات و يهتم بالتغيرات التي تحدت في القدرات و المهام الإستراتيجية و الافتراضات الأساسية هن هي أن تفسيرات الماضي ليست كافية سوف يحدث بعض الشذوذ أو الخروج من ذالك الماضي و ذلك نتيجة للتغيرات في القدرات أو الظروف المحيطة و يحتاج الأمر في الحالتين إلى إجراء تعديلات الإستراتيجية المطلوبة.
المرحلة 4: الإدارة الإستراتيجية هي عبارة مفهوم يقوم على افتراض أساسي هو أن دورة التخطيط غير كافية للتعامل مع معدل التغير السريع الذي يحدث في البيئة التي تواجهها المنشئة و لكي يحدث التكيف من المفاجآت الإستراتيجية و التهديدات السريعة وكذلك الفرص فإن هذا المفهوم يبرز الحاجة إلى نظم مستمرة قائمة على معلومات واقية بالإضافة إلى التحليل الدوري مثل التخطيط ألموقفي إدارة الموقف تحليل الحساسية البيئية و المرونة الإستراتيجية و إستراتيجية التأثير بدل التكيف و رد الفعل.
المبحث الثاني: مراحل الإدارة الاستراتيجية(1)
تتمثل مراحل الإدارة الإستراتيجية على مستوى المنظمة في مجموعة من الأنشطة التي تبدأ من التحليل البيئي " ويتم تفصيله في الفصل الثاني" ، و تنتهي بتقييم الأداء، وتقوم الإدارة العليا بمراجعة و تحليل البيئة الخارجية لاكتشاف الفرص و التهديدات، كما تقوم كذلك بمراجعة و تحليل البيئة الداخلية للتعرف على نواحي القوة و الضعف.
وبعدها تقوم الإدارة العليا بصياغة الإستراتيجية، حيت تبدأ بأول عملية و هي تحديد الرسالة و مهمة المنظمة، حيت يتم تعريف و تحديد كل من الأهداف و السياسات الإستراتيجية، و هده الأخيرة يتم تنفيذها من خلال البرامج و الموازنات و الإجراءات التطبيقية، ثم تنتهي إلى تقييم الأداء و الرقابة على مختلف العمليات.
المطلب الأول : تحليل البيئة
1.البيئة الخارجية:
تتكون البيئة الخارجية من متغيرات يمكن تصنيفها إلى مجموعة من الفرص والتهديدات ، و التي عادة ما تكون خارج سيطرة الإدارة في المدى القصير، و تتمثل هده المتغيرات في الإطار العام الذي تمارس فيه المنظمة نشاطها، و تنقسم البيئة الخارجية بدورها إلى جزئين بيئة المهام (الخاصة)، و البيئة العامة أو الكلية.
و تشمل بيئة المهام تلك العناصر أو المجموعات التي تؤثر و تتأثر بعمليات و نشطة المؤسسة بشكل مباشر ، مثل المنافسون – العملاء الوسطاء – الإتحادان العمالية... الخ .
أما البيئة الكلية العامة فتشمل تلك القوى أو المغيرات التي لا تؤثر في أنشطة وعمليات المؤسسة بشكل مباشر في الأجل القصير ، ولكنها تؤثر في القرارات طويلة الأجل غالبا، و تتمثل في: قوى اقتصادية- ثقافية –اجتماعية –قوى تكنولوجية و سياسية-تشريعية .....الخ.
2.البيئة الداخلية :
و تتكون البيئة الداخلية من المتغيرات التي تقع داخل المنظمة ذاتها، و تعد مصدرا لقوتها أو ضعفها، كما أنها تخضع بدرجة كبيرة لسيطرة الإدارة ، و تشكل هده المتغيرات الإطار العام الذي يتم أداء الأنشطة المختلفة كالتنظيم الإداري (الهيكل التنظيمي) للمؤسسة، و التفافة و الموارد.
و يقصد بالتنظيم الإداري الإطار الذي يتم فيه تبادل الاتصالات و ممارسة السلطة وتدفق العمل، و هو ما يعكسه الهيكل الإداري.
أما التفافة التنظيمية فهي تعكس أنماط المعتقدات و التوقعات و القيم المشتركة بين أعضاء المنظمة و التي تحدد في النهاية السلوك المرغوب من العاملين.
و أخيرا يشير مفهوم الموارد التنظيمية إلى تلك الأصول المادية و البشرية التي يعتمد عليها التنظيم في تصنيع المنتجات أو تقديم الخدمات.
المطلب الثاني : صياغة الإستراتيجية
و يقصد بها إعداد خطط طويلة الأجل لتحقيق الإدارة لفعالية الفرص و التهديدات البيئية في ضوء ما تملكه المنظمة من نواحي القوة و الضعف.
و تشمل عملية صياغة الإستراتيجية : صياغة المهمة أو الرسالة – تحديد الأهداف – وضع الإستراتيجية و السياسات.
1.الرسالة :رسالة المنظمة هي الغرض هي أو المبرر الأساسي لوجودها ، فعلى سبيل المثال فإن رسالة البنك يجب أن تدور حول إمداد المجتمع و الأفراد بالأموال أو تنمية مواردها المالية و يؤدي إنجاز هده الرسالة إلى تمكين البنك من تحقيق عائد مناسب لأنشطة أو عملياته.
ورسالة المنظمة قد تتسم بالتجديد أو المحدودية (لنطاق الضيق ) كما قد تتسم بالعمومية أو الاتساع.
2.الأهداف: هي النتائج النهائية المرغوبة من ممارسة النشطة المخططة أو إتباع الإستراتيجية المطبقة و تحديد الأهداف بالإجابة على المسؤولين ما الذي يجب إنجازه ومتى زمن المجالات التي يجب أن تدور حولها الأهداف هي:
- الربحية ( الأرباح الصافية –الكفاءة ( انخفاض التكلفة ) – النمو ( الزيادة في المبيعات و الأصول ...إلخ- ثروة الملاك أو المساهمين )
- استغلال الموارد (أي التعبير عنه بعائد الاستثمار)
- السمعة أو الشهرة
- القيادة التكنولوجية
3 الإستراتيجيات : إستراتيجية المنظمة هي خطة شاملة توضح كيف يمكن للمنظمة تحقيق رسالتها و أهدافها ، و يتمثل دور الإستراتيجية الرئيسي في تعظيم الميزة التنافسية للمنظمة و الحد من نقاط ضعف المنافسة فعلى سبيل المثال و ليس الحصر فإن منظمة ماكي تحقيق هدف زيادة العائد على الاستثمار بنسبة 10% فإنها قد تتبنى الإستراتيجية لتنمية الطلب تتركز على الابتكار و التطور أو فتح لسواق جديدة أو خدمة قطاعات جديدة ...إلخ .
الإستراتيجية قد تكون صريحة أو ضمنية كما قد نكون مكتوبة أو غير مكتوبة الإستراتيجية الجيدة هي تلك التي يجب أن يعرفها جميع العاملين و يسعون إلى تحقيقها بشكل لا يبعث على سوء الفهم أو التضارب أو التدخل في الأداء.
4. السياسات : تستمد من الإستراتيجية و تمثل الإطار أو المرشد لعملية إتحاد القرارات داخل المنظمة و بالتالي فإن السياسة هي أداة الربط بين عمليات تكوين الإستراتيجية وعمليات التنفيذ لها هده السياسات تعد إطار مرجعيات يجب الاهتداء به بواسطة الأقسام و الأفراد عند سعيهم لتنفيذ الإستراتيجية.
المطلب الثالث . تنفيذ الإستراتيجية :
هي تلك العملية التي بمقتضاها يتم وضع الإستراتيجيات و السياسات موضع التنفيذ من خلال تنمية البرامج و الموازنات و الإجراءات.
هذه العملية تتضمن إحداث تغيرات في التفافة العامة أو الهيكل أو النظام الإداري في المنظمة، و عملية التنفيذ تتم بواسطته المديرين في الإدارات الوسط و الإشرافية ومتابعة الإدارة العليا، و تنطوي عملية تنفيذ الإستراتيجية على اتخاذ القرارات اليومية في ما يتعلق بتخصيص الموارد و هو ما قد يعبر عنه بالتخطيط التشغيلي.
المبحث الثالث : أهمية و مخاطر الإدارة الإستراتيجية
المطلب الأول :أهمية الإدارة الإستراتيجية
يوجد اهتمام واضح و مستمر من الباحثين لمعرفة التوجه الإستراتيجي على أداء المنظمة و تشير الدراسات و الممارسات الميدانية إلى أن تبني التخطيط الإستراتيجي يساعد المنظمات في ما يلي:
- تصنيف وحدات الأعمال إلى وحدات مربحة و أخرى خاسرة.
- إيجاد نوع من التجانس بين الإدارة العليا و المستويات الإدارية الأدنى.
- تحسين القدرة التنافسية و منه زيادة أرباحها في الأجل الطويل.
و بصفة عامة و بغض النظر على تأثير الخطط الإستراتيجية على ربحية المؤسسة فإنه يمكن تحقيق النتائج التالية :(1)
1. وضوح الرؤية المستقبلية : حيت تتطلب الإستراتيجية قدرا كبيرا من دقة توقع الأحدان المستقبلية و ا لتنبأ بما ستكون عليه بيئة المنظمة في الغد، الأمر الذي يساعد على التعامل الفعال معها، و مكن تم توفير ضمانات الاستثمار و النمو.
2. القدرات على إحداث التغيير : إذ تعتمد الإدارة الإستراتيجية على موارد بشرية ذات فكر إيجابي و قدرة على مواجهة التحديات و رغبة في تطوير واقع المنظمة إلى الأفضل فالقائمون على صياغة الإستراتيجية يجدون صناعة التغير و ينضرون إليه باعتباره شيئا مرغوبا يبعث على التحدي و ليس معوقا لتحقيق الأهداف.
3.تحسين قدرات المنظمة على التعاون مع المشكلات : فالمديرين الذين يشجعون مساعديهم على الانخراط في عملية التخطيط إنما يزيدون في قدراتهم التنبئية ومسؤولياتهم الإستراتيجية عن طريق مشاركة أولئك الدين يدركون احتياجات التخطيط و متطلبات النجاح فيه.
4. مشاركة العاملين : تساهم مشاركة العاملين في تكوين الإستراتيجية على تحسين فهم العلاقة بين الإنتاجية و الحافز و ذلك في كل عملية تخطيط إستراتيجي و هو ما يثير دافعيهم للعمل و الإنجاز.
5.القرارات الجماعية : تستمد الفرارات الجماعية في العادة من أفضل البدائل المتاحة و هو ما يزيد في جودة و فعالية الخطط المختارة.
إن عملية الإدارة الإستراتيجية التي تستند إلى العمل الجماعي سوف يترتب عليها قرارات جيدة بسبب التفاعل الجماعي و الذي يولد العديد من البدائل الإستراتيجية الجيدة ويحسن من فرص الاختيار الإستراتيجي.
6. توضيح الأدوار: تقليل الفجوات و التعارض بين الأفراد و الأنشطة، حيت تساعد المشاركة في إعداد الإستراتيجية على توضيح الأدوار و بيان العلاقات بينها.
7.تحقيق التفاعل البيئي في المدى الطويل: فمن المعروف أن منظمات الأعمال لا تستطيع تحقيق التأثير الملموس في ظروف و متغيرات بيئتها في الأجل القصير سواء كانت هده الظروف سياسية أو اقتصادية أو تكنولوجية، أو ثقافية...إلا انه يمكنها تحقيق دلك في الأجل الطويل من خلال قراراتها الإستراتيجية التي تساعدها في استغلال الفرص المتاحة و الحد من أثر المخاطر البيئية.
8.تدعيم المركز التنافسي: فالإدارة الإستراتيجية تقوى من مركز المنظمة في ظل الظروف التنافسية، سواء على مستوى الأسواق المحلية أو الخارجية، حيت تنجح المنظمات التي تعتنق الفكر الإستراتيجي في بناء مزايا تنافسية تستند إلى فهمها إلى بيئتها الخارجية و ما تفرزه من فرص و تنميتها لمواردها الداخلية التي تمكنها من استغلال هده الفرص بطريقة تفوق منافسيها.
المطلب الثاني: مخاطر الإدارة الاستراتيجية ومعالجتها
يجب على المديرين توخي الحد، الاحتياط من إمكانية تحقيق ثلاثة نتائج غير مرغوبة من تبني ممارسة الإدارة الاستراتيجية وهي:
- استنزاف الوقت: فالوقت الذي ينفقه المديرين في عملية الإدارة الاستراتيجية قد يؤثر سلبا على مسؤولياتهم الوظيفية وبالتالي فإنه يجب أن يدربوا على كيفية جدولة مهامهم بما يسمح بإنفاق الوقت الضروري فقط في الأنشطة الاستراتيجية.
- ضعف الالتزام بالتنفيذ: إذا لك يقم المشاركون بصياغة الاستراتيجية بتوجيه عمليات التنفيذ ومتابعتها فإنهم قد يتنصلون من مسؤولياتهم اتجاه القرارات الاستراتيجية التي تم الوصول إليها.
فإنه يجب تدريب المديرين الاستراتيجيين على الحد من وعود الأداء التي قد يطلقها متخذو القرارات أو مساعديهم.
-الإحباط الناتج عن تحقيق الأداء أو النتائج المرغوبة: حيث يجب تدريب المديرين على توقع حالات الإحباط ومشاعر اليأس التي قد تتسرب إلى نفوس المشاركين في عمليات إعداد الاستراتيجية أو المنفذين لها في حالة عدم تحقيق النتائج واستخدام الأساليب الملائمة للتعامل معها، فرغم المخاطر التي تواجه القائمين على الإدارة الاستراتيجية فإنها تمثل أحدى محددات الأداء المرتفع ... إنها تساعد على تحقيق الفعالية للتصرفات الإدارية وتمثل ثورة وتطوير إيجابي في الفكر الإداري، كما أنها تساعد على تحقيق رفاهية المنظمة واستمرارها في الأجل الطويل.
المبحث الرابع: الأهداف والغايات الاستراتيجية
يساعد وضع الأهداف في تحويل الرؤية الاستراتيجية والرسالة التنظيمية إلى مستويات مرغوبة الأداء والغايات والأهداف، تمثل فوق ذلك شكلا من أشكال العهد والالتزام الإداري بتحقيق نتائج محددة أو الوصول إلة مستويات معينة من الإنجازات إذن هي عملية تحويل الطموحات إلى واقع ملموس.
المطلب الأول: تعريف الغايات
يشير مفهوم الغايات إلى النتائج النهائية للمنظمة والتي ترتبط بتحديد الغرض الذي يميزها عن غيرها من المنظمات المماثلة وعادة ما تستند الغايات إلى رسالة المنظمة وصورتها المميزة تعكس منتجاتها الرئيسية وأسواقها التي تقوم بخدمتها والحاجات الأساسية التي تحاول إشباعها.
ويرى العديد من الكتاب أن الغايات تعد بمثابة أهداف عامة وشاملة تعكس ما ترمي المنظمة إلى تحقيقه في المدى البعيد.
- ومن أهم الخصائص التي يجب أن تتميز بها الغايات هي:
• البعد عن التفاصيل الدقيقة والشمول لكافة المجموعات التي تخدمها المنظمة والمدى الزمني الطويل.
المطلب الثاني: تعريف الأهداف
ويشير إلى النتائج المطلوب تحقيقها لترجمة مهام المنظمة ورسالتها إلى واقع علمي وتتسم الأهداف بالتحديد الدقيق وإمكانية القياس والميل إلى التفصيل وتتميز الأهداف بكونها تعكس ما يلي:
- حالة أو وضع مرغوب فيه.
- وسيلة لقياس التقدم اتجاه الوضع المرغوب فيه.
المطلب الثالث: الفرق بين الأهداف والغايات
الغايات ما هي إلا أهداف عامة شاملة ترمي المنظمة إلى تحقيقها على المدى البعيد وهي تتسم بالعمومية والشمول، ولهذا فهي ترتبط ارتباط وثيقا باستراتيجية، أما الأهداف بمعناها المحدود والضيق فيقصد بها النتائج التشغيلية الواجب تحقيقها في مستويات زمنية قصيرة.
الفصل الثاني:التحليل البيئي
تمهيد:
لقد أدركت الإدارة في المنظمة المعاصرة أن الحكمة و الابتكار كافيين لتحقيق النجاح، و ضمان الاستمرار، فقد انهارت الفواصل الرمانية و المكانية بين الأسواق وتطورات التكنولوجيا بشكل غير مسبوق، وزادت هده المنافسة و تعددت أشكال المنتجات، و إستراتيجيات التسويق، و تغيرت حاجات و رغبات العملاء و أصبحت ضرورة الأخذ بالفكر الإستراتيجي ملحة لتحقيق الفعالية الاستمرار لعملياته.
و تقييم البيئة الخارجية هو المهمة الأولى و الأساسية ل للإستراتيجيين، و هو أيضا المهمة التي تميز بينهم و بين المدير التقليدي الذي ينحصر اهتمامه بالبيئة الداخلية، ويتوقف نجاح المنظمة استراتيجيا على مدى تأقلمها مع البيئة المحلية و العالمية التي تؤثر على المنظمة بما تتيح لها من فرص و ما تفرضه عليها من تهديدات، و يتوقف نجاح المنظمة إستراتيجيا على مدى تأقلمها مع البيئة الخارجية تزيد من درجة استفادتها من الفرص و تزيد من قدرتها على مقاومة التهديدات البيئة، و من المنطق أن هدا يتطلب معرفة ما يجري في البيئة من متغيرات سلبية و إيجابية.
و الهدف النهائي من تقييم المنظمة للبيئة التي تنتمي إليها هو معرفة ما يواجهها والتعرف على محددات النجاح عند التعامل معها و يترتب على دلك التعرف على الإستراتيجيات التي تتناسب مع رسالة المنظمة، و إمكانية تحقيق أهداف المنظمة وفق سياستها و طبيعة طموحات أدارتها ومدى استعدادها لتحمل المخاطر التي تحدق بها.
المطلب الأول :المنظمة كنظام مفتوح
تمثل المنظمة (1) التجمع البشري يهدف إلى تحقيق هدف أو أهداف معينة و دلك من خلال بعض الأعمال المحددة للتفاعل مع البيئة و الظروف المحيطة بها كما أنه " بناء منظم مفتوح يجمع عناصر متميزة تعمل في تفاعل لتحقيق هدف مشترك "
من خلال هادين التعريفين السابقين يمكن استخلاص العناصر التالية:
1. المنظمة كيان اجتماعي يتكون من عناصر متميزة، تتجمع بينهم نماذج وأنماط متعددة للتفاعل الداخلي.
2. تهدف المنظمة إلى تحقيق أهداف معينة
3. تكون المنظمة نظام متكامل و متناسق، إذ يجب تمثيلها من خلال هيكل يمثل الأنشطة والتقسيمات الداخلية.
4. تتأثر المنظمة ككيان باحتياجات و دوافع الأفراد المكونين لهذه الأطراف الخارجية ذات الارتباط و التأثير في المنظمة.
و منه فإن المنظمة و حتى يمكن تحقيق أهدافها لابد له من التفاعل مع بيئته الخارجية، مما يتطلب ضرورة دراسة العوامل المختلفة لتلك البيئة بصورة مستمرة، فالمنظمة تحصل على مدخلاتها مثل العمال و الموارد الخام، و رأس المال،و المعلومات .....الخ. من البيئة المحيطة بها، تم تجري المنظمة العمليات التحويلية و التشغيلية على هده المدخلات، مما يؤدي إلى ظهور مخرجات تتمثل في سلع و خدمات، و بدلك تحقق الأهداف العامة للنظام الكلي.
و يمثل الشكل الموالي العلاقة بين المنظمة كنظام مفتوح و بيئتها الخارجية .
المطلب الثاني :مفهوم و أهمية تقييم البيئة الخارجية
1. تعريف تقييم البيئة الخارجية(1) :
يعرف محمد أحمد عوض تقييم البيئة الخارجية بأنه " رصد ما يحدث فيها من تغيرات إيجابية أي فرص يمكن استغلالها و التغير في البيئة هو الذي يوجه الفرص والتهديدات، فالبيئة الثابتة مستقرة لا تخلق فرص أو تهديدات، و تتكون البيئة الخارجية للمنظمة من القوى المختلفة التي تقرع خارج حدود المنظمة، و تتفاعل مع بعضنا البعض لتأثر على المنظمات بطرق و بدرجات مختلفة، بحسب نوع الصناعة و حجم المنظمة والمرحلة التي تمر بها من مراحل دورة حياتها، وقد تقتصر البيئة الخارجية على البيئة المحلية، كما قد تمتد لتشمل العالم ككل نضرا للاتجاه نحو عالمية التجارة و ثورة الاتصالات التي جعلت العالم قرية صغيرة يسمع و يرى من يعيش فيه كل ما يحدث في أي مكان و في وقت واحد، كأنها سوق واحدة فهناك فرص و تهديدات و لا يمكن اكتشافها إلا بتقييم البيئة الخارجية العالمية.
2.أهمية دراسة و تقييم البيئة الخارجية :
يتوقف نجاح المنظمة إلى حد كبير على مدى دراستها و تحليلها للعوامل البيئية المؤثرة و محاولة الاستفادة من اتجاهات هده العوامل، و درجة تأثير كل منها، وبصفة عامة تساعد دراسة وتقييم العوامل البيئية المنظمة على التعرف على الأبعاد التالية(2) :
- الأهداف التي يجب تحقيقها : تحديد الأهداف التي يجب الاستفادة منها و كيف يمكن للمنظمة أن تحقق تلك الأهداف، سواء على مستوي الأهداف الإستراتيجية أو الأهداف التشغيلية أو تعديل الأهداف بحسب النتائج للدراسات التي قامت بها.
- الموارد المتاحة :تبيان الموارد المتاحة و كيفية الاستفادة منها، و كيف يمكن للمنظمة أن تحقق تلك الاستفادة من الموارد الأولية- رأس المال – التكنولوجيا –الآلات –الموارد البشرية.
- النطاق و المجال المتاح أمام المنظمة : يتمثل في تحديد نطاق السوق المرتقب، ومجال المعاملات المتاحة أمامها سواء ما تعلق بالسلع و الخدمات و طرق التو زرع ومنافذه، و أساليب و شروط الدفع و تحديد الأسعار، و خصائص المنتجات المسموح بها ، و القيود المفروضة على المنظمة من قبل الجهات القانونية و التشريعية.
- العلاقات بين المنظمات :تساعد على تبيان علاقات الأثر و التأثير بالمنظمات المختلفة سواء كانت تلك المنظمات امتداد لها، أو تستقبل منتجاتها أو تعينها في عملياتها وأنشطتها المختلفة.
- أنماط القيم و العادات و التقاليد و أشكال السلوك الإنتاجي ،الاستهلاكي، التنافسي: تساهم دراسات البيئة في تحديد سمات المجتمع و الجماهير التي تتعامل أو ستتعامل معها المنظمة، و دلك من خلا الوقوف على أنماط القيم السائدة و أيها يعطي الأولوية، كما تساهم هده الدراسات في بيان السلوك الإنتاجي و الاستهلاكي للأفراد، والدين يمثلون جمهور المنظمة، مما يفيد في تحديد خصائص المنتجات و أسعارها ووقت إنتاجها و تسويقها.......الخ
و خلاصة القول أن دراسة و تحليل البيئة الخارجية يعد أمرا ضروريا عند وضع إستراتيجية مناسبة للمنظمة، حيث أن نتائج هده الدراسات تساعد في التعرف على جانبين رئيسين يعتبران مركز الارتكاز في صياغة و رسم إستراتيجية المنظمة و هما:
- الفرص المتاحة التي يجب على المنظمة استغلالها .
- المخاطر أو التهديدات التي يجب على المنظمة تجنبها أو الحد من أنارها أو تحويلها إلى فرص يمكن الاستفادة منها.
المطلب الثالث: مكونات البيئة الخارجية :
يعتقد البعض أن البيئة الخارجية للمنظمة تشمل كل شيء يحيط بالمنظمة و يوجد خارجها إن مثل هدا التوجه و الاعتقاد لا يخدم المنظمة من الناحية العلمية فهو لا يساعد في توضيح طبيعة البيئة ة مكوناتها و أثارها على المنظمة.
سنحاول تحديد مكونات البيئة الخارجية إلى عوامل مؤثرة بصفة عامة و عوامل مؤثرة بصفة خاصة و منه فالبيئة تتكون من مجموعتين من المتغيرات البيئية.
- المتغيرات البيئية الكلية أو العامة.
- المتغيرات البيئية الخاصة.
ذلك لكي تسهل عملية تحليل البيئة الخارجية عموما و تقييما.
البيئة الخارجية العامة للمنظمة:
تتمثل البيئة الخارجية العامة للمنظمة (1) تلك المتغيرات التى تنشأ وتتغير خارج المنظمة و التي تؤدي إلى تغير حتمي في مسار المنظمة و لكن المنظمة لا تسطيع أن تؤتر فيها.
قدرة المنظمة في خلق درجة عالية من التوائم بين نشاطاتها و لبين البيئة التي تعمل فيها.
فمثلا لا تستطيع منظمة واحدة أن تحول الاقتصاد العالمي من حالة كساد إلى حالة الرواج أو تؤثر على معدل المواليد أو العلاقات الدولية.
و تشمل البيئة الخارجية العامة على العديد من المتغيرات البيئة و هي:
البيئة الاجتماعية و التكنولوجية، السياسية القانونية ،الدولية و خطة الاقتصاد.
المتغيرات الاجتماعية و الحضارية : تتكون هده المتغيرات الاجتماعية و الحضارية من التقاليد و نمط المعيشة للأفراد و مستوى هده المعيشة و القيم و الأطر الأخلاقية للأفراد في مجتمع المنظمة.
و تأثير هده المتغيرات يظهر على الموارد البشرية التي تحصل عليها المنظمة من المجتمع و على القدرة التسويقية لهده المنظمة و كذلك الوظائف التي تؤديها للمجتمع.
و من الجوانب المؤثرة على الأداء التنظيمي و التي تقع تحت المتغيرات الاجتماعية و الحضارية يمكن ذكر:
- المتغيرات السكانية.
- طبيعة العلاقات الاجتماعية.
- النمو السكاني.
- توزيع الهيكل العمراني للسكان.
-دور المرأة في المجتمع.
مستوى التعليم.
المسؤولية الاجتماعية.....الخ
1-التغيرات السكانية :
تتأثر المنظمة بالتغيرات السكانية اثر واضحا، فالزيادة في عدد السكان تعني الزيادة في الطلب على المنتجات و خدمات تقدمها و يؤثر بالمثل الانخفاض و التناقص في عدد السكان إلى انخفاض الطلب على تلك المنتجات و الخدمات، التطور المستمر في المجال الصحي العلاجي منه أو الوقائي قد أدى إلى ارتفاع المستوى الصحي لدى الأفراد الأمر الذي انعكس إيجابيا على متوسط الأعمار للأفراد و كدا على المنظمات أن هناك قطاعات سوقية محتملة كقطاع كبار السن الذي يكون جديرا بالاهتمام و توجيه المنتجات و عدد المواليد أيضا، و في هدا الإطار قد تنتقل المنظمة من مجال أعمالها إلى مجال أعمال أخر يكون فيه الطلب متزايد متحدا ما يطلق عليه بإستراتيجية التنوع كوسيلة لتوزيع الأخطار أو من أجل مواجهة التقلبات في الطلب على منتجاتها الحالية أو أن يكون البديل الأخر هو الانتقال إلى الأسواق الخارجية يتزايد فيها الطلب على منتجاتها و خدماتها.
2- طبيعة العلاقات الاجتماعية:
تختلف قيم السلوك العامة و الخاصة من مجتمع لأخر و من فرد لآخر و تزداد هده القيم و القواعد و العلاقات الاجتماعية بالنسبة للمنظمات الدولية و متعددة الجنسيات فهي تختلف من داخل المجتمع المحلي و لا سك أن مراعاة هده الفرو قات و الاختلافات ضرورة يفرضها التخطيط الإستراتيجي و نذكر منها:
الأسرة و درجة ترابطها و علاقتها، الانتماء و الصداقة، الطبقات الاجتماعية، الجماعات المرجعية، الاعتقاد في الخرافات، و الأميال الشعبية،العادات و التقاليد، والمواسم الاجتماعية.
3-مستوى التعليم في المجتمع :
إن زيادة عدد الأفراد و المتعلمين و ارتفاع مستوى التعليم في مجتمع المنظمة يؤثر تأثيرا واضحا و مباشرا على المنظمة و على أدائها، فالزيادة في عدد المتعلمين تعني إمكانية استخدام الوسائل المقروءة في الإعلان و تعني توفر العمالة الماهرة، و كذا زيادة توقعات الأفراد عن ظروف و شروط العمل و المطالبة بضرورة توفر هده الشروط والتوقعات أي توقع سلوكا أمثل يكون لزما على المنشأة و تسلكه فهؤلاء المتعلمون يحدثون بشكل أو بأخر الأطر الأخلاقية و السلوكية المرغوب فيها و التي يجب على المنظمة أن تعمل ضمن حدودها كما يفرضون على المنظمة أن لا تمارس الممارسات المضللة للأفراد كارتفاع الأسعار أو الإعلانات المضللة و تقديم فرص عمل أفضل للأفراد وإتاحة التدريب و التأهيل.
5. المسؤولية الاجتماعية و الأطر الأخلاقية :
مع تزايد أهمية المسؤولية الاجتماعية الناتجة عن متطلبات المجتمع بضرورة أن يكون سلوكا المنظمة موجها و محكوما بمسؤولياتهم الاجتماعية، و النظام الخاص بالأفراد و الدين يحدد لهم ما هو جيد و ما هو سيء و ما هو صحيح و ما هو خاطئ، و ما هي الالتزامات الأخلاقية التي ينبغي أن يلتزم بها الفرد و المنظمة و من أهم مصادر الأخلاق – الكتب السماوية، الضمير، أو الصوت الضعيف عند الإنسان –الأفراد والجماعات المحيطة بالفرد- القوانين التي تحرم بعض التصرفات أو السلوكيات.
المتغيرات الاقتصادية : تتعلق القوى الاقتصادية بحركة المال في المجتمع كم تتعلق بالقرارات التي تتحد لتنظيم هده الحركة و تشير إلى خصائص و توجيهات النظام الاقتصادي الذي تعمل فيه المنظمات كمعدل الفائدة، الدخل القومي، معدلات النمو، الناتج القومي، معادلات متوسط دخل الفرد، نسبة البطالة، السياسات المالية و النقدية للدولة، التجارة الدولية و أثارها و دورة الأعمال و أثارها ومن أهمها(1):
1.ميزان المدفوعات و القيود على حركة التجار الدولية :
إن الفارق بين الصادرات و الواردات يعبر عن الفائض أو العجز في ميدان المدفوعات و أي اختلال فيه تسعى الدولة لإحداث إجراءات لغرض الحصول على فائض كتقييد الاستيراد الذي يعطي الشعور بالأمان، من المناسب بالنسبة للصناعات المحلية كما له من نتائج سلبية فيما يخص ارتفاع أسعار المنتجات المحلية و انخفاض جودة المنتج النهائي فكل هده المتغيرات يلزم على المنظمة أخذها بعين الاعتبار لتعزيز مركزها التنافسي بعد مدة ....الخ.
2.توزيع الدخل القومي : يختلف توزيع الدخل القومي من بلد إلى أخر حتى و أن تساوت كل منهم قيمة متوسط الدخل القومي، ففي الدول النامية هناك فئتين من الأفراد، الأولى شديدة الثراء و الأخرى شديدة الفقر، فتؤثر عملية و أساليب توزيع الدخل القومي في القدرة الشرائية للإفراد، و بالتالي في قدرتهم في الطلب على السلع و الخدمات، و هده المسألة تتطلب إدراك المنظمة و إمكانية تحليلها لانعكاس دلك على الحصة السوقية لها وعلى مركزها الإستراتيجي في السوق.
3.السياسات المالية و النقدية للدولة لا وهي سياسات تتخذ لعلاج الوضع الاقتصادي في الدولة
- السياسة النقدية : تهدف إلى التحكم في قيمة النقود المطروحة للتداول في المجتمع و على أسعار الفائدة مما يؤثر على قيمة النقود المتوفرة للاقتراض و على استثمار الفرص.
-السياسة المالية :التي تعتمد على النفقات الحكومية و الضرائب تعتبر الحكومة من حيت المبالغ التي تنفقها مشتريا ضخما يحدد نوع الصناعة التي يمكن أن تستفيد من هدا الإنفاق و تعد هاتين السياستين أدوات الدولة في تنفيذ سياستها الاقتصادية، و انعكاس دلك على عمليات التنمية و التطور الاقتصادي للدولة. و هناك عوامل يمكن سردها في:
- اتجاهات الأسعار: مستويات الأسعار واتجاهاتها و أثارها على التكاليف والإيرادات في إتحاد القرارات.
- تركيب الهيكل الاقتصادي و أهم القطاعات الاقتصادية في المجتمع و أهم مصادر الثروة .
- الإنتاج الاقتصادي و المناطق الحرة و مجالاته.
- أنواع المناطق الحرة و انتشارها و أنواع المنتجات بها.
- الميل للإدخار و الإنفاق لدى الفرد.
- معدل التضخم- الضرائب و الرسوم.
- المتغيرات السياسية والقانونية
- السياسية: وهي القوى التي تحركها القرارات والقوانين السيادية والسياسية الحكومية مثل درجة الاستقرار السياسي ودرجة التدخل الحكومي في ميدان الأعمال والأحزاب والتنظيمات السياسية ونظام الحكم السائد وخاصة منها العلاقة الدولية والإعفاءات الجمركية والتحالفات الاقتصادية التي تتيح للمنظمة فرص جيدة وملائمة لنشاطاتها القانونية : وتتمثل في مجموعة القوانين المؤثرة في المنظمة وهناك مجموعة كبيرة من القوانين المؤثرة تأثيرا مباشرا على المنظمة بحيث نادرا ما تقوم المنظمة بأداء عمل دون أن تصطدم بقانون أو أكثر يحد من نشاطها ويعيق من حركتها وتقسم إلى ما يلي :
1- القوانين المرتبطة بالبيئة: أي التي تعمل على حماية البيئة و المحا فظة عليها من التلون .
2. القوانين المرتبطة أو الخاصة بالعلاقات مع العاملين : و هي التي تنظم العلاقات بين أرباب العمل و العاملين لديهم.
3.القوانين الخاصة بالدفاع عن حقوق المستهلكين : التي تهدف إلى حماية المستهلك من الممارسات الخاطئة من قبل بعض المنشآت و حمايته من الخداع و الغش أو تقديم منتجات ذات أضرار على صحتهم.
4. القوانين الخاصة بالنظام الاقتصادي : و هي القوانين المتعلقة بإناء المنظمات أو المنضمات للعمليات التجارية، المنظمة لعمل و نشاط المنظمات في حالة إفلاس أو العسر المالي، التصفية.
المتغيرات التكنولوجية: تمثل التغيرات و الأحدان التكنولوجية التي تقع خارج المنظمة و تمتلك إمكانية التأثير على الإستراتيجية و هي أحد الأبعاد الأساسية و الهامة للتحليل البيئي.
يأتي هدا التأثير من خلال أن التطور، و لا شك أنه سيؤثر على الطلب الخاص بالمنتجات أو الخدمات المقدمة من طرف المنظمة سلبا أو إيجابا.
و يمتد هدا التأثير إلى العمليات التشغيلية، في الإنتاج و على المواد الأولية المستخدمة فيها، و كذلك التأثير في الفرص و التهديدات التي تتعرض لها المنظمة.
وتشير هده المتغيرات إلى الأساليب و الرسائل التي يتم اختيارها و استخدامها لإنجاز الأعمال سواء كانت مادية أو غير مادية، و مما لا شك فيه أن الفشل في التوقع أو الاستجابة للتغيرات التكنولوجية يعد أمرا مكلفا جدا و له أثاره المباشرة على إستراتيجية المنظمة.
وتتضح أبعاد هده التأثيرات من خلال(1):
1. تأثير التغيير السريع على الطلب : يؤثر على نمط معيشة الأفراد و على السلع والخدمات التي يستهلكونها و بالتالي التأثير على الطلب على هده السلع و الخدمات، فظهور منتجات جديدة قد يزيد الطلب على سلعة معينة و يقلل الطلب على سلعة أخرى.
2. تأثير التغيرات التكنولوجية على العمليات الإنتاجية: يؤدي التغير التكنولوجي إلى التغير في العمليات الإنتاجية و دلك من حيث أنه عند تقديم منتجات ذات تقنية جديدة سيؤدي بالضرورة إلى استخدام كل أو بعض أساليب الإنتاج المتقدمة و الحديثة و على سبيل المثال أدى إلى:
- إدخال الإنسان الآلي إلى العمل، مثلا أدى إلى ضرورة إجراء تعديلات في العملية الإنتاجية.
- إدخال التكنولوجيا يعني تدريب و تأهيل الأفراد لتعامل الكفء مع هده الآلات ....الخ.
- ظهور بدائل لطرق وأساليب الإنتاج أو المواد الخامة و استخدامها يعني التغيير و التعديل في العمليات الإنتاجية.
3- تأثير التغير السريع في التكنولوجيا: غالبا ما يصعب على المنظمة معرفة وإدراك الخطر الحقيقي الذي يمكن أن يسبب التغير السريع في التكنولوجيا و المؤدي إلى ظهور منتجات أو خدمات جديدة، إن مثل هدا التغير يحتم على المنشآت أن تتابع وباستمرار أي تطور فني يحدث في المنتجات سواء ارتبط دلك بنفس الصناعة التي تعمل في إطارها المنظمة أو في صناعات مرتبطة بها.
- العوامل الدولية: إن التصرفات التي تقوم بها دول ما تؤثر و بشكل مباشر أو غير مباشر على أداء المنظمة ومن أبرز هده العوامل أو المتغيرات الدولية :
1. التجمعات الاقتصادية : تدخل العديد من الدول في تكتلات و تجمعات اقتصادية تهدف من خلالها إلى تسهيل حركة التجارة فيما بينها، و الحصول على قوة سياسية تمكنها من فرض إرادتها في المجتمع الدولي- السوق الأوروبية المشتركة الأوبك-دول شرق أسيا.....الخ
و التي يمكن أن تخلق فرص سوقية عديدة من اتساع الأسواق أما المنظمات أو قد تعني تهديدات حقيقية لهده المنظمات كقيود لدخول تلك التكتلات و أسواقها.
2.العلاقات على مستوى الدول: و التي تؤثر على قدرة منظمات الأعمال على التعامل مع الأسواق الخارجية فمثلا سوء العلاقات بين بلدين تعني تقييدا لقدرة المنظمات العاملة في كلا البلدين على التعامل في أسواق الدول الأخرى و يفتح المجال أمام منظمات أخرى.
3. الإختلافات الحضارية : تختلف الدول فيما بينها من حيت العادات و التقاليد واللغة و الاتجاهات و الدوافع والمعتقدات، الأمر الذي يصعب فيه على المنظمة تنميط الجهود التسويقية أو برمج المزيج التسويقي الملائم، أو المزيج الترويجي الذي ترغب فيه المنظمة اختراق السوق المستهدفة.
حيت يتوجب على المنظمة مراعاة هده الإختلافات و أثارها فيما لو فكرت هده المنظمات بالاستثمار (مباشر أو غير مباشر) في هده الدول .
ثانيا :البيئة الخارجية الخاصة للمنظمة:
تتضمن البيئة الصناعية القوى التي تؤثر على المنظمة و على عيرها من المنظمات التي تنتج منتجات متشابهة أو منتجات يعتبرها العميل بدائل عن يعظها البعض و يمكن أن يطلق عليها بالبيئة التنافسية لأنها تمثل البيئة التي تعمل فيها المنظمة و تنافس بها أيضا مع غيرها من المنظمات.
تؤثر القوى الموجودة في البيئة الصناعية سلبا وإيجابا على حصة المنظمة في السوق و عللا ربحيتها و نموها و مركزها التنافسي و قدرتها على جدب العملاء و قدرتها على المحافظة على العمالية الجيدة.
و على العكس من البيئة الخارجية العامة تستطيع المنظمات خاصة الكبيرة التأثير على البيئة الصناعية إلى حد ما لأن المنظمات الصغيرة ذات تأثير ضعيف لغاية عليها.
و يبين الشكل القوى التي تعمل في البيئة الصناعية
(1)
تتكون قوى البيئة الخاصة من :
المنافسون الحاليين –المحتملين-العملاء-الموردين-القوى العاملة –السلع البديلة.
فكما أثار Porter فهده العوامل تعمل مع بعضها البعض كمحدد لنوع وطبيعة واتجاهات التأثير على ربحية المنطقة في الصناعة التي تعمل بها و كلما انخفضت عوامل المنافسة أو كانت في صالح المنظمة كلما زادت ربحية هده المنظمة.
كما لا تعمل قوى البيئة بطريقة واحدة في كل الصناعات و تختلف الأهمية النسبية لكل منها بحسب نوعية الصناعة، المنافسون يمثلون إحدى القوى المؤتمرة في معظم الصناعات إلا أنهم لا يمثلون تأثيرا كبيرا إذ قورنوا بالعملاء في صناعة اكتشاف واستخراج البترول.
مكونات البيئة الخارجية الخاصة و أهمها المتعلقة بالبيئة الخاصة للمنظمة:
1.العملاء: ويمثل شريحة أو شرائح المستهلكين الدين يتعاملون مع المنظمة الدين تأمل المنظمة في كسبهم للتعامل معهم و من أهم النقاط الواجب دراستها في هدا الصدد
- نوعي المستهلكين و تقسيماتهم
- دراسة تحليل سلوك المستهلكين و تفصيلاتهم و الأنماط الاستهلاكية.
- التعرف على الدخل و القوة الشرائية و خاصة ما يتعلق بالإنفاق على منتجات المنظمة.
- دراسة الخصائص الديمغرافية مستهلكيها.
2.الموردين : و يمثلون مصادر توريد المواد الخام و المعدات و الآلات و الأدوات اللازمة لعمليات و أنشطة المنظمة، و يجب على المنظمة في هدا الإطار دراسة مايلي:
- أنواع الموردين و مراكزهم و مدى القوة التي يتمتع بها كل منهم
- شروط التسليم المتبعة.
- الكميات و النوعيات و الجودة المتاحة.
- الأسعار المتاحة.
يجب على المنظمة عند اختيار مورديها الوقوف على الأسعار و ربطها بالنواحي الأخرى كالجودة و الوقت ، و الكميات و الخصم، و مدا مناسبة دلك للأنشطة و عمليات والتزامات المنظمة.
3.الوسطاء: يمثلون الحلقات التوزيعية الواقعة فيما بين المنظمة و عملائها، سواء كانو وكلاء أو تجار جملة أو تجار تجزئة فيجب على المنظمة دراسة قدراتهم وخصائصهم فيما يتعلق بأماكن تواجدهم و شروط التعامل معهم من حيت الأسعار ونوعية المنتجات و العلاقات التجارية و شروط التسليم ....و غيرها.
4.الممولين: و يمثلون بصفة رئيسية المساهمون –مالكي الأسهم – بجانب دراسة مصادر التمويل الأخرى التي يمكن الاعتماد عليها، و دلك من خلال دراسة مصادر الإثمان مثل بيوت الاقتراض، و الشروط المتعلقة بالفوائد و أجال التمويل الممكن منحها.
5.مقدمو التسهيلات و التيسيرات و الخدمات المختلفة: و يمثلون كافة الجبهات والأطراف التي تربطها علاقات و معاملات تتمثل في تقديم بعض الخدمات الاستثمارية مثل وكالة الإعلان،أجهزة البحوث و الاستشارات، هيئات النقل و التخزين....الخ
6.الحكومة: تمثل السلطة الرسمية للدولة بما تفرضه من قوانين و تشريعات خاصة بمجال عمل و نشاط المنظمة، مما يستلزم دراسة و تحليل ما تفوضه
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام