خــــــــــطة البحــــــــــــــــــث
المبحث الأول : الأوضاع العامة للصحافة الجزائرية خلال القرن 20
المطلب الأول : أشكال الصحافة الجزائرية في القرم 20
المطلب الثاني : أهم الأحداث التي صادفت الصحف العربية في القرن 20
المبحث الثاني : نماذج الصحف الجزائرية خلال القرن 20
المطلب الأول : الصحف الإستعمارية
المطلب الثاني : الصحف الأهلية
الخاتمة
قائمة المراجع
َالمبحث الأول :الأوضاع العامة للصحافة الجزائر خلال القرن 20
المطلب الأول : أشكال الصحافة الجزائرية في القرن 20
عرفت الجزائر بداية القرن 20 انحطاط وتدهور الأوضاع وفي مختلف المجالات (معيشية – اقتصادية – ثقافية – اجتماعية ) حيث انعكست فيما يسمى الثالوث الأسود (الفقر – الجهل – الأمية ) .
لم تستطع الصحافة الجزائرية رغم المحاولات العدة في نشر الوعي في المجتمع ، إلا أن بعض الفرنسيين المتعاطفين مع الجزائريين أن يخلقوا رأيا عاما جزائريا وأن يقيموا جسرا بين المجتمع الجزائري صاحب البلاد والمجتمع الفرنسي المستوطن ، ولتحقيق هذا الهدف أنشئوا صحف واستعانوا على تحريرها مع بعض الجزائريين المتعلمين إلا أن المحاولات الأولى باءت بالفشل وذلك لضعف قراءة الجزائريين أما الأقلية القارئة فتعليمها لا يؤهلها للاهتمام بقراءة الصحف لذا حصلت الصحف المحررة باللغتين العربية والفرنسية على الأفضلية .
1903 زار الشيخ محمد عبده الجزائر وفي نفس السنة ظهرت صحيفة المغرب (1903 – 1913) كانت صحيفة ضعيفة الظهور إلا أنها مفيدة للجزائريين المحرومين من قراءة الصحف الوطنية العربية
ظل مجموعة من الجزائريين بعض المعلمين المثقفين على موقفهم على الرغم من الاضطرابات التي وقعت عقب قرار فصل الدين على الدولة سنة 1907 وبعد ذلك صدور قانون التجنيد الإجباري ومن نتائج ذلك حدوث انقسام المجتمع بين من قبلوا التجنيد وهناك من يعارض تجنيد الجزائريين كما أن المثقفون الجزائريون يسعون إلى تسوية القضية سلميا
الصحافة الاستعمارية :
هي الصحافة التي أشرفت عليها مصر وامتازت بالاستمرارية بدأت بإصدار جريدة التبشير لكن هذه الصحافة لم تكن سوى ركيزة التثبيت للوجود الفرنسي رغم أنها كانت تصدر بالعربية للتأثير على القراء الجزائريين
كما أن هذه الصحافة أطلق عليها اسم صحافة الأحباب وتشير التسمية إلى أن أصحابها مستعمرون استاءوا من سياسة دولتهم الاستعمارية فأرادوا إعانة نخبة معينة من الجزائريين حتى لا ييأسوا من الاستعمار في الجزائر ومن بين هذه الجرائد جريدة المنتخب 1852 ، الأخبار ، منبر الأهالي .
الصحافة الأهلية :
هي التي يقوم بها الجزائريون من ناحية التسيير الاداري والتوزيع ويتعلق موضوعها بقضايا إسلامية جزائرية وشؤونهم العامة في علاقتهم بالفرنسيين ومن بين هته الصحف جريدة الحق ، المغرب وأهم جريدة هي كوكب افريقيا بالجزائر 1907 وظلت تصدر في أسلوب بسيط للغاية إلى أن توقفت سنة 1914 وأعنت هذه الصحيفة إخلاصها لفرنسا دون حرج
المطلب الثاني :أهم الأحداث التي صادفت الصحف العربية في العشرينات
- صحيفة المنتقد أول صحيفة يصدرها عبد الحميد بن باديس العلامة الجزائري وأبو الصحافة الجزائرية ظهرت منها 18 عددا وحل محلها الشهاب سنة 1925
- منذ بداية 1931 أصبح علماء المسلمين في الجزائر هم قادة الرأي العام الجزائري وذلك بإصدارهم صحف لهذا الغرض منها الثبات والشريعة وقد أوقفتها الحكومة إداريا سنة 1933 و1934 وكانت أغلب الصحف التي يصدرها الوطنيون الجزائريون باللغة الفرنسية ليتفادوا قحلوة القانون حيث أن الصحف الفرنسية تخضع للقانون العام لا للتشريع الخاص بالوطنيين ، وكانت هذه الصحف وطنية إسلامية عربية وقد تميزت الصحافة الإصلاحية الجزائرية العربية بلغتها الفصحى واتساع ثقافتها الإسلامية وكانت تقرأ في الجزائر وخارجها .
- كما كانت هناك صحف محايدة أو انتهازية كصحيفة النجاح التي صدرت في قسنطينة سنة 1920 وكانت الصحيفة الجزائرية العربية الوحيدة التي لم تلقى أي عوائق خلال حياتها وسبب ذلك هو حيادها ولأنها كانت تهدف إلى الربح المادي وإرضاء السلطات الفرنسية .
- صدر في 8 مارس 1939 قانون يحرم تدريس اللغة العربية وتأسيس مدارس أهلية ويقول د. خالد نعيم أنه كان هذا القانون سلاحا خطيرا أشهرته فرنسا لمحاربة الأمة الجزائرية في أعز عزيز عليها وأقدس مقدس لديها وهو قرآنها ودينها ولغة قرآنها ودينها .
- بمقتضى قانون 28 أوت 1939 قامت السلطات الفرنسية بتعطيل جريدة البصائر التي كان يحررها الشيخ الإبراهيمي حيث كان ينص هذا القانون على الحق للسلطات الفرنسية في مراقبة جميع المطبوعات وحق وقف أو منع المطبوعات وكان شعار هذه الصحيفة العروبة والإسلام .
- سنة 1940 اتخذت إجراءات إدارية وضعت حدا لنشاط الصحافة الجزائرية الوطنية فيما عدا الصحف المحايدة .
- سنة 1942 تم اختيار مدينة الجزائر عاصمة فرنسا الحرة وقد ظهرت الصحافة الفرنسية سياسيا وجند الفرنسيون والجزائريون من أجل التحرير.
- سنة 1943 تحطمت آمال فرحات عباس أحد رؤساء فيديرالية المختارين والذي كان يدافع بحماس عن حركات التماثل ويطالب في بيانه بتصفية الاستعمار والمساواة بين الجزائريين والفرنسيين وبحرية الصحافة ، وقد اقترح دستورا للجزائر لكي يدافع عن أفكاره المعتدلة ، أنشأ صحيفة المساواة التي صدر عددها الأول في 15 سبتمبر 1944 لسان لجمعية أصدقاء البيان والحرية وحققت نجاحا كبيرا .
- في فترة ما بين نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 وبداية الثورة الجزائرية 1954 تفوقت صحف الوطنيين الفرنسية على صحف الوطنيين الجزائرية .
- كان الوضع السياسي يزداد سواء يوما بعد يوم وأدت إعادة الرقابة على الصحف سنة 1951 إلى اختفاء عدد كبير من الصحف الجزائرية ولم يبق في الميدان تقريبا سوى صحف المستوطنين التي هاجمت كل حركة إصلاح أطلقت على حركة التحرير الجزائرية جبهة الفوضى ومعاداة فرنسا
- سنة 1955 تم حل الحرب الشيوعي ومنعت صحفه من الصدور وأخذت صحف الفرنسيين تتساقط الواحدة بعد الأخرى ، وفي هذه الأثناء رأت صحف الجزائريين النور في المنفى وبين صفوف جبهة التحرير الوطني وفي مقدمة هذه الصحف ( المقاومة الجزائرية ) التي حل محلها ( المجاهد ) بدأت تطبع في حي القصبة بالجزائر في ماي 1956 وكانت تصدر بالفرنسية ، أما الطبعة العربية فقد صدرت في 1958 وابتداء من شهر ماي 1962 وزعت المجاهد في قسنطينة ، وفي جويلية أصبحت تباع في كل التراب الجزائري ، ظهرت إلى جانب المجاهد صحيفة ( العامل الجزائري ) بالفرنسية سنة 1956 تطبع بتونس ، ولما تحررت الجزائر في 1 جويلية 1962 استمرت المجاهد الفرنسية تصدر حتى اليوم ولا يكاد القارئ يجد فرق بينها وبين الصحف الفرنسية التي تصدر في فرنسا من حيث التحرير والإخراج .
- 19 سبتمبر 1962 صدرت (الشعب ) يومية باللغة الفرنسية أما في 11 ديسمبر 1962 صدرت باللغة العربية في الجزائر العاصمة
- سنة 1963 أقيمت فيها مؤسسات جديدة وتحولت فيها الصحف إلى صحف جزائرية واختفت صحف المستوطنين الفرنسيين أو أممت في سبتمبر من تلك السنة وحلت محلها صحف جزائرية جديدة .
المبحث الثاني : نماذج الصحف في بداية القرن 20
المطلب الأول : الصحف الاستعمارية
1 – جريدة الجزائري 1900 :
أصدرها مثقف جزائري لا نعرف اسمه غي الوقت الراهن في مطلع العشرين غير أن صاحبها لم يفلح في ايجاد ظهير أو عون فإظطر إلى تعطيلها ويفهم من ذلك أنها لم تعمر طويلا ، وقد يفسر هذا بالأسابيع أو الأشهر على أقصى تقدير .
2- جريدة كوكب افريقيا الجزائرية 1907 - 1914 :
جريدة حكومية أصدرها الشيخ محمود كحول في 17 ماي 1907 تحت الاشراف غير المباشر للولاية العامة بالجزائر ، واستمرت إلى غاية 1914 ووقع إختلاف مدهش وتضارب في الأقوال بلغ حد التشويش حول تاريخ هذه الجريدة ، متى صدرت ؟ ومتى توقفت ؟ ومن هو صاحبها الذي أصدرها ؟
فعمار طالبي يزعم أنها كانت لا تزال تصدر في سنة 1936 ، وقد قال ذلك في حديثه عن الشيخ عبد الحليم بن سماية والذي توفي سنة 1932 فكيف يعقل أنه كان لا زال يكتب في كوكب إفريقيا سنة 1936 ، ونعتقد أن هذه الجريدة لم تعمر إلى تلك السنة التي ذكرها الأستاذ عمار طالبي أي سنة 1936 ، فهي لم تعمر سوا سنوات قليلة في بعض الروايات وثماني سنوات على الأكثر في روايات أخرى .
كما ذكر الشيخ دبوز أنها صدرت في 1909 وظلت تصدر إلى سنة 1914 ، غير أن الشيخ دبوز رجع عن هذا الرأي فيما يبدو إذ ذكر في مكان آخر من كتابه المحال عليه أنها صدرت سنة 1907
ويبدو أن المذهب الصحيح هو ما ذهب إليه أحمد توفيق المدني من أنها صدرت سنة 1907 وقد ذكر علال الفاسي أن صدور هذه الجريدة بالتاريخ المدقق هو 17 ماي 1907 فيكون عمرها 8 سنوات .
3 – جريدة الجزائر 1908 :
أصدر هذه الجريدة العربية اللسان عمر راسم ، والتي كانت تشبه المجلة ولكنها لم تكن تصدر إلا مرة واحدة في الشهر ، وكان أول عدد لها في 27 أكتوبر 1908 وقد كان هدفها الاعلامي توعية الجزائريين وتعليمهم وجعلهم يحبون الأوضاع العالمية الراهنة ، وقد زعم عمار طالبي أنها أول جريدة عربية لا تصدر عن هيئة إستعمارية ، وذكر أحمد توفيق المدني أن " الجزائر " لم تعمر إلا قليلا جدا ولا يوجد منها في المكتبة الوطنية بباريس إلا عددان إثنان .
4 – جريدة الحق بوهران 1911 – 1914 :
كانت هذه الجريدة عربية فتحت في قطر الجزائر تكتب للهلال الأحمر العثماني أيام الحرب الطرابلسية ، هذا ما جاء إليه أحمد توفيق المدني ، كما يرى الشيخ دبوز على أنها صدرت سنة 1912 ، وقد أصدر هذه الجريدة فرنسي يسمى TAPIE وقد كان مسلما ويبدو أنه كان متحررا.
وذكر المؤرخين الجزائريين لهذه الجريدة مع الصحف الوطنية لم يكن سدى وناهيك أن هذه الجريدة نهضت بدون مشرف حول الضجة الكبرى التي ثارها الجزائريون في وجه القانون الفرنسي الجائر القاضي بتجنيد الشباب الجزائري في بداية العقد الثاني من القرن 20 فقد نصحت هذه الجريدة للفتيان الجزائريين بالفرار من الجزائر حتى لا يقعوا في فخ التجنيد في صفوف الجيش الفرنسي فاستجاب العديد منهم ، وقد صدر منها 46 عددا .
المطــــلب الثانــي :الصحــــــف الأهليــــــة
1- صحيفة السلام بالجزائر 1912 – 1914 :
جريدة أنشأها الصحفي الرائد الصادق دندان وقد كانت تصدر بالعربية والفرنسية وقد كانت هذه الجريدة تصدر بالفرنسية فقط أول أمرها ثم أصدر دندان النسخة العربية منها في 26 جويلية 1912 ، ويبدو أنها كانت ذات تأثير في القراء ونفهم من تلميحه لأبي القاسم سعد الله أن هذه الجريدة كانت وطنية الاتجاه إصرحية النزعة ولم يتح لها أن تعمر إلا قليلا كباقي الصحف الوطنية الجزائرية على عهد الاستعمار الفرنسي ، وقد ذكر الشيخ دبوز أن هذه الجريدة كانت تصدر بعنابة ولم تصدر بالعربية إلا قليلا حيث عدلت عنها إلى الفرنسية فقط ، والنسخة الفرنسية هي التي صدرت بعنابة سنة 1910 غير أن النسخة العربية كانت تعريبا للنسخة الفرنسية وكان المترجم إلى العربية تونسي الأصل وهو السيد عز الدين القلال .
2 – صحيفة ذو الفقار الجزائر 1913 – 1914 :
أصدرها الأديب المصلح وأحد أكبر الصحافيين الجزائريين الذي قاوم بالكلمة عمر راسم المتوفي في 15 أكتوبر 1913 كانت تطبع طبعا حجريا وقد ذكر عمر راسم في مقدمة العدد الأول أنه أصدرها من أجل " كشف أسرار المنافقين وإظهار مكائد اليهود والمشركين للناس أجمعين وإنتقاد أعمال المفسدين " وكانت الجريدة توشح عنوانها الذي كتب بالخط الجزائري ( نقط الفاء واحدة من تحت والقاف واحدة من فوق ) كان يرأس تحريرها إبن المنصور الصنهاجي ، وكان شعار الجريدة " بعثت لأقتل النفاق والحسد والكبر والشك من قلوبهم ، وأبث فيهم الصدق والتسامح والتواضع والايمان الخالص وحب الخير لبعضهم "
يبدو أن هذه الجريدة ذات إتجاه اصلاحي ديني إجتماعي وطني ، فقد نشر صاحبها في العدد الثالث منها صورة لمحمد عبده وذكر أن محمد عبده هو مديرها الديني ، وكانت ذو الفقار تصدر في شكل مجلة مصورة ، وكانت هذه الجريدة تسبق كل الصحف العربية إلى التحذير من الخطر الصهيوني
ولم يصدر عنها إلا 4 أعداد حيث كان من المستحيل التمكن لعمر راسم من بث أفكاره الوطنية الإصلاحية وخصوصا كان يعادي اليهود الدين دبروا له دسيسة إنتهت بتوقيف الجريدة والزج به في السجن .
3 – صحيفة الفاروق الجزائر 1912 – 1914 :
أصدرها عمر بن قدور شيخ الصحفيين الجزائريين حسب أحمد توفيق المدني سنة 1912 لا سنة َ1913 وهي رواية مجلة الثقافة ويبدو أنذلك كان في فبراير سنة 1913 وذكر طالبي أنها لم تعمر إلا سنة وبضعة أشهر وكانت أسبوعية شعارها :
قلمي لساني ثلاثة بفؤادي ديني ووجداني وحب بلادي
وكان متأثرا بمجلة النار وكان فقيها مصلحا فأسس الفاروق لمحاربة الخرافات والبدع في الدين وكان يراسل الفاروق من تونس أحمد توفيق المدني خلال سنة 1914 ، ويبدو أن عمر بن قدور أصدرها مرة أخرى بعد الحرب العالمية الأولى وذلك سنة 1920 حسب المدني وحسب مجلة الثقافة
الخــاتمـــــــــــة
عرفت الصحافة الجزائرية خلال القرن 20 الكثير من العراقيل المشاكل مما جعل منها قصيرة العمر ومقيدة في الإنتشار ، ورغم كل هذه العوائق إلا أنها عملت دورا كبيرا في نشر الوعي الثقافي والسياسي لدى الشعب الجزائري المستعمر وعملت على تقويته ودعمه في تحرير البلاد من يد المستعمر الذي أراد مسخ الشخصية الجزائرية ومن جذورها من خلال الصحف التي كان ينشرها المعمرين والرغبة في جعل الجزائر ولاية فرنسية
المـــراجــــــــع
1- عواطف عبد الرحمن ، الصحافة العربية في الجزائر ، دراسة تحليلية لصحافة الثورة الجزائرية 1945 – 1962 ، معهد البحوث والدراسات العربية ، القاهرة 1978
2- الربير سيف الإسلام ، تاريخ الصحافة في الجزائر ، الجزء (6) ، القاهرة 1977
3- سعد الدين أبي شنب ، النهضة العربية بالجزائر في النصف الأول من القرن 14 ، مجلة كلية الأدب ، العدد الأول 1994
المبحث الأول : الأوضاع العامة للصحافة الجزائرية خلال القرن 20
المطلب الأول : أشكال الصحافة الجزائرية في القرم 20
المطلب الثاني : أهم الأحداث التي صادفت الصحف العربية في القرن 20
المبحث الثاني : نماذج الصحف الجزائرية خلال القرن 20
المطلب الأول : الصحف الإستعمارية
المطلب الثاني : الصحف الأهلية
الخاتمة
قائمة المراجع
َالمبحث الأول :الأوضاع العامة للصحافة الجزائر خلال القرن 20
المطلب الأول : أشكال الصحافة الجزائرية في القرن 20
عرفت الجزائر بداية القرن 20 انحطاط وتدهور الأوضاع وفي مختلف المجالات (معيشية – اقتصادية – ثقافية – اجتماعية ) حيث انعكست فيما يسمى الثالوث الأسود (الفقر – الجهل – الأمية ) .
لم تستطع الصحافة الجزائرية رغم المحاولات العدة في نشر الوعي في المجتمع ، إلا أن بعض الفرنسيين المتعاطفين مع الجزائريين أن يخلقوا رأيا عاما جزائريا وأن يقيموا جسرا بين المجتمع الجزائري صاحب البلاد والمجتمع الفرنسي المستوطن ، ولتحقيق هذا الهدف أنشئوا صحف واستعانوا على تحريرها مع بعض الجزائريين المتعلمين إلا أن المحاولات الأولى باءت بالفشل وذلك لضعف قراءة الجزائريين أما الأقلية القارئة فتعليمها لا يؤهلها للاهتمام بقراءة الصحف لذا حصلت الصحف المحررة باللغتين العربية والفرنسية على الأفضلية .
1903 زار الشيخ محمد عبده الجزائر وفي نفس السنة ظهرت صحيفة المغرب (1903 – 1913) كانت صحيفة ضعيفة الظهور إلا أنها مفيدة للجزائريين المحرومين من قراءة الصحف الوطنية العربية
ظل مجموعة من الجزائريين بعض المعلمين المثقفين على موقفهم على الرغم من الاضطرابات التي وقعت عقب قرار فصل الدين على الدولة سنة 1907 وبعد ذلك صدور قانون التجنيد الإجباري ومن نتائج ذلك حدوث انقسام المجتمع بين من قبلوا التجنيد وهناك من يعارض تجنيد الجزائريين كما أن المثقفون الجزائريون يسعون إلى تسوية القضية سلميا
الصحافة الاستعمارية :
هي الصحافة التي أشرفت عليها مصر وامتازت بالاستمرارية بدأت بإصدار جريدة التبشير لكن هذه الصحافة لم تكن سوى ركيزة التثبيت للوجود الفرنسي رغم أنها كانت تصدر بالعربية للتأثير على القراء الجزائريين
كما أن هذه الصحافة أطلق عليها اسم صحافة الأحباب وتشير التسمية إلى أن أصحابها مستعمرون استاءوا من سياسة دولتهم الاستعمارية فأرادوا إعانة نخبة معينة من الجزائريين حتى لا ييأسوا من الاستعمار في الجزائر ومن بين هذه الجرائد جريدة المنتخب 1852 ، الأخبار ، منبر الأهالي .
الصحافة الأهلية :
هي التي يقوم بها الجزائريون من ناحية التسيير الاداري والتوزيع ويتعلق موضوعها بقضايا إسلامية جزائرية وشؤونهم العامة في علاقتهم بالفرنسيين ومن بين هته الصحف جريدة الحق ، المغرب وأهم جريدة هي كوكب افريقيا بالجزائر 1907 وظلت تصدر في أسلوب بسيط للغاية إلى أن توقفت سنة 1914 وأعنت هذه الصحيفة إخلاصها لفرنسا دون حرج
المطلب الثاني :أهم الأحداث التي صادفت الصحف العربية في العشرينات
- صحيفة المنتقد أول صحيفة يصدرها عبد الحميد بن باديس العلامة الجزائري وأبو الصحافة الجزائرية ظهرت منها 18 عددا وحل محلها الشهاب سنة 1925
- منذ بداية 1931 أصبح علماء المسلمين في الجزائر هم قادة الرأي العام الجزائري وذلك بإصدارهم صحف لهذا الغرض منها الثبات والشريعة وقد أوقفتها الحكومة إداريا سنة 1933 و1934 وكانت أغلب الصحف التي يصدرها الوطنيون الجزائريون باللغة الفرنسية ليتفادوا قحلوة القانون حيث أن الصحف الفرنسية تخضع للقانون العام لا للتشريع الخاص بالوطنيين ، وكانت هذه الصحف وطنية إسلامية عربية وقد تميزت الصحافة الإصلاحية الجزائرية العربية بلغتها الفصحى واتساع ثقافتها الإسلامية وكانت تقرأ في الجزائر وخارجها .
- كما كانت هناك صحف محايدة أو انتهازية كصحيفة النجاح التي صدرت في قسنطينة سنة 1920 وكانت الصحيفة الجزائرية العربية الوحيدة التي لم تلقى أي عوائق خلال حياتها وسبب ذلك هو حيادها ولأنها كانت تهدف إلى الربح المادي وإرضاء السلطات الفرنسية .
- صدر في 8 مارس 1939 قانون يحرم تدريس اللغة العربية وتأسيس مدارس أهلية ويقول د. خالد نعيم أنه كان هذا القانون سلاحا خطيرا أشهرته فرنسا لمحاربة الأمة الجزائرية في أعز عزيز عليها وأقدس مقدس لديها وهو قرآنها ودينها ولغة قرآنها ودينها .
- بمقتضى قانون 28 أوت 1939 قامت السلطات الفرنسية بتعطيل جريدة البصائر التي كان يحررها الشيخ الإبراهيمي حيث كان ينص هذا القانون على الحق للسلطات الفرنسية في مراقبة جميع المطبوعات وحق وقف أو منع المطبوعات وكان شعار هذه الصحيفة العروبة والإسلام .
- سنة 1940 اتخذت إجراءات إدارية وضعت حدا لنشاط الصحافة الجزائرية الوطنية فيما عدا الصحف المحايدة .
- سنة 1942 تم اختيار مدينة الجزائر عاصمة فرنسا الحرة وقد ظهرت الصحافة الفرنسية سياسيا وجند الفرنسيون والجزائريون من أجل التحرير.
- سنة 1943 تحطمت آمال فرحات عباس أحد رؤساء فيديرالية المختارين والذي كان يدافع بحماس عن حركات التماثل ويطالب في بيانه بتصفية الاستعمار والمساواة بين الجزائريين والفرنسيين وبحرية الصحافة ، وقد اقترح دستورا للجزائر لكي يدافع عن أفكاره المعتدلة ، أنشأ صحيفة المساواة التي صدر عددها الأول في 15 سبتمبر 1944 لسان لجمعية أصدقاء البيان والحرية وحققت نجاحا كبيرا .
- في فترة ما بين نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 وبداية الثورة الجزائرية 1954 تفوقت صحف الوطنيين الفرنسية على صحف الوطنيين الجزائرية .
- كان الوضع السياسي يزداد سواء يوما بعد يوم وأدت إعادة الرقابة على الصحف سنة 1951 إلى اختفاء عدد كبير من الصحف الجزائرية ولم يبق في الميدان تقريبا سوى صحف المستوطنين التي هاجمت كل حركة إصلاح أطلقت على حركة التحرير الجزائرية جبهة الفوضى ومعاداة فرنسا
- سنة 1955 تم حل الحرب الشيوعي ومنعت صحفه من الصدور وأخذت صحف الفرنسيين تتساقط الواحدة بعد الأخرى ، وفي هذه الأثناء رأت صحف الجزائريين النور في المنفى وبين صفوف جبهة التحرير الوطني وفي مقدمة هذه الصحف ( المقاومة الجزائرية ) التي حل محلها ( المجاهد ) بدأت تطبع في حي القصبة بالجزائر في ماي 1956 وكانت تصدر بالفرنسية ، أما الطبعة العربية فقد صدرت في 1958 وابتداء من شهر ماي 1962 وزعت المجاهد في قسنطينة ، وفي جويلية أصبحت تباع في كل التراب الجزائري ، ظهرت إلى جانب المجاهد صحيفة ( العامل الجزائري ) بالفرنسية سنة 1956 تطبع بتونس ، ولما تحررت الجزائر في 1 جويلية 1962 استمرت المجاهد الفرنسية تصدر حتى اليوم ولا يكاد القارئ يجد فرق بينها وبين الصحف الفرنسية التي تصدر في فرنسا من حيث التحرير والإخراج .
- 19 سبتمبر 1962 صدرت (الشعب ) يومية باللغة الفرنسية أما في 11 ديسمبر 1962 صدرت باللغة العربية في الجزائر العاصمة
- سنة 1963 أقيمت فيها مؤسسات جديدة وتحولت فيها الصحف إلى صحف جزائرية واختفت صحف المستوطنين الفرنسيين أو أممت في سبتمبر من تلك السنة وحلت محلها صحف جزائرية جديدة .
المبحث الثاني : نماذج الصحف في بداية القرن 20
المطلب الأول : الصحف الاستعمارية
1 – جريدة الجزائري 1900 :
أصدرها مثقف جزائري لا نعرف اسمه غي الوقت الراهن في مطلع العشرين غير أن صاحبها لم يفلح في ايجاد ظهير أو عون فإظطر إلى تعطيلها ويفهم من ذلك أنها لم تعمر طويلا ، وقد يفسر هذا بالأسابيع أو الأشهر على أقصى تقدير .
2- جريدة كوكب افريقيا الجزائرية 1907 - 1914 :
جريدة حكومية أصدرها الشيخ محمود كحول في 17 ماي 1907 تحت الاشراف غير المباشر للولاية العامة بالجزائر ، واستمرت إلى غاية 1914 ووقع إختلاف مدهش وتضارب في الأقوال بلغ حد التشويش حول تاريخ هذه الجريدة ، متى صدرت ؟ ومتى توقفت ؟ ومن هو صاحبها الذي أصدرها ؟
فعمار طالبي يزعم أنها كانت لا تزال تصدر في سنة 1936 ، وقد قال ذلك في حديثه عن الشيخ عبد الحليم بن سماية والذي توفي سنة 1932 فكيف يعقل أنه كان لا زال يكتب في كوكب إفريقيا سنة 1936 ، ونعتقد أن هذه الجريدة لم تعمر إلى تلك السنة التي ذكرها الأستاذ عمار طالبي أي سنة 1936 ، فهي لم تعمر سوا سنوات قليلة في بعض الروايات وثماني سنوات على الأكثر في روايات أخرى .
كما ذكر الشيخ دبوز أنها صدرت في 1909 وظلت تصدر إلى سنة 1914 ، غير أن الشيخ دبوز رجع عن هذا الرأي فيما يبدو إذ ذكر في مكان آخر من كتابه المحال عليه أنها صدرت سنة 1907
ويبدو أن المذهب الصحيح هو ما ذهب إليه أحمد توفيق المدني من أنها صدرت سنة 1907 وقد ذكر علال الفاسي أن صدور هذه الجريدة بالتاريخ المدقق هو 17 ماي 1907 فيكون عمرها 8 سنوات .
3 – جريدة الجزائر 1908 :
أصدر هذه الجريدة العربية اللسان عمر راسم ، والتي كانت تشبه المجلة ولكنها لم تكن تصدر إلا مرة واحدة في الشهر ، وكان أول عدد لها في 27 أكتوبر 1908 وقد كان هدفها الاعلامي توعية الجزائريين وتعليمهم وجعلهم يحبون الأوضاع العالمية الراهنة ، وقد زعم عمار طالبي أنها أول جريدة عربية لا تصدر عن هيئة إستعمارية ، وذكر أحمد توفيق المدني أن " الجزائر " لم تعمر إلا قليلا جدا ولا يوجد منها في المكتبة الوطنية بباريس إلا عددان إثنان .
4 – جريدة الحق بوهران 1911 – 1914 :
كانت هذه الجريدة عربية فتحت في قطر الجزائر تكتب للهلال الأحمر العثماني أيام الحرب الطرابلسية ، هذا ما جاء إليه أحمد توفيق المدني ، كما يرى الشيخ دبوز على أنها صدرت سنة 1912 ، وقد أصدر هذه الجريدة فرنسي يسمى TAPIE وقد كان مسلما ويبدو أنه كان متحررا.
وذكر المؤرخين الجزائريين لهذه الجريدة مع الصحف الوطنية لم يكن سدى وناهيك أن هذه الجريدة نهضت بدون مشرف حول الضجة الكبرى التي ثارها الجزائريون في وجه القانون الفرنسي الجائر القاضي بتجنيد الشباب الجزائري في بداية العقد الثاني من القرن 20 فقد نصحت هذه الجريدة للفتيان الجزائريين بالفرار من الجزائر حتى لا يقعوا في فخ التجنيد في صفوف الجيش الفرنسي فاستجاب العديد منهم ، وقد صدر منها 46 عددا .
المطــــلب الثانــي :الصحــــــف الأهليــــــة
1- صحيفة السلام بالجزائر 1912 – 1914 :
جريدة أنشأها الصحفي الرائد الصادق دندان وقد كانت تصدر بالعربية والفرنسية وقد كانت هذه الجريدة تصدر بالفرنسية فقط أول أمرها ثم أصدر دندان النسخة العربية منها في 26 جويلية 1912 ، ويبدو أنها كانت ذات تأثير في القراء ونفهم من تلميحه لأبي القاسم سعد الله أن هذه الجريدة كانت وطنية الاتجاه إصرحية النزعة ولم يتح لها أن تعمر إلا قليلا كباقي الصحف الوطنية الجزائرية على عهد الاستعمار الفرنسي ، وقد ذكر الشيخ دبوز أن هذه الجريدة كانت تصدر بعنابة ولم تصدر بالعربية إلا قليلا حيث عدلت عنها إلى الفرنسية فقط ، والنسخة الفرنسية هي التي صدرت بعنابة سنة 1910 غير أن النسخة العربية كانت تعريبا للنسخة الفرنسية وكان المترجم إلى العربية تونسي الأصل وهو السيد عز الدين القلال .
2 – صحيفة ذو الفقار الجزائر 1913 – 1914 :
أصدرها الأديب المصلح وأحد أكبر الصحافيين الجزائريين الذي قاوم بالكلمة عمر راسم المتوفي في 15 أكتوبر 1913 كانت تطبع طبعا حجريا وقد ذكر عمر راسم في مقدمة العدد الأول أنه أصدرها من أجل " كشف أسرار المنافقين وإظهار مكائد اليهود والمشركين للناس أجمعين وإنتقاد أعمال المفسدين " وكانت الجريدة توشح عنوانها الذي كتب بالخط الجزائري ( نقط الفاء واحدة من تحت والقاف واحدة من فوق ) كان يرأس تحريرها إبن المنصور الصنهاجي ، وكان شعار الجريدة " بعثت لأقتل النفاق والحسد والكبر والشك من قلوبهم ، وأبث فيهم الصدق والتسامح والتواضع والايمان الخالص وحب الخير لبعضهم "
يبدو أن هذه الجريدة ذات إتجاه اصلاحي ديني إجتماعي وطني ، فقد نشر صاحبها في العدد الثالث منها صورة لمحمد عبده وذكر أن محمد عبده هو مديرها الديني ، وكانت ذو الفقار تصدر في شكل مجلة مصورة ، وكانت هذه الجريدة تسبق كل الصحف العربية إلى التحذير من الخطر الصهيوني
ولم يصدر عنها إلا 4 أعداد حيث كان من المستحيل التمكن لعمر راسم من بث أفكاره الوطنية الإصلاحية وخصوصا كان يعادي اليهود الدين دبروا له دسيسة إنتهت بتوقيف الجريدة والزج به في السجن .
3 – صحيفة الفاروق الجزائر 1912 – 1914 :
أصدرها عمر بن قدور شيخ الصحفيين الجزائريين حسب أحمد توفيق المدني سنة 1912 لا سنة َ1913 وهي رواية مجلة الثقافة ويبدو أنذلك كان في فبراير سنة 1913 وذكر طالبي أنها لم تعمر إلا سنة وبضعة أشهر وكانت أسبوعية شعارها :
قلمي لساني ثلاثة بفؤادي ديني ووجداني وحب بلادي
وكان متأثرا بمجلة النار وكان فقيها مصلحا فأسس الفاروق لمحاربة الخرافات والبدع في الدين وكان يراسل الفاروق من تونس أحمد توفيق المدني خلال سنة 1914 ، ويبدو أن عمر بن قدور أصدرها مرة أخرى بعد الحرب العالمية الأولى وذلك سنة 1920 حسب المدني وحسب مجلة الثقافة
الخــاتمـــــــــــة
عرفت الصحافة الجزائرية خلال القرن 20 الكثير من العراقيل المشاكل مما جعل منها قصيرة العمر ومقيدة في الإنتشار ، ورغم كل هذه العوائق إلا أنها عملت دورا كبيرا في نشر الوعي الثقافي والسياسي لدى الشعب الجزائري المستعمر وعملت على تقويته ودعمه في تحرير البلاد من يد المستعمر الذي أراد مسخ الشخصية الجزائرية ومن جذورها من خلال الصحف التي كان ينشرها المعمرين والرغبة في جعل الجزائر ولاية فرنسية
المـــراجــــــــع
1- عواطف عبد الرحمن ، الصحافة العربية في الجزائر ، دراسة تحليلية لصحافة الثورة الجزائرية 1945 – 1962 ، معهد البحوث والدراسات العربية ، القاهرة 1978
2- الربير سيف الإسلام ، تاريخ الصحافة في الجزائر ، الجزء (6) ، القاهرة 1977
3- سعد الدين أبي شنب ، النهضة العربية بالجزائر في النصف الأول من القرن 14 ، مجلة كلية الأدب ، العدد الأول 1994
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام