هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مرحبا بكم في هذا المنتدى الخاص بعلوم الإعلام و الإتصال و العلوم السياسية والحقوق و العلوم الإنسانية في الجامعات الجزائرية
. نرحب بمساهماتكم في منتدى الطلبة الجزائريين للعلوم السياسية و الاعلام والحقوق و العلوم الإنسانية montada 30dz

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» مشاركة بحث
النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Icon_minitimeالأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo

» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Icon_minitimeالأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت

» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام

» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام

» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Icon_minitimeالجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام

» ترحيب و تعارف
النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Icon_minitimeالسبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي

» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام

» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام

»  الادارة وتعريفها
النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام

» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام


    النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة

    hicham madrid
    hicham madrid


    البلد : الجزائر
    عدد المساهمات : 30
    نقاط : 85
    تاريخ التسجيل : 15/12/2010
    العمر : 33

    النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة Empty النظرية الواقعية و الواقعية الجديدة

    مُساهمة من طرف hicham madrid الأربعاء ديسمبر 22, 2010 11:34 am

    مقـدمـة


    لقد ساعد الواقع الدولي
    المعقد ولفترات متباينة، على بروز سلسلة من الأدوات والمناهج العلمية والنظريات
    التي حاولت تبسيط هذا التعقيد، المقارنة النظرية بين
    الواقعية والواقعية الجديدة


    وسعت لتوصيف وتفسير الواقع الدولي بمعطياته المختلفة،
    لإعطائنا قالبا نظريا يساعد الباحثين والدارسين على الإلمام بأبعاد الظواهر
    الدولية ، وبهدف الوصول إلى تعميمات ونظريات بخصوصها .


    وسوف أتجاوز هذه النظريات، لأخوض في نظرية ربما لم يكتمل
    النقاش فيها بعد، ولكن سأتعرض بطريقة تحليلية لهذه النظرية، ومحاولاتها الجادة في
    توصيف و تحليل المجتمع الدولي المعاصر،وما طرأت عليه من تغيرات جذرية وثانوية،
    وكدا تقرير السمات و الملامح العامة لهذه النظرية، وإجراء نوع من المقارنة ،
    لاستنتاج طبيعة العلاقة بين النظرية الواقعية التقليدية و النظرية الواقعية
    الجديدة، وذلك وفق المنهج التاريخي المقارن، وانطلاقا من الإشكالية
    الأساسية:


    الإشكــــــالية:


    ماهي طبيعة العلاقة بين النظرية الواقعية التقليدية و
    الواقعية الجديدة ؟ هل هي رد فعل أم هي إمتداد؟.


    الفــرضيـــة:


    العلوم الاجتماعية، بما فيها العلاقات الدولية تتطور
    بصورة جدلية، و وفقا لمبدأ التراكم المعرفي، علىخلاف العلوم الطبيعية التي تتطور
    وفق القطيعة العلمية التي تعتبر شرط الموضوعية، فماهي طبيعة العلاقة النظرية بين
    الاتجاهين التقليدي والجديد؟


    التساؤلات الفـرعيـة:


    * ماهي المعايير النظرية التي تمكننا من الوقوف عند هذه
    العلاقة؟


    * ماهي المسلمات التي حافظت عليها و التغيرات التي طرأت
    عليها؟


    منـــهج الدراسة:


    سأحاول في الدراسة توظيف المنهج التاريخي المقارن، و ذلك
    بإجراء مقارنات بسيطة بين المسلمات التقليدية والجديدة، والتطورات التي مر بها هذا
    الاتجاه ثم الوقوف عند الثابت والمتغير في هذه العلاقة، للخلوص في الأخير إلى
    الإجابة عن الإشكالية.


    النظـرية والبـناء النظـري.


    إن التحدث عن النظرية في العلوم الإنسانية بشكل عام و في
    العلاقات الدولية بشكل خاص ، أثار العديد من الاهتمام لدى الدارسين الآكاديمين في
    هذا الحقل، وجعلهم يقفون أمام سؤال محوري، وهو هل يمكن صياغة نظرية علمية في
    العلاقات الدولية؟ وبالتالي يمكن أن نخلص للغاية من ذلك السؤال هو إضفاء العلمية
    على هذا الحقل من خلال اعتماده على مصطلحات ربما تعطي له أكثر تواجدا
    ومصداقية،وذلك مقارنة بالعلوم الإنسانية الأخرى التي بدأت تعرف استقرار نظرا
    لقدمها وكذلك لحداثة التنظير العلمي في حقل العلاقات الدولية.


    وبناء على ماسبق سأحاول في هذا الفصل تبيان المراحل
    المنهجية التي تبنى عليها النظرية، ثم الوقوف عند الإتجهات النظرية التي تبين
    الجدل الفلسفي حول كيفية تطور العلوم، فهناك اتجاهين غالبين على هذا التحليل في
    إطاره العام وهما الانفصالي والاستمراري، كما سأحدث هناك نوع من المقارنة الضمنية
    من حيث المفاهيم والمصطلحات للنظريتين أو ما يعرف بالمقارنة من حيث الأفكار.



    أ
    - تعريف
    النظرية:


    فالنظري حسب كنيث والتز k.WALTZهي "جملة أو مجموعة
    من القوانين المتعلقة بسلوك ما أو ظاهرة معينة" theories
    are collections or set of laws pertaining to particular behavior or phenomenon.
    1. "


    وعليه فمصطلح النظرية في العلوم الاجتماعية خاصة في
    العلاقات الدولية مفهوم خاص، ذو نظام استقرائي يؤدي إلى تقديم اقتراحات، حول
    السلوك السياسي، تنبع من الدراسات التاريخية المقارنة .


    ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال المثال التالي: يمكن إقامة
    علاقة بين دخل الناخبين ونوع تربيتهم ودينهم و التوجهات السياسية لأوليائهم،
    والجهة التي يصوتون لصالحها، فإذا أخذت العلاقة هذه العلاقات كقوانين احتمالية مع
    بعضها البعض يمكن إقامة علاقات هامة. إذن: خصائص الناخبين تشكل ( المتغيرات
    المستقلة)، واختيارهم لحرب معين تشكل ( المتغير التابع).


    ب- البناء النظري theoretical structurel:


    ويتمثل في المنطلقات الفكرية التي تؤسس لترتيب منطقي
    للمسلمات و الفرضيات وفق منهج علمي، والذي يبدأ من مرحلة ما قبل النظرية وصولا إلى
    النظرية ، وعليه يذهب الباحثون في هذا المجال على أنه،لابد أن يشتمل في بناء أي
    تفسير نظري في العلاقات الدولية على ثلاث جوانب:


    1- الجانب الأنتولوجي ( الوجودي): أي النظرة إلى طبيعة الفواعل ودوافع سلوكها، مثال الواقعية
    الفواعل هي الدول، القوة دافع يحركها للعب
    أدوار.







    2-الجانب الإبستمولوجي: أي النظرة إلى سلوكيات الفواعل
    وكيفية تحليلها، إذن هي اقتراح القوالب النظرية مثال : نظرية الاعتماد المتبادل
    التي انطلقت من التحولات التي مست الفواعل وتوزيع القضايا في العلاقات الدولية ( التحليل
    الأنتولوجي) ثم اقترحوا قالبا نظريا أو النظرة الإبستمولوجية للعلاقات الدولية .


    3- الجانب المنهجي: اقتراح المناهج التي تعبر عن
    قبول للنظرية.





    من الشكل واحد نفهم:


    فالانتقال من النظرة الأنتولوجية إلى النظرة الإبستمولوجية
    يعطينا نماذج نظرية والنماذج



    التي فيها نقائص ترجع في عملية تعديلية نظرية، وتستمر
    العملية حتى ترتقي


    النظرية إلى مستوى المنهج.


    مثال:الواقعية حدث تغير في الجانب الأنتولوجي ( حروب بين
    عرقيات)، حدث هناك


    نقص في الاستيعاب الأنتولوجي،وهو التواجد العرقي، الانتقال
    إلى الجانب الإبستيمولجي


    إدماج هذه الفواعل وإضافة مفاهيم التحريك والتعبئة، للخلوص
    في الأخير إلى الجانب النظري


    ( الواقية العرقية ) لباري بوزان.












    الشكل: 01





    وبناء على ماسبق فإن النظرية تتطور استنادا إلى أمرين:


    * التطور في الظاهرة( النظام الدولي).


    * التطور في المناهج وأدوات الدراسة.











    المبحـث الثانـي: الجـدل الفلسـفي فـي تطـور
    المعـرفة


    إن الحديث عن تطور نظريات العلاقات الدولية وطبيعة
    العلاقة بينها، يأخذنا للحديث عن إشكالية تأسيس المعرفة العلمية، والبحث لها عن
    مشروعية منطقية و واقعية تبرز وتستوعب التطورات والتحولات العميقة التي مست مختلف
    العلوم.


    أ- الاتجاه التراكمي:


    لقد استطاع" توماس كون" thomas khun في
    كتابه"بنية الثورات العلمية" ومن خلال مصطلح المنظور الذي يعرفه
    على أنه" المسلمات المركزية التي تمتلكها مجموعة من الباحثين حول العالم
    الذي يقومون بدراسته" .


    «the fundamental
    assumptions scholars make about the world they are studying».2.


    أن يوجه اهتمام الباحثين إلى
    أهمية النظرة التاريخية لمعرفة التطور في حقل العلاقات الدولية، فهو يعتقد أن
    المعرفة تتطور بطريقة جدلية، بحيث ينتصر العلم الحقيقي من خلال المواجهة بين
    الأفكار المتضاربة، وما هو مهم حسب رأيه لابد من إعادة التفكير في الأمور بطريقة
    جذرية وركز على المشاكل العميقة بدلا من حل الألغاز puzzle solving أي
    المسائل الروتينية التي توجد في المسلمة داخل المنظور الواحد. كما أكد على عم وجود
    حقيقة مطلقة لأن العلم البشري في تطور دائم فالمعلومات التي يقدمها أي منظور عن
    العالم تبقى محدودة،ويبدأ الباحثون بالبحث عن النقائص anomaliesأو عيوب في شكل تناقضات، أو
    أسئلة عالقة لاتجد لها جواب داخل المنظور.


    " ... كما أن دراسة أي تطور في العلاقات الدولية لا
    تؤدي غرضها المطلوب إذا انفصلت عن سياق المنظومة المعرفية congnitive map التي ينسجها علماء الطبيعة في وقت من الأوقات، غير أن هذه التبعية
    لاتبرز في معارف هذه العلاقات بمثل ظهورها وبوضوح في منهجية دراسة العلاقات"
    .3.


    ب- الاتجاه الانفصالي:


    يمكن أن نجد فلسفة هذا الاتجاه في كتابات "غاستون
    باشلار"، الذي يعتقد بأن المعرفة العلمية لاتأتي من عدم أو فراغ، بل هي
    دوما رد فعل على الأزمة، وهذه الأخيرة تبقى دوما نقطة الانطلاق بالنسبة لأي عملية
    ونشاط معرفي. ويتساءل باشلار عن كيفية حدوث المشكلة التي تحرر ميكانيزمات إنتاج
    المعرفة؟ ويجيب أن ذلك يحدث عندما يعترض الفكر العلمي عائق obstacle أي أزمة تقف حاجزا أمام تطور الفكر العلمي، فتاريخ الفكر العلمي
    هو في حقيقة الأمر تاريخ الأخطاء الذي لم يكتب بعد، ذلك أن هذه
    الأخطاء هي العوائق التي انبثق منها الصواب أو تجاوزها الفكر العلمي، فأنتج المعرفة
    العلمية.


    إذن: المعرفة العلمية تبنى على أساس القطيعة التي يعتبرها
    آلية ضرورية لتجاوز العائق والتحرر منه، وهي تعني الرفض والثورة على القديم
    السائد، ولذلك تشيع في كتاباته فلسفة الر فض.





    في هذا المرحلة من البحث سأتناول البناء النظري، لكل
    من الاتجاهين الواقعيين التقليدي و الجديد وذلك بالتعرض للمقارنة من حيث المنهجية
    الموضوعة في الفصل الأول من الناحية البناء النظري و المنطلقات الفكرية، وتلك
    المقارنة ستكون ضمنية و ستظهر جلي عند التطرق للواقعية الجديدة.


    وانطلاقا من المواقف المختلفة حول تطور المعرفة الاجتماعية
    يمكن رصد اتجاهين في وصف طبيعة العلاقة بين الواقعية التقليدية والجديدة اتجاه يرى
    بأن المعرفة تتطور بشكل تراكمي وبالتالي فالواقعية الجديدة لم تكن إلا امتداد
    للواقعية الكلاسيكية في حين يؤكد أنصار الاتجاه الثاني على أن المعرفة الاجتماعية
    تتطور بشكل انفصالي وبالتالي فالواقعية الجديدة ماهي إلا ردت فعل على إسهامات
    الواقعية التقليدية، وبالتالي فأنصار الاتجاه الأول يشيرون إلى ما يجمع النظريتين
    من أوجه تشابه ، في حين يركز أنصار القطيعة على الأوجه العديدة للاختلاف بين
    النظريتين.





    البنـاء النـظري للواقـعية التقلــيدية:


    أ- من ناحية الأحداث:


    من المسلم به أن هذا التوجه في الواقعية جاء كرد فعل على
    المثالية، وبالنسبة لهذه الأخيرة التي استفادت من ظهور نخبة ثرية نتيجة لثورة
    الصناعية ( خاصة في بريطانيا) والذين قاموا بتمويل أفكارهم ونشرها بقوة في أوروبا
    لأنها تخدم مصالحهم في قلب النظام من سيطرت العروش، وفي هذا الصدد دعمت العديد من
    الأفكار والعديد من الباحثين على غرار (كانط ،فولتير، ريكاردو، سميث
    آدم،وآخرون...) .كما ساهم انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية في إقرار
    مبادئ المثالية, ونفي كون الحروب حتمية لأنها مبادئ تساهم في إقرار الوضع
    الراهن.لكن ما لبث أن أصبح النظام الدولي مهدد من طرف الفاشيات والنازيات، كما
    أثبتت الأحداث فشل عصبة الأمم، كما أكدت الدبلوماسية السرية بين ألمانيا وبريطانيا
    على منطق المصلحة الوطنية فوق الاعتبارات المثالية ( وبدأت الحرب العالمية الثانية
    وانهارت المسلمات المثالية) وبدأت معالم فكر جديد في التبلور أساسه الصراع
    الحاد الذي ساد النظام الأوروبي في تلك المرحلة.


    ب- أما من ناحية المنهج :


    لقد كانت كتابات "أوغست كونت" الذي أسس
    أفكار الفلسفة الوضعية التي بنت الواقعية منطلقاتها الفلسفية، وبالتالي فلا يجب أن
    نبحث عن ما يجب أن يكون بل يجب أن نحلل بكل موضوعية ما هو كائن من دون تشويه
    الظواهر الاجتماعية فهي تشبه الظواهر الطبيعية تحكمها قوانين ثابتة لا يمكن
    لإرادة البشر تغيرها وهدف عالم السياسة هو الكشف عن هذه القوانين التي تمكنه من
    فهم الظاهرة وتحليل ليس حاضرها فقط ولكن فهم ماضيها.


    ج - من حيث التصورات:


    فالواقعية الكلاسيكية بنت افتراضاتها على مسلمات
    محددة وفق جوانب ثلاث.


    1- الجانب الأنتولوجي: من هذه الناحية فهي تتبنى
    الطرح الدولاتي المهيمن، فهي الفاعل الواحد الموحد، الدور المركزي الذي تقوم به
    سواء على المستوى الداخلي بناء المجتمع المدني و على المستوى الخارجي تشكيل النظام
    الدولي، وكذلك السيادة هي حجر الأساس في البناء السياسي لهذا التواجد الأنتولوجي.


    2- الجانب الإبستمولوجي: كما قلنا بأن الواقعية
    الكلاسيكية لم ترد صياغة مناهج معرفية من العلوم الاجتماعية الأخرى، لأنها ترى
    فيها تحجيم للظاهرة الدولية في مصطلحات جنيركية مفرغة بقدر ما كان هدفها تفسير
    الواقع لذلك كانت الفلسفة الوضعية هي الخلفية المعرفية لها، وكانت قواعد
    القانون الطبيعي هي التي تحكم وتفسر سلوك الأمم.


    3- الجانب المنهجي: من خلال اعتمادها على المنهج
    التجريدي العقلاني كأساس لفهم الواقع كما هو عليه.


    المبحـث الثانـي: البنـاء النظـري
    للواقعـية الجديـدة:


    لم تعرف نظرية في العلاقات الدولية نقدا وهجوما أكثر مما
    عرفته النظرية الواقعية وخاصة الاتجاه التقليدي، وبضبط على من طرف التيار السلوكي
    الذي اعتبرها مجرد فلسفة تفتقد للمنهجية العلمية في تحليلها للسياسة الدولية، كما
    تزامن ظهور الاتجاه الجديد في الواقعية،مع بروز النزعة العلمية في شتى
    الاختصاصات الاجتماعية، وكثرت الصيحات التي تحاول أن ترتقي بالعلاقات الدولية إلى
    علم يشبه العلوم الطبيعية – وأصبح العلم بمثابة الإله- وأن صدق أو خطأ القضية بمدى
    إتباعها علميا .


    وإذا نظرنا للبناء النظري للاتجاه الجديد في الواقعية من
    الناحية التصورات سنجد الفروق التالية:


    1- الجانب الأنتولوجي: لقد شهد العالم تزايدا كبيرا
    لفواعل جديدة في النظام الدولي، من الشركات المتعددة الجنسية، وكدا المنظمات
    الدولية الحكومية وغير الحكومية، مما جعلنا أمام وضع يستحيل فيه تجاهل هذا التواجد
    البيولوجي على الأقل (دون النظر إلى مدى فعاليته) لهذه الفواعل الجديدة، لذلك
    نجد الواقعية الجديدة حاولت التعامل مع هذا النقص في عملية تعديلية ضمت فيه هذه
    الفواعل واعتبارها جزء في التحليل،وكما يقول والتز" ...فعلى مر
    التاريخ تغيرت الدول في أشكال كثيرة لكن طبيعة الحياة الدولية ظلت هي دوما نفسها
    صراع و تعاون ".


    أما الأمر الأهم الذي جاء به والتز في هذا
    الجانب، انه بين أن تفاعل هذه الفواعل من دول ومنظمات وشركات ...ألخ فيما بينها يشكل
    لنا فاعل جديد مستقل عن الأطراف المشكلة له، وهو البنية النظام الدوليولهذا
    نجدها في بعض الأحيان تسمى بالواقعية البنيوية،وما يثبت هذا التواجد
    البيولوجي هو الاستدلال على طبيعة هذا النظام الفوضوية التي تؤثر في سلوكيات
    الدول.





    إذن : نفهم من الناحية الأنتولوجية أن الواقعية الجديدة لم
    تقصي المسلمات المركزية حول الدولة كفاعل بل أضافت إليها فواعل جدد رأت فيهم ضرورة
    أنتولوجية لايمكن إهمالها أو إقصاؤها من التحلــــــــــــــيل.


    2- الجانب الإبستمولوجية:


    حاولت الواقعية الجديدة بزاعمة كنيث والتز استيعابي
    الانتقادات التي وجهت للواقعية التقليدية، وانطلقت هي الأخرى في أن الاتجاه
    التقليدي بزعامة هانس مورغنثو قد أخفق في فهم واستيعاب الواقع الحقيقي،
    وبالغت في تفسيرها للمصلحة الوطنية والقوة، كذلك عدم أخذها بالنظريات والمعرفة من
    العلوم الاجتماعية الأخرى التي تساهم في إعطاء صورة شاملة لدراسة السياسة الدولية.








    3- الجانب المنهجي:


    فيقول والتز في هذا الصدد:" بعد دراستي لكل أدبيات
    الواقعية وصلت إلى أن الجميع اختلف في تحديد سبب النزاع وتحليل سلوك لأنهم اختلفوا
    في مستويات التحليل، فهناك من ركز على الفرد man وهناك من ركز على
    الدولة the
    state وهناك من ركز على النظام الدولي
    وهكذا جاء كتابي ليعبر عن كل هذه التيارات تحت عــــنوان MAN THE STATE AND WAR


    ويرى والتز " أن الطريقة الممكنة لتحيل السياسة
    الدولية هي المنهجية النظمية، لأن الاهتمام بمستوى الدولة لايكفي للتنبؤ بنتائج
    النظام الكلي، ويقول والتز: " ... غير أنني وصلت إلى أن سبب النزاع
    الحقيقي هو النظام الدولي، وبنيته الفوضوية وأن الإنسان ( الفرد) والدولة لا
    يقدمان تحليل كافي للسلوك فيجب تجنب النقاشات الميتافيزيقية- طبيعة الفرد الشريرة-
    والبحث عن مصدر موضوعي لبناء النظرية، ألا وهو الفوضى في النظام الدولي"





    في هذا المرحلة سأحاول تفتيت المسلمات المركزية للاتجاهين
    الواقعيين التقليدي والجديد، والتعرض لأهم أفكارهما، والمقارنة ستكون ضمنية، وذلك
    عند الانتقال لعرض أفكار ومسلمات الواقعية الجديدة.


    : أهـم مــبادئ ومفاهيم الواقعية التقليدية:


    أ- المــــبادئ:


    في كتابة السياسة بين الأمم اقترح مورغنتو مبادئها:


    1- أن المحرك الأساسي للعلاقات الدبلوماسية هي تلك الأضرار
    والنوايا الموجودة في الطبيعة البشرية الشريرة وأن هذه الأخيرة صعبة التحليل.


    ومن ثمة يصعب على الفرد تغيير أهداف الجماعة التي ينتمي
    إليها وهذه القواعد صعبة التعامل معها. أما الدراسة مرتبطة بالرجوع إلى التاريخ
    لاستخلاص العبرة وجمع وحصر المعطيات لدراسة السلوك والأفعال السياسية وفي هذا
    الإطار يقترح مورغنثو أن يضع الطالب نفسه محل رئيس الدولة الذي يواجه خطر معين
    ويتجاوب مع قضايا لسياسة الخارجية في أوضاع محددة ومن ثمة استخلاص أو تحديد
    البدائل العقلانية التي تحقق له أكبر إشباع ممكن.


    2- ينطلق من مسلمة أساسية وهي أن متخذ القرار عند مواجهة
    حدث في البيئة الخارجية يفكر ويتصرف وفقا للمصلحة الوطنية المعرفة بالقوة هذا الذي
    أكدته التجربة حسب أقطاب المدرسة الواقعية لأنه يعطي استمرارية وتجانس للسياسة
    الخارجية للدول المتباينة أكثر من ذلك فإنه تعريف المصلحة الوطنية يقدم للباحث
    فرصة بأن يقيم سلوك الزعماء في مختلف مراحل التطور ومختلف الدول.


    3- يعترف الكاتب بأن مدلول المصلحة الوطنية المعرفة بالقوة غير
    مستمر ومن هنا نفى عالم يتشكل من دول يرتبط بقاؤها بالقوة تكون السياسة الخارجية
    لدورها مرتبطة بالبحث عن وسائل للمحافظة على الذات ومن هنا تكون المصلحة الوطنية
    هي البقاء والاستمرار وهي ماهية أو جوهر السياسة الخارجية.


    4- لايمكن تطبيق القيم الأخلاقية للدولة وإن طبقت
    فإنها تكون دوما تابعة لظروف ومعطيات خاصة ومن هنا يمكننا أن نقيم سلوك الدولة
    الأخرى.


    5- تقر النظرية باستقلالية البعد السياسي عن الأبعاد
    الأخرى فالسلوك السياسي ينبغي أن يقيمه انطلاقا من معايير سياسة فالاقتصاد يطرح
    للدول كيف يؤثر الفعل على قيمة السلعة القانونية: هل هذه السياسة تتطابق وفقا
    للقواعد القانونية ؟ أما الواقع: كيف تؤثر هذه السياسة على قوى الدول الأخرى.


    6 - إذا وظفنا المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار يكون بإمكاننا
    أن نقيم الدول الأخرى بعيدا عن أي بعد اجتماعي وثقافي.


    وفي صراعها مع محيطها الخارجي تلجأ الدولة إلى انتهاج سياسة
    تهدف إلى المحافظة على الوضع عندما تعتبر بأن قدرتها وامكانتها تفوق الخطر الذي
    يهدد نظامها.1.





    ب- أهـم الفروض:


    * الدولة هي الفاعل الأساسي،
    فكل الفواعل غير الدول مهمين non state actors
    less importantلدلا
    فالمنظمات والتنظيمات العابرة للحدود هي مركبة من دول، ولا يبدو أنها فواعل
    مستقلة، فالسياسة كالمجتمع ترتكز على قوانين موضوعية، ولذلك من الممكن بلورة نظرية
    علمية بعيدا عن المعايير والقيم الأخلاقية.


    * الدولة كوحدة واحدة، فليس هناك تأثير للبيئة الداخلية على
    الخارجية، لأن عنصر السيادة القومية هو أساس النظام الدولي، فليس هناك سلطة دولية
    تعلو فوق سلطة الدولة،ويتميز النظام الدولي طبقا لهذا التصور بأن القوة فوق
    القانون.


    * القضية الرئيسية للدولة هي تحقيق الأمن الوطني ،فعلى
    الدول واجب وحيد هو الدفاع عن مصالحها القومية.


    * إن الوسيلة الوحيدة للمحافظة على نوع من الاستقرار هي
    المحافظة على توازن القوى.2.





    أهـم مـبادئ وأفـكار الواقعـية الجـديدة


    في السبعينات ، انتقدت أطروحات الواقعية التقليدية، لذلك
    نتج هناك تصورين الأول الذي يرى أٌنها إعادة تكييف للمفاهيم التقليدية، أما الثاني
    اعتبرها رد فعل على المفاهيم الفضفاضة. وعليه سيكون في هذا المبحث عرض لمبادئ
    وأفكار الواقعية الجديدة، وكدا تسليط الضوء على هذه المبادئ من خلال دراستها
    بالمقارنة مع مبادئ الواقعية التقليدية.


    أ- المـــبادئ:


    * الدول، الفاعل الأساسي في السياسة الدولية، لأنها الوحيدة
    التي تمتلك وسائل العنف المنظم، أما الفواعل غير الدول فهي


    موجودة على الساحة الدولية، ولكنها ماهي إلا شكل جديد
    لتفاعل الدول بآليات جديدة.


    إذن: فالواقعية الجديدة لم تستغني عن الدولة كفاعل وحيد،
    لكنها أرادت إعطاء تبرير علمي لهذه الفرضية وهو أن هذا الفاعل يمتلك وسائل القهر
    الشرعية، فظاهرة الحروب والجرائم, وأكبر الخسائر المادية والبشرية تكون من نتاج
    تنازع الدول، كما أن الحركات الإرهابية، على مستوى الخسائر البشرية ودور المؤسسات
    في التأثير على إقصاديات الدول لا يقارن مع الأدوار التي تقوم بها الدول....أما
    التقليديون ففسروا سيطرة الدول كوحدة على التحليل، من خلال مبدأ السيادة وانطلقوا
    في ذلك تاريخيا من معاهدة "واست فاليا".





    * الطبيعة الفوضوية للنظام هي التي تحدد سلوك الدول.










    لقد قدم لنا الاتجاه التقليدي للواقعية مفهوما للفوضى
    الدولية، واعتبرها نتيجة للطبيعة الشريرة للدول التي تسعى بالقـــــــوة
    لتحقـــــيق مصـــــــــالحها القومـــــــــــــــــــية





    إذن: من الناحية المنهجية نفهم أن
    الواقعية الجديدة، حاولت تبسيط المفاهيم التقليدية وإعطائها نوع من المصداقية
    وإخراجها الطروحات الفلسفية التي تحمل الغموض والعديد من التأويلات، واستفاد من
    العلوم الطبيعية الأخرى، في استعماله للواقعية البنيوية، حيث أخذ مصطلح البنيوية
    من الفيزياء، وشبه فواعل النظام الدولي بالبنيات ( النيترون والبروتونات في
    حركتاها حول النواة في مسارات محدد لاتملك أي إرادة في تحركاتها) وبناء على هذا
    المنطلق فالدول توجد في نظام فوضوي ، وهذا الأخير هو الذي يحتم على الدول اتخاذ
    سلوك معين،ويبرهن على ذلك أيضا من خلال المقارنة بين دور الدولة في النظام
    الدولي،و دور الشركة في السوق(نظام السوق)، بحيث يكفي معرفة الضغوطات التي يمارسها
    السوق على الشركات ولا حاجة لنظريات الشركات لفهم عمل السوق(قانون العرض
    والطلب).





    إذن: نفهم من الناحية الإبستمولوجية أن والتز حاول تجاوز الطرح
    الفلسفي للاتجاه التقليدي وسعى وراء بناء نظرية في بساطة وأناقة نظريات العلوم
    الطبيعة، وبالتالي يكون بإمكاننا صياغة نظرية عامة في العلاقات الدولية على حد تعبير
    والتز.





    النظرة الأنتولوجية


    النظرة الإبستمولوجية


    المنهــــج





    .أما الواقعية الجديدة، فقد حافظت على "الفوضى كمعطى
    دولي"، لكن تفسيرات هذه الفوضى، كانت مبينة على أساس غياب سلطة فوق الدول على
    المستوى الخارجي يضمن الأمن لها، وعليه فالفوضى هي من ميزة السياسة الدولية، وليس
    للسياسة الداخلية التي لها سلطة مركزية، فالدول يجب أن لا تثق في قوتها،كما لا تثق
    بآخرين، لأنه ليس هناك أي سلطة تراقب وتحفظ هذه الاتفاقيات يبين الدول فلا شيء
    يمنع الأحلاف من اختراق الاتفاقيات، لدا فمن الصعب والخطورة أن تعلق أو تولي أمنك
    وتضعه في أيدي الآخرين.


    * في ظل الفوضى الدولية فإن الدول لها هدف واحد أساسي هو
    المحافظة على الذات أو البقاء.











    * لايمكن لأي دولة أن تثق في نيات دولة أخرى،فالدولة تحمي
    نفسها بنفسها،كما يجب على الدول أن تتوقع الأسوء و تتخذ حذرها،عند الشعور بالتهديد
    تبدأ الدول بتسليح نفسها، محصلة هذا هي السباق نحو التسلح، فكل الدول ترغب في
    السلم لكن البناء الفوضوي للنظام يقود الدول للشك وعم الثقة ، وهذا يشكل لنا
    المأزق الأمني.


    * الــــقوة لـها أهمـية كبـيرة ومـركزية، وهذه القوة هي
    الموزعة في النظام وطريقة توزيعها هي المحققة للتوازن و النظام.





    فالواقعية التقليدية ترى أن القوة غاية في حد ذاتها فلهذا
    هي تسعى لتحقيق ميزان القوى وهذا الأخير سياسة واعية من طرف الدول.أما الواقعية
    الجديدة فتنطلق مسلمة أساسية وهي أن هدف الدول هو المحافظة على البقاء وعليه تبذل
    مجهودات داخلية( تقوية الإقتصاد،بناء القوة العسكرية ..ألخ) و مجهودات خارجية(
    بناء الأحلاف، إضعاف الأحلاف المعادية...ألخ)، أما نتاج السلوك الخارجي للدول هو
    ميزان القوى،إذن هو ليس سياسة واعية من طرف الدولة بل هو نتيجة ضرورية، لضغوطات
    الفوضى الدولية. و يستدل بذلك من خلال مثل الشركة المذكور سابقا، فالقوة ليست هدف
    أو غاية في حد ذاتها، ولهذا فالدول تفضل الانضمام إلى الطرف الضعيف بهدف تحقيق
    التوازن، وهنا أضاف والتز مصطلح جديد هو"الانضمام إلى الطرف الضعيف"،
    وبالتالي فالميزان لا يكون دائما في إطار الدول الكبرى بل حتى الصغرى تحاول تحقيق ذلك،
    ولهذا فالانضمام إلى الطرف القوي سلوك غير عقلاني لأنه لن يحقق إلا زيادة في
    اختلال الميزان وميلاد الهيمنة وسيطرة عالمي وهذا ينجر عنه آثار على كل الدول
    الصغرى والكبرى على حد سواء، فإذا كانت للدول الصغرى حرية الاختيار فإنها تتحالف
    مع الطرف الضعيف، لأن القوي هو الذي يهدد مصالحها، لكن بشرط أن يحقق التحالف نوع
    من الردع بواسطة امتلاك الوسائل الدفاعية، وهذا التوازن يخص مجال الأسلحة النووية.










































    3/:الفــــروق المنهــــجية:


    وبناء على ماسبق يمكن نلخص الفرق بين الاتجاهين في الجدول
    الآتي:





    الواقــعية الجديــــــدة


    الواقعـــية التقليديـــة





    بنيات النـــظام الـــــــدولي


    الدول المستـــــــقلة


    الفواعـــل الأســاسية


    صراع مـن أجل القـوة و المكانة والقوة تحت الفوضى.


    الحــــرب والســــــلم


    الاهــــتمام المركزي


    توازن الرعب ، الاستعداد العسكري، الردع.


    مـــــيزان الــــــقوة


    المقاربة الأســــاسية


    تشـــــــــــــــاؤمية


    تشاؤمية مع وجــود استــقرار


    نظرتها على الأبعاد الدولية


    القوة، الصمعة، أفضليات على الدول الأخرى


    المصلحة الوطنية، السباق الصفري


    دوافـع الفــــــاعلين


    البناء الفوضوي، عقلانية الاختيار، سباق التسلح


    القوة، المصلحة الوطنية، الفوضى، ميزان القوة.


    المصطلـــــــحـات المــــركــــزيــة


    حفظ الردع النووي،ومنع انتشار التسلح خاصة في أيدي،
    التنظيمات غير الدول.


    زيادة القوة الوطنية،ومنع أي محاولات بإنقاص السيادة


    واجـــــبـــــات الـــــــــــدولة





    جـاءت كعلم للسـياسة الدوليــة


    جاءت كفـن للسياسـة الدوليـة













































































    الخـــاتمـــــــة





    لم تتعرض نظرية في مجال العلاقات الدولية للنقد النظري
    والعملي أكثر من الواقعية، سواء بشقها الكلاسيكي أو الجديد، وبناء على ماسبق، فإن الواقعية
    استطاعت الخروج من الصفة الكلاسيكية إلى الصفة الجديدة وهذا إن دل على شيء يدل على
    حركية هذه النظرية،وتجاوبها مع التطورات الدولية،و كذا استفادتها من الأخطاء
    والنقائص، للإعادة تعديلها في أشكال تكيفية، تكتسي نوع من الجدية والعلمية في
    الطرح.


    ووفقا للمنهجية الموضوعة في البحث ( المقارنة من حيث البناء
    النظري والمنطلقات الإبستيمولجية) وكدا (المقارنة من حيث الفروض والمبادئ ، أي
    الأفكار)،استنتجنا أن الواقعية الجديدة ماهي إلا إصلاح وتكييف نظري
    من الناحيتين الإبستيمولجية والفكرية مع وجود بعض الفوارق البسيطة التي استوجبتها
    تطورات الحياة الدولية، ووفقا لمصطلح المنظور نجد أن الواقعية التقليدية والجديدة
    يندرجان تحت نفس المنظور ألا وهو المنظور الكلي( أو النظريات التفسيري).


    كما أن نقاد( رتشارد ليتل R. little ) والتز نفسهم أشاروا في الكثير من كتاباتهم إلى أن والتز،لم يقم
    بشيء جديد، بقدر ما أنه أخرج الواقعية التقليدية من الأرشيف ، وأضاف إليها
    البنيوية والفوضى، كما أن هذه الفكرة (الفوضى) ليست له، بل" لهادلي بول H. bull" في كتابه " المجتمع الدولي".( THE WORLD SOCAITY)


    كما استطاع والتز أن يقدم لنا إجابة عن إشكالية بحثنا، في رده
    على السلوكيين، حين انتقدوه في فكرة عقم الواقعية، حيث قال" ....أن
    السلوكيين كانت ثورتهم على المفاهيم والنظريات بقدر ما كانت ثورة في مناهج
    التحليل، فرغم تأكيدهم على التغيير الذي قد مس العلاقات الدولية إلا أنهم عجزوا عن
    تقديم البديل للواقعية وبدلا من أن يختلقوا مفاهيم جديدة أخذوا مفاهيم
    الواقعية وأعادوا صياغتها بمنهج أخرى" .


    فعلى حد تعبير والتز: "....كثر من يلعن الظلام
    وبدلا من أن يخلقوا بديلا للشمعة التي كانت تضيء تم إطفاؤها دون إتيان ببديل،
    ليترك الباحثين في ظلام".


    فكينيث والتز نسفه يعترف بأنه ما أقام نظريته على أنقاد
    الواقعية الكلاسيكية، بل حاول الرد على الذين هاجموها، ونظرا لتزايد الصفة العلمية
    في العلاقات الدولية، واستحالة إخراج الواقعية في حلتها القديمة أضاف إليها قطع
    نظرية والتي أسمها بالواقعية البنيوية.







    .








    إذن: لقد كان الطرح التقليدي هو أن الدول تسعى لتحقيق أكبر قدر
    من القوة، ولكن مع تطور الحياة الدولية وكدا تطور الأسلحة النووية واستحالت القضاء
    على العدو من الضربة الأولى، وإمكانية الضربة الثانية أصبح هدف الدولة الأساسي هو
    "الحفاظ على البقاء "

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 10:57 am