السلام و عليكم
الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه
هو رجل من طينة العلماء ودون أدنى شك، حياته كلها خير، فهو وإن لن نستوفيه حقه من الوصف، مثله كمثل الغيث حيثما وقع نفع، عندما تبحث في حياته عن وقت فراغ فتأكد أنك لن تجده مهما دققت، ولد عظيما ليعيش عظيما وليموت أيضا موتة العظام من خلق العظيم، كان كيسا وفطنا وعالما بما يدور حوله، يسير أموره وأمور رعيته من أهل العلم بروية وتأني حتى أنه كان يغشي على المعمر ما كان يبدو حجة ضده وضد الأمة الجزائرية، ركب الصعاب والمحن لم يمنعه في ذلك فقره ولاحتى اليتم المبكر أن يحمل الرسالة ويصون الأمانة ويخوض في سبيل الحق خوضا مؤزرا حتى آتاه "اليقين" الموت على حين غرة، أنه وببساطة كان يؤمن بأن "العلم للعلم، العلم لاللوظيف ولا للرغيف" .كيف ولاوهوالقائل بإيمان عميق واستشراف ملئه اليقين مصدره نور من رب النور "ما رأيت مشروعا قام على الإخلاص وعاقت دون تمامه العقبات"
الشيخ عدون… كل ميسر لما خلق من أجله
يأتي الإنسان إلى هذه الدنيا وهو لا يدري أي مهمة أوكلت له بالضبط، لكنه ومع الوقت ما عليه إلا أن ينخرط في اللعبة الشريفة التي أسندت إليه حتى وان كان لايدري من ذي قبل.
قد تعكس هذه المقدمة المطولة والمتواضعة جدا في حق الشيخ العلامة سعيد بن بلحاج بن عدون بن الحاج عمر حامل اللقب شريفي، حامل اسم الشهرة "الشيخ عدون"، جاء إلى هذه الحياة "الفانية" وهي نعمى الدار وبئسها عام 1902 بمدينة القرارة ولاية غرداية، بواد ميزاب جنوب الجزائر زاول تعلمه الأول بين سنتي 1910 -1912 في كتاب السيد إسماعيل بن يحكوب، وفي المدرسة الرسمية لدى المعلم الطالب محمد... وهو ابن العاشرة أخذت منه الفجأة (الموت) والده سنة 1912 وهو في عنقه دين فبيعت دار سكناه لقضاء "دينه" ليكفله أحمد بن الحاج سعيد جهلان... وتحت هذا الظرف الطارئ"البلاء " اضطر الشيخ عدون -مستقبلا – إلى السفر إلى مدينة سريانة بولاية باتنة وهو ابن العاشرة تحت ضغط الحاجة للعمل والكسب، وعلى الرغم من ذلك كان تلميذا نجيبا في المدرسة الرسمية مابين سنتي 1912 - 1915، وبالموازاة كان أجيرا مخلصا في محل تجاري -فكم كان الصبي جميلا وإن لم نعاصره إلى من خلال مآثره – لكن شاءت الأقدار أن تقطعه عن الدراسة مؤقتا لأن ظروف العمل في الدكان لم تسعفه من إجراء الامتحانات .
إن هذا "الفتون" العظيم صحبته "العناية" والهداية إلى كل مافيه خير الأمة الجزائرية، عاد من سنته تلك إلى مدينة القرارة، وانتظم بمدرسة الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم قرقر "الطرابلسي" وختم الربع الأخير من القرآن الكريم... وبعد الفوز بحمل نور الله في صدره عاد مجددا إلى سريانة ليمارس عبادة العمل من جديد فمكنه تزاوج تلك العبادات من استعباد ثقة زبائنه ومستخدميه حبا.
وبعد أن قضى أربع سنوات في الاسترزاق عاد من جديد الى مسقط رأسه سنة 1919 للزواج، فأظفر النعمتين معا، إذ استظهر القرآن العظيم بعد سبعة أشهر وتزوج في السنة ذاتها السيدة عائشة بنت الحاج سعيد بن كاسي بسيس وأنجب منها ثلاثة ذكور وبنتين لتودعه بعد عشرة زوجية دامت 37 عاما، ليتزوج ثانية السيدة صفية بنت الحاج خياط وأنجب منها بنتا وابنا.
ولئن له قوة مغناطيسية وهي إحدى خاصياته "العلم"، ولأنه أحب هذا الطريق المستنير بذاته ولذاته دخل الشاب عدون حلقة "ايروان" سنة 1920 ولمن لايعرف اسمها، ولكون الإسم هو أول درجات العلم، وذلك من باب الإعلام وفقط هي "هيئة تضم حفضة القرآن بعد استظهاره"، منها دخل معهد الحاج عمر بن يحيى طالبا في السنة ذاتها، ولكن ما إن أقفلت سنة 1921 أبوابها حتى رحل عنه شيخه إلى الرفيق الأعلى تاركا له من خلفه ميثاقا غليضا فكان خير خلف لخير سلف، حيث هب في المشاركة في جلسات متوالية لإصلاح التعليم رفقة العلامة الشيخ بيوض رحمه الله.
يقية الموضوع في نسخته الأصلية في موقع : veecos
http://www.veecos.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=2063:cheikh-addoun&catid=27:others&Itemid=17
الشيخ عدّون (رحمه الله) رقم ثقيل في الوطنية الجزائرية .. لمن لا يعرفه
هو رجل من طينة العلماء ودون أدنى شك، حياته كلها خير، فهو وإن لن نستوفيه حقه من الوصف، مثله كمثل الغيث حيثما وقع نفع، عندما تبحث في حياته عن وقت فراغ فتأكد أنك لن تجده مهما دققت، ولد عظيما ليعيش عظيما وليموت أيضا موتة العظام من خلق العظيم، كان كيسا وفطنا وعالما بما يدور حوله، يسير أموره وأمور رعيته من أهل العلم بروية وتأني حتى أنه كان يغشي على المعمر ما كان يبدو حجة ضده وضد الأمة الجزائرية، ركب الصعاب والمحن لم يمنعه في ذلك فقره ولاحتى اليتم المبكر أن يحمل الرسالة ويصون الأمانة ويخوض في سبيل الحق خوضا مؤزرا حتى آتاه "اليقين" الموت على حين غرة، أنه وببساطة كان يؤمن بأن "العلم للعلم، العلم لاللوظيف ولا للرغيف" .كيف ولاوهوالقائل بإيمان عميق واستشراف ملئه اليقين مصدره نور من رب النور "ما رأيت مشروعا قام على الإخلاص وعاقت دون تمامه العقبات"
الشيخ عدون… كل ميسر لما خلق من أجله
يأتي الإنسان إلى هذه الدنيا وهو لا يدري أي مهمة أوكلت له بالضبط، لكنه ومع الوقت ما عليه إلا أن ينخرط في اللعبة الشريفة التي أسندت إليه حتى وان كان لايدري من ذي قبل.
قد تعكس هذه المقدمة المطولة والمتواضعة جدا في حق الشيخ العلامة سعيد بن بلحاج بن عدون بن الحاج عمر حامل اللقب شريفي، حامل اسم الشهرة "الشيخ عدون"، جاء إلى هذه الحياة "الفانية" وهي نعمى الدار وبئسها عام 1902 بمدينة القرارة ولاية غرداية، بواد ميزاب جنوب الجزائر زاول تعلمه الأول بين سنتي 1910 -1912 في كتاب السيد إسماعيل بن يحكوب، وفي المدرسة الرسمية لدى المعلم الطالب محمد... وهو ابن العاشرة أخذت منه الفجأة (الموت) والده سنة 1912 وهو في عنقه دين فبيعت دار سكناه لقضاء "دينه" ليكفله أحمد بن الحاج سعيد جهلان... وتحت هذا الظرف الطارئ"البلاء " اضطر الشيخ عدون -مستقبلا – إلى السفر إلى مدينة سريانة بولاية باتنة وهو ابن العاشرة تحت ضغط الحاجة للعمل والكسب، وعلى الرغم من ذلك كان تلميذا نجيبا في المدرسة الرسمية مابين سنتي 1912 - 1915، وبالموازاة كان أجيرا مخلصا في محل تجاري -فكم كان الصبي جميلا وإن لم نعاصره إلى من خلال مآثره – لكن شاءت الأقدار أن تقطعه عن الدراسة مؤقتا لأن ظروف العمل في الدكان لم تسعفه من إجراء الامتحانات .
إن هذا "الفتون" العظيم صحبته "العناية" والهداية إلى كل مافيه خير الأمة الجزائرية، عاد من سنته تلك إلى مدينة القرارة، وانتظم بمدرسة الشيخ محمد بن الحاج إبراهيم قرقر "الطرابلسي" وختم الربع الأخير من القرآن الكريم... وبعد الفوز بحمل نور الله في صدره عاد مجددا إلى سريانة ليمارس عبادة العمل من جديد فمكنه تزاوج تلك العبادات من استعباد ثقة زبائنه ومستخدميه حبا.
وبعد أن قضى أربع سنوات في الاسترزاق عاد من جديد الى مسقط رأسه سنة 1919 للزواج، فأظفر النعمتين معا، إذ استظهر القرآن العظيم بعد سبعة أشهر وتزوج في السنة ذاتها السيدة عائشة بنت الحاج سعيد بن كاسي بسيس وأنجب منها ثلاثة ذكور وبنتين لتودعه بعد عشرة زوجية دامت 37 عاما، ليتزوج ثانية السيدة صفية بنت الحاج خياط وأنجب منها بنتا وابنا.
ولئن له قوة مغناطيسية وهي إحدى خاصياته "العلم"، ولأنه أحب هذا الطريق المستنير بذاته ولذاته دخل الشاب عدون حلقة "ايروان" سنة 1920 ولمن لايعرف اسمها، ولكون الإسم هو أول درجات العلم، وذلك من باب الإعلام وفقط هي "هيئة تضم حفضة القرآن بعد استظهاره"، منها دخل معهد الحاج عمر بن يحيى طالبا في السنة ذاتها، ولكن ما إن أقفلت سنة 1921 أبوابها حتى رحل عنه شيخه إلى الرفيق الأعلى تاركا له من خلفه ميثاقا غليضا فكان خير خلف لخير سلف، حيث هب في المشاركة في جلسات متوالية لإصلاح التعليم رفقة العلامة الشيخ بيوض رحمه الله.
يقية الموضوع في نسخته الأصلية في موقع : veecos
http://www.veecos.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=2063:cheikh-addoun&catid=27:others&Itemid=17
الأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo
» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
الأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت
» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام
» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
الثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام
» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
الجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام
» ترحيب و تعارف
السبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي
» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
السبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام
» الادارة وتعريفها
السبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام
» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
السبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام