هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مرحبا بكم في هذا المنتدى الخاص بعلوم الإعلام و الإتصال و العلوم السياسية والحقوق و العلوم الإنسانية في الجامعات الجزائرية
. نرحب بمساهماتكم في منتدى الطلبة الجزائريين للعلوم السياسية و الاعلام والحقوق و العلوم الإنسانية montada 30dz

دخول

لقد نسيت كلمة السر

المواضيع الأخيرة

» مشاركة بحث
محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Icon_minitimeالأحد نوفمبر 27, 2022 9:16 pm من طرف Faizafazo

» برنامج احترافي في تنقيط التلاميذ تربية بدنية ورياضية وكل ما يحتاجه استاذ التربية البدنية والرياضية في المتوسط
محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Icon_minitimeالأحد يونيو 27, 2021 7:33 pm من طرف تمرت

» مفاهيم عامة .الاعلام و الاتصال
محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 16, 2021 10:51 am من طرف المشرف العام

» نظريات الاعلام وحرية الصحافة و علاقة الصحافة بالسلطة
محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 16, 2021 10:50 am من طرف المشرف العام

» نشأة وتطور الصحافة في العالم و الوطن العربي
محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Icon_minitimeالجمعة يناير 15, 2021 11:48 am من طرف المشرف العام

» ترحيب و تعارف
محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Icon_minitimeالسبت يونيو 13, 2020 10:39 pm من طرف صقر السردي

» كتب تاريخ الجزائر في القديم والحديث
محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام

» الثورة الجزائرية ،"ثورة المليون و نصف المليون شهيد"
محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 3:30 pm من طرف المشرف العام

»  الادارة وتعريفها
محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 3:28 pm من طرف المشرف العام

» مقياس :تاريخ وسائل الاعلام
محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Icon_minitimeالسبت مايو 16, 2020 2:57 pm من طرف المشرف العام


5 مشترك

    محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي

    موسى
    موسى


    البلد : تقرت، ورقلة - الجزائر
    عدد المساهمات : 29
    نقاط : 37
    تاريخ التسجيل : 22/06/2011
    العمر : 34

    محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Empty محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي

    مُساهمة من طرف موسى الجمعة نوفمبر 04, 2011 11:06 am

    السلام عليكم أيها الأصدقاء
    بحث وسائل الإعلام و التنشئة الاجتماعية - السنة الأولى علوم إنسانية
    في مدونة حسن بربورة - المركز الجامعي الجلفة
    جامعة زيان عاشور – الجلفة
    كلية الآداب و اللغات و العلوم الاجتماعية و الإنسانية

    قسم العلوم الإنسانية
    السنة الأولى نظام LMD
    مقياس: علم الاجتماع الإعلامي الفوج 04
    وسائل الإعلام .. و التنشئة الاجتماعية


    إعداد الطلبة : - بربورة حسن
    -شويحة حكيم

    أستاذ المقياس : لبنى ساعد رحموني

    الموسم الجامعي 2009 / 2010

    خطة البحث

    v المقدمة
    v المبحث الأول : ماهية التنشئة الاجتماعية
    ü المطلب الأول : مفهوم التنشئة الاجتماعية
    ü المطلب الثاني : خصائصها
    ü المطلب الثالث : أهدافها
    ü المطلب الرابع : دور التنشئة الاجتماعية
    ü المطلب الخامس : أشكال التنشئة الاجتماعية
    v المبحث الثاني : مؤسسات التنشئة الاجتماعية
    ü المطلب الأول : الأسرة
    ü المطلب الثاني : دار الحضانة
    ü المطلب الثالث : رياض الأطفال
    ü المطلب الرابع : المدرسة
    ü المطلب الخامس : جماعة الرفاق
    ü المطلب السادس : دور العبادة
    v المبحث الثالث : الإعلام و التنشئة الاجتماعية
    ü المطلب الأول : تطور وسائل الإعلام و تأثيرها
    ü المطلب الثاني : المطبوعات
    ü المطلب الثالث : الإذاعة
    ü المطلب الرابع : التلفزيون و السينما
    ü المطلب الخامس : السلبيات الأخلاقية لشبكة الانترنت
    v الخاتمة
    v قائمة المراجع و المصادر


    v المقدمة

    إن الفرد ككائن عضوي يتشكل ويصبح كائناً عضوياً اجتماعياً عن طريق المجتمع وثقافته ، فالفرد يولد وينمو في المجتمع وفق نظام ثقافي معين تتشربه الأفراد والجماعات وهكذا ينمو من خلال تعامله مع أفراد المجتمع ويأخذ هذا التعامل أشكالاً متنوعة منها التقليد والمشاركة والأخذ والعطاء مع الآخرين قصد تعلم القيم ونماذج السلوك والاتجاهات وإكسابه الأدوار المتوقعة منه، كل هذا كنشاط هادف لتحقيق مطالب الفرد من المجتمع ومطالب المجتمع من الفرد ، وعلى الرغم من أن الفرد يولد وهو مزود بأنماط سلوكية وراثية وبيولوجية مع استعداد لتقبل التكيف مع بيئته الاجتماعية، إلا أن الفرد محتاج أشد الاحتياج إلى من يأخذ بيده ويوجهه الوجهة السليمة واللازمة ليستطيع العيش والتفاعل مع أفراد جماعته، ولا يتأتى كل هذا من فراغ أو بمحض الصدفة بل إنما ينشأ من خلال أخطر وأكثر العمليات الاجتماعية أهمية في الحياة ألا وهي التنشئة الاجتماعية
    والتنشئة الاجتماعية ليست محصورة في المدارس النظامية أو الأسرة فحسب ، وإنما هي أوسع من ذلك بحيث يشمل نظماً وعلاقات ومؤثرات كثيرة ومتنوعة ضمن المؤسسات الاجتماعية/ التربوية غير النظامية . ولذلك يميّز ( روشي ) بين التنشئة الاجتماعية التي تقوم بها مؤسسات محدّدة ، كالأسرة والمدرسة ، والتنشئة الاجتماعية التي تتحقق بصورة أوسع وتمسّ المجتمع بكامله، كما هو الحال بواسطة الراديو والتلفزيون. وكذلك تعتبر وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفاز والكتب والمجلات والصحافة من أهم المؤسسات الاجتماعية ، الثقافية وأخطرها في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال والناشئة، بما تحمله من مثيرات جذابة، ومؤثرات فاعلة ، وبما تتضمنه من معلومات وخبرات و سلوكات تقدّمها عبر أحداثها وشخصياتها، بطريقة مغرية تستميل انتباه القراء والمستمعين والمشاهدين ، لموضوعات و سلوكات ومواقف مرغوب فيها،إضافة إلى توفير فرص الترفيه والترويج والاستمتاع بقضاء أوقات الفراغ بأمور مفيدة
    وسنحاول في عرضنا هذا الإجابة عن مجموعة من التساؤلات المطروحة حولماهية التنشئة الاجتماعية ؟ و ما هو دور كل من المؤسسات الإعلامية المطبوعة المقروءة، والمسموعة والمرئية ، في عملية التنشئة الاجتماعية ؟

    v المبحث الأول : ماهية التنشئة الاجتماعية
    المطلب الأول : مفهوم التنشئة الاجتماعية

    إن التنشئة الاجتماعية هي socialisation في اللغة الفرنسية وsocialization في اللغة الإنجليزية ، كما أمكن العلماء من تحديد مصطلح عربي مقابل لها والمتمثل في مصطلح " الجتمعة " ولكنه قليل الاستعمال والتداول .
    والتنشئة الاجتماعية لفظ غير معتمد في قواميس اللغة العربية ومعاجمها ولم ترد مجتمعة حيث يمكن أن نجد لفظ تنشأ ونشأ وتنشئة ، وهي معاني تتضمن النمو والحياة وممارسة بعض الحركات والعمليات التربوية التي تعمل في مجموعها على جعل الصغير ينمو ويكبر.
    فكلمة " تنشئة " تعني " أقام " و نشأ الطفل معناها شب و قرب من الإدراك ، و يقال نشأ في بني فلان أي ربي فيهم و شب "
    وبارتباطها بلفظ " اجتماعية " يصبح مدلولها مقترنا بنمو الفرد في حالته الاجتماعية. وبهذا يمكننا استخلاص أن لفظ التنشئة الاجتماعية من الألفاظ المستحدثة في ميدان العلوم الاجتماعية ، وقلما تستخدم في ميدان اللغة العربية.
    اصطلاحا
    لقد اتخذ مفهوم التنشئة الاجتماعية مصطلحات وأبعاد متعددة ومتنوعة بسبب تنوع واختلاف العلوم كل حسب تخصصه وكل وفق منظوره كعلم الاجتماع ، وعلم النفس و الانتربولوجيا وعلم التربيــة ، وأطلقت عليها تسميات مختلفة كالتعلم الاجتماعي و الاندماج الاجتماعي والتطبيع الاجتماعي ولا تخرج هذه التسميات في نظر علماء الاجتماع عن كونها "عمليات" والتي يتم من خلالها إعداد الفرد ليأخذ مكانة في الجماعة التي ولد فيها.
    - التنشئة الاجتماعية هي عملية تفاعل يتم عن طريقها تعديل سلوك الشخص بحيث يتطابق مع توقعات أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها. وهي العملية القائمة على التفاعل الاجتماعي التي يكتسب فيها الطفل أساليب ومعايير السلوك والقيم المتعارف عليها في جماعته، بحيث يستطيع أن يعيش فيها ويتعامل مع أعضائها بقدر مناسب من التناسق والنجاح .
    - وعرفها فليب ماير filipmayer بأنها:« عملية يقصد بها طبع المهارات والاتجاهات الضرورية التي تساعد علي أداء الأدوار الاجتماعية في المواقف المختلفة » .
    ويرى نيوكومب Newcomb بأن التنشئة الاجتماعية هي : « تعلم الفرد من خلال التفاعل الاجتماعي للمعايير والأدوار والاتجاهات، وهي عملية نمو فالفرد يتحول من مركزه حول ذاته إلى فرد ناضج يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية »
    - يعرفها السيد عثمان بأنها : « عملية تعلم قائمة على تعديل أو تغير في السلوك نتيجة التعرض لخبرات وممارسات معينة خاصة ما يتعلق بالسلوك الاجتماعي لدى الإنسان ».
    أما عملية التنشئة الاجتماعية فهي إكساب أفراد المجتمع الاتجاهات والقيم الأساسية، والمعرفة التي تتوافق مع أداء الأفراد لأدوارهم الاجتماعية المتوقعة .
    أوهي العملية الأساسية التي يصبح الفرد عن طريقها مندمجا في حياة جماعة اجتماعية من خلال تعلم ثقافتها، ومعرفة دورها، وطبقاً لهذا التصور تكون التنشئة الاجتماعية عملية مستمرة مدى الحياة، ولهذا تعتبر هذه العملية ضرورية لتكوين ذات الطفل وتطور مفهومه عن ذاته كشخص وبذلك تتمثل التنشئة الاجتماعية في مدى قدرتها على تهيئة وبلورة القابلية لدى الأفراد للاندماج في الجماعات الاجتماعية داخل المجتمع، كل على حسب طبيعته كالأسرة والمدرسة والجوار، وجماعات اللعب وخلافها، فعن طريق اندماج الفرد في هذه الجماعات يكسب العقائد السائدة في المجتمع، ويتزود بالعادات و التقاليد و الأعراف الاجتماعية، وتتحدد مفاهيمه وتصوراته عن قدراته وشخصيته وطبيعة مجتمعه .
    وبهذا تعرف التنشئة الاجتماعية بأنها :
    "عملية تعلم وتعليم وتربية، تقوم على التفاعل الاجتماعي، وتهدف إلى اكتساب الفرد طفلا مراهقا فراشدا فشيخا سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة هذه المعايير تمكنه من مسايرة جماعية والتوافق الاجتماعي معها وتكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندفاع في الحياة الاجتماعية
    المطلب الثاني : خصائص التنشئة الاجتماعية
    من خلال العرض السابق لمفهوم التنشئة الاجتماعية يمكن أن نستنتج جملة من الخصائص التي تتميز بها عملية التنشئة فيما يلي:
    v إنها عملية نسبية : أي تختلف باختلاف الزمان والمكان كما تختلف باختلاف الطبقات الاجتماعية داخل المجتمع الواحد، كما أنها تختلف من بناء لآخر ومن تكوين اجتماعي واقتصادي لآخر .
    v إنها عملية ديناميكية:أي أنها عملية حركية مستمرة وفي تفاعل متغير، وهي بالتالي عملية أخذ وعطاء بحيث يصبح الفرد مكتسبا للثقافة التي يعيشها، ومن ثمة ينقل الثقافة للآخرين
    v إنها عملية فردية اجتماعية: بمعنى أنها فردية خاصة بالفرد، بالإضافة إلى كونها اجتماعية لا تتم إلا ضمن الجماعة وفي الإطار الجماعي والاجتماعي.
    v إنها عملية مستمرة: فالمشاركة المستمرة في مواقف جديدة متجددة، تتطلب تنشئة مستمرة يقوم بها الفرد بنفسه ولنفسه حتى يتمكن من مقابلة المتطلبات الجديدة للتفاعل وعملياتها المختلفة والتي لانهاية لها مما يترتب عليه ألا تكتمل التنشئة على الإطلاق، ولا تبقى الشخصية ثابتة في تفصيلها أبداً فالتنشئة تساير الإنسان عبر أطوار حياته المتنامية.
    v إنها عملية تحول اجتماعي: أي يتحول من خلالها الفرد من طفل يعتمد على غيره متركزا حول ذاته لا يستهدف في حياته إلا إشباع حاجاته الفسيولوجية، إلى شخص ناضج يدرك معنى المسؤولية الاجتماعية وتحملها ومعنى الفردية والاستقلال. بمعنى أنها تحول الإنسان من فرد إلى شخص .
    v إنها عملية معقدة: أي إنها عملية متشعبة تستهدف مهمات كبيرة تعتمد على أساليب ووسائل كثيرة لتحقق ما تهدف إليه
    v تعدد وتنوع مؤسساتها وأساليبها: الأماكن التي تتم بها عملية التنشئة المقصودة وغير المقصودة متنوعة فهناك الأسرة الصغيرة، العائلة ، القبيلة ، والدولة والمدرسة والمعهد والجامعة ودور العبادة، وأماكن العمل ووسائل الإعلام على اختلاف أنواعها والنوادي الرياضية والاجتماعية والثقافية والثقافة المجتمعية و…الخ
    المطلب الثالث : أهداف التنشئة الاجتماعية
    وفقا لخصائص ومفهوم التنشئة الاجتماعية السابقة الذكر يمكننا استعراض أهدافها كما يلي :
    v الهدف الأساسي من عملية التنشئة تكوين الشخصية الإنسانية وتكوين ذات الطفل عن طريق إشباع الحاجات الأولية له، بحيث يستطيع فيما بعد أن يجد نوعاً من التوافق و التآلف مع الآخرين من جهة ومع مطالب المجتمع والثقافة التي يعيش فيها من جهة أخرى
    v التدريبات الأساسية لضبط السلوك وأساليب إشباع الحاجات: حيث أن من خلال هذه العملية يكتسب الطفل من أسرته اللغة والعادات والتقاليد السائدة في مجتمعه، والمعاني المرتبطة بأساليب إشباع حاجاته الفطرية والاجتماعية والنفسية.
    v اكتساب المعرفة والقيم والاتجاهات وكافة أنماط السلوك وحيث أنها تشمل أساليب التعلم والتفكير الخاصة بالمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، هذا واكتساب العناصر الثقافية للجماعات والتي تصلح لتكوينه الشخصي
    v غرس النظم الأساسية في الفرد، وغرس الطموح والتقدم في النفس وحياة الفرد .
    v غرس الهوية في الفرد وفقا لاحتياجاته وقدراته التعليمية والمهنية ، وغرس الهوية القومية
    - وتتعدد طبيعة وأهداف التنشئة الاجتماعية بوجه عام لتتناول جوانب متعددة طبقا للفلسفات والإيديولوجيات والأفكار التي تنطلق منها .
    و في النظر إلى التنشئة الاجتماعية نجد أن "إسماعيل حسن عبد الباري" شملها في الآتي:
    * النمو: تهدف التنشئة إلى نمو الفرد من كل جوانبه الجسمية والعاطفية والعقلية والاجتماعية والمعرفية، والمهارة والسلوك والخبرة .
    * التكيف: يعتبر ركيزة أساسية من ركائز التنشئة الاجتماعية وهو من العمليات الاجتماعية في حياة الإنسان فالإنسان يواجه الكثير من المؤثرات الداخلية والخارجية ويحاول أن يكيفها أو يخضعها لحاجاته ومتطلباته، أو يحاول أن يتكيف معها وعندما تكون عملية التكيف متفقة مع حاجات الفرد ومطالب الجماعة، فإنها تكون عملية فردية واجتماعية في نفس الوقت .
    * إعداد الفرد لمهنة: هذا الهدف يتعلق بعملية إعداد الفرد لمهنة يؤديها، يستطيع بها أن يكسب العيش وأن يسهم في بناء مجتمعه، وأن يعيش في هذا المجتمع معتمدا على نفسه متكيفا وبيئته. وأخيرا يبقى هدف التنشئة الاجتماعية ونتيجتها خلق وتنمية الرغبة في الناس أن يصبحوا آباء، وأن يثبتوا في أطفالهم الرغبة في أن يصبحوا آباء عندما يكبرون وهكذا.
    المطلب الرابع : دور التنشئة الاجتماعية
    تساهم عملية التنشئة الاجتماعية في التوفيق بين دوافع الفرد ورغباته ومطالب الآخرين المحيطين به وبذلك يتحول الفرد من طفل متركز حول ذاته ومعتمد على غيره هدفه إشباع حاجاته الأولية، إلى فرد ناضج يتحمل المسؤولية الاجتماعية ويدركها بالقيم والمعايير الاجتماعية السائدة ، فيضبط انفعالاته ويتحكم في إشباع حاجاته وينشئ علاقات اجتماعية سليمة
    وقد لخص "محمد عبدو محجوب" دور التنشئة الاجتماعية في النقاط التالية :
    * تقوم التنشئة بدور هام في تشكيل شخصية الفرد وفي تكوين اتجاهاته وميوله ونظرته إلى الحياة من حوله، فالمواقف الاجتماعية المؤلمة والمفرحة التي يتعرض لها الطفل في سنواته الأولى مثل مواقف الرضاعة والفطام والتدريب على النظافة وغيرها من أساليب التنشئة لها اثر على تكوين شخصيته في المستقبل.
    * تقوم التنشئة الاجتماعية بدور فعال في إعداد الفرد ليلعب أدواراً متعددة، لأنه مطالب بمجموعة من النشاطات والأفعال في المجتمع الذي يعيش فيه كي تنتظم الحياة الاجتماعية وعليه فلابد أن يحتل مجموعة من المكانات التي منها ما يتحدد بولادته مثل:النوع، الدين، العرف والطبقة وأن يكون مستعداً وقادراً على القيام بالأدوار التي توكل إليه.

    * تشمل عملية التنشئة على مجموعة من المدخلات التي يكسب بها الفرد من خلالها بعض خصائصه الشخصية مثل: المعرفة، المدركات، المهارات، الاتجاهات، القيم و الدوافع، الحاجات وهي تحدد في مجموعها معالم الشخصية المتميزة وتحدد له الطريقة التي يتكيف بها مع عالمه الثقافي والاجتماعي والفيزيقي.

    * تشمل عملية التنشئة الاجتماعية على مجموعة من المدخلات أو المكونات البنائية التي يكسب الفرد من خلالها بعض خصائص شخصيته، والتي منها القيم والرموز والأخلاق والسجايا والمعتقدات والمفاهيم، والأمثال والمعايير والتقاليد والأعراف والوسائل والمهارات المستعملة من طرفه في تعامله مع بيئته .
    ومن أهم وظائف التنشئة الاجتماعية تعليم الشخص المشاركة في الأدوار الاجتماعية ولذلك تكون الموضوعات التي يمكن إستدماجها هي الأدوار الاجتماعية ووظائفها.
    المطلب الخامس : إشكال التنشئة الاجتماعية
    تتكون التنشئة الاجتماعية من شكلين الأول: تنشئة مقصودة والثاني: تنشئة غير مقصودة.
    التنشئة المقصودة :
    تتم في المؤسسات الرسمية مثل الأسرة والقبيلة والمدرسة ودور العبادة ولكنها تتضح تماماً في المدرسة كمؤسسة تعليمية رسمية.
    وتأتي الأسرة أو المنماوال كمؤسسة مهمة في تنشئة الأفراد عن قصد، فالأسرة تعلم أبناءها اللغة وآداب الحديث والسلوك وفق نظامها الثقافي ومعاييرها واتجاهاتها. وكذلك التعليم المدرسي في مختلف المراحل يكون تعليما مقصودا له أهدافه وطرقه وأساليبه.
    إلى جانب هذه المؤسسات توجد الجماعات والأجهزة والمؤسسات التي تمارس عملية التنشئة، ففيها تتم عملية تعليم الطفل ما تريده له هذه المؤسسات، ويتطبع بالطباع المرغوبة في مجتمعه.
    التنشئة اللا مقصودة :
    تتم أيضا في المؤسسات السابقة الذكر(عدا المدرسة) ولكنها أكثر ما تكون وضوحا في مؤسسات الإعلام المختلفة حكومية رسمية، وشعبية غير حكومية، حربية أو طائفية وعن طريق هذه المؤسسات ودون أن تفصح عن عملية التوجيه، يكتسب الفرد عادات والقيم والمعايير وغير ذلك من أنواع السلوك التي تريد الدولة توصيلها للأفراد.
    المبحث الثاني : مؤسسات التنشئة الاجتماعية
    إن عملية التنشئة الاجتماعية ليست عملية تعلم رسمي يتلقاه الفرد في المؤسسات الرسمية، وإنما هي أوسع من ذلك بكثير، إذ يدخل فيها اكتساب الفرد لأساليب السلوك والعادات الفردية والمهارات والاتجاهات وغيرها، وهي كلها أمور تنتقل إلى الفرد عن طريق المحيطين به عن طريق التفاعل والتواصل وفي المواقف الحياتية المتعددة، ومن خلال وحدات اجتماعية ومؤسسات ينشئها المجتمع من اجل تنمية استعدادات الأفراد الفطرية وتدريبهم على تلبية حاجاتهم وتأهيلهم للحياة الاجتماعية. ولذلك سنتناول هذه المؤسسات التي تختلف في تقسيمها وتصنيفها باختلاف وظائفها بالتفصيل .
    المطلب الأول : الأسرة
    تعتبر الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية والتربوية المسؤولة عن تزويد الجيل الجديد بالتربية والتعليم واكتساب الخبرات والمهارات والمؤهلات العلمية والتقنية التي هي السبيل الوحيد لنهوض المجتمعات المعاصرة ورقيها وتقدمها، لذا نجد أن الأسرة تسعى من أجل زرع الخصال القيمة والسلوكية الايجابية عند الأحداث والمراهقين والشباب، ورعايتهم من كل الجوانب، ومن أجل اكتساب أسس ومبادئ ومقومات الثقافة والتربية والتعليم لكي يكونوا قادرين على المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع وتطويره في كافة المجالات .
    المطلب الثاني : دار الحضانة
    الحضانة: مصدر حَضَنَ وهي الولاية على الطفل لتربيته وتدبير شؤونه.
    مدارس الحضانة : هي مدارس ينشأ فيها صغار الأطفال. أما حَاضنَة : هي المرأة التي تقوم على تربية الصغير، والمرأة التي تقوم مقام الأم في تربية الولد بعد وفاتها.
    تحتضن دار الحضانة الأطفال مجهولون الوالدين، والأطفال الذين عجز الوالدان عن القيام بتربيتهم وحضانتهم بسبب عاهة عقلية، أو حالات الانفصال والزواج بأخرى وتناماوال الوالدين عن الطفل.
    تعتبر دور الحضانة من أهم العوامل في تنشئة الطفل الثقافية والاجتماعية بعد أسرته لأن تفكير الأطفال في هذه المرحلة من العمر يزداد نمواًَ وتطوراً، مما يستلزم معه إعداد الخبرات التجريبية والتربوية وتدريب الأشخاص القائمين على رعايتهم
    توفر الحضانة الإيوائية كل وسائل الرفاهية النموذجية للأطفال فتحتوي على عدد كبير من الحجرات يقطن كل عدد خاص من الأطفال في حجرة خاصة، ولهم أم بديلة تقوم برعايتهم وتستوعب احتياجاتهم للحب والحنان كما تتوفر على ملاهي للأطفال، كما توجد بها روضة نموذجية للأطفال ما قبل المدرسة.
    تدفع بعض الأسر بأطفالها بين الثانية والرابعة من العمر إلى دار الحضانة، هذا التوجه المبكر لوضع الطفل في مؤسسة يفترض أنها تربوية، يمكن أن يكون بالنسبة للعديد من الأطفال خبرة ثمينة تهيئ للعب مع أطفال من نفس عمره تقريبا.
    كما تقدم له أهم أوجه الحماية والرعاية أثناء عمل أوليائه، والعمل على توفير الإمكانيات والأجهزة والبرامج الاجتماعية، والصحية، والرياضية، والنفسية، والعقلية التي تتناسب مع عمره ولحماية الطفولة ووقايتهم من المشكلات والانحرافات الأخلاقية والسلوكية.
    المطلب الثالث : رياض الأطفال
    و هي تلك المؤسسة التربوية الاجتماعية التي يلتحق بها الأطفال من سن مابين الثالثة والسادسة من العمر، كما تعرف في كثير من البلدان بمدارس الحضانة أو مراكز الرعاية النهارية أو رياض الأطفال .
    تعد الروضة ثاني المؤسسات التربوية الهامة التي تسهم في تربية الأطفال وتنشئهم، وهي تلي الأسرة كمؤسسة تربوية أولى، سواء من حيث المكانة الهامة التي تحتلها، أو الدور التربوي الذي تقوم به.
    تسهم الروضة في إعداد الطفل جسدياً ونفسياً ومعرفياً واجتماعياًُ وأخلاقيا. وتهتم بمجالات محددة عديدة مثل السلوك النفسي الاجتماعي وتعليم الأطفال الآداب وقواعد المرور واللغة والإلمام بالمبادئ العلمية الأولية إضافة إلى الاهتمام باللعب والموسيقى والغناء وسواها، كما تقوم رياض الأطفال بتهيئة الأجواء النفسية التي يشعر الطفل فيها بالأمان والاستقرار العاطفي الذي يشجعه على الانطلاق والتعبير عن ذاته، وتنمية مهاراته وإشباع مختلف حاجاته.
    وقد أثبتت الدراسات التربوية أن الطفل الذي يلتحق برياض الأطفال تنمو لديه العديد من المواهب والقدرات التي لا تتوفر لمن حرموا من الالتحاق برياض الأطفال، لأنه يمارس العديد من الهوايات والأنشطة التي تنميهم نموا متكاملا.
    فالطفل في مرحلة الروضة متعطش للمعرفة والبحث، فهو يحاول الاستزادة العقلية والمعرفية ويريد معرفة الأشياء التي تثير انتباهه، وأن يفهم الخبرات التي يمر بها، وقد أطلق البعض على هذه المرحلة بـ " مرحلة السؤال ".
    المطلب الرابع : المدرسة
    انه مع تطور المجتمعات ظهرت الحاجة إلى المدرسة التي لم يقصد بإنشائها نقل وظيفة الأسرة إليها. وإنما أريد بها مقابلة تلك الاحتياجات الجديدة الناشئة عن تطور المجتمع وتقدمه باشتراك المدرسة والأسرة، من جانب أو من جوانب قد لا تستطيع الأسرة الوفاء بها في ظل إمكانياتها والتغيرات التي طرأت على المجتمع.
    تشترك المدرسة مع غيرها من مؤسسات المجتمع في فعل التنشئة الاجتماعية، وهي أقرب إلى الأسرة والمؤسسة والمدرسة وغيرها من الوكالات الإعلامية. المدرسة هي واحدة من وكالات التنشئة الاجتماعية لكن الفرق بين المدرسة وغيرها من الوكالات أن المدرسة هي الوحيدة المتخصصة بالتنشئة أي ليس لها أدوار أخرى فهي تقتصر على التنشئة، وما يرتبط بها من اصطفاء.
    هي أهم المنظمات الاجتماعية التي تعمل على تنشئة الطفل اجتماعيا بخطط وبرامج مقصودة، كما أن لها دورا في بيئة التعلم النفسية والاجتماعية، لها دور خطير في حياة الطلاب لأنها تحقق لهم عوامل النجاح والفشل. يهتم علماء النفس التعليمي بعمليات التعلم وتسهيله وتحسينه، وتنمية التفكير العلمي والابتكار والقدرات العقلية ولذلك يذكر" صلاح مراد" أن التعلم يهدف إلى اكتساب التلاميذ للمعرفة وتنمية المهارات في المجالات المختلفة، كما يهدف إلى تنمية أساليب التفكير العلمي والاستدلالي.
    وتتميز المدرسة كبقية المؤسسات الاجتماعية بالديناميكية والتفاعل وهي من أدلة ازدياد مرحلة التخصص والنواة.
    و يمكن اعتبارها نظاماً متخصصا في التنشئة يعمل بالرموز لما هو مكتوب، وهي من بين وكالات التنشئة الاجتماعية الأكثر تحديداً وذهنية وكثافة وتنظيما.
    إن مهمة المدرسة الأولى أن تدرب الأطفال على الحياة التعاونية ذات المساعدة المتبادلة لتغذي فيهم الوعي بالاعتماد المتبادل وتساعدهم عمليا في خلق التوافق لتطبيق هذه الروح في أعمال ظاهرة. وتهتم بالتراث الثقافي التعلم النشط في الحاضر للحياة، أو تهتم بتربية شخصية مرنة قادرة على التغيير والتكيف مع مواقف الحياة المتجددة و باستمرار.
    - ومن مهامها أيضا أنها تعمل على تسهيل عملية التعلم والتطور الشامل لكل طالبي العلم.
    - فإذا كان دور المنماوال مهما في اكتساب الطفل الخبرات والمهارات اللغوية، فإن دور المدرسة ومهمتها لا تقل أهمية، حيث تعمل على تنمية المهارات لدى الناشئة من الطلاب، وذلك مع مراعاة الطرق الابتكارية الحديثة في عملية التعلم
    - وجمل جون ديوي مهام المدرسة في النقاط التالية :
    * تدريب الأطفال على الحياة التعاونية مما ينمي فيهم الوعي بضرورة الاعتماد المتبادل وتطبيق هذا ميدانيا في أعمال تجسد هذه الروح.
    * توجيه الرعاية في الاتجاهات الفطرية والى فعاليات الطفل وليس إلى المادة الخارجية.
    * تنظيم الميول الفردية والفعاليات وتوجيهها عن طريق استخدامها.
    المطلب الخامس : جماعة الرفاق
    تعتبر جماعة الرفاق من الجماعة الاجتماعية التي تلعب دورا مؤثرا في عملية التنشئة الاجتماعية خارج نطاق الأسرة وفي المدارس وخارجها فهي جماعة يشترك أعضائها في الثقافة وهي جماعة تقارب أعضاؤها غالبا في السن وقد تكون من فئات عمرية متباينة.
    وللجماعة الرفاق نظام معياري أو سلوكي يفرض على الطفل مطالب معينة عندما يقوم بمختلف الأدوار، إلا أن تأثير الجماعة في أفرادها أكثر قوة وأعمق جذورا لاشتراكهم في مفاهيم عامة، ولموقف جماعة الرفاق قدرة على إنتاج ضغوط هائلة على الفرد وإجباره على إجراء أنشطة لا يستطيع القيام بها بمعماوال عن جماعته، وقد يكون لهذه الأنشطة تأثيرات على تغيير سلوك الفرد.
    كما أنه لوحظ من خلال التجارب أن مدى تأثير الفرد بالصحبة هو أمر يتوقف على العلاقة بين الفرد و صحبته، وكلما ازدادت درجة هذه العلاقة ازداد مدى تمسك الفرد لما اصطلحت عليه الجماعة على أنماط سلوكية.
    فمثلا يقيد الأقران الشاب المراهق بمبادئ سلوكية تتحكم فيه ، فعن طريق تحرك المراهق وتشكله داخل جماعة الأقران نجد أنها ترسخ فيه مبادئها ومعاييرها السلوكية، فيبتعد المراهق تدريجيا عن المعايير السلوكية للوالدين ، في حين يلقى تدعيما وتعزيزاً لسلوكه من الأقران.
    ويلخص حامد زهران اثر جماعة الرفاق في عملية التنشئة الاجتماعية فيما يلي:
    - المساعدة في النمو الجسمي عن طريق إتاحة فرصة ممارسة الأنشطة الرياضية، والنمو العقلي عن طريق ممارسة الهوايات، والنمو الاجتماعي عن طريق المساعدة الانفعالية ونمو العلاقات العاطفية في مواقف لا تتاح في غيرها من الجماعات.
    - تكوين معايير اجتماعية وتنمية الحساسية والنقد نحو بعض المعايير الاجتماعية للسلوك.
    - القيام بأدوار اجتماعية جديدة مثل القيادة وتنمية الاتجاهات النفسية.
    - المساعدة على تحقيق الاستقلال الذاتي وتحقيق الذات والاعتماد على النفس.
    - إتاحة الفرص لتقليد سلوك الكبار وتحمل المسؤولية الاجتماعية.
    - إشباع حاجات الفرد إلى المكانة والانتماء.
    - إكمال الفجوات وملء الثغرات التي تتركها الأسرة والمدرسة في معلومات الطفل والمراهق خاصة في النواحي الجنسية.
    وهكذا نجد للرفاق في مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة أهمية كبرى في توجيه الاتجاهات والميول وتحديد مسار سلوك الفرد وفقا لطبيعة تكوين هته الجماعات، فقد يتعلم منها الفرد السلوك المنحرف، وقد تخلق منه شخصية مبدعة ايجابية ناجحة في حياتها.
    المطلب السادس : دور العبادة
    تؤثر دور العبادة في عملية التنشئة الاجتماعية وتعلم الفرد التعاليم الدينية والمعايير السماوية التي تحكم السلوك بما يضمن سعادة الفرد والمجتمع، وإمداد الفرد بمعيار سلوكي معياري، وتنمية الضمير عنده والدعوة الى ترجمة التعاليم السماوية السامية إلى سلوك عملي، وتوحيد السلوك الاجتماعي والتقريب بين مختلف الطبقات الاجتماعية.
    وأماكن العبادة شأنها شأن أي مؤسسة تربوية أخرى تؤثر في حياة الأفراد تأثيرا كبيرا إلى جانب تأثيرها العقائدي والأخلاقي.
    فنجد المسجد والكتاتيب والزوايا والمدارس القرآنية والجمعيات الدينية كدعامة أساسية في الدين الإسلامي، والأديرة والكنائس في الديانة المسيحية، والمعابد والبيوت الخاصة عند الديانة الوثنية.
    تلعب المؤسسة الدينية دورا هاما في التنشئة الاجتماعية للفرد من حيث:
    - تعليم الفرد والجماعة التعاليم الدينية التي تحكم السلوك مما يؤدي الى سعادة أفراد المجتمع.
    - إمداد الفرد بإطار سلوكي نابع من تعاليم دينه.
    - الدعوة إلى ترجمة التعاليم الدينية وغرس القيم الدينية .
    - تنمية الضمير عند الفرد والجماعة، وتوجيه السلوك الاجتماعي والتقريب بين مختلف الطبقات الاجتماعية.
    في الإسلام يأتي المسجد ليمثل الدعامة الأولى من دعامات المجتمع إذ يعد المؤسسة الاجتماعية الأولى بعد الأسرة في المجتمع الإسلامي، وظيفته هي صنع المسلم المتكامل البناء، في خلقه وسلوكه وعمله ومبادئه، إذ هو مركز إشعاع وتوجيه وتربية، وذلك بتقديم النصح والتوجيه للمسلمين لمواجهة ما يعترض حياتهم من مشكلات وقضايا.
    وفي المسجد يمكن للفرد أن يتربى روحياً وايمانياً وخلقياً واجتماعياً ونفسياً بممارسة العبادات التي تدخل مباشرة في تلبية حاجة الروح من الصلاة والذكر والتسبيح والاستغفار وتلاوة القرآن.
    يقول يوسف القرضاوي:« إن رسالة المسجد تكمن في كونه جامعة شعبية للتثقيف والتهذيب، وبرلمان دائم للتفاهم والتشاور، ومؤتمر عام للتعارف والتحاب، ومعهد للتربية العلمية ».
    أما عن الأساليب التي تتبعها دور العبادة في عملية التنشئة الاجتماعية والدينية فهي الترغيب والترهيب والدعوة إلى السلوك الحسن طمعا في الثواب، والابتعاد عن السلوك المنحرف تجنبا للعقاب، والتكرار والإقناع والدعوة إلى المشاركة في تنمية المجتمع وعرض النماذج السلوكية المثالية والإرشاد العلمي.


    v المبحث الثالث : وسائل الإعلام و التنشئة الاجتماعية


    المطلب الأول : تطور وسائل الإعلام و تأثيرها


    يقصد بوسائل الإعلام هنا المؤسسات الأهلية ، الحكومية والرسمية وغير الرسمية التي تنشر الثقافة و تعرف الأفراد بالتراث قديمه وحديثه، وتعني بالنواحي التربوية كهدف لتكيف الفرد مع الجماعة المحلية إذ تعتبر عنصر أساسي من عناصر التنشئة، ومن هذه المؤسسات: الإذاعة والتلفزيون والصحف ودور السينما والمسارح.

    لقد شهد الإعلام تطورا هائلا و حقق طفرة واضحة تشاهد اليوم مظاهرها و ترقب آثارها و تتابع نتائجها باهتمام بالغ ، خاصة في الأساليب التقنية ، فقد ألغت أجهزة الإعلام المتطورة المسافات تماما حتى أضحى في مقدور من في شرق الكرة الأرضية أن يتابع خبرا أو حدثا في نفس الوقت مع زميله القاطن في غربها ، فتلاشى عامل الزمن و تقلصت المسافة و تخطت وسائل الإعلام الحديثة المكان و الزمان مما زاد من خطورتها و ضاعف من المسؤوليات الملقاة عليها .
    و يرجع الفضل في بداية تطور وسائل الإعلام الحديثة و أساليبه التقنية إلى علماء ثلاثة هم _ جوتنبرغ ) الذي كان أول من فكر في اختراع الطباعة بالحروف المعدنية ، و ( ماركوني ) الذي استطاع أن يبني جهاز للاستقبال و آخر للإرسال تفصلهما مسافة كيلومترين ، و ( ديرزتيوس ) الذي اكتشف عنصرا جديدا أطلق عليه اسم ( سلفيوم ) كان القاعدة الأساسية التي انطلقت منه تقنية الاختراع التلفزيوني .
    فأصبحت المطبعة ذات تأثير مباشر على اتجاهات الرأي العام بما تصدره من كتب و نشرات و صحف و مجلات ، كما اخترقت الإذاعة الحدود و الحواجز و انتقل الناس من باريس إلى طوكيو مرورا بواشنطن و موسكو و لندن عبر مفاتيح الراديو .
    أما التلفزيون فإن استخدامه للصوت و الصورة و اللون معا جعله من أخطر الوسائل الإعلامية تأثيرا على العقول .








    تعتبر وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفاز، والكتب والمجلات والصحافة من أهم المؤسسات الاجتماعية، الثقافية وأخطرها في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال والناشئة، بما تحمله من مثيرات جذابة، ومؤثرات فاعلة، وبما تتضمنه من معلومات وخبرات و سلوكات تقدّمها عبر أحداثها وشخصياتها، بطريقة مغرية تستميل انتباه القراء والمستمعين والمشاهدين، لموضوعات و سلوكات ومواقف مرغوب فيها،إضافة إلى توفير فرص الترفيه والترويج والاستمتاع بقضاء أوقات الفراغ بأمور مفيدة و سنحاول فيما يلي توضيح دور كل من المؤسسات الإعلامية المطبوعة المقروءة، والمسموعة والمرئية، في عملية التنشئة الاجتماعية.‏
    المطلب الثاني :المطبوعات
    الصحيفة لا تقل في رسالتها عن الأسرة والمدرسة ، وهي من خلال موادها المبسطة والتي تنشرها تقدم للفرد أصول المعارف والصحة والآداب والفضيلة والأخلاق والإحساس بالمجتمع والحياة، تقوم بمهمة التعليم هدفها اجتماعي ووظيفة اجتماعية تسعى إلى خلق مجتمع متعارف.

    فقد كانت الكلمة المطبوعة ، و ما تزال تمثل أهمية كبيرة في وسائل الإعلام عامة والمقدّم منها للصغار خاصة.. حيث تؤدي الكلمة المطبوعة من خلال الكتب والصحف والمجلات بما فيها من معارف ومعلومات، وفنون وآداب متعدّدة ، أدواراً هامة في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال. فهي تزيد من خبرات الطفل بصورة متدرجة ، وتطلعه على نماذج مختلفة من السلوكات التي يقتنع بها ويحاول استدخالها في بنيته الشخصية ، بعدما يتّضح له الجيد منها والرديء ، وبما يسهم في نمو القيم الاجتماعية لديه ، أي أن ما يقرأه الطفل من موضوعات مناسبة لسنّه، يؤثر في إدراكه للعالم الداخلي والخارجي ، ويسهم في إشباع حاجاته للتخيل والمعرفة والاطلاع .
    إن شغف الأطفال بالمواد المطبوعة ( كتاب مجلة صحيفة ) ، يعدّ حاجة أساسية لديهم ، سمّاها ( كاسيوبو وربيتي ) ، بالحاجة إلى المعرفة ، وسمّاها (د . كاتز) بالحاجة إلى الفهم ، بينما سمّاها (برلينBerlyne ) ، الحاجة إلى الاستطلاع. ولذلك تمثّل تنمية الميول والمهارات والعادات القرائية عند الأطفال ، مطلباً تربوياً وثقافياً هاماً في عالمنا المعاصر و ما يتسم به من تفجّر معرفي .. لأن استيعاب المعرفة في هذا العصر وهي متغيرة وسريعة صار مشكلة لا تستطيع معها أساليب التعليم والتعلّم التقليدية أن توفي بها.. ومن ثم فقد صارت ( التربية الذاتية )، و( التعليم الذاتي ) ، و (التثقيف الذاتي) مقومات أساسية تمكّن الناشئين من استمرارهم في عمليات التعلّم والتثقّف اعتماداً على أنفسهم انبعاثاً من داخلهم.. والقراءة عند الأطفال استعداداً وخبرة.. استعداد تحكمه درجة النضج التي يصل إليها الطفل، وخبرة تشكّلها وتنمّيها المثيرات التربوية الثقافية في بيئته .


    ونظراً لهذه الأهمية المتزايدة للمادة القرائية، تحتاج المواد المطبوعة الموجهة إلى الأطفال، إلى تقويم علمي وفنّي سليم، بحيث يتمّ تقديم الموضوع المناسب للطفل وفق مراحله المختلفة، سواء أكان في كتاب أو في مجلة أو في صحيفة، وبما يوفر له فرصة القراءة الممتعة للموضوعات الأدبية والعلمية والفكرية التي تتوافق مع قدرته العقلية من جهة، وتشبع حاجاته النفسية والاجتماعية من جهة أخرى. فيقترب الطفل عندها من الكتاب أو المجلة، ويشعر أن في كل منهما امتداداً لما في ذهنه ونفسيته. وبذلك يتحقّق الهدف الأساسي من وراء الكم المقروء وفي مشاركته في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل.
    ‏إن كتب الأطفال وصحافتهم إذن، من الوسائل الهامة التي يجب توفيرها للأطفال، لأن فيها التسلية والمتعة والفائدة خارج حدود مناهج التعليم المقرّرة والمفروضة.. وتستطيع أن تؤدي دوراً كبيراً في زيادة مخزون الأطفال العلمي والثقافي.. فقراءة كتاب مثلاً أو مجلة فيها من الحقائق العلمية والمعارف الإعلامية ما ينمّي شغف الطفل ويثير اهتمامه ،ويحرّضه على المزيد من القراءة، وتشكل بالتأكيد وسيلة تربوية ناجحة ، إذ تثير تفكير الطفل وتحفزه على التأمل وطرح الأسئلة والاستفسارات على نفسه أو على الآخرين من حوله،للوصول إلى ما يلبّي حاجته وفضوله إلى اكتشاف المجهول ومعرفة كل جديد...‏

    المطلب الثالث : الإذاعة
    تعتبر الإذاعة عصب الإعلام حيث اعتبرت إحدى الوسائل التعليمية ذات الأهمية الكبيرة باعتبارها وسيلة اقتصادية ولذلك فهي الوسيلة السمعية التي تعتمد على حاسة السمع.
    تصنّف الإذاعة من وسائل الإعلام المسموعة، واسعة الانتشار، حيث يتمّ الاستماع إليها في المكان والزمن المرغوبين من قبل المستمع. وقد تبوأت الإذاعة منذ العشرينيات من القرن العشرين مكاناً بارزاً في العالم، على مستوى الإعلام والاتصال الجماهيري،وتزايد الاعتماد عليها يوماً بعد يوم بالنظر لما تقوم به المادة المذاعة من تسلية الناس المستمعين وتقديم المواد الثقافية المختلفة لهم، وإطلاعهم على آخر الأحداث المحلية والدولية من خلال نشرات الأخبار والبرامج المتنوعة، وبذلك تسدّ حاجة الناس إلى الترفيه والتثقيف والإعلام...‏
    ومن الخصائص الإعلامية للإذاعة، أنها سريعة الانتشار وبين شرائح من الناس مختلفة إذ لا تتطلب معرفة القراءة والكتابة بشكل جيد كما هو الحال في الوسائل المطبوعة (الكتاب المجلة والصحيفة) ولا تحتاج إلى تقنيات خاصة كالتلفزيون. كما تتصف الإذاعة بقدرتها على استحواذ انتباه المستمعين واستهوائهم من خلال المادة المذاعة بعبارات واضحة ومفهومة لدى كل من المثقف وغير المثقف.. إضافة إلى تمتّع الإذاعة بالقدرة على خلقأجواء نفسية وجدانية للمستمعين من خلال تنوع البرامج التي تلائم جميع الأوقات.. والأهم في خصائص الإذاعة أنها تتصف بالمرونة وسهولة اقتناء الجهاز وتشغيله، وتمكين الإنسان من حمله إلى حيثما يشاء. بعد التطوّرات التي طرأت على جهاز الراديو، وجعلته في متناول اليد باستمرار.. وأخيراً فإن المذياع يحقّق وظيفة اجتماعية هامة بالإضافة إلى ما يحقّقه من وظائف إخبارية ومزاجية ونفسية، وما يمتلكه من القدرة على إطلاق لخيال والإيحاء والإثارة عند المستمع
    ولذلك،تؤدّي الإذاعة بخصائصها المميّزة دوراً هاماً بين وسائل التنشئة الاجتماعية، بما لها من تأثيرات فعّالة في شخصيات الأفراد/ المستمعين، ولاسيّما تزويدهم بالمعارف والخبرات المختلفة، وتعزيز أنماط السلوك المرغوبة والقيم السائدة في المجتمع.. أما بالنسبة للطفل فإن الإذاعة وعبر برامجها المختلفة تقدّم للطفل مواقف وعلاقات اجتماعية معينة، وتعلّمه كيف يمكنه أن يواجه تلك المواقف في حياته الواقعية، الحالية والمستقبلية، وإذا كان البعض يعتقد أن انعدام الصورة في الوسيلة الإذاعية تمثّل أحد أوجه النقص بالمقارنة مع التلفاز أو السينما، فإنه من ناحية أخرى يمكننا أن نعتبر ذلك إحدى الميزات التي يتفوّق بها المذياع على الوسائل السمعية و البصرية الأخرى في مجال التثقيف بصفة خاصة، وذلك لأن انعدام الصورة يساعد الطفل المستمع على تركيز انتباهه على الكلمة وعلى النص المذاع، ممّا يؤدي إلى زيادة استفادته وتعميق تحصيله في هذا المجال..
    لكن هذا لا يدفعنا إلى غضّ النظر عمّا ينبغي أن تتميّز بها لمادة الثقافية المذاعة، من وضوح العبارات والأفكار، وتبسيط المفردات وبطء الإلقاء بحيث يتناسب مع القدرة النسبية للأطفال على الاستيعاب والمتابعة، ولاسيَّما أن المستمع لا يتمكن من إيقاف المتحدث أو مراجعته بقصد الاستفسار والفهم..
    واعتماداً على المعلومات وأساسيات العلم التي يتلقاها الأطفال في المدرسة،تهدف برامج الأطفال الإذاعية إلى تنمية المزيد من المعلومات المعرفية وإلى ترقية الاهتمامات بالعلم وتطبيقاته، وتهيئة الأطفال لمزيد من القراءة والاطلاع .

    وفي هذا الإطار، تخصص برامج الإذاعات في العالم برامج خاصة للأطفال سواء التعليمية منها. أو الترفيهية أو التربوية التي تسعى إلى إكساب الطفل القيم والمعايير الاجتماعية الإيجابية، ويعود هذا الاعتبار إلى أن الطفولة هي المستقبل، فيمكن للإذاعة أن تؤدي دوراً أساسياً إلى جانب الأسرة والمدرسة، ووسائل الإعلام الأخرى،في التربية الشاملة، والتنشئة الاجتماعية وتساهم هذه البرامج في بناء شخصية الطفل و زيادة قدرته اللغوية وثقافته، وتوسيع مداركه وتزيد من علاقاته الاجتماعية بفتحها آفاق اجتماعية جديدة أمامه .
    وذلك من خلال عرض خبرات متنوعة ، و سلوكات متعدّدة لشخصيات مختلفة ، إيجابية وسلبية. تكون بصفاتها ومواقفها متناسبة مع عمر الطفل ومستوى نضجه العقلي والنفسي، فيتلقاها ويستمع إليها ويتابعها بعناية ، ويستوعب دلالاتها الفكرية والسلوكية.‏
    وهكذا ،نجد أن الإذاعة هي وسيلة اتصال اجتماعية وثقافية هامة، تعمل على تزويد الطفل بالمعارف والخبرات الثقافية المتنوعة التي تسهم في تكوين شخصيته، كما أنها تغني مفرداته اللغوية بأسلوب ترفيهي ممتع . وتحقّق بالتالي الأهداف التربوية منها، إذا ما توافرت في العمل الإذاعي الناجح شروط إثارة الأطفال واجتذابهم ، ووضوح العبارة وإيجازها، بصورة ممتعة ومفيدة...‏
    المطلب الرابع : التلفزيون و السينما
    يعدّا لتلفاز من أكثر وسائل الإعلام جماهيرية في عصرنا الحاضر، نظراً لقدرته على الإيصال والتأثير في الكبار والصغار، من خلال مثيرات جذابة ومشوقة، تشدّ المشاهد وتلزمه على المتابعة لفترة طويلة، ومن المعروف (نفسياً وتربوياً) أن تعدّد المثيرات التي تشرك أكثر من حاسة فاعلة عند الإنسان ، تؤدي إلى شدّة الانجذاب والانتباه ، وبالتالي الحصول على التأثير والفائدة بصورة أكبر وأدوم (سلباً أو إيجاباً). وهذا ما تفعله الشاشة الصغيرة في عصرنا الحالي
    وإذ اكان هذا التأثير ينطبق على مشاهدي التلفاز بوجه عام، فإنه يكون أشدّ فاعلية وأبعد ديمومة عند الأطفال بوجه خاص، ولاسيّما أن التلفاز أصبح جزءاً من حياتهم لأنه يقدّم لهم برامج علمية /وثقافية تربوية، تترك انعكاساتها في نفسية الطفل وتكوينه الشخصي معرفياً و قيمياً / سلوكياً.. فالأطفال جميعهم وفي مراحل العمر المختلفة يشدّهما لتلفاز ويشعرون بالسرور نتيجة لما يحصلون عليه من المتعة والترفيه ، وبشكل يشبع رغباتهم وهم جالسون دون أن يبذلوا أية جهود، ولاسيّما أمام البرامج والأفلام والمسلسلات التي تعتمد الصور والرسوم المتحركة في إبراز أحداثها وشخصياتها، حيث يتابعها الطفل وهو معجب بالحيوانات والأشياء التي تتحرّك، وتتكلّم كما يفعل الإنسان، وتتصرف كما يتصرّف.. وهكذا يستغرق الطفل في المشاهدة والسماع بعد أن سيطر التلفاز على عينيه وأذنيه معاً ، بالإضافة إلى عقله ومشاعره، فينسى نفسه وكل ما حوله.
    وقد أشارت دراسات كثيرة إلى أن الأطفال في سن الثالثة يقضون حوالي 45 دقيقة كل يوم أمام التلفاز، وتزداد هذه المدة إلى ساعتين يومياً عند طفل الخامسة، وترتفع إلى ثلاث ساعات يومياً عند الطفل في سن الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة..
    وأشارت بعض الدراسات الحديثة في بلدان متعددة إلى أن متوسط ما يقضيه الطفل الذي يتراوح عمره مابين (6-16 سنة)، أمام الشاشة الصغيرة يتراوح مابين (12-24 ساعة( أسبوعياً. فلنتصور التأثيرات التي يتركها التلفاز عند الأطفال..؟‏
    ومن هنا يمكن القول : إن هناك حدوداً تفاعلية لعلاقة الطفل بالتلفاز، قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية . أي أن للتلفاز أهمية كبيرة وخطيرة في تعزيز بعض القيم الإيجابية من جهة وتعزيز بعض القيم السلبية من جهة أخرى. فغالبية الأطفال يعترفون بأنهم يتعلمون بعض الأشياء من التلفاز، فالفتيات يتعلّمن كيفية المشي الصحيح وطريقة الحديث وكيفية اختيار الملابس. والفتيان يكتسبون عادات الشباب في ارتداء الأزياء المختلفة وبعض المهارات الرياضية وكثير من الأطفال يذكرون أن التلفاز يمدّهم ببعض المعلومات عن مواضع تفيدهم في الدراسة.‏
    وبهذا يكون السبب الثاني لمشاهدة التلفاز هو اكتساب المعرفة بالنسبة للطفل باعتبار أن الجانب الترفيهي هو السبب الأول .
    فالأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ، يفضلون في الغالب البرامج التي تمثّلها الحيوانات، وشخصيات الكرتون/ الرسوم المتحركة، أو مسرح العرائس (الدمى)، ثم تتسع اهتمامات الأطفال لتشمل في مراحل الدراسة الأولى موضوعات المغامرات والقصص العلمية ،والمواقف المتعلقة بالأسرة والرفاق... وفي المراحل التالية ، يستطيع الطفل أن يتفاعل مع البرامج الثقافية والاجتماعية والعلمية المتطورة التي تنمّي خياله وتلبّي حاجاته لمعرفة المواقف الحياتية المختلفة وكيفية التعامل معها والاستعداد للحياة المستقبلية.
    ولذلك يتضمّن التلفاز البرامج الموجهة للأطفال استناداً إلى خصائصهم العمرية ، والى تنوّع البرامج وفقاً لجوانب الثقافة المتعدّدة . فالبرامج العلمية المعرفية ، تهدف إلى إشباع شغف الأطفال في مجالات المعرفة المختلفة وتوسيع آفاقهم المعرفية وتنشيطها... وتهدف برامج التربية الأخلاقية والجمالية إلى إثراء حياة الأطفال بنظام القيم والمثل والاتجاهات الإنسانية الخلاّقة، أما البرامج التعليمية فتهدف ليس إلى تدعيم المعرفة المدرسية فحسب ، ولكن أيضاً إلى توسيعها وتعميقها ،والانطلاق بها إلى آفاق أبعد.
    بعض الآراء في التلفاز :
    ومن هنا أثارت فاعلية التلفاز، وتأثيراته التعليمية والتثقيفية ، اهتمام الباحثين ولاسيّما التربويون منهم ، وانقسموا بين مؤيد ومعارض، ولكلٍ منهم آراؤه وتفسيراته
    - التأثيرات الايجابي
    فالمؤيدون يشيرون إلى أن التلفاز وسيلة نقل جذابة للمعلومات والمعارف المختلفة... وهي محرّض قوي لحفز الأطفال على تبنّي سلوكات ومواقف معينة.. إضافة إلى أنها توسّع آفاق الأطفال وتخلق لديهم الاهتمامات الإيجابية بجوانب متعدّدة من شؤون الحياة،وبما ينعكس بالتالي على البناء الشخصي للطفل، وتعزيز المهارات والقدرات المكونة لهذه الشخصية.. معالجة المواقف الاجتماعية الحياتية بصورة موضوعية دون تزييف أو خداع ، تعوّد الطفل الجرأة في إبداء الرأي وحسن التصرّف دون تردّد، وتعزّز لديه الثقة بالنفس والاعتماد على الذات، وغير ذلك من النماذج السلوكية التي تسهم في التنشئة الاجتماعية السليمة، حيث يقوم التلفاز بتوجيه الأطفال نحو سلوكيات ومنهجيات اجتماعية إيجابية تتمثّل في ترسيخ مفهوم العادات الاجتماعية السليمة والأخلاق ال
    أمل
    أمل


    البلد : ورقلة.الجزائر
    عدد المساهمات : 249
    نقاط : 327
    تاريخ التسجيل : 30/08/2010
    العمر : 34

    محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Empty مقياس :علم الاجتماع الإعلامي

    مُساهمة من طرف أمل الأحد مارس 04, 2012 3:17 pm

    بقية البحث

    المطلب الرابع : التلفزيون و السينما
    يعدّا لتلفاز من أكثر وسائل الإعلام جماهيرية في عصرنا الحاضر، نظراً لقدرته على الإيصال والتأثير في الكبار والصغار، من خلال مثيرات جذابة ومشوقة، تشدّ المشاهد وتلزمه على المتابعة لفترة طويلة، ومن المعروف (نفسياً وتربوياً) أن تعدّد المثيرات التي تشرك أكثر من حاسة فاعلة عند الإنسان ، تؤدي إلى شدّة الانجذاب والانتباه ، وبالتالي الحصول على التأثير والفائدة بصورة أكبر وأدوم (سلباً أو إيجاباً). وهذا ما تفعله الشاشة الصغيرة في عصرنا الحالي
    وإذ اكان هذا التأثير ينطبق على مشاهدي التلفاز بوجه عام، فإنه يكون أشدّ فاعلية وأبعد ديمومة عند الأطفال بوجه خاص، ولاسيّما أن التلفاز أصبح جزءاً من حياتهم لأنه يقدّم لهم برامج علمية /وثقافية تربوية، تترك انعكاساتها في نفسية الطفل وتكوينه الشخصي معرفياً و قيمياً / سلوكياً.. فالأطفال جميعهم وفي مراحل العمر المختلفة يشدّهما لتلفاز ويشعرون بالسرور نتيجة لما يحصلون عليه من المتعة والترفيه ، وبشكل يشبع رغباتهم وهم جالسون دون أن يبذلوا أية جهود، ولاسيّما أمام البرامج والأفلام والمسلسلات التي تعتمد الصور والرسوم المتحركة في إبراز أحداثها وشخصياتها، حيث يتابعها الطفل وهو معجب بالحيوانات والأشياء التي تتحرّك، وتتكلّم كما يفعل الإنسان، وتتصرف كما يتصرّف.. وهكذا يستغرق الطفل في المشاهدة والسماع بعد أن سيطر التلفاز على عينيه وأذنيه معاً ، بالإضافة إلى عقله ومشاعره، فينسى نفسه وكل ما حوله.
    وقد أشارت دراسات كثيرة إلى أن الأطفال في سن الثالثة يقضون حوالي 45 دقيقة كل يوم أمام التلفاز، وتزداد هذه المدة إلى ساعتين يومياً عند طفل الخامسة، وترتفع إلى ثلاث ساعات يومياً عند الطفل في سن الحادية عشرة إلى الخامسة عشرة..
    وأشارت بعض الدراسات الحديثة في بلدان متعددة إلى أن متوسط ما يقضيه الطفل الذي يتراوح عمره مابين (6-16 سنة)، أمام الشاشة الصغيرة يتراوح مابين (12-24 ساعة( أسبوعياً. فلنتصور التأثيرات التي يتركها التلفاز عند الأطفال..؟‏
    ومن هنا يمكن القول : إن هناك حدوداً تفاعلية لعلاقة الطفل بالتلفاز، قد تكون إيجابية وقد تكون سلبية . أي أن للتلفاز أهمية كبيرة وخطيرة في تعزيز بعض القيم الإيجابية من جهة وتعزيز بعض القيم السلبية من جهة أخرى. فغالبية الأطفال يعترفون بأنهم يتعلمون بعض الأشياء من التلفاز، فالفتيات يتعلّمن كيفية المشي الصحيح وطريقة الحديث وكيفية اختيار الملابس. والفتيان يكتسبون عادات الشباب في ارتداء الأزياء المختلفة وبعض المهارات الرياضية وكثير من الأطفال يذكرون أن التلفاز يمدّهم ببعض المعلومات عن مواضع تفيدهم في الدراسة.‏
    وبهذا يكون السبب الثاني لمشاهدة التلفاز هو اكتساب المعرفة بالنسبة للطفل باعتبار أن الجانب الترفيهي هو السبب الأول .
    فالأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ، يفضلون في الغالب البرامج التي تمثّلها الحيوانات، وشخصيات الكرتون/ الرسوم المتحركة، أو مسرح العرائس (الدمى)، ثم تتسع اهتمامات الأطفال لتشمل في مراحل الدراسة الأولى موضوعات المغامرات والقصص العلمية ،والمواقف المتعلقة بالأسرة والرفاق... وفي المراحل التالية ، يستطيع الطفل أن يتفاعل مع البرامج الثقافية والاجتماعية والعلمية المتطورة التي تنمّي خياله وتلبّي حاجاته لمعرفة المواقف الحياتية المختلفة وكيفية التعامل معها والاستعداد للحياة المستقبلية.
    ولذلك يتضمّن التلفاز البرامج الموجهة للأطفال استناداً إلى خصائصهم العمرية ، والى تنوّع البرامج وفقاً لجوانب الثقافة المتعدّدة . فالبرامج العلمية المعرفية ، تهدف إلى إشباع شغف الأطفال في مجالات المعرفة المختلفة وتوسيع آفاقهم المعرفية وتنشيطها... وتهدف برامج التربية الأخلاقية والجمالية إلى إثراء حياة الأطفال بنظام القيم والمثل والاتجاهات الإنسانية الخلاّقة، أما البرامج التعليمية فتهدف ليس إلى تدعيم المعرفة المدرسية فحسب ، ولكن أيضاً إلى توسيعها وتعميقها ،والانطلاق بها إلى آفاق أبعد.
    بعض الآراء في التلفاز :
    ومن هنا أثارت فاعلية التلفاز، وتأثيراته التعليمية والتثقيفية ، اهتمام الباحثين ولاسيّما التربويون منهم ، وانقسموا بين مؤيد ومعارض، ولكلٍ منهم آراؤه وتفسيراته
    - التأثيرات الايجابي
    فالمؤيدون يشيرون إلى أن التلفاز وسيلة نقل جذابة للمعلومات والمعارف المختلفة... وهي محرّض قوي لحفز الأطفال على تبنّي سلوكات ومواقف معينة.. إضافة إلى أنها توسّع آفاق الأطفال وتخلق لديهم الاهتمامات الإيجابية بجوانب متعدّدة من شؤون الحياة،وبما ينعكس بالتالي على البناء الشخصي للطفل، وتعزيز المهارات والقدرات المكونة لهذه الشخصية.. معالجة المواقف الاجتماعية الحياتية بصورة موضوعية دون تزييف أو خداع ، تعوّد الطفل الجرأة في إبداء الرأي وحسن التصرّف دون تردّد، وتعزّز لديه الثقة بالنفس والاعتماد على الذات، وغير ذلك من النماذج السلوكية التي تسهم في التنشئة الاجتماعية السليمة، حيث يقوم التلفاز بتوجيه الأطفال نحو سلوكيات ومنهجيات اجتماعية إيجابية تتمثّل في ترسيخ مفهوم العادات الاجتماعية السليمة والأخلاق الحميدة، ويبعدهم عن السلوكيات السلبية التي ينفر الناس منها .
    و نلخص أوجه التأثير التي يمكن أن يتركها التلفزيون بالأوجه التالية :
    - يعمل التلفزيون على الإسراع في نمو عقلية الأطفال ، لأنه يعرض بصورة مبكرة مجالات جديدة من المعرفة و مشكلات كثيرة عن عالم الكبار، كما ينشط خيال الأطفال ، و يفتح المجال لإثارة موضوعات حيوية .
    - يعتبر التلفزيون بديلا للخبرة الحقيقية ، ذلك أن الطفل لا يتيسر له أن يشاهد عالم الغابة أو أعماق البحار و لا يسهل عليه حضور مباراة أو مهرجان يمكنه أن يشاهد ذلك و أكثر منه من خلال الشاشة الصغيرة ، و يفسر بعض الظواهر الطبيعية النادرة ( كالبراكين ) في برامج الموسوعة ، و ينقل الحضارة و التراث الحضاري و المخترعات و المكتشفات الجديدة إلى الطفل المشاهد.
    - كما يلبي حب الاستطلاع و المعرفة ، ثم إن المادة التلفزيونية تستجيب لدواعي الواقعية و الخيال عند الطفل في وقت واحد .
    - و يتعلم الطفل عن طريق التلفزيون المهارات المختلفة مثل القراءة و الحساب و مناقشة الآخرين ، و هو يتعرف على القيم و العادات و التقاليد التي يتميز بها مجتمعه إلى جانب ذلك يكتسب بعض المعرفة عن نظم و تاريخ الحضارة التي يعاصرها و أنماط السلوك التي سيتخذها مثلا له .
    - كما يعتبر التلفزيون أداة مثيرة و مشجعة للنمو اللغوي أكثر من المؤثرات البيئية الأخرى .
    - كما يعمل على تنمية الجوانب الخلقية و الاجتماعية و روح التعاون و العمل الجماعي عن طريق بعض المواد التلفزيونية الهادفة و المقدمة خصيصا للأطفال.
    - كما يؤكد للأطفال أهمية النجاح في الحياة و يكد صفات كالمبادرة و حسن المظهر و أساليب النجاح و هي الأخلاق و العقل و الثقة بالنفس .
    - و يشارك التلفزيون في بلورة و تغيير الاتجاهات و القيم ، و من ثم يعمل على تنمية اتجاهات اجتماعية مرغوب فيها تتفق و القيم المقبولة في المجتمع الذي نعيش فيه .
    التأثيرات السلبية
    وفي مقابل هذه التأثيرات الإيجابية ، يرى المعارضون أن هناك تأثيرات سلبية للتلفاز لا تقل أهمية وخطورة، فيركّزون على ما تحدثه برامج العنف والجريمة، من صدمات انفعالية و اجتماعية للطفل وعبر ما تقدّمه من صور جذابة، تهز الطفل ويكون أمامها متفرّجاً منفعلاً ومتابعاً نشطاً.. فالبرامج والأفلام التي تعرض في التلفاز عن العنف والسلوك غير السوي، تعزّز في نفوس عدد لا بأس به من الأطفال، الرغبة في تقليد هذا السلوك،ولاسيّما الجريمة والمكر والخداع لتحقيق الأغراض الخاصة، ويرى بعض العلماء أن التلفاز هو عنصر واحد من عناصر عدّة تعمل على إذكاء روح العنف وتجسيده عملياً في المجتمعات الحديثة .

    وهناك من يرى أن في مشاهدة التلفاز لمدة طويلة سلوكاً نسبياً يستسلم له الطفل وهو يستمتع ببرامج معدّة له مسبقاً، ويحصل منها على المعارف والمعلومات، دون أن يتكلّف أي جهد،والسبب الأساسي الذي يدفع الطفل/ التلميذ إلى المشاهدة ينحصر في الجانب الترفيهي فحسب، يضاف إلى ذلك أن التلفاز لا يشجع على إقامة علاقات اجتماعية، بل على العكس،إنه يدعو الطفل إلى الانطوائية ، حتى وهو بين أترابه، والانغماس في مشاهدته الخاصة،وفي هذا الصدد يقول ( لويس كوهن) : إن كثير من برامج الأطفال تشجع الطفل على اكتساب مستوى منحط من الذوق لا يليق بالحياة الاجتماعية السليمة.
    ويدخل فيذلك عدم قدرة الأطفال على استيعاب إسقاطات المواقف المعالجة/ والمطروحة، وفهم مدلولاتها الاجتماعية السليمة.‏
    و قد وجد ويلبر شرام (( أن التلفزيون يؤثر في نشاط الطفل في المجالات التالية : يقتطع من وقت اللعب ، و ينقص الوقت المخصص للواجبات المدرسية ))
    و فيما مضى تساءلت ماري لوين هل هذا تلفزيون أم مخدرات ؟ و انتهت إلى أنه مخدرات تعوّد الطفل الاسترخاء العقلي ، و تبعده عن التركيز و الفهم و الخبرة الخيالية .
    و من سلبيات التلفزيون أيضا :
    - يلهي التلاميذ عن الدراسة و يحول دون مطالعة الكتب الثقافية و العلمية .
    - إن استمرار عرض الأعمال الإجرامية قد يوحي للأطفال مع الزمن بتقبل هذه الأعمال .
    - يدخل الأطفال إلى عالم الكبار و يتأثر بموضوعات خاصة بالراشدين .. و لنا في الدراما التركية المدبلجة حاليا إلى اللغة العربية و التي تعرض منذ فترة على شاشاتنا العربية خير دليل على ذلك
    - يبقي الطفل تحت رحمة ما يعرض من برامج مستوردة و يسلب منه حرية الاختيار

    - مخدر خبيث ..

    يزداد اعتماد الآباء خلال حياتهم اليومية على التلفزيون كأداة متاحة بشكل مدهش لتسلية و تهدئة طفل السنوات الثلاث ، المتقلب ، بلمسة واحدة لمفتاح الجهاز ، و مع استمرار انتفاعهم به يوما بعد يوم تزداد أهميته في حياة أطفالهم ، و بعد أن كان التلفزيون مصدرا خالصا للترفيه يقدمه الآباء حين يحتاجون إلى فترة راحة من رعاية الطفل ، تحول تدريحيا إلى حضور طاغ مخرب في حياة الأسرة ، غير أنه على الرغم من ازدياد استياء الآباء من تدخلات التلفزيون في الحياة الأسرية ، و على الرغم من شعورهم العميق بالذنب لعجزهم عن السيطرة على مشاهدة أطفالهم للتلفزيون فإنهم لا يفعلون شيئا لتخليص أنفسهم من هيمنته ، ذلك أنه لم يعد في إمكانهم التعامل بنجاح مع المواقف من دونه .
    في عام 1948 وصف جاك جولد أول ناقد تلفزيوني لصحيفة نيويورك تايمز ، تأثير الوسيلة الإعلامية الجديدة آنذاك في الأسر الأمريكية قائلا : (( إن الساعات التي يقضيها الأطفال أمام التلفزيون هي باعتراف الجميع مخدر خبيث لكل من الوالدين ، فحين ينتشر الأطفال الصغار رابضين على أرضية الحجرة أمام الجهاز يبدو نوع غريب من السكون و إن كان رائعا قريبا المنال ... ))

    و قد يظهر للوهلة الأولى إلى أن قلم الناقد قد ماوال ، إذ من المؤكد أن الأطفال الذين خيم السكون الغريب عليهم هم الذين تخدروا بواسطة جهاز التلفزيون و ليس الأب و الأم . غير أن الناقد نفذ في الحقيقة إلى لب المشكلة قبل أن تصبح حقيقة واقعة تماما ، و قبل أن يتخيل أي شخص أن الأطفال سيقضون ذات يوم في مشاهدة التلفزيون ساعات من أوقات يقظتهم أكثر مما يقضون في أي نشاط منفرد آخر . إنهم الآباء في الواقع الذين بات التلفزيون بالنسبة لهم مخدرا لا يقاوم ، ليس من خلال مشاهداتهم الخاصة ( و لو أن ذلك أيضا هو ما يحدث كثيرا ) و إنما عن بعد ، من خلال أطفالهم ، الرابضين أما الجهاز في سكون غريب ، و من المؤكد أنه لا يمكن أن يكون هناك مخدر أكثر خبثا من ذلك الذي يجب أن تعطيه للآخرين من أجل أن تحقق به هدفا لنفسك .


    وتأسيساً على ما تقدّم، فإذا كان التلفاز أصبح وسيلة ميسورة، مشوّقة و محبّبة للأطفال من أجل الترفيه والتسلية، وكمصدر للمعرفة ونشر الثقافة، فمن الأهمية بمكان أن تخضع لتخطيط واع من قبل القائمين على هذا الجهاز الإعلامي الخطير،وتوظيفه في الاتجاه المرغوب. ولذلك يجب أن تتجنّب برامج التلفزيون الموجهة للأطفال،الأمور التالية كما حدّدها (بيلسونBelson ) :

    1 – حوادث ، أو مظاهر تهديد الأطفال كالخطف أو التنكيل أو التعذيب.‏
    2 - المواد التلفازية التي تزخر بمظاهر العنف الزائد، أو تخلق لدى الأطفال ردود أفعالأ و اتجاهات لا اجتماعية أو معادية للمجتمع.‏
    3 – عرض أحداث أو مظاهر تنطوي على الانحراف أو الاختلال الخلقي يكون الأطفال طرفاً فيه.‏وذلك لعدم الضمان الكافي بأن الطفل يستطيع أن يحلّل الحدث بإيجابياته وسلبياته، ومن ثم يأخذ بالجانب الإيجابي ويترك الجانب السلبي.. ولاشك أن هذا يتوقف على الاختيار الجيد لبرامج الأطفال وإعدادها، وحسن تنظيم مواعيد بث هذه البرامج، وتوظيفها في إطارها الثقافي/التربوي المثمر.. وهذا من مسؤوليات معدّي البرامج أولاً، والأهل في الأسرة ثانياً، لأن الأطفال يقضون معظم الوقت أمام التلفاز، ليس في مشاهدة برامجهم فحسب، وإنما في مشاهدة البرامج المعدّة للكبار أيضاً، والأهل لا يحركون ساكناً.. فكمية ما يشاهده الطفل من التلفزيون غالباً ما يتوقف على وضع الطفل أو الطفلة في البيت ، فإن لم يكن هناك أخوة أو أخوات أكبر من الطفل، أو لم يكن هناك أصدقاء من حوله ، فيمكن للتلفزيون أن يحتلّ مكانهم أو أن يكون بديلاً عنهم .
    ولكن يمكن للآباء و الأمهات أن يقطعوا أبناءهم عن هذا الجهاز بتزويدهم بألعاب خلاّقة، مبدعة، وبسيطة،أو بنشاطات ينهمكون بها ، وإذا كان الوالدان يعتقدان أن بقاء الطفل أمام التلفاز يخفّف عنهم أعباء مراقبته داخل المنماوال أو خارجه، والشكاوى التي تلحق بذلك، فإن الخاسر الأول هو الطفل نفسياً واجتماعياً.
    - السينما
    السينما تُكسب الأطفال القيم والتقاليد والعادات التي يعرضها الفيلم ، ويزيد انفتاح عقلية الطفل وتفتح الآفاق أمامه وبإطلاعه على تطور العلوم والحياة في الأقطار الأخرى فالسينما ليست أداة للهو بل هي أداة فاعلة من أدوات تنميتهم عقليا وعاطفيا واجتماعيا وخلقيا ووسيلة من وسائل ثقافتهم وهي فن يسهم في تأصيل الكثير من المفاهيم والقيم .
    المطلب الخامس : السلبيات الأخلاقية لشبكة الانترنت
    إن عدد متصفحي الانترنت في خمس سنوات بلغ 50 مليون كحد أدنى ، هذا العدد بلغه مشاهدو التلفزيون في 13 سنة ، و بلغه سامعو الراديو في 38 سنة ، و في سنة و نصف بعد خمس سنوات الأولى بلغ العدد لمتصفحي الانترنت الضعف ، و المتوقع الوصول لأعداد كبيرة بعد ذلك و هذا يوضح مدى خطورة انتشار شبكة الانترنت و تغلغلها في كل المجتمعات ، و وصولها إلى كل مكان .
    هناك جهاز كمبيوتر ، و الانترنت سهل النشر ، لأن أي شخص يمكنه أن ينشر على الانترنت ، أو أي مؤسسة أو أي دولة ، و من هنا تأتي سلبيات الإنترنت ، هناك المخربون ، أناس بلا دين ، الانحلاليون و ما شابههم ...
    و لسهولة النشر على الانترنت ، أدى ذلك إلى وجود كم كبير جدا من المواقع غير المقبولة ، فلو وصلت إلى تحليل 200 مليون موقع عشوائيا هناك ما يقارب مليونين لا تتناسب مع ديننا و قيمنا .
    الجوانب الايجابية معروفة ، و لكن يجب أن نراعي جوانب السلبيات ، و هناك نداءات من الدول الغربية و الولايات المتحدة على وجه الخصوص لوضع رقابة على شبكة الانترنت ، و هناك تطور خطير في سلبيات الانترنت و ما أكثرها في الجوانب الإباحية ليس فقط في الدول العربية و الإسلامية و لكن في الدول الأوربية .
    و الخلاصة أن وجود الانترنت سيتيح الحرية في كل شيء و الرقابة لن تكتمل إلا بدور الإعلام ، لأن دوره رئيس ، حيث يجب أن يظهر و يعرض الجوانب السلبية المنتشرة و يجرمها ، و يساعد في توجيه الأفراد لأن الشخص ما هو إلا مجموعة سلوكيات .
    الخاتمة
    لا أحد يمكنه أن ينكر في الظرف الراهن أن وسائل الاتصال تشكل عامل تنمية وسببا من أسباب إسهام المواطن في المجتمع بشكل نشط و عنصرا متزايد الأهمية من عناصر الثقافة المعاصرة حيث أخذت الإمكانيات التربوية تتجلى شيئا فشيئا .
    حيث يلاحظ التزايد المطرد لعدد الأفراد الذين يخصون جزءا كبيرا من أوقات فراغهم لقراءة الصحف و المجلات ، أو للاستماع إلى الإذاعة أو المسجلات الصوتية و لمشاهدة التلفزيون على وجه الخصوص ..
    إذن فكل ما صنعه الإنسان و كل ما يصنعه ، له جانب سلبي و آخر ايجابي ، الصحافة ، الإذاعة ، التلفزيون ، البث الإعلامي بقطاعاته ، و الحصن الوحيد هو أن نغرس في أطفالنا قيم الإسلام و مبادئه نبدأ بالأسرة ، و نمتد معه إلى الروضة ثم المدرسة حتى نهاية المرحلة الثانوية

    و من الأهمية أن يكون لنا تخطيط إعلامي إسلامي مستنير يضع الكلمة في حجمها التوجيهي الصحيح و يحمي عقولنا و مشاعرنا من التخدير و السموم التي يوجهها إلينا الغزاة إعلاميا ... مع تقديم البديل الإيجابي البناء .
    وتأسيساً على ما تقدّم، يجب زيادة الاهتمام بهذه الوسائل الإعلامية التثقيفية، والعمل على توظيفها بفاعلية، وبما يتناسب مع مراحل نمو الأطفال الذين توجّه إليهم، وتلبي حاجاتهم واهتماماتهم.. كما ينبغي التأكيد على أهمية التكامل بين مضمونات هذه الوسائل لكي تؤدي دورها في تنشئة الأطفال وتشكيل شخصياتهم ثقافياً و نفسياً واجتماعياً... وهذا يتطلب دون شك من جهة التعاون البناء بين رجال الإعلام و التربية والمعنيين بثقافة الأطفال، لتقديم المادة الإعلامية/ التثقيفية الممتازة للأطفال.. كما يتطلّب من جهة أخرى، اهتمام الوالدين والمربين بتوجيه الأطفال إلى كيفية توظيف هذه الوسائل والاستفادة منها بالشكل المطلوب.‏
    قائمة المصادر و المراجع
    كتب باللغة العربية :
    ( 1 ) إبراهيم محمود ، أمل دكاك .. [ و آخرون ] ، تحرير عبد الواحد علواني ، ثقافة الطفل ، واقع و آفاق ،
    ط1 ( دمشق : دار الفكر ، 1997 )
    ( 2 ) الغريب زاهر ، شبكة الانترنت ، ما لها و ما عليها ، محاضرة السلبيات الأخلاقية لشبكة الانترنت ،
    ط1 ( الكويت : المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج ، 2000 )
    ( 3 ) ماري وين ، عبد الفتاح الصبحي ، الأطفال و الإدمان التلفزيوني ، ط1 ( الكويت : عالم المعرفة ، 1999 )
    ( 4 ) مصطفى المصمودي ، النظام الإعلامي الجديد ، ط1 ( الكويت : عالم المعرفة ، 1985)
    ( 5 ) عبدالله قاسم الوشلي ، الإعلام الإسلامي في مواجهة الإعلام المعاصر ، ط2 ( صنعاء اليمن : دار عمان للنشر و التوزيع ، 1994 )
    ( 6 ) عبد الصبور مرزوق ، الغزو الفكري ، أهدافه و وسائله ( مؤسسة مكة للطباعة و الإعلام )
    مواقع الكترونية :

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    كتاب في السوق : علم الاجتماع الإعلامي

    تأليف: كامل خورشيد مراد تاريخ النشر: 07/03/2011
    الناشر: دار المسيرة للطباعة والنشر
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    علم الاجتماع الاعلامي ومناهج البحث الاعلامي
    تأليف: نزار عيون السود تاريخ النشر: 1996
    الناشر: جامعة دمشق:
    سميحة زيدي
    سميحة زيدي


    عدد المساهمات : 369
    نقاط : 670
    تاريخ التسجيل : 11/12/2009

    محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Empty محاضرات مقياس علم الاجتماع الإعلامي

    مُساهمة من طرف سميحة زيدي الإثنين أكتوبر 01, 2012 6:13 pm

    السلام عليكم و رحمة الله

    محاضرات مقياس علم الاجتماع الإعلامي - السنة الأولى جامعي علوم إنسانية

    جامعة زيان عاشور – الجلفة السنة الأولى علوم إنسانية LMD
    ----------------------------------
    مقياس علم الاجتماع الإعلامي

    السداسي الثاني 2009 – 2010
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    قائمة بحوث السداسي الثاني مع لمحة مختصرة
    ( الأعمال الموجهة TD )

    1– وظائف وسائل الإعلام
    ( شرح نظريات العلماء الذين صنفوا وظائف الإعلام كل حسب نظرته : لازارسفيلد ، لازويل ، ما كويل ، مع تقديم أمثلة توضيحية من الواقع و بنظرة نقدية )
    2 – تأثيرات وسائل الإعلام
    ( كيف تؤثر وسائل الإعلام في المجتمع سلبا أو إيجابا )
    3 – وسائل الإعلام و التنشئة الاجتماعية
    ( شرح التنشئة الاجتماعية ، المؤسسات التقليدية للتنشئة و كيف يساهم الإعلام في التنشئة بعد تخلي الأسرة و المدرسة عن دورها لوسائل الإعلام )
    4 – التربية و الإعلام
    ( ما المقصود بالتربية ، التربية على وسائل الإعلام و التربية عبر وسائل الإعلام )

    5 – وسائل الإعلام و التنمية
    ( ظهور مصطلح التنمية ، و كيف ارتبطت التنمية بالإعلام في مجموعة من الميادين
    6 – دور الراديو و التلفزيون في البناء الثقافي و الاجتماعي
    ( كيف يساهم التلفزيون و الراديو في البناء الاجتماعي و الثقافي )
    7 – النظريات السوسيولوجية الاتصالية
    ( نظريات جاهزة تقليدية و حديثة ، تقديمهم مع نقدهم )
    8 – النظريات السوسيوسيكولوجية
    9 – الأطفال و برامج العنف
    ( النظريات المفسرة للعنف : التقمص ، التنفيس أو التطهير ، التعلم بالملاحظة .. )
    10 – سوسيولوجية الترفيه التلفزيوني
    ( المفهوم ، الترفيه كصناعة تلفزيونية ، ضرورة الترفيه التلفزيوني ، و كيف أنه من جهة أخرى يعطي بلادة و كسل للإنسان )
    11 – الإعلام و الإرهاب
    ( الإرهاب كظاهرة اجتماعية ، و كصناعة غربية و ليست إسلامية ، وسائل الإعلام و دورها في الإرهاب للقضاء عليه أو لتأجيجه )

    كتب أساسية للمقياس ( علم الاجتماع الإعلامي ) :
    - أبو اصبع ، صالح خليل ( 1995 ) ، الإعلام في المجتمعات المعاصرة ، عمان ( الأردن ) : دار آرام للدراسات و النشر و التوزيع
    - الشال ، انشراح ( 2001 ) مدخل إلى علم الاجتماع الإعلامي ، القاهرة ، دار الفكر العربي
    - جبارة ، جبارة عطية ( 1981 ) ، الإعلام و العلاقات الإنسانية : دراسة في علم اجتماع الإعلام ، بنغازي ( ليبيا )
    - قيراط ، محمد ( 2006 ) قضايا إعلامية معاصرة ، الكويت ، مكتبة الفلاح للنشر و التوزيع
    - رشوان ، حسين عبد المجيد ( 1993 ) ، العلاقات العامة و الإعلام من منظور علم الاجتماع
    قائمة ببعض المراجع للبحوث ( الأعمال الموجهة )
    1 – كتاب الاتصال و النظريات المعاصرة لـ حسن مكاوي
    2 – سوسيولوجيا الاتصال و الإعلام لـ عبد الله محمد عبد الرحمان – 2002
    3 – اساليب الاتصال و التعبير الاجتماعي لـ محمود عمودي
    4 – إستراتيجية الإعلام التربوي
    5 – التنشئة الاجتماعية للطفل العربي .
    6 – الإعلام و المجتمع
    7 – الاتصال و الإعلام و المجتمع
    8 – التلفزيون و التنمية
    9 – المجتمع و الثقافة الشخصية
    10 – الإعلام و التنمية الشاملة ( محمد منير )
    11 – دراسات في الصحافة والإعلام لـ تيسير أبو عرجة
    12 – النظام الإعلامي الجديد لـ مصطفى المصمودي
    13 – الأطفال و الإدمان التلفزيوني لـ ماري وين عبد الفتاح الصبحي
    14 ـ اثر وسائل الإعلام على الطفل لـ إبراهيم ياسين الخطيب و آخرون
    15 – ثقافة الطفل ( واقع و آفاق ) لـ أمل دكاك
    16 – التلفزيون و الأطفال لـ كرم جبران جان
    17 – التلفزيون و اثره في حياة الأطفال لـ مجموعة باحثين
    18 – مشكلات ثقافة الاطفل الأدبية في المجتمع العربي لـ إبراهيم بثينة
    19 – الإعلام الإسلامي في مواجهة الإعلام المعاصر لـ عبد الله قاسم الوشلي
    20 – الإعلام و الأزمات لـ أديب خضور
    21 – الإعلام و التنمية الشاملة لـ محمد منير حجاب
    22 – قضايا إعلامية و ثقافية لـ محمد علي الأصفر
    23 – التلفزيون و التنمية لـ عبده إبراهيم الدسوقي
    24 – استراتيجيات الاتصال و سياساته و تأثيراته لـ صالح خليل أبو اصبع
    25 – تنمية البشر قبل الحجر لـ سليمان إبراهيم العسك


    المحاضرات : علم الاجتماع الإعلامي

    علم يدرس العلاقة القائمة بين وسائل الإعلام أو وسائل الاتصال الجماهيرية التي تشمل جمهورا كاملا و المجتمع ، و إذا كانت الوسائل في حد ذاتها أدوات شبه محايدة و منتج من منتجات التطور التكنولوجي ، فإن العلاقة المذكورة سابقا هي التي تتباين وفق هذا المجتمع أو ذاك .

    و يعتبر هذا العلم حديث النشأة نسبيا حيث ظهر في الفترة ما بعد الحرب العالمية 2 بالولايات المتحدة الأمريكية أساسا مقارنة بعلم الاجتماع ( أواخر القرن 19 ) ، و علم الإعلام و الاتصال الذي ظهر في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى .

    و لم يحتل هذا العلم موقعا متخصصا و منفردا إذ نجده فرع من علم الاجتماع تارة أو تابعا لعلوم الإعلام و الاتصال تارة أخرى ، كما أن مجالاته تمتد إلى طبقات أكاديمية أخرى ، أي أنه يتطرق و يتداخل مع علوم أخرى كعلم النفس و الاقتصاد و اللسانيات بحكم تمازج الظاهرة الإعلامية و العوامل المحيطة بها كالعلم الاجتماعي الاقتصادي و النفسي و اللغوي .

    يمكن الاقتراب من موضوع علم الاجتماع الإعلامي إذا اتجهنا إلى تعريف وسائل الاتصال الجماهيرية
    حيث ترمز هذه الأخيرة ( وسائل الاتصال الجماهيرية ) في الأدبيات العامة إلى الصحافة المطبوعة و التلفزيون و الإذاعة و الوسائط المتعددة و الشبكات المعلوماتية ( الانترنت ) و المسرح و السينما ... لكن هذا التعريف لا يحمل بوضوح البعد الاجتماعي ( بمعنى أنه يعرف الوسيلة فقط ) و الأبعاد الأخرى في الإعلام باستثناء الوسيلة ، و هذا ما يدفعنا في البداية إلى تبني التعريف التالي :

    الذي يعتبر وسائل الاتصال الجماهيرية بيئة اجتماعية تتألف من سبع مركبات تعود 4 من هذه إلى ما أتى به لازويل و ترتبط الخامسة بالنزعة الماكلوهانية و تتعلق اثنتان بمساهمات بعض الباحثين من أمثال عزي عبد الرحمان .
    هاته التركيبات هي :
    1 ـ القائم بالإرسال من ؟
    2 ـ ماذا ؟
    3 ـ لمن ؟ ( المتلقي )
    4 ـ بأي أثر ؟ .
    5 ـ الوسيلة ؟ حيث يعتبر ما كلوهان الوسيلة رسالة في مقولته (( الوسيلة هي الرسالة ))
    6 ـ النظام الإعلامي و الاجتماعي
    7 ـ النظام الإعلامي و الحضاري

    * علم الاجتماع الإعلامي
    - عرف الدكتور جبارة عطية جبارة ( علم اجتماع الإعلام ) في كتابه علم اجتماع الإعلام بأنه :

    فرع من فروع علم الاجتماع الذي يهتم بدراسة العملية الإعلامية باعتبارها اتصالا يقوم بين الأفراد و الجماعات الاجتماعية و الذين يمارسون من خلالها العديد من الأفعال الاجتماعية المحددة في إطار التنظيم الاجتماعي القائم مع الوضع في الاعتبار مدى التغيير الاجتماعي الذي يصيب مثل هذا الكيان سواء في كلياته أو في فرعياته سلبا و إيجابا سرعة أو بطءً بما تقتضيه الثقافة المرئية . و مراعاة العلاقة الحتمية بين كل هذه الأمور و الأوضاع الاجتماعية.
    - كما يعرف علم الاجتماع بأنه العلم الذي يدرس وسائل الإعلام بوصفها ظاهرة اجتماعية دراسة وصفية أي بمعنى دراسة الواقع الفعلي لهذه الوسائل ، أي دراسة ما هو كائن و ليس ما ينبغي أن يكون .
    المرجع Sad الأستاذة انشراح الشال في كتاب مدخل إلى علم اجتماع الإعلام ) .

    v تعريف الظاهرة الاجتماعية :
    هذا التعريف تناوله محمود قاسم في كتاب دوركايم المترجم حول قواعد المنهج في علم الاجتماع حيث يعرف أن الظاهرة الاجتماعية هي كل ضرب من السلوك ثابتا كان أو غير ثابت يمكن أن يباشر نوعا من القهر الخارجي على الأفراد ، أو هي كل سلوك يعم في المجتمع بأسره و كان ذا وجود خاص مستقل عن الصور التي يتشكل بها في الحالات الفردية ، و قد تضمن المفهوم الذي جاء دوركايم به بالظاهرة الاجتماعية أكثر الموضوعات إثارة للمناقشة و الجدل ذلك هو أن الظاهرة الاجتماعية شيء و الشيء عند دوركايم يقابل الفكرة وحدها ، بمعنى آخر أراد دوركايم أن لا يكون مصدر الدراسة الاجتماعية هو الفكرة وحدها أي أن يجلس الباحث على مكتبه و يضع تصوراته ثم يتخيل شكل النظام الاجتماعي و يقدم خلاصة أبحاثه ، بل طالب أن تدرس الظواهر الاجتماعية بأسلوب دراسة العلوم الطبيعية ، حيث قام ايميل دوركايم بتشخيص الظاهرة الاجتماعية و وجد أن هناك ظواهر اجتماعية في الحياة يتعلم تفسيرها على ضوء التحليل النفسي و قد قسمها إلى نوعين :
    - ظواهر اجتماعية عامة تفرض نفسها على كافة شرائح المجتمع .
    - ظواهر اجتماعية خاصة تظهر في بعض شرائح المجتمع .
    و من أهم الظواهر الاجتماعية التي حددها دوركايم : قواعد الأخلاق ، الأسرة ، الممارسات الدينية ، و قواعد السلوك المهني .
    v خصائص الظاهرة الاجتماعية :
    - موضوعية ( أي لها وجود خارج شعور الفرد بل يتلقاها من المجتمع الذي نشأ فيه )
    - إلزامية : إما أن تكون حاملة لصفة الجذب أي جذابة أو أنها مفروضة على الشعور و يستجيب لها تلقائيا
    مثل الأخلاق ، اللغة ، الدين ، التراث ، و غيرها .
    - إنسانية : تنشأ داخل المجتمع الإنساني .
    - تلقائية : يمارسها الفرد دون تردد .
    - مترابطة مع بقية الظواهر الاجتماعية الأخرى و مع البيئة الاجتماعية التي ولدت فيها .
    v الظاهرة الإعلامية كظاهرة اجتماعية :
    يعتبر الجمهور العنصر الأساسي الأول لوسائل الإعلام الجماهيرية النظام الاجتماعي ، و هذا العنصر على قدر كبير من التعقيد لأن الجمهور متنوع و ينتمي إلى طبقات متعددة ، و هو متصل ببعضه البعض بطرق عديدة ، فلقد تأثر بناء وسائل الإعلام كنظام إلى حد كبير بالظروف الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية العامة حتى وجدت خلال الفترة التي تطورت فيها وسائل الإعلام الأمريكية ، و ما زالت تلك الوسائل تمثل قوى اجتماعية و ثقافية مهمة في المجتمع الذي تعمل في إطاره أو من خلاله ، و يهتم علماء الاجتماع الجماهيري بالسياق الاجتماعي في الحادث الذي يحدث في عملية الاتصال التي تتم بين المرسل و المستقبل الذي يترجم رمز الرسالة و يفسر الإشارة المنقولة و يعتمد على الصياغ الاجتماعي في الحديث ، و بالتالي يتم إما قبولها أو رفضها ، و عملية الاتصال الجماهيري في ذاتها عملية سوسيولوجية أو هي حركة ديناميكية من أجل خدمة

    المجتمع و هو كظاهرة حضارية يحدد لنا و يرسم طرق و اساليب الحياة الاجتماعية ، كما يكشف لنا عن أنماط سلوكية تفصح عن حقيقة ما يعيشه الناس في مجتمعاتهم ، و الاتصال في الصلب هو ظاهرة اجتماعية و أسلوب حضاري و حديث للثقافة يتسلل إلى معظم النظم التي يشارك فيها ، و لعملية الاتصال صداها في سائر الأنساق الاجتماعية و من العلامات أو الشروط الحضارية لملامح المجتمع المعاصر التقدم التقني و مدى تحقيقه للأهداف الإعلامية ، و بالتالي استخدام أدوات تكنولوجيا الاتصال من أجل خدمة الجماهير و تطويرها ، فالنجاح الإعلامي له دوره الاجتماعي و ردود أفعاله على سائر الأجهزة التي يمكن أن تحقق التنمية في مجالات عديدة في المجتمع ، و تزداد أهمية الإعلام الجماهيري كلما زاد الإحساس بالتوتر نحو موضوع معين ، حيث تهتم وسائل الإعلام و الاتصال بعرض و مناقشة ما ينشره الناس من أخبار أو منتجات إعلامية تساعد على تخفيف حدة التوتر في أوقات الأزمات ، و لقد ثبت أن تقدم تكنولوجيا الإعلام و الاتصال من أهم نتاج الفكر المعاصر لتطوير الأنساق و تحديث الشعوب ، أما نظام الاتصال و النظم الاجتماعية فلا شك أن أي تغير في أحدهما يتبعه تغيير في الآخر مع الأخذ بعين الاعتبار التغير الذي يطرأ مع تزايد استخدام وسائل الإعلام و الاتصال ، و تزايد نسبة سكان الأرض ( المدن ) و ارتفاع نسبة التعليم و ضخامة الإنتاج الصناعي و غيرها من التطورات .

    v الاتصال كظاهرة اجتماعية :
    إن العلاقة بين الاتصال و مكونات البناء الاجتماعي من خلال العلاقات و التفاعل ، أي بين عنصرين أساسيين في إنشاء البناء الاجتماعي سواء للمرسل و لموضوع التفاعل أو للمستقبل و كلاهما يؤثر و يتأثر في نطاق قبول الموضوع ، ففي كلا الحالتين يتشكل موقف ما ، ( المستقبل مثلا أو المتلقي ) اتجاه فرد آخر ( المرسل مثلا ) و بذلك يتدرج الاتصال كأحد الظواهر الاجتماعية في حياة الناس القائمة أساسا على التأثير في ( المواقف ، القيم الاتجاهات ، المعايير ، أنماط السلوك و أنماط التفكير ) و بناء تصور اجتماعي في الحياة الاجتماعية ، فالاتصال هو صيغة من صيغ إجراء و تنظيم العمليات الاجتماعية و ربما يتعسر أو يصعب الحديث عن أي عملية اجتماعية تنتج بين الأفراد أو الجماعات أو حتى المؤسسات بدون وجود قناة أو وسيلة اتصال انطلاقا من أهمية الاتصال كبعد استراتيجي مهم .

    ( أعمال موجهة ) ملخص بحث وظائف وسائل الإعلام .. إعداد علوقة آمال ، كنار آمال – السنة الأولى علوم إنسانية – الفوج الرابع – الموسم الجامعي 2009 / 2010 إشراف الأستاذة : رحموني لبنى – جامعة الجلفة

    v الوظائف الأساسية للإعلام في المجتمع
    كلمة وظائف : كثيرا ما يتم الخلط بين الوظائف و التأثيرات فوظائف وسائل الإعلام هي الدور العام الذي تقوم به وسائل الاتصال أما التأثيرات فهي نتائج هذا الدور العام

    1 – التوجيه و تكوين المواقف و الاتجاهات مثلما تفعل بعض المكونات الاجتماعية الأخرى كالمدرسة ، المسجد و غيرها لكن بشكل عام .

    2 – زيادة التثقيف و المعلومات و ذلك من خلال الاهتمام بالأخبار و تقديم الآراء و غيرها ..
    3 – تنمية العلاقات البينية ( بين الأفراد ، الأسر ، .. ) و زيادة التماسك الاجتماعي .
    4 – الترفيه و توفير وسائل التسلية و قضاء أوقات الفراغ
    5 – الإعلان ( لمن يقوم بالترويج ) و الدعاية سياسية أو عرقية .
    أ ) مفهوم هارولد لازويل للوظائف المجتمعية :
    1 – وظيفة مراقبة البيئة : من خلال تجميع المعلومات و توزيعها حتى يتمكن المجتمع من التكيف مع الظروف المتغيرة

    2 – ترابط أجزاء المجتمع في الاستجابة للبيئة : أي الربط بين أجزائه من خلال توحيد ردود الأفعال و توحيد الرأي العام .

    3 – نقل التراث الاجتماعي عبر الأجيال : قيمه و عاداته و تقاليده و لغته فتجعله قادرا على تماسكه و وحدته و تمكن الشعوب من امتلاك خصائصها المميزة .
    ب ) مفهوم لازارسفيلد و ميرتون :
    1 – وظيفة التشاور ( تبادل الآراء ) : خدمة القضايا العامة و الأشخاص و التنظيمات ..

    2 – تدعيم المعايير الاجتماعية : فضح و كشف الانحرافات عن القيم و الأعراف الاجتماعية و ذلك بتعرية هذه الانحرافات للرأي العام .

    3 – الوظيفة التخديرية : زيادة مستوى المعلومات تحول معرفة الناس إلى معرفة سلبية

    ج ) مفهوم ولبر شرام :

    1 – وظيفة المراقب : لاستكشاف الآفاق و إعداد التقارير عن الأخطار و الفرص التي تواجه المجتمع .

    2 – الوظيفة السياسية : من خلال المعلومات التي تتيح اتخاذ القرارات المتعلقة بالسياسة ، إصدار التشريعات ، ..

    3 – التنشئة : تعليم أفراد المجتمع الجدد المهارات و المعتقدات التي يقدرها المجتمع .
    د ) مفهوم ماكويل :
    1 – الإعلام
    2– تحقيق التماسك الاجتماعي
    3 – تحقيق التواصل الاجتماعي ( التعبير عن الثقافة السائدة و دعم القيم )
    4 – الترفيه ( تقديم التسلية و القضاء على التوتر الاجتماعي )
    5 – التعبئة ( المساهمة في الحملات الاجتماعية خاصة عند الأزمات و الحروب )
    v وظائف وسائل الإعلام للفرد
    1 – مراقبة البيئة أو التماس المعلومات
    2 – تطوير مفاهيمنا عن الذات
    3 – تيسير التفاعل الاجتماعي : من خلال إيجاد مجالات للحوار و النقاش
    4 – بديل للتفاعل الاجتماعي خاصة في حالات العماوالة الاجتماعية
    5 – التحرر العاطفي : عن طريق تحقيق الاسترخاء ، التنفيس ، المتعة ، و التخلص من الملل و العماوالة ، ..
    6 – الهروب من التوتر و الاغتراب : التقليل من التوترات النفسية و الضغوط الحياتية اليومية
    7 – إيجاد طقوس يومية
    v تعريف الجمهور
    هو مجموعة كبيرة من الناس من جميع مجالات الحياة و من مختلف الطبقات الاجتماعية و يضم أفراد يختلفون في مراكزهم و وظائفهم و ثقافاتهم ...(عريض متباين الاتجاهات و المستويات و أفراده غير معروفين للقائم بالاتصال ) ، يمثل الجمهور كيانا اجتماعيا قد لا تربط بن أفراده إلا صلة التعرض إلى وسائل الاتصال الجماهيرية ، فقد يشمل الجمهور فئات متباينة المستويات في المعيشة و الثقافة و الثروة إلا أن ما يضفي عليه صفة الجمهور مسألة الاحتكاك بوسيلة أو أكثر من وسائل الاتصال الجماهيرية ، و في بداية نشأة الصحافة كان الجمهور و خاصة جمهور الصحافة المكتوبة نخبويا إذ أن الاطلاع على الصحيفة يتطلب مستوى معين من التعليم ، ثم أصبح هذا الجمهور جماهيريا أي أطلقت عليه صفة الجماهيرية مع ظهور الإذاعة و التلفزيون و من ثم اتخذت وسائل الاتصال صبغة جماهيرية فالتعرض إلى الإذاعة و التلفزيون لا يتطلب ذلك المستوى المعين من التمكن من اللغة و بالتالي فهي تجاوزت حاجز الأمية و إن كان ذلك ينعكس على مدى فهم ما تعرضه هذه الوسائل من مضامين ، و أدى تطور المجتمع التقني المعاصر إلى بروز الجمهور المختص مثل جمهور الأفلام ، و جمهور الموسيقى الكلاسيكية ، جمهور الرياضة ، ... الخ

    v خصائص الجمهور

    - أن الجمهور حاليا يتعرض بصفة عالية لوسائل الاتصال الجماهيرية و خاصة التلفزيون ، إذ أن معدل الحجم الزمني هو ما بين 5 – 6 ساعات مع التباين من مجتمع لآخر .

    - أن الجمهور واسع غير متجانس إلى حد كبير فهو يتضمن فئات و شرائح و مجموعات بشرية تختلف في أنماط معيشتها و اهتماماتها و مستوياتها الثقافية و الاجتماعية و التقاليد ، الشيء الذي يحدث صعوبات في توصيل الرسالة ، فيتوجه القائم بالاتصال نحو القاسم المشترك الذي يجمع الجمهور المتعلم و في بعض الأحيان يكون ذلك على حساب نوعية الرسالة .

    - أن الجمهور و رغم عدم تجانسه فهو متداخل في علاقاته مع الوسيلة ، فجمهور التلفزيون قد يكون هو جمهور الإذاعة و كذلك الأمر بالنسبة لجمهور الصحيفة ، و هكذا و بالتالي فالجمهور انتقائي في عملية تعرضه لمحتويات وسائل الاتصال ، فالجمهور يختار ما يعزز مواقفه و آراءه و تجاربه و معتقداته و ينفر من المضامين التي لا تتجاوب مع ذلك .

    - أن الجمهور صار يتوقع إلى حد كبير نوع المحتويات التي تميز هذه الوسيلة عن تلك .

    - أن أكثر من 50% من مشاهدي التلفزيون أي نصف المتفرجين يرون أن هذا الأخير يجعل حياتهم أكثر سعادة و رفاهية فالتلفزيون وسيلة لا يمكن الاستغناء عنها بسهولة .
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    محاضرا ت لأستاذ آخر
    -مقدمة
    الفصل الأول ماهية علم الاجتماع الإعلامي
    المبحث الأول تعريف علم الاجتماع الإعلامي
    المبحث الثاني نشأة علم الاجتماع الإعلامي و مراحل تطوره
    المبحث الثالث موضوع علم الاجتماع الإعلامي
    الفضل الثاني أهداف علم الاجتماع الإعلامي و أهم رواده
    المبحث الأول أهداف علم الاجتماع الإعلامي
    المبحث الثاني أهم رواده
    الخاتمة
    مقدمة
    إن تطور وسائل الاتصال عبر العصور لم يكن نتيجة لاكتشافات تكنولوجية بقدر ما كان تلبية لحاجات اجتماعية, و لقد خلفت وسائل الإعلام أثرا بالغا في المجتمعات, و ذلك بتغيير في سلوكا ته و نمط معيشته و كذا وجهة نظره, و علم الاجتماع الإعلامي هو من بين العلوم التي اهتمت بهذا الجانب. فما هو علم الاجتماع الإعلامي و إلى ماذا تطرق هذا العلم ؟؟

    تعريف علم الاجتماع الاعلامي

    يعتبر علم الاجتماع الاعلامي فرع من فروع علم الاجتماع , كونه يدرس العلاقة الموجودة بين وسائل الاتصال الجماهرية و المجتمع , وطبيعة هذه العلاقة تختلف باختلاف المجتمع الذي تتواجد فيه.يعتبر هذا العلم حديث النشأة مقارنة بعلم الاجتماع و من الملاحظ أن هذا العلم ليس قائما بذاته بل هناك عدة فروع ساهمت في اثرائه
    نشأة ومراحل تطور علم الاجتماع الاعلامي

    خلال فترة الأربعينات و بداية الخمسينات ازدهرت وسائل الإعلام و الاتصال بفضل مدرسة كولومبيا التي وضعت الأسس لعلم الاجتماع الإعلامي و الذي تطور و انتشر بفضل فينيس و لآزار سفيلد و غيرهم, و بعدها انتشرت إسهامات علم الاجتماع الإعلامي في كل من النمسا و ألمانيا و بريطانيا و خصوصا في فترة القرن العشرين حيث تميزت بموجة من التغيرات و التطورات من بينها التنوع في وسائل الاتصال الجماهيرية كتلفزيون, راديو, الصحافة و غيرها.و هذا ما أدى إلى بروز مفاهيم و مصطلحات ناتجة عن عملية تفاعل المجتمع بهذه الوسائل(وسائل الإعلام) و لكن هناك نوع من التمايز الثقافي و الإيديولوجي لكل مجتمع.
    إن الثورات الضخمة التي شهدها القرن 20 في مجالات عديدة منها الصناعة التقنية و الإعلام الآلي تركت بصماتها وآثارها في المجتمع ككل و الأفراد ة العلاقات الاجتماعية, و هذا مما أدى إلى ظهور فروع جديدة من علم الاجتماع (علم الاجتماع الإعلامي) و بفضل هذه العمليات الإعلامية التي تجري في المجتمع و بواسطتها اكتسب الناس ثقافة معينة.و قد مر علم الاجتماع الإعلامي بثلاثة مراحل أساسية و هي
    1- مرحلة انتشار البث الإذاعي , و كانت خلال الفترة الأولى من القرن 20حتى 1927 و خلالها كانت الدراسات الاجتماعية الإعلامية و خصوصا قبل الحرب العالمية 2 و قد استخدم البث الإذاعي في تلك الفترة لأغراض سياسية خصوصا.

    2- مرحلة النضج في البث الإذاعي , و تشمل الفترة الواقعة بين 1927-1940 حيث أصبح جمهور الإذاعة كبيرا و لم يعد مقتصرا على الهواة في بث الأخبار و الموسيقى, و أصبح الراديو في الوقت نفسه أداة الإعلام و الدعاية السياسية و قد جاءت الحرب العالمية 2 و استخدمت الإذاعة فيها على نطاق واسع مما أدى في هذه المرحلة إلى دراسات و أبحاث اجتماعية إعلامية.

    3- المرحلة الأخيرة و هي المرحلة الثالثة تبدأ بعد انتهاء الحرب العالمية 2 و تتصف بإشباع الجمهور الإذاعي و تحسن البرامج كما تتصف بظهور منافس قوي و جذاب و هو التلفزيون.
    أهداف علم الاجتماع الإعلامي

    1- الوصف الواقعي يعد أهم الأهداف المتمثل في التعرف على الحقائق الراهنة المتعلقة بطبيعة الظاهرة أو موقف مجموعة من الناس.
    2- يستهدف الوصف الواقعي للتعرف على عدد المستعملين للوسيلة الإعلامية و خصائصها و درجة تفضيلهم لتلك الوسيلة.
    3- وصف الواقع الاجتماعي لموضوعه الأساسي المتمثل في العملية الإعلامية و ما تتأثر به و ما يِؤثر فيه في كافة مجالات التعامل الاجتماعي و تقرير أبعاد هذا الواقع .
    و بصفة عامة يمكن القول أن علم الاجتماع الإعلامي يهدف إلى وصف و تحليل الحقائق الاجتماعية التي تشمل المجال الإعلامي

    محاضرة الأولى علم اجتماع الإعلام المفهوم والأهمية
    عناصر المحاضرة
    • مقدمة
    • أولاً المفاهيم الأساسية
    1- مفهوم الإعلام
    2- مفهوم الاتصال
    3- مفهوم الدعاية
    4- مفهوم الرأي العام
    • ثانياً أهمية علم اجتماع الإعلام
    مقدمة
    شهد المجتمع الإنساني خلال القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين طفرة هائلة وغير مسبوقة في نمو وتطور وسائل الإعلام ووسائل الاتصال ، لدرجة دعت البعض إلى إطلاق مسميات متعددة على العصر الذي نعيشه مثل "عصر السماوات المفتوحة"، "عصر الفضائيات" فقد تلاشت الحدود الجغرافية وتقاربت المسافات، وحولت وسائل الاتصال العالم إلى قرية صغيرة، يعرف سكانها كل ما يجري في أرجائها المختلفة, ويتابعون ما يحدث لحظةً بلحظة.
    q لذا اهتم كثير من علماء الاجتماع المعاصرين بدراسة قضية الإعلام والاتصال ورصد أبرز ملامحها , وكشف كافة أبعادها ومؤثراتها, ومن بين هؤلاء العلماء؛ تارد, وروبرت ميرتون, ولازرفيلد, وشارلز وايت, وشرام وغيرهم.

    أولاً المفاهيم الأساسية
    q يتضمن علم اجتماع الإعلام العديد من المفاهيم العلمية التي قد يبدو ظاهرياً وجود نوع من التشابه بينها في المعنى, ولكنها تختلف عن بعضها البعض كما سنرى فيما بعد, ويعد تحديد المفاهيم العلمية من الخطوات المهمة في البحث العلمي نظراً لأن المفهوم يعد اللبنة الاولى في بناء النظرية العلمية وتتمثل أهم المفاهيم العلمية في علم اجتماع الإعلام فيما يلي:

    1- مفهوم الإعلام 2- مفهوم الاتصال
    3- مفهوم الدعاية 4- مفهوم الرأي العام
    1- مفهوم الإعلام
    q يعد مفهوم الإعلام من المفاهيم الحديثة والمهمة في نفس الوقت
    § ويشير مفهوم الإعلام إلى عملية الحصول على المعلومات من مصادرها المختلفة من خلال التواجد السريع في مكان الحدث , والحصول على المعلومات بصورة متعمقة, ثم نقل هذه المعلومات إلى الآخرين من خلال الوسائل المتعددة وبالطريقة المناسبة.

    § يشير مفهوم الإعلام إلى منهج وعملية تهدف إلى التثقيف ,والإحاطة بالمعلومات الصادقة التي تنساب إلى عقول الأفراد ووجدانهم فترفع من مستواهم الفكري, وتدفعهم إلي العمل من أجل المصلحة العامة, وتخلق مناخاً صحياً يُمكن الأفراد من الانسجام والتكيف.

    * يتضح من التعريف السابق للإعلام أن الإعلام يتضمن:
    - التثقيف
    - نقل المعلومات
    - نقل الأخبار والأحداث
    - تشكيل الرأي العام
    - التوجيه لتحقيق مصلحة المجتمع
    - الإعلام والتعليم :هناك عدة فروق بين الإعلام والتعليم, وتتمثل تلك الفروق فيمايلي :
    q الوظيفة الأساسية للتعليم هي استمرار التراث العلمي والأدبي من خلال تقديمه للأجيال بصورة منظمة ومن خلال مؤسسات راسخة عبر سنوات طويلة
    q يقدم التعليم معلومات ثابتة وحقائق مؤكدة
    q يهتم الإعلام في أغلب الأحوال بقضايا الساعة
    يهتم الإعلام بالمشكلات التي تحتمل تعدد وجهات النظر
    q كلاً من التعليم والإعلام يتكاملان في تحقيق التغير الاجتماعي
    2-مفهوم الاتصال
    الاتصالcommunication

    يشير مفهوم الاتصال إلى عملية انتقال المعلومات والأفكار , و الاتجاهات, و العواطف من شخص أو جماعة إلى شخص أو جماعة أخرى من خلال الرموز
    الاتصال الفعال هو الاتصال الذي يصل من خلاله المعنى الذي يقصده المرسل بالفعل إلى المستقبل
    الاتصال الإنساني هو عملية إنسانية ترتكز على التفاعل بين الأفراد والجماعات من خلال بناء رمزي, وأساس الاتصال هو التفاعل الرمزي بين البشر، وتمثل اللغة المحور الأساسي للاتصال الإنساني.
    3- مفهوم الدعاية الدعاية Propaganda
    عُرٍفت الدعاية منذ الآف السنين , فقد عرفها الفراعنة , والقياصرة واعتمدوا على الدعاية في دعم قوتهم
    احتل مفهوم الدعاية مكاناً بارزاً في دراسات الإعلام والاتصال وقد حظي باهتمام واضح من جانب الباحثين منذ الحرب العالمية الاولى حيث لعبت الدعاية دوراً بارزاً في هذه الحرب
    Ø يشير مفهوم الدعاية إلى محاولة التأثير في الأفراد والسيطرة عليهم لأغراض محددة في مجتمع معين, وفي زمن معين
    q والدعاية هي مجموعة من الأساليب الفنية والطرق المستخدمة في التأثير على اتجاهات وأراء وأفكار وسلوك الناس من خلال الرموز والكلمات
    والدعاية هي طريقة لتوجيه سلوك الناس حينما تكون هناك مسائل أو موضوعات متعارضة أو محل خلاف
    الدعاية والإعلان
    q الإعلان يهدف إلى التأثير في الجماهير واجتذابها نحو سلعة أو خدمة معينة بهدف الترويج لتلك السلعة أو الخدمة , فهو السبيل للتسويق ورفع المبيعات , والإيحاء هو العنصر الأساسي في الإعلان, فنادراً ما يخاطب المعلن فكر الإنسان وعقله , وإنما يتوجه نحو الغرائز والانفعالات والعواطف , ويسعى إلى إبراز المغريات للمستهلكين
    ويهدف الإعلان إلى الترويج والتسويق للسلع والمنتجات وهو هدف تجاري

    4- الرأي العام
    § بالرغم من أن ظاهرة الرأي العام Public Opinion ليست ظاهرة حديثة، وإنما هي ظاهرة قديمة وجدت منذ أن وجد الإنسان في مجتمع منظم، إلا أن دراسة الرأي العام كظاهرة اجتماعية، لم تتبلور إلا خلال النصف الثاني من القرن العشرين.
    § يمكن تعريف الرأي العام بأنه مجموع الآراء السائدة في المجتمع، وتكون صادرة عن اتفاق متبادل بين غالبية أفراد المجتمع
    §
    ثانياً أهمية علم اجتماع الإعلام
    1- التطور في مجال الاتصالات
    § أدى التطور الكبير في مجال الاتصالات والذي نتج عن التقدم التكنولوجي إلى؛ تقريب المسافات, واختصار الوقت اللازم لنقل المعلومات والأفكار في العالم , وأدت التقنيات الجديدة والمتطورة في وسائل الإعلام إلى؛ تيسير جمع المعلومات والأخبار, والتعامل معها, وتفسيرها, وتحليلها, وإتاحتها لأفراد المجتمع, وتخزينها, ونشرها, وتبادلها, وإعادة استرجاعها وقت الحاجة إليها.
    § ويعد تطور وسائل الاتصال ظاهرة متعددة الأبعاد, تتسم بالنسبية , وترتبط بدرجة تطور المجتمع, فما يُعد حديثاً في مجتمع يُعد تقليدياً في مجتمع أخر , فالتلفزيون على سبيل المثال يُعد من الوسائل التقليدية في المجتمعات المتقدمة , ولكنه قد يُعد تكنولوجيا حديثة في مجتمعات أخرى.
    2- ظهور أشكال جديدة للإعلام
    ظهرت تصنيفات جديدة لوسائل الإعلام الجديدة ويذهب ريتشارد ديفيز وديانا أوين إلى أن هناك أشكال جديدة للإعلام تتمثل في
    Ø الإعلام الجديد بتكنولوجيا قديمة ويشير إلى مجموعة من الأشكال الجديدة للبرامج في الإذاعة والتلفزيون مثل برامج الأخبار الحية, والبرامج المسائية والصباحية في التلفزيون والإذاعة , والمجلات الإخبارية.
    Ø الإعلام الجديد بتكنولوجيا جديدة ويتم من خلال أجهزة الحاسب والتي أدت إلى التبادل الحي والسريع للمعلومات
    Ø الإعلام الجديد بتكنولوجيا مختلطة وفيها يتم تبادل المنافع بين الإعلام القديم والجديد فلم يعد هناك حدوداً صناعية بين القديم والجديد
    ونظراً لعدم قدرة علم الاجتماع العام على الإلمام بجميع الموضوعات ذات الطبيعة الاجتماعية فقد نشأت فروع متعددة لدراسة الموضوعات المختلفة:
    فقد أدى تطور عملية الاتصال, وتطور وسائل الإعلام, والآثار المتعددة التي يحدثها الإعلام؛ على الأنماط السلوكية, وعلى العلاقات الاجتماعية, وكذلك التغيرات الاجتماعية التي ترتبت على تطور وسائل الإعلام, أدى ذلك كله إلى أن أصبحت العملية الإعلامية محور اهتمام علماء الاجتماع , وبالتالي ظهر علم اجتماع الإعلام كأحد فروع علم الاجتماع.

    وترجع أهمية علم اجتماع الإعلام إلى:
    § أن دراسة الظواهر الاجتماعية من الموضوعات الأساسية للدراسة في علم الاجتماع, ويعد الاتصال أحد الظواهر الاجتماعية التي أثرت تأثيراً كبيراً في التفكير والسلوك والمواقف والعمليات الاجتماعية
    - إن العمليات الاجتماعية كالتعاون والصراع والتنافس والتوافق تتم عبر الفعل الاتصالي, وهى (العمليات) من موضوعات علم الاجتماع , كما تضم عملية الاتصال في إطارها العمليات الاجتماعية لذا وجب الاهتمام بعملية الاتصال التي تضم في إطارها العمليات الاجتماعية
    - أهمية الظاهرة الاتصالية , وأهمية وسائل الإعلام وما يُمكن أن تحدثه هذه الوسائل من تغيرات كبيرة في العادات والتقاليد الراسخة في المجتمعات الإنسانية .
    - أن الظاهرة الاتصالية لها أبعادها الثقافية والاجتماعية التي لا يمكن إهمالها
    - تطور عملية الاتصال وتطور وسائل الإعلام واتساع الفضاء الاجتماعي الذي تتعامل معه

    - أن التنشئة الاجتماعية من العوامل المؤثرة في السلوك الاجتماعي, وتعد وسائل الإعلام أكثر العوامل تأثيراً في عملية التنشئة الاجتماعية
    - التغيرات الكبيرة في صناعة الإعلام وأنماط استهلاك المعلومات , وظهور أشكال وأساليب جديدة للإعلام
    - أن التطور السريع لوسائل الإعلام أدى إلى طرح مواضيع بحوث متعددة وجديدة حول تطور هذه الوسائل , وملكية هذه الوسائل واستخداماتها
    للأسباب السابقة, ولأهمية عملية الاتصال, ولأهمية وسائل الإعلام, وللتأثيرات المتعددة التي تحدثها وسائل الإعلام في السلوك الاجتماعي, والعمليات, والمواقف الاجتماعية كان لابد من ظهور علم اجتماع الإعلام الذي يهتم بدراسة عدد من الموضوعات التي تتعلق بالتحليل الاجتماعي للمشاهدة, والمشاهدين, وعمليات الإعلام والاتصال, ومضمون الرسائل الإعلامية, ومدى تأثير الإعلام على المجتمع والفرد
    م/ن
    منقول
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    مواضيع مشابهة في المنتدى :

    مقياس :علم الاجتماع الإعلامي
    https://30dz.yoo7.com/t170-topic?highlight=%D8%B9%D9%84%D9%85+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A
    مايسة Itfc
    مايسة Itfc


    البلد : Itfc - بن عكنون - الجزائر
    عدد المساهمات : 231
    نقاط : 283
    تاريخ التسجيل : 28/04/2012
    العمر : 30

    محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Empty رد: محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي

    مُساهمة من طرف مايسة Itfc الإثنين أبريل 01, 2013 6:08 pm

    المشرف العام
    المشرف العام
    Admin


    البلد : جامعة قاصدي مرباح .وقلة - الجزائر
    عدد المساهمات : 987
    نقاط : 11948
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009
    العمر : 46
    الموقع : المشرف العام على المنتدى

    محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي  Empty رد: محاضرات و بحوث في علم الاجتماع الإعلامي

    مُساهمة من طرف المشرف العام السبت نوفمبر 09, 2013 11:07 pm

    .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 3:06 am